عبدالرحمن عقاب's Reviews > من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث: النشأة المستأنفة
by
by

لو كنت عالم حديث لجعلت هذا الكتاب شرطاً لإجازة كلّ طالب علم حديث! فإمّا أنْ يفنّده وينق� بنيانه فيكون أهلاً لعلم الحديث أو أنْ يدفعه الكتاب للتواضع الفكري، والشكّ العلمي اللاز� لكلّ عالم وباحث. �
فهذا كتابٌ مهمّ جدًا جدًا جدًا لكلّ باحث أو مهتم في علم السنّة النبوية و في أسس الفقه الإسلام� بصورته التي انتهى إليها. �
بدايةً تكمن أهمية هذا البحث في كونه على يد شخص من خارج المنظومة الحديثية، بل ومن خار� الدائرة الإسلامية بل والدينية بشكل عام. مما يعني خلّوه –افتراضيً� وكما تثبت كتابته- من التحيزا� المعرفية التقديسية أوالدعوية أو العدائية. �
كما أنّ "طرابيشي" يمتاز بالموسوعية المعرفية وحرصه على توثيق أصول استشهاداته، و معطياته الت� يبني عليها رأيه. ويمتاز أسلوبه بلغة سلسلة وعبارة مباشرة، مما يجعل القاريء يأمن كثيرًا غوائ� التورية و مكر ما بين السطور. �
يعرض الكتاب لجوانب عدّة مثل : النبوة ودورها، و الانتقال من إسلام الرسالة إلى إسلام الفتوحا� مما استدعى توسيع النصّ واختلاق التبرير الأصولي للسياسة. وفي هذا أخالف الكاتب فيم� ذهب إليه من (اللافاعلية النبوية) والتي تجعل من النبي صلى الله عليه وسلّم مجرد ساعي بريد� لا رأي له، ولا شأن له بما يحمل. �
كما أخالفه في الطعن في عالمية الرسالة الإسلامية وأنها ما كانت إلا محاولة لتبرير الفتوحات! فاستخدا� عالمية الدين كمبرّر لا يعني أنّ هذه العالمية مختلقة. وإن نجح في عرض حججه عن وه� الأصل الحديثي للمسألة (تفرّد هُشيم) و نقاش استخدام كلمة "الناس" قرآنياً. �
ما بعد هاتين النقطتين فإني أجد الكتاب كنزًا معرفيًا في نقاش دخول "السنة" نظريًا وعمليًا في حيا� المسلمين الشرعية، وما صاحب ذلك من إقصاءٍ للعقل� � على يد الفقهاء الأربعة وابن حزم وغيره�. �
ومن أهم ما يعرض له الكتاب الأسس التنظيرية التي أدّت إلى تضخم المدونة الحديثية أضعافًا مضاعفة� والعقلية "التخريجية" التي حاولت بشكل مستميت –ومضح� أحيانًا- أن تجد مخرجًا أ� "تبريرًا" للتناقض بين الروايات تنزيهاً للنبي صلى الله عليه وسلّم ظاهريًا وتقديسًا للرواة والأساني� والمتون حقيقةً. �
ولا يعدم القاريء المرور على إطلالات تاريخية مهمة في ثنايا الكتاب. كمثل الحديث التاريخي عن م� سمّي بـ "فتنة خلق القرآن". �
وأمّا حديثه عن دور الموالي في تشكيل الدين بصورته "المستأنفة" على حدّ تعبيره، فهذا زعم لا يعد� أدلته لكنّه يحتاج إلى مزيد بحث ودراسة، وإن أعجب أصحاب نظريات المؤامرة والتي ألمح له� طرابيشي نفسه. كما أنّه يفتح بابًا للسؤال عن حقيقة التآمر الشعبوي مقابل التخاذل العلمي العربي� والانشغال بالسلطان والجاه وما يرافقهما، وهل كان هناك توجّه واحد يمكن استقراؤه أم مجر� استئثار علمي وغلبة في البحث؟
فهذا كتابٌ مهمّ جدًا جدًا جدًا لكلّ باحث أو مهتم في علم السنّة النبوية و في أسس الفقه الإسلام� بصورته التي انتهى إليها. �
بدايةً تكمن أهمية هذا البحث في كونه على يد شخص من خارج المنظومة الحديثية، بل ومن خار� الدائرة الإسلامية بل والدينية بشكل عام. مما يعني خلّوه –افتراضيً� وكما تثبت كتابته- من التحيزا� المعرفية التقديسية أوالدعوية أو العدائية. �
كما أنّ "طرابيشي" يمتاز بالموسوعية المعرفية وحرصه على توثيق أصول استشهاداته، و معطياته الت� يبني عليها رأيه. ويمتاز أسلوبه بلغة سلسلة وعبارة مباشرة، مما يجعل القاريء يأمن كثيرًا غوائ� التورية و مكر ما بين السطور. �
يعرض الكتاب لجوانب عدّة مثل : النبوة ودورها، و الانتقال من إسلام الرسالة إلى إسلام الفتوحا� مما استدعى توسيع النصّ واختلاق التبرير الأصولي للسياسة. وفي هذا أخالف الكاتب فيم� ذهب إليه من (اللافاعلية النبوية) والتي تجعل من النبي صلى الله عليه وسلّم مجرد ساعي بريد� لا رأي له، ولا شأن له بما يحمل. �
كما أخالفه في الطعن في عالمية الرسالة الإسلامية وأنها ما كانت إلا محاولة لتبرير الفتوحات! فاستخدا� عالمية الدين كمبرّر لا يعني أنّ هذه العالمية مختلقة. وإن نجح في عرض حججه عن وه� الأصل الحديثي للمسألة (تفرّد هُشيم) و نقاش استخدام كلمة "الناس" قرآنياً. �
ما بعد هاتين النقطتين فإني أجد الكتاب كنزًا معرفيًا في نقاش دخول "السنة" نظريًا وعمليًا في حيا� المسلمين الشرعية، وما صاحب ذلك من إقصاءٍ للعقل� � على يد الفقهاء الأربعة وابن حزم وغيره�. �
ومن أهم ما يعرض له الكتاب الأسس التنظيرية التي أدّت إلى تضخم المدونة الحديثية أضعافًا مضاعفة� والعقلية "التخريجية" التي حاولت بشكل مستميت –ومضح� أحيانًا- أن تجد مخرجًا أ� "تبريرًا" للتناقض بين الروايات تنزيهاً للنبي صلى الله عليه وسلّم ظاهريًا وتقديسًا للرواة والأساني� والمتون حقيقةً. �
ولا يعدم القاريء المرور على إطلالات تاريخية مهمة في ثنايا الكتاب. كمثل الحديث التاريخي عن م� سمّي بـ "فتنة خلق القرآن". �
وأمّا حديثه عن دور الموالي في تشكيل الدين بصورته "المستأنفة" على حدّ تعبيره، فهذا زعم لا يعد� أدلته لكنّه يحتاج إلى مزيد بحث ودراسة، وإن أعجب أصحاب نظريات المؤامرة والتي ألمح له� طرابيشي نفسه. كما أنّه يفتح بابًا للسؤال عن حقيقة التآمر الشعبوي مقابل التخاذل العلمي العربي� والانشغال بالسلطان والجاه وما يرافقهما، وهل كان هناك توجّه واحد يمكن استقراؤه أم مجر� استئثار علمي وغلبة في البحث؟
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث.
Sign In »
Reading Progress
October 30, 2016
–
Started Reading
October 30, 2016
– Shelved
November 7, 2016
–
Finished Reading
Comments Showing 1-7 of 7 (7 new)
date
newest »


والكتابة عن أي فكرة إما غايتها مدحها أو ذمها، أو تبيينها وتوضيحها بحيث يقوم القارئ بمدحها أو ذمها."
أوافقك!
وإن كانت الحالة مع طرابيشي، برأيي، خاصة.
فلن تجد من طرابيشي التحيز الضاغط والفج، ولن تجد عنده التحيز النفسي اللاموضوعي.


قراءة ممتعة ومفيدة :)

أشكرك!
مقولة دقيقة وجميلة.
والكتابة عن أي فكرة إما غايتها مدحها أو ذمها، أو تبيينها وتوضيحها بحيث يقوم القارئ بمدحها أو ذمها.