

“ماذا تريدين أن أصبح من دونك؟ آه يا فارنكا، يا فارنكا، يا حياتي، يا روحي، أتراك تتمنين أن تحملني عربة موتى إلى مقبرة فولكوفو في يوم قريب، وأن تسير وراء نعشي امرأة فقيرة شحاذة بأسمالها البالية الخلقة وحدها في الجنازة، وأن يهيل عليَّ بعض الرجال بضع مجارف من تراب ثم ينصرفوا إلى شانهم ويتركوني وحدي هناك... إنه لإثم، إنه لإثم أن تقولي ما قلته يا ماتوشكا... يشهد الله إنه لإثم!”
― Poor Folk
― Poor Folk

“إنّ أولئك الكتّاب الوقحين وأولئك المخربين الأوغاد الذين ترينهم يتنزهون في الشارع، فلا يكون لهم من هَمٍّ إلّا أن يلاحظوا هل يضع فلان على الأرض راحة قدمه كلها أم هو يمشي على رؤوس الأصابع، يحبون أن يعرفوا إذا كان في حذاء ذلك الموظف البسيط ثقوب تخرج منها أصابع قدميه عارية؟ هل كماه مهترئين حتى الكوعين؟ إنهم يلاحظون ذلك ثم يصفونه وينشرونه كتبًا كريهة مقيتة! فيم يهمهم أن يكون كمايّ مثقوبَيْن حتى الكوعين؟ اغفري لي يا فارنكا إذا جئتك بتشبيه فظ فقلت إن الرجل الفقير يشعر في هذه الأمور كلها بنفس الحياء الذي تشعرين به أنتِ كفتاة. فأنت لا تحبين طبعًا- واغفري لي هذا التشبيه الثقيل أيضًا- أن تتعرّي أمام الناس. فكذلك الرجل الفقير، لا يحب أن يحشر أحد أنفه في خدره ليرى كيف يعيش..”
― Poor Folk
― Poor Folk

“يجب أن أقول أيضًا إن الأغنياء لا يحبون أبدًا أن يشكو الفقراء حظهم جهارًا. ويظهر أن هذا يؤذيهم ويزعجهم. والبؤس مزعج دائمًا على كل حال، كأن أنّات الفقراء تقلق نوم الأغنياء.”
― Poor Folk
― Poor Folk

“لقد تعلمت الكتابة. ومع ذلك فإنني في هذه اللحظة أشعر بكآبة تبلغ من القوة أنني صرت أجد متعة في العطف على نفسي رغم علمي بأن ذلك لن يغير من حالي شيئًا، ولكنه ينصفني بعض الإنصاف. ذلك واقع يا صديقتي العزيزة. إنه ليتفق لنا أحيانًا أن نصغِّر أنفسنا في نظر أنفسنا، أن نخفض من قيمة أنفسنا، فما نعد أنفسنا شيئًا، وأن نهوي بذلك إلى القاع من الشعور بالتلاشي".”
― Poor Folk
― Poor Folk

“يجب أن أذكر لك يا صديقتي العزيزة أنني قد أصبحت منذ زمن أشد خجلًا من أي وقت مضى، وأصبحت أشعر بشيء من الحرج والاضطراب والخشية بغير انقطاع. حتى لقد غدوت في الآونة الأخيرة أتحاشى أن أنظر إلى زملائي وأتجنّب أن ينظروا إليَّ. أصبح يكفي أن يصر كرسي أحد جيراني حتى أشعر فورًا أنني أقرب إلى الموت مني إلى الحياة من شدة الرعب. وعلى هذه الحالة النفسية إنما كنت اليوم أيضًا، ملتصقًا بمقعدي خافضًا رأسي منكمشًا انكماش قنفذ. حتى إن وليم كيموفتش (وهو رجل مناكد رهيب لا نظير له في العالم بأسره) لم يسعه إلّا أن يقول لي بصوت عالٍ يستطيع أن يسمعه الجميع: «ما بك في هذا الصباح يا ماكار ألكسييفتش، إن لك وجهًا عجيبًا، هيء هيء هيء!...» قال ذلك وجعّد وجهه تجعيدًا لم يملك معه جميع من كانوا هناك إلى جانبه أو إلى جانبي إلّا أن ينفجروا ضاحكين، عليَّ طبعًا... لا يشعرون بأي حرج بل يمعنون في قهقهة لا يثنيهم عنها شيء. أما أنا فقد انكمشت على نفسي وصغرت جسمي واحمرّت أذناي وأغمضت عينيّ وجمدت في مكاني على هذه الحال لا أتحرك. تلك هي عادتي في ظرف كهذا الظرف، إذ غالبًا ما يلبثون عندئذ أن يدعوني وشاني. وإني لكذلك إذا أنا أسمع ضجة، وأسمع وقع خطوات سريعة في الممر ذاهبة آيبة. وسمعت- أهذا حق أم أن اذنيّ تخدعاني؟- سمعت صوتًا يناديني، سمعت صياحًا ينطق باسمي. إنهم يستدعون دييفوشكين! أخذ قلبي يرتجف في صدري، واعتراني ذعر قد أستطيع أن أقول إنني لم أشعر بمثل هذا الرعب يومًا في حياتي. التصقت بمقعدي مزيدًا من الالتصاق كأنني لم أسمع شيئًا، وكأنني أتظاهر بأنني غير موجود؛ ولكن الضجة تكبر وتقترب، وها هي ذي تدوي فوق أذني «دييفوشكين، دييفوشكين، أين دييفوشكين، أين دييفوشكين؟» كذلك صاح صوت. وقال الصوت يخاطبني «ماكار ألكسييفتش... أنت مطلوب إلى مكتب صاحب المعالي. هيا أسرع، لقد جعلت من النص الذي نسخته كارثة» ذلك كل ما قاله الصوت، ولكن هذا الذي قاله الصوت كان كافيًا... أليس كذلك يا ماتوشكا. كان كافيًا كل الكفاية. ألا ترين ذلك؟”
― Poor Folk
― Poor Folk

مجموعة تهدف لتجمع القراء، لتبادل كل ما هو نافع ومفيد حول الكتب والكتاب، وهى محاكاة لمجموعة موجودة على موقع الفيسبوك، وتحمل نفس العنوان

مبادرة ثقافية تطوعية انطلقت منذ ديسمبر 2015 تم تدشين تحدي عام 2025 تحت شعار البحرين تقرأ 20000 كتاب للمشاركة في التحدي الرجاء الضغط على الوصلة التال ...more
Mohamed’s 2024 Year in Books
Take a look at Mohamed’s Year in Books, including some fun facts about their reading.
More friends�
Favorite Genres
Polls voted on by Mohamed
Lists liked by Mohamed