ŷ������

هي الرواية الأولى من قائمة البوكر القصيرة التي جعلتني اقع في الحيرة
أولا أخذت بالفكرة فهي بلاشك فكرة رائعة خاصة في استغلال البيئة العراقية وخرائب الحرب والواقع العراقي حقيقة كان مناسبا لاختبار مثل فكرة فرانكشتاين جديد يظهر في بغداد والدخول في العالم الغرائبي يناسب أوضاع وقائع الحروب مخلفاتها وآثارها لذلك يحسب لهذا الكاتب هذه الفكرة الخلاقة والسرد من خلالها للتعبير عن حالة الفوضى التي سببتها أنظمة سياسية لا ترحم وحالة الدمار التي خلفتها الحرب ناهيك عن العنف الطائفي والإنهيار الأخلاقي الذي رافق كل هذا فيشعرك الكاتب منذ أول وهلة إنك قد دخلت إلى الجحيم !

بعد الفكرة تأتي الشخصيات والحق إن شخصيات هذه الرواية شخصيات بارزة أو مرسومة باقتدار ويظهر العتاك كشخصية تقود الأحداث وتحركها سواء في خلق شخصية فرانكشتاين أو في سرده للحكاية لرواد المقهي ثم للصحافة وتعرضه للضرب والأعتقال ووصمه بالكذب وهو ما يتناسب مع طبيعته النفسية والمزاجية
بينما تأتي شخصية محمود الصحفي كشخصية داخلها غير منسجم مع خارجها كحال الكثيرين المتردد والقلق والذي يبحث عن نفسه وسط كل هذه الفوضى وعلى الرغم من ذلك لديه تطلعاته وأحلامه وبظني أن شخصية محمود شكلت في ناحية ما الجانب الإنساني الغائب في هذه الفوضى سواء في علاقته مع زينة أو رغباته برفيقة رئيسه في العمل وفي جانب آخر هي شخصية كاشفة ونموذج هام لإكتشاف آثار سير الأحداث وتردي الأوضاع على الرواية ..

أم دانيال شخصية أخرى يتضح فيها الجانب الإنساني والأماني المعلقة في واقع يعاني من جروح كثيرة مازالت تنزف .. دانيال الزعوم أو شخصية فرانكشتاين من أهم شخصيات الرواية والتي ظهرت من خلال سرد العتاك وكنتُ سعيدة بوجود مونولوج لفرانكشتاين تظهر فيه شهادته عن الأحداث التي يتحدث عنها الآخرين إلا إن هذا الجزء من الرواية لم يكن على مستوى الحدث وبظني إن فرانكشتاين السارد لم يظهر لي كقارىء بهذه القوة التي كنتُ انتظرها من قاتل يبحث عن البقاء وأغلب الظن أن الكاتب أراد أن يظهر ضعف القاتل أكثر من قوته لما تقتضيه عبثية الأحداث

ما أزعجني في هذه الرواية هو الحديث المباشر عن المخلص والبطل الوهمي الذي يصنعه الآخر وهي الفكرة الرئيسية التي قامت عليها الرواية وما لم أحبه هو هذا التصريح الذي جاء على لسان الراوي في الرواية وأحسب أن القارىء في رواية مثل هذه عليه أن يجتهد ليصل إلى فكرتها دون أن يأخذ الكاتب بيده ! ثانيا يشوب الرواية الكثير من المشاهد المكررة وأحسب أن الرواية جنحت إلى المط والتطويل دون أحداث تذكر ، نعم هناك جزء ممل في الرواية وأحداثها بدأت وكأنها تعيد نفسها وتبدو كأنها تترنح بتكاسل وأظن لو إن الرواية اختصرت نفسها لما ضرها ذلك فرواية الدكتور جيكل ومستر هايد مثلا لا تزيد عن 120 صفحة ولم يعجزه ذلك في أن يظهر الوحوش النائمة في شخصياته !
وهذا الأمر دفعني لقراءة الجزء ما قبل الأخير بقلة تركيز حقيقة كما إنني أخذت أعد صفحاتها المتبقية وكأن هناك شيء ما يثقل على قلبي إلا إن نهاية الرواية كانت جيدة وتركت لدي شعورا مريحا هو الشعور الذي يحسه القارىء بأن الكاتب قد أبلى بلاءا حسنا !


بظني أن الرواية بسبب فكرتهاالغريبة
وحبكة شخصياتها الفريدة قد تكون لها فرصة في البوكر ..