BookHunter M ُH َM َD's Reviews > عائد إلى حيفا
عائد إلى حيفا
by
و بأيدينا سنعيد بهاء القدس
by

و بأيدينا سنعيد بهاء القدس
قالها لنفسه و هو يبتسم ثم التفت نحو زوجته:أجل كان علينا ألا نترك شيئا
أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.
بلى. كان علينا ألا نترك شيئا. خلدون. و المنزل. و حيفا. ألم ينتابك ذلك الشعور الرهيب الذي انتابني و أنا أسوق سيارتي في شوارع حيفا؟ كنت أشعر أنني أعرفها و أنها تنكرني. و جاءني الشعور ذاته و أنا في البيت هنا. هذا بيتنا. هل تتصورين ذلك؟ انه ينكرنا! ألا ينتابك هذا الشعور؟حتى الصورة صرنا لا نملكها
إنني اعتقد أن الأمر نفسه سيحدث مع خلدون. و سترين.
شعرت بفراغ مروع حين نظرت إلى ذلك المستطيل الذي خلفته على الحائط. و قد بكت زوجتي. و أصيب طفلاي بذهول أدهشني. لقد ندمت لأنني سمحت لك باسترداد الصورة. ففي نهاية المطاف هذا الرجل لنا نحن. عشنا معه و عاش معنا و صار جزءا منا. و في الليل قلت لزوجتي أنه كان يتعين عليكم إن أردتم استرداده أن تستردوا البيت. و يافا. و نحن .. الصورة لا تحل مشكلتكم. و لكنها بالنسبة لنا جسركم إلينا و جسرنا إليكم.عاجزون! .. عاجزون!.. مقيدون بتلك السلاسل الثقيلة من التخلف و الشلل.
كان عليكم ألا تخرجوا من حيفا. و إذا لم يكن ذلك ممكنا فقد كان عليكم بأي ثمن ألا تتركوا طفلا رضيعا في السرير. و إذا كان هذا أيضا مستحيلا فقد كان عليكم ألا تكفوا عن محاولة العودة .. أتقولون أن ذلك أيضا مستحيلا؟ لقد مضت عشرون سنة يا سيدي! عشرون سنة! ماذا فعلت خلالها لكي تسترد ابنك؟ لو كنت مكانك لحملت السلاح من أجل هذا. أيوجد سبب أكثر قوة؟ عاجزون! عاجزون! مقيدون بتلك السلاسل الثقيلة من التخلف و الشلل! لا تقل لي أنكم أمضيتم عشرون سنة تبكون! الدموع لا تسترد المفقودين و لا الضائعين و لا تجترح المعجزات! كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود. و لقد أمضيت عشرين سنة تبكي .. أهذا ما تقوله لي الأن؟ أهذا هو سلاحك التافه المفلول؟
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
عائد إلى حيفا.
Sign In »
Reading Progress
December 4, 2017
– Shelved
December 6, 2017
–
Started Reading
December 6, 2017
–
Finished Reading
Comments Showing 1-19 of 19 (19 new)
date
newest »

message 1:
by
ESRAA
(new)
-
rated it 4 stars
Dec 06, 2017 10:41PM

reply
|
flag


شكرا لك يا معاذ و شكرا لسان الذي حمل إلينا الداخل الفلسطيني فصار يعيش فينا رغم البعد و الاحتلال

الأقتباسات مؤلمة"
الرواية معبرة جدا عن واقع بائس ليس فيه فرج قريب

لو عاش لحبسوه حتى الموت
غسان رحل عن عالمنا لتظل روحه حره و تظل كتاباته و أفكاره ترفرف في سماء العروبة فتطربنا و تؤرقهم