ŷ������

سأذهب للاختلاء بنفسي في تيجوكا ، والهرب من الناس. أشعر بالخزي ، والضيق. ما أكثر الأحلام ياعزيزي بوربا ، ما أكثر الأحلام ، وانا لست شيئا.

أعتقد أني لم أُولد من أجل المواقف المُعقدة . فالشد والجذب يفقدانني توازني .

من النباتات ما يُولد وينمو سريعاً، ومنها ما يتعثر في نموه البطئ. أما حبنا فكان من الصنف الأول. ذلك أنه راح ينمو بزخم جارف ، والنسغ يجري في سيقانه غزيراً، حتى انه مالبث ان صار أضخم نباتات الغابة وأوفرها حظاً من الكثافة والأوراق.

عشت تاركاً نفسي ، تروح بها وتغدو الصروف والأيام ، الأيام المفعمة بالحيوية حيناً ، وبالخمود حيناً ، أتأرجح بين الطموح والإحباط.

مات ولم ينفعه علم الأطباء ، ولا حبنا ، ولا الرعاية الغامرة التي شملناه بها ، ولا أى شيء. قُيض له أن يموت ، فمات .

كانت لفتاتها مفتعلة ، ولكنها شعرت في دخيلة نفسها بمعاناة غير يسيرة ، ربما كان ذلك ألماً خالصاً ، أو مجرد استياء ، ولأن الألم الذي يداريه المرء يفضي إلى مزيد من الألم ، فمن الوارد جداً ان تكون فيرجيليا قد تجشمت الألم مضاعفاً.

كنت أخرج إلى الصيد تارة، وأنام تارة ، وأقرأ تارة - اقرأ كثيراً - ولا أفعل أي شئ تارة، بل أسمح لنفسي بالشرود من فكرة إلى فكرة ، من خيال إلى خيال ، كفراشة هائمة أو جائعة .

فالرأي العام ، ذلك الرأى الحاد الذي يُصدر الأحكام ، يفقد مغزاه بمجرد أن نضع أقدامنا على أرض الموت. لا أزعم بأن الرأى العام لا يمتد حتى يبلغ هذا الجانب، أو أنه لا يدرسنا ويحكم علينا ، بل أقول إننا لا نكترث لدراستنا أو الحكم علينا. أيها السادة الأحياء، لا شئ يضاهي استخفاف الموتى بالأشياء.

عانت البائسة معاناة وحشية ، لأن الورم لا يأبه لفضائل المرء. بل إنه متى افترس افترس بشراهة ، لأن مهمته الافتراس.

اما ذلك الشبح - الذي لم يكن إلا وهم السعادة- فهو إما يتملص من الإنسان على الدوام، وإما يسمح له بأن يتعلق بطرف ثوبه، الذي يضمه الإنسان إلى صدره، وعند ذاك يضحك الشبح كالساخر ويتلاشى كالوهم .