السنة والإصلاح Quotes

77 ratings, 3.83 average rating, 10 reviews
السنة والإصلاح Quotes
Showing 1-21 of 21
“من لم يحيه القرآن فهو إلى الأبد ميت!”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“الذاكرة هي القوة على عكس الزمن دون الوعي بالعملية. لهذا السبب، وخلافا لما يبدو لأول وهلة، لا تمثّل نقطة البداية بدءاً، بل تأتي لاحقا، بعد الوعي بالتوقف والالتفات. الوقفة هي التي تستتبع المنطلق. ما إن تكون ذاكرة إلا ويكون خلف واستدارة. فيُروى مبدأ كل شيء، النور، النار، الحيوان، الإنسان، النطق، إلخ..”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“يرى أشرافُ قومه أنه وحداني المزاج، شاذ السلوك، موهوب، لا شك في ذلك، لكنه مرهف الإحساس، قاسي العبارة، محدود الخبرة. يثيم، فيعوض عن أبيه المفقود بجدّ روحي بعيد. أمّي لا يكاد يقرأ أو يكتب، فيدعو للاقتداء به سادةً محنكين.
هذا ما يقوله في مجالسهم أسيادُ مكة. هم راضون على حالهم، معتزّون بإنجازاتهم، غير ميّالين إلى محاسبة الذات. فلا يفهمون ما يدعوهم إليه من التأمل في عجائب الخلق. هذا الكلام المكرر عن الآيات والإشارات والدلائل، هذا الافتتان بنظام الطبيعة وتناسق مناظرها، هذا الاندهاش أمام أسرار الكون، كل ذلك يبدو لهم من لغو الصبيان والعجائز.
يجهد النبي لإقناع هؤلاء "العقلاء" أن للكون خالقا ظنا منه أنهم عندها يُلزمون بقبول فكرة الحساب. إن كان الله هو الخالق والمخلوق هو الإنسان. فللأول دينٌ على الثاني. إن كفر المخلوق فلا بد للخالق أن يحاسبه على كفره، إن لم نقل يعاقبه أو ينتقم منه. غير أن القوم ينكرون وبعناد فكرة الحساب. وعندها يرفضون، وإن على مضض، فكرة الخلق. المانع لديهم هو الحساب لا الخلق.”
― السنة والإصلاح
هذا ما يقوله في مجالسهم أسيادُ مكة. هم راضون على حالهم، معتزّون بإنجازاتهم، غير ميّالين إلى محاسبة الذات. فلا يفهمون ما يدعوهم إليه من التأمل في عجائب الخلق. هذا الكلام المكرر عن الآيات والإشارات والدلائل، هذا الافتتان بنظام الطبيعة وتناسق مناظرها، هذا الاندهاش أمام أسرار الكون، كل ذلك يبدو لهم من لغو الصبيان والعجائز.
يجهد النبي لإقناع هؤلاء "العقلاء" أن للكون خالقا ظنا منه أنهم عندها يُلزمون بقبول فكرة الحساب. إن كان الله هو الخالق والمخلوق هو الإنسان. فللأول دينٌ على الثاني. إن كفر المخلوق فلا بد للخالق أن يحاسبه على كفره، إن لم نقل يعاقبه أو ينتقم منه. غير أن القوم ينكرون وبعناد فكرة الحساب. وعندها يرفضون، وإن على مضض، فكرة الخلق. المانع لديهم هو الحساب لا الخلق.”
― السنة والإصلاح
“لم يبادر النبي بتكوين أمّة. دعا إليه جميع الذين آمنوا دون تمييز بين أول وآخر، يذكّر من يقرأ ويلقن من لا يقرأ. أعداؤه وخصومه هم الذين وفّروا له الأتباع إذ جعلوا من كل تائب إلى الله ناقضا لعهد الجماعة. كانوا يرون ألا عهد ولا ميثاق إلا ما تأسست عليه العشيرة. هذا ما تأوّله الخصوم لا ما أراده النبي. وكم حزّ في قلبه تأويلهم هذا!”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“ولطالما أمل النبي أن يستمع إليه أهل الكتاب، أن يكونوا السبّاقين إلى تلبية دعوته، إذ الخطأ لاحق بهم غير متأصل فيهم. إن كان التجاوز عنه في حقهم أصعب، فإن التخلي عنه أسهل لهم. لكن النبي لم يلبث أن اكتشف أن القفز من بُعد أهون من القفز من قرب.”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“تتلاشى السنة اليوم لأنها أخطأت التعريف. التأسي بالنبي في كل ما يحدث يؤدي إلى تأسي الإنسان بنفسه. فهو تعدي على المرسِل وتجنِّ في حق المرسَل، جعله لعبة تتقاذفها العوارض. فذاك كفر وأي كفر!”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“تعاليم سقراط سابقة على نصائح المسيح. فهي في آن تامة وناقصة، تامة بالنظر إلى أغراضها، ناقصة بالنظر لأغراضنا نحن. وهذه الفجوة، هذا الشعور بالخصاص هما من عمل الزمن، الأثر الذي يخلفه الحدث في الوعي.”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“ما من قول يصدر عنا إلا ويعبر عن هم ذاتي. أو بعبارة أدق كل قول يقال لا يفهم إلا إذا نسخ في تجربة ذاتية.
هذا ما علمتني تجربة طويلة من المطالعة المتمعّنة والمحاورة المطردة. لم أعد أقرأ الفلاسفة والمتكلمين والروائيين إلا كما أقرأ الشعراء والمغنييّن، تاركا لغيري أن يقول لي كيف يقرأ هو أعمال الفنّانين والعلميين.
لا ينفلت من قبضة الذات إلا من غادر عالم النطق.
ليحلّ أين؟ في عالم الصمت ربما.”
― السنة والإصلاح
هذا ما علمتني تجربة طويلة من المطالعة المتمعّنة والمحاورة المطردة. لم أعد أقرأ الفلاسفة والمتكلمين والروائيين إلا كما أقرأ الشعراء والمغنييّن، تاركا لغيري أن يقول لي كيف يقرأ هو أعمال الفنّانين والعلميين.
لا ينفلت من قبضة الذات إلا من غادر عالم النطق.
ليحلّ أين؟ في عالم الصمت ربما.”
― السنة والإصلاح
“فتى يلاحظ ما لا يلاحظه غيره. يؤثر في وجدانه تأثيرا يقلقه، يذهله، يؤرقه ما لا يلفت أنظار ذويه ولا يحرّك منهم ساكناً وهم العقلاء الفضلاء أصحاب همّة ومروءة. ماذا يعني الأمر إن لم يعنِ أنّ الفتى يجتاز تجربة فريدة، غير عادية بين أبناء جلدته.
ذات يوم يرتفع بغتةً الستار ويرى الفتى، لا فيما يرى النائم، بل يرى يقظةً رؤية العين ما هو محدق بالإنسان المتكبّر المغرور، الساهي العقوق، يرى السماء تتهاوى، والأرض تهتزّ والبحر يفور والجبال تتسابق. وليس ذلك كابوساً يتخيّله بل هو خبر على حادث قريب، عن قضاء لا مفرّ منه.
ورغم أن الحكم متوقع منذ القدم، إذ لكل جريمة عقاب ولكل تحدّ حدّ، رغم أن الساعة غاشية، تكاد تقرع الأسماع، فإنّ الجمّ الغفير لا يزال لاهيا غافلا، حتى الذين يقرأون الكتاب ويحذّرون به غيرهم منذ عقود. إنهم يقرأون كما لو كان لغواً عابثاً. صدّهم عن الذكر المال أو اللذة أو السلطة أو النفوذ.
النبي وحده يرى. هل كان حظّه أنه لم يشارك في هذا اللهو إذ كان مسكينا يتيما مهجورا؟ هل كان الحرمانُ سبيله إلى الحق؟
والحق هو أن أصل كل شرّ وكل هفوة النسيان، التنكّر لوعد سابق، قطعه الإنسان على نفسه وبه تأسّس الزمن.
سبب الإخفاق هو الكفر.”
― السنة والإصلاح
ذات يوم يرتفع بغتةً الستار ويرى الفتى، لا فيما يرى النائم، بل يرى يقظةً رؤية العين ما هو محدق بالإنسان المتكبّر المغرور، الساهي العقوق، يرى السماء تتهاوى، والأرض تهتزّ والبحر يفور والجبال تتسابق. وليس ذلك كابوساً يتخيّله بل هو خبر على حادث قريب، عن قضاء لا مفرّ منه.
ورغم أن الحكم متوقع منذ القدم، إذ لكل جريمة عقاب ولكل تحدّ حدّ، رغم أن الساعة غاشية، تكاد تقرع الأسماع، فإنّ الجمّ الغفير لا يزال لاهيا غافلا، حتى الذين يقرأون الكتاب ويحذّرون به غيرهم منذ عقود. إنهم يقرأون كما لو كان لغواً عابثاً. صدّهم عن الذكر المال أو اللذة أو السلطة أو النفوذ.
النبي وحده يرى. هل كان حظّه أنه لم يشارك في هذا اللهو إذ كان مسكينا يتيما مهجورا؟ هل كان الحرمانُ سبيله إلى الحق؟
والحق هو أن أصل كل شرّ وكل هفوة النسيان، التنكّر لوعد سابق، قطعه الإنسان على نفسه وبه تأسّس الزمن.
سبب الإخفاق هو الكفر.”
― السنة والإصلاح
“القرآن، في منحاه العام، ترجيعة متجددة، متسارعة، متنامية لنغمة واحدة، ردة عنيفة على صدمة مروعة وكشف مذهل.
الكشف عن إخفاق الإنسان.
الصدمة من عقوق الإنسان وعناده.
الردّة على أنانية الإنسان وغروره.
مرّت قرون على نداء إبراهيم، تعاقبت الأجيال، كل جيل خُصّ بنبي يذكره وينذره. ومع هذا لم يتغيّر شيء، الفواجع لم تنتهِ والإنسان لم يقلع عن غفلته وكبريائه. لا يسمع ولا يرى، بل يخترع كل يوم لعبةً جديدة يتسلّى بها عن بؤسه وقنوطه.
هذه هي حال الإنسان. لم يتغيّر ولن يتغيّر لأنه عنيد ولأنه كفور. ويما أن الأمر كذلك فلا بدّ من محاسبة، لا بدّ من عقاب إن لم يكن غفران.”
― السنة والإصلاح
الكشف عن إخفاق الإنسان.
الصدمة من عقوق الإنسان وعناده.
الردّة على أنانية الإنسان وغروره.
مرّت قرون على نداء إبراهيم، تعاقبت الأجيال، كل جيل خُصّ بنبي يذكره وينذره. ومع هذا لم يتغيّر شيء، الفواجع لم تنتهِ والإنسان لم يقلع عن غفلته وكبريائه. لا يسمع ولا يرى، بل يخترع كل يوم لعبةً جديدة يتسلّى بها عن بؤسه وقنوطه.
هذه هي حال الإنسان. لم يتغيّر ولن يتغيّر لأنه عنيد ولأنه كفور. ويما أن الأمر كذلك فلا بدّ من محاسبة، لا بدّ من عقاب إن لم يكن غفران.”
― السنة والإصلاح
“الله. الرسول. اليوم الآخر.
هذه ركائز الدعوة وعلى هذا الترتيب، تثبته العقيدة ويعتمده المتكلّمون. لكن ما نشعر به، نحن القرّاء المتأخرون، من تجربة النبي الكشفية، وهي تكرار لتجربة إبراهيم، هو أنه يضع عفوياً في الأصل والمبدأ ضرورة الحساب قبل أن يستنتج ما يستتبع ذلك منطقياً.”
― السنة والإصلاح
هذه ركائز الدعوة وعلى هذا الترتيب، تثبته العقيدة ويعتمده المتكلّمون. لكن ما نشعر به، نحن القرّاء المتأخرون، من تجربة النبي الكشفية، وهي تكرار لتجربة إبراهيم، هو أنه يضع عفوياً في الأصل والمبدأ ضرورة الحساب قبل أن يستنتج ما يستتبع ذلك منطقياً.”
― السنة والإصلاح
“خطاب النبي موجّه إلى الفرد الواحد وإلى الكافة، إلى كل فرد ضمن الجماعة، إلى كل نفس مستقلة عن الأهل والأسرة والقبيلة.
لكن مخاطبة الفرد هذه لا تضعف بالضورة الجماعة. النظام ككل له منطقه وله مبرّراته، فهو غير مستهدف بالأساس. يمكن إذن أن تؤول الدعوة على أنها حركة إصلاحية أخلاقية تتوخى الإقناع بالتي هي أحسن وعلى مهل.
الدعوة للكافة، لمن له كتاب يقرأه وللأمّي الذي لا كتاب له بعدُ، إذ لا فرق بين هؤلاء وأولئك، كلهم ظالمون وغافلون، كلهم متكبّرون أنانيون جاهلون. لكنهم مع هذا يستطيعون كلُّهم أن يراجعوا أنفسهم، أن يثوبوا عن خطاياهم. ما عليهم إلا أن يُمعنوا النظر فيما حولهم، أن يتأملوا أحوال الطبيعة وأطوار التاريخ.”
― السنة والإصلاح
لكن مخاطبة الفرد هذه لا تضعف بالضورة الجماعة. النظام ككل له منطقه وله مبرّراته، فهو غير مستهدف بالأساس. يمكن إذن أن تؤول الدعوة على أنها حركة إصلاحية أخلاقية تتوخى الإقناع بالتي هي أحسن وعلى مهل.
الدعوة للكافة، لمن له كتاب يقرأه وللأمّي الذي لا كتاب له بعدُ، إذ لا فرق بين هؤلاء وأولئك، كلهم ظالمون وغافلون، كلهم متكبّرون أنانيون جاهلون. لكنهم مع هذا يستطيعون كلُّهم أن يراجعوا أنفسهم، أن يثوبوا عن خطاياهم. ما عليهم إلا أن يُمعنوا النظر فيما حولهم، أن يتأملوا أحوال الطبيعة وأطوار التاريخ.”
― السنة والإصلاح
“لم يبقَ إذن إلا وسيلة واحدة للتأثير على الإنسان اليوم، والوسيلة هي القرآن، بمعنى النطق والكلام والدعاء. الكلمة وحدها تستطيع أن تحقق المعجزة، أن تفتح قلب السامع القاريء، أن تنفذ إلى فؤاده وترغمه إرغاما على معاودة (تقليد) تجربة النبي. عندها وعندها فقط تصبح الآيات آيات، أي ظواهر دالة. إن كان هناك إعجاز فهو من بلاغة الكلمة لا في تناسب الطبيعة. القرآن هو الآية، هو الحياة، هو النور.
من لم يحيه القرآن فهو إلى الأبد ميت!”
― السنة والإصلاح
من لم يحيه القرآن فهو إلى الأبد ميت!”
― السنة والإصلاح
“نحن الآن في المدينة، وللاسم مغزى وأي مغزى، على عتبة الامبراطورية. نحن إذن في كوكب آخر. كل شيء فيه جديد، مختلف. حتى عندما يقرر النبي العودة إلى مكة ( وبالمناسبة لماذا هذه الهجرة المضادة؟)، فإنه يحمل معه المدينة وما تمثّل. من انتصر على أهل مكة إن لم يكن قائد المدينة وبسلاح المدينة؟ هذا ما يؤكده بوضوح قرار النبي أن يجعل من المدينة مثواه الأخير.”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“خلاصة السنة لا تتغير: جهالة أو إيمان.
خلاصتنا، وعيا بالحال وكشفا عنه، حال بعد-سنة، هي: مجاهدة أو تذوق.
�&ܴ;
― السنة والإصلاح
خلاصتنا، وعيا بالحال وكشفا عنه، حال بعد-سنة، هي: مجاهدة أو تذوق.
�&ܴ;
― السنة والإصلاح
“تود السنة لو تحبسنا في زاوية وتلزمنا بالاختيار، إما شريعة سماوية قارة وإما قوانين بشرية متغيرة. بموقفها هذا، وعكس ما تظن، تؤبد الحاضر المؤلم. هل يوجد على وجه الأرض وطول التاريخ سوى أوامر من بشر؟ وهؤلاء المتحكمون إما مغرورون يدّعون اتصالا دائما ومباشرا مع الخالق، بدون أدنى برهان، وإما متواضعون يعترفون أنها (القوانين) من اجتهادهم. (* "قل لا أقول لكم عندي خزائن الله" - "ولا أعلم الغيب ولا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا" - "قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم واحد" )
الحذر، مجرد الحذر، بصرف النظر عن خطورة الوضع، يدعونا إلى تفضيل المتواضع على المتكبر، من يطرح مقترحه للنقاش، يقبل أن يجرب، يعدل، وربما يلغي مؤقتا إلى حين تبرز فرصة جديدة لتجريبه مرة أخرى.”
― السنة والإصلاح
الحذر، مجرد الحذر، بصرف النظر عن خطورة الوضع، يدعونا إلى تفضيل المتواضع على المتكبر، من يطرح مقترحه للنقاش، يقبل أن يجرب، يعدل، وربما يلغي مؤقتا إلى حين تبرز فرصة جديدة لتجريبه مرة أخرى.”
― السنة والإصلاح
“تؤكد السنة على أن واجبها هو إظهار العقيدة بإقامة الشعائر. بقولها هذا تكرس حكم الحدث رغم أنها تظن العكس. تنكر التاريخ فلا ترى أنه يمكر بها.
لا ترى مثلا أن الشعائر ليست على مستوى واحد. بعضها، كالختان والحج والهدي، يخلد الإنتساب لإبراهيم الخليل، إثباتا لصحة ودوام الوعد. بعضها كالجمعة والزكاة والصدقة والجهاد، يؤسس الجماعة ويحفظها. بعضها، كالصيام والصلاة، يكسر الشهوة المهددة لالتحام المجتمع. وبعضها كالشهادة يطمئن الفؤاد.
المكون الأخير، الذي ينعت عادة بلب الدين أو عين الدين، وحده عصي على مؤثرات الزمان والمكان. أما سواه فينتمي إلى الحدث. هو حادث متأثر بكل حدث لاحق، فيدخل بالضرورة تحت حكم العلم الموضوعي من أرخيولوجيا ولغويات وأثنولوجيا، إلخ.
والنص المؤسس نفسه يشير إلى هذا الأمر عندما يذكر الأمد أو الفترة، وهو ما يتوسع في بسطه وشرحه كل من الحديث والفقه وعلم الكلام.
الرق مذكور في القرآن. أحكامه مبينة، من ضمنها الدعوة إلى إنهائه بتحرير الرقاب. له إذن أمد، لأحكامه بداية ونهاية، نسخ بمعنى آخر.
الخلافة مذكورة في كتب الفقه والكلام، اعتمادا على آيات قرآنية. شروطها هي في الوقت نفسه موجبة وسالبة، بمعنى أن السلطة قابلة في كل لحظة أن تتحول إلى ملك. للخلافة إذن أمد، لها أيضا بداية ونهاية. والنهاية نعيشها الآن.”
― السنة والإصلاح
لا ترى مثلا أن الشعائر ليست على مستوى واحد. بعضها، كالختان والحج والهدي، يخلد الإنتساب لإبراهيم الخليل، إثباتا لصحة ودوام الوعد. بعضها كالجمعة والزكاة والصدقة والجهاد، يؤسس الجماعة ويحفظها. بعضها، كالصيام والصلاة، يكسر الشهوة المهددة لالتحام المجتمع. وبعضها كالشهادة يطمئن الفؤاد.
المكون الأخير، الذي ينعت عادة بلب الدين أو عين الدين، وحده عصي على مؤثرات الزمان والمكان. أما سواه فينتمي إلى الحدث. هو حادث متأثر بكل حدث لاحق، فيدخل بالضرورة تحت حكم العلم الموضوعي من أرخيولوجيا ولغويات وأثنولوجيا، إلخ.
والنص المؤسس نفسه يشير إلى هذا الأمر عندما يذكر الأمد أو الفترة، وهو ما يتوسع في بسطه وشرحه كل من الحديث والفقه وعلم الكلام.
الرق مذكور في القرآن. أحكامه مبينة، من ضمنها الدعوة إلى إنهائه بتحرير الرقاب. له إذن أمد، لأحكامه بداية ونهاية، نسخ بمعنى آخر.
الخلافة مذكورة في كتب الفقه والكلام، اعتمادا على آيات قرآنية. شروطها هي في الوقت نفسه موجبة وسالبة، بمعنى أن السلطة قابلة في كل لحظة أن تتحول إلى ملك. للخلافة إذن أمد، لها أيضا بداية ونهاية. والنهاية نعيشها الآن.”
― السنة والإصلاح
“يتعامل المجتمع الغربي، في إطار قوانينه الوضعية، مع الإسلام كما لو كان دينا عشائريا فئويا ومع الشريعة كما لو كانت عادات قبلية، تماما كما كان فقهاؤنا يتعاملون مع الشرائع الأخرى، يسمحون بأن يستمر تطبيقها حفظا للأمن والاستقرار داخل دولة الخلافة. على فقهائنا اليوم أن يفهموا أن منطق الذمة هو ما يطبق على الأقليات الإسلامية، ويستنتجوا من هذا الوضع النتائج اللازمة.”
― السنة والإصلاح
― السنة والإصلاح
“السنة اختزال مستمر، اختزال الوحي في الشرع، ثم اختزال الشرع في عمل مجموعة محدودة من الأفراد. فتأتي القاعدة الصارمة: الطريق السوي هو تقليد هذه الجماعة، في الكبيرة والصغيرة، والمداومة على التقليد (العض عليه بالنواجذ) جيلا بعد جيل دون ميل أو حيد.
تصل السنة إلى هذه الخلاصة مرغمة، تجنبا للمفارقات التي أقضت مضاجع الخصوم. تفعل ذلك وتقبل مسبقا كل النتائج.”
― السنة والإصلاح
تصل السنة إلى هذه الخلاصة مرغمة، تجنبا للمفارقات التي أقضت مضاجع الخصوم. تفعل ذلك وتقبل مسبقا كل النتائج.”
― السنة والإصلاح
“منذ عناد إبليس ومنافسته لآدم، ومفاجأة الإصطفاء هي القاعدة. يختار الرب غير ما يتوقعه الإنسان. يقدم من يشاء ويؤخر من يشاء. مهما يكن من حال النبي العربي فليس اختياره بدعة. وبما أن الأمر كذلك، بما أنه خاضع لسنة متواترة، لا بد إذن من التذكير بما يعضدها، بالشاهد على صحتها، أي الانتساب إلى إبراهيم الخليل.
هذا الانتساب هو أقوى حجة على صدق الرؤيا، الدليل الوحيد الذي يطمئن النبي، ويقنعه هو قبل أن يقنع الآخرين.
في فترة لاحقة سيحتل موسى المسرح كله، بصفته قائدا ومشرعا، لكن لولا نداء إبراهيم لما كان لشريعة موسى أدنى مسوغ.
إبراهيم هو الدعامة، هو الأصل، هو الضمان. وتجربة محمد صادقة ما دامت إحياء، تجديدا وتصديقا لنداء إبراهيم. هنا السر وهنا المفتاح.”
― السنة والإصلاح
هذا الانتساب هو أقوى حجة على صدق الرؤيا، الدليل الوحيد الذي يطمئن النبي، ويقنعه هو قبل أن يقنع الآخرين.
في فترة لاحقة سيحتل موسى المسرح كله، بصفته قائدا ومشرعا، لكن لولا نداء إبراهيم لما كان لشريعة موسى أدنى مسوغ.
إبراهيم هو الدعامة، هو الأصل، هو الضمان. وتجربة محمد صادقة ما دامت إحياء، تجديدا وتصديقا لنداء إبراهيم. هنا السر وهنا المفتاح.”
― السنة والإصلاح
“كانت اليهودية والنصرانية التاريخيتان انحرافا عن الجادّة، انحرافا عرفه ويعرفه الإسلام التاريخي نفسه، كما تعرفه كل رسالة سماوية تنزل على الإنسان الحائر المتهوّر. لكن اليهودية والنصرانية هما في الوقت نفسه شكلان من الوعي والتأويل قابلان باستمرار للتحقيق، بل يتحققان فعلا في ظروف معينة. فيكون الإسلام يهودي المضمون، وهو ما يهدد أصحاب الظاهر، أو نصرانيا وهو ما يحدق ببعض الصوفية وغلاة الشيعة. الإسلام لا يكون إسلاميا حقا إلا إذا وضع نفسه في خاتمة المسيرة الإبراهيمية، إلا إذا غالب وغلب كل نزعة تجسيدية، مادية، طبيعية بدعوى إقناع الإنسان البئيس التعيس، الذي لم يبلغ حد التعقل.
الإسلام إسلام عندما يتوخى بصدق وصراحة إحياء تجربة إبراهيم من خلال محنة محمد أثناء الأمد المقرر.
إذ الرسالة، أي رسالة، تدوم ما دامت الأمة التي تتلقاها.”
― السنة والإصلاح
الإسلام إسلام عندما يتوخى بصدق وصراحة إحياء تجربة إبراهيم من خلال محنة محمد أثناء الأمد المقرر.
إذ الرسالة، أي رسالة، تدوم ما دامت الأمة التي تتلقاها.”
― السنة والإصلاح