Ahmed Ibrahim's Reviews > بليغ
بليغ
by
by

في ثلاثة خطوط متوازية يتلاعب بنا طلال فيصل.
أما الموسيقار الموهوب فهو بليغ حمدي، والفتى الغرّ في الحكاية الثانية والثالثة هو طلال فيصل الراوي الذي يحاول أن يكتب رواية عن بليغ. لكل حكاية خط زمني خاص. رواية مكتوبة بحرفية وصياعة، أقولها مرة أخرى بأن طلال فيصل حريف كتابة، كاتب متمكن يسيطر على الرواية من بدايتها إلى نهايتها بعشوائية مُرتبة لا أدري كيف يفعلها، يتناقل بين خطوط حكايته بابتسامة خبيثة لن تدرك معناها سوى في ثلثها الأخير.
الرواية مكتوبة بتعب وبصعوبة ولن تشعر وأنت تقرأها بهذا، بل ستنساب الرواية بخفة من بين يديك لتتركك بعد الانتهاء منها حزينًا لأنها انتهت.
الجوانب النفسية للشخصيات رسمت بدقة، خصوصًا في الحكاية الثالثة حيث الهرب من الحزن وتعلم الموسيقى. فهمت براعته في هذا الجانب عندما عرفت بأنه يدرس الطب النفسي.
عندما قرأت سرور ظننت أن طلال فيصل الموجود في الرواية هو كاتبها وليس مجرد شخصية روائية، مع بدايتي في بليغ وجدت أن شخصية طلال فيها تختلف عن طلال في سرور، وعندما بحثت عن معلومات عن الكاتب في الإنترنت وجدت طلال تاني خالص!
شخصية طلال الروائية هي مزيج من شخصية الكاتب والشخصية التي يتناول الكاتب سيرتها (سرور/بليغ) وخياله.. وتحمل بداخلها مشكلة أو اثنتين عن الحاضر، مثل إنشاء دار النشر في هذه الرواية، أو المسار العكسي التي انقلبت إليه الثورة... طلال هنا شخص نشأ في أسرة إخوانية سيشرد عن تعاليمهم عندما يكبر ويصبح ملحدًا، يجرفه الحب فيذهب وراءه لفرنسا ثم يقسو عليه وتهجره الفتاه، ليتحول طلال لشخص بيكسم الحب –عل� حد تعبيره وتعبير بليغ- وينسى أن العيب فيكم يا في حبايبكم، أما الحب يا روحي عليه، يأويه سليمان العطار الموسيقار المغربي ليعلمه الموسيقى الشرقي ويظلا يحللان ألحان بليغ ليحاول طلال الكتابة عن سيرة بليغ، في محاولة للهرب من الحب الذي يطارده، لكنه يفشل عندما يذهب لاقتحام منزل صديقته وهو ما سنبدأ عليه في الرواية حيث هو في مصحة عقلية، فتدبر.
" أنت ربنا فتح عليك يا واد.. والله لو ركزت وبطلت علوقية لتبقى أجدع من عبد الوهاب ومن عمك السنباطي كمان!"
ربما بالغت الست وهي تقول بأنه سيصبح أفضل من السنباطي، لكني أؤمن أنه أفضل من عبد الوهاب بالفعل.
بليغ شخص من القلائل الذين استطاعوا أن يجمعوا العلوقية والنجاح الكبير، حياته عذبة وهو يحكيها أكثر مما كان يرويها طلال.
ذات يوم أصبح الصياد فريسة وعصف به الحب، ملكت قلبه فتاة جزائرية لم تغادره حتى موته، ولأن القلب علق فبالرغم من طلاقه هو ووردة بعد ست سنوات من زواجهما إلا أنه ظل يحبها.
في جزئية بليغ ستجد الكثير من طرائفه من الست والقصبجي والسنباطي وعبد الحليم وغيرهم. وستعرف ملابسات القضية التي حكم عليه فيها سنة سجن -لن تنفذ لأنه سيكون بباريس- إثر أنتحار مطربة شابة من بيته في إحدى ليالي العربدة ببيته، ثم إصدار حكم بالبراءة بعدها بسنة. فيها الكثير عن حياة بليغ بقلمه.
بعد جواب القاضي وقراءة مذكرات بليغ ويومياته المتناثرة وجوابه لمحمود عوض وبعد إنهاء الرواية تعالت في الخلفية أصوات تصفيق تلعو بالتدريج وأنا لا أجد سوى الضحك وأنا أردد بود: يا بن الكااااالب
في سرور شكَّكت في موهبة طلال الروائية وأرجعت نجاح الرواية إلى ملحمية سيرة نجيب سرور ومأساته التي تجذب أي قارئ، لكن هنا الأمر مختلف، فسيرة بليغ لم تكن بالملحمية أو بالحياة التي تقوم بصنع رواية.
إن كنت قد أعطيت أربع نجوم لرواية سرور فهذا لأجل نجيب سرور، أما وقد أعطيت خمس نجوم لبليغ فهذا لأجل طلال فيصل.
"حكايتي معقدة، ومبنية على ثلاثة خطوط متوازية، أولها سيرة موسيقار موهوب أدرك سر الحياة والنغمة الحلوة والنسوان فابتهج وأبهجنا معه، وثانيها حكاية فتى غرّ غادر بلاده، هربًا أو عشقًا أو كليهما، فانتهى مكلبشًا في مصحة في قلب باريس، وثالثها سيرة الهرب من الهوس والحزن بمطاردة النغمة الحائرة، ومحاولة تحليلها، في صحبة موسيقار مغربي مديوكر، غير موهوب، ولا قيمة فعلية له في الحكاية."
أما الموسيقار الموهوب فهو بليغ حمدي، والفتى الغرّ في الحكاية الثانية والثالثة هو طلال فيصل الراوي الذي يحاول أن يكتب رواية عن بليغ. لكل حكاية خط زمني خاص. رواية مكتوبة بحرفية وصياعة، أقولها مرة أخرى بأن طلال فيصل حريف كتابة، كاتب متمكن يسيطر على الرواية من بدايتها إلى نهايتها بعشوائية مُرتبة لا أدري كيف يفعلها، يتناقل بين خطوط حكايته بابتسامة خبيثة لن تدرك معناها سوى في ثلثها الأخير.
الرواية مكتوبة بتعب وبصعوبة ولن تشعر وأنت تقرأها بهذا، بل ستنساب الرواية بخفة من بين يديك لتتركك بعد الانتهاء منها حزينًا لأنها انتهت.
الجوانب النفسية للشخصيات رسمت بدقة، خصوصًا في الحكاية الثالثة حيث الهرب من الحزن وتعلم الموسيقى. فهمت براعته في هذا الجانب عندما عرفت بأنه يدرس الطب النفسي.
عندما قرأت سرور ظننت أن طلال فيصل الموجود في الرواية هو كاتبها وليس مجرد شخصية روائية، مع بدايتي في بليغ وجدت أن شخصية طلال فيها تختلف عن طلال في سرور، وعندما بحثت عن معلومات عن الكاتب في الإنترنت وجدت طلال تاني خالص!
شخصية طلال الروائية هي مزيج من شخصية الكاتب والشخصية التي يتناول الكاتب سيرتها (سرور/بليغ) وخياله.. وتحمل بداخلها مشكلة أو اثنتين عن الحاضر، مثل إنشاء دار النشر في هذه الرواية، أو المسار العكسي التي انقلبت إليه الثورة... طلال هنا شخص نشأ في أسرة إخوانية سيشرد عن تعاليمهم عندما يكبر ويصبح ملحدًا، يجرفه الحب فيذهب وراءه لفرنسا ثم يقسو عليه وتهجره الفتاه، ليتحول طلال لشخص بيكسم الحب –عل� حد تعبيره وتعبير بليغ- وينسى أن العيب فيكم يا في حبايبكم، أما الحب يا روحي عليه، يأويه سليمان العطار الموسيقار المغربي ليعلمه الموسيقى الشرقي ويظلا يحللان ألحان بليغ ليحاول طلال الكتابة عن سيرة بليغ، في محاولة للهرب من الحب الذي يطارده، لكنه يفشل عندما يذهب لاقتحام منزل صديقته وهو ما سنبدأ عليه في الرواية حيث هو في مصحة عقلية، فتدبر.
" أنت ربنا فتح عليك يا واد.. والله لو ركزت وبطلت علوقية لتبقى أجدع من عبد الوهاب ومن عمك السنباطي كمان!"
ربما بالغت الست وهي تقول بأنه سيصبح أفضل من السنباطي، لكني أؤمن أنه أفضل من عبد الوهاب بالفعل.
بليغ شخص من القلائل الذين استطاعوا أن يجمعوا العلوقية والنجاح الكبير، حياته عذبة وهو يحكيها أكثر مما كان يرويها طلال.
ذات يوم أصبح الصياد فريسة وعصف به الحب، ملكت قلبه فتاة جزائرية لم تغادره حتى موته، ولأن القلب علق فبالرغم من طلاقه هو ووردة بعد ست سنوات من زواجهما إلا أنه ظل يحبها.
في جزئية بليغ ستجد الكثير من طرائفه من الست والقصبجي والسنباطي وعبد الحليم وغيرهم. وستعرف ملابسات القضية التي حكم عليه فيها سنة سجن -لن تنفذ لأنه سيكون بباريس- إثر أنتحار مطربة شابة من بيته في إحدى ليالي العربدة ببيته، ثم إصدار حكم بالبراءة بعدها بسنة. فيها الكثير عن حياة بليغ بقلمه.
بعد جواب القاضي وقراءة مذكرات بليغ ويومياته المتناثرة وجوابه لمحمود عوض وبعد إنهاء الرواية تعالت في الخلفية أصوات تصفيق تلعو بالتدريج وأنا لا أجد سوى الضحك وأنا أردد بود: يا بن الكااااالب
في سرور شكَّكت في موهبة طلال الروائية وأرجعت نجاح الرواية إلى ملحمية سيرة نجيب سرور ومأساته التي تجذب أي قارئ، لكن هنا الأمر مختلف، فسيرة بليغ لم تكن بالملحمية أو بالحياة التي تقوم بصنع رواية.
إن كنت قد أعطيت أربع نجوم لرواية سرور فهذا لأجل نجيب سرور، أما وقد أعطيت خمس نجوم لبليغ فهذا لأجل طلال فيصل.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
بليغ.
Sign In »
Reading Progress
February 21, 2017
–
Started Reading
February 21, 2017
– Shelved
February 21, 2017
– Shelved as:
2017
February 21, 2017
– Shelved as:
سيرة-ذاتي
February 21, 2017
– Shelved as:
روايات
February 21, 2017
– Shelved as:
استعرتا
February 21, 2017
– Shelved as:
ورقى
February 22, 2017
– Shelved as:
favorites
February 22, 2017
–
Finished Reading
Comments Showing 1-6 of 6 (6 new)
date
newest »

message 1:
by
Esraa
(new)
-
rated it 4 stars
Feb 23, 2017 08:57AM

reply
|
flag

البرنامج مش للقراءة من عليه، ولكنه موقع لتسجيل ما قرأت ورأيك عليه

بس ليه فى الآخر يسئ للإسلام بالشكل ده، إيه المبرر اللى يخليف يضيف فصل لن يضيف قيمه للروايه ويتعدى على ثوابت إسلاميه "فصل القاضى"؟
ليه ذكر رؤية الرسول على لسان القاضى واستخدم القدر فى إنه يسافر باريس عشان يقابل بليغ وياه فى الآخر بليغ يطلع طيب وابن حلال والرسول زعل من القاضى وجاله فى المنام بعد سنين عشان حكم القضيه اللى بليغ خاد فيها براءه. فصل ملوش لزمه وحكايه واهيه ومتتصدقش واقل مايقال عليها إيه العبط ده. ليه يستخدم الرسول وظهوره فى المنام للمسلمين بالشكل العبيط ده؟