فد الفد's Reviews > دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب
دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب
by
by

فد الفد's review
bookshelves: d-fiction-historical, c-p-booker-arabic, fiction-historical
Jul 24, 2011
bookshelves: d-fiction-historical, c-p-booker-arabic, fiction-historical
دروز بلغراد
أول مرة قرأت فيها لربيع جابر كانت روايته (رحلة الغرناطي)، وهي رواية حطت في الوقت الخطأ، فقد قرأتها وأنا لا أزال منتشٍ برواية (ليون الأفريقي) لأمين معلوف، فلذا كانت المقارنة ظالمة لغرناطي ربيع جابر، قرأت بعد ذلك روايتيه (بيروتيوس) و(تقرير ميليس) وكلتاهما ذات مستوى متوسط، فلذا لم أستعجل قراءة ما بقي لدي من أعماله وهي ثلاثية (بيروت مدينة العالم) و(أمريكا) وخاصة مع ضخامة هذه الروايات، روايته هذه بدت لي مغرية، عنوان غريب، حجم صغير، وجائزة غامضة � فالبوكر العربية صرنا نقترب منها للأسف باحتراس -.
أحببت الرواية رغم أني انتبهت لورطة ربيع جابر فيها وفي أغلب رواياته، هو لديه فكرة جميلة، فكرة مجنحة، ولكنه يعاني في تحويلها إلى رواية وحقنها بالأحداث، ففي (بيروتيوس) مثلاً، الفكرة مذهلة، لبنانيون هاربون من الحرب الأهلية يعيشون تحت الأرض، يمكن نسج كل شيء من هذه الفكرة، ولكن ربيع ذو أفكار عظيمة، وأحداث فقيرة، لهذا يلجأ إلى حيلة اللغة والوصف، حيلة الاندفاع للأمام، وهذا ربما يفسر كثرة إنتاجه، فبحسبة بسيطة نجد أنه كتب خلال عشرين سنة، منذ روايته الأولى (سيد العتمة) 1992 م، وحتى روايته الأخيرة (دروز بلغراد) ما مجموعه 18 كتاباً، بمعدل كتاب كل سنة تقريباً، وبمجموع 5000 صفحة، وهو معدل عالٍ جداً.
في هذه الرواية يعتمد ربيع جابر على حادثة تاريخية، وهي حادثة نفي مجموعة من الدروز إلى بلغراد � عاصمة صربيا حالياً -، بعد مذابح 1860 م التي جرت في جبل لبنان بين الدروز والمسيحيين، بطل القصة شخصية وهمية، مسيحي بيروتي يدعى (حنا يعقوب)، يعمل في بيع البيض ليعيل زوجته (هيلانة) وطفلته (بربارة)، يمر بمرفأ بيروت وقت ترحيل الدروز، ولأن الباشا أطلق أحد أخوة خمسة من المرحلين، يقبض المسؤول عن الترحيل على حنا المسكين ويقرنه بالأخوة الأربعة ليستكمل العدد المطلوب، هكذا... يفقد حنا حريته، ويعيش منفياً لسنوات طويلة متنقلاً بين قلاع البلقان الذي يتفكك وتفلت مناطقه من القبضة العثمانية، وبالطبع سيكتمل هذا تماماً بعد خمسين سنة، عندما تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها وإمبراطورياتها المتصارعة.
في هذه الحادثة تتبدى قمة المأساة، فحنا لا يفقد حريته فقط، وإنما هو يكفر في سجنه عن ذنب رجل درزي قتل مسيحيين مثله، وهو أيضاً يفقد اسمه ودينه، ويتحول إلى الدرزي سليمان غفار الدين، حتى بعد سنوات طويلة وعندما يحاول العودة إلى دياره، يتخفى كحاج مسلم.
كما قلت لدى ربيع فكرة جميلة، لديه لغة آسرة، ووصف بديع، ولكن رواياته كما يبدو فقيرة بالأحداث، ولكن عسى رواياته القادمة تغير نظرتي هذه.
أول مرة قرأت فيها لربيع جابر كانت روايته (رحلة الغرناطي)، وهي رواية حطت في الوقت الخطأ، فقد قرأتها وأنا لا أزال منتشٍ برواية (ليون الأفريقي) لأمين معلوف، فلذا كانت المقارنة ظالمة لغرناطي ربيع جابر، قرأت بعد ذلك روايتيه (بيروتيوس) و(تقرير ميليس) وكلتاهما ذات مستوى متوسط، فلذا لم أستعجل قراءة ما بقي لدي من أعماله وهي ثلاثية (بيروت مدينة العالم) و(أمريكا) وخاصة مع ضخامة هذه الروايات، روايته هذه بدت لي مغرية، عنوان غريب، حجم صغير، وجائزة غامضة � فالبوكر العربية صرنا نقترب منها للأسف باحتراس -.
أحببت الرواية رغم أني انتبهت لورطة ربيع جابر فيها وفي أغلب رواياته، هو لديه فكرة جميلة، فكرة مجنحة، ولكنه يعاني في تحويلها إلى رواية وحقنها بالأحداث، ففي (بيروتيوس) مثلاً، الفكرة مذهلة، لبنانيون هاربون من الحرب الأهلية يعيشون تحت الأرض، يمكن نسج كل شيء من هذه الفكرة، ولكن ربيع ذو أفكار عظيمة، وأحداث فقيرة، لهذا يلجأ إلى حيلة اللغة والوصف، حيلة الاندفاع للأمام، وهذا ربما يفسر كثرة إنتاجه، فبحسبة بسيطة نجد أنه كتب خلال عشرين سنة، منذ روايته الأولى (سيد العتمة) 1992 م، وحتى روايته الأخيرة (دروز بلغراد) ما مجموعه 18 كتاباً، بمعدل كتاب كل سنة تقريباً، وبمجموع 5000 صفحة، وهو معدل عالٍ جداً.
في هذه الرواية يعتمد ربيع جابر على حادثة تاريخية، وهي حادثة نفي مجموعة من الدروز إلى بلغراد � عاصمة صربيا حالياً -، بعد مذابح 1860 م التي جرت في جبل لبنان بين الدروز والمسيحيين، بطل القصة شخصية وهمية، مسيحي بيروتي يدعى (حنا يعقوب)، يعمل في بيع البيض ليعيل زوجته (هيلانة) وطفلته (بربارة)، يمر بمرفأ بيروت وقت ترحيل الدروز، ولأن الباشا أطلق أحد أخوة خمسة من المرحلين، يقبض المسؤول عن الترحيل على حنا المسكين ويقرنه بالأخوة الأربعة ليستكمل العدد المطلوب، هكذا... يفقد حنا حريته، ويعيش منفياً لسنوات طويلة متنقلاً بين قلاع البلقان الذي يتفكك وتفلت مناطقه من القبضة العثمانية، وبالطبع سيكتمل هذا تماماً بعد خمسين سنة، عندما تضع الحرب العالمية الأولى أوزارها وإمبراطورياتها المتصارعة.
في هذه الحادثة تتبدى قمة المأساة، فحنا لا يفقد حريته فقط، وإنما هو يكفر في سجنه عن ذنب رجل درزي قتل مسيحيين مثله، وهو أيضاً يفقد اسمه ودينه، ويتحول إلى الدرزي سليمان غفار الدين، حتى بعد سنوات طويلة وعندما يحاول العودة إلى دياره، يتخفى كحاج مسلم.
كما قلت لدى ربيع فكرة جميلة، لديه لغة آسرة، ووصف بديع، ولكن رواياته كما يبدو فقيرة بالأحداث، ولكن عسى رواياته القادمة تغير نظرتي هذه.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
دروز بلغراد.
Sign In »
Reading Progress
July 24, 2011
– Shelved
November 9, 2012
–
Started Reading
November 11, 2012
–
28.45%
"وقفت هيلانة بين الحيطان المظلمة تضم الطفلة النائمة إلى صدرها / يا للفقد ولوعته"
page
68
November 12, 2012
–
Finished Reading
Comments Showing 1-20 of 20 (20 new)
date
newest »

message 1:
by
[deleted user]
(new)
Nov 09, 2012 04:45AM
:D
reply
|
flag

بس عسى ما تكون ضحكة على رجل ذاهب إلى حتفه :( ، منذ زمن لم اقرأ لربيع جابر، منذ أيام تقرير ميليس وبيروتيوس اللتان لم تعجباني كثيراً.
هذه الرواية و رواية "أميركا " كفيلتان بتغيير رأيك عن ربيع جابر :)


ربما ما ينقصنا هو عدم وجود شيء غير متوقع؟ كما أنني استغربت أنه لم يعرض معاناة هيلانة !!! كانت لديه مساحة كاملة للمرأة التي فقدت زوجها، ولكنه لم يستغلها.

ايضا ادخاله لشخصية التجر لم يظهر لي الامر ضروري

