ŷ

فد الفد's Reviews > تاجر البندقية

تاجر البندقية by William Shakespeare
Rate this book
Clear rating

by
5008212
's review

it was amazing
bookshelves: 0-favorites, fiction-europe-british

تاجر البندقية

كنت محظوظاً لأني قرأت هذه المسرحية بترجمة الدكتور عناني، ومن ثم شاهدت الفيلم الجميل الذي أخرجه مايكل ريدفورد سنة 2004، وقام بأداء دور اليهودي فيه آل باتشينو، ودور أنتونيو جيرمي آيرونز، هكذا حصلت على التجربة الكاملة، قرأت النص بترجمة عربية رائعة، ومن ثم شاهدته مجسداً، حيث نبرات الممثلين وتعابيرهم تنقل بل تحيي النص، وتضفي عليه الوجود الإنساني، وهي حالة أظن أن المسرحية مقروءة تفتقدها، لأنك عندما تقرأ المسرحية تفقد جزءً مهماً كان يجب أن يصل إليك من خلال صوت الممثل وأسلوبه في تجسيد الشخصية، وهذا الضعف لا تعاني منه الرواية، لأن الرواية لا تعتمد على الحوار فقط، وإنما يمكن للروائي أن يظهر ويبرز مشاعر البطل من خلال الوصف.

في مقدمته للمسرحية أبدع الدكتور عناني في تناول فن الترجمة، واختلاف المترجمين وأساليبهم، وعقد مقارنات حول ترجمته وترجمة من سبقه من المترجمين العرب، وكذا في توضيح مستويات اللغة، وكيف يترجم المصطلح أو التعبير الشائع من لغة إلى أخرى، بحيث لا يترجم حرفياً وإنما بالمعنى، لأن ترجمته حرفياً تفقد الهدف منه وهو نقل معنى معين بشكل سريع.

أحببت هذه المسرحية كثيراً، وأعتبرها من أجمل ما كتب شكسبير، فهي تحتوي على كل العناصر الجذابة، من شخصية إشكالية مثل شخصية شيلوك اليهودي، إلى امرأة فاتنة مثل بورشيا، إلى أصدقاء مثل أنتونيو وباسانيو، وإلى حبكة ممتعة تجذب القارئ أو المشاهد وتبقيه متحفزاً حتى النهاية.

قبل أن أتناول القصة سأجيب على سؤال واحد، وهو هل هذه المسرحية معادية لليهود؟ في الفيلم حاول المخرج الخروج من هذا المأزق بوضع مقدمة مقحمة تظهر تنامي العداء لليهود في أوروبا في تلك الفترة، وهذه إحدى عيوب الفيلم، فالمسرحية برأيي ليست معادية، تمثيلها هو من يجعلها كذلك، فتصوير اليهودي في تلك الفترة بطريقة مهينة شكلاً وملبساً هو ما يحط من قدره، أما شخصية شيلوك نفسها، فهي شخصية عميقة، شخصية إنسان مضطهد سنحت له فرصة الانتقام من مضطهديه، فقد ابنته بسبب أحد أصدقاء أنتونيو، فلذا أراد أن يحصل على رطل اللحم ذاك، ورفض كل الاغراءات المالية للتنازل، والنهاية التي وصل إليها محزنة، وإرغامه على التنصر تجعل القارئ والمشاهد يتعاطف مع الرجل المعذب المسكين.

نأتي الآن للمسرحية التي تدور أحداثها في مدينة البندقية، ولكن لنبدأ من بيلمونت حيث تعيش بورشيا الجميلة والغنية، والتي توفي والدها تاركاً وصية أن لا يتزوجها إلا من يختار الصندوق الصائب من بين ثلاثة صناديق، أولها من ذهب وثانيها من فضة وثالثها من رصاص، في أحد هذه الصناديق توجد صورة بورشيا، وعلى كل صندوق عبارة ملغزة ربما تفيد المتقدم أو تأخذه بعيداً، نعاين في المسرحية، ضيق بورشيا من هذا المصير، وتخوفها من أن تقع بين يدي شخص لا تحبه، وفي أبيات جميلة نقرأ:

إني لا أقدر أن أقبل من أرضاه
أو أن أرفض من لا أرضاه
فإرادة بنت حية.. كبلها رجل ميت

كما نشاهد كيف يتقدم لها ويفشل أمير مغربي ثم أمير أسباني، ولكن شقاءها لن يطول لحسن الحظ، ففي البندقية يطلب باسانيو من صديقه أنتونيو، التاجر الثري مساعدة مالية قدرها 3000 دوقية، حتى يمكنه أن يذهب ويخطب بورشيا، ولأن أنتونيو لا يملك المال لحظتها، فكل أمواله وضعها في تجارته التي توزعت على سفن متعددة حول العالم، يذهبان إلى شيلوك ليقترضا منه المبلغ، يوافق شيلوك على إقراض أنتونيو الثلاثة آلاف لثلاثة أشهر، ويضع في العقد شرطاً أن يقتطع رطلاً من لحم صدر أنتونيو إن هو تأخر في الوفاء بالمبلغ.

يذهب باسانيو ومعه صديقه جراتيانو إلى بيلمونت، فيما تهرب ابنة شيلوك جسيكا مع لورينزو أحد أصدقاء أنتونيو، وهذا ما يجعل اليهودي ينهار، خاصة وأن الحبيبان استوليا على جزء من أمواله، تسنح لشيلوك فرصة الانتقام عندما تنتهي مهلة الثلاثة أشهر، ولا يفلح أنتونيو في السداد بسبب تحطم سفنه التي كان ينتظر عودتها ليدفع لليهودي ماله، عندها يصر شيلوك على تنفيذ الاتفاق.

في بيلمونت يفلح باسانيو في معرفة الصندوق فيتزوج بورشيا، فيما يتزوج صديقه جراتيانو وصيفتها نيريسا، يخبر باسانيو بورشيا بالوضع الصعب لصديقه أنتونيو وحاجته للعودة، فتمد بورشيا زوجها بستة آلاف دوقية ليدفعها لشيلوك، وحالما يرحل تلحق به هي ووصيفتها بخفاء متنكرتين في زي محامٍ وكاتبه.

نصل بعدها إلى مشهد المحاكمة الشهير، يصر شيلوك على تنفيذ الاتفاق، يرفض الستة آلاف التي يقدمها باسانيو، ويواجه الجميع مأزقاً حقيقياً، فلو رفضوا التنفيذ سيخل هذا بمصداقية البندقية التجارية، وسيدمر تجارتها، لأن التجار لن يثقوا في المستقبل بالعقود التي يوقعونها مع البنادقة، ولكن تصل بورشيا متنكرة، وتبدأ في الدفاع عن أنتونيو ولكن عن طريق اجتذاب شيلوك بحيث يقر بأنه لا يريد إلا ما هو مسجل فقط في العقد، عندها تطالبه بأن يأخذ رطل اللحم الذي يخصه ولكن عليه في ذات الوقت أن لا يسفك قطرة دم، ولو فعل ستصادر كل أمواله، يتراجع شيلوك مطالباً بالستة آلاف، ولكن بورشيا تذكره بأنه رفض ذلك، وأنه الآن يواجه المحاكمة بتهمة التآمر على قتل رجل من البندقية، وعقوبة ذلك هي القتل ومصادرة أملاكه كلها وتحويلها لأنتونيو الذي تآمر شيلوك عليه، يعفو الدوق عن شيلوك فلا يقتله، ويشترط أنتونيو ليعيد لليهودي نصف أمواله أن يتنصر، فيما سيعطي النصف الآخر للورينزو وجسيكا، يقبل شيلوك محطماً، وبإبداع شكسبيري يستأذن شيلوك في الانصراف لأنه لا يشعر بحال جيدة، ويخبرهم أنه سيوقع على الحكم عندما يرسل له، كانت هذه حيلة مسرحية لإخراج شيلوك من المسرح ولكنها حيلة رائعة جداً، تظهر كيف انتهى شيلوك، تنتهي المسرحية بعد ذلك بمقلب تقوم به بورشيا لزوجها، وكذا نيريسا لجراتيانو، يثيران من خلاله غيرتهما.

مسرحية ممتعة، سأعود لقراءته مراراً.
36 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read تاجر البندقية.
Sign In »

Reading Progress

June 15, 2011 – Shelved
January 17, 2013 –
page 40
18.43% "فلتستمر الرحلة الشكسبيرية"
January 17, 2013 –
page 5
2.3% "تغيير من ترجمة عكاوي إلى ترجمة عناني"
January 18, 2013 – Started Reading
January 18, 2013 –
page 60
27.65%
January 19, 2013 –
page 143
65.9%
January 20, 2013 –
page 220
100%
January 20, 2013 – Finished Reading

Comments Showing 1-6 of 6 (6 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Azza (new)

Azza Abd el-Aty في المسرحيات والشعر حاول القراءة بصوت مرتفع ربما وصلت لنبره صوت الممثل التي تفتقدها:)
ريفييو أكتر من رائع فد


فد الفد أفعل هذا أحياناً حتى أبدو كالأبله :)

شكراً لك


Sahar اول كتاب مسكته بيدي كان هذه المسرحية ،، رائعة


Sahar اول كتاب مسكته بيدي كان هذه المسرحية ،، رائعة


message 5: by يثم (new)

يثم كنت محتاراً بين ترجمات شكسبير ولما وصلت هنا قطعت جهيزة قول كل خطيب! سلمت يمينك يا فد.


فد الفد تسلم، وقراءة ممتعة


back to top