ŷ������

رواية سياسية، اجتماعية، رومانسية، فلسفية، عميقة. تطرح الكثير من الأفكار والتساؤلات والنقاشات حول الوطن والحروب والاغتراب والهجرة، التحرر الجنسي والعلمانية والدين. قصة أصدقاء ينتمون إلى أديان وطوائف مختلفة شتتهم الحرب وصروف الحياة، فهاجر كل واحد منهم وعمل في قارة مختلفة. جمعهم آدم بطل الرواية بعد ربع قرن في وطنهم الأم بعد موت زميل لهم، آثر أن يبقى في وطنه، وتسلّق سلّم المجد بطريقة خبيثة ومزعجة.

في هذه الرواية يأمل الكاتب في لم شمل جميع الطوائف والديانات تحت مظلة الصداقة، والأخوة، والالتقاء عند نقطة تفاهم في حديث مهذب وصريح للوصول إلى برّ الأمان والسلام والتعايش. يقول الكاتب:�� أنا اليوم، على نطاقي الضيق، لا يحدوني سوى الطموح بأن أجمع شمل أصدقاء الأمس وبأن نتجاذب جميعًا أطراف حديث مهذب ومفيد. فهل أطلب الكثير؟��. صفحة 397 ـ اسم بطل الرواية آدم، وآدم هو أبو البشرية. فمغزى الأسماء والديانات والحوارات عميق في الرواية.

رواية جميلة لم أشعر بمرور الوقت أثناء قراءتها، قلم الكاتب أمين معلوف أنيق رشيق وشيق. رغم النهاية الحزينة للرواية إلا أنها تلقي ببصيص أمل وتساؤلات عن وضع الأوطان العربية. هل ستبقى أوطاننا في غيبوبة لا شفاء منها؟ هل ستبقى أمة متشرذمة متناحرة في صراع أبدي؟ هل ستستفيق أوطاننا يومًا وتعاود رفع راية القيادة والتقدّم والتلاحم ولم الشمل؟ أم أن حكم عليها بالموت السريري مع وقف التنفيذ؟




اقتباسات



“أحم�� في اسمي ولادة البشرية، غير أني أنتمي إلى بشرية تندثر��.

“أن�� المكلَّف بالاندثارات. وحين سيأتي دوري، سأتهاوى كما يتهاوى جذع شجرة، دون أن ينحني، مرددًا لمن شاء أن يسمعني:”لق�� أصبتُ، وأخطأ التاريخ!��.

“إنن�� نجد بسهولة العزاء لفقدان الماضي، ولكن ما من شيء يعزينا لفقدان المستقبل��.

“مر�� الحرب من هنا، ولم يسلم منها بيت أو تسلم منها ذكرى. لقد فَسَدَ كل شيء، الصداقة، والحب، والإخلاص، وصلات القربى، والإيمان، كما الوفاء. وكذلك الموت��.

"لكل امرئ الحق في الرحيل، وعلى وطنه أن يقنعه بالبقاء��.

“الوط�� الذي بوسعك أن تعيش فيه مرفوع الرأس، تعطيه كل ما لديك، وتضحي من أجله بالنفيس والغالي، حتى بحياتك؛ أما الوطن الذي تضطر فيه للعيش مطأطئ الرأس، فلا تعطيه شيئًا. فالنبل يستدعي العظمة، واللامبالاة تستدعي اللامبالاة، والازدراء يستدعي الازدراء. ذلك هو ميثاق الأحرار، ولا أعترف بأي ميثاق آخر��.

“مجل�� النواب لم يعد مجلس نواب، والحكومة لم تعد حكومة، والجيش لم يعد جيشًا، والأديان لم تعد أديانًا، بل طوائف وأحزاب وميليشيات��.

“ك�� إنسان يحتجز إنسانًا آخر ويعذبه ويهينه، يستحق أن يوصف بالخسيس، سواء أكان قاطع طريق، أم مناضلًا، أم ممثلًا للقانون، أم رئيس بلد��.

“ق�� لا تمثل حياتي، وكذلك حياة الأشخاص الذين عرفتهم، شيئًا يذكر بالمقارنة مع حياة فاتح شهير. ولكنها حياتي، ولو اعتبرت أنها لا تستحق سوى النسيان، فهذا يعني أنني لم أستحق العيش��.

“ل�� أطلعك على شيء جديد إذا قلت لك إن مشرقنا ميؤوس من شفائه��.

"لا تكتفي الحروب بالكشف عن أسوأ غرائزنا، بل تصنعها، وتقولبها. كم من الأشخاص تحولوا إلى مهربين، وسارقين، وخاطفين، وقتلة، وجزارين، وكان بوسعهم أن يكونوا أفضل الأشخاص على وجه البسيطة، لو لم يتقوض مجتمعهم".

“الأفعا�� الشنيعة التي يقترفها صديق لك تلطخك وتهينك؛ ومن واجبك أن تصدر بشأنها حكمًا لا يعرف الرأفة��.

“أصب�� الدين يُقحم في جميع الأمور، ويظنون أنهم يخدمونه، فيما هم يسخّرونه في الواقع لمآربهم الشخصية أو لنزواتهم، يحدثونك عن الحلال والحرام، وعن الطهارة والنجاسة، ويسوقون الشواهد الدامغة. لوددت لو يهتمون بالصدق والحشمة، فلأن لديهم ديانة، يظنون أن الأمر يعفيهم من التحلي بالأخلاق��.

“هنا�� أشخاص يفرحون لسعادة الآخرين، وإن لم يشاطروها إلا مشاطرة وجيزة، وبصورة مجتزأة جدًا، ومن الخارج. وهناك أشخاص آخرون يشعرون بأنهم يتعرضون للاعتداء بسبب سعادة الآخرين��.

“أن�� على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا للتعجيل في هلاكهم!��.

“لماذ�� كان يجب أن يحمل المسيحيون بالضرورة أسماء مسيحية، والمسلمون أسماء مسلمة، واليهود أسماء يهودية؟ لماذا يتوجب على كل إنسان أن يحمل في اسمه ما يدل على ديانته؟��.

“التميي�� موجود، والإهانات بشتى صنوفها، موجودة منذ قرون عديدة، قبل قيام دولة إسرائيل، وقبل ذلك الخلاف على الأرض بين اليهود والعرب. هل عوملنا مرة واحدة في تاريخ العالم العربي كمواطنين بكل معنى الكلمة؟��.

“تبي�� أن إنشاء دولة إسرائيل أسفر عن كارثة؛ وبالنسبة إلى مجمل الشعب اليهودي، كان مشروعًا متهورًا؛ لكل الحق في أن يؤيده أو أن يعارضه، إنما لم يعد بالإمكان التحدث عنه مثل مشروع مبهم تقدم به السيد هرتزل. فلقد أصبح الآن حقيقة واقعة، ونحن جميعًا منخرطون في تلك المغامرة، شئنا أم أبينا��.

“يح�� لنا أن ندعو فلسطين ”أر�� إسرائيل�� ويحق لنا أن نعيش فيها، مثلما يحق ذلك للآخرين، بل وأكثر منهم بقليل. ولكن لا شيئ يجيز لنا القول للعرب: هيا، ارحلوا، انصرفوا من هنا، هذه الأرض لنا، منذ الأزل، وليس لديكم ما تعملونه فيها! فهذا برأيي غير مقبول، مهما كان تأويلنا للنصوص، ومهما بلغت معاناتنا��.

“كي�� يكف المرء عن كونه حملًا بدون أن يتحول إلى ذئب؟ لا يقنعني النهج الذي ينهجه الإسرائيليون، إنما ليس لدي حل بديل أقترحه عليهم��.

“إنن�� في عصر سوء النية وتعنت المواقف. وسواء كان المرء يهوديًا أم عربيًا، فليس لديه خيار آخر سوى بين كراهية الآخر وكراهية نفسه��.

“ل�� يخرج قوم سالمين من مذلات علنية توالت عليهم. وجميع العرب يحملون آثار صدمة عميقة��.

“العال�� حافل بالأشخاص المثيرين للشفقة الذين يتخيلون أنه يمكن خداع الله، وأنه يكفي عدم القتل وعدم السرقة للمحافظة على نظافة الكف��.

“ثم�� لحظات يشعر فيها المرء بالحاجة إلى البقاء في عزلة تامة وهو يتداول مع نفسه، وحيث يبدو أقل تدخل بمثابة الاعتداء��.

“المهزومو�� ينزعون دائمًا لإظهار أنفسهم بمظهر الضحايا الأبرياء. ولكن ذلك لا يطابق الحقيقة، فهم ليسوا أبرياء على الإطلاق. إنهم مذنبون لأنهم هزموا. مذنبون تجاه شعوبهم، مذنبون تجاه حضارتهم. ولا أتحدث فقط عن الحكام، بل أتحدث عني، وعنك، وعنا جميعًا. إذا كنا اليوم مهزومي التاريخ، وإذا كنا مذلين بنظر العالم أجمع كما بنظرنا، فالحق ليس فقط على الآخرين، بل علينا أولًا��.

“م�� الأفضل أن يخطئ المرء وسط الأمل، على أن يكون محقًا وسط اليأس��.

“مؤل�� المذكرات هو خائن بالنسبة إلى قومه، أو لنقل إنه حفار قبور. فجميع العبارات الودودة التي يستحضرها قلمي قبلات موت��.

“أن�� لم أقتل أحدًا، ولكن الرغبة ساورتني. لو تسنى لي ذلك، لقتلت كل الزعماء، وجردت كل الشباب من الأسلحة. إنها استيهامات أرملة!��.

"غالبًا ما يدور الحديث عن سحر الكتب. ولا يقال بما فيه الكفاية إنّ هذا السحر مزدوج. فهناك سحر قراءتها، وهناك سحر الحديث عنها".

“ف�� بلداننا، تقوم الثورات باسم الشعب، ويجد الشعب نفسه مطرودًا، ومرميًا على الطرقات��.

“باس�� التقدم والعدالة والحرية والأمة أو الدين، لا يكفون عن إقحامنا في مغامرات تتحول إلى كوارث في نهاية المطاف. وعلى دعاة الثورة الإثبات سلفًا بأن المجتمع الذي سيعملون على إنشائه سيكون أكثر تحررًا وإنصافًا وأقل فسادًا من المجتمع القائم حاليًا��.

“الغر�� هو المؤمن، حتى في علمانيته، والغرب هو المتدين، حتى في إلحاده. وهنا، في المشرق، لا يكترث الناس للعقائد الإيمانية بل للانتماءات. فطوائفنا عشائر وغلونا الديني شكل من أشكال القومية��.

“أن�� محكوم مع وقف التنفيذ. مثل بلده، ومثل ذلك الكوكب. مع وقت التنفيذ، مثلنا جميعًا".