التقاط اللهب - الجزء الثاني من ثلاثية مباريات الجوع =================================================
تتابع الكاتبة كولينز في هذا الجزء مسيرة روايتها الالتقاط اللهب - الجزء الثاني من ثلاثية مباريات الجوع =================================================
تتابع الكاتبة كولينز في هذا الجزء مسيرة روايتها الشيقة في رسم الثورة ضد الحكم الظالم . ويتصف هذا الجزء عن الجزءين الآخرين بكونه أكثر الأجزاء إثارة ، فلا تكاد تنتهي من فصل حتى تجد نفسك مشدوداً رغماً عنك لتتابع بقية الفصول .
أدبياً ، لا يختلف مستوى هذا الجزء عن غيره ، ولكن بشكل غريب وجدت نفسي مستمتعاً بأسلوب الروي من منظور البطلة (الشخص الأول) .. فقد توضح لي كم هو ممتع هذا الأسلوب في تركيزه على تفاصيل النفس الإنسانية وعلى الأفكار التي تخطر لنا في مختلف الأوقات .. هذه الأفكار التي كثيراً ما تكون لا منطقية ولا مبررة ، ولكنها تخطر لأنها من طبيعة الإنسان . وأيضاً ، في هذا الأسلوب لا تكون متفوقاً على البطلة بأي معلومة .. فأنت مثلها تجهل كل شيء يجري بعيداً عن ناظريك .. فتزداد الإثارة في محاولة توقع الأحداث القادمة .
من ناحية الفكرة : الجزء رائع بكل ما للكلمة من معنى . تعيش فيه التفاصيل الواقعية لبذرة الثورة ، كيف أنها تبدأ فجأة من تحت الرماد ، ومن دون قصد .. وكيف ينتقل لهبها رويداً رويداً ، الأمل .. الحزن .. الخوف .. الشك .. الشجاعة .. التضحية المستغربة ! .. وغير ذلك من المشاعر المتزاحمة . وفي العاصمة ، رسم واقعي لمجتمع النخبة المنحطة فكراً وخلقاً ، سذاجتهم ، أفكارهم السطحية ، المفهوم المنحرف للمذات سواء أكانت طعامية ، أو حتى مفهوم الجمال الذي لا يمت للجمال بصلة ، فقط لأجل المباهاة !
تفاصيل الرواية أحببتها .. الإثارة والمغامرة متقنة . وقد استحقت أن تحتل مكاناً في رف الكتب المفضلة لدي :)...more
مقدمة : تعرفت على هذه الرواية بعد مشاهدتي للفيلم السينمائي والذي حقق شهرة واسعة في الولايات المتحدة وغيرها ، وهو الأمر الذي دفعني لرواية مباريات الجوع
مقدمة : تعرفت على هذه الرواية بعد مشاهدتي للفيلم السينمائي والذي حقق شهرة واسعة في الولايات المتحدة وغيرها ، وهو الأمر الذي دفعني لقراءتها حيث أن الرواية لا بد أن تكون أغنى من الفيلم . --------- نظرتي للرواية : الرواية رائعة وممتعة ، لم تخيب آمالي إطلاقاً . من ناحية الفكرة : الأمر الذي شدني إليها هو فكرة الرواية التي تعكس واقعاً تفرضه القوى العظمى على عالم اليوم ، والذي ينجر إليه كثير طوعاً أو كرهاً . ويتضح ذلك جلياً في الرواية بشكل خفيف غير مبتذل ، بل تندمج وتشعر بأدنى التفاصيل ولاسيّما للقارئ العربي . ومن الأفكار المثيرة الأساسية فكرة الثورة التي ترسم تفاصيلها عفوياً على مر الأجزاء الثلاثة رغم كل تفاصيل الذل التي يعيشونها ، الذل الذي يلهيهم كلياً عن أي فكر تحرري .. وهو أمر يجعلني أعيش مجدداً الواقع الذي أراه في العالمين العربي والإسلامي عامة ، وفي سورية خاصة . أما فيما يتعلق بروح المغامرة ، فقد أوصلتها الكاتبة بشكل ممتع أيضاً ، ولم تتطرق الكاتبة إلى أيه تفاصيل رومانسية عادة ما تكون دخيلة على روايات المغامرات . ------------- من ناحية الأسلوب : عرضت الكاتبة الرواية بأسلوب (الشخص الأول) ، أي أن البطلة تتحدث بصوتها وعن أفكارها .. هذا الأسلوب ناجح ، ولكني لم أندمج معه كثيراً .. أي ليس كاستمتاعي برواية "هاري بوتر" مثلاً . أدبياً ، يعتبر أسلوب (الشخص الأول) أصعب وأكثر احترافية ، لذا أتوقع أن الكاتبة لم تملك القوة الكافية لتطرق هذا الأسلوب .. وإن كانت خبرتي غير كافية للحكم على هذه الناحية .
وأيضاً فيما يتعلق بالأسلوب ، يلاحظ القارئ أن الكاتبة أكثرت من التفاصيل ، في القسم الأول بدت التفاصيل مملة بعض الشيء رغم كونها طبيعية ضمن السياق .. أما في بقية الرواية فقد كانت هذه التفاصيل ممتعة لعكسها شخصية البطلة والأخطار المحيقة بها .
بين الفيلم والرواية : بالطبع ، الفيلم يوجد فيه الكثير من التفاصيل المحذوفة . الفيلم يعتمد أسلوب الشخص الثالث ، وليس الأول ، الأمر الذي كان مريحاً لي . التفاصيل المحذوفة أو التي تم تغييرها ، بعضها لم يؤثر إطلاقاً (وخاصة في حذف التفاصيل الزائدة ، حيث كان إيجابياً) ، بعض التفاصيل تم حذفها دون سبب مع أنها تضفي معنى وعمقاً على الحكاية ككل (حسبما وجدت على النت ، بعض هذه التفاصيل المحذوفة كان هاماً لتفسير أحداث في الأجزاء اللاحقة من الثلاثية). كما أنه في الفيلم تم التركيز على بعض الشخصيات المهمشة في الرواية ، حيث تم ابتكار حوارات لها ، هذه النقطة بالذات وجدتها إيجابية لصالح الفيلم . ومن الحوارات المضافة إلى الفيلم حوار غاية في الأهمية ، لعله هو أكثر ما أثر في على الإطلاق في الفيلم وكما يقال "ضرب على الوتر الحساس" . هذا الحوار كان بين الرئيس سنو ، ومنظم اللعبة سينيكا : - الرئيس سنو : سينيكا ، لم تظن أن لدينا فائزاً ؟ - سينيكا : ماذا تقصد ؟ - الرئيس سنو : أقصد ، لم لدينا فائز ؟ أي لو أننا أردنا فقط إرهاب المقاطعات لم لا نجمع 24 شاباً وفتاة عشوائياً ثم نقوم بإعدامهم مباشرة ! هكذا يكون الأمر أسرع . - سينيكا ينظر إلى سنو ولا يستطيع أن يرد عليه . - الرئيس سنو : السبب هو الأمل . - سينيكا : الأمل ! - الرئيس سنو : الأمل . الأمل هو الشيء الوحيد الذي يتغلب على الخوف . القليل من الأمل يعتبر فعالاً ، ولكنّ الكثير من الأمل يعتبر خطيراً . شرارة من الأمل مقبولة ولكن طالما أنها محتواة .
ونقطة أخرى تخص التعديل على الشخصيات : في الفيلم بدت الشخصية الرئيسية أقوى ، أكثر صمتاً وصمتها أعطى المشاهد معان أعمق من تلك التي اتضحت في الرواية ، حيث تجلت في الفيلم الشخصية الثائرة التي رفضت كل مظاهر الترف المذل التي قدمها المستعمر ، وإن اضطرت في مواقف قليلة لإخفاء هذه الناحية سعياً لتأمين ما يحافظ على حياتها . أما في الرواية فقد بدت مشدوهة قليلاً بما رأته من فنون الترف .
الإلياذة .. ملحمة هوميروس الشهيرة رواية أسطورية عن البطولة ، والمشاعر ..
بصراحة ، لطالما كنت متشوقاً لقراءتها .. وبعد أن قرأتها أشعر بخيبة الأمل . لا أدرالإلياذة .. ملحمة هوميروس الشهيرة رواية أسطورية عن البطولة ، والمشاعر ..
بصراحة ، لطالما كنت متشوقاً لقراءتها .. وبعد أن قرأتها أشعر بخيبة الأمل . لا أدري ما السبب ، هل المشكلة هي من الملحمة ذاتها أم من الترجمة .
هذه النسخة التي قرأتها هي - وكما تبين لي - عبارة عن ملخص للملحمة ، مما عنى اقتطاع الكثير من التفاصيل والوصف . كترجمة ، أرى أنها ترجمة متقنة راقية ، استطاع المترجم "دريني خشبة" أن يقترب بها من النصوص الأدبية العربية العريقة من خلال الألفاظ المنتقاة والتي استوحى وبشكل واضح كثيراً منها من القرآن الكريم ليكسبها القوة والإمتاع .
أما كرواية ، فأرجع شعوري لبعض الأمور .. شعرت أن هذه الرواية ، ولأنها مؤلفة منذ ألفين أو ثلاثة آلاف عام ، شعرت أنها لا تناسب إلا الشباب اليافعين .. فبساطة الفكرة مقارنة مع الكمية الهائلة من الوصف وجدت أنها تهدر الوقت دون جدوى . من ناحية أخرى ، على القارئ أن يتناولها باعتبارها ملحمة تهدف لتخليد البطولة ، فهي ليست حقيقة "رواية / قصة" ، الأمر الذي لم نعتده كثيراً .
ما أحببته وخرجت به من القصة هو هذه العلاقة الغريبة التي نسجها القدماء بين الآلهة و البشر ، وبين الآلهة أنفسهم .. وربما هذه العلاقة المتشابكة أمتع من الأحداث الحقيقية (أي البشرية) .
في النهاية ، قد أحاول يوماً أن اقرأ النسخة الأصلية الكاملة ، عسى أن تكون أمتع :)...more