ŷ

نورة's Reviews > التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

التخلف الاجتماعي by مصطفى حجازي
Rate this book
Clear rating

by
5144725
's review

really liked it

بعد فشل محاولات تطبيق نظريات علم اجتماع البلدان المتقدمة على بلدان العالم الثالث بدأت تظهر ملامح علم اجتماع خاص بالبلدان النامية ، وهذا الكتاب أحد الكتب التي تدرس ملامح المجتمعات المتخلفة ويحاول شرحها وتفسيرها ، ستجد في هذا الكتاب الصراحة والشفافية والتي قد لا تعجب البعض ، كما ستجد وصفا دقيقا للكثير من المجتمعات العربية ، قد يغيب مجتمعك في فصول وقد يبرز في فصول أخرى ، ففي هذا الكتاب يتم تشريح المجتمع ووضع أفراده على الطاولة والذين يصفهم بـ(المقهورين) ومن هذا الوصف يتم تفسير تصرفاتهم ومعتقداتهم المجتمعية ، ويعود سبب القهر لمحورين أساسيين تدور حولهما الحياة النفسية للمقهور ، هما: "علاقة التسلط - الرضوخ من ناحية ، واعتباط الطبيعة من ناحية أخرى" وهذا السببان الأساسيان هما الذان يرجع إليهما المؤلف سبب التخلف الذي تولد في إنسان المجتمع المتخلف وتسبب في قهره.
الكتاب قيم جدا سأحاول تلخيص أبرز النقاط التي لفتت انتباهي والتعليق عليها هنا للرجوع إليها والاستفادة:
مبدئيا القهر هنا تراكمي فإنسان العالم المتخلف مقهور من السلطة والطبيعة ، وما يلقاه من تبخيس وإهانة وتبعية يعود فيمارسه على زوجته ونساء أسرته وأتباعه والزوجة تمارس على الأولاد والخادمة وهكذا دواليك ، بل إن الأمر على نطاق أوسع ، فالمدرسة تمارس عملية القهر والشلل مع الطلاب ، فالمعلمون عاجزون عن الوصول إلى قلوب الطلاب وعقولهم إلا من خلال القمع ، فتتحول الدراسة إلى تدجين ، لا يسمح للطالب أن ينتقد ، يحلل ، يعمل فكره ، وأن يتخذ موقفا شخصيا ، وبالتالي يقع ضحية خصاء ذهني ، وتدور الدائرة كل مسؤول يعمل سلطته على من تحته ، فيتسلط الضعيف على من هو أضعف منه وهي آلية نفسية للدفاع عن الذات كما ذكر ذلك في الأبواب الأخيرة من الكتاب ، مما كون مجتمعا متخلفا عبر القهر والسلطة والاستبداد.
يتحدث الدكتور عن ذهنية المتخلف فيصفها أولا باضطراب منهجية التفكير ، ولعل الفوضى والعشوائية أولى ثمراتها ، ففي مناقشة مسألة ما نجد المجتمع المتخلف يتشعب في الحديث ويخوض في قضايا أخرى دون إيجاد حل للقضية الرئيسية وهكذا دواليك ، ولذا فإن قضايا العالم المتخلف تبقى دون حلول لعدم وجود منهجية، وهذه الأزمة أزمة المجتمع ككل في مسؤوليه بل وطلابه ، فنجد الطالب يقف أمام عقبة رئيسية حين تكليفه بعمل بحث علمي ، وهي العجز المنهجي والتشتت والتشوش وعدم معرفة الموضوع المناسب وما يلائمه من أفكار ، فيقع في التكرار مما يجعل كتاباته أقرب إلى تكديس المعلومات ، إن الذهن المتخلف عاجز عن إدخال التنظيم إلى الواقع ، لأنه هو ذاته يفتقر إلى التنظيم والمنهجية ، بالإضافة إلى قصور التفكير النقدي ، وانعدام الدقة والضبط في التصدي للواقع ، وانعدام المثابرة والتركيز على أمر محدود زمنيا ، لذا فإن الخطط بعيدة المدى لا تتلاءم مع هذه العقلية إنها بحاجة إلى نتائج آنية وسحرية! وهذا بالضبط ما أراه وأجد معاناته منتشرة من واقع الحال في المضمار الأكاديمي.
إن طغيان الانفعالات وما يرافقها من نكوص تكاد تكون الأسلوب الأساسي في الوجود للمتخلف ، وهذا ظاهر في المأزق المعيشي الذي لا يرى لنفسه خلاصا منه.
ويصف العقلية المتخلفة مع العلم وصفا دقيقا فيقول: إن العلم لا يشكل بالنسبة للعقل المتخلف أكثر من قشرة خارجية رقيقة يمكن أن تتساقط، إنه لا يعدو عن كونه معطفا يرتديه حين يدخل المختبر أو يلقي محاضرة ويخلعه حال خروجه لساحة الحياة ، ويتعامل بعقليه ومنهجية غير علمية مع واقعه ومجتمعه.
يتحدث المؤلف عن الأسرة في العالم المتخلف ومكانتها ، فيعتبرها ضمانة من كوارث الطبيعة وحماية من أخطار العدوان وذلك من خلال كثرة العدد، ولذلك يحتل التكاثر والتناسل أهمية مفرطة في العالم المتخلف، إنه نوع من الدفاع البيولوجي ضد غوائل الطبيعة وما قد يخبئه المستقبل، ثم إن كثرة الولد تحتل على مستوى اللاوعي دلالة قوة الذكورة عند الرجال وقوة الخلق والامتلاء عند النساء ، وهذه من أكبر عوامل التعويض عن المهانة الوجودية التي يرزخ تحتها الإنسان المقهور!
يتحدث كذلك عن الدور الأساسي للعين والسحر والحسد في مجتمع القهر والحاجة، فالإنسان المحروم المقهور يكتفي بالمشاركة الحاسدة المشتهية من خلال النظر، وقد يفسر ذلك ظاهرة الحشرية عند الجماهير المقهورة التي تراقب كل شيء ، عيون تلاحظ ولسان ينم ويشتم .
كما أن اتخاذ الحسد كتفسير لما يحل بالمرء من غرم وخسارة، يجعل إمكانية الدفاع ضده ميسورة ، إنها الرقى والتعاويذ والسحر، فكما ذكرنا عن عقلية الإنسان المقهور عقلية آنية تبحث عن الحلول السريعة واللحظية والسحرية!
كما أن المحسود بحاجة إلى حاسد يشعره بالامتياز ويتهرب من عدوانيته الداخلية بصبها عليه، فالقول بأنه محسود يشعره بنوع من الرضا عن نفسه وعن مدى تفوقه ليعيد إلى نفسه الثقة التي خلخلها القهر والسلطة.
لذا وبعد كل هذا القهر والشعور بالذل يلجأ الإنسان المقهور في هذا المجتمع المتخلف إلى آليات دفاع لمحاولة إنقاذ ذاته التي استعبدت في خضم هذا الذل والقهر ، ومعظم هذه الآليات لا تتصدى للواقع بل تتراوح ما بين الهروب منه، والهروب فيه ، والعيش في وهم السيطرة عليه ، وهي باختصار :
الآلية الأولى: الانكفاء على الذات، يدير الإنسان ظهره للعالم ،يتجنب العلاقة المباشرة بالحاكم والحكومة وأدواتهما، ويتهرب من المشاركة بكل ما هو عام، يقف موقف المتفرج العاجز أو الشامت، لا يستجيب لنداء ولا ينخرط في نشاط ، وذلك لأن الشك والحذر والخوف تأصلا في نفسه لتجاربه المؤلمة مع المتسلط، كما تأصلت روح الهزيمة إزاء قوى لا قبل له بها، لذا نجد أنه يحاول أن يحد طموحاته وأن يضع لنفسه أهدافا قريبة المنال ، أو قد يجعل من انهدام الأهداف معيارا حياتيا.
الآلية الثانية: التمسك الشديد بالجماعة وتراثها ، والذوبان في الجماعة المرجعية.
الآلية الثالثة والأغرب : السلوك الاتكالي تجاه الولي أو الزعيم المنقذ! في حالة من التبعية الطفلية لرموز قوة حامية تذود عنه الغوائل من كل نوع.
الآلية الأخيرة: هي العنف بكل أشكاله ، وهو السلاح الأخير لإعادة شيء من الاعتبار المفقود إلى الذات، وهو لغة التخاطب الأخيرة الممكنة مع الواقع ومع الآخرين، حين يحس المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي، لذا فنجده يستشري في مناطق العالم الثالث بشكل كبير كنوع من رد الاعتبار للذات.
الفصل الأخير جعله المؤلف عن المرأة ، فهي كما ذكر أفصح الأمثلة على وضعية القهر بكل أوجهها ودينامياتها ودفاعاتها في المجتمع المتخلف ، ففصل المرأة اختصر الفصول كلها ، وفهم قهر المرأة يجعلك تفهم العالم المتخلف وتتعرف على ملامحه بشكل جيد ، وتفهم سبب تخلفه ، فالمرأة أفصح معبر عن العجز والقصور وعقد النقص والعار ، وأبلغ دليل على اضطراب الذهن المتخلف من حيث طغيان العاطفة ،وقصور التفكير الجدلي ،واستحكام الخرافة.
الرجل في المجتمع المتخلف يشكو في الحقيقة من ثمار ما صنعت يداه اجتماعيا ، ومن آثار إسقاطاته اللاواعية في آن معا ، إنه يعبر عن نظام التسلط في المجتمع عن طريق تنكره لعاره الاجتماعي الذي ألصقه بالمرأة، وبخصائه اللاواعي الذي أسقطه عليها ، بذلك التنكر يتحرر من مسؤوليته ويتجنب تفجر القلق الشديد الذي لا بد عاصف بكيانه لو لم يتهرب من عاره بهذا الشكل، وحتى يتم شحن الرجل بالقوة أو وهمها ، يتم تحويله إلى أسطورة الكفاءة التي تصور عنده لا بد من إسقاط الضعف والهوان على المرأة ، وهكذا تلعب المرأة دور المعبرة عن المأساة ، الناطقة بالمعاناة ، تلعب دور القاصر التابع الذي يحتاج إلى وصي.
المرأة هي أداة للمصاهرة ، وأداة للإنجاب ، وكائن ضعيف ، لذا فحينما تنبغ امرأة وتتفوق في مجال ما يطلق عليها (أخت الرجال) فكأنها بهذا الفعل خرجت عن أنوثتها وقامت بفعل رجولي بحت! لا يتناسب مع ضعفها واستكانتها المفروضة عليها اجتماعيا حتى صدقت ذلك المرأة وأصبحت تعيش بناء عليه.
ثم يتحدث بعد ذلك حديثا أضحكني لدقته عن ملامح أنصار المرأة من الرجال في هذا المجتمع، فيصف حماسهم في الغالب أنه نظري ، أما في الممارسة اليومية فما زالوا أسيري التقسيم العبودي للأدوار ، والحقيقة أنهم يخشون أن تفلت المرأة من سلطتهم وأن تنافسهم وتتفوق عليهم ، إنهم يخشون أن يجدوا أنفسهم أمام امتحان عسير لذكورتهم ، التي ارتبطت لسوء حظهم بالتسلط أكثر مما هي مرتبطة بالقدرة على الوصول إلى المشاركة في متعة اللقاء الجسدي.
حديث دقيق وواقعي ومخيف في وصف نفسية الرجل ، ولا يعنيني أبدا مسألة تمكين المرأة في بعض الوظائف بقدر المبرر النفسي الذي يقف خلف رفض تمكينها ، المبرر الذي ذكره المؤلف يدل على نقص وتزعزع في الثقة ، وهذا يبين لنا مدى الخلخلة في النظام الاجتماعي ونفسيات أفراده والذي أحدثه نظام القهر في هذا المجتمع.
ثم بعد ذلك تحدث عن نقطة آه أعتقد أنها فعلا تشعرني وكل أنثى بالقهر والغبن وذلك تحت عنوان الاستلاب الاقتصادي ألا وهي : تجاهل تقويم الجهد المنزلي الذي يكاد يعتبر مجانيا، أو مجزء من مهام المرأة التي لا مجال للشك فيها! فالمرأة العاملة تعود إلى منزلها لتعمل عددا كبيرا من الساعات بينما ينصرف الرجل إلى لعبه ولهوه خارج المنزل ، بلا مقابل! والحديث في هذه النقطة ذو شجون ، فمسألة عمل المرأة المنزلي مسألة لوحدها تستحق البحث عن جذورها وسبب علاقة المرأة الأزلية بعمل المنزل ، والنقطة الأهم عدم إعطاء هذه الوظيفة مكانتها التي تستحقها وعدم المكافأة عليها بل اعتبار ربة المنزل رسميا (عاطلة عن العمل)! الحديث حول هذه النقطة يطول والمسألة تستحق بحثا ومطالبة في العالم المتقدم قبل المتخلف ، ففيها من الإجحاف والتقليل الشيء الواضح.
كذلك تحدث عن نوع آخر من أنواع الاستلاب للمرأة وهو الاستلاب الجنسي ، فوصف جسد المرأة بأنه ما زال مادة غنية للتشريع ، تحديد المسموح والممنوع من تحركاته وتعبيراته تبعا لأنماط مقبولة اجتماعيا ، أي في النهاية تبعا لأنماط تخدم مصلحة المتسلط الذي يمتلك هذا الجسد .
وقد يشكو الرجل من تزمت المرأة ولكنه يتهرب منها ويخشاها إن هي تجرأت على التعبير عن جسدها، تلك مأساة علاقة التسلط والقهر التي تخضع لها المرأة من خلال الاستلاب الجنسي، وهذه الأنواع من الاستلاب قد تولد مشاكل أخرى في آليات دفاع المرأة عن نفسها والحديث عنها يطول ، كما هو الحال عن أي موضوع تدخل فيه المرأة :)
تقريبا هذا ملخص بسيط جدا لأهم النقاط والتي لفتت نظري ، يبين لك الملخص جودة عمل الباحث وقدرته على التشريح ، بغض النظر عن كونك اتفقت معه أو لا ، وقد تجد مدى التخلف الذي وصفه المؤلف في مجتمعك كبيرا وقد تجده بشكل أقل ، كما أن لدي مشكلة مع بعض ملامح التخلف التي ذكرها والتي أجدها لا ترتبط بالعالم النامي دون غيره ، هنالك ملامح أجدها فيما يدعى "العالم المتقدم" كرهن المرأة نفسها حبيسة جسدها وأن قيمتها مرهونة بمدى جماله والعناية به ، أجد هذه البلوى بلوى العالم ككل ، وغيرها من المشاكل التي يتشارك فيها العالم ، وغيرها من العقد التي أجدها لدى الرجل بشكل عام تجاه المرأة ولا تختزل فقط فيما دعاه "العالم المتخلف" لذا هنالك نجمة مفقودة قد يكون سببها العمق ، لا زالت هنالك نقاط أشعر أن هنالك أسباب أعمق لوجودها لم تذكر ، كما أنه من الصعب إرجاع كل ما ورد عن المجتمع للقهر وحده ، بعض المشاكل تكون متداخلة ومعقدة لها ألف سبب وسبب ، وهذه ربما مشكلتي مع بعض مناهج البحث العلمية ، غالبا ما تختزل مشاكل أو ظواهر معينة وترجعها لسبب أو أسباب محددة ، رغم أني أجد الإنسان ظاهرة يصعب تشريحها ، ظاهرة معقدة يحكمها ويتحكم فيها أسباب مادية ومعنوية ، تتداخل الروح مع الجسد ويتداخل معهما مشاكل الإنسان وصراعاته ، لكن بالتأكيد هذا لا ينفي أن ما ذكر وكل ما يذكر في علوم الاجتماع وأشباهه هي محاولات جادة وقيمة في محاولة ترميم وإصلاح هذا الإنسان ومجتمعه ومحاولة فهمه .
نقطة أخرى مهمة وهي ملاحظة على أغلب من يتبنى أسلوبا علميا ويتحدث باسم العلم ألا وهي التقليل وأحيانا عدم الاعتراف ببعض المسلمات الدينية والغيبيات ، بل وذكرها كنقيض للعلم والعقل مثلا (إرجاع أسباب الظواهر لأسباب مادية/إرجاع سبب الظواهر لأسباب غيبية دينية) وكأنهما نقيضان لا يجتمعان ، والعاقل العالم من قال بالأولى ، والجاهل المتخلف من آمن بالثانية! رغم أني كشخص مؤمن أؤمن بالعين والسحر والحسد والقضاء والقدر والجن والملائكة ... إلخ وأعتبرها مسلمات لا يجوز التشكيك بها لدلالة الشرع الصريحة عليها ، إلا أن هذا لا يتنافى مع أخذي بالمنهج العلمي ودراسته وفهمه ، لذا أود عدم الخلط بين تخلف مجتمع بمدى إيمانه بالغيبيات وتمسكه بدينه كنقيض للعلم! هذه مغالطة كبرى دائما ما يلمح إليها الباحثون العلميون وإن لم يصرحوا بذلك فإنك تشمه من كتاباتهم مما يثير حفيظتك !
كذلك تمنيت أيضا رغم أن هذا مما لا يطالب به الكاتب فكفاه مجرد دراسة الظاهرة ، لكني مع ذلك تمنيت عرضه لحلول ولو مختصرة لمعالجة هذا الإنسان المقهور ، وتنمية مجتمعه المتخلف.
لا أنسى كذلك الثناء على إخراج الكتاب واهتمام المؤلف بوضع معجم للمصطلحات الواردة في البحث ، ومعرفة هذه المصطلحات مما سيزيد من ثقافتك في هذا المجال بالتأكيد .
كتاب قيم جددا جددا وأعتبره الخطوة الأولى في عملية الإصلاح والتنمية إن أردنا ذلك حقا!
20 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read التخلف الاجتماعي.
Sign In »

Quotes نورة Liked

مصطفى حجازي
“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.
إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“إن الميل إلى الكسل والخمول الذي يشيع في أوساط الفئات الأكثر بؤساً وتأخراً في المجتمع المتخلف، يشكل عقبة أداء أمام مشاريع التنمية والتطوير الذاتي. فالقناعة راسخة عند هذه الفئات، بأن لا جدوى من الجهد الذي لا يمكن أن يعود خيره عليها، كما علمتها تجاربها خلال تاريخها الطويل من الاستغلال.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“إن الذهن المُتخلف لا زال عاجزاً عن إدخال التنظيم على الواقع، لأنه يفتقر هو ذاته إلى التنظيم والمنهجية، ويعيش في التخبط والعشوائية.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“ويتوسل المتسلطون الدين، من أجل ترسيخ العرف الشائع الذي يخدم مصالحهم قبل كل شيء. ويعززون سطوة التقاليد من خلال آيات وأحاديث لا مجال للشك فيها، وإلا تعرض إيمان الإنسان المغبون للخطر وأمله الوحيد في عزاء دنيا الآخرة للتلاشي. ولكن اللافت للنظر هو أن المجتمع التقليدي، والذين يمسكون السلطة فيه ويتمتعون بكل الامتيازات، لا يبرزون من الدين سوى الجوانب التي تؤكد سلطتهم، وتعزز العرف الشائع والنظام المرتبي. فقط تلك الجوانب التي تؤكد على القناعة بالأمر الواقع وتقبله تبرز وتتكرر على مسامع المغبونين. أما الجوانب الثورية في الدين أما جوانب التحرر والإبداع والتغيير، والعدل والعدالة والتصدي والشجاعة والجهاد في سبيل الحق وفي سبيل كرامة الإنسان، فيسدل عليها ستار كثيف من التعتيم. وهكذا يصبح كل ما هو عصري يساعد الإنسان على تحرير ذاته وامتلاك زمام مصيره بدعة، وكل توكيد على الحق والعدالة والكرامة وممارستها زندقة. ويتحول الدين إلى سلاح مسلط على المغبونين. وهذا أفعل سلاح لدفعهم إلى الاستسلام والإذعان لأنه يهدد أملهم الأخير في الخلاص والعزاء في ثواب الآخرة. خلاص وثواب يجعلان وحدهما حياة القهر ممكنة.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“كلما ازداد الشعور بالقوة عند الكائن الحي، نراه يميل إلى الفردية والاستقلال.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“من الطبيعي أن تستفحل الاعتقاد بالخرافات حول الجن والعفاريت بين النساء، نظراً لوضعية القهر التي تفرض عليهن في المجتمع النامي”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“المرأة التي تنبغ تسحب منها صفة الأنوثة: «التفوق والنبوغ في نظر المجتمع صفة للرجل فحسب، فإذا ما أثبتت امرأة ما نبوغها بما لا يدع مجالًا للشك، اعترف المجتمع بنبوغها، وسحب منها شخصيتها كامرأة وضمها إلى جنس الرجال».”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“العلاقة بين الإنسان المقهور والسيد المتسلط ليست جامدة بهذا الشكل وبصفة مستديمة , يغلب عليها واقعياً التجاذب الوجداني , التذبذب بين التبعية والرضوخ وبين الرفض والعدوانية الفاترة يحاول الإنسان المقهور في المرحلة الاضطهادية ,الانتقام بأساليب خفيف (الكسل والتخريب) أو رمزية (النُكات والتشنيعات ) وهذا يخلق ازدواجية في العلاقة: رضوخ ظاهري, وعدوانية خفية وأبرز مثل على هذه الازدواجية هو موقف الرياء والخداع والمراوغة والكذب والتضليل , فالإنسان المقهور متربص دوماً للمتسلط كي ينال منه كلما استطاع وبالأسلوب الذي تسمح به الظروف”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“وهكذا تتباهى المرأة بلعب دور عارضة الجاه والثروة، من خلال ما تلبس، وما تتحلّى به (وكأن جسد المرأة لا يتضمن قيمة كافية بحد ذاته، فهو بحاجة إلى الأدوات والأمتعة من كل نوع كى تخفي قصوره، أو ما أسقط عليه من نقص).”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“تعجز الذهنية المتخلفة عن تقدير دور كل من طرفى التناقض ، تعجز عن التفريق بين الأساسى والثانوى ، بين المحورى والحدودى ، بين القاعدى والعابر ، تساوى كل هذه الأمور فى الأهمية ، وتساوى بين وزن هذه الظواهر جميعاً . بينما يعلمنا المنهج الجدلى أن هناك دائماً طرفاً أساسياً وطرفاً ثانوياً فى التفاعل كما يعلمنا أن العلاقة لا تظل ثابتة على الدوام فى صيغة واحدة ، بل هى متحولة . فالطرف الذى كان أساسياً فى التفاعل قد يصبح ثانوياً فى مرحلة تالية ، بينما يحتل الطرف الثانوى دوراً أساسياً .”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“كلمة (خناقة) مثيرة في دلالتها الرمزية، فكأن الصراع لا يمكن أن يكون أقل من عملية خنق متبادلة.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“كم هي كبيرة الخدمات التي يقدمها رمز الشيطان لكل من السلطة المستغلة، والإنسان المقهور والمغبون، في العالم النامي”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“يعتقد الرجل إنه يسيطر على المرأة، وتعتقد هذه في دخيلة نفسها أنها هي التي تمتلك زمام السيطرة الفعلية عليه. وأن سيطرته الظاهرية، ليست سوى وسيلة توهمه بقوّته كي لا ينتبه إلى ما تفرضه عليها لمرأة من سيطرة، هذا في الحالات العادية، أما في حالات الصراع، فإن الأمر يتخذ طابع حرب سيطرة حقيفية ص 225”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“حتى الحب يعاش في البلاد النامية تحت شعار التسلط والرضوخ، تسلط المحبوب رضوخ الحبيب .. حتى حب الأم لأبنائها بكل ما يتميز به من حرارة عاطفية يغلب عليه الطابع التملكي، أي في النهاية التسلط من خلال أسر الحب”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

مصطفى حجازي
“يتمحور الوجود عند الإنسان المتخلف، حول قضايا بسيطة يبدوا أنها تكوّن حياته كلها، مما يجعله يستجيب بشكل مفرط في انفعاليته وحدته. إنه يستجيب، لا لهذا الأمر الطارئ او البسيط، بل في الحقيقة لوجوده الذي يعاني من القهر المزمن والذي يتفجر في كل لحظة وعند كل عقبة.”
مصطفى حجازي, التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور


Reading Progress

Finished Reading
September 24, 2016 – Shelved

Comments Showing 1-6 of 6 (6 new)

dateDown arrow    newest »

Mahmoud KHoolef ممتاز 👏👏
وفرتي علينا كتير


نورة العفو .. صدقني لن تغني المراجعة عن قراءة الكتاب :)


Mahmoud KHoolef قرأته بالفعل نفسي اطبعه واوزعه على الناس كلها ويتم تدريسه


نورة مصدر التحاكم واضح = الشريعة الإسلامية.


عبدالرحمن علي مراجعة جميلة جدا ووافية في جزء النقد
جزاكي الله خيرا :)


نورة وإياك


back to top