Ahmed Taha's Reviews > معنى الحياة: مقدمة قصيرة جداً
معنى الحياة: مقدمة قصيرة جداً
by
by

Ahmed Taha's review
bookshelves: about-philosophy, nonfiction, pdf, with-friends, مترجم, very-short-introductions
Aug 23, 2020
bookshelves: about-philosophy, nonfiction, pdf, with-friends, مترجم, very-short-introductions
قراءة مشتركة ثانية مع د. أمنية عمر
وقراءة أولى ناجحة في مشروع قراءة سلسلة مقدمات قصيرة جدا،
الحقيقة كانت لي ٣ تجارب فاشلة سابقا، تاني واحدة مع كتاب الفيروسات
وآخرهم مع كتاب الأعداد
وأولهم مع الكتاب ده، وأذكر أنها كانت من كذا سنة ووقتها مافهمتش هو عاوز ايه لأن ماكانش عندي اي اطلاع على اي محتوى فلسفي، لذلك ربما القراءات الأخيرة في الفلسفة ساعدتني على فهم الكتاب،
لكن الحقيقة إن اللي ساعدني على تجاوز وإكمال الكتاب الرخم ده هي الصحبة اللطيفة، فشكرا جزيلا ويا رب دايما في قراءات أكثر جمالا وأكثر إثارة.
هقسم الكلام في المراجعة سين وجيم حسب ما يتيسر بإذن الله
ثم شوية مقتطفات أثارت انتباهي مع تعليق بسيط
س. ايه عنوان الكتاب؟
ج. معنى الحياة
لكن عنوانه الفعلي: معنى الحياة للماديين أو اللادينيين
س. هل الكتاب يصلح مقدمة؟
ج. لا
س. ما رأيك في الكاتب؟
ج. عنصري، معمم في حكمه، متعصب لرأيه، ضيف الأفق كمان
س. بيتكلم عن ايه؟
ج. بيتكلم عن سؤال "معنى الحياة" في ذاته لكن لم يبذل أي محاولة لإيجاد إجابة للسؤال
في 3 فصول يتكلم عن كلمة "المعنى"
وفي الفصل الأخير يحاول التكلم عن كلمة "الحياة"
بطريقة فلسفية مستفزة
إن البشرلا يثيرون مثل هذه المسائل إلا بالقدر الذي يستطيعون حله؛
ويعزى هذا جزئيٍّا إلى أن الأسئلة لا تطرح بمعزل عن السياق المحيط، صحيح أن إجاباتها لا تكون مربوطة بسهولة في أذنابها، ولكنها تلمح إلى نوعية الاستجابة التي من شأنها على الأقل أن يعتد بها كإجابة لها. إنها توجهنا في نطاق محدود من الاتجاهات مشيرة لنا للموضع الذي يجب أن نبحث فيه عن حل.
ولو أن ثقافات ما قبل الحداثة بشكل عام كانت أقل انشغالًا بمعنى الحياة من فرانز كافكا، لكان الشيء نفسه قد انطبق فيما يبدو على ثقافات ما بعد الحداثة. ففي المناخ البراجماتي الذي يتمتع بالقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة الذي تتميز به رأسمالية ما قبل الحداثة المتقدمة، بتشكيكها في الصور الكبيرة والسرديات الكبرى، وتحررها الواقعي من كل ما هو ميتافيزيقي، تعتبر « الحياة » من الكيانات الكلية غير الموثوق بها.
فنحن مُطالَبون بالتفكير على نطاق محدود بدلًا من التفكير على نطاق كبير وطموح؛ في الوقت الذي يفعل فيه بعض ممن يسعون لتدمير الحضارة الغربية العكس تمامًا، وهو ما يثير السخرية. وفي إطار الصراع الدائر بين الرأسمالية الغربية والإسلام المتطرف، نجد ندرة في الإيمان في مواجهة وفرة بالغة منه. فيجد الغرب نفسه في مواجهة هجوم ميتافيزيقي عنيف بالتزامن مع المرحلة التاريخية التي تجرد فيها من الأسلحة الفلسفية إن جاز التعبير. وفيما يتعلق بمسألة الإيمان تفضل حركة ما بعد الحداثة التنقل بأقل عدد من الأحمال: فلا شك أن لها معتقدات، ولكن ليس لديها إيمان.
وهو لا يقصد "المتطرفين من المسلمين" لكنه حرفيا يقصد "الإسلام الذي هو دين متطرف"
وكرر هذا المعنى في كتابه لاحقا
لكن لا يكفي أنه لم يكلف نفسه عناء البحث عن رؤية واحد من أكبر 5 أديان في العالم وواحد من 3 أديان سماوية منتشرة على كوكب الأرض فيما يخص موضوع معنى الحياة الذي يتحدث عنه، لا بل اكتفى بتعميم حكم عام!
وبعيدا عن الكاتب الأحمق لكن إجابة سؤال معنى الحياة كما سيتضح لك مع نهاية الكتاب لا يمكن أبدا أن تكون سلسة خارج التصور الديني الذي يتضمن يوم الحساب ويقوم على أن هذه الحياة نفسها مرحلة مؤقتة وليست هي الحياة المرادة وليست هي دار الخلود.
فيما كان الفن � في رأي بعض أتباع حركة الحداثة � يمثل المأوى الهش الأخير للقيمة الإنسانية في الحضارة الإنسانية؛ تلك الحضارة التي نبذها الفن نفسه في ازدراء. غير أن هذا كان ينطبق فقط على أثر شكل الفن. ونظرًا لأن محتواه كان انعكاسًا حتميٍّا للعالم المادي من حوله، فلم يكن باستطاعته تقديم مصدر دائم للخلاص والنجاة
رؤية مختزلة وتدل على سطحية الكاتب، مقارنة برؤية علي عزت بيجوفيتش رحمه الله في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب عندما تحدث عن أن الفن هو أحد أوجه الممارسة الروحانية ومحاولة حقيقية للبشر للبحث عن إجابة للاسئلة الكبرى والهروب من مادية العالم.
وتعد الرياضة بلا شك في وقتنا هذا واحدة من أكثر فروع صناعة الثقافة شعبية وتأثيرًا. فإذا تساءلت عما يقدم معنى ما في الحياة هذه الأيام لقطاع كبير من الناس� فلا بأس أن تكون إجابتك: « كرة القدم » وربما لن يكون الكثير على استعداد للاعتراف بذلك بنفس الدرجة، ولكن الرياضة � وفي كرة القدم البريطانية على وجه الخصوص � تحل محل جميع تلك القضايا النبيلة � من الإيمان الديني، والسيادة القومية، والشرف الشخصي، والهوية العرقية � التي كان الناس على مدار قرون على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيلها. فالرياضة تتضمن ولاءات وعداوات قبلية، وطقوسًا رمزية، وأساطير رائعة، وأبطالًا رموزًا، ومعارك ملحمية، وجمالًا حسيٍّ وإشباعًا بدنيٍّا، وإشباعًا فكريٍّا، واستعراضات مهيبة، وإحساسًا عميقًا بالانتماء. كذلك تقدم التضامن الإنساني والتجسيد اللحظي اللذين لا يوفرهما التليفزيون. ولولا هذه القيم، لصارت حياة الكثيرين خاوية بلا شك. فالرياضة � وليس الدين � هي أفيون الشعوب الآن. والحق أن الدين الآن في عالم الأصولية الإسلامية والمسيحية لم يعد أفيون الشعوب بقدر ما هو كوكايين الشعوب.
لا أختلف مع هذه النقطة، لكنه مصمم على إقحام الدين في أي شيء.
غير أن موطن الاهتمام بالنسبة لليبراليين وأتباع مذهب ما بعد الحداثة هو الجلبة الممتعة التي يثيرها الحوار الدائر حوله في حد ذاته، والتي تحمل في نظرهم على الأرجح قدرًا من المعنى يساوي كل ما سنكتشفه على الإطلاق. فمعنى الحياة يكمن في البحث عن معنى الحياة. وثمة عدد كبير من الليبراليين يميلون لتفضيل الأسئلة عن الإجابات، إذ يعتبرون الإجابات مقيدة بشكل مفرط. فالأسئلة تتمتع بالحرية والانسيابية، فيما لا تعد الإجابات كذلك. والفكرة وراء ذلك هي أن يكون لديك عقلًا فضوليٍا
زي ما هو بيعمل بالضبط، الإنشغال بالسؤال عن الإجابة، أو حتى عن محاولة إيجاد إجابة.
طالما كان هناك نقاش دائر في مجال النقد الأدبي بشأن ما إذا كان معنى أية قصيدة موجود بها بالفعل بشكل ما، في انتظار القارئ لكي يأتي ويلتقطه، أو ما إذا كان شيئًا نجلبه نحن القراء للقصيدة. إذا كنا نحن من يضفي معنى على القصيدة، إذن ألسنا ببساطة نأخذ منها ما وضعناه فيها؟ في تلك الحالة، كيف يمكن للقصيدة أن تدهشنا، أو تجعلنا نشعر أنها تقاوم الطريقة التي نحاول قراءتها بها؟ ثمة تشابه هنا مع فكرة أن الحياة تكون كيفما تشكلها. هل يعني هذا أننا نأخذ من الحياة ما نضعه فيها؟ في ذلك كتب نيتشه يقول: "في النهاية لا يجد الإنسان في الأشياء شيئا سوى ما أورده إليها هو نفسه." إذن فإن وجدت أن حياتك خاوية، فلماذا لا تملأها فحسب، مثلما تملأ الثلاجة عندما ينفد منك مخزون الطعام؟ لماذا نملأ الدنيا نواحًا على الحقيقة عندما يكون الحل متاحًا بين أيدينا بكل وضوح؟ غير أن هذه النظرية الخاصة بالمعنى تبدو نرجسية بشكل مثير للضيق. ألا نخرج مطلقًا من نطاق عقولنا؟ ألا يدخل في عداد المعاني الحقيقية ذلك المعنى الذي نشعر بأننا نواجه صعوبة معه، ذلك المعنى الذي يمكن أن يقاومنا أو يصدنا، ذلك المعنى الذي يفرض علينا فهمه بقدر معين من الحتمية؟ فإذا كان مقدرًا للحياة أن يكون لها معنى، فمن المؤكد أنه لا يمكن أن يكون أي معنى نضفيه عليها حسب هوانا. فلا شك أن الحياة نفسها لا بد أن يكون لها رأي في تلك المسألة، أليس كذلك؟
هو كان ماشي حلو لحد ما استدل باللي بناه استدلال غريب في الآخر!
لأن الواقع دائمًا ما يكون أكثر بكثير مما تتوقعه أسئلتنا. إنه يتجاوز تأويلاتنا له، ولا يتورع عن توجيه تحية لها من آن لآخر بإشارة وقحة، أو تفريغها من محتواها. لا شك أن المعنى هو شيء يفعله الناس؛ ولكنهم يفعلونه من خلال حوار مع عالم واضح ومحدد له قوانين ليست من اختراعه، وإذا كان لمعانيهم أن تكون صحيحة وسارية، فلا بد أن يحترموا مزاج وتركيب هذا العالم. وإدراك ذلك يستوجب غرس حس من « البنائية » التي مفادها أنه حين يتعلق الأمر بالمعنى، نصبح نحن الأهم. وهذا المفهوم المتطرف ظاهريٍّا متواطئ سرٍّا في الواقع مع أيديولوجية غربية لا تهتم سوى بالمعنى الذي نسبغه على العالم وعلى الآخرين لخدمة أهدافنا الخاصة.
!!!!!!!!!!! لا تعليق
ولكن إذا كان للحياة معنى، فإنه بالتأكيد ليس من هذا النوع التأملي. فمعنى الحياة ليس افرتاضا بقدر ما هو ممارسه. إنه ليس حقيقة خفية ولكنه « صورة » من صور الحياة. ومن الممكن أن تصبح معلومة فقط خلال الحياة. ربما كان هذا هو ما يدور في ذهن فنجشتاين حين أشار في : « الرسالة الفلسفية المنطقية » إلى أننا "نشعر أنه حتى لو وجدت جميع الأسئلة العلمية الممكنة إجابات لها، فإن مشكلات الحياة لم تعالج جميعًا بعد. بالطبع لا يكون هناك حينها أية أسئلة متبقية، وتلك هي الإجابة بالضبط فحل المشكلة يُدرك في اختفاء هذه المشكلة.
حل المشكلة يُدرك في اختفاء هذه المشكلة!! يا سلام يا ترعة المفهومية يا فيلسوف الحمير! طريقة لم التراب تحت السجادة.
وتلك هي نوعية السخافات التي أسسها متَّى في إنجيله، حيث يظهر عودة ابن الإنسان في مجده محاطًا بالملائكة من أجل يوم الحساب. وعلى الرغم من هذه الصور المجازية الكونية الجاهزة، يتبين أن الخلاص قضية مملة بشكل مثير للحرج؛ إنه مسألة إطعام الجوعى، وتقديم الشراب للظمأى، والترحيب بالغرباء، وزيارة المساجين. إنه لا يحمل أي سحر أو عبير « ديني » مميز أيما كان: فبإمكان أي شخص أن يقوم به. فيتضح أن مفتاح الكون لا يكمن في إدراك مزلزل، ولكنه شيء يفعله الكثير من الناس على أية حال دون أدنى تفكير. إن الخلود لا يكمن في حبة رمل، ولكن في كوب من الماء. فالكون يقوم على مواساة المرضى والتسرية عنهم. وحين تسلك هذا النهج، فإنك تشارك في الحب الذي أنشأ النجوم. والعيش بهذه الطريقة لا يعني امتلاك حياة فحسب، بل امتلاكها بوفرة.
إجابة السؤال دي تحتاج الرجوع لموضوع الأخلاق. لكنها بالتأكيد ليست الإجابة الملتوية التافهة التي كتبها بكل ثقة.
------------
بالنسبة للمعنى فكتاب الإنسان يبحث عن المعنى: مقدمة في العلاج بالمعنى التسامي بالنفس
فيه تناول أفضل لمفهوم المعنى من التناول ده
وبالنسبة للحياة فمحاولة الوصول لمعناها خارج الإطار الإسلامي مرهقة جدا، وأنا أشهد على كده، لكن حتى الإجابة مش هتيجي على طبق من فضة
إلا أن يتغمدنا الله برحمته
وكما يقول علي عزت بيجوفيتش: لا يجد الإجابة إلا من يرهقه التساؤل.
وأرشح هذا المقطع في النهاية لباشمهندس أيمن عبد الرحيم فك الله أسره:
وقراءة أولى ناجحة في مشروع قراءة سلسلة مقدمات قصيرة جدا،
الحقيقة كانت لي ٣ تجارب فاشلة سابقا، تاني واحدة مع كتاب الفيروسات
وآخرهم مع كتاب الأعداد
وأولهم مع الكتاب ده، وأذكر أنها كانت من كذا سنة ووقتها مافهمتش هو عاوز ايه لأن ماكانش عندي اي اطلاع على اي محتوى فلسفي، لذلك ربما القراءات الأخيرة في الفلسفة ساعدتني على فهم الكتاب،
لكن الحقيقة إن اللي ساعدني على تجاوز وإكمال الكتاب الرخم ده هي الصحبة اللطيفة، فشكرا جزيلا ويا رب دايما في قراءات أكثر جمالا وأكثر إثارة.
هقسم الكلام في المراجعة سين وجيم حسب ما يتيسر بإذن الله
ثم شوية مقتطفات أثارت انتباهي مع تعليق بسيط
س. ايه عنوان الكتاب؟
ج. معنى الحياة
لكن عنوانه الفعلي: معنى الحياة للماديين أو اللادينيين
س. هل الكتاب يصلح مقدمة؟
ج. لا
س. ما رأيك في الكاتب؟
ج. عنصري، معمم في حكمه، متعصب لرأيه، ضيف الأفق كمان
س. بيتكلم عن ايه؟
ج. بيتكلم عن سؤال "معنى الحياة" في ذاته لكن لم يبذل أي محاولة لإيجاد إجابة للسؤال
في 3 فصول يتكلم عن كلمة "المعنى"
وفي الفصل الأخير يحاول التكلم عن كلمة "الحياة"
بطريقة فلسفية مستفزة
إن البشرلا يثيرون مثل هذه المسائل إلا بالقدر الذي يستطيعون حله؛
ويعزى هذا جزئيٍّا إلى أن الأسئلة لا تطرح بمعزل عن السياق المحيط، صحيح أن إجاباتها لا تكون مربوطة بسهولة في أذنابها، ولكنها تلمح إلى نوعية الاستجابة التي من شأنها على الأقل أن يعتد بها كإجابة لها. إنها توجهنا في نطاق محدود من الاتجاهات مشيرة لنا للموضع الذي يجب أن نبحث فيه عن حل.
ولو أن ثقافات ما قبل الحداثة بشكل عام كانت أقل انشغالًا بمعنى الحياة من فرانز كافكا، لكان الشيء نفسه قد انطبق فيما يبدو على ثقافات ما بعد الحداثة. ففي المناخ البراجماتي الذي يتمتع بالقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة الذي تتميز به رأسمالية ما قبل الحداثة المتقدمة، بتشكيكها في الصور الكبيرة والسرديات الكبرى، وتحررها الواقعي من كل ما هو ميتافيزيقي، تعتبر « الحياة » من الكيانات الكلية غير الموثوق بها.
فنحن مُطالَبون بالتفكير على نطاق محدود بدلًا من التفكير على نطاق كبير وطموح؛ في الوقت الذي يفعل فيه بعض ممن يسعون لتدمير الحضارة الغربية العكس تمامًا، وهو ما يثير السخرية. وفي إطار الصراع الدائر بين الرأسمالية الغربية والإسلام المتطرف، نجد ندرة في الإيمان في مواجهة وفرة بالغة منه. فيجد الغرب نفسه في مواجهة هجوم ميتافيزيقي عنيف بالتزامن مع المرحلة التاريخية التي تجرد فيها من الأسلحة الفلسفية إن جاز التعبير. وفيما يتعلق بمسألة الإيمان تفضل حركة ما بعد الحداثة التنقل بأقل عدد من الأحمال: فلا شك أن لها معتقدات، ولكن ليس لديها إيمان.
وهو لا يقصد "المتطرفين من المسلمين" لكنه حرفيا يقصد "الإسلام الذي هو دين متطرف"
وكرر هذا المعنى في كتابه لاحقا
لكن لا يكفي أنه لم يكلف نفسه عناء البحث عن رؤية واحد من أكبر 5 أديان في العالم وواحد من 3 أديان سماوية منتشرة على كوكب الأرض فيما يخص موضوع معنى الحياة الذي يتحدث عنه، لا بل اكتفى بتعميم حكم عام!
وبعيدا عن الكاتب الأحمق لكن إجابة سؤال معنى الحياة كما سيتضح لك مع نهاية الكتاب لا يمكن أبدا أن تكون سلسة خارج التصور الديني الذي يتضمن يوم الحساب ويقوم على أن هذه الحياة نفسها مرحلة مؤقتة وليست هي الحياة المرادة وليست هي دار الخلود.
فيما كان الفن � في رأي بعض أتباع حركة الحداثة � يمثل المأوى الهش الأخير للقيمة الإنسانية في الحضارة الإنسانية؛ تلك الحضارة التي نبذها الفن نفسه في ازدراء. غير أن هذا كان ينطبق فقط على أثر شكل الفن. ونظرًا لأن محتواه كان انعكاسًا حتميٍّا للعالم المادي من حوله، فلم يكن باستطاعته تقديم مصدر دائم للخلاص والنجاة
رؤية مختزلة وتدل على سطحية الكاتب، مقارنة برؤية علي عزت بيجوفيتش رحمه الله في كتابه الإسلام بين الشرق والغرب عندما تحدث عن أن الفن هو أحد أوجه الممارسة الروحانية ومحاولة حقيقية للبشر للبحث عن إجابة للاسئلة الكبرى والهروب من مادية العالم.
وتعد الرياضة بلا شك في وقتنا هذا واحدة من أكثر فروع صناعة الثقافة شعبية وتأثيرًا. فإذا تساءلت عما يقدم معنى ما في الحياة هذه الأيام لقطاع كبير من الناس� فلا بأس أن تكون إجابتك: « كرة القدم » وربما لن يكون الكثير على استعداد للاعتراف بذلك بنفس الدرجة، ولكن الرياضة � وفي كرة القدم البريطانية على وجه الخصوص � تحل محل جميع تلك القضايا النبيلة � من الإيمان الديني، والسيادة القومية، والشرف الشخصي، والهوية العرقية � التي كان الناس على مدار قرون على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيلها. فالرياضة تتضمن ولاءات وعداوات قبلية، وطقوسًا رمزية، وأساطير رائعة، وأبطالًا رموزًا، ومعارك ملحمية، وجمالًا حسيٍّ وإشباعًا بدنيٍّا، وإشباعًا فكريٍّا، واستعراضات مهيبة، وإحساسًا عميقًا بالانتماء. كذلك تقدم التضامن الإنساني والتجسيد اللحظي اللذين لا يوفرهما التليفزيون. ولولا هذه القيم، لصارت حياة الكثيرين خاوية بلا شك. فالرياضة � وليس الدين � هي أفيون الشعوب الآن. والحق أن الدين الآن في عالم الأصولية الإسلامية والمسيحية لم يعد أفيون الشعوب بقدر ما هو كوكايين الشعوب.
لا أختلف مع هذه النقطة، لكنه مصمم على إقحام الدين في أي شيء.
غير أن موطن الاهتمام بالنسبة لليبراليين وأتباع مذهب ما بعد الحداثة هو الجلبة الممتعة التي يثيرها الحوار الدائر حوله في حد ذاته، والتي تحمل في نظرهم على الأرجح قدرًا من المعنى يساوي كل ما سنكتشفه على الإطلاق. فمعنى الحياة يكمن في البحث عن معنى الحياة. وثمة عدد كبير من الليبراليين يميلون لتفضيل الأسئلة عن الإجابات، إذ يعتبرون الإجابات مقيدة بشكل مفرط. فالأسئلة تتمتع بالحرية والانسيابية، فيما لا تعد الإجابات كذلك. والفكرة وراء ذلك هي أن يكون لديك عقلًا فضوليٍا
زي ما هو بيعمل بالضبط، الإنشغال بالسؤال عن الإجابة، أو حتى عن محاولة إيجاد إجابة.
طالما كان هناك نقاش دائر في مجال النقد الأدبي بشأن ما إذا كان معنى أية قصيدة موجود بها بالفعل بشكل ما، في انتظار القارئ لكي يأتي ويلتقطه، أو ما إذا كان شيئًا نجلبه نحن القراء للقصيدة. إذا كنا نحن من يضفي معنى على القصيدة، إذن ألسنا ببساطة نأخذ منها ما وضعناه فيها؟ في تلك الحالة، كيف يمكن للقصيدة أن تدهشنا، أو تجعلنا نشعر أنها تقاوم الطريقة التي نحاول قراءتها بها؟ ثمة تشابه هنا مع فكرة أن الحياة تكون كيفما تشكلها. هل يعني هذا أننا نأخذ من الحياة ما نضعه فيها؟ في ذلك كتب نيتشه يقول: "في النهاية لا يجد الإنسان في الأشياء شيئا سوى ما أورده إليها هو نفسه." إذن فإن وجدت أن حياتك خاوية، فلماذا لا تملأها فحسب، مثلما تملأ الثلاجة عندما ينفد منك مخزون الطعام؟ لماذا نملأ الدنيا نواحًا على الحقيقة عندما يكون الحل متاحًا بين أيدينا بكل وضوح؟ غير أن هذه النظرية الخاصة بالمعنى تبدو نرجسية بشكل مثير للضيق. ألا نخرج مطلقًا من نطاق عقولنا؟ ألا يدخل في عداد المعاني الحقيقية ذلك المعنى الذي نشعر بأننا نواجه صعوبة معه، ذلك المعنى الذي يمكن أن يقاومنا أو يصدنا، ذلك المعنى الذي يفرض علينا فهمه بقدر معين من الحتمية؟ فإذا كان مقدرًا للحياة أن يكون لها معنى، فمن المؤكد أنه لا يمكن أن يكون أي معنى نضفيه عليها حسب هوانا. فلا شك أن الحياة نفسها لا بد أن يكون لها رأي في تلك المسألة، أليس كذلك؟
هو كان ماشي حلو لحد ما استدل باللي بناه استدلال غريب في الآخر!
لأن الواقع دائمًا ما يكون أكثر بكثير مما تتوقعه أسئلتنا. إنه يتجاوز تأويلاتنا له، ولا يتورع عن توجيه تحية لها من آن لآخر بإشارة وقحة، أو تفريغها من محتواها. لا شك أن المعنى هو شيء يفعله الناس؛ ولكنهم يفعلونه من خلال حوار مع عالم واضح ومحدد له قوانين ليست من اختراعه، وإذا كان لمعانيهم أن تكون صحيحة وسارية، فلا بد أن يحترموا مزاج وتركيب هذا العالم. وإدراك ذلك يستوجب غرس حس من « البنائية » التي مفادها أنه حين يتعلق الأمر بالمعنى، نصبح نحن الأهم. وهذا المفهوم المتطرف ظاهريٍّا متواطئ سرٍّا في الواقع مع أيديولوجية غربية لا تهتم سوى بالمعنى الذي نسبغه على العالم وعلى الآخرين لخدمة أهدافنا الخاصة.
!!!!!!!!!!! لا تعليق
ولكن إذا كان للحياة معنى، فإنه بالتأكيد ليس من هذا النوع التأملي. فمعنى الحياة ليس افرتاضا بقدر ما هو ممارسه. إنه ليس حقيقة خفية ولكنه « صورة » من صور الحياة. ومن الممكن أن تصبح معلومة فقط خلال الحياة. ربما كان هذا هو ما يدور في ذهن فنجشتاين حين أشار في : « الرسالة الفلسفية المنطقية » إلى أننا "نشعر أنه حتى لو وجدت جميع الأسئلة العلمية الممكنة إجابات لها، فإن مشكلات الحياة لم تعالج جميعًا بعد. بالطبع لا يكون هناك حينها أية أسئلة متبقية، وتلك هي الإجابة بالضبط فحل المشكلة يُدرك في اختفاء هذه المشكلة.
حل المشكلة يُدرك في اختفاء هذه المشكلة!! يا سلام يا ترعة المفهومية يا فيلسوف الحمير! طريقة لم التراب تحت السجادة.
وتلك هي نوعية السخافات التي أسسها متَّى في إنجيله، حيث يظهر عودة ابن الإنسان في مجده محاطًا بالملائكة من أجل يوم الحساب. وعلى الرغم من هذه الصور المجازية الكونية الجاهزة، يتبين أن الخلاص قضية مملة بشكل مثير للحرج؛ إنه مسألة إطعام الجوعى، وتقديم الشراب للظمأى، والترحيب بالغرباء، وزيارة المساجين. إنه لا يحمل أي سحر أو عبير « ديني » مميز أيما كان: فبإمكان أي شخص أن يقوم به. فيتضح أن مفتاح الكون لا يكمن في إدراك مزلزل، ولكنه شيء يفعله الكثير من الناس على أية حال دون أدنى تفكير. إن الخلود لا يكمن في حبة رمل، ولكن في كوب من الماء. فالكون يقوم على مواساة المرضى والتسرية عنهم. وحين تسلك هذا النهج، فإنك تشارك في الحب الذي أنشأ النجوم. والعيش بهذه الطريقة لا يعني امتلاك حياة فحسب، بل امتلاكها بوفرة.
إجابة السؤال دي تحتاج الرجوع لموضوع الأخلاق. لكنها بالتأكيد ليست الإجابة الملتوية التافهة التي كتبها بكل ثقة.
------------
بالنسبة للمعنى فكتاب الإنسان يبحث عن المعنى: مقدمة في العلاج بالمعنى التسامي بالنفس
فيه تناول أفضل لمفهوم المعنى من التناول ده
وبالنسبة للحياة فمحاولة الوصول لمعناها خارج الإطار الإسلامي مرهقة جدا، وأنا أشهد على كده، لكن حتى الإجابة مش هتيجي على طبق من فضة
إلا أن يتغمدنا الله برحمته
وكما يقول علي عزت بيجوفيتش: لا يجد الإجابة إلا من يرهقه التساؤل.
وأرشح هذا المقطع في النهاية لباشمهندس أيمن عبد الرحيم فك الله أسره:
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
معنى الحياة.
Sign In »
Reading Progress
August 15, 2020
–
Started Reading
August 20, 2020
–
Finished Reading
August 23, 2020
– Shelved
August 23, 2020
– Shelved as:
about-philosophy
August 23, 2020
– Shelved as:
pdf
August 23, 2020
– Shelved as:
nonfiction
August 23, 2020
– Shelved as:
with-friends
August 23, 2020
– Shelved as:
مترجم
August 23, 2020
– Shelved as:
very-short-introductions
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

فكيف بقراءة كتاب..
هناك نوعية من الكتب تجاهلها رحمة لوقتنا و اعصابنا و انفسنا.
هذا ما تعلمته هذه السنة