KSS's Reviews > ساعي بريد نيرودا
ساعي بريد نيرودا
by
by

تشيلى 1973 � مصر 2013
إلى اليمين سلفادور الليندى رئيس تشيلى وإلى يساره وزير الدفاع أوغستو بينوشيه
تشيلى 1973: الرئيس المُنتخب سلفادور الليندى الرجل الذى ترشح لانتخابات الرئاسة ولم يحالفه الحظ لثلاث دورات إنتخابية 1952 و 1958 و 1964، نجح أخيراً فى انتخابات الرئاسة 1970 بتأييد وزير الدفاع
رينيه شنايدر - المُغتال من قبل أمريكا التى يحكمها الرئيس المفضوح ريتشارد نيكسون � شنايدر قرر للمرة الأولى أن يقف مع الشعب وحقه فى إنتخابات ديمقراطية واختيار الرئيس بحرية فى عام 1970، ما أثار حفيظة الخارجية الأمريكية والرئيس نيكسون فقرروا جميعاً التآمر عليه وقتله، ساعدت حادثة القتل تلك على زيادة الروح الثورية والوطنية داخل التشيليين إلى أن وصل سلفادور الليندى إلى الحكم.
وكعادة أمريكا لا تيأس أبداً من إسقاط من تراهم أعدائها وتبحث دوماً عن الخانعين تحت التراب فى كل مكان وزمان، إلى أن وجدت ضالتها أخيراً فى الجنرال بينوشيه الذى صعد إلى منصب وزير الدفاع على أكتاف الليندى الذى كان يرى فى قُرب بينوشيه منه طوق النجاة للحد من توغل الجيش وسيطرته على مفاصل الدولة الرئيسية.
الليندى هنا يحاول أن يتغطى بالجيش وكما يقول المثل الشعبى المصرى "المتغطى بالجيش عريان"، ونسى الليندى أن من وصل به إلى سُدة الحُكم هم الشعب الذى ينتظر محاسبة الفاسدين والمُقصرين وينتظر أن تتحسن أحواله الاقتصادية إلى الأفضل ولكن ذلك لم يحدث، فأمريكا المتربصة بثروات تشيلى من النحاس لن تترك رئيس مُنتخب على رأس السلطة فى البلاد، فلا بد من دُمية ذات خيوط والخيوط تمتد من سانتياغو عاصمة تشيلى إلى واشنطن فيحركها أصغر موظف فى البيت الأبيض كيف يشاء وكيفما تقتضى أولويات سياسات الولايات المتحدة الأمريكية.
إضرابات واعتصامات ونقص فى المواد الغذائية وشلل تام يصيب تشيلى، بتدبير أمريكى يقيناً يؤدى إلى احتجاجات أوسع ضد الرئيس الليندى المُخيب لآمال شعبه فتتحرك دبابات الجيش صوب القصر الجمهورى وتصوب داناتها فى وجه الرئيس المُنتخب وتسدد رميها فيلقى الرئيس حتفه على الفور.
بينوشيه بعدها استولى على الحكم شأنه شأن أى منقلب وبدأ حزمة من الإجراءات الاقتصادية بمساعدة البنك الدولى وصندوق النقد فيما عُرف حينها بالإجراءات المؤلمة.
مصر 2013: ...
تشيلى 1973: تتقاطع مع هذه القصة السياسية قصة ساعى البريد ماريو خيمينيث
الذى حصل على وظيفته نتيجة امتلاكه دراجة يذهب ويروح بها بين قريته ومكتب البريد الرئيسى، يتصادف أن الرجل الوحيد الذى تصل إليه مخاطبات فى هذه القرية هو الشاعر التشيلى الشهير بابلو نيرودا
وتنشأ بينهما صداقة معقدة ومحبة صادقة ومتبادلة للحد الذى جعل ماريو يذبح جدياً ويقيم مأدبة عشاء لأهل قريته احتفالاً بحصول نيرودا على جائزة نوبل للآداب وجعلته يتحدى قوات الجيش المتمركزة حول منزل نيرودا المُحتضر لإيصال الرسائل والبرقيات التى ترده ولا يستطيع تلقيها بنفسه، ويلتقى ماريو حب حياته بياتريث
التى أحبها من أول نظرة وأول لقاء، فيساعده نيرودا فى خطب ودها وإقناع والدتها بالزواج.
قصة شديدة الخصوصية والجمال والانسيابية تقطر عذوبة ورقة فإذا كنت قارئ محب للروايات الرومنسية فحتماً ستناسبك فى نصفها الأول وإذا كنت قارئ مولع بالتاريخ والسياسة فحتماً ستناسبك فى نصفها الثانى وإذا كنت قارئ تهوى الأدب وتاريخه فحتماً ستجد ضالتك بين سطور هذه النوفيلا العجيبة.
م.أ (ملاحظة أخيرة): هذه مراجعة تكملها أنت عزيزى قارئ هذه المراجعة.
إلى اليمين سلفادور الليندى رئيس تشيلى وإلى يساره وزير الدفاع أوغستو بينوشيه
تشيلى 1973: الرئيس المُنتخب سلفادور الليندى الرجل الذى ترشح لانتخابات الرئاسة ولم يحالفه الحظ لثلاث دورات إنتخابية 1952 و 1958 و 1964، نجح أخيراً فى انتخابات الرئاسة 1970 بتأييد وزير الدفاع
رينيه شنايدر - المُغتال من قبل أمريكا التى يحكمها الرئيس المفضوح ريتشارد نيكسون � شنايدر قرر للمرة الأولى أن يقف مع الشعب وحقه فى إنتخابات ديمقراطية واختيار الرئيس بحرية فى عام 1970، ما أثار حفيظة الخارجية الأمريكية والرئيس نيكسون فقرروا جميعاً التآمر عليه وقتله، ساعدت حادثة القتل تلك على زيادة الروح الثورية والوطنية داخل التشيليين إلى أن وصل سلفادور الليندى إلى الحكم.
وكعادة أمريكا لا تيأس أبداً من إسقاط من تراهم أعدائها وتبحث دوماً عن الخانعين تحت التراب فى كل مكان وزمان، إلى أن وجدت ضالتها أخيراً فى الجنرال بينوشيه الذى صعد إلى منصب وزير الدفاع على أكتاف الليندى الذى كان يرى فى قُرب بينوشيه منه طوق النجاة للحد من توغل الجيش وسيطرته على مفاصل الدولة الرئيسية.
الليندى هنا يحاول أن يتغطى بالجيش وكما يقول المثل الشعبى المصرى "المتغطى بالجيش عريان"، ونسى الليندى أن من وصل به إلى سُدة الحُكم هم الشعب الذى ينتظر محاسبة الفاسدين والمُقصرين وينتظر أن تتحسن أحواله الاقتصادية إلى الأفضل ولكن ذلك لم يحدث، فأمريكا المتربصة بثروات تشيلى من النحاس لن تترك رئيس مُنتخب على رأس السلطة فى البلاد، فلا بد من دُمية ذات خيوط والخيوط تمتد من سانتياغو عاصمة تشيلى إلى واشنطن فيحركها أصغر موظف فى البيت الأبيض كيف يشاء وكيفما تقتضى أولويات سياسات الولايات المتحدة الأمريكية.
إضرابات واعتصامات ونقص فى المواد الغذائية وشلل تام يصيب تشيلى، بتدبير أمريكى يقيناً يؤدى إلى احتجاجات أوسع ضد الرئيس الليندى المُخيب لآمال شعبه فتتحرك دبابات الجيش صوب القصر الجمهورى وتصوب داناتها فى وجه الرئيس المُنتخب وتسدد رميها فيلقى الرئيس حتفه على الفور.
بينوشيه بعدها استولى على الحكم شأنه شأن أى منقلب وبدأ حزمة من الإجراءات الاقتصادية بمساعدة البنك الدولى وصندوق النقد فيما عُرف حينها بالإجراءات المؤلمة.
مصر 2013: ...
تشيلى 1973: تتقاطع مع هذه القصة السياسية قصة ساعى البريد ماريو خيمينيث
الذى حصل على وظيفته نتيجة امتلاكه دراجة يذهب ويروح بها بين قريته ومكتب البريد الرئيسى، يتصادف أن الرجل الوحيد الذى تصل إليه مخاطبات فى هذه القرية هو الشاعر التشيلى الشهير بابلو نيرودا
وتنشأ بينهما صداقة معقدة ومحبة صادقة ومتبادلة للحد الذى جعل ماريو يذبح جدياً ويقيم مأدبة عشاء لأهل قريته احتفالاً بحصول نيرودا على جائزة نوبل للآداب وجعلته يتحدى قوات الجيش المتمركزة حول منزل نيرودا المُحتضر لإيصال الرسائل والبرقيات التى ترده ولا يستطيع تلقيها بنفسه، ويلتقى ماريو حب حياته بياتريث
التى أحبها من أول نظرة وأول لقاء، فيساعده نيرودا فى خطب ودها وإقناع والدتها بالزواج.
قصة شديدة الخصوصية والجمال والانسيابية تقطر عذوبة ورقة فإذا كنت قارئ محب للروايات الرومنسية فحتماً ستناسبك فى نصفها الأول وإذا كنت قارئ مولع بالتاريخ والسياسة فحتماً ستناسبك فى نصفها الثانى وإذا كنت قارئ تهوى الأدب وتاريخه فحتماً ستجد ضالتك بين سطور هذه النوفيلا العجيبة.
م.أ (ملاحظة أخيرة): هذه مراجعة تكملها أنت عزيزى قارئ هذه المراجعة.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ساعي بريد نيرودا.
Sign In »
Reading Progress
October 13, 2019
–
Started Reading
October 16, 2019
– Shelved
October 16, 2019
–
Finished Reading
Comments Showing 1-9 of 9 (9 new)
date
newest »

message 1:
by
Rahma.Mrk
(new)
-
rated it 3 stars
Oct 19, 2019 06:01PM

reply
|
flag

وأكملتيها أم لا؟
أعتقد أن السيناريو التشيلى مرسوم على مصر بالملليمتر
تسلمى يا رحمة على تعليقك ومرورك الكريم

لا ادري لماذا نتطابق حقا هكذا مع بلد جبلي لا يتجاوز سكانها حي شبرا
لكن الافضل للكل الا يبحث عن اي غطاء لو قدر

لا ادري لماذا نتطابق حقا هكذا مع بلد جبلي لا يتجاوز سكانها حي شبرا
لكن الافضل للكل الا يبحث عن اي غطاء لو قدر"
تسلميلى يا ست الكل ويدوم عليا مرورك الكريم وتعليقلتك المشجعة
هو تقريباً مصر وتشيلى كربون كوبى من بعض
حتى التشابه فى مصير ما بعد ١٩٧٣/٢٠١٣ هنا وهناك تشابه كربونى
من حيث الاجراءات المؤلمة بداعى الاصلاحات الاقتصادية
وكذلك الاستدانة المفرطة بدعاوى الفقر والحاجة
حتى مدرسة التخطيط الاقتصادى التى خططت لتشيلى ٧٣ كانت بقيادة ميلتون فريدمان وهى من خططت لمصر ٢٠١٣ فى صورة شركة لازارد بقيادة تلاميذ فريدمان من جامعة شيكاغو


أنا كنت هعمل المقارنة بشكل أوضح
وصور وأسماء لكن آثرت السلامة أيضاً :) :)
ودائماً بأصبر نفسى أن "فى فمى ماء" وأسكت أيضاً
وهى طبعاً تكمل بيت الأرواح بشكل يجعل تصورى الآن عن انقلاب تشيلى تصور ثلاثى الأبعاد