ŷ������

كان قد عمر أكثر من مائة سنة، يا أمي. أن يعيش المرء هذه الفترة الطويلة، لكي يُسحق فقط حتى الموت بواسطة جرافة، هل هذا ما يعنيه ان يكون الإنسان فلسطينياً؟

عندما كنت صغيرة، ظننتها باردة . ولكن مع الوقت ، أصبحت أفهم أنها كانت رقيقة جدا تجاه العالم الذي ولدت فيه.
أعطي الحزن داليا موهبة صلبة، فمن وراء ذلك الدرع القاسي.أحبت بلا حدود من خلف عزلتها الخاصة والبعيدة، في مأمن من المآسي التي أمطرها بها مصيرها.

كانت حياتي بلا طعم ، وكنت أعيش في الصمت الأبدي لأغنية بلا لحن ، ووسط مرارتي وخوفي، كنت وحيدة إلى أقصي ما يمكن ان تكون الوحدة.

أردت ان يدوم الألم فترة اطول ، ليصبح أشد ، ليقتلني أنا أيضاً.

هز نشيجه الأرض تحت قدمي ، وظننت أن قوة حزنه سوف تمزق الشمس أشلاء.
بكى من دون أي حدود للسيطرة ، ارتجف كفريسة في نوبة الوجع.

💔💔

كل هذا تكوم على الأرض من حولي، مثل جوف البطن المظلم. في النهاية، جلست أسيرة الفراغ ، مخدرة ، اتأرجح على الأرض ، مازلت احمل السماعة بينما صوت أخي، بحزن لا يطاق ، يتلاشى في هذا الفراغ.
تبخرت الأحلام تحت وطأة الواقع الجديد..


💔💔

الخوف العادي لدينا يعادل الرعب لدي الآخرين، لأننا أصبحنا مخدرين ضد البنادق المصوبة نحونا باستمرار. والرعب الذي عرفناه، ما كان إلا للقليل النادر من الغربيين ان يتعرض له على الإطلاق. الاحتلال الاسرائيلي يعرضنا ، ونحن أطفال للحدود القصوى من عواطفنا ، حتي لا يعود بإمكاننا الإحساس إلا في الحالات القصوى .

كل شئ بدا مؤقتاً بالنسبة إلي . لا يمكن النظر إلى أي شئ على أنه باق ، لا الأباء ولا الإخوة ولا الوطن ، حتى جسد المرء غير محصن أمام الرصاص إلى ذلك الحد . كنت قد تقبلت منذ زمن طويل أنني في يوم ما سوف أفقد كل شئ وكل أحد.

أدهشني اضمحلال الأسى ، وحاولت أن أشعر بالحزن الذي كان يتدفق قبل لحظات ، لكن بلا جدوى ، وكأن قضبان سجن أحاطت بعواطفي .

أنا مثل طائر حبيس هنا . وأعرف انك ايضا كذلك.
لقد تحطم قلبي . لا أحتمل التفكير في أن مستقبلنا انتهى، وانه حكم علينا بأن نعيش حياة أبدية من القهر والعبودية كلاجئين .