صلاح القرشي's Blog, page 2
March 20, 2012
رواية «وادي إبراهيم».. صراع الإنسان في مرآة التاريخ
بقلم / خالد المرضي
في كتابه «إعادة قراءة التاريخ» يقول الدكتور قاسم عبده قاسم: يمكن القول إن التاريخ في شكل من أشكاله نوع من (الرواية) لأحداث وقعت في الماضي، وهو نمط من (الحكاية) عن الإنسان مرتبطًا بعوالمه الثقافية والاجتماعية والسياسية، والرواية على نحو ما، تسجيل تاريخي -سلبي أو إيجابي- لظواهر اجتماعية تحمل دلالات متنوعة يسجلها الروائي أو يحتج عليها أو يريد إصلاحها أو يحملها رسالته وهدفه الذي يريد للقراء أن ينتبهوا له.
من هنا يمكن قراءة رواية «وادي إبراهيم» لصلاح القرشي، رواية تذهب إلى التاريخ (مكة في العهد العثماني/ السلطان عبدالحميد) لتستلهم منه مادتها الخام، لكن بالطبع هناك خيال الروائي ورؤيته الفنية، وإبداعه وشخصياته المبتكرة، حيث يشكّل تلك المادة التاريخية وفق رؤية الروائي وصولا إلى ما يسميه النقاد بالصدق الفني.
ففي ظل هيمنة الوالي ومرتبته التي تصل حد التقديس، يقع الفتى ضحية الكلمة، الفتى الذي لا تفصح الرواية عن اسمه، في إحالة مهمة على عمومية الحدث دون تقييده بزمن الحكي وفضاء المكان. يحتج الفتى دون قصد على فعل (فيل الوالي) الهائم على وجهه في أزقة المدينة وأسواقها، يحطم ما يشاء ويعبث بمن يشاء، حيث يتناوب الفتى وصديقيه قراءة سورة الفيل، لكن حرس السلطان وعيونه لا تقبل العبث يمقدرات الوالي!.. صورة ساخرة تحيل إلى مرايا لا ترتهن إلى الفضاء الماضي وحده، بل تمتد إلى صور مشابهه يرتقي فيها الأذل على حساب كينونة الإنسان كمخلوق مكرم. يقول السارد:»في اليوم التالي كان الخزناوية يجرونه مع رفيقيه نحو السجن الذي يسميه الناس القبو.. لم يعرف وقتها أن ترديد آيات تلك السورة بصوت مرتفع في الوقت الذي كان فيل الوالي الضخم يعبث بحلقة الخضار سيجعلهم يتلقون تلك الصفعات وذلك البصاق المتبوع بالشتائم من نوع (تسخرون من مولانا يا كلاب.. تسخرون من مولانا يا حمير).
تستخدم الرواية أسلوب التقطيع في السرد، حيث تتناوب فصولها الثلاثة في خلق فضاءاتها، فيحضر المكان حيث حركة الشخوص وسير الأحداث، ترسم الرواية صورة المكان بعين ساكنة عبر الراوي العليم حين يتوقف الحكي جزئيًا ليتم الوصف، أو عبر حركية الشخوص في فضاء متحرك، فهناك الطرق والأسواق وشرفات المنازل ودواخلها وكذلك الطبيعة المحيطة بجبالها وشعابها.
يخرج الفتى من قبوه ليتلبسه الصمت، عاد فجأة متدثرًا بالصمت والشرود، بعينين ذاهلتين تنظران إلى الأعلى دائمًا. تحار الأم في روحه التي انهدمت، تتوسل لسانه، تطعمه كل صباح سبع تمرات من بركة المدينة، تمسح جبينه بقطعة قماش مبلولة برائحة الحجر الأسود، يرقيه الشيخ، والأقوال تتناسخ.. هل فعلوها به؟.. وهو في كل هذا جسدًا بلا روح، يصادق الجبل في قمته، يصعد بعد صلاة العصر إلى رفيقته الصخرة، يراقب مدينته، يبحث في أزقتها وناسها، يراقب دائرة الطواف، الناس نقط صغيرة من العلو، من هنا يتساوى الجميع!.. تترك الرواية للمخيلة أن تبحث في التفاصيل، أن يلج القارئ إلى أعماق ذات محطمة، ذات ربما وجدت في الجماد ما يغني عن الإنسان، ولأن الأم ترتدي حزن فقيدها الذي لم يمت ولم يعد ذلك الذي تعرف، فإنها تنبش في ذاكرته حيث مصباح، مصباح الأنثى الجميلة، مصباح التي تنحدر من أصول تركية، حيث فتنة الخدين الأحمرين، وحيث القوام الرشيق، مصباح التي طالما حلم بدفء أنفاسها وهي تعانق وحدته الليلية، كان يعد النجوم في ليل مكة حين ينام فوق سقف منزلهم هربًا من قيظ مكة. كان يجتر صورتها حين تقف على عتبة بابها حين يمر عبر الزقاق، تنتظره، تعبث بجديلتها وترسل بريدها إلى حيث صندوقه النابض بالفرح والارتباك. لكن الحلول تتهاوى، يستقر الصمت وتمر الأيام ليتنامى اليأس وكأنه قد وسمه بالخرس إلى الأبد. تتزوج مصباح فلا يكترث، تهوي من ذاكرته كنجمة مضيئة، وتهوي أمه في بئر من الظلام والكمد.
كان (علي بو) هو من فك أسره وانتشله من قاع القبو، علي بو المجذوب الذي أضحى من حاشية الوالي في مفارقة لطيفة، يحضر مجلسه فيستنير برأيه وبركته، يقبّل الناس يده كما يفعلون بيد الوالي، فوق صخرته في أعلى الجبل يتذكر الفتى هذا المجذوب وسخرية الحياة، يتذكر صورته شبه عار يقطع شارع المسعى باتجاه الغزة منحدرًا نحو المعلاة، يتذكر أيضًا كلمات المجذوب القليلة: «ربنا كريم»، و»مقضية مقضية». ينقضي الزمن والفتى لا يكل عن ورده اليومي صعودًا وهبوطًا، تتنامى بعض أصوات ساخطة على تصرفات الوالي وحاشيته، فيكون السجن والنفي، يُسجن الفقيه ثم يعود في خطبته داعيًا الناس إلى الحكمة!.. تعبر الجنائز إلى المقابر وتزغرد النسوة في حفلات الأعراس، أيام تمر من المناوشات بين الراعي والرعية، أرزاق تأتي من أطراف مكة، تخفت أحيانا حتى تتلاشى، الفتى في صمته حتى تحين لحظة الانفجار، صرخة تشق الحنجرة التي خنقت صمتها،.. «سيهدمون بيتنا، سيهدمونه، سيقيمون قصرا للمجنون علي بو». يسكن الدرويش قصرة وينكح مليحة عتيقة الوالي، لكنه يرغب في التحاف السماء وافتراش الأرض، يحن إلى ملاذه حيث المقابر في صمت ساكنيها، فهناك قبر حاضنته مريم وهناك قبة خديجة بنت خويلد.
في سردها للحكاية تنحو الرواية نحو التشويق، فهي لا تسير في زمنها التراتبي الفيزيائي في وصفها للأحداث عبر امتدادها، بل تنجح في كسر نمطية الحكي حيث الاسترجاع والاستطراد، والتقديم والتأخير، وتظهر شخصية المسماري لتتناول دفة الحوار والحكي، فالمسماري يعشق الحكايات، فلكل زمن وحارة حكائها وفاكهتها التي تصيغ الحكايات والأحداث بروح الطرفة، يدلق المسماري حكاياته وشهاداته عن الفتى في صمته وعن المجذوب وعن قتل الفيل، يزيد ما يشاء وينقص، فللحكاية وقودها ولها مستمعيها ولذتها.
ولعل صلاح القرشي قد اختار ما يناسب العصر المتسارع في نبضه، ليقدم لنا رواية أقل ما يقال عنها أنها إضافة مهمة في سردنا.
January 17, 2012
روايتي الجديدة “واد� إبراهيم�
صدرت عن دار أثر للنشر والتوزيع روايتي وادي ابراهيم وستكون بإذن الله متوفرة في معرض الكتاب القادم بمدينة الرياض
وهذا مقطع من الرواية ..
—ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ�
علي بَو بفتح الباء، الحقيقة أنه ليس علي بَو، فقد نال هذا الاسم على مرحلتين، في الأولى لم يكن سوى علي، أو علي الدرويش، أو علي المجذوب، الأبكم، الأبله، المعتوه، فيما بعد سموه البَو بعد علاقته بالوالي حيث صار الوزير، صاحب الفخامة، صاحب الكرامات، الولي.
كلها أسماء وألقاب لم يخترها ولم يبحث عنها مطلقا، حتى وهو يركب العربة المزركشة التي تمضي مزهوة في شعاب مكة، كان يتوق إلى الانفكاك من كل ذلك “الهيلمان� والهرب بعيدا، نحو الحرم، أو نحو قبور المعلاة، أو إلى أحد “غيران� جبال مكة الكثر.
حتى القصر الكبير الذي سكنه أو أسكنوه إياه كان يغادره سرا لينام في ساحات الحرم أو ينطلق نحو المقابر مستأنسا بأصحاب الجوار الأطول، يزور قبر أمه الثانية مريم، أما أمه الحقيقية فلا
يدري أين موضع قبرها.
أضيف إليه لقب البَو فيما بعد عندما أنتبه الناس في مكة كلهم إليه وتناولوا سر علاقة الوالي به والمكانة التي نالها وقصر عن الوصول إليها الكثير من الكبراء والطامحين.
لا يخلو مجلس من الحديث عن علاقة الدرويش بالوالي، كل جلسات السمر في ليالي مكة تتناول الأمر وتحلله، البعض يفسر تلك العلاقة من خلال أن الطيور على أشكالها تقع فالوالي نفسه في نظر هؤلاء لا يقل جنونا ودروشة عن صاحبه البَو، آخرون يمنحون الأمر أسرارا غيبية فهذا الدرويش ليس إلا وليا صالحا يحيط الوالى ببركاته فلا يصل إليه أعداءه الكثر، وبعض الأشقياء لا يتورعون عن تفسير تلك العلاقة العجيبة تفسيرا لا يملك من يسمعه إلا أن يقول “اسك� لا احد يسمعك�
ولولا أن الدرويش انتقل فجأة ليصبح واحدا من كبار رجالات البلد وممن لا يستغني الوالي عن مشورته، لولا هذه النقلة المثيرة والعجيبة التي تدور بشأنها الحكايات وتنطلق الهمسات وتنتشر الإشاعات لولا كل هذا لما انشغل أحد بحكاية درويش متسخ الثياب يجوب الشوارع والأزقة.
كان أقرب للموت وهم يلتقطونه بعد تلك الفاجعة الرهيبة، شهق بالحياة مجددا فاعتبر مولودا جديدا يستحق أن ينال اسما جديدا، فهو لم يجب سوى بنظرات حائرة وهم يسألونه عن اسمه،هالهم مدى ذهوله وصمته، فأطلقوا عليه اسم علي الأبكم.
هكذا هو مثال للتقلبات المجنونة، التصق مرة بصخرة لساعات طويلة، لم يعرف المستغربون أنه كان يخشى الوقوف والمشي لأن ثوبه مشقوق على عورته ولأنه لا يلبس سروالا، في النهاية لم يجد بدا من المشي فهو لا يستطيع الالتصاق بتلك الصخرة إلى الأبد، عطفت عليه وقتها العجوز مريم ومنحته ثوبا فضفاضا لكن يسد الحاجة.
مريم تلك صار يسميها أمه الثانية.
نطق فيما بعد بكلمات مثل ربنا كريم، وصلوا على الحبيب، فلم يلتصق به لقب الأبكم طويلا، وإن كان كثيرا ما تلبسه ملكوت الصمت، خصوصا في المقابر حيث يهرب من عالم الضجيج والصراع، عالم الخسارة كما يراه، ينطلق نحو أفق بعيد، تسكنه حمى لذيذة، يتذكر المأساة وكأنما حدثت لشخص آخر سواه، الصراخ والرعب، تفرق القافلة، بكاء النساء، منظر الرجال تغطيهم الدماء، كابوس، يبدو له الأمر كمن يصحو من نومه على حريق هائل أو كمن يسقط في حفرة بلا قاع، يتذكر أنه احتمى بشجرة صغيرة لكنها كافية لتمنحه بعض الظل وتقي إقدامه حرارة الرمال المتقدة.
روايتي الجديدة "وادي إبراهيم"
صدرت عن دار أثر للنشر والتوزيع روايتي وادي ابراهيم وستكون بإذن الله متوفرة في معرض الكتاب القادم بمدينة الرياض
وهذا مقطع من الرواية ..
—ĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔĔ�
علي بَو بفتح الباء، الحقيقة أنه ليس علي بَو، فقد نال هذا الاسم على مرحلتين، في الأولى لم يكن سوى علي، أو علي الدرويش، أو علي المجذوب، الأبكم، الأبله، المعتوه، فيما بعد سموه البَو بعد علاقته بالوالي حيث صار الوزير، صاحب الفخامة، صاحب الكرامات، الولي.
كلها أسماء وألقاب لم يخترها ولم يبحث عنها مطلقا، حتى وهو يركب العربة المزركشة التي تمضي مزهوة في شعاب مكة، كان يتوق إلى الانفكاك من كل ذلك "الهيلمان" والهرب بعيدا، نحو الحرم، أو نحو قبور المعلاة، أو إلى أحد "غيران" جبال مكة الكثر.
حتى القصر الكبير الذي سكنه أو أسكنوه إياه كان يغادره سرا لينام في ساحات الحرم أو ينطلق نحو المقابر مستأنسا بأصحاب الجوار الأطول، يزور قبر أمه الثانية مريم، أما أمه الحقيقية فلا
يدري أين موضع قبرها.
أضيف إليه لقب البَو فيما بعد عندما أنتبه الناس في مكة كلهم إليه وتناولوا سر علاقة الوالي به والمكانة التي نالها وقصر عن الوصول إليها الكثير من الكبراء والطامحين.
لا يخلو مجلس من الحديث عن علاقة الدرويش بالوالي، كل جلسات السمر في ليالي مكة تتناول الأمر وتحلله، البعض يفسر تلك العلاقة من خلال أن الطيور على أشكالها تقع فالوالي نفسه في نظر هؤلاء لا يقل جنونا ودروشة عن صاحبه البَو، آخرون يمنحون الأمر أسرارا غيبية فهذا الدرويش ليس إلا وليا صالحا يحيط الوالى ببركاته فلا يصل إليه أعداءه الكثر، وبعض الأشقياء لا يتورعون عن تفسير تلك العلاقة العجيبة تفسيرا لا يملك من يسمعه إلا أن يقول "اسكت لا احد يسمعك"
ولولا أن الدرويش انتقل فجأة ليصبح واحدا من كبار رجالات البلد وممن لا يستغني الوالي عن مشورته، لولا هذه النقلة المثيرة والعجيبة التي تدور بشأنها الحكايات وتنطلق الهمسات وتنتشر الإشاعات لولا كل هذا لما انشغل أحد بحكاية درويش متسخ الثياب يجوب الشوارع والأزقة.
كان أقرب للموت وهم يلتقطونه بعد تلك الفاجعة الرهيبة، شهق بالحياة مجددا فاعتبر مولودا جديدا يستحق أن ينال اسما جديدا، فهو لم يجب سوى بنظرات حائرة وهم يسألونه عن اسمه،هالهم مدى ذهوله وصمته، فأطلقوا عليه اسم علي الأبكم.
هكذا هو مثال للتقلبات المجنونة، التصق مرة بصخرة لساعات طويلة، لم يعرف المستغربون أنه كان يخشى الوقوف والمشي لأن ثوبه مشقوق على عورته ولأنه لا يلبس سروالا، في النهاية لم يجد بدا من المشي فهو لا يستطيع الالتصاق بتلك الصخرة إلى الأبد، عطفت عليه وقتها العجوز مريم ومنحته ثوبا فضفاضا لكن يسد الحاجة.
مريم تلك صار يسميها أمه الثانية.
نطق فيما بعد بكلمات مثل ربنا كريم، وصلوا على الحبيب، فلم يلتصق به لقب الأبكم طويلا، وإن كان كثيرا ما تلبسه ملكوت الصمت، خصوصا في المقابر حيث يهرب من عالم الضجيج والصراع، عالم الخسارة كما يراه، ينطلق نحو أفق بعيد، تسكنه حمى لذيذة، يتذكر المأساة وكأنما حدثت لشخص آخر سواه، الصراخ والرعب، تفرق القافلة، بكاء النساء، منظر الرجال تغطيهم الدماء، كابوس، يبدو له الأمر كمن يصحو من نومه على حريق هائل أو كمن يسقط في حفرة بلا قاع، يتذكر أنه احتمى بشجرة صغيرة لكنها كافية لتمنحه بعض الظل وتقي إقدامه حرارة الرمال المتقدة.
December 31, 2011
يوميات العام�.
2011
10 يناير
ثلاثة أيام في الدوحة ..
مدينة تسابق الوقت وتنجح في جعل التطور مواز لروح البلد وتقاليده
الدوحة تنبض بالحياة والناس
رياضة وثقافة وأنشطة اجتماعية
بناء واهتمام بالشكل الجمالي ..
وقبل وبعد الشعب القطري الراقي بتعامله وأخلاقه
كانت أيام ممتعة ..خصوصا في سوق واقف وجلسات الضحى الجميلة في ذلك المقهى العتيق
12 يناير
بن علي يغادر تونس هاربا
تنجح الثورة الشعبية في إزاحة الديكتاتور
12 يناير
وفاة الشاعر الكبير محمد الثبيتي
رحمك الله يا محمد
تعرفت عليه شخصيا بعد أن كنت أعرفه من خلال شعره العظيم..
إنسان غاية في التواضع والبساطة والدماثة
يمتلئ بالخجل عندما يتحدث الآخرون عنه
لكنه ما أن يعتلي المنصة حتى يهطل صوته المميز وهو يلقي قصائده الفاخرة ..
حزين جدا لوفاته مع أني وبعد الزيارة الأخيرة له كنت أشعر باليأس تجاه حالته ..
25 يناير
نجح حزب الله في إزاحة سعد الحريري من رئاسة الوزراء
والسبب في نظري هو أنه لا ديمقراطية أو شبه ديمقراطية في وجود حزب مسلح ..
الأصح هو لا حرية تحت سيطرة السلاح ..
26 يناير
لليوم الثاني على التوالي يواصل الشعب المصري غضبه وتخرج الحشود مطالبة الديكتاتور الآخر حسني مبارك بالتنحي ..
هل يمكن أن تكون هناك ثورة مصرية شبيهة بما حدث في تونس..
هل يمكن أن يغادر مبارك وتنتهي حقبة العسكر الذي دمروا أكبر بلد عربي منذ الديكتاتور عبد الناصر إلى الديكتاتورية الحالية ..
27 يناير
ثورة في مصر
ويبدو أن النظام المصري على وشك السقوط
الجيش في الشوارع
والحرائق تشب في مقرات الحزب الوطني في مصر والإسكندرية والسويس
الشعب يسيطر على الشارع تماما
لعله التغيير ..
4 فبراير
اليوم الرابع عشر لثورة الشباب في مصر
تحقق الكثير
تغيير الحكومة
الوعد بتغيير الدستور
تعيين نائب للرئيس
استقالة جمال مبارك من الحزب ومعه جلاوزة النظام كصفوت الشريف ..
طرد احمد عز وبقية اللصوص
وعد مبارك بعدم الترشح
انكفاء الحزب الوطني وانكشافه
الاعتراف بالثورة من قبل النظام والاعتراف بالمعارضة بما فيها الأخوان
الوعد بانتخابات رئاسية ونيابية حرة ..
العالم كله اعترف بحركة 25 يناير ..
لكن الثوار يصرون على تنحي مبارك ويواصلون الثورة ..ويتوعدون غدا بمظاهرة مليونية جديدة ..
11 فبراير
سقط مبارك وتنحى وسلم البلد إلى مجلس عسكري
وصنع الشعب المصري ثورته
وتمرد على الفرعون
وكان من حسن حظنا أن نرى وفي أقل من شهرين ثورتين شعبيتين أسقطتا نظامين طاغوتيين
18 فبراير
القذافي يتفكك
الأصنام تتهاوى ..
لا إله إلا الله وحده
يوشك حكم المجنون القذافي أن يتهاوى ..
بنغازي تمردت
ومعها شرق ليبيا كله
والثورة وصلت طرابلس ولم يجد المجنون سوى استخدام المرتزقة الأفارقة لقتل شعبه
ما هو هذا العام العجيب
صنمان سقطا
والثالث يتهاوى ..
لا إله إلا الله .
22 فبراير
خطاب مخجل للقذافي
هدد فيه الشعب بالحرق والقصف
واتهم الثائرين بأنهم مجموعة جرذان
وقال أنه سيقاتل حتى أخر رصاصة
23 فبراير
الملك عبد الله يعود إلى أرض الوطن
يبدو متعبا
حفظه الله وساعده للمسير في عملية إصلاح تبدو صعبة .
25 فبراير
قرارات محبطة فعلا
لم تلتفت للمتطلبات الحقيقية للمواطن والدليل أن أصحاب المرتبة 14 تم مضاعفة بدل النقل لهم ..
محبطة بكل معنى الكلمة
وتدل على أن هناك طبقة فاسدة لا تريد الخير للمواطن ولا للبلد
28 فبراير
نودع اليوم بحزن عاملة منزلنا بعد أربع سنوات صارت فيها واحدة من أسرتنا، هي أيضا تبدو حزينة رغم أنها ستعود إلى ديارها و تبكي كلما نظرت إلى طفلتي " يارا" ذات الثلاث سنوات ، أطفالي كلهم يحبونها وتحبهم .لكنها الحياة .
أكره لحظات الوداع جدا
يشعرني الوداع بأن الحياة تافهة وحقيرة .
2 مارس
معرض الكتاب مجددا ، وهذه المرة أصّر من يتسمون بالمحتسبين على تشويهه
إنهم لا يشوهون المعرض فقط لكنهم يشوهون جمال الدين وروعة التدين
لا أدري ..لكنني هذا العام لم أكن متوهجا وسعيدا بالمعرض ..
أحوالي النفسية ليست على ما يرام ..
15 مارس
فازت رجاء عالم بالبوكر مناصفة ..
18 مارس
قرارات ملكية بصرف راتبين للموظفين ووضع حد أدني للمرتبات وتعيينات كثيرة وإنشاء لجنة لمكافحة الفساد وغيرها من القرارات الإصلاحية الجيدة
21 مارس
الثورات العربية تتواصل ..
وفي ليبيا تحول الأمر إلى حرب طاحنة ..وتدخل العالم لقصف مطارات القذافي الذي استخدم طائراته ودباباته وكل أسلحته لقتل الشعب الليبي من أجل أن يبقى وأولاده مسيطرين على البلاد والعباد ..
وفي البحرين اكتسبت الانتفاضة طابعا طائفيا ووضح حجم الولوغ الإيراني فيها ..وتدخلت قوات درع الجزيرة لمساعدة الحكومة البحرينية ..
وفي اليمن تتجه الأوضاع إلى غير صالح الرئيس بعد مجزرة الجمعة التي أعتقد أنها نفذت من قبل أفراد يريدون إحراج الحكومة والرئيس ..وأخشى على اليمن أن يتجه لحرب أهلية أو لانفسام جديد ..
وفي سوريا بوادر ثورة صغيرة ومظاهرات لا تزال صغيرة ..
ياله من عام عجيب .
23 مارس
في سوريا درعا تبكي ضحاياها الستة عشر الذين قتلهم نظام الأسد ؟
28 مارس
في لييبا تدخل العالم لفرض حصار جوي على قوات العقيد ..وقصفت قوات الحلف مطارات ليبيا ..
الأمر أقرب لحرب أهلية طويلة ..
5 ابريل
مزاجي النفسي في الحضيض ، ضغوطات الحياة تزداد
7 ابريل
تختفي البهجة أحيانا ولا نستطيع أن نجدها مهما بحثنا عنها ، في هذه الحالة لا حل سوى أن ننتظر عودتها.
8 ابريل
الثورة المصرية تأكل نفسها ..
واحسرتا
الثوار استعذبوا الحالة الثورية
استعذبوا الخروج المستمر للميدان
وهذا سيقود للفوضى بدلا من أن يقود لأحلام الديمقراطية .
9 ابريل
لا أحب قناة الجزيرة ..من الله في الله .
19 ابريل
اعتقد أن التاريخ العربي سلسة طويلة من الانتقامات المتبادلة والمتتالية
21 ابريل
هذه التي يسمونها أوطانا ..هل تستحق أن يموت الإنسان من أجلها
25 ابريل
الدبابات السورية تدخل مدينة درعا والنظام يبدي عنفا كبيرا مذكرا بأحداث حماة والعالم صامت .
26 ابريل
أمر بمرحلة اكتئاب عالية ، لا يوجد سبب محدد
2 مايو
اليوم أعلنت أمريكا مقتل بن لادن بالقرب من إسلام أباد
لم أشعر في أي يوم بأي إعجاب أو تقدير لهذا الرجل ، واعتبرت ومنذ الساعات الأولى لإحداث 11 سبتمبر أنها جريمة بحق الإنسانية وأن المستفيد الأول منها هم أعداء الإسلام والمسلمين
في فترات من حياة بن لادن شعرت ببعض الإشفاق عليه لأنني شعرت أنه يمضي في طريق باتجاه واحد وأنه وقع في استحواذ الأمريكان مرة ليكون ضد بن روسيا ووقع في استحواذ الظواهري المرة الأخرى ليكون ضد أمريكا
بن لادن وقاعدته كانا وبالا كبيرا على الإسلام والمسلمين، وكم أشعر بالاستغراب عندما أجد أن هناك من لا زال يعتقد أن بن لادن بطلا وأنه أضر بالأمريكان . للأسف لا زال قطاعا واسعا من المسلمين يعيش في وهم البحث عن بطل .
13 مايو
أن تقوم بنصف ثورة فهذا يعني أنك تحفر قبرك بيدك ..
ولهذا فليس أمام ثورا سوريا إلا المواصلة ..
بصدق أتمنى أن يرحل الديكتاتور الأسد
هذا التغيير لو حدث سيكون في حجم التغيير في مصر وسيعني بشكل كبير انتهاء حقبة العسكر التي سيطرت على أهم بلدين ..مصر وسوريا ..
ورغم هذا لا أتوقع أن يكون المستقبل القريب في مصر أو سوريا ورديا ..فسقوط النظام الديكتاتوري لا يعني أن المشكلة انتهت ..لأن قيام نظام ديمقراطي ليس أمر سهلا .
19 مايو
ستقود المرأة السيارة في يوم ما ..
وعندها سنتذكر حقبة عدم قيادتها للسيارة كما نتذكر الآن الزمن الذي لم يكن به تعليم ولا كهرباء ولا تلفون ..
22 مايو
تعليقا على القبض على السيدة منال الشريف بتهمة قيادة السيارة
ما هي التهمة التي يمكن توجيهها لامرأة قادت سيارة؟
هل المشكلة في المرأة أم في السيارة ؟
وهل مثلا لو ركبت المرأة جملا كانت ستواجه عقوبة ؟
عجبي
25 مايو
لا أعتقد انه مر على كرة القدم قرارا أكثر ظلما وجهلا وغباء من قرار تهبيط نادي الوحدة للدرجة الأولى لمصلحة نادي القادسية ..
هل يعقل أن يعاقب فريق بسحب ثلاث نقاط منه بعيدا عن أي مادة في أي قانون ولمجرد الشك والريبة ؟ وبناء على توجيه من شخصية نافذة جدا جدا ..
أي مهزلة هذه ..
يالها من غابة
ما حدث مع الوحدة كان بتوجيه شخصية كبرى في الشرقية وبتواطؤ من نواف بن فيصل وهو مثال على أننا لم نصل لمرتبة الدولة بعد .
27 مايو
أخوض انتخابات مجلس إدارة نادي مكة الأدبي
لا أعرف ماذا سيحدث ؟
28 مايو
انتهت انتخابات النادي الأدبي بمكة ..ترشحت ولم أفز ..لكنني سعدت بفوز أحد أعضاء مقهى هافانا ..وسعدت أيضا بدخول سيدتين إلى المجلس الجديد
المفاجأة كانت بفوز الشيخ المورعي برئاسة النادي الأدبي ..
من 31 مايو إلى 3 يونيو
ثلاثة ليال في دبي مع الأصدقاء ..استمتعت بها كثيرا ، جمال السفر أنه يخرجك من دائرة الروتين �.
دبي مدينة تشعر عندما تصل إليها بأنها لك
لا غرباء في دبي.
5 يونيو
الرئيس اليمني يصل الرياض للعلاج من أثار تفجير مسجد القصر الرئاسي الذي أصيب فيه مع مجموعة من قادة الحزب والدولة ..
17 أغسطس
في مثال كبير على فساد الرياضة في هذا البلد وفساد القائمين عليها تم إقرار هبوط نادي الوحدة بسحب ثلاث نقاط من رصيده لإنقاذ القادسية تلبية لرغبة شخصية نافذة
الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي مثال مصغر للفساد الكبير الذي فشل إلى الآن الملك عبدالله في التخلص منه رغم كل المحاولات ..
21 اغسطس
ياله من عام
وكم نحن محظوظين بأننا عاصرنا هذه الأحداث ..
فهاهو طاغية ثالث ينهار
وهاهو الشعب اللييي يرقص فرحا في ساحة الشهداء التي كان القذافي يسميها الساحة الخضراء�
الثوار دخلوا طرابلس وانهارت كتائب القذافي ولم يتبق سوى القبض على الديكتاتور .
9 سبتمبر
فقدت بعض تفاؤلي بالثورة المصرية
أرى أنها انحرفت تماما
وستتحول لديكتاتورية أخرى
يبدو أن العرب عموما غير مهيئين لتحولات ديمقراطية
والسبب هو سيطرة التعصب والجهل عليهم .
11سبتمبر
الذين قتلوا في 11 سبتمبر كانوا أبرياء
ركاب الطائرات أبرياء
العاملون في البرجين أبرياء
الانتحاريون وحدهم هم المجرمون
ما فعلته القاعدة في 11 سبتمبر
كان جريمة بحق الإسلام
قبل أن يكون بحق 3000 مدني
لا ذنب لهم ولا علاقة بأوهام القاعدة وأمراضها النفسية
19 سبتمبر 2011
التعامي عن أخطاء المعارضة العربية وديكتاتوريتها يؤدي في النهاية لخلق ديكتاتورية بديلة لا أكثر وهذا ما حدث في العراق بعد زوال الطاغية صدام وما سيحدث في اليمن بعد زوال الرئيس علي صالح .
26 سبتمبر
الملك يأمر بالسماح للمرأة بالترشح في الانتخابات البلدية وبمشاركتها في مجلس الشورى..وما أستغرب له أن الذين يعترضون على مشاركة المرأة هذه يقدمون اعتراضا دينيا يسوغونه بموضوع ولاية المرأة ، هل هم جادون حقا ، ما علاقة الولاية بعضوية الشورى ، فعضوية الشورى ليست ولاية لا للرجل ولا للمرأة ..هو مجلس استشاري لا أكثر ولا أقل .
9 اكتوبر 2011
أحب روايات الياباني هاروكي موراكامي دون أن أملك إجابة محددة عن سر المتعة التي تحملها هذه الروايات
رقص رقص أخرها هناك شي خفي ولذيذ في سرده.
12 أكتوبر
أوشك أن انهي روايتي الجديدة " وادي إبراهيم" بدأتها في مايو 2010
لن تكون رواية طويلة فهي في حدود 130 صفحة ..، لم يتبق لي سوى أن أقرر هل الغي فصل أخير كنت أفكر أن أجعله مثل فهرس الأسماء والأماكن التي نجدها في كتب التراث .
لا أعرف هل انشرها أم أنتظر للعام القادم ..لا أتحمل مسألة الحصول على فسح ..
20 اكتوبر
تم قتل معمر القذافي اليوم ..انتهت حقبة 42 عاما من التسلط
21 اكتوبر
لم يكن القذافي ميتا حينما قبضوا عليه صور الفيديو تظهره يمسح الدماء عن وجهه ويخاطبهم حرام عليكم ..يبدو أنهم قتلوه بعد ذلك ..لا شك أنه فعل نفس الأمر مئات المرات خلال فترة حكمه ، لكن المفترض أن لا يشبهه الثوار في هذا …إنه� دائرة الانتقام البشعة .
21 اكتوبر
وفاة ولي العهد الأمير سلطان في أمريكا .
25 اكتوبر
الصلاة على الأمير سلطان ودفنه في الرياض ، وأنباء عن تغييرات ستجعل الأمير نايف وليا للعهد والأمير سلمان وزيرا للدفاع والأمير أحمد للداخلية ..ولا زالت مجرد أنباء .
24 اكتوبر
تشويه جثة القذافي هو عمل انتقامي وليس تحقيقا للعدالة .
25 اكتوبر
حزب النهضة الإسلامي في تونس يفوز في أول انتخابات حرة ، فوزه سيشكل اختبارا للإسلاميين في تونس وسيتوقف على أدائهم مدى نجاح العملية الديمقراطية ..تونس لا زالت ملهمة ليس في الثورات وحسب لكن في الانتخابات أيضا .
6 نوفمبر
يوم عرفة هو رمز واضح ليوم الحشر
اللهم اجعلنا ممن تظلهم تحت ظل عرشك يوم لا ظل الا ظلك .
7 نوفمبر
عيد الأضحى في مكة يتوارى دائما خلف زحام الباصات الهائل ورائحة الوقود المزعجة
أهل مكة يمنحون عيدهم لضيوف الله .
10 نوفمبر
ذهاب الحجاج من منى يخلق مشاعر فقد لدى من عاشرهم أيام الحج
أيام تكاد تختصر الحياة
لقاء يمتلئ بالحياة والأصوات
ثم سكون يشبه الموت
وداعا حج 1432
15 نوفمبر
أنهيت كتابة رواية وادي إبراهيم ..رواية تدور أحداثها في مكة قبل أكثر من مائة عام .
استمتع بالكتابة والغريب أنني بدلا من أن اشعر بالفرح للانتهاء من الكتابة يصيبني الحزن .
22نوفمبر
أحكام مشددة ..ثلاثون سنة وعشرون سنة وعشر سنوات ..
يا لطيف ..
1 ديسمبر
فوز الإسلاميون في تونس ثم المغرب ثم مصر يدل بشكل كبير جدا على ضعف التأثير الإعلامي لأعدائهم رغم كل الصحف والقنوات ودعم الحكومات السابقة
اعتقد أن الحركات الإسلامية في مصر وتونس تحديدا لديها فرصة كبيرة لتحقيق النجاح الذي حققه حزب اردوغان في تركيا
التركيز على التنمية أولا..وتقديم خطاب عصري حضاري يحمل البعد الثقافي الإسلامي..ويحترم الحريات الفردية وحقوق الإنسان
8 ديسمبر
المرة الأولى التي أطالع فيها رواية للتونسي كمال الرياحي
رواية المشرط
رواية جريئة وجميلة وجديدة وممتعة
December 17, 2011
ابطال موراكامي لا يعانون الفقر ولا القمع ولا البطالة �
للتو انتهيت من رواية رقص رقص رقص للروائي الياباني المعروف هاروكي موراكامي، أحب روايات هذا الرجل دون أن أملك إجابة محددة عن سر المتعة التي تحملها رواياته، إنه يملك كاريزما السرد كما وصفه أحد الأصدقاء ذات مرة.
قرأت له من قبل الغابة النرويجية ورواية جنوب الحدود غرب الشمس، هناك شيء خفي ولذيذ في سرده. وأبطال موراكامي دائما لا يعانون البطالة ولا الفقر ولا يواجهون القمع ولا تشغلهم مشكلات السياسة المباشرة، لكنهم يعانون وبشكل يبدو مرضيا من ذلك الشعور القوي بعدم الحصول على السعادة، ورغم أن هؤلاء الأبطال يتناولون أفضل الأطعمة ويعملون في وظائف جيدة، ويسافرون ويتنزهون، لكنهم دائما مسكونون بالسأم والخوف من الآلة الضخمة التي تدور بهم، يشعرون بشيء من فقدان ذاتهم، هم متشككون دائما من مشاعرهم لا يعرفون ما يريدون، تبدو الحياة بالنسبة لهم وكأنما هي ليست حقيقية.
الغريب أن موراكامي بكل ثقافته الغربية الهائلة فيما يخص اطلاعه على آداب الغرب وموسيقاهم وهذا الثقافة دائما ما تبدو جلية في رواياته التي تزخر دائما بالحديث عن الموسيقى الغربية تحديدا .. إلا أن المفارقة أن أعماله تكاد تصرخ بالخوف والهلـــع ممــا تـفـعله الرأسمالية في الإنسان، في رقص رقص يبدو هذا الأمر واضحا، الشركات العالمية الكبرى تشبه تنظيما متوحشا سيأكل البشر في النهاية، الحضارة الكبرى هي وحش من نوع آخر، هذه هي خلاصة 500 صفحة هي حجم الرواية الممتعة في نظري.
November 18, 2011
على الخدود يهفهف ويرجع يطير
عندما استمع لعبدالحليم حافظ ، فأن الزمن ينتقل بي كما يحدث في الأفلام عندما يريد المخرج التحول لفلاش باك ، ينطوي الزمن بسرعة فأجدني في بيتنا الصغير الملتصق بالجبل وجهاز التسجيل بلونه الأحمر الفاقع ، والدفتر ابو سلك ، وأغاني من مثل حاول تفتكرني ، وزي الهوى ، وضي القناديل ، وقارئة الفنجان ، ورسالة من تحت الماء ، ..
حليم كان صديقي الذي أحكي له عن غراميات تدور أحداثها في رأسي غالبا..
عن الفتاة التي أحبها ولا أراها ..
عن الشعر الحرير ..على الخدود يهفهف ويرجع يطير ..
عندما كبرت قليلا ..صار حليم بالنسبة لي جزء من ذكريات ، مثله مثل بعض اشعار نزار، احتلت ام كلثوم وفيروز ونجاة جزء كبير من المساحة التي كانت له وحده ..
لكنني الآن عندما كبرت كثيرا ..صرت أحن إليه ..واستمع له ، لا أعرف هل استمع لغناءه أم أنني استعيد تلك الزمانات اللذيذة فقط ..
الم يقل : وسترجع يوما ياولدي مهزوما مكسور الوجدان ..
وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان ..
لحليم من قلبي سلام ..
September 23, 2011
حوار ملحق الأربعاء
برغم أن النجاح لم يحالف القاص صلاح القرشي في حجز مقعد له في مجلس إدارة نادي مكة الثقافي في الانتخابات التي جرت أخيرًا، إلا أنه يبدو سعيدًا بهذه النتيجة، ويحمد الله عليها، مشيدًا بنهج الوزارة في إقرار مبدأ الانتخابات في الأندية الأدبية.. موجهًا رسالة على إلى كُتّاب الرواية المحليين مفادها أن الرواية السعودية استطاعت أن تتصنع مكانها على الخارطة برغم هرطقات بعض النقّاد الذين لا يطالعون الرواية ويتحدثون عنها.
القرشي رفض بشدة أن يقتحم مجال الشعر، مكتفيًا من الإبداع بالسرد بعد أن أصدر روايته "بنت الجبل" في عام 2004 و"تقاطع" في عام 2007، بجانب مجموعتين قصصيتين "ثرثرة فوق الليل" عام 2004، و"أيام" عام 2010م، لافتًا على الدور الكبير الذي تلعبه الملاحق الثقافية في المشهد الأدبي السعودي، مؤكدًا أن الشعر سيبقى ديوان العرب، ولن تزاحمه في ذلك الرواية على الإطلاق.. العديد من المحاور الأدبية والثقافية مع القاص صلاح القرشي في هذا الحوار..
فن صعب
* البعض يرى أن القصة قصيرة جدًّا مجرد مطية سهلة لأنصاف المواهب من أجل نثر خربشات وخواطر عابرة فقط.. فما القول؟
القصة القصيرة جدًّا فن رائع ومهم، وليس مطية سهلة؛ بل ربما يكون من النوع الصعب جدًّا، المسألة فقط تتعلق بأنّ هناك من يكتب في هذا المجال بطريقة رائعة، وهناك من يكتبون بطريقة سيئة، ولا تعبر عن مستوى هذا النوع من الفن.
تذوّق فقط
* منجزك الإبداعي تناول أغلب أنواع السرد من قصة قصيرة وقصيرة جدًّا ورواية.. لكنه توقف دون الشعر.. فهل في الخاطر قوافٍ آتيات أم الأمر متروك للمزاج؟
لن يأتي اليوم الذي أكتب فيه الشعر، فعلاقتي بالشعر هي تذوقه وعشقه فقط، أمّا القصة بأنواعها والرواية فهي تبقى تخص جانب السرد، ولا أستطيع تحديد المسألة باعتبارها مزاجًا فقط؛ لأن الكتابة السردية تختلف تمامًا عن كتابة الشعر الذي يمكن أن يكون وليد لحظته، على عكس السرد.
* على أي مسافة تقف من الزعم القائل بأن الرواية عجينة تصلح لكل الفطائر؟
لا أتفق معها مطلقًا..لأن الرواية عمل مرهق جدًّا وممتع في نفس الوقت، ولابد للكاتب أن يستمتع بالكتابة قبل كل شيء لكي ينتج عملاً روائيًا مقبولاً.
هيمنة عالمية
* رسوخ الشعر ومكانته في الذاكرة العربية أنتج مقولة «الشعر ديوان العرب».. لكن واقع اليوم يستبدل الشعر بالرواية.. فهل في ذلك خيانة لذلك التراث الضخم؟
سيبقى الشعر ديوان العرب رغم هيمنة الرواية في الفترة الماضية؛ وهي هيمنة تخص العالم كله وليس العرب فقط، ولكننا لا نستطيع قراءة الأمر فقط من خلال العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة.
مع الإنترنت
* التعامل مع الإنترنت أصبح في حكم الضروري.. من أي النوافذ ولجت عالمه وكيف تقيّم ربحك وخسارتك معه؟
أتعامل مع الانترنت باعتباره وسيلة نشر عصرية مثله مثل وسائل النشر الأخرى الممكنة، لا أراه بديلاً، لكنه أكثر توفرًا وأهمية، استفدت كثيرًا من الإنترنت، وأعتبر أن له عليَّ فضلاً كبيرًا.
* لكن ألا ترى أن بعض المدونات والمواقع الأدبية أصبحت مسرحًا لمن لا يجيدون حرفة الأدب إلا ادعاء؟
المسألة نوعية وتخضع للذوق، كما أن هناك من يستمع لموسيقى وأغان رديئة هناك من يقرأ كتابات رديئة، لكن في النهاية المدونات والمواقع الأدبية منحت الأمر تعددية يستحقها المتابع ويستفيد منها.
* على أي وجه ترى ظهور صحف إلكترونية مناطقية في المشهد ومدى خدمتها للثقافة والأدب؟
بصراحة لا أستطيع الحديث في هذا الأمر؛ لأني غير مطلع فيما يخص الموضوع بشكل كاف.
* البعض يرى أن علاقتك بالإعلام مشوبة بالفتور في أحايين كثيرة.. فهل تصبّ جام غضبك على الذين يكتبون ضد توجهاتك وتكيل المدح في المقابل لمن يطبل لك؟
لا أرى علاقتي مع الإعلام فاترة، ولا أصب لا جام غضبي ولا بعضه على أحد، وليس هناك من يطبل لي.
* بحكم البحوث التي تقدمها بين الحين والآخر كيف ترى إنتاج الأدباء والمثقفين بالمملكة وأيهم الأبرز ومن وجهة نظرك؟
لا أملك صلاحية تحديد من هو الأبرز؛ لكنني سعيد بالحراك الثقافي والأدبي عمومًا، ومتفائل جدًّا فيما يخص الأدب والثقافة، وخصوصًا الإنتاج الروائي والقصصي.
* لكن هناك من يرى أن ما يقدم من بحوث عن الأدباء والمثقفين السعوديين لا يرقى إلى المنهجية النقدية؟
كطبيعة الأشياء عمومًا من الصعب إطلاق حكم عام؛ لأن ما يقدم يتفاوت ما بين الجيد والضعيف.
دور مهم
* وكيف تنظر إلى الملاحق الثقافية؟
دور الملاحق الثقافية قديم جدًّا، ولا شك أنها خدمت الساحة الأدبية والفكرية والثقافية، ولا يمكن تجاوز دور هذه الملاحق في أي قراءة تاريخية للأدب المحلي.
* من أي الزوايا تنظر إلى تجربة الانتخابات الأندية الأدبية.. وماذا عن تجربتك الخاصة في انتخابات أدبي مكة؟
جربت فكرة الترشح وسقطت والحمد لله، وعمومًا أرى أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية تعد جميلة ومهمة وعلى المثقف أن يتقبل نتائجها ولا ينظر للأمور بطريقة شخصية، وبالنسبة لي فقد فرحت بالجمعية في نادي مكة وبالنتائج، وباركت للمجموعة الفائزة، وأرى أنها إلى الآن تبلي بلاء حسنًا.
ظاهرة صحية
* حفاوة أدبي الباحة بالرواية مجسدة في ملتقاه السنوي.. فكيف تقرأ هذا الملتقى وما هي نظرتك العامة للملتقيات الثقافية والأدبية؟
لعلها فرصة لشكر الأخوة المسؤولين بنادي الباحة الأدبي على الحفاوة الجميلة التي لقيتها هناك في الأمسية القصصية التي نظمها لي، ولا غرابة في هذا، أمّا بخصوص ملتقى الرواية فالحق أني لم أتشرف بحضوره سابقًا؛ لكنني قرأت بعض الدراسات التي قدمت في ذلك الملتقى، وجمعها نادي الباحة في كتاب، وأرى الكثير منها جيد ومهم في موضوعه.. وأعتقد أن الملتقيات الأدبية ظاهرة صحية إذا ما حدث التنوع وتم الابتعاد عن التكرار.
ضد التجنيس
* برأيك لِمَ لمْ يصل الأدب السعودي لعمق الأدب المغاربي أو اللبناني أو المصري مثلاً؟
وما هو ذلك العمق المغاربي واللبناني والمصري، ربما على المستوى التراكمي والتاريخي تبقى لتلك الآداب أسبقيتها غير المنكرة، لكننا على مستوى المرحلة لا نستطيع أن ننظر للأمر بهذه الطريقة، فالعمل الأدبي في النهاية هو عمل فردي يتفاوت فيه الانطباع بين عمل وآخر بعيدًا عن جنسية العمل نفسه، هناك أعمال مصرية ومغاربية ولبنانية غاية في الضعف والركاكة ولم ينفعها العمق التاريخي أبدًا.
تقييم متفاوت
* الدّوي الكبير الذي أحدثه المرأة السعودية في الكتابة الروائية مؤخرًا يرجعه البعض لسمة الفضائحية التي تبرز من بين السطور ذاكرين في هذا السياق رواية «بنات الرياض».. فهل هذا النوع من الكتابة انفجار في وجه تاريخ من الكبت لديهن؟
لا أعتبر أن «بنات الرياض» رواية فضائحية مطلقًا، وبالتأكيد هناك أعمال حاولت أن تستفيد من فكرة الفضح ولعبت على مسائل التابو بطريقة غير أدبية؛ لكن تأكد أن الجيد وحده هو من سيبقى على المدى الطويل.
كيف تقرأ تكرار بعض الأسماء في مشهدنا الثقافي عبر أمسيات أو ملتقيات؟
أنظرُ للأمر بحسن نية، وأعتقد أن لكل مجتهد نصيب.
ثلاث رسائل
* بيدك ثلاث رسائل.. لمن توجهها؟
لروح الفقيد غازي القصيبي وأقول إننا خسرنا بوفاة هذا العملاق رجالاً في رجل.
لروح الفقيد محمد الثبيتي وأقول رحمك الله يا أبا يوسف فأنت أحد أهم شعراء اللغة العربية قاطبة.
لكُتّاب الرواية المحليين، أقول، الرواية السعودية استطاعت أن تصنع لها مكانة رغم كل هرطقات بعض النقاد الذين لا يطالعون الرواية ويتحدثون عنها، فعليهم أن يتجاوزهم.
September 17, 2011
أيام �.
يخرج متثاقلا بثوب نومه المخطط , ليبدأ برنامج المدارس الصباحي , يمر على مدرسة الأولاد الابتدائية , ثم مدرسة الأولاد المتوسطة ثم مدرستي البنات الابتدائية وفي جانبها الآخر القسم الثانوي .
مشوار يومي يحبه رغم تبرمه المعتاد لدى كل استيقاظ .
أما هذا الصباح فهو أجمل , فالشمس لا زالت تتثاءب ولم تتناول سوطها من مكانه , وهناك سحب تتناثر بشكل يشبه لوحة فنية رائعة.
فيروز تغني في البرنامج الثاني (أنا عندي حنين , ما بعرف لمين)
تنقله الأغنية إلى مرحلة من حنين جارف , فيعود شابا جميلا يصحو مبكرا كل يوم رغم أن محاضراته لا تبدأ سوى في الثامنة , ينتظر في سيارته أمام منزلهم حتى تخرج بثوب الثانوية الأزرق , تمضي سيارتهم ويمضي خلفها , يتوقف سائقهم أمام باب الثانوية مباشرة, فيما هو يمر من أمامهم فلا يلمح ما يشفي غليله .
أحدهم يصفعه بصوت المنبه المزعج , بينما فيروز تواصل الغناء (أنا عندي حنين , ما بعرف لمين)
أما الغيوم فقد بدأت تتفرق قليلا , ربما لأن الشمس تناولت سوطها من مكانه , ابنته تنزل أمام الثانوية و سيارة حمراء تمر من أمامهم.
September 15, 2011
حاجة �.
أريد امرأة،ولا أحد من رواد المقهى يأخذ الأمر بجدية، أريد امرأة حقيقية،امرأة تتنفس في وجهي،لدي الكثير من الصور في غرفتي لنساء جميلات،قبلتهن جميعا ونمت معهن واحدة واحدة،لكنني مللت هذا الأمر،أريد امرأة تتمشى في هذه الغرفة،تغسل وجهها وتسرّح شعرها وتبدل قنوات التلفزيون.
لكن لا أحد يأخذ الأمر بجدية أبدا،حتى الرجل الوقور الذي يترك شيشته في منتصفها والذي يمنحني بعض المال بين فترة وأخرى،سألني مرة أين أسكن، فأخبرته أن لدي غرفة لا تبعد كثيرا عن المقهى،استثمرت الحديث معه وأخبرته أنني أرغب في الزواج فابتسم ابتسامة لم تعجبني.
الشباب الذين ترتفع أصواتهم أثناء مباريات الكرة ، هم أيضا لم يعطوا للأمر اهتماما،أجلس معهم أحيانا،وفي مرة كانوا يشاهدون قناة تعرض نساء يرقصن،طلبوا مني أن أختار إحداهن ليزوجوها لي،غضبت وغادرت المكان رغم محاولاتهم أن أبقى.
الرجل الذي يحضر للمقهى كل يوم ومعه كتاب،حدثته بالأمر فلم يهتم كثيرا،ابتسم وأخذ يحدثني عن كوني حرا وطليقا،قلت له: لكنني في المساء أنام وحيدا ،غادرت المقهى إلى غرفتي حيث الكثير من صور النساء وهذه الليلة أجدني ميالا لمريام فارس.