ŷ������

مكانك الذي أُقصيت عنه؛ سواء كان وطن أو منزل أو شخص، ووجودك الذي تم استلابه منك، أو حتى ما غادرته بإرادتك مخبئاً رغبة سرية بالعودة يوماً ما.. حالماً بلحظة اللقاء ساعةً وراء ساعة، راسماً لتفاصيلها بخيالك لحظةً وراء لحظة.. هل هو مكانك الذي أردته حقاً؟ هل ما تنتظره ينتظرك؟ وهل ستعود لتجد ما خلّفته وراءك محتفظاً بدفء وجودك؟ أم أن كل ما هنالك من كائنات وجمادات سينفض غبار الذكرى عنه ويألف أرواحاً جديدة لا تشبهك؟!
لا أدري .. ولا أريد.
لا أدري جواب السؤال .. ولا أريد أن أحيا في ذاك السؤال.

" لا أريد أن أمنّي نفسي بالأمل، ومع ذلك، أفعلها، لا أستطيع تجنب ذلك. "

من السجين الحقيقي؛ من يحيا وراء قضبانه بروح الأمل بالغد الحر؟ أم من يعيش في الخارج ضمن أسوار الانتظار والترقب والخوف من لحظة المواجهة؟

" حيث يقبع والدي الآن أزف الخريف للتو ولقد كتب لي بأنه سعيد لأن الأوراق اليابسة تمر من بين القضبان وهو يتخيل بأنها رسائلي. "

حكاية عن المنفى، داخل الإنسان أو خارجه .. حكاية سجين سياسي رُويت من خلال عدة أصوات سردية للشخص المحوري والمقربين منه، حيث سنجد أن كل منهم يعيش المنفى بصورة ما، بالإضافة لفصول جاءت على لسان ماريو بينديتي نفسه يحكي فيها مشاهد من تشرده هو أيضاً.

" غراثييلا تقول بأن أبي حر، أي أنه سجين، بسبب أفكاره. يبدو أن أبي كان مشهوراً لأفكاره. أنا أيضاً لدي أفكار أحياناً، لكنني لست مشهورة بعد، لذلك أنا لست في حالة حرية، بمعنى أني لست سجينة. "