كامل فرحان صالح's Blog: Kamel Farhan Saleh's blog, page 10
July 15, 2020
Review: جروح المخيلة - قضايا واتجاهات في الشعر العربي الحديث والمعاصر

My rating: 0 of 5 stars
View all my reviews كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on July 15, 2020 14:59
April 27, 2020
طه حسين ومستقبل الثقافة العربية | يتفكرون - الحلقة 12 - الموسم الرابع
في عام 1936 وقفت مصر على مفترق طرق، فالبلد الذي نال استقلاله حديثا عقد معاهد مع المحتل الإنجليزي، تنظم عملية الاستقلال في هذا العام، كانت تلك لحظة تسائل، لحظة أمل، التسائل حول الهوية، والأمل في المستقبل، الأديب والمفكر طه حسين التقط اللحظة في كتابه "مستقبل الثقافة في مصر"، ففتح أنذاك التسائل عن الهوية على مصراعيه، ليضع انتماء مصر المشرقي، ومجالها الحضاري، تحت مجهر البحث التاريخي، وركز على التعليم العمومي باللغة العربية الفصحة، ومركزيته في عملية النهضة المنشية، واليوم وبعد أكثر من 80 عاما على مستقبل الثقافة في مصر، باتت الإجابة عن الهوية على المستوى العربي أكثر إلحاحا. يناقش هذا الموضوع الإعلامي خالد منتصر مع ضيوفه في الأستوديو الدكتور كامل صالح أستاذ الأدب الحديث في الجامعة اللبنانية، والدكتور نضال السيد أستاذ مساعد في الفلسفة والفكر العربي المعاصر في آداب بني سويف. حلقة جديدة من برنامج يتفكرون عبر شاشة الغد.كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on April 27, 2020 16:14
April 15, 2020
وجعلنا من الماء كل شيء نسيا منسيا أو حديث في رواية 'جنون الحكاية ' للكاتب اللبناني كامل صالح


بين الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982، والحياة في سماوات علا عرضها الخيال والحلم، يعيش الإنسان / الربّ ملحمة الألوهية وعربدة المطلق، ويمارس طقوس الشهوات وملذّاتها في كون غير كائن، كون لا يحدّه حدّ، لا في الزمان، ولا في المكان، ناسل من أقاصي أحلام البشر وهم نيام ، تدور بين
أحضانه أحداث حكاية، نقف فيها على نسج صانع حكيم في خلط الطين بالخيال، وربّ في عليائه عربيد، سكّير، مهياف، أثيم، متقلّب الأحوال، وجارية من نسج شهوته الربّانيّة بعثت ، ومن ضلعه خرجت، تسعى بين يديه سعي من خلقت لتغدق عليه من ثمار جسدها، ورحيق تثنّيها، وريق شبقها. وعيال في الأرض يسعون، من نطفة مارقة ساقطة خلقوا، كما " العذول " يطلبون في زوجة الربّ / الأب طربا يجنونه، ومتعة لا تنضب .نصّ الرواية حالات كما الشعر وأحوال، لا أحداث فيه جسام، و" سبحان مغيّر الأحوال "، إذ ينزل السرد من عالم الغيب الشفيف الرقيق، ويغادر الرواي سرير الربّ " قجدع " ليفتح نافذة حكي يطلّ من خلالها على أرض الهمّ، والغمّ ، والذعر والمحنة، تحت سماء حبلى بالرصاص والأمنيات، هي سماء لبنان، وينتقل السرد من فضاء ممتدّ لا تدرك أقاصيه الأبصار إلى الأرض الموبوءة والأحلام المبتورة .إنّ رواية "جنون الكتابة " صحف أحوال، لا صحف أفعال، تتحدّث عن سيرة مواطن لّبناني (كحيان )، يعمل في محطّة غسيل للسيارات ، قتله الماء وأفناه ، كما أفنى امّه وغيبها، وأتى على الأخضر واليابس في دفاتر أحلامه في دنيا الناس ، لكن للنفس الأمّارة بالحياة في النصّ أحكامها ، فقلب الرواي ضعف طارق الإنسان إلى قوّة في عالم الشهادة، وفي الأنام ليكون من بعد ذلك كاتبا بارعا في الجرائدة السيارة .ويمارس إبليس الخيال التلبيس على امتداد النصّ ويغرق في تلوينه بتصاوير سمتها ضبابية الحكي وتداخل زوايا الرؤية، ويعبث الرواي بخطيّة الحكي عبثا جعل من سجلات القول كبيت عنكبوت، تأكل فيه الجمل صغارها، وتنهش الكلمات فيه رصانتها ووقارها، في رحلة عاصفة يختلط فيها المقدس السافر بالمدنّس الثائر، وتتواشج الرؤى وزواياها، فتنصهر حينا لتنفر أحيانا أخري، حالها كحال الناس المتقلّب المضطرب بين لحظات حبّ ودعة وخمر ورصاص وموت معربد على الطريق .هي جداول ثلاثة ساهمت في بناء السرد ورفعه في دنيا التخييل بلا عمد :الأسطورة : قجدعالواقع 1 : رجل يقتله الماءالواقع 2 : تحولات طفيفة جدا ...والحكاية تستمرإنّها منابع تغذّي الخيال في دنيا الرواية، وتسعى لبناء الشخصيات وتجذيرها في أرض الحكاية ، متوسّلة بالواقعي / المرجع تارة، وبمحض الخيال أطوارا، ويتقاطع فيها ما على الأرض بالمتخيل، وما هو أسطوري بالنصوص المقدسة، وما هو هامشيّ بالنصوص الحافة ( نص البداية ونص النهاية )، لتصنع من فضاء الحكي حياة صاخبة ضاجة متناقضة، لا يكاد يفصل فيها بين الحقيقة والمجاز إلا خيط دقيق رفيع يمسك عليه الراوي كما الماسك على الجمر، إذ الرحلة شاقة بين جزر ثلاث، فالأولى حياة عرضها السماوات والسرير المقدّس والتزم فيها الرواي ( الرؤية من خلف )، والثانية عرضها الحانات والشوارع ودور العشق والدّعة والخناء فوق الأرض وفي دنيا الخلق وكان فيها الراوي عليما ( رؤية من فوق )، والثالثة في دنيا الحبر، وفي مناكب الورق تبني حياتها عبارة فوق عبارة كما البنيان، حيث خرجت الشخصيات من نص الرواية وتمرّدت على ربّها / الكاتب ومن بعده الراوي لتبني عوالمها بما كسبت أيديها، ويقعد فيها الراوي عن ممارسة دوره العليّ ، ويجلس من الشخصيات مجلس المسامر المساهم في تعرية السرائر جميعها واكتفى في جلسته تلك ( الرؤية المصاحبة) بعيدا عن مفاهيم مثل الخطيّة والأفقية والسببية .إنّه عالم سردي يراوح مكانه بين العبثية والفوضى، وبين المعقول واللاّمعقول، وبين ما هو ثقافي وطبيعيّ، وكأنّ لسان حال المتن يقول ما قاله كارل ماركس " إنّ البنية التحتية هي التي تحدّد دين وأدب وأخلاق المجتمع.* تاريخ النشر : 2020-04-16كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on April 15, 2020 14:08
March 15, 2020
أتأمل خراب الكوكب وأبتسم كعادتي في الحزن
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on March 15, 2020 03:21
March 10, 2020
الرؤيا في الومضة : معنى المعنى الذي لا معنى يحدّه
الرؤيا في الومضة : معنى المعنى الذي لا معنى يحدّه كامل فرحان صالح *تأخذ كلمة «رؤيا» (بالألف) القارئ إلى غير دلالة ومعنى، لكن ثمة شبه إجماع عند المفسّرين وعلماء اللغة والنقّاد، على ربط الرؤيا بـ»الاستشراف»، ومسعى المرء لـ»كشف الغيب» من دون أن يقصد ذلك.
البناء - الصفحة الثقافية - 11 آذار 2020فالرؤيا بخلاف الرؤية (بالتاء المربوطة)؛ فإذا كان معنى الأولى يخرج على سياقات ما يمكن إدراكه بالحواس الخمس، بل وكسر هذه الحواس غالبًا، عبر تأكيد سيادة الحلم أو الشعور أو الاثنين معًا، فإن معنى الثانية، ينحصر بالنظر عبر العين، وهي إحدى الحواس الخمس، أو هي العين «المظهر» على حدّ تعبير الشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي (1165 � 1240م) في «الفتوحات»، لأنها تظهر الوجود بحدود معينة ومحددة.لعله من الممكن القول إذًا، إن الومضة في الأدب الوجيز لا تستقيم بسمات التكثيف، والإيجاز، والاتساع الداخلي للطاقة الشعورية، وفتق آفاق التخيل، وكسر أنماط الحواس الخمس، والمعنى الذي يحدد الشكل، والدهشة والمفارقة، فحسب، بل تستقيم الومضة كذلك، بالإيحاء، والبُعد التّخيليّ التشاركيّ، وطاقة المفردة، والاتساع الداخلي للغة، والإيقاع الداخلي، ودائرة التشظيّ، ولعل استقامتها الفضلى تكون بـ»الرؤيا».وإذا كان الأدب الوجيز عمومًا، يتمتع بعناصر لا تبدو متباينة عن العناصر التي تشترك في تكوين العمل الأدبي عمومًا، وأبرزها: التجربة الشعوريّة، والصدق، والعمق، والمتعة، واللغة، فضلاً عن مؤثرات أخرى تشكل في مجموعها سمات أساسية ليكون العمل أدبيًّا، فإن الرؤيا في الأدب الوجيز عمومًا، والومضة خصوصًا، هي قرع على باب المطلق الذي لا يحدّ، بحثًا عن خلاص ما من هذا الوقت الملطخ باللعنة؛ لعنة الخوف من كل شيء، ولعنة العبودية لحاجات يظن الإنسان أن كماله بها.الرؤيا في الومضة هي سعي نقي لكمال إنساني، هذا الإنسان الخارج من حدود وهمه، إلى آفاق قلقه الذي يبنيه باستمرار عبر الكلمة/الرؤيا، محاولاً، بأسلوب سيزيفي (نسبة إلى
سيزيف) الاستقرار في المقام الأسمى، لكن لا يجد نفسه إلا في حالة اكتشاف تفاصيل جديدة في صعود لا ينتهي.تحلّ الرؤيا في كينونة الومضة، لتكون ومضة، ولتحقق الرؤيا، في الوقت نفسه، حضورها أيضًا، فهذا الحضور نور يقود المتلقي إلى دهشته؛ دهشة الغريب فيه، والغامض فيه، والساكت فيه. إذ إن الومضة لا تهدف إلى الارتياح لحقيقة ما، أو طمأنينة ما، بل هي عبر الرؤيا، تفتح آفاق المتلقي، على عالم يثقب صلافة المنطق والاتزان، عالم شعاره خلخلة ثنائيّة السبب والنتيجة، وحتميّة الزمن في المكان، ليرفع في المقابل، رشاقة الحلم وخفّته، وجنونه، وولهه، ورعونته، وطفولته.ويبدو من المفيد الإيضاح هنا، أنه إذا كانت الرؤيا في الومضة، تتحدّى قوانين العقل، فهذا لا يعني، بأي حال من الأحوال، رضوخها لمنطق القلب أو لـ»عين القلب» كما يقول جبران خليل جبران (1883 � 1931)، لأنها ببساطة، هي خارج هذين المسارين اللذين رسمهما الإنسان، ليفسّر حياته بالجهد الممكن.الرؤيا في الومضة تنهض على الرقّة القادرة على تحمّل القسوة؛ قسوة المعنى الحائر، المرتبك، الغامض، غير الناضج، المعنى/ الظل الباحث عن روحه ليكون. فالرؤيا رحم، بحسب إبن عربي، إذ «كما أنّ الجنين يتكوّن في الرحم، كذلك يتكوّن المعنى في الرؤيا».لكن هل يكتمل تكوّن المعنى في الومضة؟ إنه السؤال الذي لا جواب له، لأن المعنى في هذا المقام، يولد مع كل قارئ نديًّا، طازجًا، بهيًّا، بكرًا. وبالتالي هو في حالة امتحان التكوّن المستمر، اللانهائي، فالرؤيا في الومضة مرآة شفافة، تأخذ حالة الناظر فيها نفسها، فقد تكون الأمل، وقد تكون اليأس. ومهما بدت، فإنها وإن بدت واحدية لناظرها، فهي متعددة، وكثيرة، لأنها ستكون باستمرار، واحدية لناظر آخر.الرؤيا في الومضة حالة شوق لغائب ما، شوق لمعرفة لا تكتمل، ولن تكتمل، ولعله يمكن التعبير عن ذلك، بما حاول أن يرسمه ابن خلدون (1332 � 1406م) في «المقدمة» في باب «أصناف النفوس البشرية»، عندما سعى إلى تبيان حقيقة «الرؤيا» بـ»مطالعة النفس الناطقة في ذاتها الروحانية لمحة من صور الواقعات، فإنها عندما تكون روحانية تكون صور الواقعات فيها موجودة بالفعل، كما هو شأن الذوات الروحانية كلها، وتصير روحانية بأن تتجرّد عن المواد الجسمانية والمدارك البدنية، وقد يقع لها ذلك لمحة بسبب النوم، كما نذكر فتقتبس بها علم ما تتشوّف إليه من الأمور المستقبلة، وتعود به إلى مداركها. فإن كان ذلك الاقتباس ضعيفًا وغير جلي بالمحاكاة والمثال في الخيالي لتخلصه فيحتاج من أجل هذه المحاكاة إلى التعبير، وقد يكون الاقتباس قويًّا يُستغنى فيه عن المحاكاة، فلا يحتاج إلى تعبير لخلوصه من المثال والخيال، والسبب في وقوع هذه اللمحة للنفس أنها ذات روحانية بالقوة مستكملة بالبدني ومداركه حتى تصير ذاتها تعقلاً محضًا، ويكمل وجودها بالفعل فتكون حينئذ ذاتًا روحانية مدركة بغير شيء من الآلات البدنية إلا أن نوعها في الروحانية دون نوع الملائكة أهل الأفق الأعلى على الذين لم يستكملوا ذواتهم بشيء من مدارك البدن ولا غيره، فهذا الاستعداد حاصل لها ما دامت في البدن ومنه خاص كالذي للأولياء، ومنه عام للبشر على العموم، وهو أمر الرؤيا».ويلحظ أنه في النوع الإنساني، أشخاص «يخبرون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فيهم يتميّز بها صنفهم عن سائر الناس، ولا يرجعون في ذلك إلى صناعة ولا يستدلون عليه بأثر من النجوم، ولا من غيرها، إنما نجد مداركهم في ذلك بمقتضى فطرته التي فطروا عليها، وذلك مثل العرافين والناظرين في الأجسام الشفافين كالمرايا وطساس الماء، والناظرين في القلوب».ويقرن إبن خلدون الرؤيا بالجنون، عندما يقول: «المجانين يلقى على ألسنتهم كلمات من الغيب، فيخبرون بها، وكذلك النائم والميت لأول موته أو نومه يتكلم بالغيب».الرؤيا لدى شاعر الومضة، هي الغيب، وهي معنى المعنى الذي لا معنى يحدّه. فهي الشعر، بحسب الشاعر أدونيس (1930)، وهي لا تريد أن تشرح العالم أو تفسره، بحسب الشاعر يوسف الخال (1916 � 1987) في كتابه «الحداثة في الشعر»، إنما تريد «خلقه من جديد على محك تجربة الشاعر».يمكن القول أخيرًا، إن المسألة لا تقف على حدود شكلي حرف الألف والتاء المربوطة في «الرؤيا» و»الرؤية»، بل هي في مساحات الحفر، إذ قد ترتسم دربًا عموديًّا في الألف المتجهة نحو آفاق الشساعة المطلقة، سعيًا منها إلى ثقب المطلق، مقابل انغلاق التاء على نفسها، لتحاكي العين وحدود نظرها للإنسان والأشياء والوجود أفقيًّا.*أستاذ في الجامعة اللبنانيةكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
البناء - الصفحة الثقافية - 11 آذار 2020فالرؤيا بخلاف الرؤية (بالتاء المربوطة)؛ فإذا كان معنى الأولى يخرج على سياقات ما يمكن إدراكه بالحواس الخمس، بل وكسر هذه الحواس غالبًا، عبر تأكيد سيادة الحلم أو الشعور أو الاثنين معًا، فإن معنى الثانية، ينحصر بالنظر عبر العين، وهي إحدى الحواس الخمس، أو هي العين «المظهر» على حدّ تعبير الشيخ الأكبر محي الدين إبن عربي (1165 � 1240م) في «الفتوحات»، لأنها تظهر الوجود بحدود معينة ومحددة.لعله من الممكن القول إذًا، إن الومضة في الأدب الوجيز لا تستقيم بسمات التكثيف، والإيجاز، والاتساع الداخلي للطاقة الشعورية، وفتق آفاق التخيل، وكسر أنماط الحواس الخمس، والمعنى الذي يحدد الشكل، والدهشة والمفارقة، فحسب، بل تستقيم الومضة كذلك، بالإيحاء، والبُعد التّخيليّ التشاركيّ، وطاقة المفردة، والاتساع الداخلي للغة، والإيقاع الداخلي، ودائرة التشظيّ، ولعل استقامتها الفضلى تكون بـ»الرؤيا».وإذا كان الأدب الوجيز عمومًا، يتمتع بعناصر لا تبدو متباينة عن العناصر التي تشترك في تكوين العمل الأدبي عمومًا، وأبرزها: التجربة الشعوريّة، والصدق، والعمق، والمتعة، واللغة، فضلاً عن مؤثرات أخرى تشكل في مجموعها سمات أساسية ليكون العمل أدبيًّا، فإن الرؤيا في الأدب الوجيز عمومًا، والومضة خصوصًا، هي قرع على باب المطلق الذي لا يحدّ، بحثًا عن خلاص ما من هذا الوقت الملطخ باللعنة؛ لعنة الخوف من كل شيء، ولعنة العبودية لحاجات يظن الإنسان أن كماله بها.الرؤيا في الومضة هي سعي نقي لكمال إنساني، هذا الإنسان الخارج من حدود وهمه، إلى آفاق قلقه الذي يبنيه باستمرار عبر الكلمة/الرؤيا، محاولاً، بأسلوب سيزيفي (نسبة إلى
سيزيف) الاستقرار في المقام الأسمى، لكن لا يجد نفسه إلا في حالة اكتشاف تفاصيل جديدة في صعود لا ينتهي.تحلّ الرؤيا في كينونة الومضة، لتكون ومضة، ولتحقق الرؤيا، في الوقت نفسه، حضورها أيضًا، فهذا الحضور نور يقود المتلقي إلى دهشته؛ دهشة الغريب فيه، والغامض فيه، والساكت فيه. إذ إن الومضة لا تهدف إلى الارتياح لحقيقة ما، أو طمأنينة ما، بل هي عبر الرؤيا، تفتح آفاق المتلقي، على عالم يثقب صلافة المنطق والاتزان، عالم شعاره خلخلة ثنائيّة السبب والنتيجة، وحتميّة الزمن في المكان، ليرفع في المقابل، رشاقة الحلم وخفّته، وجنونه، وولهه، ورعونته، وطفولته.ويبدو من المفيد الإيضاح هنا، أنه إذا كانت الرؤيا في الومضة، تتحدّى قوانين العقل، فهذا لا يعني، بأي حال من الأحوال، رضوخها لمنطق القلب أو لـ»عين القلب» كما يقول جبران خليل جبران (1883 � 1931)، لأنها ببساطة، هي خارج هذين المسارين اللذين رسمهما الإنسان، ليفسّر حياته بالجهد الممكن.الرؤيا في الومضة تنهض على الرقّة القادرة على تحمّل القسوة؛ قسوة المعنى الحائر، المرتبك، الغامض، غير الناضج، المعنى/ الظل الباحث عن روحه ليكون. فالرؤيا رحم، بحسب إبن عربي، إذ «كما أنّ الجنين يتكوّن في الرحم، كذلك يتكوّن المعنى في الرؤيا».لكن هل يكتمل تكوّن المعنى في الومضة؟ إنه السؤال الذي لا جواب له، لأن المعنى في هذا المقام، يولد مع كل قارئ نديًّا، طازجًا، بهيًّا، بكرًا. وبالتالي هو في حالة امتحان التكوّن المستمر، اللانهائي، فالرؤيا في الومضة مرآة شفافة، تأخذ حالة الناظر فيها نفسها، فقد تكون الأمل، وقد تكون اليأس. ومهما بدت، فإنها وإن بدت واحدية لناظرها، فهي متعددة، وكثيرة، لأنها ستكون باستمرار، واحدية لناظر آخر.الرؤيا في الومضة حالة شوق لغائب ما، شوق لمعرفة لا تكتمل، ولن تكتمل، ولعله يمكن التعبير عن ذلك، بما حاول أن يرسمه ابن خلدون (1332 � 1406م) في «المقدمة» في باب «أصناف النفوس البشرية»، عندما سعى إلى تبيان حقيقة «الرؤيا» بـ»مطالعة النفس الناطقة في ذاتها الروحانية لمحة من صور الواقعات، فإنها عندما تكون روحانية تكون صور الواقعات فيها موجودة بالفعل، كما هو شأن الذوات الروحانية كلها، وتصير روحانية بأن تتجرّد عن المواد الجسمانية والمدارك البدنية، وقد يقع لها ذلك لمحة بسبب النوم، كما نذكر فتقتبس بها علم ما تتشوّف إليه من الأمور المستقبلة، وتعود به إلى مداركها. فإن كان ذلك الاقتباس ضعيفًا وغير جلي بالمحاكاة والمثال في الخيالي لتخلصه فيحتاج من أجل هذه المحاكاة إلى التعبير، وقد يكون الاقتباس قويًّا يُستغنى فيه عن المحاكاة، فلا يحتاج إلى تعبير لخلوصه من المثال والخيال، والسبب في وقوع هذه اللمحة للنفس أنها ذات روحانية بالقوة مستكملة بالبدني ومداركه حتى تصير ذاتها تعقلاً محضًا، ويكمل وجودها بالفعل فتكون حينئذ ذاتًا روحانية مدركة بغير شيء من الآلات البدنية إلا أن نوعها في الروحانية دون نوع الملائكة أهل الأفق الأعلى على الذين لم يستكملوا ذواتهم بشيء من مدارك البدن ولا غيره، فهذا الاستعداد حاصل لها ما دامت في البدن ومنه خاص كالذي للأولياء، ومنه عام للبشر على العموم، وهو أمر الرؤيا».ويلحظ أنه في النوع الإنساني، أشخاص «يخبرون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فيهم يتميّز بها صنفهم عن سائر الناس، ولا يرجعون في ذلك إلى صناعة ولا يستدلون عليه بأثر من النجوم، ولا من غيرها، إنما نجد مداركهم في ذلك بمقتضى فطرته التي فطروا عليها، وذلك مثل العرافين والناظرين في الأجسام الشفافين كالمرايا وطساس الماء، والناظرين في القلوب».ويقرن إبن خلدون الرؤيا بالجنون، عندما يقول: «المجانين يلقى على ألسنتهم كلمات من الغيب، فيخبرون بها، وكذلك النائم والميت لأول موته أو نومه يتكلم بالغيب».الرؤيا لدى شاعر الومضة، هي الغيب، وهي معنى المعنى الذي لا معنى يحدّه. فهي الشعر، بحسب الشاعر أدونيس (1930)، وهي لا تريد أن تشرح العالم أو تفسره، بحسب الشاعر يوسف الخال (1916 � 1987) في كتابه «الحداثة في الشعر»، إنما تريد «خلقه من جديد على محك تجربة الشاعر».يمكن القول أخيرًا، إن المسألة لا تقف على حدود شكلي حرف الألف والتاء المربوطة في «الرؤيا» و»الرؤية»، بل هي في مساحات الحفر، إذ قد ترتسم دربًا عموديًّا في الألف المتجهة نحو آفاق الشساعة المطلقة، سعيًا منها إلى ثقب المطلق، مقابل انغلاق التاء على نفسها، لتحاكي العين وحدود نظرها للإنسان والأشياء والوجود أفقيًّا.*أستاذ في الجامعة اللبنانيةكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on March 10, 2020 17:39
March 1, 2020
كامل صالح لا يكنس الكلام جيل هو " ما لم نكن "
كامل صالح لا يكنس الكلام جيل هو " ما لم نكن "د. خليل أحمد خليل ** نشرت هذه الدراسة / القراءة في جريدة النهار اللبنانية في 31 كانون الثاني 1994 ، وأعيد نشرها في مجلة الحداثة في صيف 1995، عدد 9 / 10
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on March 01, 2020 06:23
February 27, 2020
في الدرب إليك
في الدرب إليك
أنثر فتات ولهيِوعند عودتي وحيدًاأتكئ طحين وحدتيوأمضي إلى داخلي.
كامل صالحكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
أنثر فتات ولهيِوعند عودتي وحيدًاأتكئ طحين وحدتيوأمضي إلى داخلي.
كامل صالحكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on February 27, 2020 14:48
February 26, 2020
اللغة العربية وتلقيها في العصر الرقمي (في تحديات القراءة والكتابة والإعلام والتعلّم)
ورقتي البحثية:
قُدمت في مؤتمر: "مسالك الكتابة وآفاق التلقي في اللغة والأدب والحضارة" الذي نظمه ماستر التواصل وتحليل الخطاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في القنيطرة � المغرب في 23 و24 فبراير (شباط) 2016.
شهادة مشاركة د. كامل فرحان صالح في مؤتمر: "مسالك الكتابة وآفاق التلقي في اللغة والأدب والحضارة" الذي نظمه ماستر التواصل وتحليل الخطاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في القنيطرة � المغرب في 23 و24 فبراير (شباط) 2016.
الورقة البحثية بعنوان: اللغة العربية وتلقيها في العصر الرقمي (في تحديات القراءة والكتابة والإعلام والتعلّم)
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
قُدمت في مؤتمر: "مسالك الكتابة وآفاق التلقي في اللغة والأدب والحضارة" الذي نظمه ماستر التواصل وتحليل الخطاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في القنيطرة � المغرب في 23 و24 فبراير (شباط) 2016.
شهادة مشاركة د. كامل فرحان صالح في مؤتمر: "مسالك الكتابة وآفاق التلقي في اللغة والأدب والحضارة" الذي نظمه ماستر التواصل وتحليل الخطاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في القنيطرة � المغرب في 23 و24 فبراير (شباط) 2016.
الورقة البحثية بعنوان: اللغة العربية وتلقيها في العصر الرقمي (في تحديات القراءة والكتابة والإعلام والتعلّم)
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on February 26, 2020 12:25
February 25, 2020
دائرة التشظّي في «الومضة»: كسر «المرجعيّة»
د. كامل فرحان صالح *جريدة البناء - 26 / 2 / 2020 ص 10تشترك النصوص الإبداعية في الأدب الوجيز بسمات عامة، يمكن إيجازها بالآتي: التكثيف، والإيجاز، والاتساع الداخلي للطاقة الشعورية، وفتق آفاق التخيل، وكسر أنماط الحواس الخمس، والمعنى في النص يحدد شكله الخاص، والدهشة والمفارقة.وقد ارتسمت هذه السمات العامة، بعد نقاشات استمرّت في غير جلسة، عقدتها جماعة ملتقى الأدب الوجيز في لبنان في أواخر العام 2019 وبدايات العام 2020.وفي ما جرى التوافق مبدئيًّا، على السمات العامة، كذلك وضعت سمات خاصة لكل من: الومضة، والقصة الوجيزة.أما سمات الومضة فترتكز على: الإيحاء، والبُعد التّخيليّ التشاركيّ، وطاقة المفردة (21 كلمة)، والاتساع الداخلي للغة، والإيقاع الداخلي، والرؤيا، والدائرة المتشظيّة.في المقابل، ترتكز السمات الخاصة للقصة الوجيزة على: تنامي الحدث، وشخصيّة أحادية، ونموّ الأفعال، ودائرة مفتوحة على ألا تتعدّى 21 كلمة من دون أدوات الربط، والجمل القصيرة، والبُعد التشاركي في إنتاج المعنى بين المؤلِّف والقارئ.لكن ما يسعى البحث إلى تناوله في هذا المقام، هو خاصية «دائرة التشظي» في الومضة، إذ تعدّ مفتاحًا من مفاتيح المساعدة لبناء جسور التواصل بين الأدب الوجيز عمومًا والومضة منه خصوصًا من جهة، والقارئ/ المتلقي من جهة أخرى.يمكن القول إن مقاربة النص الإبداعي اليوم وتحديدًا الومضة، لم تعد في
الإمكان، مقاربته مقاربة تفسيرية إفهامية؛ فالومضة ليست مادة تهدف إلى تقديم «حقيقة»، أو «تفسّر شيئًا»، أو لها «وظيفة نفعيّة»، وهي من الواضح، ترفض ضمنًا، كل ما يمتّ إلى حالات تعدّ إجابة عن سؤال، أو تطرح نوعًا من «طمأنينة ما».تقود هذه الخصوصيات الواجب أن يعيها المرء مسبقًا في ما يخصّ الأدب الوجيز عمومًا والومضة خصوصًا، إلى السمة الأخطر والأبرز التي حكمت العلاقة لسنوات طويلة، بين «الثلاثية المقدسة»: المبدع � النصّ � المتلقي، وهي الكامنة في سياقات أثقلت غير نصّ من النصوص الإبداعية سابقًا، فجعلته لا يقول «قوله»، بل أن يحيل النصّ إلى «ما هو مقول»، وأقصد ربط النصّ الإبداعي بأيديولوجيا ما، أخرجته (حكمًا) على ألا ينطق عن عوالم المبدع الخاصة، ومقاربته الذاتية لـ»أناه»، وللمجتمع والكون، وإن بدا ذلك في النص، إنما كان النصّ (عبر مختلف المذاهب الأدبية) يخضع إلى «الغاية المنشودة»، وهي أن يتضمن: رسالة/ خطابًا، يريد المبدع أن يقوله «أخيرًا»، ويحكمه ذلك بأن يضع نصّه الإبداعي، في «الدائرة الكاملة»، المحكمة، المعززة بإشارات وسمات ورموز� لم تعد ترتكز على «لا نهائية» دلالة النص، بل باتت، ونتيجة الاستخدام المتكرر لحقول معجمية محددة غالبًا: «نصًّا جاهزًا للإجابة»!الومضة من هذه الزاوية، ليست نصًّا جاهزًا للإجابة، وليست «دائرة كاملة» يحيل أولها إلى آخرها، وليست خطابًا أيديولوجيًّا حكمًا، وبالضرورة، وليست «محاكاة» أفلاطونية أو أرسطية، فهي لا تريد أن تقدم حلولاً، ولا أن تلقي موعظة، ولا هدفها أن تصدر أحكامًا، أو أن تقدم «طمأنينة» ما لقارئ ما� الومضة هي عالم من التشظي اللانهائي في دلالاته، هذا العالم الذي يمكنه أن يعبر إلى «المابعد»، ليس بهدف «الاستقرار» أو «الراحة»، إنما بهدف طرح السؤال الدائم والمستمر والمتشظي في ظل وجود إنساني يعمل باستمرار على تحويل «ركائزه» المستقرة، إلى «ركائز» ممكنة/جديدة، ليبقى، وليقدر على الوقوف في لحظة ما على أرض دائرية لا استواء فيها.لا تنتظر «الومضة» «استيعابًا ما»، أو «مرجعية ما»، بل هي تحتاج إلى «فهم ما»، يمكنها أن تفتح عوالم ذاتها لإمكانيات الحفر التي تقود حكمًا إلى «دوائر لا تنتهي»/ متشظية، تتمتع باستمرار، بقدرة أن تكون دوائر خاصة لقارئها، كما هي دوائر خاصة لمبدعها.إن الدائرة المتشظية في الومضة، لا تبتعد من المعنى الفيزيائي/الطبيعي لـ»التشظّي»، أي:
الإمكان، مقاربته مقاربة تفسيرية إفهامية؛ فالومضة ليست مادة تهدف إلى تقديم «حقيقة»، أو «تفسّر شيئًا»، أو لها «وظيفة نفعيّة»، وهي من الواضح، ترفض ضمنًا، كل ما يمتّ إلى حالات تعدّ إجابة عن سؤال، أو تطرح نوعًا من «طمأنينة ما».تقود هذه الخصوصيات الواجب أن يعيها المرء مسبقًا في ما يخصّ الأدب الوجيز عمومًا والومضة خصوصًا، إلى السمة الأخطر والأبرز التي حكمت العلاقة لسنوات طويلة، بين «الثلاثية المقدسة»: المبدع � النصّ � المتلقي، وهي الكامنة في سياقات أثقلت غير نصّ من النصوص الإبداعية سابقًا، فجعلته لا يقول «قوله»، بل أن يحيل النصّ إلى «ما هو مقول»، وأقصد ربط النصّ الإبداعي بأيديولوجيا ما، أخرجته (حكمًا) على ألا ينطق عن عوالم المبدع الخاصة، ومقاربته الذاتية لـ»أناه»، وللمجتمع والكون، وإن بدا ذلك في النص، إنما كان النصّ (عبر مختلف المذاهب الأدبية) يخضع إلى «الغاية المنشودة»، وهي أن يتضمن: رسالة/ خطابًا، يريد المبدع أن يقوله «أخيرًا»، ويحكمه ذلك بأن يضع نصّه الإبداعي، في «الدائرة الكاملة»، المحكمة، المعززة بإشارات وسمات ورموز� لم تعد ترتكز على «لا نهائية» دلالة النص، بل باتت، ونتيجة الاستخدام المتكرر لحقول معجمية محددة غالبًا: «نصًّا جاهزًا للإجابة»!الومضة من هذه الزاوية، ليست نصًّا جاهزًا للإجابة، وليست «دائرة كاملة» يحيل أولها إلى آخرها، وليست خطابًا أيديولوجيًّا حكمًا، وبالضرورة، وليست «محاكاة» أفلاطونية أو أرسطية، فهي لا تريد أن تقدم حلولاً، ولا أن تلقي موعظة، ولا هدفها أن تصدر أحكامًا، أو أن تقدم «طمأنينة» ما لقارئ ما� الومضة هي عالم من التشظي اللانهائي في دلالاته، هذا العالم الذي يمكنه أن يعبر إلى «المابعد»، ليس بهدف «الاستقرار» أو «الراحة»، إنما بهدف طرح السؤال الدائم والمستمر والمتشظي في ظل وجود إنساني يعمل باستمرار على تحويل «ركائزه» المستقرة، إلى «ركائز» ممكنة/جديدة، ليبقى، وليقدر على الوقوف في لحظة ما على أرض دائرية لا استواء فيها.لا تنتظر «الومضة» «استيعابًا ما»، أو «مرجعية ما»، بل هي تحتاج إلى «فهم ما»، يمكنها أن تفتح عوالم ذاتها لإمكانيات الحفر التي تقود حكمًا إلى «دوائر لا تنتهي»/ متشظية، تتمتع باستمرار، بقدرة أن تكون دوائر خاصة لقارئها، كما هي دوائر خاصة لمبدعها.إن الدائرة المتشظية في الومضة، لا تبتعد من المعنى الفيزيائي/الطبيعي لـ»التشظّي»، أي:
«انفجار نواة ذرَّة تحت تأثير قصف جُسيميّ لها على درجة كافية من الشدَّة، تتفتّت من جرّائه النواةُ وتتطاير منها جسيمات».ويبدو هذا المعنى هو الأقرب إلى المقصود، بحكم أن الكلمة هي روح الومضة وجسدها، وبحكم أن الكلمة في الومضة، لا تكون وفاق معناها التعييني إنما التضميني، وبحكم أن الومضة تفترض وجود «قارئ» لا ينتظر منها أن تجيبه عن سؤال ما، أو تريد أن تسوّق له «مرجعية ما»، وبحكم أن هويّة الأدب الوجيز عمومًا، هي التخطيّ المستمر لأنماطٍ تعبيريّة وفكريّة، فإن المهمة المنتظرة من القارئ وحسب، هي أن «يقصف» الكلمة/ الومضة، أن يفتتها، ليستمتع بتتطاير جسيماتها.الومضة لا تقتصر على كونها «مجرّد اختصار للكلام»، بحسب الباحث والأكاديمي الفرنسي برنارد روخوموفسكي (Bernard Roukhomovsky) في كتابه: «قراءة الأشكال الوجيزة» (lire les formes brèves )، إنما الكلمة في الومضة هي «عناوين تختزل جملاً»، بحسب الباحث والأكاديمي الفرنسي آلان مونتاندون (Montandon Alain) في كتابه «الأشكال الوجيزة» (Les formes brèves).ولعل اللافت في الأمر، (وهذا يحتاج إلى بحث آخر)، أن تاريخ النقد العربي يلحظ أهمية الإيجاز والتكثيف في الإبداع، وهما السمتان الأبرز في الأدب الوجيز عمومًا، وفي الومضة خصوصًا، وقد سعى النقد العربي القديم، ضمن مسارات زمنيّة متباينة، إلى رسم سمات الإيجاز وعلاماته وإشاراته في غير كتاب، ومن ذلك ما يقوله الجاحظ (القرن التاسع الميلادي)، مثلاً: «الإيجاز أسهل مرامًا وأيسر مطلبًا من الإطناب»، مؤكدًا أنه من «قدر على الكثير كان على القليل أقدر»، وذلك في رسائله وتحديدًا الرسالة السابعة عشرة (رسائل الجاحظ، طبعة: دار الحداثة، بيروت).وقد سُئل الشاعر الأموي الفرزدق (القرن السابع الميلادي): «ما صيّرك إلى القصائد القصار بعد الطّوال، فقال: لأنّي رأيتها في الصّدور أوقع وفي المحافل أجول» (ينظر: أبو الهلال العسكري: كتاب الصناعتين: الفصل الأول من الباب الخامس، طبعة: دار الكتب العلمية، بيروت، ص. 137).وإذا ثمّة الكثير يمكن أن يُقال في هذا الجانب، يبقى القول: إن معظم النقاد العرب في العصرين الحديث والمعاصر، لم يركنوا إلى تراثهم النقدي القديم، بهدف رسم سياقات نقدية توائم حاجات الإبداع والمبدعين اليوم، فاقتصر عملهم على «التوصيف» و»التحليل»، ونشاط أكاديمي لم يخرج لـ»يتنفس الحياة»، هذه الحياة التي تخرج على معجميّة الكلمة، لتتشظى باستمرار وأبدًا، إلى جسيمات من المعاني، والدلائل، والحقول، والآفاق اللانهائيّة.* أستاذ في الجامعة اللبنانية كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on February 25, 2020 16:47
Review: خذ ساقيك إلى النبع

My rating: 5 of 5 stars
ديوان «خذ ساقيك إلى النبع» للشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح، صدر لدى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» في القاهرة في العام 2013، ضمن «سلسلة آفاق عربية» الشهرية. وأتى هذا الديوان بعد عشرين سنة من صدور ديوان «كناس الكلام» للشاعر صالح، الصادر لدى دار الحداثة في بيروت في العام 1993.
يضم الديوان الجديد الذي وقع في 139 صفحة، 44 قصيدة، وقد أهداه صالح «إلى أرواح من عبروا». أما الغلاف فهو من تصميم أحمد اللباد. يعدّ «خذ ساقيك إلى النبع» الرابع لصالح، بعد « أحزان مرئية » (1985)، و« شوارع داخل الجسد » (1991). و« كناس الكلام ». كما له في الرواية: جنون الحكاية - قجدع ) (1999)، و« حب خارج البرد » (2010). وفي الدراسة: « الشعر والدين: فاعلية الرمز الديني المقدس في الشعر العربي » (ط1 ــ 2004، ط2 � 2010). و" حركية الأدب وفاعليته : في الأنواع والمذاهب الأدبية " (ط1: 2017، وط2: 2018)، و" ملامح من الأدب العالمي " ( ط1: 2017، وط2: 2018)، و" في منهجية البحث العلمي " (ط1: 2018 ).
kamel farhan saleh
كتبت عدة دراسات وقراءات في الديوان، ويمكن الاطلاع عليها عبر موقع الشاعر، عبر الرابط الآتي:
ويمكن تحميل ديوان خذ ساقيك الى النبع من هنا :
View all my reviews كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
Published on February 25, 2020 14:14
Kamel Farhan Saleh's blog
هذه مدونة كامل فرحان صالح
وهو شاعر وناقد وأكاديمي لبناني
وهو شاعر وناقد وأكاديمي لبناني
- كامل فرحان صالح's profile
- 33 followers
