ŷ������

إن الإسلام لم يأخذ اسمه من قوانينه ولا نظامه ولا محرماته ولا من جهود النفس والبدن التي يطالب بها ، وإنما من شيء يشمل هذا كله ويسمو عليه : من حقيقة التسليم لله .. إنه استسلام لله .. والاسم إسلام! النهاية ..

عندما استخدم العلم مناهجه التحليلية والكمية في مجال الحياة انتهى إلى نفي بعض الحقائق الجوهرية ، وهكذا رأينا علم الاجتماع يقضي على الدين ، وعلم البيولوجيا يقضي على الحياة ، وعلم النفس يقضي على النفس.
فالإنسان أنكر وجود الله أولا ثم إنسانيته ، إن العقل في نهاية المطاف لم يجد تفسيرا لهذا الكون سوى نفسه : الآلية والسببية.

نظرية الذنب نظرية إنسانية حتى وهي تعلن حكما قاسيا على الإنسان ، وذلك أنها تؤكد مبدأ حرية الإنسان ومسؤوليته تجاه أفعاله وبالتالي محاسبته عليها

حقيقة أن الإنسان لا يستطيع أن يولد مسيحيا لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، وكذلك لا يستطيع أن يولد ككائن مادي بيولوجي لا وجود لروحه ، تؤكد حقيقة حديث الرسول أن كل مولود يولد على الفطرة حيث الجمع بين الثنائيتين.

لكن بشكل عام يميل الإسلام إلى تقديم الأعمال الاجتماعية المفيدة للعالم الخارجي على الأعمال الروحية الخالصة مثل تقديم الإطعام وتحرير الرقبة على الصيام في الكفارة.

كذلك ثنائيته في الجمع بين مبدأ الصفوة والعدد معا وذلك في الإجماع الفقهي فجمع بين (الأرستقراطية) النوعية و(الديمقراطية) العددية.

حديث بيجوفيتش عن الثنائية في الإسلام الجمع ما بين صوفية المسيحية ومادية اليهودية وتدعيمه ذلك بالأمثلة جميل:
الصلاة عبادة شخصية ، الزكاة موقف اجتماعي ، والدين لا يفصل بينهما بل إن الصدّيق قاتل من فرق بينهما.
العهد القديم يكرس فكرة الأذى بالأذى والجديد يكرس فكرة العفو أما القرآن فجمع بينهما (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله)

مثل أفلاطون تشير في جوهرها إلى شيء واحد: مملكة عالم سرمدي كامل مطلق ثابت. أما الإسلام فإنه لا يعطي لهذا العالم قيمة مثالية ، فالملائكة -وهم ينتمون إلى هذه المملكة- سجدوا للإنسان الذي علمه الله الأسماء كلها ، مما يؤكد غلبة الحياة والإنسان والدراما على الكمال الساكن المخلد.

لقد كان محمد يذهب إلى غار حراء ليتعبد ولكنه كان يعود في كل مرة إلى المدينة الكافرة مكة لكي يؤدي رسالته. بهذه الرؤية يقف محمد على حافة السيادة المسيحية وبداية العصر العلماني ، بمعنى أنه يقف في النقطة البؤرية للتوازن التاريخي.

يا الله تحدث بيجوفيتش ولامس موضوعا خطيرا أجده تسرب لمجتمعاتنا الإسلامية حتى !
فباسم الحضارة تم دعوة المرأة للتحرر من "استعباد" الأمومة لها فدائما ما نجد عبارة مثل (أنت لست مجرد وسيلة تفريخ!) وهي عبارة ماكرة وخداعة للتأثير على المرأة.
على عكس النظرة الثقافية لها كأم ، فهي دائما ممجدة جعلتها الأشعار والموسيقى والرسومات رمزا وسرا وكائنا مقدسا.
وهذا أحد أمثلة مادية الحضارة وأثرها السيء في إفساد المجتمعات.