ŷ������

* ملحوظة هامة قبل قراءة الريفيو:
هذا الريفيو شخصي جداً، غير موضوعي، وغير مُحايد.. ولذلك، وجب التنويه.

-

كان عندي موعد بالقاهرة في التاسعة من صباح اليوم.. وبعد ذهابي تأجل الموعد فجأة أربع ساعات كاملة!.. فماذا عساي أن أفعل؟
تجولت في الشوارع قليلاً.. أحب التجول في القاهرة بين المباني الشاهقة التي أشعر أنها تحميني بطريقة ما.. وجدت نفسي أمام تمثال طلعت حرب.. وأمامه مكتبة الشروق.. وفجأة شعرت بأن لمبة تضاء بالقرب من رأسي.
إذاً هذا هو الحل.. سأدخل لأشتري كتاباً وأجلس في أي كافيه أو "قهوة بلدي" أقرأه حتى الموعد المؤجل.. نسيت أن أخبرك أن ذلك الموعد هو بشكلاً ما مصيري في حياتي الشخصية ولكن دعك من هذا.
دلفت إلى المكتبة ناوياً على شراء كتاباً واحداً يُسليني في الأربع ساعات القادمة.. خرجت بحوالي عشرة كُتب ولكن لا بأس!

كنت أنوي قراءة هذا الكتاب لصغر حجمه ولأنه من أدب الرسائل الذي أحبه، ولأنني لا أعرف عنه أي إنطباع مُسبق.
بحثتُ عن مكان منزوي أقرأ فيه حتى وجدته.. قهوة بلدي صغيرة بها عدد قليل من الناس.. وبدأت أغوص في الرسائل على صوت أم كلثوم يأتي من مذياع قديم مُتهالك.. وحديث بين عجوزين اسبانيين أو يتحدثا الاسبانية.. حيث أن لُغتهم أثارت فضولي وأيضاً حديثهم عن "برشلونة" و"ريال مدريد" وكرة القدم أثار فضولي وبشدة.. كلمة "برشلونة" بالاسبانية مُميزة على السمع وخصوصاً لو كُنت مُتابع جيد لكرة القدم.



وبدأت أتناول الرسائل التي تحتوي على كم كبير من الألفة والطيبة والنصائح والحكم وكُل شيء لطيف ورائع بين "راينر" وهذا الشاعر الشاب.. كان كُل شيء كاملاً والكمال وحده لله.
وبعد عدد لا بأس به من أكواب القهوة والشاي بالنعناع.. أنهيت الكتاب.. لأجد الساعة أصبحت الواحدة إلا عشرة دقائق وقد حان وقت التحرك.

وبفضل الله اكتمل الموعد على خير..
الكتاب ليس مُميزاً إلى درجة الخمس نجوم بكل صراحة.. ولكن الظروف التي وضعتني وهيأتني لأن يكون تجربتي مع الكتاب ليست مُجرد قراءة عادية.. وإنما ذكرى سأظل أتذكرها دوماً عندما أنظر إلى غُلاف الكتاب.. أو أثناء إعادة قراءته..
وهو كتاب يستحق بكل تأكيد أن يُعاد قراءته مرات عديدة.

وإذا وصلت إلى هُنا.. ولم تجد مُرادك فأعتذر لك.. كما أوضحت في بداية المُراجعة هذه المُراجعة شخصية جداً.. وغير مُحايدة.. وفقط كتبت كُل ذلك من أجل التوثيق.
وشكراً لك يا عزيزي القارئ أنك وصلت حتى هذه النقطة.