لأن قراءة الظاهرة الإسلامية لا تزال تعاني من تبسيط في فهم تنوعاتها وطبيعة أفكارها؛ فالبعض يتعامل معها كما لو أنها شيء واحد، والبعض الآخر حتى لو أدرك طبيعة اختلافهم لم يدرك فيم يختلفون؟
ولأن رصد حالات الخلاف تمثل انعكاس لحقيقة التباين بين الأفكار والآراء التي ربما تبدو متشابه في أعين كثيرين ممن لا يتعمقون في قراءة المشهد.
يأتي هذا الكتاب ليختار حالة الاختلاف الإسلامي في مصر، وهو اختيار يمثل أولوية؛ لأن مصر من أكثر الحالات التي تظهر فيها تباينات الحالة الإسلامية بشكل أوضح من غيرها، بفعل المناخ الذي يتيح لكل طيف أن يُعبر عن أفكاره بكل وضوح.
يكشف هذا الكتاب عن مدى نسبية التطبيق والممارسة في عموم الحالة الإسلامية، فليس بإمكان طرف أن يدعي حالة الكمال في ممارسته.
وهو يرصد حالة الاختلاف ليست من أجل تعميقها، وإنما من أجل فهم تضاريسها ومنعرجاتها بصورة أكثر وضوحاً ودقة وتحديداً، وهذا ما حاول الكتاب أن يقدمه للقارئ.
أخيراً، هذا الكتاب هو الحلقة الأولى من سلسلة أبحاث يطرحها المركز في التعريف بالحالة الإسلامية ومكوناتها.
باحث علمي في التراث والفكر والفلسفة والثقافة،اشتهر باسمه المستعار الذي كان يكتب به في المنتديات الحوارية (أبو فهر السلفي).
ولد عام 1981 مـ الموافق لعام 1401 هـ في مدينة بورسعيد بشمال جمهورية مصر العربية.
معروف بنهمه للقراءة الذي صاحبه منذ السابعة من عمره،واقترب أكثر من القراءات الدينية والتراثية منذ الحادية عشرة من عمره.
له عدد من الكتب والتحقيقات القديمة كانت فيها بعض العجلة أو عدم الاستيفاء للأدوات لذلك ذكر أن ما يرضاه منها هو :
معجم التعريفات والفوائد والتقسيمات الاعتقادية في مصنفات ابن عثيمين - نشر : دار الكيان.
التعليقات المفيدة على منهج الأشاعرة في العقيدة - نشر : دار الكيان.
السبل المرضية لطلب العلوم الشرعية - والذي يقوم بإصداره كل خمس سنوات للتعديل فيه والإضافة، الإصدار الأول منه من نشر مكتبة التوحيد، والإصدار الثاني من نشر دار الفاروق بالمنصورة ثم الإصدار الثالث من نشر مركز تفكر للبحوث والدراسات.
شرح مسائل الجاهلية للألوسي- نشر : دار الكيان.
رياض الجنة شرح أصول السنة - نشر : مكتبة التوحيد. وقال عنه : ((باستثناء أني تراجعت عن الشدة وبعض العبارات التي غيرها أولى منها وبعض الحجج التي احتججت بها ولا أراها الآن صحيحة والتي في مبحث الإيمان وسط مناقشتي للشيخ ياسر،مع بقاء الرأي العلمي كما هو)).
أما كتبه الجديدة التي نشرت من بعد 2011 مـ
كتاب ((الدولة المدنية مفاهيم وأحكام)) والصادر عن المكتبة العصرية فقد اعتنى بها وخلت من أكثر عيوب تصانيفه السابقة.
كتاب ((واقع المسلمين بين فقه الاستضعاف وفقه التمكين )) عن المركز العربي للدراسات الإنسانية.
كتاب ((اختلاف الإسلاميين)) وهو كتاب فريد صدر عن مركز نماء للبحوث والدراسات ثم طبعة مصرية عن مركز تفكر، وهو أول كتاب يرصد اختلافات الإسلاميين في مصر بشكل مفصل وشامل.
كتاب ((صورة الإسلاميين على الشاشة)) صدر عن مركز نماء للبحوث والدراسات وقد قال عنه المؤلف أنه أحب مؤلفاته إلى قلبه.
كتاب ((جدل الدين والسياسية )) وهو من جمعه وتقديمه صدر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر.
كتاب ((ما بعد السلفية)) بالاشتراك مع الشيخ عمرو علي بسيوني وهو الكتاب الذي أثار جدلًا كبيرًا في الساحة السلفية بشكل خاص والساحة الإسلامية بشكل عام وما يزال الجدل حوله مستمرًا، والصادر عن مركز نماء للبحوث والدراسات.
كتاب ((جمع القرآن)) الصادر عن مركز تفكر للبحوث والدراسات وهو من أعما ل المؤلف القديمة وقد كان مطبوعًا في الكويت وأعاد نشره في معرض القاهرة للكتاب عام 2016.
استمتعت واستفدت كثيرا من الكتاب، يهدف الكتاب إلي إعطاء القارئ صورة دقيقة عن "خريطة الإسلاميين" في مصر: أنواعهم/ أفكارهم/ أهم رموزهم/ أسباب اختلافهم/ درجة اختلافهم ..الخ والتنوع الموجود في الساحة المصرية (بل في المشهد الإسلامي في كل مكان) يشكل تحديا كبيرا على الباحث، تحديا في استيعاب وتتبع مادة هذا الكتاب والتحدي الآخر في التخفف قدر الإمكان من آثر انتماء/آراء الباحث في وصف المشهد أو تقييمه. وهو ما نجح فيه الكاتب بامتياز -بل فاق توقعي في نجاحه على هذا الصعيد، فعندما استعرت الكتاب من الصديق سالم سألته عن رأيه فأشار إلي استغرابه من قدرة أحمد سالم على الوصف بتجرد قدر الإمكان وعدم إبداء انتقاداته لأفكار نحن نعلم مدى اختلافه معها، ولعل السبب هو الانطباع الذي لدينا عن الكاتب من متابعته على الشبكة وخطابه المتميز بنظرته النقدية- .. نرجع للكتاب
فكرة الكتاب هو حصر الاتجاهات الإسلامي وبيان أهم مميزات كل اتجاه وأهم رموزه وفي النصف الثاني من الكتاب نتعرف على اختلافات كل اتجاه مع الآخر والاختلافات الداخلية داخل كل اتجاه: ففي النصف الأول نتعرف على "خارطة الإسلاميين" من سلفيين (بمختلف اتجاهاتهم: السلفية العلمية/ السلفية الحركية/ السلفية الثورية/ السلفية الجهادية/ السلفية الجامية أو المدخلية) ثم الأخوان ثم الاتجاهات الأخرى (التنويريين / المؤسسة الرسمية -الأزهر- / الدعاة الجدد) وفي النصف الثاني يتم التطرق للخلاف بين كل هذه الأصناف، فتكتشف الفرق بين (السلفية والإخوان) و(السلفية والاتجاهات الأخرى) و (السلفية مع نفسها) كالاختلاف بين السلفية العلمية مع الحركية و مع الثورية ومع الجهادية ومع الجامية.. الخ وهكذا تخرج بصورة عن اختلاف كل فصيل مع الآخر وكل فصيل مع الكيانات التي في داخله.
أختم بملاحظات:
- قد يكون الكتاب مشتتا لمن لا يعرف قدر معين من تفاصيل الساحة المصرية/الإسلامية من قبل. - لم يتم التطرق لبعض الحركات الإسلامية لضعف أثرها (في مصر) أو لعدم فاعليتها في المجال السياسي كالصوفية والتبليغ. - التقييم حسب هدف الكتاب وهو:"غرضي الرئيسي من هذا البحث هو تقديم وصف دقيق قدر الطاقة وقدر ما تسمح به هذه النوعية من الدراسات التي تشتغل على مناطق فيها من الغموض بقدر ما فيها من الوضوح في أحيان كثيرة." ولم يخلو الأمر من لفتات نقدية بشكل واضح أحيانا وبشكل مضمر غالبا. - يجب مراعاة أن الكتاب يتحدث عن تاريخ معاصر لم يستقر بعد وقد تتغير مواقف أو آراء أو تحصل انشقاقات لم تذكر في الكتاب. - الكتاب يقع في أكثر من ٥٠٠ ص وفيه نقولات طويلة كان من الممكن أن يتم الاستغناء عنها إلا أن الكاتب فضل وضعها .. و من الممكن أن تقرأ خلاصة الكتاب في المقدمة (ص٢٣- ص٣٢) والخاتمة (ص ٥٤١- ص٥٥٤)
تحديث هذا رابط لحلقة تم بثها البارحة استضيف فيها المؤلف وتكلم فيه عن الكتاب:
كتاب إختلاف الإسلاميين بسبب إهتمامي بموضوع الإسلام السياسي وقناعتي الراسخة بأن هذا الدين هو دين دنيا وأخرة ودين مسجد ورئاسة وزراء ودين علم ودين عمل كان لزاما علي أن أفوت في المعترك الفكري لهذه الفرق ولهذه الأحزاب والجماعات خصوصا أني كنت من المتابعين لتفاصيل وأحداث الثورات العربية والدور الكبير للتيار الإسلامي فيها .
من المؤسف عدم وجود الكثير من المؤلفات من هذا النوع ففي الغالب تكون الكتب التي تتناول الإسلام السياسي والفكر الإسلامي مع أو ضد وتكاد لا تخلو من الغلو والشطب على الآخر بخيره وشره دون إنصاف وموضوعية وحتى قد يتجاوز الأمر ذلك إلى قراءة الإسلام السياسي من كتب الإخوة العلمانيين أو الليبراليين التي لا تكاد تخلوا من التشويه والغلو في إظهار الجانب السيئ .
مع أن الكتاب يأخذ التيارات الإسلامية في مصر كمثال وهو العنوان الفرعي إلا أن ذلك لا يفقده من قيمته شئ لعدة أسباب منها أن معظم المفكرين والكتاب والمنظرين الإسلاميين الذين ينتمون لهذه الحركات أثرهم الفكري والفعلي تجاوز حدود مصر إلى كل أرجاء العالم الإسلامي بل وحتى العالم الغربي يمكننا كقراء عرب تجاوز تفاصيل معينة وأسماء معينة لارتباطها بالواقع السياسي المصري فقط بالإضافة إلى أن الكثير من هذه التيارات أصبح عالميا كالإخوان المسلمين والسلفية الجهادية وإفرازاتها والسلفية المدخلية التي تسيطر على دول بأكملها في عالمنا العربي .
سؤال سألته لنفسي أكثر من مرة خلال قراءتي للكتاب أين أجد نفسي بين هؤلاء جميعا بتفرقهم واختلافهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لم أجد جوابا إلا قول مولانا جلال الدين الرومي وهو أنا مثل الفرجار ، بينما أقفُ بساق ثابتا على شريعة الإسلام .. ! أدورُ بالأخرى على اثنتين وسبعين ملة
قرأت النقد الموجه ضد الكتاب واستمعت إلى محاضرات مطولة بشأنه أنصح الجميع قبل الحكم على الكتاب أن يفعل ذلك إحقاقا للحق وللإنصاف .لأن هذا العمل عمل بشري معرض للخطأ .
من الممكن أن الكثيريين لديهم إطلاع على تفاصيل هذه التيارات ولا يرون في أنفسهم حاجة لقراءته لكن لدي رأي مختلف فقد كنت على اطلاع تفصيلي بشأن الكثير من الفرق المذكورة في الكتاب إلا أني لم يتح لي فرصة في يوم من الأيام أن أطلع عليها بشكل مترابط ضمن كتاب واحد الكتاب أضاف لي الشئ الكثير خاصة في الموضوع السلفي .هذا الكتاب تأسيسي لمن أراد التوسع في هذا المجال . لن أقوم بمراجعة المحتوى وتفاصيل الكتاب ففي الفهرس غنى عن ذلك .وعندما كنت أقرأ الكتاب أقول لنفسي الحقيقة أن الواقع لا يشير إلى أختلاف وإنما إلى خلاف وشتان ما بين الإثنين .
عندما أنهيت الكتاب إزددت تشاؤما من حال الواقع الإسلامي وزادني ذلك إصرار على مفهوم العلمانية الجزئية ليست علمانية الغرب المطلقة الشاملة والكارهة والحاقدة على الدين بل هي علمانية جزئية حتى تحفظ للدين قيمته وهيبته وتضع إطار عام للجميع يتحركون خلاله دون إقصاء بعضهم البعض ولتحقيق مفهوم المواطنة بشكل حقيقي يحفظ للدول حدودها ويحقق الإنسجام بين أبناء شعبها .
في النهاية أود التنبيه لأمر مهم وهو أن التركيز دائما يكون على أيات وأحاديث تحفظ للإختلاف قيمته لتحقق سنة لله في عباده وهي التدافع فالاختلاف هو ملح الأرض حتى لا تفسد إذا طغى عليها التماثل والتشابه وأصابها السكون لكن المشكلة في أن هذه الأدلة يتم إيرادها في الإختلاف لكن الواقع يشير إلى وجود خلاف بالتالي لابد من الإشارة إلى أدلة أخرى وهي :
وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ** وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا * حديث قدسي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ، وحقت محبتي للمتناصحين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، المتحابون فيّ على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء * أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أبشروا، وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم . قوله - صلى الله عليه وسلم - : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
أولا ..الكتاب مع غلو ثمنه إلا أنه يستحق حقيقة فطبعته متميزة ويبدو هذا عليها ثانيا..الكلام جيد جدا في تشريح الحالة الإسلاميية تشريحا مبدئيا كخطوة أولية لبدء عملية تشخيص أمراض الجسد الإسلامى من أجل العودة للجادة ثانية ثالثا...يعيب الكتاب التطويل نوعا ما وكان يمكن اختصاره لولا كثرة الشواهد وتكرار بعض الكلام الذي كان يمكن أن يستعاض عنه رابعا..جهد الكاتب في البحث والاستقصاء والإحالة متميز مع بعض تقصير في رد الحالة الاخوانية لأصحابها فغالبية ما تكلم عنه الكاتب استدل فيه بكلام من الطرفين اللهم فيما أذكر في الحالة الاخوانية فقد ذكر وعدد المثالب التي تكلم عنها الطرف المقصى او المفصول دون وجود نفس التوضيح والتفصيل في الجانب الآخر خامسا ...الكتاب جيد جدا وينصح به
هذا الكتاب البحثي من افضل ما قرأت لتوضيح و فهم حالة التيارات الاسلامية في مصر .....الكتاب مقسم الي جزئين في الجزء الاول من هذا الكتاب يستعرض المؤلف نشأة و تاريخ اهم الاتجاهات أو التيارات الاسلامية المختلفه بمصر في العصر الحديث الا وهي :
1- السلفية العلمية/النسقيه و أبرز الكيانات بها هي : - جماعة انصار السنة -الجمعية الشرعية -مجلس شورى العلماء
2- السلفية الحركية/السياسية و أبرز الكيانات بها هي: -الدعوة السلفية بالاسكندرية و ذراعها السياسي حزب النور -التيار السروري في القاهرة -سلفية دمنهور و ذراعها السياسي حزب الاصلاح -تيار التنظير العلمي السياسي في القاهرة -التيارات السلفية الثورية
3- السلفية الجهادية
4-السلفية المدخلية
5- الاخوان المسلمون ( بما يشمله من المحافظون و الاصلاحيون )
6- التيار التنويري أو العقلاني ( من اهم رموزه الفتره الحالية د.محمد عمارة و محمد سليم العوا و فهمي هويدي )
7-المؤسسة الدينية الرسميه (المتمثله في الازهر و الافتاء و الاوقاف)
8-الدعاة الجدد (مثل عمرو خالد و مصطفى حسني و معز مسعود و شريف شحاته)
ثم في الجزء الثاني يبين المؤلف اسباب و دوافع الاختلافات سواء داخل كل تيار او بين تيار و آخر مع التأكيد المؤلف على أن مرجعية الوحي تعتبر الاطار ا��جامع للاسلاميين في مصر بما فيهم تيارات التنوير الاسلامي في سعيهم لضبط الافراد و الجماعات و المؤسسات و سائر النشاطات و أن عامة ما يقع بينهم من خلاف يرجع اما الى اختلاف في تحقيق المناطات و اما الى اعتبارات غير معرفية تفرضها اسباب نفسية و اجتماعيه و تاريخية و سياسية و ثقافية و لقد آثرت الاقتباس بالنص من الكتاب لعرض هذا الجزء. فعلى سبيل المثال من الاختلاف السلفي السلفي نجد أن السلفية المدخلية تختلف مع باقي التيارات السلفية في مسالة طاعة الحكام و منع تكفيرهم و الخروج عليهم بدءا بالنصيحة و شروطها و انتهاءا بحكم عزل الحاكم الفاسق او قتاله ان وجدت القوة علي ذلك و ما يصاحب ذلك من عمل جماعي و تنظيمي...فالسلفية المدخلية تطرح مسار الصبر علي جور الولاة مع الالتزام بمنهج التصفية و التربية كمسار احادي للاصلاح و تجعله وحده هو منهج السلف في الاصلاح و التغيير و تصم غيره من المناهج باالبتداع و الخورج عن منهج السلف. ولذلت تفاوتت ردود الفعل التيارات السلفيه الاخرى تجاه التيار السلفي المدخلي, فبين من يضع التيار في خندق العمالة للحكومات و بين من يرى الخلاف في دائرة الخلاف السائغ او الشذوذ الفقهي و بين من يعتزل هذه السجالات اما بسبب التضييق الامني قبل الثورة او استحقاقات المرحله بعدها او لضعف في بنيته العلمية و التي لا تخوله للدخول في مثل هذه السجالات. و بالنسبه لاختلاف السلفية الجهاديه مع باقي التيارات السلفية ....فقد تشاركها بعض التيارات السلفية في الحكم بتكفير الحكام لكن يبقى الخلاف في المسار الاصلاحي او الخطوات العملية و الالزامات الجكمية التسلسلية التي ترتبها التيارات الجهاديه على الحكم بالتكفير .وهو ما تعتبره التيارات الجهاديه نوعا من المزاحمه لمشرروعها اما بدافع الخنوع و الخوف أو العماله للانظمة الحاكمه او نتيجه للجهل باصول التوحيد و بالمنهج النبوي في الاصلاح و تكرارا لنفس الاخطاء و التجارب التاريخية السابقة...أما بالنسبه للتيارات السلفية النسقيه فتتنوع ردود الافعال حسب تنوعات الخريطة السلفية ,فبين من يصب انكاره علي التيارات الجهادية لاعتبارات علميه اجتهاديه او اعتبارات مصلحية مع عدم التورط في الادانة العلنيه تحت شعار الغلو و التطرف و بين من يرى ان التيارات الجهاديه هي شذوذ عن المسار السلفي الاصيل و جنوح الي طرائق اهل الغلو من الخوارج و غلاة التكفيير فبين هذا و ذاك تقف عامة التيارات السلفية. اما بالنسبه لأبرز للخلافات بين السلفية الحركيه مع السلفية العلميه هي مسالة العمل الجماعي التنظيمي و المشاركة السياسية ...و اذ تتفق السلفية العلميه مع السلفيه المدخليه في رفض و انكار صور العمل الجماعي التنظيمي الا ان الفرق الرئيسي بينهم و بين المدخلية في هذه المسأله انهم يجعلونها نقطة مفاصله و سبب معركه بل يكتفون بالتنبيه العارض و الاشاره العابرة مع التجافي في ممارساتهم الدعويه عن هذا المسلك وهو ما جعل السلفيه العلميه اقرب من هذه الجهة الي السلفيه الحركيه و تسبب أيضا في توجيه المدخليه لانتقادات لاذعة للسلفيه العلميه بسبب هذا الموقف. أما بالنسبه للاختلاف بين اطياف السلفيه الحركيه ....فقد ذكر المؤلف انها ترجع الي اختلاف الطابع المرجعي لهم من جهه و الي الصراعات الفكرية التي خاضها التيار في فترات التكوين و كان له اثر في تشكيل الملامح الملامح الفكريه للتيار من جهه أخرى,فالدعوه السلفيه مثلا بنت منظومتها العلمية و الفكرية عبر نظر مستقل لأفرادها في الروافد الاربعة الرئيسيه و هي ( ابن تيميه-الدعوة النجديه-الالباني-سيد قطب) و كانت اختياراتها من هذه الروافد متنوعه و بحسب ترجيحاتها الخاصه,اما سلفية القاهره و مجموعة دمنهور فمع استقلالهم بالنظر الا ان الدور الرافد التيمي النجدي عندهم كان اعظم و ساعد في بلورته الخلاف مع الرافد الالباني المطعم بالمدخلية و المتمثل في الشيخ أسامة القوصي بالاضافة لارتباط محمد يسري ابراهيم بالرافد التيمي النجدي اكثر عبر علاقته بالتيار السعودي المسمى بالسرورية. أما بالنسه للاختلاف السلفي الاخواني ...فان افتقاد منهج الاخوان في التجميع لصفاء المنهج بالاضافة الى وجو انواع من الخلل في البرامج الاصلاحية الاخوانيه مع عدم العناية بالعقيده ولا بالسنه و الهدي الظاهر و التساهل في الخيارات الفقهية.جميعها ساهمت في تشكيل الصوره الذهنيه للاخوان في العقل السلفي و ساهم في بلورة اهم منطلقات الخلاف السلفي الاخواني الا وهو المنطلق الشرعي المنهجي.أما المنطلق الثاني للخلاف فيكمن في النظرة السلفية للمشروع الاصلاحي السياسي للاخوان و ما يصحبه من تنازلات....أيضا نجد ان نظر الاخوان لأنفسهم كممثل وحيد للوسطيه و نظرتهم للسلفية كفصيل منغلق سبب آخر للخلاف.و لابد الاشاره الي ان السلفيه المدخليه تصب أكثر نقدها علي الاخوان بل يمكن ان يقال ان مبنى صراع المدخليه مع التيرات السلفية الاخرى يرجع في مساحه كبيرة منه الي وصم المدخليه لهه التيارات السلفية بانها متأثره بالاخوان المسلمين.ولذلك فنقد جماعة الاخوان المسلمين و التحذير منها سواء بجناحيها البنائي أو القطبي يعد من اهم شواغل التيار المدخلي. أما بالنسبه لموقف السلفية الجهاديه من الاخوان فان الغالب علي الاختلاف الجهادي الاخواني هو التركيز علي محور الخلل العقدي الظاهر في مناقضة الرؤية السياسية للاخوان للشريعة بقبولها للديموقراطية العلمانية بالاضافة الي الانشغال بالتجميع التنظيمي علي حساب المنهج وهو ما أدى الى فساد الجماعة و جرها الى تنازلات سياسية متكرره في مسار الاخوان السياسي كذلك ما يميز الخلاف الجهادي مع الاخوان هو ما يسمى بالرؤية التخوينيه للمسار السياسي الاخواني سواء أن كان ذلك منهم بقصد أو انهم استخدموا من قبل الانظمة بغير قصد أو تأويل و اتركزت تلك النظرة على اصرار الاخوان علي المسار الاصلاحي السلمي فقط مع تبني حزمه من المفاهيم العقديه و الفقهية شديدة الاختلاف مع التيار الجهادي بالاضافه الي الانكار الدائم و البراءة المطلقة لكافة اعمال العنف و طرح انفسهم في نفص الوقت كبديل مباشر للتيارات الجهاديه (أنا أو التطرف) وهو ما جعل الخصومه بينهما تشتد....و بالنسبه لاختلاف السلفيه العلميه مع الاخوان فهي ضئيله ليست بحجم اختلافات الاخوان مع السلفية المدخليه او الحركيه او الجهادية بحكم أن خلو السلفيه العلميه من الطابع الحركي التنظيمي. نأتي الي اختلاف السلفية الحركيه مع الاخوان...فبالنسبه للدعوة السلفيه بالاسكندريه نجد أن الاختلاف التام في الرؤية الاصلاحية و الخلاف العقدي و الفكري و الفقهي يفسر نظرتها لحقبة حسن البنا علي انها خروج عن خط السلفية الذي تنتهجه هي و الحضور الدائم للصراع التاريخي في اواخر السبعينات وهي مراحل التكوين الاولى و الحساسة في ذاكرة الدعوة السلفية بالاضافة الي تقاطع مناطق النفوذ اهم اسباب الخلاف السلفي الحركي الاخواني و حال دون التقارب بينهما رغم الاشتراك في الرؤية الحركيه و كون التيارات الحركيه السلفية هي الاقرب الي منظومة المفاهيم الاخوانيه بالنسبه لباقي السلفيين...أما بالنسبه للاختلافات بين الاخوان و السلفية الحركيه في القاهره و دمنهو فهو اختلاف ذو طبيعة خاصه و منفصله تماما... و رجع ذلك للرؤية الداعمة و الواثق في الممارسة السياسية الاخوانيه و توصيفهم بانهم اجدر ان يخلى امامهم المجال ووصفهم بانهم رجال المرحلة و هذه الرؤية المتصالحه شكلتها منهجية التيار السروري -خاصة المصري- في التعامل مع اوجه النقص و الاختلاف المنهجي مع الاخوان و استعداده لاستيعابها داخل رؤيه منهجيه رحبه نوعا ما بالاضافه الي العلاقات الشخصيه الطيبه التي تجمع بين قيادات التيارين من جهة و عدم تقاطع دوائر النفوذ بينهم في الغالب لاتساع العاصمة و هو ما ادى الي قله سوابق الصراع التاريخي التي ظلت حاضرة توجه العلاقه بين التيارين في مناطق اخرى, في حين بقيت النزاعات العلمية القديمة في خلفية العلاقة بين التيار في القاهرة و بين الدعوة السلفية في الاسكندرية و جعلها اقرب لدعم الاخوان المسلمين اكثر من ميلهم لسلفية الاسكندريه. ننتقل الي اهم الخلافات بين التيار السلفي مع الاتجاهات التجديديه أو التيارات التنويرية......ففي حين نظر التيار التنويري للتيار السلفي علي انه فتنه وافده و امتداد تاريخي لغلاة الحنابلة تهدد التدين الوسطي المصري بما للتيار السلفي من تواجد شعبي و بما يتبناه من منظومة مفاهيمية صلبة عصية علي الاختراق علي خلاف البنية المفاهيمية المرنه للتيار الاخواني , نجد ان التيار السلفي ينظر الي التيارات التنويريه علي انها افكار حداثيه كلاميه تؤدي الي خلل في العقيدة و المفاهيم الاسلاميه . و بالنسبه للخلاف بين السلفيين و المؤسسة الرسميه...فنجد ان هذا الخلاف يعتبر حلقة جديده من حلقات الصراع السلفي الاشعري و السلفي الصوفي بالاضافه الي توظيف الدولة للمؤسسات الرسمية الدينية في صراعها مع السلفيين , و تماهي المؤسسه الرسمية مع مؤسسات الدولة في التوظيف السياسي للمؤسسات الدينية و تقديم المؤسسة الرسمية لنفسها علي انها المرجعيه الوسطية و الوحيده للاسلام في مصر. أما الخلاف السلفي مع الدعاة الجدد فيرجع الي ان الدعاة الجدد يعتمدون علي التأثير العاطفي أكثر من الخطاب العلمي فنتج عن ذلك أن المضمون العقدي و الفكري و الفقهي للدعاة الجدد جاء مخالفا للمنظومه السلفية بالاضافة الي ان الدعاة الجدد ينازعون التيارات السلفية علي نفس الشريحة من المحاطيين. ننتقل الي واحد من اهم الخلافات وهو الخلاف الاخواني الاخواني...وهو يتضمن اختلافات تنظيميه اداريه و اختلافات فكريه..وقد جاءت اكثر الختلافات حقبة التأسيسي من خلال المحور الاداري التنظيمي منتقد لسيطرة و مركزية القيادة على القرار داخل التنظيم مع تهميش للقواعد التنظيمية وهو ما يؤدي الي اضعاف قوة الجماعة الجماهيرية و المالية ايضا...بالاضافه الي خروج الجماعة عن خطها الدعوي و الدخول في مسارات و مؤتمرات سياسية مع التهاون في تطهير الجسد التنظيمي للجماعة لصالح الحشد و البناء التنظيمي.ثم جاءت أحداث التنظيم الخاص و ظهور الافكار القطبية لتزيد من حدة الانتقادات الموجهه الي خروج الجماعة عن مسارها الدعوي الاصلاحي الذي ارساه حسن البنا الي مسار غريب عن فكر الجماعة بالاضافه الي انه كشف عن ضعف المنظومه المعرفية لدي الجماعة و قابليتها للاختراق الفكري.أيضا نجد ان المرونه المعرفيه للاخوان سهلت ايضا اختراق المفاهيم التنويريه للجماعه (كما سهلت اختراق الافكار القطبيه للمنظومه الفكريه للجماعه من قبل) وهو ما أدي الي انقسام داخلي في الجماعه بين تيار اصلاحي و تيار محافظ . و اذا انتقلنا الي الاختلاف ما بين الاخوان و الاتجاهات التجديد الاسلامي أي التيارات التنويريه .... فسنجد أن تموج العلاقه ��ينهما يرجع لسبب اساسي الا وهو رغبة الاخوان في الاقتراب (علي خلاف رؤية حسن البنا الاكتفائيه) من رموز التجديد لما لهم من ثقل معرفي و حضور جماهير للاستفاده منهم معرفيا لمواجهة الانتقادات السلفية و الاستفاده منهم جماهيريا. لكن في نفس الوقت تدرك الجماعة خطورة الاقتراب اكثر من اللازم لما تحمله افكار التجديد من مضامين الاستقلال الفكري و التحرر العقلي وهو ما يهدد تماسك التنظيم ووحدته المعرفية وهو ما حدث فعليا في انشقاقات حزب الوسط. و اما بالنسبه للخلاف الاخواني مع المؤسسه الرسميه فيرجع الي رغبة الاخوان في الاستفاده من ثقل الازهر المعرفي السلفية و حضوره الجماهيري و كسر حدة الممانعة التي فرضتها المؤسسه الرسميه للحفاظ علي الصبغة الدينيه للمؤسسة و عدم ادخالها في معادلات الصراع السياسي و التنظيمي لصالح جماعة معينة. ننتقل الي الاختلافات التي نشأت بن التيار ا��تنويري و المؤسسة الرسميه...فنجد ان الخلافات هذه يغل عليها الطابع النقدي الذي توجهه التيارات التنويرية للمؤسسه الرسميه بغية تحفيزها لتقوم بدورها التنويري التاريخي من جهة و من جهة اخري لتقف بثقلها امام مد الافكار السلفية و التي لا تقوى التيارات التنويريه للتصدي لها منفرده. و في الماضي قوبل هذا التحفيز بسياسات تسويفيه ترجع الي تخوف الدوله من خروج المؤسسه الرسميه عن دورها المطلوب بالاضافه الي الركون المعهود و المألوف بعدم الرغبة الحقيقية في التجديد داخل المؤسسه الرسمية .لكن الوضع اختلف بعد ثورة 25 يناير بسبب المد السلفي القوي وهو ما استدعى المؤسسه الرسميه الي معركة البقاء.
اود أن اشير الي ان هذا الكتاب قد تم الانتهاء من تأليفه و نشره في عام 2013 اي بعد 25 يناير 2011و قبل 30 يونيو 2013 وكما هو معلوم الآن فقد تغير المشهد السياسي المصري بصوره كبيره.
اعتقد أن المؤلف قد نجح الي حد كبير في التزام الحياديه و بيان افكار كل تيار و كذلك الاختلافات بينهم...كما انه دعم بحثه بالمراجع و كذلك ذكر المصادر سواء من احاديث صحفيه او مقالات و فيديوهات علي الانترنت
كتاب جميل ومميز وقل مثيله في مصنفات عصرنا بداية، أنوّه إلى أن الكتاب لا يلائم من ليس مهتما بموضوعه، أو عنده اطلاع كاف على مختلف الحركات الإسلامية وأدبياتها، أو متابع وثيق لمسار هذه الحركات قبل وبعد الثورة المصرية ذلك أن الكتاب فيه تفاصيل مسهبة وأسماء كثيرة ونقولات طويلة وعديدة، ستصيب بالسأم من لا تنطبق عليه المواصفات أعلاه أما بالنسبة لي، فلقد استمتعت بالكتاب غاية الاستمتاع، ففيه تفاصيل ملأت الكثير من فجوات الاطلاع عندي، أو صححت قناعاتي أو غيرتها ويمتاز الكتاب، على صعوبة موضوعه، بالسلاسة السردية الفائقة، وهي ملكة تحسب للمؤلف، فلم أحس أثناء القراءة بالملل أو القفز من موضوع لآخر أو ثقل معالجة المواضيع أو غرابة التعابير والكتاب صار بالنسبة لي من المراجع ويعيب الكتب عدم إحالة بعض نصوصه على مراجعها، كما أنني لم يعجبني وضعه روابط اليوتيوب للمقاطع الشفهية التي استدل بها، وكان الأول وضع عنوان وتاريخ ومناسبة التسجيل، فالروابط قد تتغير أو تلغى فيصعب العثور عليها بدون مفاتيح أخرى
لا موطىء قدم فى الساحة الاسلامية المصرية و لكنها خاوية على عروشها ! الكتاب الوصفي شبة الموسوعى الذى يرسم خارطة واضحة للتيارات الاسلامية و يضع يدة على أهم نقاط خلافاتها يضع ايدينا ايضا على حقيقة مؤلمة ..لا تنظيم اسلامى يمتلك القدرة على تكوين مشروع ناجح .. فما بين التنظيمات الاسلامية من صراعات يغلب عليها الشخصنة و التعنت و التوقف عند الصغائر و تعظيمها ثم استمرارها عقود بعد عقود دلالتة واضحة على عجزهم عن الخروج من دائرة التحزب شديدة الضيق و ان بالغوا فى الانكار ,وشدة تناقض مواقفهم من القضايا الاساسية و ربطها بالعقيدة بحق او بباطل وصرف كل فصيل همتة لدحض حجج الاخر وهدم بنيانة (بنجاح يستحق التوقف عندة ) ثم الانشقاقات و التشظى الذى صاحب الحركات الكبرى و الصغرى حتى اضحت فصائل متعددة عبارة عن شيخ و بضع تلاميذ لة ونقيض ذلك من الحرص على التكتل و قوة التنظيم فوق كل اعتبار اخر ولو كان عقيدة المنتمين للتنظيم ذاتها وهى التهمة التى التصقت بالاخوان بانهم يقدمون الولاء على الجماعة على كافة المعايير ثم أستشرى فى غيرهم فى الفترة الضئيلة التى لاح فيها طرف مكسب سياسى متوهم , كل هذا كفيل باسقاط الجميع من اى رؤية مستقبلية متفائلة . الكتاب كنز لمن يريد فهم واقع التنظيمات الاسلامية و تاريخها فى ساعات وليس سنوات دراسة سهل القراءة , ثري ملىء بالمعلومات و المواقف الفارقة و الوثائق و الاحالات الخ والتى ستفاجئك الكثير منها مأخذى عليه تتعلق بالذوق الشخصى فى طريقة العرض و الترتيب واختيارات لموضوعات ونقاط كنت ارى التركيز عليها يستحق الزيادة او لم أجد داعياً لها ولكن لا أنتقص من الكتاب الذى جاء موضوعياً يقارب الحياد فى موضوع عز فية الانصاف . * تحذير : المهموم بالشأن الاسلامى خاصة و الشأن المصرى عامة سيثير هذا الكتاب شجونة حد الكئابة .
قراءتي لهذا الكتاب كانت مجرَّد (إطلالةٍ) سريعةٍ استثنائيةٍ على ما يُسمى (الكتب الفكرية) التي قرَّرتُ هجرها طوعاً، وقد أعادتني صفحاته إلى أيام الجموح والحماسة والبحوث المتلهِّفة الساعية لاستجلاء وجه الحق وسط تلك الفوضى العارمة، فوضى الشيوخ والتنظيمات والتوجهات والتصريحات والاتهامات والردود ومقاطع اليوتوب وغير ذلك مما شغل البال واستولى على الاهتمام خلال السنوات الأخيرة.
وهو كتابٌ قدَّمه كاتبه على أنه محاولةٌ لفهم (اختلاف الإسلاميين) فهماً صحيحاً مبنياً على الحياد، على اعتبار أن ذلك (الفهم) هو أول خطوةٍ ضروريةٍ في سبيل الإصلاح المنشود الذي ينبغي أن يبدأ من قلوب المختلِفين لينتهي إلى مظاهر الحياة العامة المتفَق على إرادة (أسلمتها) من طرف كل الشخصيات والجهات التي تناولها الكتاب.
الفكرة هذه هي في حدِّ ذاتها (طفوليةٌ جداً)، ولا تختلف في شيءٍ عن حماسة الشباب الصغار في (إصلاح الكون) كلِّه بواسطة خطبٍ رنَّانةٍ وكلماتٍ حارةٍ حول المثاليات والمبادئ السامية، ثم ليكتشفوا بعد سنواتٍ أن الأمر أكبر بكثيرٍ من أحلامهم الساذجة، وأن الواقع أعنف وأشدُّ من أن يصلحه كتابٌ واحدٌ أو حتى مكتبةٌ كاملةٌ من المجلدات المثالية.
وأما هذا الكتاب فقد بناه صاحبه على عملية (استعلاء) متوهَّمةٍ على جميع الشخصيات والتيارات الإسلامية الناشطة في الساحة، فكأن المؤلف قد رفع نفسه إلى برجٍ عاجيٍّ وجعل ينظر إلى الجميع من علُ، فهو إذاً يشرح لنا ما أسماه (خريطة الإسلاميين) في مصر! معتمداً في ذلك على مفاهيم وألفاظ وتسمياتٍ بعضها من عنده وبعضها لا يخلو من تحيُّزٍ واضحٍ لجهةٍ على أخرى.
وإذا كان معلوماً أن (الخريطة) أيَّ خريطةٍ لا يُنظر إليها إلا من (فوق)، فإنه تحصيل حاصلٍ إذاً أن الكاتب قد جعل نفسه في ذلك (الفوق) الذي ينظر منه إلى (خريطة الإسلاميين)، بل لقد نصَّب نفسه واضعاً لتلك الخريطة نفسها وراسماً لها، فكأنه يطلب من القراء أن ينظروا إلى الساحة الإسلامية من منظاره هو وحسب رؤيته وفهمه وتقسيمه لـ (خريطته) التي قدَّها من تصوُّراته وأوهامه!
فهي إذاً نرجسيةٌ عظيمةٌ ظاهرة، لا نجد إزاءها مفراً من تشبيه الكاتب حدث السن بـ (القط يحكي انتفاخاً صولة الأسد)، والحق أن الكاتب غير مؤهلٍ لا بحكم السن ولا بحكم التكوين العلمي لكي يبيح لنفسه هذا الاستعلاء المغرور والتكبُّر الصارخ، وأما (خريطته) فهي غير ملزمةٍ لأحد من المسلمين، ونقضها من أساسها أيسر من أن يُتكلَّف بيانه.
ولو أردتُ التعليق على الكتاب من وجهتيْ نظر (الشكل والمضمون)، فإني أقول:
- من حيث الشكل:
يوهمك الكتاب بضخامة حجمه أنه بحثٌ علميٌّ ثقيلٌ مبنيٌّ على أسُس، حتى إذا ما قرأتَه وجدتَ جلَّه عبارةً عن (قص ونسخ) من بطون الكتب والمقالات، وتفريغاتٍ لمقاطع اليوتوب! فالكتاب معظمه هو مجرد (نقول) مطوَّلة جعلت منه جسماً بديناً مترهِّلاً ينوء بشحوم الحشو الممل، وأما قلم الكاتب فنادراً ما نجده إلا في فواتح الفقرات وخواتمها، ولو أننا حذفنا النقول وأبقينا فقط على إنتاج الكاتب لما بقي من الكتاب إلا صفحاتٌ معدودات! ولبدا أمامنا بحجمه الحقيقيِّ مجرد جلدٍ على عظمٍ لإنسان لا لحم فيه ولا شحم!
هذا إلى أن النقول نفسها وطريقة سوْق الكاتب لها تعطي القارئ انطباعاً أنه جالسٌ في واحدٍ من مجالس الغيبة والنميمة والقيل والقال، فلا فائدة هنالك ترجى إلا الهذر والثرثرة ونشر الغسيل غسيل الجميع، وهذا في الواقع عائدٌ لتلك (الحيلة النفسية) التي يوهم بها الكاتب نفسه وغيره أنه خِلوٌ من التحيُّز مستوصٍ بالحياد والإنصاف، لكن هيهات هيهات...
- من حيث المضمون:
اخترع الكاتب من عند نفسه (خريطة) أسماها (خريطة الإسلاميين)، وسوَّى معالمها بناءً على مفاهيم واصطلاحات وتقسيمات لشتى الظواهر الإسلامية في النموذج المصري، ولعل (السلفية) كانت أوسع تلك التقسيمات إذ ضمَّ تحتها طوائف من التيارات يصل بعضها إلى التنافر التام والمعاداة العنيفة، بل واخترع من كيسه مفهوماً جديداً سماه (السلفية النسقية)!
ورغم ادعاء الكاتب التزامه الحياد في رؤيته لخريطته المزعومة، إلا أن رؤيته في الواقع شديدة التحيز بشكلٍ واضحٍ جداً، وما تقسيمه للسلفية أو السلفيات إلا نسخةٌ طبق الأصل عن التقسيم الإخواني لها، فهو ينظر إلى مفهوم (السلفية) من وجهة نظرٍ إخوانيةٍ صريحةٍ شديدة الوضوح، وأما انتقاؤه للتسميات فكان أيضاً من التحيُّز بحيث لم يراع موقف التيار المسمَّى من التسمية المخلوعة عليه، فقد اعتمد - مثلاً - تسمية (السلفية الجهادية)، فكأن ذلك إقرارٌ منه بـ (جهادية) ذلك التيار! ثم اعتمد لتيارٍ آخر اسم (السلفية العلمية)، وأعظِم بالعلم من انتماء! ثم نجد عنده (السلفية الحركية) ولا أدري ما موقف المنتسبين لهذا التيار من نسبتهم إلى (الحركية)! ثم نجد (السلفية المدخلية) وقد نسب التيار لشخص عالمٍ واحد، ومعروفٌ رفض أتباع هذه المدرسة وصفهم بـ (المدخلية)! وأيضاً هناك (السلفية السرورية) التي يرفض أتباعها بدورهم وصفهم بـ (السرورية)!
ثم إن الكاتب جعل جميع هؤلاء تحت مظلةٍ واحدةٍ هي (السلفية)، فـ (الداعشي) عنده و(المدخلي) سلفيان معاً! وهي قسمةٌ لن يوافقه عليها جميع من نسبهم إليها، كيف وهم جميعاً يُخرجون بعضهم بعضاً من مسمى (السلفية) التي يحتكرها كلٌّ لنفسه؟! فكيف يأمل الكاتب إذاً أن يسلِّم له أحدٌ بقسمته الخاصة هذه؟! وكيف يظن أنه بها يساهم في رأب الصدع في حين أنه لا يزيد الأوضاع إلا تمادياً واحتقاناً؟!
بل ما هي في الواقع إلا قسمةٌ (إخوانية) واضحة، وما من شكٍّ في أن الكاتب ينظر إلى مفهوم (السلفية) من منظار إخوانيٍّ لا ريب فيه، وكل تقسيماته لمن أسماهم (السلفيين) كانت بلسانٍ إخوانيٍّ فصيح.
ثم إن الإخوان أنفسهم لم يسلموا من نشر غسيلهم من طرف الكاتب، وحزب النور أيضاً، وكذلك من سماهم (الدعاة الجدد) والمؤسسة الدينية الرسمية... وينبغي أن ننتبه هنا إلى أن الكاتب لن يجني من كتابه هذا إلا تكثير أعدائه من جميع التيارات، إذ لا تيار منهم سيوافقه على ما قال عنه فيه، بل سيهاجمه السلفي والإخواني وحزب النور والقاعدي والداعشي والسروري والمدخلي والأزهري والحركي جميعاً، وذلك بسبب طبيعة الكتاب (المستفزَّة) للجميع بلا استثناء.
ولو أن الكاتب تعرض بالفعل لهجماتٍ شرسةٍ أجمعت عليها كل تلك التيارات لغمرته نشوةٌ عظيمةٌ ولأسكره تلذُّذٌ لا مثيل له، ولصاح قائلاً وهو يعزف على وتر المظلومية: "أرأيتم كيف هاجموني جميعاً على اختلاف مشاربهم؟! إن هذا هو الدليل الدامغ على أني مفكرٌ حرٌّ مستقلٌّ غير متحيِّز، وعلى أني قدمتُ عملاً فكرياً عظيماً غير مسبوق!"
إن كتاباً كهذا ما هو إلا محاولةٌ صبيانيةٌ مشاغبةٌ لاستفزاز الجميع، ويخطئ كل الخطأ من يظن أن أثراً سيكون له في توحيد الصف الإسلامي وإصلاح الأحوال الفكرية للأمة، بل كل ما سيحققه الكتاب هو إضافة رصيد ضخم جديد لحساب نرجسية الكاتب وتلذُّذه الشخصي وانتشائه الذاتي بدور المستعلي القادر على النظر إلى الجميع من فوق، من برجه العاجي الذي يتوهَّم أنه تبوأ مكاناً علياً في سدَّته...
وفي الختام أقول: ينبغي أن يكون هذا الكتاب وأمثاله مادةً تصلح لإجراء دراسةٍ نفسيةٍ واجتماعيةٍ على ظاهرة (مشايخ الآسك والفيسبوك) التي انتشرت بشكلٍ سرطانيٍّ في الآونة الأخيرة، وأبطالها صبيانٌ عابثون نصَّبوا أنفسهم (شيوخاً وعلماء)، ويتَّصفون جميعاً بدرجةٍ مهولةٍ من النرجسية وتعظيم الذات واحتقار الغير، فلا ينبغي إذاً أن يُنظر إلى كتاب (اختلاف الإسلاميين) أو (سمادير أحمد سالم) إلا على ضوء هذه الظاهرة الجديدة، ولا شيء آخر.
غالبا ما ينظر الناس للحالة الإسلامية العامة على أنها حالة واحدة متناسقة.. والذي يعتبر نفسه (خبيراً) في شؤون الجماعات الإسلامية يقسم الحالة الإسلامية إلى: إخوان وسلفية.. الأمر معقد جداً وليس بهذه البساطة أو 'السذاجة'، فإن الحالة السلفية تتشظى إلى مدارس مختلفة تختلف فيما بينها بدرجات متفاوتة، تبرز الاختلافات في حالتي السلفية (المدخلية) حيث الشدة على المخالفين حتى على بعض أبناء المدرسة، وفي الحالة السلفية (الجهادية) حيث الشدة على المخالفين والتي بدورها قد تؤول إلى شدة على أقرب المقربين وأبناء المدرسة ذاتها (كما هو حاصل الآن في الخلاف بين القاعدة وتنظيم داعش). كما أن المدرسة الإخوانية ليست مدرسة متناسقة كما يظن الكثير (كنت منهم قبل قراءة الكتاب)، فالمدرسة الإخوانية آلت إلى عدد من المدارس، وحصلت الكثير من التشظيات فيها منذ حقبة التأسيس قبل ما يقارب القرن إلى زمننا هذا، وما انشقاق عبد المنعم أبو الفتوح عنا ببعيد.. هذا الكتاب هو موسوعة معرفية لمن أراد أن يتعرف إلى الحالة الإسلامية وتشعباتها المختلفة في مصر خصوصا.. ويجب أن يكون في كل بلد عربي كتاب مثل هذا يحلل الحالة الإسلامية بجذورها وتشعباتها واختلافاتها، ظاهرة (نشر الغسيل) الصحية هذه يجب أن تعمم على كل الحالات الإسلامي في كل البلدان ، ولعلي -إن أمد الله بعمري- أقوم بعد الجامعة ببحث مشابه يتناول الحالة الإسلامية في لبنان :)
كتاب مفيد يطلعك على الاختلاف العظيم الذي فت عضدالحركات الغسلامية .. انتقاداتي عليه كثيرة سأجملها في وقت لاحق.. مما ينتقد على الكتاب عدم الدقة في الهدف ، وعدم التزام الحيادية في توصيف الحالة المدروسة.. إضافة إلى خلالات منهجية كثيرة ... حدثني شيخنا الدبيسي عن الكتاب في بيته قائلا ، غفر الله لهذا الشاب كان عليه ، يأتي ويسأل عوض الكتابة عني دون التثبت.. عموما كتاب جرئ لكن الفائدة المرجوة منه غير واضحة.. الإسلامي صاحب قضية وهدف ..وهكذا يبغي أن يبقى
وأفضل ما قد يفعله بك هذا الكتاب هو أن يجعلك تنأى بنفسك عن هذه الحالة المزرية التى وصل لها العاملون لﻻسﻻم وأن تبحث عن طريق جديد أول ما فيه ترك كل هذا الغبش ولزوم غرس النبى وصحابته "الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "
كتاب مهم و تأسيسي في مجاله ، مادته وصفية و تغلب عليه النقولات بحيث يضع القارئ أمام أفكار الإسلاميين بشكل مباشر ، و كذلك هناك التزام بالدقة في نقل مواضع الإختلاف و الخلاف بين التيارات الإسلامية ، يساعد الكتاب على فهم عميق للتيارات الإسلامية و الحالة الإسلامية مما يبصر القارئ بمواضع الخلل أو الزلات التي وقع فيها الإسلاميون . اتسم الخلاف السلفي - السلفي بشئ من الثراء نظرا للمساحة العقدية و الفكرية التي تنطلق منها التيارات السلفية ، و يتميز بذلك عن الخلاف الإخواني-الإخواني الذي غلب عليه الطابع التنظيمي عن الطابع الفكري ، اللهم إلا الإتجاه القطبي في الإخوان و يرجع ذلك إلى ضعف العمل الفكري و العلم الشرعي مقارنة بجماعة كبيرة ذات فروع كثيرة في حجم الإخوان المسلمين و كذلك يمكن إرجاع ثراء الخلاف السلفي السلفي عن الخلاف الإخواني الإخواني إلى الإستقلالية و الحرية النسبية و إتساع التيار السلفي عنه في الإخوان التي يغلب عليها التنظيم الصارم . يتبقى عندي نموذج الدعوة السلفية السكندرية الذي وقع في تناقضات و وجود نقاط مبهمة في تصرفاته و حركاته فتارة يمتنعون عن العمل السياسي و تارة يسارعون في المشاركة فيه و تارة يكفرون الديموقراطية و تارة يشاركون فيها بقوة مشاركة لا تتسق مع التكفير حتى لا يمكن فهمها في سياق مشاركة المضطر الذي لا يريد إفساح المجال للعلمانيين و الليبرالين، و أعتقد أنا هذا راجع إلى الطبيعة التنظيمية و المشاركة السياسية التي تفرض على العامل التحلي بقدر عالي من المرونة و وجهة نظري أنه يمكن -خلاصة- تقسيم التيارات الإسلامية بمختلف مرجعياتها الفكرية و العقدية إلى قسمين القسم الأول : الثابت المحافظ المتمسك بنظرياته و مرجعياته و أصوله و القسم الثاني : الحركي المتفاعل مع تطورات الواقع و الذي يتسم بشئ من المرونة في التفاعل مع الأحداث استجابة لها محاولا تقديم حلول للعوائق و النوازل و يدخل في هذا القسم من يتحرر من شئ من قواعده
مجهود هائل على مستوى الرصد والتصنيف وأحيانا التحليل رغم ضآلة مساحته وهو ما يُحسب للكاتب. كثير من الذكريات أحياها هذا الكتاب حول فترة السيولة السياسية ولهذا أراه مُزمَّنا وكان من الأفضل لو حاول الكاتب تجاوز الارتباط الزمني بحقبة ما حتى وإن كان من الصعب وقتها توقع انتهائها بهذه السرعة. افتقدت الحديث عن بعض التجارب التي اصطُلح على تسميتها باليسار الإسلامي، صحيح أنها لم تكن مؤثرة بشكل واضح ولكن هذا لا يعني غيابها بالكلية خصوصا وأن امتداد حزب العمل وهو حزب الاستقلال كان له وجود ولو رمزي خلال فترة السيولة تلك، ولا ننسى أن حزب العمل تلقف كثيرين من الطلاب الخارجين من الجماعات الكبيرة في السنوات الأخيرة لعهد مبارك.
أهم ميزة في هذا الكتاب أنه يُعد مرجع لكل أدبيات ومرجعيات الإسلاميين بمختلف طوائفهم. تستطيع بسهولة أن تعرف أهم أدبيات الاخوان أو السلفيين مثلا من هذا الكتاب.
استعراض تاريخي مفصل لأحوال الحركات الإسلامية في مصر وأفكارهم ورموزهم منذ ظهورها وحتى عام 2013 إلى ما قبل أحداث 30 يونيو، يمكنك من خلاله فهم ومعرفة الكثير من المعلومات والأسماء والقضايا الفكرية والشرعية التي شغلت عقول أبناء التيارات الإسلامية في هذه الفترة التاريخية، الاستعراض ممتاز، والتقسيمات التي بنى عليها الكاتب عرض رؤيته جاءت موفقة في رأيي إلى حد كبير، الكتاب ممتاز جدًا لمن يريد أن يعرف معلومات تفصيلية عن نشاة التيارات السلفية والجهادية وجماعة الإخوان المسملين خاصةً إن لم يكن متخصصًا في دراسة الحركات الإسلامية. يعيب الكتاب أن المؤلف لم يلتزم إلى حد كبير بأسلوب العرض فقط دون الحكم أو المراجعة رغم التزامه بذلك في مقدمته؛ خاصةً حينما كان يتكلم عن السلفية المدخلية مثلًا؛ فقد وجه إليها نقدًا لاذعًا في بعض الفصول، كما أنه لم يلتزم الحياد الكامل في عرض مواقف الإخوان المسلمين في صراعهم مع السلطة وفي فترة ثورة يناير، فتغافل عن كثير من السقطات والاتهامات الموجهة إليهم والتي كان ينبغي عرضها في السياق التاريخي الذي التزم به، أما في حديثه عن ��لتيارات السلفية فكان حديثه ناعمًا رقيقًا لطيفًا يكاد يفصح عن انتمائه العقدي والفكري إليهم. أنصح بقراءته لجميع المهتمين بشأن التيارات الإسلامية في مصر خاصةً وفي العالم الإسلامي عامةً.
كتاب اختلاف الإسلاميين لأحمد سالم يصف خريطة الإتجاهات الإسلامية الفاعلة في الواقع المصري (النصف الأول) والإختلافات فيما بينها (النصف الثاني). أُريدَ للكتاب أن يكون بحثا علميًا مجردًا من الرأي وهذه ميزة الكتاب الكبرى، وهو الأمر الصعب لما يحمله الموضوع نفسه من مساحة كبيرة للأدلجة والنقد، ولكن نجح أحمد سالم في مهمته إلى حد كبير، بيد أنه قد تسرب القليل من العبارات التي لاتليق ببحث علمي، على سبيل المثال وليس الحصر انتقاده لياسر برهامي بأنه "الوحيد من الدعوة السلفية الذي كان هاتفه وبيته مفتوحًا أثناء موجه الإعتقالات" موحيًا - بشكل لا يليق ببحث علمي - بتعاون ياسر برهامي مع الأمن. أعيب على الكتاب أيضا التطويل بدون داع في كثير من المواضع، والإقتباسات المطولة جدًا التي قد تصل إلى صفحتين أو ثلاثة للتدليل على وجهة نظر معينة، وقد كان من الممكن ذكر وجهة النظر والإحالة على المرجع، فلو تم ذلك كنا سنجد الكتاب قد اختزل ثلثه. كثير من الإختلافات التي ذكرت بين التيارات يعرفها المهتمون بالحركات الإسلامية، بالذات من المواقف السياسية والتحالفات والإختلافات بعد الثورة وهو ما أسهب أحمد سالم في ذكرها بشكل مطول، بيد أن أكثر ما استفدت منه هو ذكره للخلافات القديمة في الفترة من سقوط الخلافة حتى عصر مبارك. من أكثر المواضع المهمة بالنسبة لي في الكتاب هي مآخذ التيار الإصلاحي الإخواني على التيار المحافظ للجماعة، وقد ذكر ذلك بتركيز متزن في ص 496 - 503 فقد تم تلخيصها في نقاط محددة بشكل رائع، وإن كان من المفترض من باب الأمانة العلمية أن يأتي المؤلف بمآخذ التيار المحافظ على الإصلاحي أيضا. من الضروري قراءة كتاب قراءة نقدية في اختلاف الاسلاميين لأحمد مولانا بعد قراءة هذا الكتاب. في الأخير، الكتاب مفيد جدا لمن ليس له احتكاك بالتيارات الإسلامية فيُعطي نظرة تفصيلية على خريطة تلك الحركات، بينما ذلك الذي له نوعًا ما من الاختلاط بأي من تلك الحركات فالكتاب لا يخلو من الإفادة وإن كان الأولي قراءة خلاصة البحث في آخر الكتاب تفاديا للتطويل.
هذا الكتاب بالنسبة لي هو بدايةمعرفتي بأنواع السلفية وتصنيف السلفيين وخرائطهم ومناهجهم وما يتفقون عليه ويختلفون فيه وهو لذلك يزيل كثيرا من حيرتي وأنا أتابع المواقف العجيبة لبعضهم بعد الانقلاب والتناحر بين العديد منهم . هذا الكتاب صدر 2013 وواضح أن ذلك قبل الانقلاب العسكري على محمد مرسي ولذلك فإن قراءته الآن مدهشة حين ترى تنبؤات لشخصيات وكيانات تتحقق ، وحين تفهم جذور المواقف الحالية ودوافعها فتصير منطقية ومترتبة في سياق معين ليس عشوائيا كما كنت تظن ، أتخيل لو أعيدت كتابة هذا البحث _ بعد كل ما حدث ورصد أقوال ومواقف نفس الشخصيات _ سيكون أمرا ممتعا . كذلك استفدت من الكتاب فهم الكثير من مشاكل الإخوان الفكرية والتنظيمية ودوافع الانشقاقات خاصة انشقاق حزب الوسط . أما عن عيوب الكتاب فمنها التكرار الزائد والتطويل في النقل النصي وعدم وجود اتجاه للبحث تتفق معه او تختلف معه أعني عدم وجود رأي واضح للباحث يبلور كل هذا الكم من الشخصيات والمواقف والأقوال بالإضافة لبعض الأخطاء في تراكيب بعض الجمل وربطها ببعضها والتسطيح لبعض القضايا واختصارها بطريقة مخلة خاصة المتعلقة بالدعاة الجدد وعلاقتهم بالتيارات السلفية والإخوان .
ثري جدا وفي غاية الأهمية لأي مهتم بالحركة الإسلامية، لشموله لكل المكونات التي كان لها تأثير على امتداد القرن الماضي، كانت فائدته بالنسبة لي في كلامه عن النشأة بقدر كلامه عن الخلاف، لأنه فيما عدا بعض أجزاء الخلاف الإخواني الإخواني والخلاف داخل الدعوة السلفية بالأسكندرية كانت كل أجزاء الخلاف معروفة بالنسبة لي بل ويتم تداولها في البيئة التي نشأت بها والتي كانت متأثرة -بدرجة ما- بالدعوة السلفية، فأهميته تكمن في فهم الخريطة ومعرفة مربط الفرس في الخلاف بين كل جماعة والأخرى، وسأبحث عن بعض الردود على الكتاب التي أجلتها لحين الانتهاء من قراءته.
هناك أمر مهم وهو توقيت الكتاب الذي سبق أحداثا فارقة لربما كانت لتغير بعض الشيء في حديثه عن الخريطة الحالية كمثال الدعوة السلفية واعتراضها على تنازلات الإخوان السياسية والتي لم تترفع عنها منذ أن حالفت سيء الذكر، بل وفاقتها بصورة مخزية، وكذلك في الحديث عن شباب الإخوان والاتجاه الثوري الغالب عند قطاعات واسعة من الشباب الإسلامي عموما، حتى أني حين كنت أطالع الكتاب شعرت بأنه كتب في عقد مضى وليس منذ ثلاث سنين.
اولا مع عنون الكتاب = اختلاف الاسلاميين � حالة مصر نموذجا- العنوان الفرعي دقيق الي حد كبير حيث لا يمكن قياس او تعميم النموذج المصري علي باقي الاسلاميين في الاقطار الاخري. الكتاب رائع للغايه و يعتبر مرجع للمهتمين بفرز و تصنيف التيارات الاسلامية في مصر نظرا للجهد الكبير المبذول في جمع مادته الكبيره التي وصلت لحد الحشو في بعض الفصول . التعامل مع كمرجع معلوماتي ركز الكاتب في الجزء الاكبر من الكتاب متعلق علي الاخوان المسلمين و ربما له عذرة بسبب كبر حجم الجماعه و تاريخها الدعوي او السياسي و حتي الحركي ثم السلفيين ولكن ملاحظ انه قلص التركيز علي التيارات الجهادية لتكتمل الفائدة ينصح بقراءة نقد المهندس احمد مولانا بعنوان دراسة نقدية في كتاب اختلاف الاسلاميين- علي ما فيه من مأخذ هو الاخر
كتاب مهم جدًا لمعرفة الاتجاهات الإسلامية الموجودة في الساحة المصرية (السلفية منها والإخوانية والتنويرية والدعاة الجدد) ومعرفة الاتجاهات داخل كل تيار من هؤلاء ومعرفة الاختلافات بينها وأسبابها وموقف كل منها من الآخرين وغير ذلك. ربما الكتاب في طبعات قادمة يستفيض في الحديث عن الدعوة السلفية الإخوان أكثر من ذلك.
الكتاب جيد جدا ولكن وهذه شئ نفسي لم احب أن يذكر ممن هو حي في الكتاب وجعل هناك بعض الأطر العامة فالكتالب كان ممكنا أن يكون في نصف أو ثلث هذا الحجم لأن كثير من الأحياء يغيرون مواقفهم ، كما أنهم يرون أن هناك كلام مجتزأ وناقص على العموم خاتمة الكتاب والنتائج التي فيه نتائج صحيحة ورايي اعرضه ولا أفرضه :)
كتاب بحثي موسوعي, يسد فرجة معرفية في المكتبة العربية, و لا غنى عنه للمهتم بالحركات الإسلامية عموما. حرص الكاتب على التزام الحياد و أبدع في جمع المادة و توثيق الأقوال, لكن كثرة النقولات و الاستشهادات ساهمت في تطويل الكتاب.
كتاب رائع يرصد بدقة باحث متميز خلافات الإسلامين فى الفترة المعاصرة هذا الكتاب يعتبر من الكتب المرجعية فى وجة نظرى ..نعم قرأته ولكن من وقت لأخر أرجع لأراجع أو أتأكد أو أبحث عن معلومة جديدة
كتاب مهم جدا، أهم ما يميزه هو الموضوعية والتوثيق حيث لجأ الكاتب لكل ماهو معلن وموثق، لا يوجد غرف مغلقة أو تلفيقات، الكتاب يتحدث عن الإسلاميين واختلافاهم مع بعضهم البعض واختلافهم مع انفسهم واختلافهم مع الدولة او الكيان الاسلامي المؤسسي، الكتاب مهم للمتخصص والمطلع على الشأن العام او الشأن الاسلامي، الكتاب منظم جدا وبه نبذة بأوله وملخص بنهايته، مصر كانت نموذج الكاتب وهي مثال مهم للتنوع الذي تحويه. مرة أخرى كتاب مهم وأمين..
كتاب وصفي يؤدي المطلوب منه ويعطي صورة عامة عن اختلاف الإسلاميين في مصر. ينبغي أن ننبّه أن الكتاب يحوي تفاصيل وأسماء شخصية مصرية كثيرة قد لا يعرفها غير المصري لذلك قد تمر بك صفحات لا تفهم منها شيئًا.
كتاب جميل جدا يتكلم عن حالة الإسلاميين في مصر واختلاف المدارس السلفية علي حده ومفهوم السلفية .. تكلم المؤلف في مقدمة الكتاب عن تقبل النقد بصدر رحب مع أن المؤلف منذ ما يقرب من عام أو أكثر لم يتقبل نقدي له لأني خالفته في شئ علي صفحته بأدب علي الفيس وعملي بلوك .. فأرجو يتقبل تعليقي علي الكتاب الجميل ده "أقل كلمة تقال عن الكتاب". بدأ المؤلف بالحديث سريعا عن نشأة المدارس السلفية في مصر وعن المراحل الثلاث التي مر بها الإسلاميين منذ سقوط الخلافة العثمانية حتي قيام دولة الظباط الأحرار ثم مقتل السادات وحتي يومنا هذا وخصوصا بعد ما يسمي "بثورات الربيع العربي"، وهذا التقسيم كنت سمعته من الشيخ "محمد حسين يعقوب" في درس له بمسجده منذ فترة ذكر التقسيمات كما ذكرها الشيخ "أحمد سالم". ثم أنتقل إلي الكلام عن السلفية من ناحية المفهوم والمنهج وعقيدتهم في ذلك، وتكلم عن فهم السلف والفرقة الناجية وأي من الفرق الحالية هي الفرقة الناجية من مدارس السلفية المعاصرة !! وتحدث عن السلفية العلمية وعن مدارسها في مصر وأبرز شيوخها .. ثم تحدث عن السلفية الحركية وأبرز مدارسها الدعوة السلفية وحزبها السياسي حزب النور "وأري لو رجع الزمن بالشيخ أحمد سالم في تكلمه عن الدعوة السلفية وحزب النور لحذف الجزء ده نهائي لأنه يخالف ما عليه الدعوة حاليا كليا" .. وانتقل لفرع أخر من فروع السلفية الحركية وهو التيار السروري ثم الكلام عن الجبهة السلفية, ثم أنتقل للكلام عن التيار العام بقيادة الشيخ رفاعي سرور "رحمه الله" وطبيعة عمله .. ثم تكلم علي التيار الأكبر في تيار الإسلام السياسي "الإخوان المسلمين" من نشأتهم ومن مراحل الضعف والقوة والإنشقاقات في الجماعه .. ثم تكلم عن الإختلاف بين الحركات الإسلامية ,لكن الإختلاف "الإخواني الإخواني" له نصيب في الكتاب كبير من الحديث عن نشأته وعن اختلافاته وعن دوره حتي الآن. مما يؤخذ علي الشيخ "أحمد" في الكتاب من وجهة نظري "المتواضعة" أنه لم يتكلم عن شخصيات مؤثرة كالشيخ حازم والشيخ رفاعي والشيخ الشاذلي وسيد قطب.. لم يفيض في الحديث عنهم كما تكلم عن غيرهم، لأنهم جديرون بالذكر، وكذلك لم يفيض الحديث عن السلفية الجهادية كما تكلم عن السلفيات الأخري، والحشو الكثير في كتابه مما لا إفادة منه والتطويل والتكرار في بعض الإدلة .. ومن كلامه عن "السلفية الجهادية" بنعتها بأنها تكفيريون أو جماعات العنف.. ويوجد في الكلام عن "الجبهة السلفية" أخطاء ويعتبر لا يخلو الكتاب من أخطاء وبعض التلبيس, ومن ذكره لأشياء بتوقعه لم يثبتها بالدليل كما في الكلام عن الشيخ "محمد الدبيسي" بأن "أحمد سالم" ذكر أن الشيخ راضي عن ترشح أقرب التلامذة له مع أن إبن الشيخ نفي ذلك وأن الشيخ "محمد الدبيسي" لم يرضي له ترشحه, كذلك وصفه للشيخ "محمد قطب" فى كلامه بأنه تكفيرى, ومن ضمن التلبيسات عنده بأنه يصف "السلفية الجهادية بأنها جماعات عنف وجماعات تكفير ومن لم يقاتل معاهم يعتبر من الخوارج وإستشهاده ببعض فقرات من كتب غير الإسلاميين أو من بينهم خصومة واضحة كعبدالرحيم على وثروت الخرباوى وغيرهم. وأنه لم يفيض في ذكر السقطات التي وقع فيها حتي الآن "المداخلة والدعوة السلفية" رغم تكراره بأنه سلفي مستقل, رغم ذكره لسقطات كبيرة في منهج الإخوان المسلمين, أري أن أسلوب الشبخ في الكتاب يميل إلي كلام شيوخ الدعوة السلفية و المدخلية في بعض الأحيان.. وفي الأخر أحب أشكر الشبخ "أحمد سالم" علي مجهوده في الكتاب فقد أستفدت منه كثيرا، ويعتبر من أجمل الكتب قراءة لي حتي الآن، حتي وسع من أفكاري وأستفدت منه الكثير، وتعلمت منه أشياء كنت أجهلها.
كتاب متفرِّد في تأريخه وفهرسته للتيار ورسم خريطة له، وقد جاء في شكل دراسة، مهما كانت معيوبة، فهي دراسة موثّقة في مواضع كثيرة.. لم تكن آراءً و انطباعات مجرَّدة.. بل دعمتها دلائل وأقوال، بعضها ضعيف وبعضها مرود لسقوط عدالة الراوي (كثروت الخرباوي مثلًا)، لكنها تضعف البحث ولا تسقطه كليةً.. لهذا أجد من الواجب على كل رافِض للكتاب أن يصنِّف مقابله ما يسدُّ هذا الفراغ المعرفي في التاريخ المصري من جهة الإسلاميين.. تاريخهم السياسي و الدعوي والحركي .. لا أن يكتفي بمعارضات قصيرة مختزلة.. فيستحيل تقريبًا على من يريد فهم الحالة المصرية الإسلامية، قبل الثورة وبعدها بقليل، أن يجد مصدرًا جامعًا كهذا الكتاب.. من يردّه عليه أن يسعى بجديّة تامة في تصنيف كتاب بديل يسدُّ هذا الفراغ، أو يجمع الانتقادات كلها فيكون متممًا للكتاب الذي لن يكون هناك غنى عنه شئنا أم أبينا، لتفرّده في بابه.