ف��د الف��د’s review of الإسلام بين الشرق والغرب

ف��د الف��د's Reviews > الإسلام بين الشرق والغرب

الإسلام بين الشرق والغرب by Alija Izetbegović

Rate this book

Clear rating

1 of 5 stars 2 of 5 stars 3 of 5 stars 4 of 5 stars 5 of 5 stars

الإسلام بين الشرق والغرب
by

Alija Izetbegović,

محمد يوسف عدس (Translator),

عبد الوهاب المسيري (Editor)

ف��د الف��د's review

May 23, 2011

it was amazing

bookshelves: 0-favorites, non-fiction-religion-thoughts

الإسلام بين الشرق والغرب

ضللني العنوان في البداية، ظننت أن الكتاب يتناول الإسلام كتطبيق، بين مسلمي الشرق ومسلمي الغرب، أي كيف لمسلم غربي أن يعيش ويتعايش مع محيطه، ولكن الكتاب يتناول قضية أخرى، يتناول الإسلام كطريق ثالث، طريق وسط، بين الشرق السوفييتي الشيوعي حينها، والغرب الرأسمالي، فلذا نجد أنه يقول في المقدمة "هناك فقط ثلاث وجهات من النظر متكاملة عن العالم، هي: النظرة الدينية والنظرة المادية والنظرة الإسلامية"، أو لنقل بطريقة أخرى الروح، المادة أو الطبيعة، والإسلام الذي يرى المؤلف أنه يجمع ويوفق بين الروح والمادة.

يقسم المؤلف كتابه إلى قسمين، يتناول في القسم الأول كلا النظرتين الدينية والمادية، وكل ما ينسبه لهما، كالدين والفن والواجب والأخلاق والثقافة، فيما يخص النظرة الدينية، والعلم، والمصلحة، والحضارة فيما يخص النظرة المادية، فيما يخصص القسم الثاني للإسلام الذي يرى أنه وحدة ثنائية القطب، يلتئم فيها الصدع الذي وصفه في القسم الأول، لذا يعرف بيغوفيتش الإسلام على أنه "يعني أن نفهم وأن نعترف بالازدواجية المبدئية للعالم، ثم نتغلب على هذه الازدواجية".

الفصول الستة التي تكون القسم الأول تبدأ بفصل يخصصه بيغوفيتش لمناقشة ما يسميها "حجر زاوية كل أفكار العالم"، وهي قضية أصل الإنسان، وهو يناقشها فيما بين الدين والمادية، ما بين الخلق والتطور، ما بين داروين ومايكل أنجلو كما يعبر، أما سبب اختيار مايكل أنجلو هنا، فلرسومه التي تغطي سقف كنيسة السستين، والتي تعرض تاريخ الإنسان حسب الكتاب المقدس، منذ خلق آدم وحتى يوم القيامة، التطور أو العلم يعرض أصل الإنسان من خلال رحلة تطورية طويلة المدى، امتدت ملايين السنين، أنتجت هذا الكائن الذي نسميه الإنسان، بينما الدين يقول لنا أن الإنسان لم يكن حيواناً في يوم من الأيام، وإنما هو خلق إلهي، خلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، التطور ينفي المعاد لأنه نفى البداية، بينما يطرح الدين المعاد لأن البداية كانت لغاية، ستتحقق في يوم الدينونة، يحاجج بيغوفيتش في هذا الفصل التطوريين بحجج منطقية وعلمية، تبرز لنا موسوعية وعمق الرجل.

في الفصل الثاني يفرق بيغوفيتش بين الثقافة والحضارة، حيث يرى أن "الثقافة هي تأثير الدين على الإنسان أو تأثير الإنسان على نفسه، بينما الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو على العالم الخارجي" فلذا "حامل الثقافة هو الإنسان، وحامل الحضارة هو المجتمع"، ثم يعرض الأرقام الإحصائية المفزعة التي تظهر كيف أن الحضارة بلا ثقافة تقضي على الإنسان، وتسلب من المجتمعات أمنها، وأن التقدم لا يعني بأي حال أن الإنسان يصبح أسعد وأفضل.

الفصل الثالث يتناول فيه المؤلف الفن في مقابل العلم، شكسبير في مقابل نيوتن، حيث العلم يكتشف، بينما الفن يبدع، يقوم بعد هذا بربط الفن بالدين، ويستكمل فكرته بإظهار كيف انحطت الفنون والآداب تحت الحكم الشيوعي الملحد.

في الفصل الرابع يستكمل المؤلف الثنائيات بتناول الأخلاق، حيث الواجب في مقابل المصلحة، وحيث يرى أن الأخلاق لا يمكن أن توجد كمبدأ من دون دين.

الفصل الخامس يتناول التاريخ مابين الثقافة والحضارة، وهذا الفصل قد يبدو لنا غامضاً في سياق الثنائيات التي يطرحها المؤلف ولكن يمكننا فهمه من خلال الفصول السابقة، حيث الثقافة تبدو ناجزة بلا تاريخ، بينما الحضارة تعنى بالتطور التاريخي، أي كأننا نقول أن الفن يمكنه أن يبدأ من أي مكان، بينما العلم يلتزم بالتطور التاريخي، فالعالم يجب أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون.

أما الفصل السادس فهو عن الدراما والطوبيا، والطوبيا هي ما نسميه عادةَ اليوتوبيا، وهي شكل مثالي للمجتمع يحلم بالوصول إليه، والمؤلف هنا يتناول الفرق ما بين الدراما التي مكانها داخل الإنسان في صراعه الطويل مع ذاته ونوازعه، في مقابل الطوبيا التي مكانها المجتمع، والذي قد يسحق الإنسان ويقضي عليه في سبيل الوصول إلى هذه الطوبيا التي لا يمكن الوصول إليها أبداً.

كان هذا قسم الكتاب الأول، أما القسم الثاني فيتكون من خمسة فصول، يتناول في الفصل الأول علاقة الإسلام بالأديان السابقة له، اليهودية والمسيحية، ومن ثم يتناول الثنائية في أركان الإسلام الخمسة، مبرزاً كيف يكون لكل منها جانب روحي وآخر مادي، يتناول المؤلف بعد هذا القانون من خلال التطبيق الإسلامي، والمؤلف يركز في هذا على شمولية حماية المجتمع بتطبيق العقاب مع مخاطبة ضمير الأفراد.

يطرح المؤلف في فصله الأخير مثال على طريق ثالث غير الإسلام من خلال إنجلترا، التي يرى أنها تلزم الطريق الوسط، وأن الثقافة والفكر الإنجليزي حاولا دائماً التوفيق بين ثنائية الروح والمادة.

الكتاب ثري جداً، ويمكن له أن يفتح نقاشات مثيرة على كل فصل من فصوله.

177 likes · Like �� flag

Sign into ŷ�� to see if any of your friends have read الإسلام بين الشرق والغرب.