إلام مزيود's Reviews > لا قديسون ولا ملائكة
لا قديسون ولا ملائكة
by
by

"قتلت زوجي الليلة الماضية استخدمت مثقب أسنان لثقب جمجمته. انتظرت أن تخرج حمامة من رأسه لكن خرج بدلا منه غراب أسود كبير..استيقظت مرهقة، أو على نحو أكثر دقة بلا شهية للحياة.. هل شعرت للحظة بشهية مفعمة للحياة ؟ لا أظن.. تعيش طويلا جدا كأنك تتوقع شيئا ما.
اليوم السبت، لدي متسع من الوقت لكي أحلم وأحزن، أزحف خارج سريري المنفرد.. وضعت نباتا مطاطا مكان نصف الفراش الآخر.لا يسعك عناق نبات مطاط، ولا يسعه ملاطفتك. لكنه لن يصاحب أحدا غيرك".
بهذه الكلمات افتتح إيفان كليمار روايته المنفردة "لا قديسون ولا ملائكة"، رواية لا يسعك إلا أن تردد مع كل جملة، ماذا يوجد في رأس هذا الرجل، أي إبداع وذكاء يسكبه على الورق، وأية عبقرية يشد بها القارئ من أول كلمة حتى آخرها؟
الرواية بطلتها امرأة، طبيبة أربعينية تعاني الكآبة والوحدة. تعاني التفكير الزائد في كل ما حدث وما لم يحدث. لا تستطيع التصالح مع أحد، حتى مع ذاتها.. أم لمراهقة مدمنة مخدرات، وطليقة ريا ضي خائن مصاب بداء السرطان ...
ما إن تولد عليك أن تعيش... !
تدبر أمرك كيفما شئت ، وهذا ما طرحه الكاتب في تفاصيل وتساؤلات شخصياته الأساسية والتي كانت بالمجمل على لسان المرأة الأربعينية، الفتاة المراهقة والشاب المنقب عن الماضي حبيب الأربعينية.
لو لم يعط الكاتب الفرصة للمراهقة لتترجم صوتها الداخلي لأطلقت عليها كقارئ أسوأ الصفات وكانت أوقح الشخصيات التي مرت عليك، لكن بمجرد حديثها ستتقرب أكثر من عالم المدمنين الذين يصلون للحد الذين يركلون فيه كل شيء أمامهم، القيم، الأخلاق، الدراسة، الأهل... من أجل نيل الحرية التي يتطلعون إليها والهروب إلى أقصر طريق يجدونه عادة في الحقن.
الطبيبة الأربعينية إنسانة عاشت بين رجلين الأول أب قاسي والثاني زوج خائن، أرادت الانتقام من كليهما فما انتقمت سوى من نفسها من خلال دخولها في دوامة التدخين والكآبة، ومن خلالها أو كما ترى ولجت ابنتها عالم التدحين فالمخدرات كونها الفتاة تملك أم سوداوية وقدوة سيئة، تسرد تفاصيل حياتها بطريقة شفافة، جد جذابة، امرأة ناضجة حينا ومنكسرة مشتتة في أحيان أخرى..
بقية الشخصيات كلهم ضحايا الحياة، أو عدم التصالح مع ظروف الحياة بشكل عام.
أيضا تطرق الكاتب إلى الجانب السياسي في أحداث الرواية بعد تغيير سياسي طرأ على براغ آنذاك وخروجها من الشيوعية في النصف الثاني من القرن العشرين وهو شبيه إلى حد ما بما يمر به الوطن العربي مؤخرا.
في المجمل الرواية تستحق القراءة وإعادة القراءة، أنا شخصيا جعلتني انغمس فيها. فأفكر في الأحداث القادمة بشوق وانتظر دائما وقت الفراغ حتى لو كان دقائق قليلة، لأغرق في كلماتها ومعانيها.
مما اقتبست :
كل ما تتوق إليه في الحقيقة هو أن تسمع أن أحدا ما يحبك، لكنك في العادة لا تسمعها، لأنها غالبا ما تكون مجرد كلمات يقصد بها خداعك. حين تدرك إما أن تكتئب أو تبحث عن شيء ما يريحك.
لا شيء يريحك، على أية حال.
--
فقط لو كان لدي شخص ما أتطلع لرؤيته، شخص ما يدق جرس الباب أو يتصل ليقول لي: " كيف حالك يا حمامتي الصغيرة؟"
--
الطيبون يعانون أكثر لأنهم يأخذون معاناة الآخرين في قلوبهم. لا أعلم إن كنت من الطيبين أم لا، لكنني حظيت بأكثر من نصيبي من المعاناة.
--
لماذا يموت الطيبون صغارا جدا في حين يتدبر الأوغاد أمرهم للعيش طويلا جدا.
--
ماذا يحدث لمن يقضون حياتهم خائفين من التعبير عن آرائهم؟ الأرجح أنهم يتوقفون عن التفكير. أو يعتادون الكلام الفارغ.
--
أنظر لنفسي للحظة في المرآة العدائية. لا. المرآة ليست عدائية، بل موضوعية بلا مبالاة، الزمن هو العدائي.
--
البشر يؤذون بعضهم البعض، هذا شيء اكتشفته. نوع ما من تسلسل ردود الأفعال. أنت تؤذيني، فأؤذيك أنا أيضا. من لا يؤذون هم من يتلقون الأذى أكثر من الجميع.
اليوم السبت، لدي متسع من الوقت لكي أحلم وأحزن، أزحف خارج سريري المنفرد.. وضعت نباتا مطاطا مكان نصف الفراش الآخر.لا يسعك عناق نبات مطاط، ولا يسعه ملاطفتك. لكنه لن يصاحب أحدا غيرك".
بهذه الكلمات افتتح إيفان كليمار روايته المنفردة "لا قديسون ولا ملائكة"، رواية لا يسعك إلا أن تردد مع كل جملة، ماذا يوجد في رأس هذا الرجل، أي إبداع وذكاء يسكبه على الورق، وأية عبقرية يشد بها القارئ من أول كلمة حتى آخرها؟
الرواية بطلتها امرأة، طبيبة أربعينية تعاني الكآبة والوحدة. تعاني التفكير الزائد في كل ما حدث وما لم يحدث. لا تستطيع التصالح مع أحد، حتى مع ذاتها.. أم لمراهقة مدمنة مخدرات، وطليقة ريا ضي خائن مصاب بداء السرطان ...
ما إن تولد عليك أن تعيش... !
تدبر أمرك كيفما شئت ، وهذا ما طرحه الكاتب في تفاصيل وتساؤلات شخصياته الأساسية والتي كانت بالمجمل على لسان المرأة الأربعينية، الفتاة المراهقة والشاب المنقب عن الماضي حبيب الأربعينية.
لو لم يعط الكاتب الفرصة للمراهقة لتترجم صوتها الداخلي لأطلقت عليها كقارئ أسوأ الصفات وكانت أوقح الشخصيات التي مرت عليك، لكن بمجرد حديثها ستتقرب أكثر من عالم المدمنين الذين يصلون للحد الذين يركلون فيه كل شيء أمامهم، القيم، الأخلاق، الدراسة، الأهل... من أجل نيل الحرية التي يتطلعون إليها والهروب إلى أقصر طريق يجدونه عادة في الحقن.
الطبيبة الأربعينية إنسانة عاشت بين رجلين الأول أب قاسي والثاني زوج خائن، أرادت الانتقام من كليهما فما انتقمت سوى من نفسها من خلال دخولها في دوامة التدخين والكآبة، ومن خلالها أو كما ترى ولجت ابنتها عالم التدحين فالمخدرات كونها الفتاة تملك أم سوداوية وقدوة سيئة، تسرد تفاصيل حياتها بطريقة شفافة، جد جذابة، امرأة ناضجة حينا ومنكسرة مشتتة في أحيان أخرى..
بقية الشخصيات كلهم ضحايا الحياة، أو عدم التصالح مع ظروف الحياة بشكل عام.
أيضا تطرق الكاتب إلى الجانب السياسي في أحداث الرواية بعد تغيير سياسي طرأ على براغ آنذاك وخروجها من الشيوعية في النصف الثاني من القرن العشرين وهو شبيه إلى حد ما بما يمر به الوطن العربي مؤخرا.
في المجمل الرواية تستحق القراءة وإعادة القراءة، أنا شخصيا جعلتني انغمس فيها. فأفكر في الأحداث القادمة بشوق وانتظر دائما وقت الفراغ حتى لو كان دقائق قليلة، لأغرق في كلماتها ومعانيها.
مما اقتبست :
كل ما تتوق إليه في الحقيقة هو أن تسمع أن أحدا ما يحبك، لكنك في العادة لا تسمعها، لأنها غالبا ما تكون مجرد كلمات يقصد بها خداعك. حين تدرك إما أن تكتئب أو تبحث عن شيء ما يريحك.
لا شيء يريحك، على أية حال.
--
فقط لو كان لدي شخص ما أتطلع لرؤيته، شخص ما يدق جرس الباب أو يتصل ليقول لي: " كيف حالك يا حمامتي الصغيرة؟"
--
الطيبون يعانون أكثر لأنهم يأخذون معاناة الآخرين في قلوبهم. لا أعلم إن كنت من الطيبين أم لا، لكنني حظيت بأكثر من نصيبي من المعاناة.
--
لماذا يموت الطيبون صغارا جدا في حين يتدبر الأوغاد أمرهم للعيش طويلا جدا.
--
ماذا يحدث لمن يقضون حياتهم خائفين من التعبير عن آرائهم؟ الأرجح أنهم يتوقفون عن التفكير. أو يعتادون الكلام الفارغ.
--
أنظر لنفسي للحظة في المرآة العدائية. لا. المرآة ليست عدائية، بل موضوعية بلا مبالاة، الزمن هو العدائي.
--
البشر يؤذون بعضهم البعض، هذا شيء اكتشفته. نوع ما من تسلسل ردود الأفعال. أنت تؤذيني، فأؤذيك أنا أيضا. من لا يؤذون هم من يتلقون الأذى أكثر من الجميع.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
لا قديسون ولا ملائكة.
Sign In »
أقرؤها لأنها ترشيحكِ عزيزتي إلام