ŷ������

- واحة الغروب لبهاء طاهر، رواية تحمع ما بين التخيّل التاريخي والفانتازيا والرواية السياسية الإجتماعية مع نفحاتٍ من الواقعية السحرية في بعض الأماكن بالإضافة الى الرمزيات العديدة التي ضمّنها الكاتب في النص. هذا بالإضافة الى الغوص الذاتي في شخصيتي كاثرين ومحمود بما تحمله هاتان الشخصيتان من تضاد واختلاف في الشعور والتفكير. رواية مبنية بتقنية تعدد الأصوات أجاد فيها بهاء طاهر في الفصل مابين شخصياته دون ان يقع في فخ النسخ المتشابهة.

- تعددت ثيمات الرواية بين الوطنية والخيانة والتملّق الى الغربة الذاتية والعلاقة ما بين الشرق والغرب بما يجمعهما وبما يفرقهما، التغيرات التي حصلت للمجتمع المصري في الحقب التاريخية المختلفة، التقوقع والعادات البالية، الحب والعشق وغيرها..

- الشخصيات كانت عديدة ايضًا، فإلى جانب الشخصيتين الرئيسيتين (محمود وكاثرين) كان استحضار شخصية الإسكندر ممتازًا خصوصًا انه استحضار نفسي يشرّح الإسكندر نفسيًا ما بين لحظات القوة والضعف، لحظات الجبروت والرحمة بالإضافة الى الأفكار كفكرة توحيد العالم تحت رايته، الحكم بواسطة الخوف (كأنه يتكلم عن الحاضر)، الطغيان والظلم، بالإضافة الى مشهد نسيانه وهو ميت والإجتماع لإقتسام الأمبراطورية!! شخصية الشيخ صابر والشيخ يحيى التي حملت اكثر من موضوع الصراع العشائري الذي لا ينتهي (ولا يراد له الإنتهاء) كان هناك تبطين للتسمية (عشيرة الغربيين، عشيرة الشرقيين). الشخصيات المساعدة أدّت دورها بشكل جيد ايضًا.

- سلبيات الرواية:
1- الإطناب، خصوصًا في المونولوجات الداخلية لمحمود وكاثرين.
2- القفز عن التفصيل في مفاصل اساسية والإطالة في مفاصل غير مهمة (قصة زواج محمود بكاثرين)
3- الأحداث غير المنطقية (غرام محمود بفيونا! علاقة مليكة بكاثرين، منذ تعرفهما الى المشهد في المنزل، قصة تجسس اليوزباشي والمغلف المرسل بالبريد العادي..)
4- النهاية البائسة، لم يقنعني الكاتب بالسبب لتفجير المعبد ولا بقصة الموت الرومنسي الأخيرة.

- بشكل عام الرواية جيدة، ممتعة وتشجّع على زيارة قريبة لسيوة، كما انها تعطي فكرة عن الحياة في تلك الفترة من تاريخ مصر، الثورة العرابية والخيانات التالية، الحياة في الواحة، العلاقة بين السلطة في المركز والأطراف، فرق التفكير والشعور ما بين الشرقيين والغربيين، العادات والتقاليد والخرافات والسيطرة، سوق العبيد، الآثار بين اكتشافها وتدميرها، الفرق في التفكير ما بين النظر للأثر على انه كنز وما بين تدمير الأثر لإكتشاف كنز مفترضٍ تحته! ولع الغرب بالشرقيات بمقابل عدم اكتراث (اذا احسنا النيّة) الشرقيين.

انهي المراجعة بهذا الإقتباس الذي سيبقى يتكرر:

لماذا خان الباشوات والكبار الذين يملكون كل شيء؟ ولماذا يدفع الصغار دائمًا الثمن - يموتون في الحرب ويسجنون في الهزيمة بينما يظل الكبار احرارًا وكبارًا؟