ŷ������

حتى لو لم تُصِبك الضربة مباشرة فتقتلك أو تجرحك... فإنها ستصيب جارك، وسترى ذلك بعينيك، وينكمش فيك شيء، ينقبض فيك شيء، ينغلق فيك شيء، تتعظ، وتصير من هذا اليوم وصاعدًا، ناقص الحرية، ناقص الإرادة، ناقص الشجاعة، ناقص الرجولة، ناقص الإنسانية. لا ترض لنفسك بهذا المصير، أبدًا. لا مفر حين يرتطم بك الظلم، من محاولة دفعه بيدك.

أدهش الرفض الشعبي للانقلاب كثيرين، وأنا من بينهم. فقد اعتقدنا أن الشعب قد أنهك من حالة الفوضى؛ من تقلب الحكومات، من دموية السفاح وفشل السياسيين الآخرين وانقساماتهم، ومن أزمات الاقتصاد وتعثر الخدمات. وتوقعت أن تستقبل الجماهير؛ الأغلبية الشهيرة بصمتها العسكريين بالورود والأحضان والزغاريد. لكن لم يحدث هذا. لا استقبل الناس العسكريين بالورود، ولا بالطوب. لكنهم وقفوا في وجوههم وقالوا لهم أن يعودوا من حيث أتوا.

أنا آسفة يا أستاذ علي بس أنت سلبي وجاهل ومعندكش سوشيال بوليتكال كومبريهنشن

"لا تدع الرغبة فيما لم يحدث تقعدك عن التصرف الوحيد اللائق في ظرف صعب.
باختصار، لا تدع الذكريات وتشوهاتها تقف أمام صواب قلبك."
صعب بس ماشي

ذات يوم سألته عن الحكومة. فهز كتفيه وقال إنه لا أحد يهتم بتشكيل حكومة، فالناس تعبت من الحكومات لأنهم في كل مرة يخدعونهم. كلما أتتهم حكومة تكذب عليهم وتحاول قمعهم دون أن تحقق لهم شيئًا أكثر مما لديهم الآن.. بعض الأمان، وبعض الاحتياجات الأساسية، وبعض الكهرباء.

لكني أقول لك شيئًا واحدًا، إني وأنا جالس على حافة الرصيف في الميدان أرقب الناس من حولي عرفت أن النظام قد ولت أيامه ولن تعود... عرفت وأنا جالس هناك في صباح ۲۹ يناير ۲۰۱۱ أن الأمر قد انتهى، أن مصر قد انفجرت وخرج ما في باطنها إلى السطح ولن يعود كما كان قبل ذلك اليوم.

هناك أعوام تمر في حياتك، دون أن يحدث فيها شيء سوى أن تمر. ليس هذا أمرًا طبيعيًا، لكنه معتاد. وحين أنظر الآن إلى هذه الأعوام أشعر بالندم لأني تركتها تمر هكذا، تضيع. الحقيقة أني كلما فكرت في حياتي السابقة أفاجأ بأني لا أندم على شيء فعلته بقدر ما أندم دومًا على أشياء لم أفعلها.

حديث جدك لي هدأ من إحباطي، وأعطاني أملًا أن الأمور تتحسن مع الوقت. وساعدني ذلك على مواصلة العمل. لكني أقول لك اليوم إن ذلك كان خطأ. وإن الأمور لا تتحسن مع الوقت بل نحن الذين نعتاد سوءها. فلا تكرر هذا الخطأ؛ اتبع صواب قلبك من البداية.