Ahmed Ibrahim's Reviews > العمى
العمى
by
ساراماجو عبقري بلا شك.. كاتب متمرد على كل شيء، استطاع أن ينثر فكره على الورق برمزية مدهشة، وفي مشهد واحد أفضى بكل فلسفته وما أراد أن يقول.
هذه رواية عن العمى، لكنه ليس كأي عمى، بل هو غرق في بحرٍ حليبي، كمثل أشعة الشمس وسط الضباب، العمى الذي يحول الرؤية كلها للأبيض.. يبدأ المرض بإصابة أحدهم ومن ثم تتفشى العدوى ولكي يحاصروه يجمعوا العميان في مكانٍ واحد حيث يعيشوا كالحيوانات، ثم يتفشى المرض في المدينة لا يترك أحد سوى واحدة، يعمى الجميع لكنها ترى، ترى لكنها لا تستطيع أن ترعى الجميع.
في نهاية الرواية عندما يدخلوا الكنيسة كي يستريحوا فيها فترى أن تمثال المسيح أيضًا على عينيه عصابة بيضاء، وكل الصور المقدسة تم طلاء عيونها بالأبيض، مقطع عبقري، هيّأ له ساراماجو منذ البداية بكل ما عانته المدينة من انعدام الإنسانية. ولهذا كان ساراماجو بإلحاده دائم التصادم مع الكنيسة، ربما غلبت الرمزية على هذه الرواية، لكن في روايات أخرى كان أكثر وضوحًا وسخرية.
يوجد جزء كبير من المتعة في الصفحات التي يحكي فيها العميان متى أصبحت الدنيا بيضاء في أعينهم، وخصوصًا في وصف الشخص الذي يصف اللوحة التي عمى وهو يشاهدها.. ولا يوجد أبلغ من عبارة الفتاة ذات النظارة السوداء: "قد يسبب الخوف العمى"
ومن الملاحظ ألّا وجود للأسماء في الرواية، كل شخص يعرف بصفة فقط، وهذه من النقاط العبقرية.
أثرت فيّ كثيرًا أول خمسون صفحة، حين بدأ الجميع يفقد بصره، ربما شعرت كثيرًا بهذا النهر الحليبي يغمرني حينما أغمض عينيّ، كما أثرت آخر الصفحات حين بدؤوا في استعادة بصرهم، لكن ما بينهما لم يكن له تأثير مماثل، وما في هذا ما عانوه داخل مستشفى المجانين التي حجزوا بها عن العالم، ما أعرفه أن الأحداث بائسة لكنها لم تكن ذات تأثير قوي، لم يجعلني الكاتب أشعر بالمأساة كما يجب.
كما وقع الكاتب مرتين في الأخطاء سهواً، أحدهما في الصفحة "264" حين قال عن الفتاة أنها نامت مع أحدهما -الكهل والطبيب- عندما كانوا محتجزين، ولكنها نامت مع الاثنين.. والثاني كان قبل هذا ولكني لم أعره انتباهًا كبيرًا ونسيت أن أحدد موضعه.
ما يفعله ساراماجو في رواياته بتعمد عدم فصل الحوار عن السرد مربك بعض الشيء، خصوصًا وأن السارد خارجي أو موضوعي، ربما لم يكن لهذا تأثير كبير بالنسبة إلىّ لأني قرأت هذه الرواية بعد أن انتهيت من رواية في حضرة العنقاء والخل الوفي والذي كانت على نفس النسق.
قبل قراءة آخر خمسين صفحة كان تقييمي للرواية ثلاث نجوم، وبعد الانتهاء أصبح ثلاثة ونصف أقرب للأربعة، ربما لم أجد الرواية عظيمة كما وصف الكثيرين ولكنها رائعة على كل حال، وارتفاع تقييمي كان لعبقرية الكاتب في إدارة الرواية كما يريد.
by

" لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشرٌ عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون "
ساراماجو عبقري بلا شك.. كاتب متمرد على كل شيء، استطاع أن ينثر فكره على الورق برمزية مدهشة، وفي مشهد واحد أفضى بكل فلسفته وما أراد أن يقول.
هذه رواية عن العمى، لكنه ليس كأي عمى، بل هو غرق في بحرٍ حليبي، كمثل أشعة الشمس وسط الضباب، العمى الذي يحول الرؤية كلها للأبيض.. يبدأ المرض بإصابة أحدهم ومن ثم تتفشى العدوى ولكي يحاصروه يجمعوا العميان في مكانٍ واحد حيث يعيشوا كالحيوانات، ثم يتفشى المرض في المدينة لا يترك أحد سوى واحدة، يعمى الجميع لكنها ترى، ترى لكنها لا تستطيع أن ترعى الجميع.
في نهاية الرواية عندما يدخلوا الكنيسة كي يستريحوا فيها فترى أن تمثال المسيح أيضًا على عينيه عصابة بيضاء، وكل الصور المقدسة تم طلاء عيونها بالأبيض، مقطع عبقري، هيّأ له ساراماجو منذ البداية بكل ما عانته المدينة من انعدام الإنسانية. ولهذا كان ساراماجو بإلحاده دائم التصادم مع الكنيسة، ربما غلبت الرمزية على هذه الرواية، لكن في روايات أخرى كان أكثر وضوحًا وسخرية.
يوجد جزء كبير من المتعة في الصفحات التي يحكي فيها العميان متى أصبحت الدنيا بيضاء في أعينهم، وخصوصًا في وصف الشخص الذي يصف اللوحة التي عمى وهو يشاهدها.. ولا يوجد أبلغ من عبارة الفتاة ذات النظارة السوداء: "قد يسبب الخوف العمى"
ومن الملاحظ ألّا وجود للأسماء في الرواية، كل شخص يعرف بصفة فقط، وهذه من النقاط العبقرية.
أثرت فيّ كثيرًا أول خمسون صفحة، حين بدأ الجميع يفقد بصره، ربما شعرت كثيرًا بهذا النهر الحليبي يغمرني حينما أغمض عينيّ، كما أثرت آخر الصفحات حين بدؤوا في استعادة بصرهم، لكن ما بينهما لم يكن له تأثير مماثل، وما في هذا ما عانوه داخل مستشفى المجانين التي حجزوا بها عن العالم، ما أعرفه أن الأحداث بائسة لكنها لم تكن ذات تأثير قوي، لم يجعلني الكاتب أشعر بالمأساة كما يجب.
كما وقع الكاتب مرتين في الأخطاء سهواً، أحدهما في الصفحة "264" حين قال عن الفتاة أنها نامت مع أحدهما -الكهل والطبيب- عندما كانوا محتجزين، ولكنها نامت مع الاثنين.. والثاني كان قبل هذا ولكني لم أعره انتباهًا كبيرًا ونسيت أن أحدد موضعه.
ما يفعله ساراماجو في رواياته بتعمد عدم فصل الحوار عن السرد مربك بعض الشيء، خصوصًا وأن السارد خارجي أو موضوعي، ربما لم يكن لهذا تأثير كبير بالنسبة إلىّ لأني قرأت هذه الرواية بعد أن انتهيت من رواية في حضرة العنقاء والخل الوفي والذي كانت على نفس النسق.
قبل قراءة آخر خمسين صفحة كان تقييمي للرواية ثلاث نجوم، وبعد الانتهاء أصبح ثلاثة ونصف أقرب للأربعة، ربما لم أجد الرواية عظيمة كما وصف الكثيرين ولكنها رائعة على كل حال، وارتفاع تقييمي كان لعبقرية الكاتب في إدارة الرواية كما يريد.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
العمى.
Sign In »
Reading Progress
April 7, 2015
– Shelved as:
to-read
April 7, 2015
– Shelved
June 23, 2016
– Shelved as:
مكتبتى
September 1, 2016
–
Started Reading
September 1, 2016
– Shelved as:
2016
September 1, 2016
– Shelved as:
مترجم
September 1, 2016
– Shelved as:
روايات
September 1, 2016
– Shelved as:
ورقى
September 7, 2016
– Shelved as:
فلسفة
September 8, 2016
–
Finished Reading
September 10, 2016
– Shelved as:
ديستوبيا
Comments Showing 1-20 of 20 (20 new)
date
newest »

message 1:
by
Wafa'a
(new)
-
added it
Sep 08, 2016 07:04AM

reply
|
flag

العفو، قراءة ممتعة."
اوك نبدأ بالعمى
تسلم كتييير :)

ولكن ختى صفحة الاخير كنت ادور على الحكمة من راء هذه الرواية او على درس الذي اراد الكاتب ايصاله لنا ولكني كملت الرواية ولم اجد غرض الكاتب من وراء هذه الرواية كان راح يكون احسن اذا بها درس هو الاحداث والصفحات كلش كان يشدني ولكن لان لم اجد درس او شي يستفاد منها القارئ خلاني انطيها 2 نجم !!
يمكن لاني اني عل نفسي اريد اقرا رواية استفاد منها يعني هذا الشي مو نوعي المفضل..
ممكن اعرف شنو لي استفاديت من قرايتك لهاي الرواية؟؟!