ŷ������

لم يكن على عزت بيجوفيتش يؤلف كتابا ولكنه كان يفتح آفاق فكر وطاقات نور في عقل القارئ ووجدانه تسمو به إلى المزيد والمزيد من النضج الفكري والعقلي .. فالكتاب يطرح العديد من الأفكار والموضوعات التي تدعو إلى التأمل والتحليل وإعمال العقل .. وإنقسم الكتاب في مجمله إلى قسمين .. القسم الأول يتناول علاقة الدين بالحياة .. بالحضارة والثقافة والعلم والعمل والفن والثورة والأخلاق ..

القسم الثاني يتحدث عن وسطية الإسلام وإعتداله بين قطبين شديدي التطرف .. أولهما هي حالة الدين المجرد الذي يعني بروح الإنسان ويهتم بالعبادات متجاهلا غرائز الإنسان وإحتاجاته الدنيوية .. وتمثلت هذه الحالة في المسيحية وخاصة المذهب الكاثوليكي منها .. أما ثانيهما فهي حالة المادية والعلم التجريبي التي تعني بالمادة وتنكر الحاجة إلى وجود إله أو دين .. وتمثلت هذه الحالة في الفكر الإلحادي الشيوعي والماركسي ..

"إن الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا محرماته ولا من جهود النفس والبدن التي يطالب الإنسان بها .. وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه .. من لحظة فارقة تتقدح فيها شرارة وعي باطني .. من قوة النفس في مواجهة محن الزمان .. من التهيؤ لإحتمال كل ما يأتي به الوجود .. من حقيقة التسليم لله .. إنه إستسلام لله .. والإسم إسلام ! .. "
.