ŷ

Tahani Shihab's Reviews > التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور

التخلف الاجتماعي by مصطفى حجازي
Rate this book
Clear rating

by
27618646
's review

it was amazing

كتاب جميل وقوي، نحتاج لقراءته والتعمق فيه. برأيي أن
المجتمع العربي بحاجة لمئة سنة ضوئية للخروج من الجهل والتخلف.ويجب أن نبدأ بتعليم الأطفال منذ الصغر على حرية الرأي والقول، وعدم ارهابهم أو تخويفهم أو عقابهم أو قمعهم.



“إ� عالم التخلف هو عالم التسلط واللاديمقراطية، يختل فيها التوازن بين السيد والإنسان المقهور. ويصل هذا الاختلال حدًا تتحول معه العلاقة إلى فقدان الإنسان لإنسانيته، وانعدام الاعتراف بها وبقيمتها. تنعدم علاقة التكافؤ لتقوم مكانها علاقة التَشَيّؤ�.

“ك� إنسان راضخ وتابع على أي مستوى معين من سلم السيطرة والقهر، يلعب دور المتسلط على من هم أدنى منه مرتبة أو قوة�.

“الكذ� والخداع والتضليل هي قوام اللغة التي يخاطب بها المتسلط الجماهير المقهورة. إن خطابه هو أبدًا كذب ونفاق عندما لا يكون تهديدًا صريحًا. خطابه وعود معسولة وتضليل تحت شعار الغايات النبيلة: الوعود الإصلاحية، الخطط الإنمائية، الأخلاق، الرقي والتقدم المستقبل الأفضل.. كلها هراء اعتادت عليها الجماهير. وهي بدورها تخادع وتضلل حين تدعي الولاء وتتظاهر بالتبعية�.

“الإنسا� المقهور بدل أن يثور ضد مصدر عاره الحقيقي، يثور ضد من يمثل عاره الوهمي وهو المرأة المستضعفة".

الإنسان المتخلف، كالمجتمع المتخلف؛ سلفي أساسًا. يتوجه نحو الماضي ويتمسك بالتقاليد والأعراف بدل التصدي للحاضر والتطلع للمستقبلِ. وتزداد السلفية شدة وبروزًا بمقدار تخلف المجتمع، وبشكل يتناسب طرديًا مع درجة القهر التي تمارس على الإنسان فيه.�

“المجتم� المتخلف، مجتمع تقليدي جامد، متوجه نحو الماضي، يضع العرف كقاعدة للسلوك كمعيار للنظرة للأمور. والإنسان المتخلف كائن تتحكم به التقاليد وتقيد كل حركة أو انطلاقة نحو المستقبل لدية. فعنصر القهر واضح تمامًا في المجتمع التقليدي الذي يمتلك أبناءه ويلغي مبادرتهم. إنه يقولبهم في صيغ جامدة وثابتة�

“يتوس� المتسلطون الدين، من أجل ترسيخ العرف الشائع الذي يخدم مصالحهم قبل كل شيء. ويعززون سطوة التقاليد من خلال آيات وأحاديث لا مجال للشك فيها، وإلا تعرّض إيمان الإنسان المغبون للخطر وأمله الوحيد في عزاء دنيا الآخرة للتلاشي. ولكن اللافت للنظر هو أن المجتمع التقليدي، والذين يمسكون السلطة فيه ويتمتعون بكل الامتيازات، لا يبرزون من الدين سوى الجوانب التي تؤكد سلطتهم، وتعزز العرف الشائع والنظام المرتبي. فقط تلك الجوانب التي تؤكد على القناعة بالأمر الواقع وتقبله تبرز وتتكرر على مسامع المغبونين. أما الجوانب الثورية في الدين، وأما جوانب التحرر والإبداع والتغيير، والعدل والعدالة والتصدي والشجاعة والجهاد في سبيل الحق وفي سبيل كرامة الإنسان، فيسدل عليها ستار كثيف من التعتيم. وهكذا يصبح كل ما هو عصري يساعد الإنسان على تحرير ذاته وامتلاك زمام مصيره بدعة، وكل توكيد على الحق والعدالة والكرامة وممارستها زندقة. ويتحول الدين إلى سلاح مسلط على المغبونين. وهذا أفعل سلاح لدفعهم إلى الاستسلام والإذعان لأنه يهدد أملهم الأخير في الخلاص والعزاء في ثواب الآخرة. خلاص وثواب يجعلان وحدهما حياة القهر ممكنة.�

“الانسا� المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص، سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ، والمنتظر للمعجزة�.

“الإنسا� المقهور يسبغ على شخص الزعيم كل تصوراته الطفولية بالقوة والقدرة وكل مثله العليا، ويجعل منه باختصار الصورة النقيض تمامًا لصورته عن نفسه والتي يجهد في الهروب منها لأنها نموذج النقص والمهانة�.

"الجن والعفاريت والشيطان كلها كائنات خفية، لعبت دورا بارزا في السيطرة على خيال الجماهير المقهورة، وتعليلها للأحداث التي تفلت من سيطرتها والتي يستعصي عليها تفسيرها. كما أنها قد استخدمت، وما زالت، بكثرة لتبرير ما يود الإنسان التستر عليه من فضيحة، أو عيب، أو تقصير بزعم الوقوع تحت تأثير الجن، مما يساعده على الحفاظ على سمعته�.

“كلم� كان الرجل أكثر غبنًا في مكانته الاجتماعية، مارس قهرًا أكبر على المرأة�.

“ل� يمكن مطلقًا أن يرتقي الرجل بمفرده ودون المرأة، مهما دلت الظواهر الخارجية على العكس. ذلك أن رقيه بمفرده سيظل سطحيًا أو جزئيًا لا محالة، ما دامت المرأة على قهرها وانشدادها نحو الخرافة. فالرقي ليس شيئًا يكتسب فقط من خلال الدراسة والممارسة، بل قبل ذلك تُغرس أسسه من خلال تربية الطفل وإعداده للحياة.

وهنا تكمن خطورة دور المرأة. فإذا كانت متخلفة ستغرس في نفسه لا محالة بذور الخرافة، وتعطيه عن العالم تصورًا سحريًا، انفعاليًا تحيط به الأوهام من كل جانب، مما يحرمه على السيطرة الطبيعية من خلال المعرفة العقلية المنطقية.

إن رقي الرجل رهن بارتقاء المرأة، تلك حقيقة تفرض نفسها على الواقع ولا مجال للمكابرة فيها. والمرأة المقيدة تشكّل قيدًا صريحًا أو خفيًا لانطلاقة الرجل. ولا مراء أننا نستطيع أن نحدد مدى ارتقاء مجتمع ما، دون خطأ كبير، انطلاقًا من وضعية المرأة فيه، ومدى ما بلغته من تحرر.�

"لا يمكن للرجل أن يتحرر إلّا بتحرر المرأة، ولا يمكن للمجتمع أن يرتقي إلّا بتحرر وارتقاء أكثر فئاته غبنًا، فالارتقاء إما أن يكون جماعيًا عامًا، أو هو مجرد مظاهر وأوهام�.


41 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read التخلف الاجتماعي.
Sign In »

Reading Progress

August 9, 2021 – Started Reading
August 12, 2021 – Shelved
August 12, 2021 – Finished Reading

Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)

dateDown arrow    newest »

Rahma.Mrk اختيار متميز لاقتباسات خاصة فيما يتعلق بمراة


Tahani Shihab Rahma.Mrk wrote: "اختيار متميز لاقتباسات خاصة فيما يتعلق بمراة"

تسلمي يا غالية 🌹


back to top