ŷ������

حين انهيت رواية،سؤال مربك اعتراني حسب ماذا اقييم الروايات؟
حسب الموضوع او تركيبة الشخصيات أم ظروف قرائتي،
ام هدف رواية أو الاسلوب و التشويق او هي عدة معايير اخرى....
في هذه رواية،لن تجد ذلك كما في رواية عادية.
،هي تجربة متفردة
كأنك تتذوق آيس كريم بطعم غريب في كانون الثاني.
نعم هذا هو شعوري بضبط،تستمتع بالطعم و ذلك الشعور بالتفرد و لكن لا يمكن صياغته في كلمات للجواب عن سؤال عادي؟
اعجبك الطعم ام لا
هذه التجربة المتفردة تحمل معها :
وثيقة تاريخية حول اجواء "براغ" زمن الشيوعيين و الاضطرابات السياسية،مع
قصة ادبية في تطور ل اربعة شخصيات مركزية و كلب ايضا
* تجدها في اسلوب متميز⬅️ فانت تتحاور مع الكاتب و يفسر لك تصرفات شخصياته النفسية و كيف اختارهم ايضا،
بل يعترف انها تمثل جزء من شخصياته المتعددة.
* لنترك الجانب الادبي لان الذي شدني وجعلها تسيطر على كل وقتِ و استمع لكلمات ماما المعتادة 😁:
"يزي مل قراية و إيجا أفطر،ما تنساش يوم مش انضموا الدار "
هو الجانب الفلسفي
سيتجرا على طرح اسئلة كانت تراودك او حتى لم تفكر فيها ؟
لما نخاف من الدوار؟ ما منبع قرارتنا،؟
* يطرح هنا فلسفة "الين و اليانغ" او بصورة الاوضح
فلسفة التضاد :الخير و الشر ،الظلمة و الضوء
مُركزٍ على اكثر المتناقضين اللذان لا تسطيع تحديد شكلهما او ادق حدودهما.
الثقل و الخفة، فمثلاً : حين نحب نشعر بخفة و نعبر عنها:
اننا كاننا نطير لكن في نفس وقت نريد ان يكون حبنا ثقيل اي ان يكون نقطة مفصلية ذات ثقل في حياتنا.
الشفقة و الحزن شعور ذا ثقل لكن اليس من ممكن ان يكون خفيف ايضا؟
هل تَحول من الثقل الى الخفة تحول إيجابي ام سلبي؟
هل ماهو ثقيل شى متعارف عليه دوماً اي كلنا نشعر بنفس مشاعر ثقل ضاغطة علينا ام لا؟
كم من مرة نعترف و نقول احس بثقل المسؤولية،
احس بثقل على قلبي او كما نقول بالعامية التونسبة احس بصخرة على قلبي،
او بالعكس نقول نحس بروحي خفيف.
لم يكتف ميلان بطرح هذا الجزئية مهمة التي ستجعلك تنتبه اكثر لعدة اشياء و مشاعر في حياتك يومية.
بل تعرض بثنائية اخرى الصدفة و الضرورة
ممتزجة بموسيقى بيتهوفن و تلك اللازمة الموسيقية⬅️ اليس من ذلك بد ،
هل نحب آخر لانه نتيجة حتمية لعدة صدف ام ضرورة؟
و حين نتخلى عن ماهو ضروري ك مهنتنا هل نشعر بثقل ام بخفة؟
اسئلة كثيرة طرحتها الرواية
لن اتعرض لزواية الدينية في رواية و كيف ختم كلامه توماس انه ليس لنا رسالة.
و لا تبني ميلان فلسفة نتيشه ⬅️ العود الابدي.
ذلك ازعجني حقيقة
لكن الذي آثار إنتباهي هو نظرية" الكيتش " .من باب صدف،
انهيت منذ مدة كتاب سيكولوجية الجماهير الذي طرح فيه غوستاف لوبان مفهوم ان الجماهير كتلة من مشاعر اللاوعية و تُحمسها الشعارات و الخيال الشعبي و التصور .
اذن نحن امام الكيتش السياسي. و مع هذه الرواية سنغوص في تجليات اخرى الكيتش .
الانسانية ،النفسية و ستجد نفسك تقارن بين اوضاع العربية العالمية و تستعمل كلمة الكيتش.
التي هي كلمة المانية بدات في القرن التاسع عشر "العاطفي "و ترمز للقمامة ليتطور استعملها.
رواية فلسفية جدلية و تجعلك تفكر و تخرج و اجمل ما اختم به
هذا اقتباس من كلام ميلان في الرواية:
"الرواية ليست اعترافا ذاتيا للكاتب و إنما تنقيب عما تصيره الحياة الإنسانية في الفخ الذي يسمى العالم "

17 mars 2019🌸