ŷ������

كنت من أشد المنافحين عن الجزء الأول من سيرة محمد شكري (الخبز الحافي)، التي كانت صادمة، صريحة ومفرطة في الواقعية. هذه أيضاً تحذو حذوها، غير أنني لم ألمس جديداً في طياتها. هي نفس المغامرات في نفس البيئة الموبوءة. نفس البغض الذي يكنه لوالده، والهوس بالجنس والمغامرة، نفس الإجلال الذي يحمله لوالدته.
كنت أتوقع تفصيلاً أكثر لكيفية تحول الإنسان من لص أزقة ومرتاد لبيوت الرذيلة إلى كاتب يحتسي قهوته مع كاتب أمريكي يدعى بول بولز وتترجم أعماله إلى عدة لغات. قص علينا شكري كيفية دخوله المدرسة وتخرجه من معهد المعلمين، إلا أنني لم أجد فيها تلك النقلة النوعية في طريقة تفكير الشخصية أو أسلوب حياتها. ذلك مايذكرني بأحد ميزات هذه السيرة وهي أن الكاتب لم يحاول أن يروي قصته على أنها قصة إنسان مكافح أو مبدع، فلم ينسب لنفسه مجداً ولم يسلط الضوء على شيء من نجاحاته التي أتت لاحقاً في حياته. كل ذلك يشير على أن شكري إنسان واقعي صرف، وليس من النوع الذي يحب البريق والسمعة. حتى آخر الكتاب، لم يكن ثمة نقطة مضيئة سوى والدة شكري. أليست الأم هو مايضيء حياة كل منا أياً كنا؟

الآن فهمت لِم لم يحز الجزء الثاني على شهرة تضاهي شهرة الجزء الأول، الكثير من الفصول المتقنة، لكن لا جديد تحت الشمس.