ŷ������

عن مصر التي فسد هواؤها وجف ماؤها ،،
عن مصر الفساد ،، مصر البيروقراطية ،،
مصر الدولة البوليسية ،،
مصر الفقر ،، مصر الجهل ،،
مصر التي أهملت الصعيد ،،
مصر المعتمدة - فقط - على تاريخها ،،
مصر المرصودة دائماً بأعين السفيرة الأمريكية في القاهرة ،، التي ترسل برقيات أولاً بأول لبلدها ،،
مصر والتي إن عرفت الطائرات والمترو والكموبيوتر لم تعرف سوى حكم الفرعون الإله ،،

تحكي الرواية عن عشر شخصيات ،، في حالة سفر بحثاً عن شئ ما أو هروب من آخر ،،
الصعيدي "عبدالعال" الذي يصل القاهرة الحديثة فيظل حبيس رعبه وجهله داخل المترو يسافر عبر محطاته ولا يستطيع الخروج ،،
وعن الجندي "رزق" ،، التائه لوحده في صحراء سيناء بعد هزيمة 67 يبحث عن نجاة ،،
عن الباحث الشاب الذي وجد حلاً لمشكلة العفن ،، ولكنه يظل يبحث عمن يسمع وينفذ هذا الحل ،،
عن الصحفية "سحر" التي تعمل في صحفية (شبه معارضة) ولكنها لا تكف عن البحث عن أسباب العفن وتتهم الفرعون بمسئوليته المباشرة عنه ،،
والكاتب "ناصر" الهارب من الواقع داخل نفسه وكتب الشعر ورسائله لصديقه "فخرالدين" الهارب بدوره لخارج البلاد ،،
والكاتب الفرعوني "حور" المحنط في متحف اللوفر والساعي للهرب والعودة إلى مصر ،،
وتحكي أيضاً عن فاطمة التي تهرب من فقرها ومرضها وترتضي الزواج بثري عربي في عمر والدها وتسافر معه لبلده ،،
وعن الوزير ،، الي بدأ طريق إصلاح في وزارته ولكنه استسلم وسار في ركب الوزراء الآخرين ولا مبالاتهم ،،
وعن "د.بدير" كنموذج للمسئولين الفاسدين المفرطين في الأمانة والمسئولية التي على عاتقهم ،، بصفته مدير مشروع مكافحة العفن ،، ولكنه لا يفعل شيئاً سوى السفر والتنزه في بلاد العالم ،،


ويطرح "عزالدين" سؤالاً على مدار الرواية ،،
ياترى هل ولت أيام السفر ؟


(view spoiler)[
مع نهاية الرواية لا يتغير شئ ،،
فاطمة تظل حبيسة ذلك البلد الصحرواي ولا تستطيع الهرب من زوجها الذي يعاملها كعبدة ينتهكها هو وأبناؤه الثلاثة ،،
حور الكاتب يظل حبيس فرنسا الذي تعتبره من ممتلكاتها ،،
الوزير يترك كل ما في بلاده من عفن ويسعى للحصول على منصب سكرتير عام اليونيسكو ( لاحظ أن الرواية نشرت لأول مرة عام 1999 ،، أي قبل أن يترشح فاروق حسني لهذا المنصب ) ،،
الباحث يعرض الحل الذي وججده على كل المسئولين ،، حتى يصل ويعرضه على الفرعون ،، ولكن لا أحد يتحرك ،،
عبدالعال يتغلب على خوفه ،، ولكنه لا يخرج من المترو ،، حيث يستمر في السفر داخله يبيع الشاي للركاب ،،

حتى الفرعون لا يتنازل عن كرسيه ،، برغم المصائب التي شهدتها البلاد تحت حكمه ورغم مرضه الذي حوله لمومياء حية

برغم ذلك يظل السؤال قاماً على لسان " سحر " ،، هل نهاجر أم نسعى لإصلاح ومقاومة العفن ؟؟


(hide spoiler)]