أحمد بن حنبل رابع ائمة اهل السنة , ورجل النصف الأول من القرن الثالث. كان إماما في الزهد والورع والتعفف . إماما في الفقه والعقيدة والحديث والصبر على اشد البلاء في سبيل انقاذ السنة
ولد الإمام أحمد في بغداد وهو عربي النسب من جهة والده وامه , نشأ يتيمًا مثل الإمام الشافعي , كان أبوه فارسًا مات شابًا في الثلاثين جده حنبل بن هلال , من رجال الدولة العباسية المرموقين . فنسب الإمام لجده بسبب شهرة جده ومكانته , حيث ان المرء ينسب لأشهر اجداده وإن كان جد بعيد ينتمي الإمام لقبيلة شيبان وهي من أشهر القبائل الربيعية وأعظمها في الجاهلية والإسلام
أُبتلي الإمام أحمد فأحسن البلاء وصقل نفسه ولم يتخلى عن كلمة الحق وقف شامخًا أمام المعتزلة والمنافقين المحرضين عليه في زمنه ولم يرضى بالباطل لايستطيع ان يقرأ إنسان سيرة الإمام أحمد بدون ان يُصاب بالدهشة على ورعه وتقوته وحبه لدينه وسنة نبيه , وقوة عزمه ومخافته من رب العالمين وصبره
لم يكن الإمام يقبل عطاءات الخلفاء وهداياهم وأموالهم , وكان يُكرِه على أبنائه قبول العطايا منهم ,حتى انه قاطع أبنائه بسبب هذا الموضوع وذلك لأنه يرى أن هذه الأموال , المسلمين أحق منه بها . نشأ الإمام بنشأة علمية متينة , وتعلم على يد علماء بارزين من أهمهم الإمام الشافعي الفضل يعود في تربيته المتينة هذه وجلده على العلم من بعد الله والدته رحمها الله فكانت تحببه لطلب العلم ولاتطلب منه ان يعمل ليطعمهما , إنما كانت تحزن حزنًا شديدًا عندما ترى ولدها يعمل ليؤمن لهما لقمة العيش وينشغل عن حلقات العلم
قال العلماء وقفتان في تاريخ الإسلام لولاهما لأنحرف الإسلام , موقف الصحابي والخليفة أبو بكر في الردة , وأحمد بن حنبل في خلق القرآن .
اعتزم أحمد جمع الحديث من بلاد الحجاز والشام و العراق، فبذلك الوقت كان المحدثّون منتشرين في كل الأراضي الإسلامية لطلب العلم وخدمة الحديث حيث انه قيل :من اراد الحديث , خدمه بالنظر فيه . لذا كان الإمام أحمد كثير السفر لأخذ العلم
رفض أحمد أن يكون قاضي اليمن ، مع أن الذي عرض عليه في هذا المنصب شيخه وأستاذه الشافعي ؛ ليخفف عنه مشقة السفر ، ويسهل عليه السماع من عبد الرزاق بن همام الذي كان بن حنبل يتلقى العلم منه ، لكنه رفض بحزم ، وقال لشيخه الذي يُكنّ له المحبة والاحترام : إن أعدت هذا العرض لم ترني عندك لأنه لا يرى صحة العمل لسلطان لا يراه كامل العدالة ؛ وهنا نجده يختلف عن شيخه ، فالشافعي ( مع إدراكه لمقدار عدم عدل الحكام ) قبل ولايته باليمن، يرى إقامة العدل واجبة ولو كان الداعي له غير عدل في ذاته ؛ لأنه إن عمِل ، لا يعمل لحساب من ولاه ، إنما يعمل لله ،، فما دام المولى يجد في نفسه الكفاية للعدل تولّى . . هذا نظر الشافعي ، أما أحمد ومثله من قبله أبو حنيفة ، فقد كان يرى في التولي من قبل الظالمين معاونة لهم
محنة خلق القرآن
الجعد بن درهم .. أول من عُرف بإثارة فتنة خلق القرآن ، أيام هشام بن عبد الملك ، فأرسله هشام إلى والي العراق خالد القسري ، وأمره بقتله ، فقتله يوم عيد الأضحى بعد صلاة العيد . .
بشر بن غياث المريسي ظهر في عهد الرشيد ، وقال بخلق القرآن فحلف الرشيد إن ظفر به ليقتلنه ، فبقي مختفياً طيلة حكم الرشيد ، فلما مات وأتي عهد المأمون ظهر ، ودعا إلى الضلالة ، وكان له أثر في عقيدة المأمون . . فبدأت محنة الإمام إبتداءًا من المأمون الى أن انهاها الخليفة المتوكل , في حين أن هذه المسألة قد اخذت 17 سنة من حياة الإمام
كتاب رائع وباهر , يدرس تفاصيل حياة الإمام أحمد بن حنبل من الصغر للموت من جميع النواحي فهو يمثل مرجع موثوق لمن أراد البحث عن شخصيته وعن حياته , والمسارات التي مشى فيها ومعاناته بالتفصيل مع محنة خلق القرآن الكريم
أسلوب الدكتور طارق السويدان المشوق يجعل كتبه تناسب جميع الأعمار بوجود الرسوم التمثيلية , والتلخيص تحت كل فقرة , والتنسيق الرائع و الممتع والجاذب الذي يجعلك تستمتع اثناء القراءة لا أستطيع انقاص نصف نجمة للكتاب , لا يوجد به ثغرة . الكتاب تفصيلي لمن اراد التعمق بحياة الإمام , ولمن اراد القراءة بشكل عام سنجد تلخيص بسيط لكل فقرة مع الرسوم التي تجعلك تتخيل موقف الإمام والمعتزلة والناس حوله وفي حياته
سلمت يدا الكاتب , وللأمانة أنا من أشد المعجبين بمؤلفاته وفديوهاته الرائعة المتنوعة في مواضيع وشخصيات مهمة في التاريخ وكتبه تُعتبر بالنسبة لي من أهم الكتب التي تفيد العقل والقلب
انصح بشدة لمن اراد معرفة سيرته أكثر والتعمق بها مشاهدة المسلسل الرائع :الإمام أحمد بن حنبل الذي ابدع به اسياد الشاشة العربية واتقنوا الأدوار كاننا فعلًا نرى الإمام أحمد ومامر وعانى منه
الرائع علي عزت بيغوفيتش! الفيلسوف الذي كتب "الإسلام بين الشرق والغرب"، والسجين الذي كتب "هروبي إلى الحرية"، والمحامي الذي كتب "عوائق النهضة الإسلامية"الرائع علي عزت بيغوفيتش! الفيلسوف الذي كتب "الإسلام بين الشرق والغرب"، والسجين الذي كتب "هروبي إلى الحرية"، والمحامي الذي كتب "عوائق النهضة الإسلامية"، والسياسي الذي كتب "الإعلان الإسلامي"، و المُفكِّر الذي كتب "أسئلة لا مفر منها"، والرّئيس الذي كتب "سيرة ذاتية"، على هذا الكوكب أن يكون مُمْتناً أن رجلاً مثله قد مرَّ به يوماً!
علي عزت بيغوفيتش احد اهم الرجال المسلمين المتمسكين بدينهم في هذا العصر الحديث الذي كثر فيه المنسلخين عن الدين والمنافقين الذين يشددون بأنهم من محبي وناصري الإسلام وماهم بذلك , علي البطل الناصر للإسلام والفيلسوف المتسامح والمناضل القوي
عندما كان رئيساً للبوسنة حضرَ إلى صلاة الجمعة متأخراً، فأوسعَ له المُصلُّون الطريق ليصل إلى الصف الأول، فقال لهم: هكذا تصنعون طواغيتكم!...more