Basheer _og's Reviews > أشواق الحرية؛ مقاربة للموقف السلفي من الديمقراطية
أشواق الحرية؛ مقاربة للموقف السلفي من الديمقراطية
by
عند قرائتي الأولى لهذا الكتاب الرائع ، لم أستطع أن أكتب شيئًا حوله فقد كنت صريع الدّهشة والذهول الذي أصابني من ترايط هذا الكتاب بشكل مذهل وتناسق أجزائه واتزانه، كل ذلك بعيدًا عن تسمين الكتاب وترك السرود التاريخية وتجاوز المصطلحات المعقدة إلى المعاني المباشرة .
طبعًا القراءة الثانية غير ..
الكتاب يمثل تقريب وشرح لفكرة الديمقراطية والتي يقدمها الكاتب على انها أسلوب حكم ذات طابع تنظيمي يضع الهياكل والأشكال التي تنظّم الحكم، بعيدًا عن كل أشكال الأديولوجيات والعقائديات ، ويعرض في مقابل ذلك المواقف السلفية من العملية الديمقراطية ، ويرد عليها وبين مواطن الخلل عند الطرفين .
فالشورى هي المبدأ والقيمة الثابتة أما الديمقراطية فهي الآليات التطبيقية فقط ، والتي يتم من خلالها اخيتار الأمة لمجلس شورى يمثّل الشعب ويقوم بدور مراقبة السلطة التنفيذية ويحقق مبدأ فصل السلطات لمنع تسلط الحاكم المنفرد .
كل مايرنو إليه الكاتب هو إيصال فكرة أن يحصل الشعب على الحق الكامل في مراقبة السلطة وأن يتمتّع بكل أطيافه في حرية الاختيار ولانتخاب وإبداء رأيه الذي استلبه المستبدّ طيلة العقود الطويلة الماضية ..
فيسرد الكاتب في سبيل ذلك جميع النصوص الدينية سواء من القرآن أو السنّة أو أحداث السلف الصالح ، التي أتت بمدأ "الاختيار" للحاكم ومِن قبْله مجالس الشورى، ويقدم صورة أولية للحفاظ على ذلك الاختيار صحيحًا سليمًا قدر الإمكان ، الأمر الذي يحقق تحمّل الشعب لنتائج قراره وينتج شعب مسؤول يثق بخيارته ويزجّ بنفسه في صنع القرار ، على خلاف الشعب الذي ركن للحاكم الآمر الناهي الذي بيده مقاليد كلّ شيء وماتبقى من الشعب عبارة عن أحجار شطرنج يحرّكها كيف يشاء ومتى يشاء !
الأسلوب الرائع في الكتاب هو : طرح الأسئلة التي ترافق تلك الطروحات المتشابكة حقيقة ، وهو اسلوب فيه الكثير من التشويق والتحفيز ، من قبيل ماذا لو اختار الشعب تنحية الشريعة ؟ وماذا لو اختار الشعب دستور غير اسلامي ؟ وماذا لو اختارت الأمة ناس غير أكفاء ؟ وهل الحكم للّه أم للشعب ؟ وهل الحكم للأمّة أم للفرد ؟
الكتاب مهم جدًا وخاصة في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد العربية من تغييرات جذرية في نظم الحكم ، والتي تترافق مع الظهور الجديد لكلمة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة في البلاد التي يجري فيها التغيير واستنساخ نماذج الصحابة بشكل مباشر ولصقها في مجتمعنا ، الكتاب يوجه كلامه إلى هذه المرحلة بالضبط ويبن الخطوات التي سبقت الوصول إلى نموذج الخلافة الراقي في ذلك الوقت ،كما بيّن هامش الحريات الكبير الذي كان موجودًا في سير الرسول والعلاقات التي كانت تجمع المسلمين بغيرهم ..
إن احتجت نضجًا سياسيًا ممزروجًا بالتعاليم الإسلامية في هذا الباب فلا بديل عن أشواق الحريّة ، الكتاب لا يمكن تجاوزه إطلاقًا .
by

عند قرائتي الأولى لهذا الكتاب الرائع ، لم أستطع أن أكتب شيئًا حوله فقد كنت صريع الدّهشة والذهول الذي أصابني من ترايط هذا الكتاب بشكل مذهل وتناسق أجزائه واتزانه، كل ذلك بعيدًا عن تسمين الكتاب وترك السرود التاريخية وتجاوز المصطلحات المعقدة إلى المعاني المباشرة .
طبعًا القراءة الثانية غير ..
الكتاب يمثل تقريب وشرح لفكرة الديمقراطية والتي يقدمها الكاتب على انها أسلوب حكم ذات طابع تنظيمي يضع الهياكل والأشكال التي تنظّم الحكم، بعيدًا عن كل أشكال الأديولوجيات والعقائديات ، ويعرض في مقابل ذلك المواقف السلفية من العملية الديمقراطية ، ويرد عليها وبين مواطن الخلل عند الطرفين .
فالشورى هي المبدأ والقيمة الثابتة أما الديمقراطية فهي الآليات التطبيقية فقط ، والتي يتم من خلالها اخيتار الأمة لمجلس شورى يمثّل الشعب ويقوم بدور مراقبة السلطة التنفيذية ويحقق مبدأ فصل السلطات لمنع تسلط الحاكم المنفرد .
كل مايرنو إليه الكاتب هو إيصال فكرة أن يحصل الشعب على الحق الكامل في مراقبة السلطة وأن يتمتّع بكل أطيافه في حرية الاختيار ولانتخاب وإبداء رأيه الذي استلبه المستبدّ طيلة العقود الطويلة الماضية ..
فيسرد الكاتب في سبيل ذلك جميع النصوص الدينية سواء من القرآن أو السنّة أو أحداث السلف الصالح ، التي أتت بمدأ "الاختيار" للحاكم ومِن قبْله مجالس الشورى، ويقدم صورة أولية للحفاظ على ذلك الاختيار صحيحًا سليمًا قدر الإمكان ، الأمر الذي يحقق تحمّل الشعب لنتائج قراره وينتج شعب مسؤول يثق بخيارته ويزجّ بنفسه في صنع القرار ، على خلاف الشعب الذي ركن للحاكم الآمر الناهي الذي بيده مقاليد كلّ شيء وماتبقى من الشعب عبارة عن أحجار شطرنج يحرّكها كيف يشاء ومتى يشاء !
الأسلوب الرائع في الكتاب هو : طرح الأسئلة التي ترافق تلك الطروحات المتشابكة حقيقة ، وهو اسلوب فيه الكثير من التشويق والتحفيز ، من قبيل ماذا لو اختار الشعب تنحية الشريعة ؟ وماذا لو اختار الشعب دستور غير اسلامي ؟ وماذا لو اختارت الأمة ناس غير أكفاء ؟ وهل الحكم للّه أم للشعب ؟ وهل الحكم للأمّة أم للفرد ؟
الكتاب مهم جدًا وخاصة في هذه المرحلة التاريخية التي تمر بها البلاد العربية من تغييرات جذرية في نظم الحكم ، والتي تترافق مع الظهور الجديد لكلمة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة في البلاد التي يجري فيها التغيير واستنساخ نماذج الصحابة بشكل مباشر ولصقها في مجتمعنا ، الكتاب يوجه كلامه إلى هذه المرحلة بالضبط ويبن الخطوات التي سبقت الوصول إلى نموذج الخلافة الراقي في ذلك الوقت ،كما بيّن هامش الحريات الكبير الذي كان موجودًا في سير الرسول والعلاقات التي كانت تجمع المسلمين بغيرهم ..
إن احتجت نضجًا سياسيًا ممزروجًا بالتعاليم الإسلامية في هذا الباب فلا بديل عن أشواق الحريّة ، الكتاب لا يمكن تجاوزه إطلاقًا .
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أشواق الحرية؛ مقاربة للموقف السلفي من الديمقراطية.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
November 12, 2011
– Shelved
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »

message 1:
by
Tareef
(new)
-
rated it 5 stars
Apr 29, 2013 11:34AM

reply
|
flag