لا أظن أنه يُمكننا أن نضع كتاب "أدب النسيان: ثقافة تجاوز الماضي" للكاتب "لويس هايد" داخل إطار واحد من فروع الأدب أو الكتابة، فالكتاب يُعيد تعريف النسي لا أظن أنه يُمكننا أن نضع كتاب "أدب النسيان: ثقافة تجاوز الماضي" للكاتب "لويس هايد" داخل إطار واحد من فروع الأدب أو الكتابة، فالكتاب يُعيد تعريف النسيان بل ويدعي بأن للنسيان أهمية هائلة، تساعدنا على المضي قدماً في الحياة، ومن خلال موضوعات مختلفة من الأساطير اليونانية، والأحداث الحقيقية التي تحمل وزناً هائلاً بداخل المجتمع الأمريكي، وقضايا شائكة، وتفاصيل شخصية ودقيقة كمرض والدته بالزهايمر، كل ذلك وأكتر موضوعين بشكل مرتب إلى حداً ما بداخل ضفتي هذا الكتاب.
أظن أنه يجب عليك أن تقرأ هذا الكتاب على مهل، ودون تسرع، فموضوعاته هائلة ومتشعبة، ولكن السبب الأكثر أهمية من ذلك، هو الفلسفة التي يطرحها "هايد" مع كل عنوان وحكاية، فكرة تُثير فيك تساؤلات وتُجيب عن تساؤلات أخرى، بمعنى أكثر دقة يجب أن نأخذ بنصيحة الكاتب وننسى أننا نقرأ هذا الكتاب عن عمد، ونعود لنتذكره من فترة لأخرى، لأنني أدعي أن أقصر الطرق للتذكر هي النسيان.
أثناء قراءة هذا الكتاب، ستعيد إكتشاف النسيان بل ويُعاد تعريفه بالنسبة إليك، ستنظر إليه بطريقة مختلفة، وأنه ليس سيئاً أن ننسى، بل على العكس، أحياناً، يجب علينا أن ننسى، لكي نتقدم إلى الأمام، وبكل تأكيد هذا تلخيص مُجحف للكتاب، فهو يحتوي على عدد هائل من الأفكار والفلسفات المختلفة، يصعب أن تُختزل في بضع كلمات، فقط تمنيت لو كانت طريقة تقسيم الفصول أكثر ترتيباً، شعرت بأن الترتيب يحمل ترتيب عشوائي منظم، وربما كان ذلك تأكيداً على ما أسلفت الذكر أنك تحتاج لتقرأ هذا الكتاب على مهل ودون تسرع أو الشعور بالحاجة الشديدة لإنهاء الكتاب. ...more
يطرح كتاب "لماذا يُريد الرجل وترفض المرأة" العلاقة الجنسية منذ أن كانت فكرة حتى التنفيذ وما بعده، ببساط "الجنس ليس منفصلاً عن الحب بل هو أقصى تجلياته."
يطرح كتاب "لماذا يُريد الرجل وترفض المرأة" العلاقة الجنسية منذ أن كانت فكرة حتى التنفيذ وما بعده، ببساطة وسلاسة وشرح يسير ويغوص في التفاصيل أحياناً ويكتفي بمعلومات من على السطح في أحيان أخرى، أسلوب "شريف عرفة" ممتع فيساعدك على تلقي معلومات ثقيلة بخفة، وكان يشوب الفصول عموماً خفة ظل ولطافة تجعلك تبتسم وذلك ذكاء من الكاتب في تخفيف المحتوى وخصوصاً أن الكتاب تأتي أهميته أنه يُمكن لأي إنسان في أي مرحلة عمرية -بعد الثامنة عشر- قراءته، فالعلاقة الجنسية في مجتمعنا يشوبها الكثير من الضلالات والخرافات والخوف من الكلام عنها إلا في أضيق الدوائر، ويأتي هذا الكتاب ليأخذ بيدنا ويوضح ويهدم ضلالات وعادات تجذرت في عقولنا فأصبح من الصعب تقبل غيرها. وأن يُقرأ هذا الكتاب يساعد في تفهم أبعاد العلاقة الجنسية بشكل سوي، مما يساعد بالتالي على حياة زوجية سعيدة بشكل أكبر، فكما ذُكر في الإقتباس بالأعلى، أن الجنس ليس مجرد علاقة روتينية نمارسها في الخفاء وبسرعة لشعورنا بالعار منها، بل هو عملية تساعدنا على التقرب من شريكنا بشكل أكبر وتفهمه والإنغماس في تفكيره والتقرب منه. كتاب يصلح لمن لديه إطلاع واسع ولمن ليس لديه إطلاع على الإطلاق، وهو واحد من الكاتب المهم قراءتها بلا شك. ...more
كتاب "لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى" هو بمثابة دعوة لفهم الكره، ونشأته، وما يترتب عليه من أفعال وأحاديث عنيفة تجاه الأخرون، فأنا مثلاً أحاول كتاب "لماذا نكره؟ أو كراهيات منفلتة مرة أخرى" هو بمثابة دعوة لفهم الكره، ونشأته، وما يترتب عليه من أفعال وأحاديث عنيفة تجاه الأخرون، فأنا مثلاً أحاول دائماً أن أُقلل من استخدامي لوسائل التواصل الاجتماعي وأحاول اختيار ما يُعرض أمامي بعناية، وعلى الرغم من ذلك، تنفلت كراهيات أمامي، وأجد نفسي أمام حشد هائل من البشر يسبون ويشتمون ويُنددون بالقتل لبعضهم البعض، فكيف ترعرع في وادينا الطيب كل هذا الكره؟
في الحقيقة، -كما وضح الكتاب- أن الكراهيات موجودة منذ الأزل، ووادينا ليس بطيب تماماً، ولكن ما كان يُقننها ويجعلها ذات تأثير أقل؛ هو انعدام وسائل التواصل الاجتماعي، لن يكون هناك جماهير تُهلل لفلان على حساب فلان، وتُندد بكره الأخر بناءاً على عرقه أو دينه أو أفكاره، بل وتتلذذ بقمعه، فمن المُمكن أن يتكاره طرفان، دون تدخل حشود، وهذا ما اضافته منصات التواصل الاجتماعي، كشيء من المفترض أن يكون ميزة، فاتضح أنه يزيد الكراهيات إلى أقصى حد، بل وأحياناً يخرج إلينا شخصاً مُعلناً كرهه أو عنصريته تجاه عرق أو دين أو فكرة من أجل حصد أكبر كم مُمكن من التفاعل، فأصبحت الكراهية بمثابة محتوى، بل ويكثر من يستخدمها كمحتوى، وستجد له مُهللون ومُناصرون بالطبع، فأصبح لدينا طُغاة إلكترونيين، يؤثرون على البشر، بطرق غير مباشرة، وستجدهم دائماً موجودين في أغلب المعارك الشبكية، ستجدهم في ذلك الفضاء الخيالي، مُمسكين بقواميس شتائمهم ولعناتهم، وعنصريتهم، والدليل على ذلك لن يكلفك أكثر من فتح مواقع التواصل الاجتماعي، وستجد اللايكات والكومنتات الإلكترونية تتعارك وتتقاذف، ولكن لهذا شأن أخر.
يطرح الكتاب فكرة أن الهوية تقوم على الكره، وهي فكرة ربما لن تتقبلها من الوهلة الأولى، ولكنك بعد التمعن فيها، ستجد أن أغلب الكراهيات في الحقيقة تقوم على الهوية، وكيف أن ديننا/عرقنا/وطننا، هو الأفضل دائماً، فنكره الآخر لاختلافه، أياً كان اختلافه فهو يبقى دوننا، فتستخدم السلطات ذات الشأن الهوية في خلق خطابات رنانة عن أفضليتنا التي وجدنا عليها نفسنا في أغلب الأحوال، ولنا في التجربة الهتلرية النازية مثال، وكيفية تحويله الهوية إلى معارك للكره، بل والقتل أيضاً، فالهوية تضمن التجييش، وبالخطابات المناسبة، ستضمن تحويل الجيش إلى مجموعة من القتلة بلا رحمة، وسيكون ذلك من وجهة نظرهم خدمة لهويتهم أياً كان مصدرها وطريقة تلقيها.
".. ولكسر دورة الكراهية المُتبادلة فإننا بحاجة إلى أخلاق المعاملة بالتي هي أحسن، وإلى روح المبادرة بالإحسان واحترام الآخرين ومراعاتهم بحيث يكون الواحد منا قادراً على المبادرة بالرد على الكراهية التي تستهدفه باحترام قد يكون صعباً وشاقاً على النفس، إلا أنه ضروري لتبدأ دورة الاحترام المتبادل. وعندئذ يمكن للاحترام أن يقاوم الكراهية ويقهرها، وعندئذ يُمكن أن نحلم بعالم بلا كراهية."
الجميل في الكتاب أنه على الرغم من سوداويته المُستقاة من واقعنا، فقد حاول أن يختم بأمل، أنه ربما من المُمكن أن نحلم بعالم بلا كراهية، وهناك طرق لذلك فعلاً، ولكن، هل سيدعونا نحلم؟ ...more
"تم الزج بالإنسان في مؤامرة من الأكاذيب. في عالم يتكيف مع الكذب، في مجتمع مبني على الأكاذيب وبيولوجيا اختلقت من أجل الكذب. ولهذا فإن كافة الأنشطة الإن "تم الزج بالإنسان في مؤامرة من الأكاذيب. في عالم يتكيف مع الكذب، في مجتمع مبني على الأكاذيب وبيولوجيا اختلقت من أجل الكذب. ولهذا فإن كافة الأنشطة الإنسانية مرتبطة بفعل الكذب."
كتاب "تاريخ الكذب" للكاتب الاسباني "خوان رنخيل" كان بمثابة مفاجأة جميلة بالنسبة لي، فبعد روايته المترجمة الأولى "مُخيلة قاتل"، تصورت أنني على موعد مع رواية من نفس العالم المجنون لاكتشف أن الكاتب جاد، عن تاريخ الكذب، كتاب يحتوي على جميع الأنماط المختلفة لتحليل الكذب، فلسفياً واجتماعياً ونفسياً، وحتى أدبياً، كيف أن الكذب حولنا في كل مكان، حتى في أبسط الأشياء وأشدها تعقيداً، حتى في الخرافات والخيال والحكايات، وأكثر الحقائق إثباتاً، هناك كذب خلفها، يتوارى، شعرت أن الحقائق تبدأ كإشاعة ولكن من كثرة ترديدها تُصبح حقيقة! فتلك الحقيقة المُثبتة هي في الأساس كذبة كبيرة، ساعدنا على وجودها وخلقها من العدم.
الكتاب مُقسم لفصول عديدة، كل فصل يسلم الراية للفصل الذي يليه بسلاسة، التنقل المرن والمنطقي بين مواضيع الفصول، ربما البداية كانت صعبة بعض الشيء وصادمة، لتعمقها في الأديان، والخلق والخليقة، وبعض الأفكار التي قد نختلف حولها، ثم التنقل إلى مواضيع أكثر ألفة وراحة، لتخرج من كل فصل بدهشة من الكذب الذي لم تتوقع أن يكون مُتجذراً في حياتنا بهذا الشكل.
لكن معلومات جامدة كالتي يقولها الكاتب كانت تحتاج لسمتان هامتان، لولا تنفيذ الكاتب لهما، لأصبح هذا الكتاب مُنفراً، فأولاً، طريقة نقل المعلومة والحكايات، لم تكن من قبيل أن الكاتب يفرضها عليك فرضاً ويُحاول إثباتها وإقناعك بها، لا، على العكس كما قال المترجم في مُقدمته؛ أنه قد نختلف مع الكاتب في بعض الأفكار، ولكن الكاتب كان يطرح المعلومات والأفكار كأنه يقولها لمجرد الذكر، لا اجبار في التصديق، وذلك خلق نوع من الراحة بينك وبين الكاتب، فعندما تختلف معه مثلاً في أي موضوع، سيكون من قبيل الاختلاف الحميمي الذي ينشأ بينك وبين صديقك، وليس من ذلك الاختلاف القوي الذي قد يُنفرك من قراءة باقي الكتاب. السمة الثانية هي طريقة سرد المعلومات بشكل قصصي بارع، فأضاف عنصر المتعة على المعلومات التي تُحكى، وأصبح من السهل تذكرها، وفهمها، وتلك هي السمة الأكثر أهمية في الكتاب التي تجعله مُختلفاً عن أي الكتب الجادة التي قرأتها من قبل.
ختاماً كتاب مُمتع وشيق، مبذول فيه جهد جبار من الكاتب، وذلك وضح من كم المراجع الهائلة في نهاية الكتاب، وحتى في خلال الفصول، مما بالتأكيد يُبين حجم الجهد الذي بذله المترجم في نقل كل ذلك بنفس السلاسة والمُتعة. والمحصلة النهائية هو كتاب تاريخي فلسفي اجتماعي نفسي، وبلمسة كاتب يعرف كيف يحكي ويقص، ويسخر بالطبع.
"من كل أربعة أفراد يعيشون حولك ربما يعاني فردًا من اضطراب نفسي. وهذا الإنسان قد يكون ضمن أفراد أسرتك أو جيرانك أو يسكن معك في الحي ذاته، أو يزاملك في "من كل أربعة أفراد يعيشون حولك ربما يعاني فردًا من اضطراب نفسي. وهذا الإنسان قد يكون ضمن أفراد أسرتك أو جيرانك أو يسكن معك في الحي ذاته، أو يزاملك في المدرسة أو الجامعة أو العمل أو النادي، أي أن مئة مليون إنسان في العالم العربي، وعشرين مليونًا في المجتمع المصري، يعانون من اضطراب نفسي ما، ونصف هؤلاء تقريبًا يعانون من الاكتئاب، وغالبهم لا يتلقى الرعاية النفسية المتخصصة، خاصة إذا كان يعيش في مجتمع يفتقر إلى أساسيات الرعاية النفسية مثل مجتمعنا."
نستهل بهذا الاقتباس الصادم الذي يُبين حقيقة وأهمية الكتاب، فالتطور التكنولوجي للحياة رافقه أيضاً تطوراً في الأمراض بأشكالها المُختلفة، وأكثر الأمراض شراسة هو المرض الخفي الذي لا ترى أعراضه واضحة، وهو المرض النفسي الذي لا تستطيع أن تلمس أعراضه وتحدد ماهيتها، ولا تُظهره أي فحوصات معملية، ولأننا تطورنا إلى حداً ما، فلم يعد المرض النفسي جنون ومس من الشيطان كما كان في العصور الغابرة –إل� أنه لا يزال هناك من يعامله بنفس المفهوم- فيُقدم هذا الدليل قائمة بالأمراض النفسية المُختلفة، بتحديثاتها وتطوراتها، طُرق لعلاجها، وطُرق التعامل مع المريض النفسي؛ الذي غالباً ما يُعامل بطريقة خاطئة تُسبب مُضاعفات لحالته.
المُرعب حول هذا الكتاب هو واقعيته، وكم أن الحياة هشة للغاية، وأن بعض المواقف التي تحدث لك في طفولتك ونشأتك، قد تحول حياتك الباقية إلى جحيماً، الصدمات والحوادث التي مررت بها في طفولتك تتطور وتكبر أيضاً فتصبح مرضاً نفسياً، فلذلك أؤمن أن عملية تربية الأطفال هي أصعب ما في الحياة على الإطلاق! كيف تُربي طفلاً سوياً في ظل مجتمع أعوج؟ كيف تجعله خالياً من العُقد النفسية والمشاكل التي تُصاحبها؟ كيف تجعله يخرج إلى هذا المجتمع غير السوي وتُطالبه أن يكون سوياً بعد ذلك؟ من أين لك التأكيدات التي تضمن أنه لن يتلطخ بهذا الاعوجاج؟ لذلك وُجدت مثل هذه الكُتب لكي نقرأ عن الأمراض النفسية، ونفهم طريقة التعامل مع أشكالها المُختلفة، فجميعنا قد مسنا الضُر، بدرجات مُتفاوتة بالطبع، وإنه في أفضل الاحتمالات قد اصابك اكتئاب في مرحلة من حياتك بسبب فقدان شخص على الأقل، أليس كذلك؟
لغة الكتاب جعلته يُوجه إلى المُتخصصين وغيرهم؛ فكانت الكلمات العلمية المُستعصية على الفهم سهلة وبسيطة، تصلك المعلومة وأعراض الأمراض بسهولة ويسر، دون تعقيد، ربط بعض الأمراض بأشخاص وحكايتهم كان جيداً، ويُسهل ويوضح أكثر أعراض كُل مرض.
بعد كل مرض كان يضع الكاتب "د. نبيل القط" قائمة بطريقة التعامل مع الحالة، وكان أغلب الأمراض يتطلب وجود شخص من أجل المريض، سواء كان من الأصدقاء أو من العائلة أو زوج/زوجة، فالمرض النفسي وطأة ثقيلة على النفس، تجعل أشد البشر يرتجفون هلعاً وذُعراً، فلا مجال للتردد من طلب المساعدة لو أدركت ذلك، وكان الله في عون من لا عون لهم، من يواجهون هذه الأمراض التي يتخللها خيالات وضلالات؛ وحدهم.
هذا الكتاب في غاية الأهمية، فهو طريقة جديدة لفهم المرض النفسي والتعامل معه، وبما إننا في زمن يكاد يكون مُستحيلاً أن تجد شخصاً سوياً مُتزناً خالياً من الأمراض النفسية، فذلك الكتاب هو ضرورة لأي مكتبة منزل، يجب قراءته مرات عديدة وبتأني، فمن يعلم من سنكون هناك لأجله لنساعده أو يُساعدنا. ...more
قبل قراءة الكتاب، وجدت نفسي أتسائل: من يسأل لماذا ننام؟ نحن ننام لأن النوم مُتعة. وبعدما أنهيت الكتاب؛ أصبحت على قناعة تامة، أننا لا بُد أن ننام لأن ا قبل قراءة الكتاب، وجدت نفسي أتسائل: من يسأل لماذا ننام؟ نحن ننام لأن النوم مُتعة. وبعدما أنهيت الكتاب؛ أصبحت على قناعة تامة، أننا لا بُد أن ننام لأن النوم؛ ضرورة واجبة علينا. ضرورة. دائماً ما تكون عملية النوم بالنسبة لي غير مُشبعة، وأتضح أن عدم التشبع ذلك آتي من السلوكيات الضارة التي كُنت أتبعها في سلوك نومي؛ وإن من مميزات هذا الكتاب أنه سيجعلك تنظر إلى سلوكيات نومك وتُعدلها في أسرع وقت مُمكن. هذا كتاب يُغير طريقة حياتك؛ للأفضل.
"إلا أن "بومات الليل" ليست "بومات" بمحض اختيارها. إنهم أشخاص مُقيدون ببرنامج زمني "متأخر" بفعل تركيبتهم الوراثية التي لا يد لهم فيها. فالأمر ليس غلطة يرتكبونها عامدين، بل هو قدرهم الوراثي."
أعلم جيداً أنني من بومات الليل، أحب أن أسهر في الليل كثيراً وأستيقظ ظهر اليوم التالي أو قبله قليلاً، ولكن الحياة العملية تفرض علينا أن نستيقظ مُبكراً، وننام مُبكراً.. ووجدت تفسيرات مذهلة لعدم تركيزي وفقدانه في كثير من الأوقات.
"من هنا، فإن نوم حركة العين السريعة يُمثل عاملاً مُساهماً جديداً، من بين عوامل أخرى، أدى إلى تطورنا الذي مضى بسرعة مُدهشة إلى أن صرنا جماعة اجتماعية متفوقة مُهيمنة على مستوى الكرة الأرضية كُلها."
الكتاب لا يكتفي بالحديث عن سلوكيات النوم المُتبعة، ولكنه يتحدث عن تاريخ النوم، بالطبع لم يقول كيف بدأ؟ نحن وجدنا أنفسنا ننام، ولكنه وضع نظرية لا بأس بها في هذا الصدد. الكتاب على ضخامته، لم أشعر بملل -رُبما لأني قسمت الكتاب على مدار شهرين؛ أن أقرأ ولو فصل واحد كُل يومين- وكان ذلك مُفيداً لكم المعلومات الهائلة الموجودة في الكتاب.
"لقد حددت دراسات أجريت على المراهقين الصلة القائمة بين اضطراب النوم والأفكار الانتحارية ومحاولات الانتحار والإقدام الفعلي على الانتحار بعد استمرار أيام من هذه الحالة."
الكتاب تناول أيضاً آثار النوم السلبية على كُل الفئات تقريباً من المراهقين حتى كُبار السن مُفصلاً؛ وذلك كانت أكبر ميزة في الكتاب أنه مُفصل موثق بالمراجع.. لا يتكلم عن إحصائيات إلا وتجد المرجع في نفس الصفحة، وخصوصاً عند الحديث عن حوادث الطُرق الناتجة من عدم حصول السائقين على نوماً كافِ.
"صارت منظمة الصحة العالمية تعتبر قلة النوم على المستوى المجتمعي نوعاً من وباء صحي عالمي."
قام "ماثيو ووكر" في آخر فصول الكتاب بجلد المديرين وأصحاب العمل والطريقة غير الآدمية التي يتعاملوا بها مع الموظفين، وضحكتُ كثيراً عندما تذكرت أن هُناك بعض الأعمال التي يكفيك أن توفر فيها قوت يومك وتعمل يومياً أكثر من 13 ساعة، بكل تأكيد يحتاج أصحاب الأعمال لوقفة، ولكن من يقف لهم؟ ولجشعهم؟
كما أسلفت الذكر تحول النوم بالنسبة لي من مُجرد مُتعة أختم بها يومي إلى ضرورة لا بُد أن أضبط سلوكياتها المُتبعة وأن لا أكتفي بمُجرد النوم لـ8 ساعات، ولكن السلوكيات المُصاحبة للنوم كإطفاء الأنوار وعدم الأكل قبل النوم، وعدم ممارسة الرياضة قبل النوم بثلاثة ساعات، ونصائح أكثر وأكثر ستجدها بداخل هذا الكتاب المُمتع والهام. والذي لو أستطيع أن أرشحه لأحد، فسأرشحه لأي شخص أعرفه ولا أعرفه. النوم ليست مسألة الخوف على تدهور صحتك فقط، ولكن عدم إنضباطه قد يُدمر صحتك النفسية وطريقة تفكيرك ويجعل الدولة تخسر ملايين، وصدق أو لا تصدق؛ قد نصل بسبب النوم إلى الإنقراض إذا لم نقف وقفة جادة وفعالة تجاه النوعية بالنوم. ستُصبح نصيحتي لأي شخص بعد قراءة هذا الكتاب: ما تجرب تنام 8 ساعات يومياً لمدة شهر؟
"فإذا فقد طفل اعتماده على أمه وشعر بانحلال رابطة الحُب بينه وبينها، وما يترتب على ذلك من حماية ووقاية امتلأ قلبه بالخوف وخشى الوحدة والعزلة وكان ذلك أ"فإذا فقد طفل اعتماده على أمه وشعر بانحلال رابطة الحُب بينه وبينها، وما يترتب على ذلك من حماية ووقاية امتلأ قلبه بالخوف وخشى الوحدة والعزلة وكان ذلك أساس الاضطرابات العصبية في مستقبل حياته، إذ يفقد الثقة بالنفس لمواجهة صروف الحياة، ويسوده إحساس بالوحشة وانعدام الأمن، فلا يستطيع التغلب على العقبات، ويُصبح عاجزاً عن تحمل المسئوليات."
ذلك الإقتباس رُبما يُعبر ولو بشكل بسيط عن محتوى الكتاب، فالكتاب عن مُسببات الخوف.. وكيف أن ما نخاف منه حالياً سببه الطفولة وما جرى بها. الكتاب قد تجده كتاب علم نفس في المقام الأول ولكن هُناك مسحة من الفلسفة الخاصة أضافها الكتاب على مدار فصول الكتاب.. رغم أن الكتاب صغير الحجم، ولكن الكاتب وفى وشرح العديد من الأشياء حتى وصل إلى خوف الدول وخوف الشعوب وكان أسلوبه بسيط وغير مُتكلف.. أسلوب واضح تصلك المعلومة بدون أن يكون الكلام ثقيلاً عليك.. وتلك هي نقطة تميز الكتاب بكل صراحة.. ستشعر أن الكاتب يجلس بجانبك ويشرح لك بكل بساطة وبالأمثلة وستفهم.. ذلك الشيء الغريب الذي يُسيطر على أغلبنا.. الخوف.
فمن منا لا يخاف؟ يخاف الموت.. يخاف من مُديره في العمل.. يخاف من والده.. تخاف من الفقدان والوحدة.. كُل ذلك مذكور بين دفتي هذا الكتاب.. الذي رُبما يجعلك تفهم كُنه ذلك الشيء الرابض في أنفسنا.
أصبح "الأهواني" من الكُتاب الذين سأبحث عن أعمالهم واقتنيها.. فذلك الكتاب كان مدخلاً جيداً لكتاباته العديدة والمُتميزة....more
كتاب علم نفس مُبسط للمفاهيم الكبيرة في كلام عامي.. بصراحة الكتاب لم يكن جيد جداً ولكن به بعض الأشياء التي تجعله مقبول.
شعرت في بعض الأحيان أن بعض الكلا
كتاب علم نفس مُبسط للمفاهيم الكبيرة في كلام عامي.. بصراحة الكتاب لم يكن جيد جداً ولكن به بعض الأشياء التي تجعله مقبول.
شعرت في بعض الأحيان أن بعض الكلام مُكرر.. ومن تلك التكرارات موضوع "الدخول في علاقة" الذي شعرت أنه حل لكُل المشاكل النفسية! وأيضاً في أحد فصول الكتاب تكلم الكاتب عن الحضن وأن الإنسان الطبيعي يجب أن يحصل على 12 حُضن في اليوم وفي هذه الجزئية بالذات لن أعقب! :"D
شعرت في بعض فصول الكتاب بالمثالية وأن الكلام المكتوب لا يُمكن تحقيقه على أرض الواقع.. وبالأخص لو كُنت مصرياً فذلك الدرب من المستحيلات.