ŷ

Fatema Hassan , bahrain's Reviews > بابت

بابت by Sinclair Lewis
Rate this book
Clear rating

by
16564718
's review

it was amazing




سنكلير لويس مسرحي و روائي أمريكي يستحق أن توطّد صداقتك كقارئ به، بما إني شاهدت فيلم " إيلمر غانتري" و هو مقتبس عن رواية ل سنكلير لويس، من بطولة عمالقة هوليوود بيرت لانكستر و جيين سايمونز وهو فيلم أبدع فيه سنكلير لويس متناولاً الجدلية الدينية و الصحوة الإيمانية التي تفشت في ذلك العصر، حينها اتذكر اني قرات مقال نقدي يسخر ممن يقول أن لويس يفضح ويعري مجتمعه و لكن هذا ما استنتجته من تمامًا من هذه الرواية و ذلك الفيلم، الأجواء الحوارية الدينية في الفيلم من قبيل ( الرب يتحرك بطريقة غامضة)أو ( أفعل أفضل ما يمكنك و أترك البقية للرب) و كأنها أجواء متناقضة مع هذه الرواية يكتبها قلم آخر حيث التركيز على وصف الماديات و كأن بصر الإنسان محصور على يملك، و ولد ليملك! في هذه الرواية نجد سطوة السلطة الاقتصادية تسيّر بلاد ك أمريكا و تحكمها فعليا حتى كأنها السلطة الوحيدة و لا سلطة سواها، كما كانت تفعل السلطة الدينية في الفيلم وكلاهما تغيب عنهما سلطة العقل .. هذا الاختلاف قطعا يدلّ على براعة لويس و يدلّ بالأكثر على استحقاقه ل جائزة نوبل للآداب لابتكاره أنواع جديدة من الشخصيات تتميز بحسّ فكاهي ساخر. يكفيه فخرًا أن تكون شخصيات ك شخصية إيلمر غانتري و جورج ف بابِيت من رصيد خياله الأدبي.

المهم هنا أن المفاجأة أن ذِكر سنكلير لويس مرّ في تلك الحوارات الدينية في الفيلم على لسان إيلمر غانتري بوصفه كاتب ملحد و مجدف و هذا فاق الفيلم أهمية عندي، و الشخصية الرئيسية هنا جورج ف بابيت مرت هناك كشخصية ثانوية بمنصب سكرتير لغرفة التجارة في زينيث العاصمة الأمريكية للغرب الاوسط كما وصفها و ذلك ليعظم مكانتها الاقتصادية، وهو هناك كان رجل أعمال ناجح يطلب مساعدة مجموعة الصحوة ( إيلمر غانتري و الراهبة شارون فالكونر) للقدوم لمدينة زينيث التي باتت كنائسها خالية من المؤمنين رغم ازدهارها مما ينذر بالخطر، طبعا هذا الرجل يمتلك اكثر من وجه الناجح و الوصولي و المقامر. يبقى السؤال الذي يؤرقني كقارئة - بل و يقتلني من الفضول- هل هناك جسور كهذه ستتقاطع بين أعماله لم أدرك أبعادها بعد؟
فهنالك الكثير من الآراء التي ربطت رأي سنكلير لويس في هذه الرواية حول رئيس من عالم الأعمال شخص إداري و اقتصادي بوصول ترامب للسلطة و قد خُصصت مقالات عن هذه النبوءة التي سبقت عهدها ب 80 عام، و هذا الرأي يأتي بالتفصيل في رواية ل لويس ( it can't happen here) أثارت ذعر العامة حول رئيس من رجال الأعمال له سلوكيات غريبة و آراء أغرب ولم تترجم للعربية بعد على ما اعتقد ولكنها ذائعة الصيت و لاقت المزيد من الرواج أيام حملات ترامب الانتخابية ، عموما ليس بغريب عن الأدب تقديم هكذا نبوءات سابقة لزمانها هذا دليل ان الكاتب لا يكتب من برج عاجي بل يدرس مجتمعه و يجيد التخمين إلى أين سيصل و تحط به الرحال، أي سلامة فكرية هذه التي يتحلى بها لويس ليبحر في هذه البحور الصعبة و ليثير تساؤلات سابقة لعهدها و كله قناعة أن شعبه قادر على التصدي لهكذا صعوبات و هو هيأهم بدروه لذلك. هيأهم بنقل الصورة الحية من زاوية مختلفة في كل مرة دون تطفل على الصورة فلن تجد رأي واحد ل لويس يفرض وجهة نظر مغايرة لمستنقع تفكير الشخصيات في الرواية. كلهم كانوا بابِيت حتى لم يعد لويس مهتما بإصلاحهم.. إن كنت تبحث عن رواية صوت كاتبها غائب تمامًا فهي هذه. فالحالة وحدها من تتكلم و عبثا تستدر شفقة الكاتب ليوجهها كيف تسير .. و أعتقد أن هذا سبب الضجة التي حركتها في المجتمع الأمريكي حينها.

الوصف المادي و تركيبة تفكير الشخصية - بابِيت- قريب من شخصية غاتسبي العظيم و هذا ملحوظ بشكل كبير و طبيعي لأن الرواية كتبت عن " عصر الجاز " كما أطلق فيتزجيرالد هذا المسمى بنفسه على رواية غاتسبي العظيم، عصر الجاز لا يشمل نوع الموسيقى التي انشرت حينها فقط بل هو عصر المخترعات السيارة و التلفون والراديو و عصر الطفرة الاقتصادية المفاجأة و الرخاء * الفخفخه* في أعقاب الركود الذي خلفته الحرب العالمية الاولى .

ما المميز في شخصية جورج ف بابِيت؟ ربما كونه بشري جدًا و يضع الرجولة في نصابها فلا مكان للمثالية في تفكيره و تصرفاته، ما دام يتنفس فلن يحسم أمره حول أمر ما نهائيا، يثير جنون نفسه قبل جنوننا.. هو رجل حقيقي مهما قال الرجال عنه هذا لا يمثلنا ف بابِيت يعطي هموم الرجال عالمًا أبعد من الغرائز حتى الغرائز الأكثر دناءة التي تنفر المرء تتقبلها كقارئ و تعطيه أعذار و تدور معه في دوائر همومه و هموم من يهمه أمرهم.

الترجمة رزينة وتستحق الإشادة .




" كيف استطاع أن يتحمل حياته هذه السنين كلها... "


" كان المبنى كبيراً- و كان بابِت يحترم الكبر في كل شيء "


" إذا كان الناس لا يحبون السجن، فليتصرفوا تصرفاً حسناً حتى يظلوا خارجه "


" إن أخلاق معظم الناس معوجّة قليلاٍ، بحيث يتوقعون سلفاً أن يكذب المرء عليهم"


" كل ما نفعله هو أن يقصّ أحدنا رقبة الآخر ثم يجعل الجمهور يدفع مقابل ذلك !"


" ماذا تتوقع؟ أتظن أننا أتينا لهذا العالم لكي نمضي فيه أوقاتًا هينة طيبة- ما هذا؟.. أتظن أننا جئنا لننام على فراش من الزهور؟ أتظن أن الإنسان خُلِقَ ليكون سعيدًا فقط؟"



" طيلة دقائق كثيرة، طيلة ساعات كثيرة، طيلة زمن أبدي فارغ كئيب، ظل بابِت راقدًا، مستيقظًا، مرتجفًا، مرتدًا لذعره البدائي، مدركًا أنّه فاز بالحرية، متسائلاً عما يمكن أن يفعله بشيء يجهله لهذا الحد.. بحرية تُحرجه لهذه الدرجة. "

" تضطر لتجميل الأمور أحيانًا حتى تستطيع التأثير على بعض الأشخاص"
35 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read بابت.
Sign In »

Reading Progress

January 1, 2017 – Started Reading
January 1, 2017 – Shelved
January 1, 2017 – Shelved as: to-read
January 8, 2017 –
page 39
10.83%
January 9, 2017 –
page 114
31.67%
January 14, 2017 –
page 187
51.94%
January 15, 2017 –
page 214
59.44%
January 16, 2017 –
page 296
82.22%
January 18, 2017 – Finished Reading

Comments Showing 1-6 of 6 (6 new)

dateDown arrow    newest »

Khulood Khalid مراجعه جميله جداً


Fatema Hassan , bahrain ممتنة عزيزتي
:)


message 3: by Ibrahim (new)

Ibrahim Helal هو انتو بتقروا مع بعض، عاش


Fatema Hassan , bahrain نقرأها في نادي أصدقاء نوبل يا ابراهيم
/topic/show/...
القراءة مستمرة لنهاية هذا الشهر إذا كنت راغب في الالتحاق بالأصدقاء هناك
عشت :)


message 5: by Eslam (new)

Eslam Abdelghany تقييم مطول وجذاب يا فاطمة،أغبطكي على صبرك على كتابة مراجعة
جميلة كهذه.
فلم أعد في غالب الأحيان أمتلك هذه المقدرة،وأتمنى أن أقرأ هذا العمل المتميز قريبا


Fatema Hassan , bahrain ممتنة يا إسلام، بعض الإعمال الأدبية تحرك قلمك و افكارك فجاة و من حيث لا تعلم فتغدو مدين لها بكل كلمة تكتبها و أتمنى أن تكون هذه الرواية إحداها بالنسبة لك تماما كما كانت بالنسبة لي، فقط تحتاج المحاولة
دمت سالمًا


back to top