ŷ������

س : لاحظت أنك تضع المجاز في مقابل المفارقة الساخرة أو ما يسمى باللغة الإنجليزية irony»؟

ج : المجاز يؤكد مقدرة الإنسان على التواصل وعلى تجاوز السطح المادي وصولاً إلى الأعماق الكامنة، ويقف هذا على طرف النقيض من المفارقة الساخرة أيروني( irony). فهدف المفارقة ليس كشف علاقة إنسانية مركبة، وإنما تقويض أحاسيس النبل والبطولة والحب، وإظهار أنها كلها عبث.

. ويمكن أن نذكر في هذا السياق كيف حول المنتفضون عام ۱۹۸۷ شجرة الزيتون إلى رمز للحياة والهوية، فهي تمد الفلسطينيين بزيت الزيتون الذي يعد مكوناً أساسياً لطعامهم.

س: كيف يمكننا تجاوز هذا الخلل في المصطلح المنقول والمترجم أو المعرب؟

ج : لعل القاعدة الأساسية لعلاج ذلك الخلل هي إلغاء الاعتماد على الترجمة الأسماء الأشياء ومعانيها، وبدلاً من ذلك لابد أن ننظر إلى أي ظاهرة في سياقها بحيث ندرس المصطلح الغربي الذي يشير إليها في سياقه الأصلي دراسة جيدة، ونعرف مدلولاته تمام المعرفة، ونحاول توليد مصطلح من داخل المعجم العربي بحيث لا يكون ترجمة حرفية، وإنما تسمية للظاهرة من وجهة نظرنا.

ويجب أن نتذكر أن قطاعاً صغيراً وحسب من الشعب العربي والشعوب الإسلامية، من أعضاء الطبقة المتوسطة العالية يجيدون الإنجليزية، وهؤلاء هم الذين يستخدمون الحاسوب ويستمعون إلى موتسارت ويتبعون آخر الموضات ويذهبون إلى الخارج ويرتادون المطاعم الهندية والصينية، أما جماهير الشعب فهي محرومة من هذه الامتيازات فقد تم تحطيم ثقافتها وتراثها وأسلوب حياتها. وقد قذف هذا الوضع بنا في حالة من الاستقطاب الطبقي الذي يولد الحقد والتوتر

ثمة تحيز للنموذج المادي كامن وراء مفهوم التقدم، ولذا نجد أن مؤشرات التقدم مادية: حجم الطرقات مدى اتساعها - عدد الهواتف المستخدمة - معدلات الاستهلاك شكل الرعاية الصحية. هذه معايير في جوهرها مادية، وقد أصبح أهم المعايير الآن هو معدلات الاستهلاك. لكن لا يسأل أحد عن الصحة النفسية ومدى إصابة الناس بالاكتئاب والشيزوفرينيا.(١/٢)

إن كثيراً ممن ينقلون عن الغرب لم يدرسوا الغرب بما فيه الكفاية مع كل دعاويهم عن ضرورة الانفتاح .
وأعتقد أن ما يُنقل إلينا من حضارة الغرب هو أساساً أفكار نزعت من سياقها التاريخي والاجتماعي والمعرفي لتقدم إلينا كأنها مطلقات.

نشرت الصحف العربية مرة خبراً في الصفحة الأولى عن حادثة اصطدام مروعة راح ضحيتها ۲۰۰ شخص في الهند. (١/٢)

س/ إعلان حقوق الإنسان أعلى درجات التطور الإنساني، وإن كان ثمة تحيز فيه فهو لصالح الإنسانية والإنسان، ومع هذا سمعت أن لك رأياً مغايراً فيه ؟

"وإذا وضعنا الإساءة للإسلام في منظور تاريخي فسنكتشف أنه حتى منتصف الستينيات كانت الولايات المتحدة متحالفة تماماً مع بعض الحركات الإسلامية في حربها ضد الشيوعية وضد القومية العربية، وأنها الآن تشن حرباً ضد ما تسميه الإرهاب الإسلامي. مما يعني أن العداء ليس للإسلام في حد ذاته، وإنما للإسلام حينما أصبح مقاوماً، يوجد في معسكر غير خاضع للهيمنة الغربية، ولا يدور في فلك المصالح الغربية. "

كان ينبغي أن يسبق الجهاد اجتهاد فابتداء كان يجب أن نضع هذه الواقعة داخل نمط ما، ونسأل هل تسب الصحافة الرسول عليه الصلاة والسلام وتهاجم الإسلام وحده، أم أنهم يسبون ويهاجمون كل الأديان؟ إن نظرنا للقضية من هذا المنظور، أي ربطنا الجزء بالكل، فسنكتشف أنهم في واقع الأمر يسبون المسيح والمسيحية أكثر مما يسبون الإسلام ورموزه. (١/٢)