ŷ������

هذا كتاب اتمنى لو يستطيع قراءته كل اب وأم كي يدركوا أن الأطفال الذين يبدون صغار الحجم يملكون ذاكرة اكبر منهم ، تحمل بداخلها كل الاساءات التي ستبقى ترافقهم وتحدد سلوكهم وربما مصيرهم .

مع هذا فإن الكتاب قد ظُلم بعنوانه ،الذي لا أنكر انه عنوان مشوق لكن لكتاب لا يحكي عن العلاقه الابويه فحسب بل عن كل علاقة مؤذيه تصادف الإنسان .

يبدأ الكتاب في ذكر قصص لأشخاص متعافين بعد أن خرجوا من سجن الخوف والجزع والخزي ولوم الذات ، أشخاص آمنوا بقدرتهم على الحب واستحقاقهم له ، هم أشخاص تعرضوا في احد مراحل حياتهم لأذى نفسي عظيم من أحد الأطراف التي وثقوا بها ، ما جعل موازين حياتهم تختل ونظرتهم العالم تكتسي بالخوف والتردد .
ثم يسهب الكاتب في ذكر انواع الإساءة التي يتعرض لها الناس في رحلات حياتهم ، ما بين اب غاضب على الدوام الى ام جزعة تخلق عقدة الذنب في أطفالها ، مرورا بصديق سيء وليس انتهاءاا بانتهاك جسدي وقعه النفسي أعظم وأشد .
وينتهي الكتاب بعرض الخطوة الثانيه بعد أن تكون عرفت المرض وهي أن تبحث عن الشفاء ، في رحلة التعافي وتقبل الذات بل وحبها ومنح الحب للكون كله .

إن أهمية هذا الكتاب تأتي من عدة عوامل : اولا فقد أجاد الكاتب في عرض كل جوانب الاساءات كما تحدث وكانه عايشها وعرف وقعها ، انه يحكي من منطلق تجربة انسانيه - حتى لو لم تكن تجربته الخاصه - ولا يطرح الموضوع بصورة علمية بعيده عن الجانب النفسي .

ثانيا : لغة الكاتب قريبة جدا لاي قارئ ليس بالضرورة مطلع على العلوم النفسيه ، فهو يشرح ويوضح ويسهب ، ذكرني كثيرا بأسلوب دكتور عادل صادق ، ولهذا ذكرت أن قراءة الكتاب مفيدة للجميع .

املك أسبابا كثيره لاثني على الكتاب ، بناءا على تجاربي الشخصيه مع الأذى النفسي ومراحل تقبله ثم التعافي منه ، استطيع التأكيد أن الكتاب الم بمعظم المراحل بصورة تفصيليه وكما تحدث في الواقع فعلا .

" المجد لنا فليس علينا أن نخاف ثانيه
انما الملوثون حقا هم أولئك الذين لم يمسوا ولم يحرقوا ولم يذبحوا
فالمكسورون هم الأكثر نموا " .