Tasneem's Reviews > أميركا
أميركا
by
لو كان بالإمكان أن أمنحها أكثر من 5 نجمات لفعلت..
رواية رائعة بحق. لا ليست رائعة. بل عظيمة.
لم أقرأ من قبل رواية عربية مثلها من مدرسة السرد المباشر التي لا تعتمد في كتابتها على الجمال البلاغي أو الاستعارات بل تعتمد على سرد مباشر و إدراج شخوص/قصص/أحداث في جمل اعتراضية أثناء الحكي.
ربيع جابر متمكن بشدة، ليس في اللغة و القدرة على السرد و نسج مواقف وليدة اللحظة فقط، و لكن في تتبع التاريخ بكل حذافيره و كأنه يجلس في السماء بجوار الرب، يتابع أدق التفاصيل و يسطرها لنا. هذه تجربتي الأولى معه و لن تكون أبدًا الأخيرة
عشقت مرتا. تلك الشخصية الفولاذية التي جائت من سورية الكبرى و هي ترتعش في ثيابها لتبحث عن ابن عمها الذي تزوجها و سافر لأمريكا و انقطعت أخباره عنها منذ عام..
في المشهد الأول و هي واقفة عندالمرفأ في إليس أيلاند، أردت أن أسألها مالذي أتى بكِ يا مسكينة من آخر الدنيا إلى آخرها الآخر الذي لا تعرفين فيه أحداً و لا تتحدثين حتى لغته. و فاتني أن قرارها الذي فاجئت به خالها -القريب الوحيد لها في بتاتر/سوريّة- كان ينم عن قوة فولاذية -غير واضحة لنا- سترافقها في كل لحظات حياتها. حين تمرض على السفينة و تظن أنها ستموت و تُلقى في البحر، و حين وصلت للسيد هرمان و أخبرها أن جو حدّاد -ابن عمها/زوجها- اختفى منذ عام و لا يعلم أحد عنه شيئا، و حين تقف تحت المطر في بلاد غريبة جائعة لا تملك نقودًا و لا تعلم إلى أين تذهب..و ستتجلى في أبهى صورها حين تقول كلمتها الباترة لمرسال ابن عمّها الذي عثرت عليه كما أرادت / قل له : مرتا لا تريد أن تراك !
يُشعرك ربيع جابر أن روايته أمريكا هي سيرة ذاتية لمرتا أندوراس حداد، لكنها قطعة من التاريخ الأدبيّ الخالص. و يمكن لكل من مرتا الملكة/جوزف أسطفان/جو حدّاد/ علي جابر/وديعة صليبي/معمر باشي أن يدّعي أن هذه الرواية هي سيرته الذاتية الخالصة. كما سيفعل كل الكشّاشين السوريين الذين امتهنوا حمل الكشّة على ظهورهم في أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين في أمريكا
by

لو كان بالإمكان أن أمنحها أكثر من 5 نجمات لفعلت..
رواية رائعة بحق. لا ليست رائعة. بل عظيمة.
لم أقرأ من قبل رواية عربية مثلها من مدرسة السرد المباشر التي لا تعتمد في كتابتها على الجمال البلاغي أو الاستعارات بل تعتمد على سرد مباشر و إدراج شخوص/قصص/أحداث في جمل اعتراضية أثناء الحكي.
ربيع جابر متمكن بشدة، ليس في اللغة و القدرة على السرد و نسج مواقف وليدة اللحظة فقط، و لكن في تتبع التاريخ بكل حذافيره و كأنه يجلس في السماء بجوار الرب، يتابع أدق التفاصيل و يسطرها لنا. هذه تجربتي الأولى معه و لن تكون أبدًا الأخيرة
عشقت مرتا. تلك الشخصية الفولاذية التي جائت من سورية الكبرى و هي ترتعش في ثيابها لتبحث عن ابن عمها الذي تزوجها و سافر لأمريكا و انقطعت أخباره عنها منذ عام..
في المشهد الأول و هي واقفة عندالمرفأ في إليس أيلاند، أردت أن أسألها مالذي أتى بكِ يا مسكينة من آخر الدنيا إلى آخرها الآخر الذي لا تعرفين فيه أحداً و لا تتحدثين حتى لغته. و فاتني أن قرارها الذي فاجئت به خالها -القريب الوحيد لها في بتاتر/سوريّة- كان ينم عن قوة فولاذية -غير واضحة لنا- سترافقها في كل لحظات حياتها. حين تمرض على السفينة و تظن أنها ستموت و تُلقى في البحر، و حين وصلت للسيد هرمان و أخبرها أن جو حدّاد -ابن عمها/زوجها- اختفى منذ عام و لا يعلم أحد عنه شيئا، و حين تقف تحت المطر في بلاد غريبة جائعة لا تملك نقودًا و لا تعلم إلى أين تذهب..و ستتجلى في أبهى صورها حين تقول كلمتها الباترة لمرسال ابن عمّها الذي عثرت عليه كما أرادت / قل له : مرتا لا تريد أن تراك !
يُشعرك ربيع جابر أن روايته أمريكا هي سيرة ذاتية لمرتا أندوراس حداد، لكنها قطعة من التاريخ الأدبيّ الخالص. و يمكن لكل من مرتا الملكة/جوزف أسطفان/جو حدّاد/ علي جابر/وديعة صليبي/معمر باشي أن يدّعي أن هذه الرواية هي سيرته الذاتية الخالصة. كما سيفعل كل الكشّاشين السوريين الذين امتهنوا حمل الكشّة على ظهورهم في أواخر القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين في أمريكا
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أميركا.
Sign In »
Quotes Tasneem Liked

“أشخاص كثر نلتقيهم في حياتنا , في مفارق و محطات محددة , ولا نعلم تأثيرهم في مسيرة تحولاتنا العقلية و النفسية إلا بمرور السنين .”
― أميركا
― أميركا

“لم ترَ البحّار إلا في تلك اللحظات. أخرجها من بطن السفينة إلى القاعة المذكورة ثم اختفى من حياتها. لماذا فعل ذلك؟ لماذا ساعدها؟ مرات كثيرة في حياتها سيحدث لها هذا: و في كل مرة تشعر بالضوء يخترق قلبها.”
― أميركا
― أميركا

“كل ما تعرفه هذا : عليها أن تعثر على خليل. لا أحد غيرها يبحث عنه الآن و إذا لم تعثر هي عليه، فمن سيفعل؟”
― أميركا
― أميركا

“كنا نضحك و نأكل البوظة بكوب الورق و معلقة الخشب عندما "تدهور"القطار. هذا يحدث كل عشر سنوات مرة ! و حدث لنا ! فيليب مات و أنا جلست جنب رأسه المفتوح على السكة و أردت أن أموت أيضًا.”
― أميركا
― أميركا

“كانت بائسة و يائسة إلى حد الخدر، مثل مجرم مدان حكم بالإعدام قبل دهر و الآن يؤخذ إلى المقصلة.”
― أميركا
― أميركا
Reading Progress
May 24, 2010
– Shelved
June 22, 2010
– Shelved as:
own-it
June 22, 2010
– Shelved as:
curious-to-read-it
March 31, 2012
–
Started Reading
March 31, 2012
–
10.7%
"لم ترَ البحار إلا في تلك اللحظات. أخرجها من بطن السفينة إلى القاعة المذكورة ثم اختفى من حياتها. لماذا فعل ذلك؟ لماذا ساعدها؟. مرات كثيرة في حياتها سيحدث لها هذا : و في كل مرة تشعر بالضوء يخترق قلبها."
page
46
April 8, 2012
–
Finished Reading
قائمتي للقراءة -أقصد- وليست قائمة البوكر
:)