ŷ������

يُحدثنا المنسي قنديل :
في هذه الصفحات يتراجع رجال السُّلطة قليلًا ليتقدم الشعراء... يخفض الفرسان سيوفهم حتى يعلو همس العشاق... يتوقف صليل السيوف حتى يتواصل إيقاع اللحن والغناء... عشاق معذبون يعيشون ما بين حرارة اللقيا ومرارة البين، وعندما يسمعون حداء القوافل يلفظون أنفاسهم الأخيرة

يُقدم لنا فى كتابه شخصيات مختارة من أغانى الأصفهانى بأسلوبه البديع، الممتع.
وتبقى شخصيات الأغاني واقعية كانت أو خيالية، خليطًا من الحب والجنون والرغبة، تحلق عاليًا قبل أن يهبط بها مدار الوهم.
ولعل هذا أحد أسرار إمتاع هذا الكتاب البديع.

يؤكد العميد طه حسين بذوقه الأدبي الراقي أن أهم كتابين فى التراث هما "تاريخ الطبري" وهو المرجع فى تاريخ الإسلام، وكتاب "الأغانى" وهو المرجع أيضًا فى وصف الحياة الاجتماعية والأدبية و المزاج الحضاري الإسلامى.

ليبق إذن أبو الفرج بعيدًا، ليبق الأغانى كتابًا فوق الرف، فالأيام لم تعد هى الأيام، ونحن لم نعد نحن، فهذا الكتاب موسوعة يحمل من الأسي أكثر مما يجلب من المتعة،كأن نوادره وأخباره و تراجم شعرائه مرثية طويلة لشمس حضارتنا الغاربة.
"شكرًا قنديل على تقريب البعيد عن متناول يدنا، وعرضه بمثل هذه البراعة."

سوف أعود لمطالعته مرارًا كلما شعرت بالوحشَة، والرغبة فى الأُنس.