ŷ

Bassam Ahmed's Reviews > كاكاو

كاكاو by Jorge Amado
Rate this book
Clear rating

by
49667324
's review

really liked it

رواية للأديب الروائي والصحافي البرازيلي اليساري جوجي أمادو، بعنوان "Cacao" الصادرة سنة ١٩٣٣ (حيث أنها تعد إحدى تجاربه الروائية الأولى)، وقد نقلتها إلى العربية بترجمة جيدة (تحت عنوان "كاكاو") المترجمة ماري طوق.

تندرج الرواية ضمن فئة الأدب اليساري التوعوي، وهو أدب ينتمي إلى الإشتراكية كفكر (والشيوعية كأيديولوجيا) حيث يأخذ على عاتقه مهمة التوعية بقضية الصراع الطبقي في أطره الإقتصادي، الإجتماعي والسياسي، وأهمية توحد الطبقة العمالية في هذا السياق لمجابهة السلطة الإستبدادية للأقلية الرأسمالية بشقيها الأرستقراطي والبرجوازي، وهو صراع كان قد بلغ مداه في النصف الأول من القرن العشرين (رغم أنه لا يزال جاثما بكل ثقله على الغالبية العظمى من الشعب البرازيلي -الكادحين في البرازيل- إلى يومنا هذا)، بمعنى آخر -وكما وصفها الكاتب نفسه- بأنها رواية عن البروليتاريا ومعاناتها.

أجاد أمادو في توظيف لمساته الفارقة التي طالما ميزت أدب أمريكا اللاتينية وأدباءها الأبرز (خصوصا اليساريين منهم) من التماهي مع المكان، الرؤية الرومانسية (الواقعية منها لا الحالمة) وإبراز ملامح الشخصيات من خلال ما يعتمل داخلها من العواطف الجارفة والمجردة التي أفرزتها تناقضات المجتمع (الحقد، الفرح، الحب، الخوف، البغض .. الخ)، شخصيات متسقة مع بيئتها، غنية بالتفاصيل رغم بساطتها.
كما أنه سرد روائي توصيفي، حيث يتعرف القارئ من خلاله على طبيعة المجتمع البرازيلي والزراعي منه تحديدا في تلك الحقبة وتحديدا في ولاية باهييا (مسقط رأس الكاتب)، فالتفاصيل المتعلقة بزراعة وحصاد ثمار الكاكاو، حياة المزارعين والعمال، الأكلات والمشروبات الشعبية (للطبقات الفلاحية وطبقة الأرسقراطيين)، الرقصات الشعبية، الثقافة الشعبية المتباينة بين طبقات المجتمع البرازيلي الريفي والمديني، العقائد/المعتقدات السائدة وتركيبة المجتمع البرازيلي العرقية (أوروبيين لاتينيين وألمان، أفارقة، خلاسيين وحتى عربا) والمكون الأخير كان يغيب عني حجم حضوره ووضوحه في مجتمع أمريكا اللاتينية عموما والمجتمع البرازيلي على وجه الخصوص (منذ ثلاثينيات القرن المنصرم)؛ ومن تلك العبارات الدالة على هذا الحضور العربي الملموس، الإقتباس التالي: "كنت تجد أناسا كثيرين من البلدات والمزارع المجاورة، وتجارا عربا يتجادلون بينهم.." ص٦٤.

تنتهي الحبكة الروائية بنقلة لا تخلو من مفاجأة وإرهاص، أما الخاتمة فيحضر فيها الطرح الأيديولوجي بشكله المجرد والمباشر.

مجتمع متلون وثري، صراع طبقي تتواطئ فيه سلطة المال مع سلطة الدين في رباط يجسد الفساد والإستغلال بأبشع صورهما، رواية تحمل في طياتها إمتاعا، فكرا ورسالة، أنصح بها.

إقتباسات:

"وعلى مسافة أبعد من الميتم دير الفرنسيسكان الهائل بحجمه وصمته. كنت عاجزا عن رؤيته دون أن ينتابني شعور بالخوف. يتألف ساكنوه من أربعة رهبان فقط، ومع ذلك كان هؤلاء يهيمنون على المدينة. كانوا يلقون العظات التي يصفون فيها الجحيم بالألوان الأكثر سوادا، وما يزيد في رعب أقوالهم لغتهم حيث تتخالط الألمانية بالبرازيلية. ونحن الصبية، كنا نخشى الجحيم وأكثر منه الرهبان." ص٢٠

"أخبرني سينفال،(..)، أن الرهبان كانوا يرغمون العمال على العمل مجانا في ترميم الكاتدرائية (حيث كان يوجد تمثال هائل مطلي بكليته ذهبا للقديس كريستوف حاملا الطفل يسوع ومتكئا إلى شجرة جوز الهند)، ومن لا يمتثل إلى الأوامر يطرد بعد أن يشي به عمي للكهنة الذين كانوا يدعونه باستمرار إلى العشاء." ص٢٠-٢١

"من الأفضل أن يكون المرء فقيرا بدلا من أن يعيش مثل هذا الحقير. ما الفائدة من أمثالهم؟ لا يعرفون شيئا سوى السرقة ... والصلاة؛ يصلون فعلا، بإمكانك أن تصدق ذلك. يريدون الذهاب إلى السماء. وربما كانوا يشترون لأنفسهم مكانا هناك. في أيامنا كل شيء يشترى." ص٣٤

"كنت أفكر في هذا الرجاء الكامن في نفوس العمال كلهم، الذي منذ ذلك الحين أشعر به يعتمل داخلي." ص٣٥

"ننام نوما لا أحلام فيه ولا رجاء. كنا نعرف أننا في اليوم التالي سنواصل جني الكاكاو لنكسب ثلاثة آلاف وخمسمئة ريس ويسلبها منا بيت المونة.." ص٥٩

"المشاعل على الطريق تبدو كأرواح تائهة تجول في البلاد ... أجل، الليل في المزارع حزين، مظلم وأليم. وفي الليل العميق، تستيقظ أفكار الناس..." ص٩٨

"كان الجميع يحتسون الكحول، رجالا ونساء وأطفالا. ولكن العيد لم يكن يبهجنا. ما كان يبهجنا هو يوم الراحة مع الأجرة المدفوعة." ص١٠٢

"كان الكاهن المتدثر بالذهب والحرير، الذي يثير في نفوسنا الحسد، يقوم بوعظة مطولة مؤكدا فيها وجوب إطاعتنا أرباب عملنا وكهنتنا، وتجنبنا الإصغاء إلى تلك النظريات التي تدعو إلى المساواة (كنا نتحرق شوقا لمعرفتها)، مهددا بالجحيم الأشرار، أي من تسول لهم أنفسهم التمرد، ومانحا السماء للقانعين." ص١٠٥

"لم يكن الصبية يفكرون بل يعملون ويأكلون وينامون." ص١٠٧

"جاءت اللحظة الحاسمة، لحظة الإختيار. كانت ماريا تحدد عاملا مهمته البقاء تحت تصرف العائلة. نحن مجرد جماعة من الصيصان، والصوص الأكثر ظرفا يفصل عن أقرانه ويؤخذ عند السيد. كنا نخاف من أن يقع علينا الإختيار. صحيح أن العمل هناك أقل لكن الإهانة أكبر." ص١١٥

"مخافة أن يتنجسوا كانوا يتركون مسافة عندما يتحدثون إلينا ناظرين بحنان إلى أشجار الكاكاو التي تزودهم بالمال للهو والمجون في فنادق باهيا الأرستقراطية.." ص١٤٧
1 like · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read كاكاو.
Sign In »

Reading Progress

November 29, 2021 – Shelved as: to-read
November 29, 2021 – Shelved
January 27, 2022 – Started Reading
January 27, 2022 –
page 28
15.91%
January 30, 2022 –
page 108
61.36%
January 31, 2022 – Finished Reading

No comments have been added yet.