Moayad Khalid's Reviews > ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
by
by

ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
عنوان جذاب،يجعلك تتوقف لتفكر: وهل خسر العالم شيئا بانحطاطنا؟
هنا كتاب يجيب على هذا التساؤل،ألفه الشيخ المعروف من بلاد الهند أبو الحسن الندوي،هذا الكاتب الذي الف هذا الكتاب الضخم في محتواه،البسيط في لغته،وهو لما يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره،وهذا العمر يُعد من سنين "المراهقة" في عالم التأليف ليتمكن كاتب من الكتابة فيه،ولكنه تصدى بشكل رائع لهذا الموضوع،ويكفى لتعرف مدى اطلاع ومدى قوة أساس المؤلف أنه كان يتحدث أربع لغات وهو لم يبرح الثانية عشر من عمره.
كتاب مقسم إلى خمسة أبواب،كل باب به مقسوم إلى فصول.
الباب الأول جاء بعنوان "العصر الجاهلي" تحدث فيه عن تاريخ الأمم في القرن السادس الميلادي،وكيف كان شكل العالم قبل أن يُبعث فيه الرحمة المهداة نبي الهدى،شكل العالم في بلاد المسيحيين،في قوتا ذاك الزمان،في بلاد الروم والفرس،بلاد القياصرة والأكاسرة،في الهند،عند اليهود،وحول العالم أجمع.
شكل العالم الخُلقي والديني والاقتصادي والسياسي وسماته،وركز فيه على حال العرب وثقافتهم الدينية والخُلقية والسياسية والاقتصادية،وكيف كان في الجانب الديني مثلا لكل بيت من بيوت العرب حينها صنما يُعبد،بل قد نقول انه لكل انسان صنمه الذي يعبده.!؟
عن العالم في غيه وسباته وفسقه ومجونه وشهوته الجنسية وجنسه الشهواني،عن الانحطاط الخُلقي،عن التمييز الطبقي،والاستعباد والاستبعاد،والاضهاد والقمعوالوثنية المبسوطة.
عن العرب النائمون،عن العرب الغاوون،عن وأد البنات،وقمع النساء،وضرب الولدان،وشرب الخمور،وانتشار المجون..عن العقول الضحلة،والنفوس الغبية،عن العرب التي كانت تقتتل أربعين عاما...من أجل سباق عابر.!؟
هذا الفصل إلماحات تاريخية ليست مفصلة ولكنها كافية لتعطي القارئ صورة عن الحال،والمآل..صورة مختصرة ولكنها وافية..وهل جمال الكلام إلا فيما قل ودل..وجلّ ولم يُمل..وأوفى ولم يُخل.!؟
الباب الثاني بعننوان "من الجاهلية إلى الإسلام" كيف أصبح شكل الإسلام بعد تلك العصور المظلمة،المرحلة الانتقالية من الظلام الجاثم،إلى النور الغامر،عن بعثة الحبيب المصطفى وكيف غير شكل العرب أولا،والذين كانوا أوباشا متناحرين،وأصبحا أخواننا متحابين،عن النهج الرباني والمنهجية النبوية،عن معركة النور يقارع الظلام يحاول أن يبدده،عن تحول المرأة من كائن مضهد تحت "الأقدام" إلى أم يتهافت الأبناء إلى "أقدامها" يتحرون طريقا إلى الجنة.
عن الرسول وتأثيره في الروح،وكيف أن نفس البشر تتوق إلى الهدوء والسكون الروحي،ولكن نفوس البشر جُبلت على "الاستعاضة" فإن أردت أن تحرمني فإعطني البديل،وكذلك يقول علم النفس الحديث..كان الثمن هنا قليلا والعوض سلعة الله الغالية.
عن الرسول الذي حول من كل نكبة جاهلية،صورة زاهية واستغل الانتماء القوي للقبيلة والعشيرة،إلى انتماء أخوي في الدين،فبدل النفس من حب العشائر والاقتتال بينها بحب بعضها تحت لواء الدين،ألم أقول لكم إنها عبقرية النبوة.!؟
الباب الثالث بعنوان "العصر الإسلامي" وتحدث هنا عن استفحال امر الدين وكيف صيّر العالم عالما أجمل،وكيف امتد نوره الذي كان قاصر في ديار العرب إلى العالم كله،حتى وصل بلاد الفرس والروم،وكيف أصبح العالم عالم دنيا ودين،عالم اختراع وخوف من الله،عالم روح ومادة،عالما خياليا ولكنه واقعي،وعالما افتراضيا ولكنه معاش،عالما اسلاميا وكفى.!؟
ناقش في فصوله الأخيرة حال الضعة وأفول شأن المسلمين بعد وفاة والنبي والخلفاء الراشدين بسنين،وعن الأسباب وكيف أثر ذلك على شكل العالم أجمع،وبقاءه فترات طويلة على هذا الحال بعد عصر العباسيين،عالما متواريا عن مسرح التأثير العالمي،حتى قيض الله للمسلمين صلاح الدين الأيوبي فعاد للمسلمين شأنهم سنينا ثم بعد وفاته بأعوام دب الضعف والهوان جسد الأمة مرة أخرى،ثم ضعفت واستكانت،حتى قيض الله لها العثمانيين الذين لا يُنكر لهم شأنهم في التاريخ الإسلامي..ثم دبت النعرات والشعارات في جسد الدولة العثمانية بعد امتدادها وبسط سلطانها واسمها ونفوذها لزمان..حين استهدفتها الأمم من حولها،وأثاروا فيها ما أثاروا ومن أبرز ما حدث تأثيرهم حتى بدأ العرب يحلمون بالانفصال وتكوين "قومية عربية" منفصلة عن الجسد الإسلامي الكامل فتم الانفصال العربي عن الجسد الإسلامي،ولكن الاتصال العربي في الجسد العربي فشل،فاستحال العرب ممالك ودويلات متفرقة متشتتة وكان ذلك بداية اندثار عصر اسلامي اخر جميل.
الرسالة التي خرجت بها من هذا الفصل أنه كان للإسلام فترات صعود وهبوط،وصعود بعد هبوط..وهذا يوقد شمعة الأمل في نفسي أن نهاية هذا الهبوط في دالة الأمة وحضارتها صعود باهر بإذن الله.
الباب الرابع "أوروبا المادية" وعقد مقارنة عن شكل العالم "المادي الروحي" في عصر المسلمين و"المادي البحت" في عصر ارتفاع الحضارة الغربية وامساكها بزمام الأمور .
ومن أجمل ما يُقال لتلخيص رؤيتي لهذا الباب مقولة قالها فيلسوف إسلامي ردا على آخر غربي،يقول" أنتم استطعتم أن تطيروا في السماء كالصقور،وتشقوا عباب البحار كالحيتان،ولكنكم فشلتم أن تسيروا على الأرض كإنسان.".!؟
فصل الباب عن خصائص الحضارة الأوروبية المستقاة من الفلسفة الاغريقية المادية،والحضارة الرومية المادية أيضا،وكيف كان ناتج هذا المزيج الهجين،حضارة أوروبية لا تقيم للأخلاق معيارا،فتغزو وتقتل إن كان في ذلك مصلحتها المادية،وتبيح بيع الخمور والمتاجرة فيها بلا وزاع اخلاقي،ما دام انها تحقق الربح المادي،،هم حضارة لا شك،ولكنها هشة،جسد بلا روح.!؟
آخر الباب يحذر الكاتب حضارة الأوروبيين بالأفول إذا لم يُنتبه لنقاط ذكرها.
الباب الخامس والأخير بعنوان "قيادة العالم الإسلامي"،استعان المؤلف بشواهد التاريخ على إمكانية العودة،واستلام زمام الأمور مرة أخرى،فأوربا اليوم تميزها العقول والأدوات،ولكنها بلا "منهج"،والمسلمين فُضلوا على سائر الأمم بتواجد "المنهاج" والمقرر،فقط يحتاج "أدوات" تُطبقها.
هذا الباب يبعث على التفاؤل والأمل ويُذكي في النفس عزة وحماسة للتغيير والتطوير.
أقول أخيرا عاب عندي في الكتاب:الصبغة التاريخة البحتة في ذكر بعض الأحداث،وهذا يبعث على الملل أحيانا،بالإضافة إلى أنه كان من الممكن أن يُرتب تسلسل الأحداث في الكتاب بشكل أفضل.
وصل الله على نبينا محمد.
_مؤيد الشهري_
عنوان جذاب،يجعلك تتوقف لتفكر: وهل خسر العالم شيئا بانحطاطنا؟
هنا كتاب يجيب على هذا التساؤل،ألفه الشيخ المعروف من بلاد الهند أبو الحسن الندوي،هذا الكاتب الذي الف هذا الكتاب الضخم في محتواه،البسيط في لغته،وهو لما يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره،وهذا العمر يُعد من سنين "المراهقة" في عالم التأليف ليتمكن كاتب من الكتابة فيه،ولكنه تصدى بشكل رائع لهذا الموضوع،ويكفى لتعرف مدى اطلاع ومدى قوة أساس المؤلف أنه كان يتحدث أربع لغات وهو لم يبرح الثانية عشر من عمره.
كتاب مقسم إلى خمسة أبواب،كل باب به مقسوم إلى فصول.
الباب الأول جاء بعنوان "العصر الجاهلي" تحدث فيه عن تاريخ الأمم في القرن السادس الميلادي،وكيف كان شكل العالم قبل أن يُبعث فيه الرحمة المهداة نبي الهدى،شكل العالم في بلاد المسيحيين،في قوتا ذاك الزمان،في بلاد الروم والفرس،بلاد القياصرة والأكاسرة،في الهند،عند اليهود،وحول العالم أجمع.
شكل العالم الخُلقي والديني والاقتصادي والسياسي وسماته،وركز فيه على حال العرب وثقافتهم الدينية والخُلقية والسياسية والاقتصادية،وكيف كان في الجانب الديني مثلا لكل بيت من بيوت العرب حينها صنما يُعبد،بل قد نقول انه لكل انسان صنمه الذي يعبده.!؟
عن العالم في غيه وسباته وفسقه ومجونه وشهوته الجنسية وجنسه الشهواني،عن الانحطاط الخُلقي،عن التمييز الطبقي،والاستعباد والاستبعاد،والاضهاد والقمعوالوثنية المبسوطة.
عن العرب النائمون،عن العرب الغاوون،عن وأد البنات،وقمع النساء،وضرب الولدان،وشرب الخمور،وانتشار المجون..عن العقول الضحلة،والنفوس الغبية،عن العرب التي كانت تقتتل أربعين عاما...من أجل سباق عابر.!؟
هذا الفصل إلماحات تاريخية ليست مفصلة ولكنها كافية لتعطي القارئ صورة عن الحال،والمآل..صورة مختصرة ولكنها وافية..وهل جمال الكلام إلا فيما قل ودل..وجلّ ولم يُمل..وأوفى ولم يُخل.!؟
الباب الثاني بعننوان "من الجاهلية إلى الإسلام" كيف أصبح شكل الإسلام بعد تلك العصور المظلمة،المرحلة الانتقالية من الظلام الجاثم،إلى النور الغامر،عن بعثة الحبيب المصطفى وكيف غير شكل العرب أولا،والذين كانوا أوباشا متناحرين،وأصبحا أخواننا متحابين،عن النهج الرباني والمنهجية النبوية،عن معركة النور يقارع الظلام يحاول أن يبدده،عن تحول المرأة من كائن مضهد تحت "الأقدام" إلى أم يتهافت الأبناء إلى "أقدامها" يتحرون طريقا إلى الجنة.
عن الرسول وتأثيره في الروح،وكيف أن نفس البشر تتوق إلى الهدوء والسكون الروحي،ولكن نفوس البشر جُبلت على "الاستعاضة" فإن أردت أن تحرمني فإعطني البديل،وكذلك يقول علم النفس الحديث..كان الثمن هنا قليلا والعوض سلعة الله الغالية.
عن الرسول الذي حول من كل نكبة جاهلية،صورة زاهية واستغل الانتماء القوي للقبيلة والعشيرة،إلى انتماء أخوي في الدين،فبدل النفس من حب العشائر والاقتتال بينها بحب بعضها تحت لواء الدين،ألم أقول لكم إنها عبقرية النبوة.!؟
الباب الثالث بعنوان "العصر الإسلامي" وتحدث هنا عن استفحال امر الدين وكيف صيّر العالم عالما أجمل،وكيف امتد نوره الذي كان قاصر في ديار العرب إلى العالم كله،حتى وصل بلاد الفرس والروم،وكيف أصبح العالم عالم دنيا ودين،عالم اختراع وخوف من الله،عالم روح ومادة،عالما خياليا ولكنه واقعي،وعالما افتراضيا ولكنه معاش،عالما اسلاميا وكفى.!؟
ناقش في فصوله الأخيرة حال الضعة وأفول شأن المسلمين بعد وفاة والنبي والخلفاء الراشدين بسنين،وعن الأسباب وكيف أثر ذلك على شكل العالم أجمع،وبقاءه فترات طويلة على هذا الحال بعد عصر العباسيين،عالما متواريا عن مسرح التأثير العالمي،حتى قيض الله للمسلمين صلاح الدين الأيوبي فعاد للمسلمين شأنهم سنينا ثم بعد وفاته بأعوام دب الضعف والهوان جسد الأمة مرة أخرى،ثم ضعفت واستكانت،حتى قيض الله لها العثمانيين الذين لا يُنكر لهم شأنهم في التاريخ الإسلامي..ثم دبت النعرات والشعارات في جسد الدولة العثمانية بعد امتدادها وبسط سلطانها واسمها ونفوذها لزمان..حين استهدفتها الأمم من حولها،وأثاروا فيها ما أثاروا ومن أبرز ما حدث تأثيرهم حتى بدأ العرب يحلمون بالانفصال وتكوين "قومية عربية" منفصلة عن الجسد الإسلامي الكامل فتم الانفصال العربي عن الجسد الإسلامي،ولكن الاتصال العربي في الجسد العربي فشل،فاستحال العرب ممالك ودويلات متفرقة متشتتة وكان ذلك بداية اندثار عصر اسلامي اخر جميل.
الرسالة التي خرجت بها من هذا الفصل أنه كان للإسلام فترات صعود وهبوط،وصعود بعد هبوط..وهذا يوقد شمعة الأمل في نفسي أن نهاية هذا الهبوط في دالة الأمة وحضارتها صعود باهر بإذن الله.
الباب الرابع "أوروبا المادية" وعقد مقارنة عن شكل العالم "المادي الروحي" في عصر المسلمين و"المادي البحت" في عصر ارتفاع الحضارة الغربية وامساكها بزمام الأمور .
ومن أجمل ما يُقال لتلخيص رؤيتي لهذا الباب مقولة قالها فيلسوف إسلامي ردا على آخر غربي،يقول" أنتم استطعتم أن تطيروا في السماء كالصقور،وتشقوا عباب البحار كالحيتان،ولكنكم فشلتم أن تسيروا على الأرض كإنسان.".!؟
فصل الباب عن خصائص الحضارة الأوروبية المستقاة من الفلسفة الاغريقية المادية،والحضارة الرومية المادية أيضا،وكيف كان ناتج هذا المزيج الهجين،حضارة أوروبية لا تقيم للأخلاق معيارا،فتغزو وتقتل إن كان في ذلك مصلحتها المادية،وتبيح بيع الخمور والمتاجرة فيها بلا وزاع اخلاقي،ما دام انها تحقق الربح المادي،،هم حضارة لا شك،ولكنها هشة،جسد بلا روح.!؟
آخر الباب يحذر الكاتب حضارة الأوروبيين بالأفول إذا لم يُنتبه لنقاط ذكرها.
الباب الخامس والأخير بعنوان "قيادة العالم الإسلامي"،استعان المؤلف بشواهد التاريخ على إمكانية العودة،واستلام زمام الأمور مرة أخرى،فأوربا اليوم تميزها العقول والأدوات،ولكنها بلا "منهج"،والمسلمين فُضلوا على سائر الأمم بتواجد "المنهاج" والمقرر،فقط يحتاج "أدوات" تُطبقها.
هذا الباب يبعث على التفاؤل والأمل ويُذكي في النفس عزة وحماسة للتغيير والتطوير.
أقول أخيرا عاب عندي في الكتاب:الصبغة التاريخة البحتة في ذكر بعض الأحداث،وهذا يبعث على الملل أحيانا،بالإضافة إلى أنه كان من الممكن أن يُرتب تسلسل الأحداث في الكتاب بشكل أفضل.
وصل الله على نبينا محمد.
_مؤيد الشهري_
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
Sign In »
سلمت يمينك