Raya راية's Reviews > سمرقند
سمرقند
by
ليست المرة الأولى التي اقرأ فيها لأمين معلوف، فقد سبق وقرأت له: الحروب الصليبية كما رآها العرب والهويات القاتلة، لكن هي المرة الأولى التي اقرأ له رواية. وكانت سمرقند من حسن حظي.
سمرقند رواية تاريخية، تنقسم إلى قسمين، القسم الأول منها تدور أحداثه في القرن الثالث عشر الميلادي، أيام عمر الخيّام النيسابوري، والقسم الثاني تدور أحداثه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ما إن تفتح الصفحات الأولى منها حتى تستنشق عبق تاريخ مدينة سمرقند الساحرة، وتشعر بأنك رحلت عبر الزمن إلى ذلك العصر، عصر الدولة السلجوقية، عصر السلاطين والخلفاء والوزراء، عصر الشعراء والجواري، عصر الصراعات والخلافات والتحزّبات. تشعر وكأنك تنتقل مع الخيّام من مدينة إلى أخرى، وتجلس في مجالس الوجهاء والكبار، تكتب في الرياضيات والفلك وغيرها من العلوم، تستنشق عبير زهور حدائق أصفهان الغنّاء، تراقب نجوم سمائها المتلألئة، تكتب مع الخيّام رباعيّاته الشهيرة، وتستمتع بكل لحظة وسكنة بصحبته. ومن الناحية الأخرى، تطّلع على صراع السلطة، وكيف تُحاك المؤامرات والدسائس، وكيف تُدار شؤون الحكم من خلف ستار جناح الحريم، وكيف تنشئ العداوة بين نظام الملك وحسن الصباح، وكيف تُصبح آلموت معقل الإسماعيليين، وتبقى دائرة العنف والاغتيال والقتل والنزاع دائرةً حتى يُحدث الله أمراً كان مفعولا. وكيف تضيع الرباعيات في خضم تلك الأحداث التاريخية الغابرة.
أما القسم الثاني، فبطله بنيامين عمر لوساج، الفرنسي الأميريكي، الذي يعيش في أنابوليس، ويُحب الخيام ورباعياته ويذهب في رحلة عجيبة إلى الشرق للبحث عن رباعيات الخيام، بعد لقائه بجلال الدين الأفغاني. رحلة ننتقل معه بها بين كثير من المدن الشرقية على أمل الوصول للمخطوط، ونشهد الصراعات والنزاعات التي لا زالت قائمة في بلاد الشرق. شعوب تثور على حكّامها واستبدادهم، دول استعمارية تحارب قيام الدساتير والديمقراطيات خوفاً على أطماعها. تتوّج رحلة لوساج بالعثور على المخطوط، وتنتهي على متن سفينة التايتانك مع شيرين.
انتهت الرواية لكن لم ولن تنتهي النزاعات والصراعات على السلطة ولا المطامع الاستعمارية والإمبريالية.
أكثر رواية قرأتها في حياتي وتمنّيت ألّا تنتهي أبداً. ساحرة بكل معنى الكلمة.
....
by

"تسأل من أين لنا نفحة الحياة،
فإن كان ينبغي اختصار قصة طويلة
قلت إنها تنبثق من أعماق المحيط،
ثم يبتلعها المحيط بغتة من جديد"
ليست المرة الأولى التي اقرأ فيها لأمين معلوف، فقد سبق وقرأت له: الحروب الصليبية كما رآها العرب والهويات القاتلة، لكن هي المرة الأولى التي اقرأ له رواية. وكانت سمرقند من حسن حظي.
سمرقند رواية تاريخية، تنقسم إلى قسمين، القسم الأول منها تدور أحداثه في القرن الثالث عشر الميلادي، أيام عمر الخيّام النيسابوري، والقسم الثاني تدور أحداثه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
ما إن تفتح الصفحات الأولى منها حتى تستنشق عبق تاريخ مدينة سمرقند الساحرة، وتشعر بأنك رحلت عبر الزمن إلى ذلك العصر، عصر الدولة السلجوقية، عصر السلاطين والخلفاء والوزراء، عصر الشعراء والجواري، عصر الصراعات والخلافات والتحزّبات. تشعر وكأنك تنتقل مع الخيّام من مدينة إلى أخرى، وتجلس في مجالس الوجهاء والكبار، تكتب في الرياضيات والفلك وغيرها من العلوم، تستنشق عبير زهور حدائق أصفهان الغنّاء، تراقب نجوم سمائها المتلألئة، تكتب مع الخيّام رباعيّاته الشهيرة، وتستمتع بكل لحظة وسكنة بصحبته. ومن الناحية الأخرى، تطّلع على صراع السلطة، وكيف تُحاك المؤامرات والدسائس، وكيف تُدار شؤون الحكم من خلف ستار جناح الحريم، وكيف تنشئ العداوة بين نظام الملك وحسن الصباح، وكيف تُصبح آلموت معقل الإسماعيليين، وتبقى دائرة العنف والاغتيال والقتل والنزاع دائرةً حتى يُحدث الله أمراً كان مفعولا. وكيف تضيع الرباعيات في خضم تلك الأحداث التاريخية الغابرة.
أما القسم الثاني، فبطله بنيامين عمر لوساج، الفرنسي الأميريكي، الذي يعيش في أنابوليس، ويُحب الخيام ورباعياته ويذهب في رحلة عجيبة إلى الشرق للبحث عن رباعيات الخيام، بعد لقائه بجلال الدين الأفغاني. رحلة ننتقل معه بها بين كثير من المدن الشرقية على أمل الوصول للمخطوط، ونشهد الصراعات والنزاعات التي لا زالت قائمة في بلاد الشرق. شعوب تثور على حكّامها واستبدادهم، دول استعمارية تحارب قيام الدساتير والديمقراطيات خوفاً على أطماعها. تتوّج رحلة لوساج بالعثور على المخطوط، وتنتهي على متن سفينة التايتانك مع شيرين.
انتهت الرواية لكن لم ولن تنتهي النزاعات والصراعات على السلطة ولا المطامع الاستعمارية والإمبريالية.
أكثر رواية قرأتها في حياتي وتمنّيت ألّا تنتهي أبداً. ساحرة بكل معنى الكلمة.
....
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
سمرقند.
Sign In »
Reading Progress
April 2, 2019
–
Started Reading
April 2, 2019
– Shelved
April 14, 2019
–
60.8%
""لو لم تكونوا قد حوّلتم بلادنا الجميلة إلى سجون لما احتجنا إلى اللجوء للأوروبيين!(...) أقول لك إننا- مُسلمي هذا العصر- أيتام.""
page
228
April 20, 2019
–
Finished Reading
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

message 1:
by
Sam
(new)
-
rated it 4 stars
Apr 21, 2019 11:03AM

reply
|
flag