ŷ

Aml 's Reviews > الإخوان المسلمون: سنوات ما قبل الثورة

الإخوان المسلمون by حسام تمام
Rate this book
Clear rating

by
13705161
's review

it was amazing

الحياد كما يجب أن يكون
هذا الكتاب دراسة موجزة عن تاريخ جماعة من أكبر الجماعات فى تاريخ مصر الحديث ، فعلى عكس ما يوحيه اسم الكتاب من أنه يتناول تاريخ الإخوان فى سنوات ما قبل ثورة يناير المجيدة ... إلا أنه تناول بشكل وافى حيثيات بداية الجماعة و تأسيسها على يد حسن البنا منذ عام 1928 حتى ما بعد ثورة يناير 2015 فى محاولة لتوضيح مسار الجماعة طوال تاريخها و الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بموقف الأجندة الإخوانية من ملفات الإصلاح السياسى و العلاقات الخارجية و بعض المواضيع الشائكة كالجهادكالجهاد المسلح و الأممية الدينية و موقف الجماعة من الانفتاح العالمى ما أثاره من أفكار حديثة على المجتمع و على أفكار و أدبيات الجماعة التى تتسم بالمحافظة و الجمود إلى حد كبير .
ينقسم الكتاب إلى عدة فصول ، يتناول كل فصل قراءة منفصلة بشأن رؤية الجماعة تجاه أيدولوجية ما أو العوامل التى ساهمت بشكل كبير فى تشكيل تلك الأيدولوجيات .
ففى الفصل الأول تحدث الكاتب عن رؤية الإخوان للإصلاح السياسى و التدافع بين أجنحة الحركة و ما يعتمل بداخلها من أفكار و أطروحات تساهم فى نهاية الأمر فى تحديد موقف الجماعة من مجريات الأحداث على الساحة .
و فى الفصل الثانى يجيب الكاتب على السؤال الذى حير الكثيرين و هو لماذا لم تنشق جماعة الإخوان المسلمين رغم ما لاقته من محن طوال تاريخها السياسى الذى و إن كان قصيراً إلا أنه امتلأ بمحاولات جذب و شد بينها و بين الأنظمة المتعاقبة وصلت إلى حد التصفيات الجسدية لكبار قيادات الإخوان و اعتقال الآلاف و هجرة آلاف أخرى فى محاولة لاجتثاث الجماعة جذرياً من الوجود السياسى و الاجتماعى أيضاً فى مصر .
أما الفصل الثالث فيتناول موقف الإخوان من الحركات الاحتجاجية ذات المطالب الاجتماعية ، و فى الفصل الرابع تحدث الكاتب عن ظاهرة من أغرب الظواهر التى تفشت بشكل كبير داخل الجماعة و هى ترييف الجماعة فكرياً و تنظيمياً أى طغيان العنصر الريفى على الوجود التنظيمى داخل الجماعة متمثلاً فى مجلس شورى الإخوان بل و مكتب الإرشاد أيضاً .. على عكس نشأة الجماعة فى قلب مدينة الإسماعيلية على يد ثلاثة من أهلها بأفكار مدنية مسايرة للعصر فى ذلك الوقت ، و بذلك تتقهقر الأطروحة الإخوانية من المدنية إلى الريفية التى ترى فى الحاكم الأب و المرشد الإلهى الذى تجب طاعته انطلاقاً من قيم اجتماعية عاطفية بحتة بعيدة كل البعد عن القيم السياسية المجردة فى تقييمها للحاكم و إرساءها مبدأ المحاكمة و العقاب .
و فى الفصل الخامس تناول الكاتب قضية هى أكبر ما عصف بالجماعة فى الفترة الأخيرة و أدت إلى تغيير جذرى فى النظرة الإخوانية لمجريات الأمور و تفاعلهم معها ، ألا و هى تسلف الإخوان و اختراقهم الكامل من الفكر السلفى و صعود السلفية فكرياً و عددياً داخل الجماعة مما أدى إلى تبنى الجماعة لأيدولوجيات وهابية بعيدة كل البعد عن النموذج الذى رسمه البنا و الذى اتسم بالاعتدال مقارنةً بالفكر السلفى المتطرف ، فنجد الجماعة تغوص فى سفاسف الامور كالنقاب و الملبس و اللحية و غيرها مما يحيد بالجماعة عن الهدف الأسمى الذى رسمه له مؤسسها .
فى الفصل السادس تناول الكاتب علاقة الإخوان بالجهاد و الحركات المسلحة أو بمعنى أصح ما يُطلق عليه العمليات الإرهابية الاى تتخذ من الدين ستاراً لها و كيف تجلى ذلك فى واقعتى اغتيال النقراشى و القاضى أحمد الخازندار مما أدى إلى إطلاق البنا لجملته الشهيرة واصفاً من قاموا بهذا بأنهم ليسوا إخواناً و ليسوا مسلمين ، غير أننا نجد أن العنف و الفكر الدموى قد غزا الجماعة بشدة بعد ظهور أفكار سيد قطب التى وسمت المجتمع بالجاهلية و الظلام و دعت إلى الانغلاق الفكرى لبناء الطليعة المؤمنة التى تقود المجتمع الكافر إلى حظيرة الإيمان ... فنشأ جيلاً يؤمن بفكرة العنف المسلح و ينظر إلى هذا المجتمع الجاهلى بدونية شديدة و احتقار .
أما فى الفصل السابع فيتحدث الكاتب عن مفهومى الوطنية و الأممية لدى الإخوان و كيف تآكل مفهوم الدولة لديهم ليحل محله مفهوم الأممية .
و أخيراً عقد الكاتب مقارنة بين الإخوان فى مصر و نظرائهم فى تركيا فيما يُعرف بحزب العدالة و التنمية التركى لنرى كيف يتخذ الإخوان من نجاح النموذج التركى حجة لصالحهم رغم اعتراف رجب طيب أردوغان بعلمانية تركيا المسلمة و أنها مبدأ لا يمكن للدولة أن تتخلى عنه و أن نهضة الأمم لا تُقام بشعارات دينية رنانة بل بالعلم و العمل وفق خطة محكمة و مدروسة ، فإخوان مصر يرسمون للعامة مفهوماً خاطئاً عن العلمانية باعتبارها ضد الدين و دعوة للانحلال الأخلاقى متجاهلين تماماً أن العلمانية هى الركيزة و القاعدة الكبرى التى اشتُقت منها الديمقراطية و المواطنة و حقوق الإنسان ، فإذا فهم العامة المعنى الحقيقى للعلمانية لخسر الإخوان ورقتهم الرابحة التى يخادعون الشعب بها تحت مسمى المشروع الإسلامى ناسيين أو متناسين أن التقدم و الحضارة لا دين لهما .
و أخيراً إذا أردت أن تعرف عن الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسى بصفة عامة فدع عنك كتب الوشاية الرخيصة ك " سر المعبد " و كتب الإخوان أنفسهم الى تلعب على الوتر الدينى لشعب يقدس الدين ظاهرياً و اقرأ للراحل العظيم حسام تمام حيث الدراسات التى لا هدف من ورائها إلا كشف الأمور بعيداً عن المديح الكاذب و النقد المغرض .
4 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read الإخوان المسلمون.
Sign In »

Reading Progress

March 13, 2013 – Shelved
December 24, 2015 – Started Reading
December 27, 2015 – Finished Reading

Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by SheRif ElBaz (new)

SheRif  ElBaz ^^ ريفيو جميل وشامل .. اتفقت معاه بشكل عام
وفعلا نادرا ماهتلاقي باحث تاريخي غير متعصب
دول عملات نادرة

زي مايقال - يجلس المؤرخ ومن ورائه الجلاد

عبدالناصر كتب تاريخ الاخوان شياطين
وقيادات الاخوان بعدها كتبوا تاريخهم كملائكة
والاثنين ربنا يخدهم :D
ضيعوا الحق ف النص


Aml صدقنى لما تقرا لحسام تمام هتغير رأيك ، اقرا و انا مستنية حكمك :-D


message 3: by SheRif ElBaz (new)

SheRif  ElBaz ok (y)


back to top