عندما ذهب الزوار المصريون إلى المعارض العالمية في أوروبا في القرن التاسع عشر، واجهوا محاكاة للأسواق وللقصور الشرقية. ومعروضات من سلع العالم، وحشودا من المتفرجين الفضوليين. وكل "حقيقة" السلطة الامبراطورية والتباين الثقافي. وإذ يتخذ ميتشل من المعرض فكرة رئيسية وروايات المصريين نقطة انطلاق، يستكشف المناهج الخاصة للنظام وللحقيقة والتي تميز الغرب الحديث، وهو عالم يبدو كل شئ فيه منظما ومرتبا كما لو كان شيئا معروضا أمام مراقب زاعما تمثيل واقع خارجي ما، تجربة أخرى ما، حقيقة أوسع. ويفحص الكتاب سلطة وقع النظام والحقيقة هذا من خلال قراءة جديدة لأثر أوروبا الاستعماري على مصر فى القرن التاسع عشر. ويسلط ميتشل الضوء على توازيات بين ممارسات كالتخطيط الحضري الاستعماري، وبناء القرى النموذجية، وإدخال التقنيات العسكرية الجديدة، وفتح عالم "الحريم" ومحاولة تأسيس السلطة السياسية على منهج انضباطي للتعليم المدرسي، ونشر الطرق الجديدة للكتابة وللاتصال. وهو يرى أن هذه الممارسات قد أدخلت إلى مصر وقع سلسلة من التعارضات -بين البنية و"الشئ"، بين المفهومي والمادي، بين العقل والجسم، بين النص و"الواقع"- زودت السلطة الاستعمارية بكل من آليتها وسلطانها. وإستنادا إلى اطلاع واسع على مصادر عربية أوربية، يستكشف كتاب "استعمار مصر" بعض الطرق النقدية التى شقها عمل ميشيل فوكوه وجاك ديريدا. ويعد الكتاب إحدى المحاولات القليلة لمد التفكيك الديريداوي إلى مجال التحليل التاريخي والسياسي. ولذا فإن الكتاب سوف يهم ليس فقط دراسى تاريخ وسياسة الشرق الأوسط، بل وجميع المهتمين بنقد تفكيكى للحداثة.
Timothy Mitchell is a political theorist who studies the political economy of the Middle East, the political role of economics and other forms of expert knowledge, the politics of large-scale technical systems, and the place of colonialism in the making of modernity.
Educated at Queens' College, Cambridge, where he received a first-class honours degree in History, Mitchell completed his Ph.D. in Politics and Near Eastern Studies at Princeton University in 1984. He joined Columbia University in 2008 after teaching for twenty-five years at New York University, where he served as Director of the Center for Near Eastern Studies.
Mitchell is the author of Colonising Egypt, a study of the emergence of the modern state in the colonial period and an exploration of the forms of reason, power and knowledge that define the experience of modernity. The book has been influential in fields as diverse as anthropology, history, law, philosophy, cultural studies, and art history. Translations have appeared or are in preparation in seven languages, including Arabic, German, Polish, Spanish and Japanese.
Mitchell's subsequent work covered a variety of topics in political theory and the contemporary political economy of the Middle East. His essay on the modern state, originally published in the American Political Science Review, has been republished on several occasions. Further writings on the nature of European modernity include an edited volume, Questions of Modernity, bringing together the work of leading scholars of South Asia and the Middle East. In political economy he has published a number of essays on agrarian transformation, economic reform, and the politics of development, mostly drawing on his continuing research in Egypt. The research includes long-term fieldwork in a village in southern Egypt, which he has studied and written about for more than a decade.
His 2002 book, Rule of Experts: Egypt, Techno-Politics, Modernity, draws on his work in Egypt to examine the creation of economic knowledge and the making of “the economy� and “the market� as objects of twentieth-century politics; the wider role of expert knowledge in the formation of the contemporary state; the relationship between law, private property, and violence in this process; and the problems with explaining contemporary politics in terms of globalization or the development of capitalism.
Mitchell's research on the making of the economy led to a four-year project that he directed at the International Center for Advanced Study at NYU on The Authority Of Knowledge in a Global Age. Articles on The Middle East in the Past and Future of Social Science, The Properties of Markets, Rethinking Economy, and The Work of Economics: How a Discipline Makes Its World, explored these concerns, and developed Mitchell's interest in the broader field of science and technology studies (STS). His current research brings together the fields of STS and postcolonial theory in a project on "Carbon Democracy," which examines the history of fossil fuels and the possibilities for democractic politics that were expanded or closed down in the construction of modern energy networks.
Mitchell has served on the editorial committees of the International Journal of Middle Eastern Studies, the American Political Science Review, Middle East Report (where he has also been chair of the editorial committee), Social Text, Society and Space, the Journal of Historical Sociology, the Journal of Cultural Economy, and Development and Change. He has been invited to lecture at most leading research universities in the United States, and at universities and academic conferences in Europe, North Africa, the Middle East, Asia, and Australia. Several of his wri
عندما قدمت "مدارات" عرضها لكتاب "تيموثي ميتشل" بأنه "تعميق وعي المصريين عمومًا بتاريخ الدولة الحديثة في مصر، وكيف قامت على أساس من الهيمنة والقهر لسكانها، ولم تكفل لهم في المقابل أي شكل من أشكال الأمان الاجتماعي أوالاقتصادي. ولم تستقل أبدًا عن الهيمنة الغربية المباشرة أو غير المباشرة، ولم تستطع في أحوال كثيرة حتى حماية الحدود الطبيعية لمصر عسكريًا. والإسلاميين منهم خصوصًا بإشكاليات محاولة أسلمة الدولة المصرية الحديثة، أو اضفاء الصبغة الشرعية عليها، أو تصور أن الشريعة ستطبق من خلال تغيير القوانين داخل نفس منظومتها السلطوية القاهرة، أو أن الشريعة أصلاً تقبل التسكين داخل منظومة القوانين الوضعية الحديثة" ظننت كما ظن غيري برغم تأكيدات مدارات بالعكس بأن هذا كتاب عرض تاريخي أي أنني سأحصل على فرصة للإطلاع بشكل محايد على تاريخ مصر في تلك الفترة المهمة
إلا أنني ومع إستمراري في الكتاب ومن الصفحات الأولى أدركت بأن هذا ليس كتاب "تاريخ" أي أنه لا يقدم معرفة مباشرة حول حقائق تاريخية أو سرد زمني لحقبة وإنما يقدم عرض للفلسفة والعلقية والفكر الذي ساد في تلك الفترة وساسها ليس فقط ساد ولكن ساس أيضاً
والحقيقة إن أول عقبة تقابلك عند ملاقاة كتابنا اليوم هي عقبة اللغة التي صيغ بها الكتاب والتي إن تخطيتها
إن تخطيتها
سوف تفاجأ بأن المقطع المقتبس من مقدمة مدارات أعلاه لا يبدأ في وصف مدى أهمية هذا الكتاب إنني أقول وبكل صدق وتجرد كشخص يمقت الفلسفة والفلاسفة إن هذا الكتاب هو أحد أهم الكتب التي قرأتها في حياتي
إن كتاب تيموثي ميتشل "إستعمار مصر" لا يقدم فقط عرض لما كان سائداً ولكنه يقدم تفسيراً مباشراً لبعض ما هو حادث الآن
وقضية "التفسير" هذه والتي أتت ولا شك بلا تعمد في الكتاب مذهلة على أقل تقدير إن تلك السلوكيات والممارسات التي تسود مجتمع كامل سياسياً وفكرياً "خصوصاً على الصعيد النخبوي" لن تجد تفسيراً أو لكي أكون أكثر عدلاً على الأقل على حد علمي المتواضع أفضل مما أتى به تيموثي ميتشل في هذا الكتاب
ويعرض الكتاب في ما يقارب 260 صفحة بعد حذف مقدمة الناشر في ستة فصول ومقدمة أوجه العقلية الإستعمارية التي سادت في الغرب وفي الشرق على حد سواء وكلمة الناشر تقع في ما يقارب العشرين صفحة من السرد المدخلي للكتاب هي ضرورية تماماً وفي موضعها الصحيح إن الكتاب أي كتاب عموماً هو كنوع من المعرفة عبارة عن أجوبة لسؤال ما غير منطوق يطرحه المؤلف في كتابه وغالباً عند شرائك الكتاب فإن هذا السؤال يكون متكوناً في رأسك بالفعل ويدفك لشراء الكتاب
إلا أن "الكتاب" القيم هو ذلك الذي يطرح أسئلة جديدة ويدفعك للبحث ما بعد حروفه وألفاظه ومعانيه والحقيقة أن قراءة تيموثي ميتشل هنا طرحت العديد من الأسئلة في رأسي أسئلة جديدة تحتاج لبحوث جديدة وربما كتب أخرى ويناقش ميتشل في الكتاب بجانب بعض الأمور الفلسفية المعقدة مثل اللغة وتركيبها وما هو مادي وما هو معنوي والسلطة وطبيعتها وهومبنى الكتاب في الواقع بعض المسائل الجديرة باهتمامك الآن في زمن الثورة العربية
ومن أهم تلك القضايا في رأيي هو قضية العقلية الإستيعابية للجماعة الثقافية في مصر وكيف أن بعض تلك الشخصيات التي صدعت بها رؤوسنا لوقت طويل كانت حتى في طرحها الإستقلالي أبواق للعقلية الإستعمارية للغرب يطرح الكتاب أيضاً تفسيراً مباشراً بطريق غير مباشر حول الطبيعة النخبوية المصرية المتحركة على الساحة الآن ومن يقرأ تلك الأفكار يتكون لديه تفسيرات لبعض المشاهدات المسلمة لديه حول طبيعة النخبة المصرية خصوصاً العربية عموماً وليس فقط المقصود النخبة السياسية في هذا الصدد بل وربما الإجتماعية
إلا أن أهم مقطع في رأيي هو ذلك المقطع الذي عنونه ميتشل بعنوان فرعي "إنعدام النظام" وفي هذا المقطع يعرض تيموثي ميتشل لأزمة "الفوضى في التعليم الأزهري" بل أنه يسحب كلمة تعليم من تلك الممارسة الأزهرية وربما سبب هذا الإهتمام من جانبي هو موافقته لما كنت قد كتبت عن "دار العلوم" في هذا المقطع والمقاطع التي تليه يوضح ميتشل تلك الجهود الحثيثة التي بذلت بطرق مضنية وبتكاليف كبيرة لتفعيل عملية "الإبدال" هذه من أجل إيجاد تنظيم جديد لـمصر
إن تلك الجهود المضنية التي بذلها الإستعمار منذ أن واجه تلك الفجوة بين المعرض والواقع لإيجاد "واقع" بديل يشابه هذا الـ"تصور" توضح وبشكل مباشر وتفسر أيضاً التركيبة والبنية الشخصية الحالية للمجتمع المصري "الحديث"
وتبقى هنا قبل أن أنتهي أن أقول إن تعقيد لغة الكتاب يبقى عقبة في إستيعابه ، هذا أمر لا شك فيه وقد حاول المترجمين بطريقة مضنية أن يحافظا على طريقة الكاتب فأدى هذا إلى خروج ترجمة الفصلين الأول والثاني "آلية" تقريباً ثم تحسنت الترجمة بشكل مفاجئ في الفصل الثالث والرابع إلى حد "الإبداع" ثم عادت لتقل في الفصلين الأخيرين لكن ليس بنفس القدر وكان واضحاً أن تلك اللحظات التي يتحرر فيها المترجم من طريقة الكاتب ونهجه يأتي الكاتب مريحاً على الروح العربية لكاتبيه ثم يتراجع المترجم لسبب لا أعرفه فيعود إلى برودة النص الإنجليزي
لكن السؤال الذي لابد أنك تسأله الآن هل هذا الكتاب يستحق أن يقرأ ؟ أن يقتنى؟
والجواب ، إنني أرى أنه على كل "شخص" تقريباً في مصر أن يقرأ "مواضع" معينة من هذا الكتاب إن إقتناء هذا الكتاب إضافة مهمة لمكتبتك إضافة لفهمك لتاريخ مصر حاضرا وربما مستقبلها أيضاً
إن عذاباتي مع هذا الكتاب بفصوله الستة لم يكن منبعها عقبة اللغة والصياغة أو أسلوب المترجم أو المؤلف أو حتى بعض الأخطاء في الترجمة أو الإملاء أو الترقيم التي لا يخلو منها أي مؤلَف إن العذاب الحقيقي الذي يمزق الروح هو إستيعابي بشكل نهائي لتلك الحالة من الإنحطاط الشديد التي كانت وما زالت متغلغلة في الصفوة المصرية حكاماً ومعارضة ومثقفين
ببساطة؛ واحدٌ من أهم عشرة كتب قرأتها في حياتي على الإطلاق! كتاب مميز جدا ؛ وضح بتفصيل ماتع ومنهك في بعض الأحيان كيف تمكنت السلطة الاستعمارية من إعادة تنظيم مصر (باستدخال نظم جديدة من جيش، شرطة، مدارس نظامية مع تهميش الأزهر، إنشاء قرى فلاحين حديثة، مدن جديدة، تخطيط طرق وشوارع جديدة، عمارة منازل جديدة؛ مناهج أكاديمية جديدة....إلخ) بحيث تظهر كعالم "مؤطر". أي تنظيم بحيث تكون "موضوعًا" = شبيهة بصورة مقروءة وفي متناول الحساب السياسي والاقتصادي مما يمكنها من إحكام قبضتها على الشعوب وأسرها و"ضبطها" جسدا وعقلًا، أي أن طابور الصباح في مدرستك كل صباح هو وسائر أوامر الانضباط لا تعدو كونها وسائل تطويعك وتمرينك على الطاعة. ""D
"لقد تطلبت السلطة الاستعمارية أن يصبح البلد مقروءًا ككتاب" إنها عملية إعادة هيكلة شاملة؛ للأجساد.. وللعقول "بعد أن أسرنا الأجساد"!. ____ عظيم لا تفوتوه.. لو يسّر الله وقرأته مرة أخرى قد أكتب عنه رسالة مطولة أو أرصد له بثًا مرئيًا مثلا.
قرأت بعض أراء قراء هذا الكتاب هنا على الجودريدز قبل أن أبدأ فى قراءة الكتاب ووجدت الكثير من الاصدقاء يشتكى من صعوبة اللغة التى كتب بها الكتاب. وللأمانة لم أجد صعوبة من ناحية اللغة فى القراءة ولكنى وجدت تكرار لصياغة نفس الفكرة عدة مرات فى الكتاب وهو ما جعلنى أشعر ببعض الملل أثناء القراءة. ومع ذلك وجدت الكتاب به فائدة كبيرة لأنه يسلط الضوء على فترة تحول وتغيير فى الهوية المصرية وتحويل المجتمع من مجتمع منتج وأسرة منتجة وفرد منتج إلى مجتمع مستهلك وأسرة مستهلكة وفرد مستهلك بتغيير طريقة تفكير المجتمع وتغيير طرق التعليم من الكتاتيب وشيخ العامود بالجامع الأزهر إلى المدارس النظامية التى تلغى عملية الاتصال المباشر بين الطالب والمعلم وكذلك بتحويل طريقة السكن من منزل ريفى بسيط قد يتشارك به أسرتين أو أكثر من الأخوة إلى منازل منفردة ومبعثرة (أو بالأحرى تحويل الاشياء المادية إلى غايات وليست وسائل للنفع). وكذلك تحويل القاهرة على سبيل المثال من مدينة قديمة وتاريخية ومزدحمة بالسكان - أو بالأحرى كما قال هيرمان ميلفيل عندما زارها فى 1856 "مدينة التيه لا خريطة للشوارع .ضيق تام. مغلق. مسدود. أه لو أمكن للمرء الطلوع ولكن هيهات لا أسماء للشوارع لا أرقام لا أى شئ" - إلى مدينة على الطراز الاوروبى من حيث الشوارع الواسعة والبنايات ذات الواجهات الفخمة وكان ذلك بالاستعانة بالبعثات لإقامة ما يسمى بالمعارض وهى أشبه بالمعارض الشعبية أو محاكاة لما عليه شوارع ومنازل وحياة كل بلد تقدم نفسها بالمعرض وقد كانت تسبق تلك المعارض رحلات إستطلاع أوروبية لمدن وقرى مصر وتصويرها فوتوغرافياً وكتابياً. نعم هى فلسفة الاستعمار فى كل زمان ومكان 1- مسح الهوية التاريخية لأى قطر أو بلد 2- إجراء ما يمسميه المؤلف عملية "التأطير" لغرض تحفيز التحول الاقتصادى والسياسى للنظام العالمى. 3- إنشاء نوع جديد من السلطة وتنظيم الامور بحيث تكون شيئاً أشبه بموضوع أو بمعنى أخر جعلها شبيهة بصورة مقرؤة وفى متناول الحساب السياسى والاقتصادى. وقد أرتأى الاستعمار لتحقيق أغراضه أنه لابد من فرض النظام على المواطنين فكان يتعين تكوين جيش نظامى لأول مرة فى تاريخ مصر وكذلك فرض وثائق إثبات الشخصية وقصر تحرك المواطنين على قراهم و إجراء عمليات تفتيش الناس ومراقبتهم وإصدار التعليمات إليهم وإذا ما غادروا القرية فإن ذلك كان يحدث تحت حراسة مجرورين بالقوة إلى إنضباط المعسكر أو السخرة وجرى تنظيم هرمية المراقبة عبر مستويات مراقبة بداية من شيوخ القرية مروراً بعمداء القرى إنتهاءاً دواوين التفتيش المركزية. كل هذا العمليات من التأطير والمراقبة وفرض النظام فيما يشبه نموذج البانوبتيكون أو السجن الذى يتوسطه برج مراقبة عالى وغرف المساجين تدور حوله بحيث يراهم الحارس الذى يقف فى برج المراقبة ولا يرونه المساجين وكان ذلك كله هو ابتكاراً استعمارياً والذى انتهى بمصر وغيرها من المستعمرات إلى التحول الرأسمالى. أعتذر عن الإطالة ولكن الكتاب به فائدة عظيمة تستحق مراجعات أفضل من ذلك بكثير.
لولا لغته الصعبة وأسلوبه الفلسفي لحقق شهرة أكبر. ولربما وددت أن ينهض لتهذيبه واختصاره وتبسيطه أحد.
قضيته الرئيسية هي "صناعة الدولة الحديثة في مصر"، وكيف تم ذلك من خلال إنشاء سلطة خفية (متنكرة) خلف مؤسسات حديثة، ثم كيف سخرت المؤسسات لدعم هذه السلطة وترسيخها لا في مجرد سطوتها وقوتها بل بالغزو الفكري الذي تم من خلال "التعليم النظامي والمدارس الإلزامية"، والتي بدورها احتاجت إلى لغة جديدة هندسية رياضية لتسيير المؤسسات وتربية الطلاب.. تربيتهم على الخضوع للنظام (وهذا هو الهدف الأول قبل هدف إكسابهم المعارف).
وبين السطور تنتشر ملامح من تشكل النخبة الاستعمارية التي انسلخت من أمتها وصارت عونا للمحتل على تدعيم وترسيخ وجوده وأفكاره.
كتاب مهم..
فمن أطاق صبرا على لغته فهو الخير.. ومن أراد بديلا له أبسط فعليه بالكتب التي كتبت في "الغزو الفكري" وتشكيل "الدولة الحديثة" في مصر وهي كثيرة والحمد لله.
وأهمية الكتاب تنبع من فكرته بشكل أساسي، لكن فيه بعض العيوب المؤثرة، كالتكلف والتعسف في الانتقاء والتفسير، وتوسيع بعض العبارات لتحمل المعاني التي يريدها، وتوجيهه بعض المعلومات إلى ناحية بعينها لخدمة غرضه. وأحيانا يكون هذا بشكل كلي كما فعل في تفسير مقدمة ابن خلدون. أو بشكل جزئي كما في تفسيره لبعض كلمات الطهطاوي والمرصفي ومحمد فريد وجدي وغيرهم.
عندما طفقت فى قراءة هذا الكتاب .. كانت اللغة التى نظم بها عقبة تقف فى وجه فهمى لكثير من المواضع .. و خاصة فى الفصل الأول .. إلا أننى بعد أن توغلت بين صفحاته تمكنت من تخطى تلك العقبة .. لأجد نفسى بين واحدا من أفضل ما قرأت على الإطلاق!
يحلل هذا الكتاب المناهج الاستعمارية من خلال دراسة أساليب عمل أشياء مثل الجيش و تنظيمه و نظم التعليم و التربية و تنظيم الشوارع داخل المدن .. و نظام البيوت .. و السجون .. ما إلى ذلك. ليوضح كيف قامت الدولة الحديثة على تلك المناهج الاستعمارية.
أفضل فصول الكتاب هو الفصل الرابع الذى يتحدث عن ما بعد تأطير الأجسام و هو تأطير العقول و استيعابها داخل المنظومة الاستعمارية!فلا يمكن لتقويض أمة ما السيطرة على عالم أشيائهم دون السيطرة على عالم أفكارهم !
كما يبين الكتاب أن كثيرا من أيقونات و زعماء التحرر الوطنى كانوا متأثرين إلى حد بعيد بتلك المناهج الاستعمارية و بنظريات المفكرين الغربيين حول التربية و التأطير و النظام و الفوضى .. إلخ
من خلال تحليل الكتاب لمنهاج السلطة و طبيعة الدولة الحديثة فى مصر .. نصل إلى أنه من المستحيل تطبيق الشريعةعلى هذه الأسس .. فالشريعة الإسلامية الرحبة غير قابلة للاستيعاب داخل منظومة القوانين الوضعية التى تؤطر الإسنان .. و إلا تتحول الشريعة فى تلك الحالة إلى مجرد مجموعة أخرى من القوانين الوضعية !!
أربع نجمات لا خمس؟!.. بالطبع.. فكتابٌ ثريّ ودسم للغاية مثل كتابنا هنا لم أستطع للأمانة الإلمام بكل جوانبه.. لذا كانت النجمة الناقصة لا لعيب رأيتُهُ فيه بل لجهلٍ منّي بما لم أُلِمُّ بهِ.
أعترفُ أنّ عملية قراءته في غاية الصعوبة وذلك لغياب المعرفة عما أشار إليه الكتاب من شذرات حول فلسفة اللغة لسوسير أو التفكيكية لجاك دريدا أو موضوعات حول السلطة لميشيل فوكو لكنّ ذلك لم يمنعني من فهم ما يرمي إليه خطُّ الكتابِ الأصلي وهو السلطة ونمو قدرتها المطّرد على السيطرة.. وكيف أنّ الأنظمة الاستعمارية ومن ضمنها مصر التي كانت موضوع الكتاب، على سبيل المثال لا الحصر، كانت حضانات لما سيعرف لاحقاً بنظام الدولة الحديثة الباسطة أجنحتها والقابضة والعاضّة بنواجذها في أدق أدقّ التفاصيل في كل الفضاءات التي أمكنها أن تتمدد فيها.
لم أكن أتوقّع أنّ تفاصيلٍ بسيطة، ابتداءاً من ترتيب البيوت إلى غرفٍ ذات وظائف محددة (نوم، طعام، مطبخ، دورة مياه.. إلخ) كان تقسيما استعمارياً ينطلق من كون العالم معرضاً كلُّ شيءٍ فيه محدد تحديداً تاماً.. إلى تسجيل حديثي الولادة واستخراج وثائق الميلاد (التي كانت تنطلق من مبدأ السيطرة على أفراد المجتمع منذ اللحظة التي يوجدون فيها).. إلى ترتيب البيوت والمحال وتخطيط الشوارع تخطيطاً دقيقاً.
نلاحظُ أيضاً الميل الدائم من السلطة إلى مراقبة الخاضعين لها فيما شبهه ميشيل فوكو بالبانوبتيكون وهو نموذج اقترحه بينتام لإنشاء السجون يتكون من برج يتوسط مجموعة من المباني الحاوية للمساجين بحيث يُسلّط ضوءٌ ساطع من هذا البرج على نافذات الزنازين مما يمنع المساجين من معرفة ما إذا كان الحراس يراقبونهم أم لا فينمّي ذلك حسّاً ذاتياً بمراقبة الذات مع الوقت ويصبح السجين في حالة مراقبة لنفسه سواء كان يراقبه الحراس بالفعل أم لا.
الكتاب أعمق وأقوى بمراحل من تلك القشور التي تحدّثتُ عنها ويتعرّض إلى تفاصيل أكثر دقّة بمرّات مما سيثير الدهشة والفزع من قدرة السلطة على التغلغل داخل أدق ثنايا المجتمع وثنايا داخل الفرد نفسه.
قرأت من فترة كتاب "استعمار مصر" ، طبعة مدارات، وليا تعليق بخصوص المقدمة، وتعليق بخصوص الكتاب: _بالنسبة للمقدمة، كنت متوقع منطقها، لكن الحقيقة أنا أصبت بالاحباط من سذاجتها، اللي حسيت إنها فعلا ضارة بالكتاب، مش من حيث إنها ضد تحيزات كاتبه ومترجميه، أكتر من إنها ضارة لإنها تافهة، وماحاولتش تكون أكثر جدية، في نقد الكتاب، واكتفت بشوية مقتطفات لا علاقة لها وبين الكتاب، مع تصور سطحي وساذج عن الكتاب نفسه، والحقيقة أنا تخيلت لوهلة إن أصحاب الدار، قروا ملخصات للكتاب، وماقروش الكتاب نفسه، أو تعمدوا إنه يكتبوا نقد تافه، لتتفيه الكتاب نفسه، يعني كنت منتظر فعلا مقدمة نقدية أكثر جدية من شعارات حول التحيز والرؤية الإيمانية والرؤية الكفرية، والنقد الوحيد المتعلق بالكتاب كان بخصوص كلام للمؤلف بخصوص تفسير سلطة الشريعة/المؤلف، والنقد وكلام المؤلف الاتنين في رأيي سطحيين _بخصوص الكتاب، أعتقد إنه جيد جدا في وصفه لتحويل العالم لمعرض، أو جعل العالم واضحا، واللي هي خصيصة للحداثة، في رأيه، هنا في تعليقين: _إن الكاتب هنا يبيعارض رؤية الإسلاميين بخصوص المعمار الإسلامي، والمدن القديمة، لإنه بيجزم بعدم وجود معنى كامن يمكن معرفته من خلالها، لإن فكرة المعنى الكامن دي نفسها مرتبطة بالحداثة فقط، وبما إني قريت المقدمة بعد قرايتي للكتاب، توقعت إنهم يحاولوا ينقدوا النقطة دي، لإنها بتقوض فكرتهم عن العمارة الإسلامية، بيظل في هنا نقطة مموهة ماعرفتش أفهمها قوي، تتعلق بخصوص العمارة التقليدية، واللي الكاتب في اختيار غريب منه على موضوع الكتاب قرر إنه ياخد بيوت القبائل الجزائرية مثال ليها، الاختيار غريب لإنه بيفترض افتراض كامن بتشابه في المعنى بين بيوت القاهرة ماقبل الحديثة وبين تحليله لبيوت القبائل اللي هو في رأيي ، مفرط في التأويل، ليه، وبيحاول يحشر معنى جاهز داخل المعمار دا، بتحليلات شبه غير مفهومة عن الداخل والخارج والذكوري والأنوثي، ممكن ببساطة إنها تقوض فكرته عن عدم التمثيل لإنه عرف يرى خلف المعمار دا، تمثيل لشئ ما _أعتقد امتدادا من نفس النقطة، إني عند تحفظ/توجس شديد، تجاه الإفراط في التأويل، لإنه ممكن يحيل العالم/الحداثة/أي حاجة، لمعنى واحد صريح يمكن ببعض التأمل الوصول تماما إليه، يعني باستخدام نفس التعابير الكاتب بيحاول يخلي حركة الحداثة/الاستعمار عبارة عن معرض، كل شئ بيمثل حاجة من الحاجة الأكبر، واللي ببساطة ممكن الوصول إليها، هنا بيكون في إلغاء للحركة، وإلغاء للغموض، بخصوص الواقع/التاريخ، الإفراط في التأويل، بينتج عنه في النهاية، "تصلب لغوي" بمحاولة الحفاظ على "المجازات " المستخدمة في التفسير، ونفي أي شئ يتعارض مع المجاز دا
Germane to anyone working in or around postcolonial studies, this is one of the most theoretically useful, accessible texts I've read in the field about representational practice, epistemological control, and material practices at the end of the nineteenth century. Mitchell's a pretty strict Foucauldian, which means it's a fairly top-down, power-oriented model of imagining cultural negotiations. I find some of Foucault's acolytes often come off as both irritatingly paranoid and woefully reductionist, but Mitchell isn't one of them. I admire how he weaves between the particularity of the history at hand and its greater significance for how to conceive of a "colonial" way of seeing (or, rather, expectations of what one would see) in other contexts. Like any good New Historicist, Mitchell has an uncanny ability to use mesmerizing anecdotes to illustrate his points; the introduction about the representation of Cairo at the Exposition Universelle in 1889 is particularly good in this respect. Thinking about the sheer number of hours Mitchell must've spent in French-Egyptian archives digging through materials to come up with slices of narratives like that just plain gives me the willies.
هذا الكتاب أكاديمي تمامًا و غير موجه لغير المتخصصين و يحتاج من القارىء أن يكون على معرفة بفلسفة ما بعد الحداثة عمومًا و نظريات ميشيل فوكوه و جاك دريدا خصوصًا كي يتمكن من إستيعاب ما يريد الكاتب قوله ، و لا أزعم أنني فهمت أكتر من 60% منه رغم هذا فإن الكم القليل الذي فهمته كان كافيًا لأعطى أعلى تقييم لهذا الكتاب. كتاب إستعمار مصر ليس درسًا في التاريخ بل هو درس من التاريخ و تفسيره و تأويله فلا يتناول الكاتب الأحداث التاريخية في حقبة الإستعمار و وقائعها بل يتناول بإستخدام النظريات السالف ذكرها ليفسر عملية الإستعمار في حد ذاتها و الفلسفة التي ورائها و كيف أن للدول الإستعمارية تمكنت من فرض سيطرتها بتغيير واقع البلاد المستعمرة المادي والمعنوي وبناء نظام الدولة الحديثة.
يحاول الكاتب بالفصل الأول أن يوضح تلك العلاقة بين أوروبا والشرق التي سميت "الاستشراق" من خلال بحث أسبابها وبدايتها، وكيف كان يلعب الأوروبي دور المراقب في البرج العالي، وكيف أن أوروبا جعلت من الشرق مجرد صورة تتمايز عن الواقع الفعلي له، ثم عادت مرة أخرى من خلال استعماره لتحويله إلى نسخة ممثلة للصورة في المعرض ثم ينتقل الكاتب للفصل الثاني ومن خلاله يعرض لمظاهر تنظيم الجيش وزراعة الأرض التي اعتمدت على أساليب تراتبية الوظيفة التي لم تمكن موجودة، وفكرة فرض الجزاء والغاء فردية المرء وجعله حجر على رقعة الشطرنج، ثم ينتقل بشرح كيف أن بناء النظام السكني الحديث كان وسيلة لإخضاع السكان للنظام والمراقبة والسيطرة، ويختتم الفصل بتحليل نظرة المستشرقين الموضوعية إلى مدن الشرق قبل إخضاعها، وكيف أنها نظرة كانت تفرض معنى بحكم موضوعيتها على فضاء من اللامعنى يسكن الشرق أما في الفصل الثالث ققد تطرق لمناقشة التعليم المدرسي الحديث والبعثات وكيف تأثر بالنسق والانضباط الأوروبي، ويقارن الكاتب هذا النظام الجديد والتعليم الأزهري، حيث يوضح الفارق بينهم أن العلم الأزهري لم يكن تعليماً بحد ذاته منفصلاً عن ممارسة الحياة، بل كان نوع من أنواع الفن أو تعليم الحرفة، وتلك النظرة هي التي تبرر كون التعليم النظامي الحديث وسيلة من وسائل السيطرة السلطوية من خلال جدولة كل شئ يتعلق بالعملية التعليمية بل وجعلها شيئاً مستقلاً بحد ذاته عن الحياة وفي فصل الكاتب الرابع يتجه لفكرة تشكيل العقلية وعلاقتها بالسياسة وتوجيه المصريين للنظر لأنفسهم ككسالى من خلال النخبة الثقافية التي تأثرت بالغرب وبدأت في نشر دراسته الإستشراقية على مسامعهم، يأخذنا الكاتب في رحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة تشكيل الوعي المصري الجديد وحركة المتعلمين المصريين بالخارج وأفكارهم التي عادوا ساعيين لتطبيقها داخل المجتمع، ويقدم وصف لأخلاقيات مجتمع ووعيه الجمعي في هذا الوقت التي حاولت القوى الاستعمارية إعادة صياغته من جديد وتشكيله مرة أخرى، أما الفصل الخامس فجاء كأصعب فصل في الكتاب وأكثره إرهاقاً، فهو يحتاج لفهم وهضم فلسفة دريدا التفكيكية التي لم يكن لدي عنها سوى أقل القليل، وأعتقد أني سأعود لقرائته يوماً ما منفصلاً بعد محاولة فهم فلسفة دريدا وغيره، ولكنه يتحدث بصفة عامة عن فلسفة اللغة من خلال مناقشة كتاب الكلم الثمان للمرصفي، وكيف أن المعاني في اللغة العربية كانت معاني ملتبسة يمكن تأويلها على أكثر من نحو مختلف، وهذا ما غيره الاستعمار من خلال إرساء لغة تعتمد على الإشارات ذات المعنى الواحد عن طريق التلغراف وغيره ليشكل من خلالها ثقافة لغوية جديدة للمجتمع المصري وعلاقتها مع السلطة. وينتهى الكتاب مع الفصل السادس الذي يحاول فيه الكاتب أن يوجز فكرته ويزيد في إيضاحها، هو كتاب مهم ثري جداً من الناحية التاريخية وفي موضوعه هو مميز ومنفرد، ما جذبني إليه بعد أن قرأت كتاب كل رجال الباشا، لأني أحببت هذا النوع من الكتب الذي يقدم تأويل ومعنى جديد للأحداث التاريخية، التي تشكلت فكرتنا عنها في مجرد مانشيتات وأرقام تشكل تواريخ، كتاب هام من الذي يريد المرء أن يعود مرة أخرى إليه مستقبلاً لقرائته، لعل هناك شيئاً لم يكن واضحاً له في القراءة الأولى، وهذا مؤكد
In Colonising Egypt, Timothy Mitchell sets out to delineate the development of a colonial order in Egypt that sought to construct “a political subject who must learn that reality is simply that which is capable of representation�. Arguing that this process entailed the imposition of a new order onto a society that existed in a different mindset, the author highlights the ways in which these transformations were engendered, as well as their philosophical background. Relying heavily on the theories of cultural historians such as Michel Foucault, this work can be daunting at times, yet a careful reading can help illuminate the radical physical and intellectual transformations undertaken by Egypt’s colonial forces.
The first of the book’s six chapters introduces the work through the idea of the exhibition and draws parallels with the theories in Edward Said’s Orientalism. In Said’s work, the “Orient� was first constructed by scholars who used fragments of texts and anecdotal evidence to piece a particular image of a monolithic “inferior East� that stood in opposition to a “superior West�. For Mitchell, by the turn of the 20th century, European cultures were fixated on the notion of representing cultures through literal exhibitions, which was their primary method of conceptualizing the “other�. Cultures had to be packaged in easily digestible and viewable forms that could be observed simply and from which concrete meanings or “truths� could be extracted. In Said’s chronicle, when Europeans arrived to colonize the East, they discovered that its reality was nothing like what the scholars had claimed. Since they were unable to conceive of the “Orient� in any other way, and since the region was not allowed to have its own voice, they therefore declared the contemporary age “corrupt� and set about “restoring� the East. In Mitchell’s account, Europeans were unable or unwilling to accept that Egypt was not a place easily amenable to being understood through an “exhibition model�, and that its realities and culture were more complex and nuanced than anything that could ever be “represented�. They attempted, therefore, to reorder, discipline, and “enframe� society in a way that was comprehensible to them. For the Europeans, the world itself was conceived as an exhibition and reality had to be transformed in a way that could produce representations.
In chapter two, Mitchell outlines his theory of “enframing�, which he defines as “a method of dividing up space and containing […] which operates by conjuring up a neutral surface or volume called ‘space�.� The essence of this process entailed a reorganization of cities as if they were barracks and the instilling of a sense of “order� to a “space� conceived previously as chaotic. The “natural� way of things was, through this transformation, reconceptualised as systematic, with “the meticulous elaboration of task, surveillance, and penalty� utilized to ensure that everyone’s place was fixed and that this new “order� was maintained. This new framework of organization came to be referred to as “modernisation�, as a way to attach teleology to this cultural colonization, and the author contrasts this to the older, Arab version of the city that was capable of efficient operation without the use of a framework. Mitchell’s next chapter focuses in on the idea of “discipline� and how it was instituted through new educational infrastructure that focused on the industriousness of the pupil in order to fuel capitalist ends. Unlike the concepts of exhibition and enframing, discipline sought to make itself less visible so that the operative nature of its power dynamics grew as obfuscated as possible. As in the last chapter, the author compares this new system to the efficiency of the “disordered� traditional system and elucidates the ways in which it functioned outside of a disciplinary model.
The fourth chapter examines the ways in which the colonials� bodies and minds were divided and then conquered. The body was first supervised through new registration processes, then policed to align it with emerging capitalist production, and finally molded and controlled through new “sciences� of hygiene and medicine. Theories on the mind, meanwhile, took an ethnographic turn, with the malfeasant “character� of the Egyptian becoming a prime concern. Indolence developed as a recurring theme, with industriousness emerging as the primary cure. New definitions of the city, meanwhile, led to the creation of the “crowd� and the problem of “social order�, the lack of which was in large part a consequence of the Egyptian’s failed character. The remedy for all of this, naturally, was education, which would mold society into the form of a well-oiled machine. This metaphor becomes the central focus of chapter five, which contrasts the mechanical nature of language and writing in the European context against that of the Arab one. Language for the Europeans became perceived as communication rather than an organism. He then makes several observations about Arabic, which, oversimplified, boil down to the idea that its words and forms exist only in relation to one another and that “[w]riting was not the mechanical representation of the author’s meaning�. This led to local skepticism about the printing press, since it detached the author’s presence and power from their text and offered too much potential for (mis)interpretation.
Mitchell’s final chapter serves as a conclusion and recapitulation of his major points, and is only marginally less opaque than the remainder of his work. The first word that would come to most people’s mind about this book is “dense�, and it is far from accessible to anyone without the proper historical and theoretical background, since the author expends only limited effort in providing the reader with explanations and context. Nonetheless, Colonising Egypt is a rich, if brief, work that delves into the heart of colonialism and explores it, in the vein of Edward Said, as a cultural and intellectual endeavor as much as a political or economic one. While scholars of Egypt in general may garner varying degrees of usefulness from this book, students of postcolonialism will almost certainly appreciate its value.
الكتاب يعطي نظرة تفصيلية للتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري إبان إنشاء الدولة القومية مما جعله مجمعا مدجنا قابلا للإستعمار الفكري و السياسي .
ظهر أن بداية التنميط و التدجين هو تكوين جيش قومي لكن الأمر اتسع بعد ذلك ليشمل مناحي الحياة المختلفة .
و يظهر فيه السيطرة على نخبة المجتمع في ذلك الوقت و إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر إستشراقية .
"أن يستسلم و يصبح مواطنا للعالم المعرضي ذاك يعني أن يصبح مستهلكا للسلع و المعاني" -
- "و هكذا فرغم أن النظام الجديد بدا للوهلةالأولى أنه يستبعد البلدة العربية , فإنه يشملها بمعنى أوسع , فالاستعمار لم يتجاهل أي جزء من المدينة , لكنه قسمها إلى قسمين , الأول أصبح معرضا و الثاني , بنفس الروح , متحفا"
مقدمة الناشر في طبعة دار مدارات بها بعض النقاط المهمة قبل القراءة , و عيب الكتاب هو الترجمة السيئة بعض الشيء .
ملحوظة : يجب أن يوضع في الإعتبار أن الكتاب من تأليف مستشرق مما يعني ضحالة معرفته بالإسلام و أحكامه .
الكتاب ليس تأريخ لاستعمار البريطانى و لكن هو شرح لنظام الاستعمار البريطانى نفسه و كيف يتحكم فى البلاد المُستعمرة و يحولها كالكتاب المقروء و يتوغل فى كل تفاصيلها ليستغلها،فيشرح كيف تحكم فى العمارة و العمران، نظام التعليم، التجنيد و تنظيم الزراعة و غيرها .. فبداية بالعمران المصري، كان يوصف بأنه عشوائي غير منظم و غير مفهوم و كثير من كتابات العلماء و المصوريين ( لانهم كانوا بينزلوا جولات فى المدن القديمة و يتوهوا فيها ) تؤكد على انه ضروري تنظيم الشوارع و العمران بشكل عام .. و هنا تيموثي يؤكد على فكرة انه المستعمر كان عنده قصور فى قراءة و فهم العمران فى البلاد الى استعمرها بالاساس ادى بيه للحكم على العمران بأنه عشوائي رغم انه منظم لكن بنظام مختلف عن نظام المستعمر نفسه! و الخطأ فى الحكم على أمور كثيرة لم يكن جديد و وقع فيه علماء الحملة الفرنسية لانهم اخطأوا فى النظر للكثير من الامور و محاولات فهمها.. فموسوعة وصف مصر لا تخلو من اخطاء..و بدأ ميتشل يشرح نظام المدن العربية و تدرج فراغاتها ما بين العام و الخاص، النشاط و الخصوصية لكل فراغ، ليصبح كل شيء منظم فعلا و لكن حسب اطار و نظام مختلف لم يفهمه المستعمر فوصفه بالغير منظم! و بناء عليه بدأ المستعمر يضع خطط لتنظيم مصر، فمثلاً بدأ بتخطيط و بناء مناطق جديدة فى القاهرة ( القاهرة الخديو��ة ) تسكنها طبقات راقية و لها اهتمام كبير فى مقابل اهمال و تجاهل لكل المناطق القديمة الى بدأ اعداد سكانها تزيد و تضغط و تتحول لمكان عشوائي فعلا نتيجة الاهمال و الضغط عليها من طبقات لم تجد بدائل افضل فى الاحياء الجديدة، و الامر لا يقف عن الاهمال و انما التعدى و ازالة مناطق و بيوت قديمة و مساجد و غيرها من الابنية العريقة اذا قابلته فى طريق تطويره للاحياء الجديدة! و هنا ترك المستعمر اضافاته بجانب المدن القديمة ليتجلى الفارق و لتبدأ مقارنة غير عادلة ما بين العمران التقليدي للمصريين و ما بين العمران الجديد الى بناه المستعمر! و كذلك وضع تصميم موحد لمنازل الريف مع تجاهل لحياة الفلاح و طبيعة مسكنه الى بناه بنفسه و كل شيء فيه له معنى مرتبط بنظام يومه، فتحول البيت من شيء نابض يتغير استخدامه ما بين الليل و النهار لمجرد وحدات او علب ( اطار ) موزع فيه عدد من السكان يمكن للمستعمر مراقبتهم و متابعتهم بشكل افضل .. و هكذا فى التعليم و انشاء الجيش فى وقت محمد على و تحويل الفلاحين لجنود و تنظيم الزراعة و التفتيش و المراقبة و غيرها من الانظمة الى فرضت فى مصر. و هنا هل كان للاستعمار فوائد لمصر و تنظيمها ؟ اكيد ، لكن كان تنظيم لهدف السيطرة مش بهدف التطوير ، و فى خلال التنظيم فقد المصري هويته و معنى كل شيء و ارتباطه بتراثه و اكيد فى ظل المقارنة ما بين عمرانه الموصوف بالعشوائي و ما بين الاحياء الجديدة الراقية هيفقد اي ثقة فيما عنده و هيلتفت للجديد الى مش بالضرورة هو الافضل و هو قابل للنقد ايضا و ينسي تماما اصله الى كان ممكن يستمر و يتعلم منه و يطوره لانه هو النابع منه و الملائم لحياته بالاساس! فكرة ان الانسان يتخبط و يُسلب الثقة و الاختيار السليم شيء حزين جدا.. و استكمالا لسياسة المستعمر يستمر الكتاب فى شرح فكرة التأطير فى شئون البلاد المختلفة كالتحكم و وضع نظام للزراعة و التجنيد و التعليم و الى خضع لنفس فكرة العمران، فالمستعمر وصل مصر فى فترة كان التعليم متمثل فى الازهر، و كما وصف العمران وصف رواقه و طريقة التعليم بعدم التنظيم بالمقارنة بنظام المداارس و الصفوف و تنظيمها الغائب عن مصر وقتها، و اهمل تماما ما كان فى الازهر من نظام، نظام فى توزيع الطلاب و فى جلوسهم و نظام فى التعلم نفسه.. فوضع نظام للمدارس لضبط الافراد نفسهم لتأدية عملهم كوحدة واحدة ..و هكذا فى كل اتجاه النتيجة انه بيتم وضع نظام و بيتم عمل تطوير لكن لهدف التنظيم للفهم و التحكم و فقط و تضيع كل المعانى و الاختيارات الخاصة بالانسان و يتوه ما بين تراثه الموصوف بالعشوائي و ما بين الجديد (الذي لا يمثله و لا يعبر عنه و لا يرحب به) .. و فى وسط كل دا كان بتظهر سير لرجال القرن ال19 من المصريين الى كان لهم دور حقيقى و اجتهاد واضح فى التطوير امثال رفاعة الطهطاوي و قاسم أمين و على مبارك و غيرهم.. و الكتاب بيظهر ان بعض من المصريين الى وصلوا لمكانة كبيرة لتعليمهم و مواهبهم فى ظل الاستعمار كانوا بيعانوا من صراع ما بين انه رافض للاستعمار نفسه و ما بين انه مستفيد و راغب فى الاصلاح و متمكن منه.. و عندي فضول افهم ازاى توازنوا فى ظل كل دا و كيف كانت الامور من منظورهم؟ ،، بعض مراجعات الكتاب بتصفه بالصعوبة، لكن انا اعتقد انه المشكلة فى الترجمة نفسها.. كان ممكن تكون متمكنة و تنقل الكتاب و افكاره بشكل افضل.. و رغم الترجمة افكار الكتاب جميلة و تشجع على استكماله
هذا الكتاب لا يُقدِّم تاريخًا لكيفية استعمار مصر، ولكنه يسعى لدراسة عملية الاستعمار الذي ينظر له "ميتشل" بصورة أكبر من كونه واقع وجود استعمارى اوروبي، بمعنى كيف قاد المفهوم الجديد للنظام السياسي [ تكوين جيش جديد/إدخال تعليم مدرسي جديد/إعادة بناء القرى والمدن المصرية] إلى توليد وقع مجال للمعنى وللسلطة، ومنهج " تيموثي ميتشل" هنا هو نفس منهج ميشيل فوكو ونظريته حول العلاقة بين السلطة والمعرفة .
فالاستعمار هنا مرادف لمفهوم الأنظمة الانضباطية الحديثة أو كما يصفها ميتشل " نوع حديث من السلطة" لخدمة النظام السياسي القائم ، فيرى الأوروبي أن المستعمرات الشرقية لا يحكمها النظام،مثل قول شارل لامبيرت في تقريره لمحمد على باشا " إن ما لم تحزه مصر قط، شأنها في ذلك شأن بقية المشرق، هو النظام "، ومن ثم فإن ما يرصده الكتاب هو عملية توغّل النظم الاستعمارية في قلب مصر، وذلك من خلال دراسة عمل تلك النظم في الجيش والتعليم والسجون وتخطيط المدن ..الخ .
والحق أن هذه السلطات الانضباطية بدأت مع محمد على باشا كما رصد ذلك خالد فهمي في كل رجال الباشا و الجسد والحداثة، ولكن لا يعني هذا أنه لم تكن قبل ذلك ثمة سلطات انضباطية، فالفرق يكمن فعلًا في تلك العبارة التي ذكرها ميتشل " فالأنواع الأسبق من السلطة مهما كانت مركزيتها ، لم تكن قط متواصلة " ، وفي موضع آخر يؤكد أن إخضاع البلاد للتنظيم الصارم بدأ مع نظام التجنيد الذي دشّنه محمد على، ثم تغلغل في مفاصل المجتمع من خلال نظام هرمي انضباطي كالمتّبع في توزيع المحاصيل وجباية الضرائب والسخرة وغير ذلك .
هذه السلطة الانضباطية مارست عملها من خلال السيطرة على " العقول " و على " الأجساد" ، وهو ما سيُخصص له ميتشل فصلين كاملين لدراسة هذه الظاهرة ، بداية من اعتبار التعليم نسق جديد للسلطة الانضباطية في مصر الذي كان من أهم رجالها - وفق تصور ميتشل- "على مبارك" ، فقد أرسلته الحكومة المصرية للدراسة في باريس ، وكذا " رفاعة الطهطاوي "، فقد كان على رجال التعليم الانضباطي الاستيلاء على الفرد وتحويله عن طريق وسائل التعليم الجديدة إلى أداة طيعة في يد النظام.
أما في مجال السيطرة على الأجسام يرصد ميتشل ما يسميه بنظام المراقبة، فمثلًا أنشأ الاحتلال البريطاني مكتب لتسجيل المواليد، كان الهدف منه كما يرصد المؤلف هو تنظيم التجنيد في الجيش، كما وضع الإنجليز مجموعات البشر في نظام السخرة تحت سيطرة البوليس ، ويرصد ميتشل الأساليب العنيفة التي اتبعها الاحتلال وممثله كرومر لسحق الجماعات المسلحة المحلية في الريف، من غارات عسكرية وسجن وسحل وتعذيب، ومن هنا أصبحت الشرطة أداة انضباطية في يد الاحتلال بلغت جبروتها بتعيين الكولونيل كتشنر مفتشًا عامًا للبوليس المصري.
وهكذا كما يرى ميشيل فوكو على سبيل المثال أن السياسة الحديثة قد وُلدت مع الاهتمام بالفرد = بمعنى رعايته وتعليمه والسيطرة عليه سيطرة كلية، ومن أجل هذه السيطرة أحلّ اللورد كرومر الروابط الاصطناعية [ العقل المصري ، الأخلاق المصرية ، ..الخ] محل الروابط الاجتماعية التقليدية [ الدين والجنس واللغة] ، بل تم صناعة حالة تبعية وهزيمة نفسية بإلقاء تبعة الاحتلال على عيوب في الأخلاق المصرية، كما فعل أحد ممثلي الإنتلجنسيا الاستعمارية أحمد فتحي زغلول الذي قارن بين الأخلاق المصرية السيئة في نظره والأخلاق البريطانية الراقية، كان طبيعيًا أن يكون هذا موقف الإنتلجنسيا التي وصفها ميتشل في موضع ما من كتابه بأنها حققت " الثروة الجديدة والسلطة السياسية تحت ظل البريطانيين " .
يرصد ميتشل كيف تحوّلت اللغة نفسها وتمثّلت بصورة جيدة لعمل السلطة الاستعمارية، فمن وصف المجتمع كجسم في الكتابات القديمة إلى وصفه كأله في كتابات كرومر أثر من الآثار الغربية للسلطة الاستعمارية، فالألة تتضمن دائمًا من يُشغلها ويُشرف عليها، وهذه وفق تعبير ميتشل " السلطة الميتافيزيقية اللامرئية" .
هذا الكتاب في تقديري من أهم الكتب التي يمكن أن تُغيّر رؤيتك وتقديراتك لكثير من قناعاتك التاريخية إن لم تكن قرأت في هذا الموضوع من قبل، فكثير من هذه القناعات القديمة هو نتاج لما تكلم عنه ميتشل حول التغلغل المتصل للموضوعات الاستشراقية في كتابات الشرق الأوسط ، فيقول ميتشل بكل وضوح أن أمثال أعمال رجل كجرجي زيدان توضّح مدى التمثيلات التاريخية التي كانت السلطة الاستعمارية تـُبنى من خلالها.
1- للاستفادة القصوى من هذا الكتاب لابد من دراسة بعض الفلسفات التفكيكية والتجريدية وبشكل خاص فلسفتي فوكوه ودريدا، اللذان يعتمد عليهما الكاتب بشكل أساسي في عملية تحليله أو "تفكيكه".
2- يتبع الكاتب "منهجًا" في سرده وتحليله يبدأ (غالبًا) بطرح سؤال، ثم باستحضار لحظة أو صورة (أو حتى شخصية) تاريخية، ثم يشرع بالتحليل ثم تقديم التخليص أو الإجابة المباشرة على السؤال المطروح بأول الفصل.
3- محاور (أو عينات) التحليل والدراسة في الكتاب، كانت المعارض و الجيش والتعليم والعمارة في المدينة والقرية، ومقارنة هذه العينات قبل وبعد وجود سلطة الاستعمار، ومن الجدير بالذكر هنا أنه في سرده هذاعتبر كل من الحملة الفرنسية النابليونية والاستعمار البريطاني العسكري 1882م ومحمد علي وورثته تتابع مستمر للسلطة الاستعمارية أو الانضباطية على حد وصف الكاتب.
4- بدراسة هذه الأنماط (الجيش والتعليم والمعارض....الخ) جرَّد الكاتب نموذج ثابت أو نمط للـ "نظام".
5- هذا النموذج أو "النظام" كان محور الكتاب الأساسي طوال الدراسة. [وحسب ما فهمت] فإن الكاتب يريد أن يقول: "أن السلطة الاستعمارية (الانضباطية) حاولت تصوير هذا العالم على كونه معرضًا، ثنائية مادية ومعنوية، جسم وعقل. ولكن هذه "الميثولوجيا" أو "الميتافيزيقا" مجرد احتيال من النظام نفسه. إذ أن هذا النظام لا يقدم نفسه بكونه جزء من الثنائية، بل هو أصل وجود هذاا النسق. هو جوهره، أو مركزه، أو مرجعيته. هذا النظام الذي يضمن بقاء هذه السلطة بل ويخلقها إن لم تكن موجودة"
6- من هذه الرؤية درس الكاتب حالة الاستعمار البريطاني بشكل خاص في مصر، وتتبع مراحل هذه السلطة، وطريقة تحويل الناس لقبولها واستبطانها.
7- وأخيرًا، فإنه يقرّ بأن الدولة الحديثة أينما وجدت تتبع هذا النسق من السلطة الانضباطية (الاستعمارية) حتى في الدول الأوروبية المستعمِرة نفسها!!
8- يبين الكاتب تأثير وتأثر بعض الشخصيات التاريخية "المفصلية" من أمثال طه حسين والصرفي والطهطاوي وجورجي زيدان وغيرهم بالاستشراق والتغريب. وأن هذا النمط من الصراع الحضاري هو ما جعلهم يستبطنون عقيدة التخلف الشرقية!!
-بعض مآخذي على الكتاب: 1- أنه لم يتناول الشق الاقتصادي إلا بإيماءات أو تلميحات نادرة الوجود بين طيات الكتاب.
2- أن الكتاب ينقصه "ملحق" يبين فيه الكاتب أدواته التحليلية، وأعتقد أن ذلك يحقق فهم أفضل للكتاب ولما يرمي إليه الكاتب.
-كلمتي لمدارات:
وفقكم الله في ما تقدمون وما تجهدون في تحقيقه، ولكن عليكم بالاهتمام بال"اخراج" فهو عليه عامل هام. وبالنسبة لكلمة المركز فلو قدر الله أن تكون هناك طبعة ثالثة، فاقترح أن تكون أول صفحتان فقط هما في مقدمة الكتاب، والباقي كتعقيب أو تعليق. إذ لا يليق أن نقرأ نقد كتاب قبل أن نقرأ الكتاب نفسه.
يبدو لي من مطالعة التعليقات اﻷخر� أنني لم ألحظ أبعاد المؤامرة كما فهمها غيري، يبدو لي أن البعض لم يلتقط الهدف اﻷساس� الذي حاول ميتشل الوصول إليه...
سأحاول إيضاح هذه النقطة و ما فهمته من الكتاب، ثم أتحدث عن انطباعي من الكتاب.
سأبدأ بما فهمت؛ الكتاب يتحدث في اﻷسا� عن فلسفة الحكم الاستعماري، لا تأريخ وقائع الاستعمار و لا نتيجته اﻷخيرة� و لذلك تحدث الكاتب في المقدمة عن فلسفتي جاك دريدا و ميشيل فوكو، هذه الفلسفة تقوم على أساسين: اﻷو� درجة عالية من التمثيل، أي استخدام علامات على معان غير حاضرة ماديا، كمثال، تنظيم اﻷحيا� الجديدة ذات الطراز اﻷوروب� في القاهرة و الرباط كان "رمزا" على تواجد نظام دقيق، مختلف و منفصل عن المباني و الشوارع، مادة التنظيم ذاته، و قد تم اﻹبقا� على اﻷحيا� القديمة رمزا على انعدام النظام، في تضاد مع اﻷحيا� الجديدة.
الأساس الثاني: هو مبدأ السيطرة الدائمة، أن يكون الجميع تحت المراقبة، دون أن تكون سلطة المراقبة ملاحظة أو مرئية.
ما أراه و فهمته أن هذين المبدأين جزء من نظم الحكم الحديثة عامة، فإدخال نظم الجيش الجديد و التجنيد اﻹجبار� - الذي بدأ مع محمد علي - لم يكن "مؤامرة" بل نقلا للنظم السائرة في أوروبا، و كذا نظم التعليم و عمارة المدن و القرى، و الوحشية التي تم بها هذا الأمر كان جزءا من هذا، ربما كانت السخرة في عهد محمد على و إبراهيم ابنه زيادة و اجتهادا منهم.
ليس هذا تبريرا لهذه الطرق بأي حال، بل محاولة لفهم السبب الدافع لها، فتسلط محمد علي و عمالة توفيق و محاولة بريطانيا تحويل مصر لخدمة اقتصادها دوافع لهذا التوجه، فكان حلهم هو نقل نظم الحكم اﻷوروبي� بفلسفتها.
تبع هذا بالطبع محاولات للتغيير في الثقافة و الدين و اللغة و اﻷدب� لا بمكن استبعاد سوء النية منها، و قام من قام للتصدي لهذه المحاولات، منهم مصطفي كامل، الذي هاجم قاسم أمين في مسألة تحرير المرأة، رغم اقتناعه ببعض مبادئ هذا النظام، كما بدا في حديثه عن طرق التربية.
محاولة تطبيق فلسفة الحكم هذه في بلادنا أدت لنشوء هذا التصادم، و لذا طبق الكاتب نظريات دريدا ليوضح وهن هذه الفلسفة.
هذا ما فهمته من قصد الكاتب، و الضرر الذي وقع على مصر لم يكن من جراء تطبيق هذا النظام فقط، و إلا لوقع مثله على الدول الغربية. نظام القمع الذي نعانيه اﻵ� نتيجة لهذه الفلسفة جزئيا، أما السبب اﻷساس� فهو حقيقة اتفاق العسكر و باقي الدولة عموما على الفساد و الظلم، كأنه دين لها.
-----
أما انطباعي عن الكتاب، فمن الصعب أن أحدده، الكتاب أثار في ذهني أسئلة أكثر من اﻷجوبة� و هي نقطة محمودة فيه، خاصة أن هذه اﻷسئل� تلاقت مع أسئلة أخرى كانت أفكر فيها عن طبيعة هذه اﻷنظم�.
-----
عيبان أخذتهما على هذه الطبعة و الكتاب: 1- رغم جودة الترجمة إلى حد ما، وجدت بعض اﻷخطا� اﻹملائي� و وضع علامات الترقيم, خاصة في الفصول اﻷخير�. 2- بعض اﻷجزا� في الكتاب كان يمكن أن تقدم في لغة أسهل.
هناك اشياء لم افهمها .. عندما تكلم المؤلف والمترجم عن بعض الفلسفات التي استخدمها ولكني اهتميت بمافعل محمد علي والانجليز بمصر
محمد علي بنا جيشا عظيما ليكون "جيشه" ومن ثمّ احتاج الى كلية هندسة ليبني سفن "جيشه" وكلية طب لتطبيب "جنوده" وكثير مما نظنه "الدولة الحديثة" التي بناها محمد علي هي بالفعل من اجل "جيشه"
غير العقيدة القتالية للجندي .. فبعد ان كان يجاهد في سبيل الحق والعدل اصبح يحارب كل من يريد "محمد علي" ان يحاربه... والمزيد من مواقف تبين ذلك بالكتاب
وفي بناء القرى والزراعة جرى اسرنا .. في يناير 1830 جرى تحويل المصريين الى سجناء لقراهم بحسب مرسوم حكومي بقصر تحرك الفلاحين على مساقط رؤوسهم .. والسبب "ان يزرعوا ارضهم ويسلموا الانتاج للحكومة "!!
اما عن تغيير بنية التعليم فالسبب لم يكن "لتطوير العقول المصرية ومواكبة الحداثة" وانما كما قال احدهم: )ان هناك طريقتين لتأسيس سلطة سياسية على سكان ما : طريقة القمع وطريقة التربية، والأخيرة بعيدة المدى وتعمل على العقل، اما الاولي فتعمل على الجسم ولابد ان تأتي اولا)
الكتاب يناقش استعمار مصر ليس من الناحية التأريخية للأحداث، وإنما من حيث مفهوم الاستعمار الغربي للشرق نفسه، واعتبار مصر بوابة لهذا الشرق. يستعين الكتاب بالنظم الفكرية لكل من ميشيل فوكو وجوستاف لوبون وماكس فيبر. يستعرض الكتاب كيف بنى الغرب مفهوم "الشرقي" المناقض للغرب المنظم العقلاني، المُسيطر روحياً وجسمانياً على روح شعبه. وكانت سيطرة الغرب على الشرق ليست فقط في مجرد الأسلحة والتقدم العلمي، وإنما في طريقة خلق الغرب لتلك الهوية المميزة المتفردة داخل عقل كل شرقي، بأن يكون المناقض للتخلف هو الغربي نفسه، وليس تطور الشرقي. فقد انقطعت دائرة تطور باقي الحضارات والشعوب بظهور الغرب.
وكانت تلك السيطرة لا تتم في المدن التي بناها الاستعمار، ولا في الهيئات الحكومية المنوطة بالإحصاء، وإنما في الفصول الدراسية، والصحف، والكتب المطبوعة نفسها. فكانت عمارة المدينة الاستعمارية توضح هذا التفوق، ليس فقط من خلال جمالية العمران، وإنما من خلال التقنية نفسها التي تنفذ في نفس كل مشاهد لهذا المبنى. واكتسب الغربي سيطرته على المجال الشرقي بخلق نظام وبنية يكون فيها الأفراد المجتمعون محصورين ومعزولين في آن واحد، والكل تحت الرقابة الدائمة. تلك السيطرة، في واقعها المادي، هي فكرة ميتافيزيقية داخل كل فرد مُسيطر عليه.
يستعرض الكاتب كيف تفنن الغرب في السيطرة عن طريق الإحصاء، المباني، العلم، الخطاب الأدبي والتمثيلي على الشرق.
مبدئياً الترجمة سيئة - مش قوى بس مقدرش يخرج عن نفس اطار النص الانجليزى الا بمجرد تحويل الكلمات مش بتحويل النص نفسه - و مقدمة مدارات ملهاش اى لازمة و اللى كتبها فالاغلب مفهمش الكتاب اصلاً :D
الكتاب صعب جداً خصوصاً فى الجزء الخاص بالمعنى و التمثيل فى فلسفة جاك دريدا ، و صعب برضو فى ادراك البنية التفكيكية ورا كلام المؤلف ، محتاج عموماً معرفة عالية
بس مهم لأدراك كيف تعمل السلطة و ازاى تم انشاء " النظام " كأطار خارجى .. و فى فهم العلاقات بين الشرق و الغرب
لازم تكون قريت كل رجال الباشا لخالد فهمى عشان تفهم المقصود فالفصل التانى ، و ياريت لو الاستشراق لأدوارد سعيد برضو
محتاج ابقى ارجع اقراه تانى بس بعد بحث بقى ، فى حاجات كتير كان لازم تتقرى اكتر من مرة عشان يتفهم معناها و ده لضعف الترجمة المترافق مع صعوبة المحتوى اصلاً
هذا الكتاب ليس تأريخا للاحتلال البريطاني لمصر، بل دراسة لعملية الاستعمار، وهو إلى حد بعيد يتناول مصر في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، لكنه يناقش أيضا أحداثا أسبق في ذلك القرن، ومن أجزاء أخرى من العالم العربي، ولا يشير الإستعمار إلى مجرد وجود واقع استعماري أوروبي بل إلى تطور مناهج جديدة للسلطة السياسية، ويبين الكتاب أن هذه المناهج الاستعمارية هي جوهر كل سلطة سياسية حديثة، والكتاب تحليل لطبيعة هذا النوع الجديد من السلطة.
كتب ضابط عسكري فرنسي في الجزائر في تقرير عن انتفاضة اخمدتها قواته عامي ١٨٤٥ - ١٨٤٦ يقول: إن هناك طريقتين لتأسيس سلطة سياسية على مكان ما؛ طريقة القمع وطريقة التربية، والأخيرة بعيدة المدى وتعمل على العقل، أما الأولى فتعمل على الجسم ولابد أن تأتي أولا.
الكتاب يفحص المناهج الجديدة للسيطرة العسكرية، والنظام المعماري، والتعليم المدرسي، والنظم الاجتماعية ونظام التأطير.
نسيت أن أذكر أن الكتاب ترشيحا من الحبيب فك الله أسره وأعاده إلى أهله سالماً المهندس أيمن عبد الرحيم.
باختصار شديد الكتاب بيتحدث عن اساليب و مناهج الاستعمار ولاسيما الانجليزي في التحكم و التغلغل في الحياة المصرية من مختلف الاوجه كبناء الجيش و العمران و تخطيط المدن و انظمة المناهج التعليمية و التربية و الخطاب السياسي و التركيبات اللغوية كما وضح كيف ان كثير من زعماء حركات التحرر الوطني كانوا متبنيين الخطاب الاستعماري دون ادراك واضح منهم متأثرين بالنظريات الغربية حينها الكتاب فلسفي و ليس سرد تاريخي و لغته ليست بالسهلة فأفكار الكتاب و لغته ارهقني جدا ...من أكثر الكتب التي أخذت معي وقت في قراءتها (قرابة شهر تقريبا)حيث اعدت قراءة فقرات عديده عدة مرات و اشعر عدم استيعابي الكامل لها بالتأكيد سوف ارجع للكتاب مره اخري فأشعر اني لم استوعب منه الكثير و الكثير فالثلاثة نجوم التي قيمت بها الكتاب بسبب شعوري بعدم استيعابي لجميع افكار الكتاب و ليس عيبا في الكتاب ذاته
الكتاب يتناول فترة القرن التاسع عشر كيف يتم عملية قولبة الاناسي الاحياء في دولة كيف يتم اسر عقولهم واجسادهم عن طريق المراقبة المستمرة والنظام الدقيق وعمارة المدن والمباني عن طريق التعليم المدرسي الذي يصنع عقول الطلبة صنعا مغايرا للفطرة الربانية ويشكل اخلاقهم تشكيلا يجعلهم كتروس في آلة هم ليس مطلوبا منهم سوي أن يؤدوا ما طلب منهم دون زيادة ولا نقصان ليمدوا السوق العالمية بما تحتاجه فيه جمل رائعة ولكن فيه حشو كثير كثير كثير
دا تالت كتاب أقراه لميتشل و أهم كتاب أقراه ليه, الكتاب تأسيسي في مشروع ميتشل كما أظن, وغالبا هحتاج أقرا حكم الخبراء تاني في ضوء قراءتي للكتاب ده, الكتاب كما هو واضح من تعريفه مش مجرد سرد أحداث تاريخية انما تحليل للأحداث ديه بغرض دراسة السلطة الحديثة, أدوات التحليل لميتشل بتعتمد بالأساس على فوكو ودريدا, بيستخدم فوكو لتحليل أليات ممارسة السلطة الحديثة, ودريدا في توصيف ما يدعي أن السلطة الحديثة عملته من تقسيم العالم لثنائية واقع وتمثيل أو مادي ومعنوي أو عقل وجسد, أخطر فكرة بيطرحها الكتاب هو تبدل آليات ممارسة السلطة من المباشر لغير المباشر من القمع الصريح والعنيف لآليات زي الضبط والمراقبة المستمرة وترسيخ فعل الطاعة من خلال النظام (التأطير) اللي تم تطبيقة من خلال مؤسسات حديثة جابها الاستعمار من محمد على لحد آواخر القرن التسعتاشر زي المدن الجديدة(القرى النموذجية) أو القانون أو الجيش أو المدارس وأظرف مثال قدمه على ده كانت مقارنة بين الأزهر في زمن ما قبل محمد على و المدارس اللي نشأت سواء العسكرية منها في عهد محمد على أو المدنية اللي نشأت بعده, يقول أن نظام التدريس في الأزهر كان لا يختلف عن تعليم الحرف بره أسوا الأزهر, مكنش فيه نظام واضح لممارسة السلطة, ممكن يحصل تبادل الأدوار فيبقى التلميذ أستاذ في لحظة من اللحظات وفي لحظة تانية تتقلب الأدوار, الكتابة نفسها كانت زي أي حرفة تانية, كان الموضوع فوضاوي وقاعة الدرس زحمة ومفيش ادراج للطلاب ولا احصاء ليهم وممكن تحضر أي درس من غير أي اجراءات, والمتابعة كانت بتحصل لما الطالب يروح للشيخ يسأله , وطريقة العقاب كانت مباشرة فلما تحصل مشكلة كان يتم التعنيف الفوري المرتجل الغير معد مسبقًا, على عكس المدارس الحديثة اللي كانت منظمة بشدة , العقاب فيها له طرق معروفة (الخطة أو التمثيل), كان فيه مراقبة وضبط مستمرين, السيطرة على الجسم, على وقت الكلام, وقت الأكل, ديما الموضوع بيمشي حسب الخطة المعدة مسبقًا, هنا السلطة بيتم ممارستها بشكل غير مباشر, من خلال نظام معد مسبقًا, النظام ده هو جوهر السلطة السياسية الحديثة ومصدر يقينها السياسي, يقين بيجي من الخطة المسبقة , الميتافيزيقية, المنفصلة عن الواقع, العقل المتأمل المنفصل عن الجسد (تأثرًا بديكارت).
كتاب على قدرٍ كبير من أهمية الفكرة. خانته الترجمة، فجاء عجيب التراكيب، قليل التناسق� خاصة في نصفه الأوّل. والكتاب له مترجمان. � اتكاؤه على آراء "فوكو" و"دريدا" جاء بشكل متكلّف. خاصة في باب "اللغة" والتمثي� اللغوي للواقع أو الفكرة. � جئت الكتاب باحثًا عن "فوكو" فوجدت إشاراتٍ لا تفي بالغرض. وجئته باحثًا عن بدايا� "فرض" أسلوب التعليم الغربي في الشرق، وأظنه وفّى بالمطلوب. � جاء الاستعمار إلى بلادنا، وهو يعلم ما يريد. غادرت الجيوش، ومات الشهود، وبقي� كل مظاهر الاستعمار. بل لقد وصلنا إلى مرحلة تبنيها بفخر. � أتمنى أن تُعاد ترجمة الكتاب. ولعلّ لي عودة إليه لاحقًا لأقرأه بلغته.�