ŷ������

تقييمى ٤.٥



أشعر بالرغبة فى الاحتفال بقرائتي لهذه الرواية، أشعر بأني حققت إنجاز كبير .وبالسعادة انها لم تخذلني وكانت قرائتها ممتعة بالنسبة لي .

الشئ : الرواية التى تخوفت كثيرا من قرائتها وأبتعدت عنها دون ان ابدأها دون سبب محدد . حجمها ؟ ربما . خوفا من ان لا تعجبني او ان اجد سقف طموحاتي لها ينهدم على رأسي ، ربما ايضا .



لكن ما أعرفه تمام المعرفة انى كنت أفكر فى روايات أخرى لأختار بينهم ولم تكن الشئ منهم ، وفجأة شعرت بالرغبة فى قرائتها وقررت البدء بها . وتخوفت ايضا في البداية فستيفن كينج لم يترك شخصية دون ان يعرفنا بها ولا أتحدث هنا عن تفاصيل الشخصيات الرئيسية لكن الكثير من الشخصيات التى قتلت والتى على قيد الحياة . اما الشخصيات الرئيسية فعرفنا بها ستيفن جيدا منذ صغرهم وبداية تعرفهم على الشئ وأيضا صحبنا معهم لنتعرف على حياتهم بعد ٢٧ عاما فى عام ١٩٨٥ . نعم الرواية مليئة بالتفاصيل بداعي ودون داعي ، نعم بالفعل صرخت �� وانا ماااالى بالتفاصيل دى �� 😂😂 لن انكر انى فعلت ذلك خاصة فى البداية لكن مع الوقت بدأت اتعرف على الشخصيات الرئيسية وبدأت انجذب إلى الرواية والتفاصيل والحكايات رغبت فى معرفة ماحدث لكل منهم وماذا حدث سابقا وماذا سيفعلون الآن. نعم الرواية مليئة بالتفاصيل لكن احداث الرواية مشوقة ربما ليس من البداية لكن ستيفن كينج أيقظ فضولى للمعرفة كما انى لا أتضايق من الرواية لكثرة تفاصيلها الا اذا كانت باقى أحداثها الأخرى مملة او سيئة وهنا ومع الشئ لم يكن الأمر كذلك . الكتاب الثاني بالطبع كان أكثر امتاعا من الاول وهو الاكبر حجما ايضا 😉 . اذا تعاملت جيدا مع التفاصيل وحجم الرواية الكبير سيكافئك ستيفن كينج برحلة ممتعة ومثيرة ومخيفة قليلا لمن يخاف 😉 . و ربما يمكنك حينها اعتبار التفاصيل كفاصل مريح لتهدأ دقات قلبك وتنتظم قبل ان تتسارع مرة اخرى .





" الأمور هنا في ديري ليست على مايرام . الامور في ديري لم تكن على ما يرام من قبل قط "

نبدأ بما حدث فى عام ١٩٥٧ مع جورج دنبروه ثم ماحدث في ١٩٨٤ مع أدريان ميلون وبعد ذلك تأتي المكالمات الهاتفية.
مكالمة مفاجئة تأتيك من صديق الطفولة الذي نسيته ، الطفولة التى لم تفكر فيها ونسيت أحداثها ولم يأتي هذا الصديق على بالك الا حين اتصل بك يذكرك بوعد قمتوا به منذ ٢٧ عاما . وعد كنت قد نسيت انك قمت به يوما " الأمر يشبه حالة فقدان ذاكرة كاملة لدرجة ألا تعرفين أنك أصبت بفقدان ذاكرة من الأساس "
لتبدأ الذكريات الغائبة فى العودة إليك ببطء ، لن تتذكر كل شئ دفعة واحدة فقد تجن او تفقد أعصابك إذا تذكرت كل شئ مرة واحدة . لكنك تذكر قيامك بوعد يلزمك بالعودة لبلدتك ديري مرة أخرى لتتخلص مما حاولتهم التخلص منه وانتم صغار ولم تعرفوا إن كنتم قضيتم عليه بالفعل ام لا !!!
" العودة إلى ديري لأننا قطعنا وعدا ... لقد فعلنا ذلك حقا .. جميعنا . النسخة الصبية مننا ، وقف سبعتنا في ذلك الجدول الذي يجري عبر البرية ، وشبكنا أيدينا في دائرة مغلقة وقطعنا كفوفنا بقطع زجاج كأننا صبية يلعبون إخوة الدم "



" العودة من جديد اذا بدأ الأمر مرة أخرى ... العودة لقتل الشئ إلى الأبد هذه المرة"

" الشئ الذي لم ينفك عن الظهور كل سبعة وعشرين سنة أو نحو ذلك .أحيانا يفيق قبل ميعاده بقليل ، واحيانا متأخرا نوعا .. لكنه دائما يظهر "


هل ستعود للوفاء بوعد لا تذكر ملابساته ، وعد قمت به طفلا ؟؟ هل ستترك حياتك المستقرة ونجاحك لتعود لبلدتك الصغيرة التى تركتها منذ سنوات ؟ كيف ستبرر حاجتك المفاجئة للسفر؟؟ هل لك خيارا من الأساس أن تعود أو لا ؟



سنذهب فى رحلة بأدق التفاصيل للماضى والحاضر الخاص بالاصدقاء السبعة �� بيل دنبروه ، إدي كاسبراك ، بن هانسكوم ، ريتشي توزييه ، ستانلي يوريس ، بيفرلي مارش ، مايك هانلون ��
لكل منهم قصة ولكل منهم حياة ولكل منهم لقاء فردى سابق مع الشئ ولقاءات أخرى مع الاصدقاء .





ماذا حدث لكل منهم فى الطفولة ؟؟ وكيف كانت حياتهم بعد مغادرتهم ديري ؟

وسنتعرف على متنمرين فى الطفولة خصوصا الثلاثي �� هنري باورز وفيكتور كريس و ريجنارد هاجنز الشهير ببلتش��

" إن الشيء حي ....
أيا ماكان كنهه .. لقد عاد الشئ من جديد ، هنا في ديري .. الشيء الذي لا اسم له "



فماذا سيفعل الأصدقاء هل سيستطيعون التخلص من الشئ ؟ وما هى ماهية هذا الشئ ؟؟ هل يمتلكون القوة والإيمان الكافي لفعل ذلك أم ان ذواتهم الصغيرة كانت أكثر قوة بخيالها وإيمانها ؟؟
وماذا فعلوا بالشئ حين كانوا صغار وماذا فعل الشئ معهم ؟؟

" الماضي والحاضر يتماثلان بشكل جيد تماما ، أليس كذلك ؟ "



هل كانت شخصيات ابطالنا السبعة مصادفة ؟؟ ، هل كانت تسميتهم بمجموعة الخاسرون مصادفة؟؟ ام تعمد ستيفن كينج ان يجعل منهم أبطالا هم المنبوذين من الاخرين
" هذه القصة تضم ماهو اكثر من ستة صبية وفتاة واحدة ، كل واحد منهم حزبن ، مرفوض من قبل اترابه ، حدث أن تعثروا في سلطان كابوس مريع خلال صيف حار "
( بيل المتلعثم ، ايدي المريض والضعيف جسديا ، بن السمين ، ستان اليهودى ، مايك الزنجي ، بيفرلي فتاة من اسرة فقيرة )
. الوحدة التى كانت تميز كل منهم ، كانت سبب لقائهم ، تعرضهم للتنمر والضرب كان ماجمعهم . كانوا يفهمون بعضهم ويستمتعون بصحبة كلا منهم للآخر ، حتى سخرية بعضهم من بعض كانت محبوبة لكل منهم ، لم تكن تنمر كانت حب وصداقة . كان ضعفهم يتحول قوة باجتماعهم سويا .
��
��
��
��
��

ربما ترتفع نبضات قلبك ، ربما تخاف قليلا أو كثيرا حين يظهر الشئ لأصدقائنا السبعة ، ربما تخيفك حالات القتل و ما فعله الشئ بالكثيرين ، لكن هل يمكن ان اقول انى كنت اشعر بالتشوق والاثارة لمعرفة ما سيحدث ؟ ربما أرتفع الادرينالين و قرأت سريعا لأعرف ما سيحدث فى بعض الأجزاء . بعيدا عن الرعب فالمؤكد انك ستشعر انك داخل الرواية ، ربما ترى الشئ معهم وربما لا لكن ستظل منجذب بخيط خفي وستيفن يظهر لك الخيوط و الأمور ببطء مما يجعلك دوما متشوق للمعرفة ( باختصار ، مش هتقدر تغمض عنيك 😉😂) وكلما دخلت فى أعماق الرواية كلما تقارب خط الماضى والحاضر لتجد نفسك تنتقل بينهم بسهولة وانبهار وتشوق .
" ربما في النهاية عندما تخلع جميع أقنعة الرعب، لايوجد في الوجود شيء يعجز العقل البشري عن التعامل معه والتأقلم عليه "






وكما قال المترجم الرائع لهذه الرواية نادر أسامة الذى اتوجه له بالشكر على هذه الترجمة واحمل له ولدار النشر عتاب صغير جدا يتعلق بخطأ فى ذكر اسماء الشخصيات احيانا نادرة لكن مشكور على المجهود العظيم لرواية بهذا الحجم وهذه التفاصيل الكثيرة
إن ستيفن كينج قاص بارع منمق العبارة ربما هو الأبرع في تخصصه على الإطلاق ، كما أنه حرفي متمرس في خلق شخصيات كاملة الاستدارة من لحم ودم تجد نفسك حزينا على فراقها بعد انتهائك من الكتاب ، وقد تبكيها .

اتفق بشدة فبرغم فرحتي أنى انهيتها بحب وأعجاب لكنى حزينة على فراقهم .


٦ / ٤ / ٢٠٢١