ŷ

كامل فرحان صالح's Blog: Kamel Farhan Saleh's blog, page 4

February 9, 2022

صدقنا أن درب الصعود ... دعاء


لم تكن هذه الأرض لنانحن شعب الجنة المفقودة
كبرنا
رمنا
ومتنا آلاف المرات
ولم نجدها
كأنها كانت حلما في بال طفل
ظنها لعبة أو طائرة من ورق
لم تكن هذه الأرض لنا
نحن العالقون بحبل الدمعة
التائهون بتجاعيد ابتسامة في المزاج
نحن من صدّقنا كل قصص الأنبياء
كي نرى ما ضاع منا إلى الأبد
صدقنا أن درب الصعود ... دعاء
لم تكن هذه الأرض لنا
نحن تراب نسي أن يرتفع
فوقع
وتمدد
تمدد كثيرا حتى غطى السماء.
9 شباط 2019
Kamel Farhan Saleh/كامل فرحان صالح

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on February 09, 2022 05:07

January 7, 2022

عكاظ: تحفّظ على غياب المشاريع وحضورها - مثقفون على باب الله



تحقيق أجراه: علي الرباعي
فيما يذهب الشاعر اللبناني الدكتور كامل فرحان صالح إلى أن السؤال عن «المشروع» يتداخل مع سؤال الهوية الثقافية، أو المنحى الأيديولوجي للكاتب. ما يحيل إلى نظرية الانعكاس التي دعت إلى ضرورة ارتباط الكاتب بالمجتمع والتعبير عنه.
ويرى أنه مهما يكن، فهناك مستويان يجوز أنهما من بنية الكاتب الأساسية؛ وهما: المستوى الأولي الذي يرتبط بالذات، وبرغبتها بالتعبير والكتابة وقول الأشياء، ومستوى لاحق يتمثّل بمستوى التحليل والدلالة والتأويل.ويلفت صالح إلى أنه إذا كان المستوى الأول ذاتيّاً بالضرورة، فالمستوى الثاني يخضع لأدوات المتلقين ومنهم الناقد والقارئ، وأضاف بين هذين المستوين يجوز للكاتب أن يطرح ما يدور في داخله، إلا أنه ليس بالضرورة أن يعلن ذلك صراحةً، وإلا سيخسر نصه خاصية المتعة واكتشاف الدلالات الكامنة في متن النص الإبداعي. كون الخيط الرفيع بين الثلاثية المقدسة: (الكاتب والنص والمتلقي)، شديدة الحساسية، وعلى المبدع، الكاتب أن ينتبه لحساسية طغيان جانب على آخر، مؤكداً أن مشروع الكاتب يبرز من خلال عمل تراكمي، ويتجلى في تركيزه على اتجاه، أو منحى تستطيع أن تتلمسه في مجمل أعماله، مشيراً إلى أنه على المستوى الشخصي عليه أن يكتب في المقام الأول، ويهتم بما يكتبه على مستوى التقنيات والعناصر المكونة للعمل الأدبي، وإن ظهر لناقد ما أو قارئ ما قيام مشروع لدى هذا الكاتب فليكن، وأبدى تحفظاً على وقوع الكاتب تحت «طغيان المشروع» على حساب الصدق لحظة كتابة عمله ونصه.


كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on January 07, 2022 14:06

November 6, 2021

قصيدة النثر العربية والوقوف على " قشرة الموز " - بحث في إشكالية التعريف والسمات والشكل والتمايز


� كامل فرحان صالح - نبذة عن البحث:لم يستقر الرأي النقدي العربي على تعريف نهائي لقصيدة النثر؛ سماتها وخصائصها وشكلها، ولا يزال المرء يشهد ظهور دراسات وأبحاث ومقالات تسعى إلى وضع حدود وأسس وسمات لهذه القصيدة. وبات من الواضح أن القول إن تعريف هذه القصيدة، قد اكتمل، هو قول غير دقيق. وتقرّ الناقدة الفرنسية سوزان برنار (Suzanne Bernard/ 1932 � 2007) بهذه الصعوبة، في كتابها "قصيدة النّثر: من بودلير إلى أيامنا"[i] الذي يعدّ مرجعًا أساسيًّا لهذه القصيدة عالميًّا وعربيًّا، عندما تؤكد أن "قصيدة النّثر تحيّرنا بتعدد أشكالها"،[ii] موضحة أن قصيدة النّثر ولدت "من تمرد على الاستعبادات الشّكلية التي تحول دون أن يخلق الشاعر لنفسه لغة فردية، والتي تضطره إلى أن يصبّ مادة جمله اللدنة في قوالب جاهزة".[iii]وإذ يعتمد البحث مصطلح: "قصيدة النّثر" الذي أطلقه الشاعر السوري - اللبناني أدونيس كمرادف للتسمية الفرنسية "Poème en prose"،[iv] فإنه لن يتطرق إلى النقاش الذي واكب هذه الترجمة، ومدى دقتها،[v] ويكتفي بالسعي إلى معالجة إشكالية تعريف قصيدة النثر العربية وحدودها، عبر البحث في سمات هذه القصيدة وشكلها وتمايزها عن قصيدة التفعيلة، مع تقديم نماذج شعرية مختارة.**** أستاذ دكتور في الجامعة اللبنانية - kamel farhan saleh[i]- سوزان برنار: ناقدة فرنسية، تعدّ رائدة صياغة مصطلح "قصيدة النّثر"، وتسويغه في الأدب الحديث. أعدت برنار في العام 1958 أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في الآداب، تحت عنوان: قصيدة النّثر: من بودلير إلى أيامنا" (Le Poème en prose, de Baudelaire Jusqu'à nos jours) في جامعة باريس، وبلغ عدد صفحاتها عندما نشرت الأطروحة في فرنسا في كتاب، نحو 814 صفحة، موزعة على ثلاثة فصول مع مقدمة تاريخية عن قصيدة النّثر ما قبل بودلير. تُرجمت أقسام من كتاب برنار إلى العربية أكثر من مرة، وتأثر بها بدايةً، كل من أنسي الحاج، وأدونيس، كما احتفلت "مجلة شعر" البيروتية بأطروحة برنار في وقتها، ونشرت بعض أجزاء منها على صفحاتها، ثم ما لبثت أن انتشرت كتابة "قصيدة النّثر" العربية.
ويبدو أن محاولة اكتناه ماهية "قصيدة النّثر" كانت مع مقدمة شارل بودليرCharles Baudelaire) / 1821- 1867) لديوانه "سأم باريس" () في العام 1869 (صدر بعد وفاته)، فعلى الرغم من أن تلك المقدمة لم تكن أكثر من رسالة من الشاعر إلى صديقه، إلا أنه ثمة شبه إجماع على أن بودلير هو من وضع الأسس لكتابة "قصيدة النّثر" في اللغة الفرنسية، واعيًا بأنه يكتب عبر وسيط جديد، وجماليات مغايرة لما سبقه.
[ii]- ينظر: برنار، سوزان: قصيدة النّثر من بودلير إلى أيامنا، ترجمة د. زهير مجيد مغامس، وزارة الثقافة والاعلام، ودار المأمون، بغداد 1993، ط1 (Le Poème en prose, de Baudelaire Jusqu'à nos jours)، ص 14
[iii]- برنار: قصيدة النّثر...، ص 16
[iv]- ينظر: أدونيس: في قصيدة النّثر، مجلة شعر البيروتية، ع14، ربيع 1960، ص 75 وما بعدها.
[v]- يمكن الإشارة في هذا الخصوص إلى ما قاله الشاعر السوري نزار قباني: "قد يكون ثمة اعتراض على تسميتها [أي قصيدة النثر]، ولكن ماذا تهمّ التسميات؟ المهم أن شكلاً من أشكال الكتابة قد انتشر، وصار له كتّابه وقرّاؤه". ينظر: قباني، نزار: ما هو الشعر؟، منشورات نزار قباني، بيروت 2000، ط. 3، ص. 119***مجلة الحداثة - al hadatha journalكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
1 like ·   •  0 comments  •  flag
Published on November 06, 2021 04:06

September 24, 2021

أن تحب وتفشل


أن تحب وتفشل تصبح طريا
كخبز خرج للتو من الفرن
كصيف ينام في شجرة تينكدمعة طفل على لعبة مكسورةأن تحب وتفشليكثر فيك الصمتتبدو كسنوات من فراغيعبرك التاريخمن دون انتصاراتمن دون هزائممن دون حكاياتكأنك لبست الغيابأن تحب وتفشلتذوبوتذوبوتذوبكسفينة في المدىككاف وحيدة في الكلامكجرح يزهر في البالأن تحب وتفشل...
كامل صالحKamel Farhan Saleh/كامل فرحان صالحكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on September 24, 2021 16:12

September 2, 2021

برنامج المشاء - الجزيرة - حلقة الأدب الوجيز

مشاركتي في برنامج المشاء - قناة الجزيرة في حلقة: الأدب الوجيز

رافق المشّاء - في حلقته بتاريخ (2021/9/2) - كلّا من الأستاذ الجامعي كامل فرحان صالح والناقد جمال مسيوغة للحديث عن "الأدب الوجيز"، وذلك استكمالا لسلسة الأجناس الأدبية التي أطلقها البرنامج منذ عدة حلقات


كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on September 02, 2021 11:31

August 28, 2021

حريق

أينما أمش، أشمّ رائحة حريق
أينما أجلس، أشم رائحة حريق
تعبت من البحث عن الرائحة
لا أرى ناراولا أرى وهجاولا أرى رمادا...
تقول العرافة:الحريق خلف باب الزمان
وكي تشفى،
عليك بماء من عين نمر أصابه سهم هندي.
في درب النهايات
وجدني وليّ صالح
تأملني وبكى
ثم باركني:
لا دواء لقلب يحترق
سوى الحب من جديد.كامل صالحكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on August 28, 2021 12:13

August 22, 2021

جريدة العرب: هل عاد الشعر إلى مكانته وتراجعت الرواية؟

شعراء وكتاب عرب: المواجهة المزعومة بين الرواية والشعر خارج الأدب
ويؤكد الشاعر والأكاديمي اللبناني كامل فرحان صالح أن الشعر لم يغب كي يعود. ويضيف “إ� بدا ثمة حضور للرواية العربية، إنما ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال خفوت وهج الشعر وسحره، وقد كشفت حركية تطور الأنواع الأدبية عن مرونة في إمكانية تعايش الأنواع جنبا إلى جنب وانسلالها، من دون أن يلغي نوع نوعا آخر�.ويضيف “صحي� ثمة أنواع يخفت بريقها وتوهجها واستخدامها، إنما هذا يبقى رهن حالة الحدث التاريخي، وقوة تأثيره الاجتماعي. لذا بدا في وقت ما، بروز لافت للرواية بسبب وجود ظرف تاريخي ساهم ببلورة هذا التوجه، فبرز نجيب محفوظ ويوسف إدريس وإحسان عبدالقدوس وتوفيق يوسف عواد وحنا مينا وعبدالرحمن منيف والطيب صالح وغيرهم في مرحلة التحولات الكبرى التي عاشتها المجتمعات العربية. لكن في المقابل، لم يغب الشعر عن هذه المشهدية، فبرز نزار قباني وأدونيس وخليل حاوي ومحمد الماغوط ويوسف الخال ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأمل دنقل وصلاح عبدالصبور ومحمود درويش وغيرهم للتعبير عن مرحلة التحولات الكبرى تلك�.وبالتالي، يقر بأنه لا يمكن الركون إلى مقولة جابر عصفور، واتخاذها قاعدة للمشهد الثقافي العربي. إن المسألة لا علاقة لها بالنوع كنوع أدبي يحمل مكونات فكرية وثقافية وأسلوبية وخصائص ما، إنما المسألة ترتبط بالمبدع أولا وأخيرا، فهناك شاعر يقدم شعرا عظيما، وهناك روائي يقدم رواية عظيمة، وكلما زاد عدد المبدعين في نوع أدبي ما، كلما زاد مدى تأثيرهم في تشكيل المشهد الثقافي. لذا يخال المتابع أن نوعا أدبيا ما قد تقدم على نوع آخر.لقراءة التحقيق كاملاً من هنا:
كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on August 22, 2021 11:00

August 8, 2021

أمسية حبر أبيض: قراءة في شعر رنيم ضاهر ورينيه زوين نصار

قراءة الدكتور الشاعر كامل صالح في بعض نتاج الشاعرتين رينيه زوين نصار و رنيم ضاهر � السبت في 8 آب 2021 في ملتقى حبر أبيض:
يصعب أن تكون موضوعيًّا وحياديًّا مع الشعر؛ فالشعر يشكّل تحديًّا قاهرًا للأكاديميا، لمنطقها الرصين، ولأناقتها الفاخرة.فكيف يمكن لنا أن نعقد هدنةً بينهما؟ وهل نقدر؟ وهل من الضرورة حدوث ذلك؟يتأزم هذا الوضع مع الكلام المنبري؛ فالمنبر يحتاج إلى عبارات واضحة، مكتملة، من دون الحاجة إلى لائحةٍ من الإحالات والمراجع... وفوق ذلك، تسقطُ مع المنبر، سيادةُ الورقة، ويتحولُ الحبرُ إلى نبرة، نبرة تعرف متى تعلو، ومتى تهبط، ومتى تسير في دربٍ مستقيم... من هنا أسعى إلى الوقوفِ في المنتصف، بين قراءتين: موضوعية وذاتية، علّني بذلك أقدر على تقديم قراءةٍ خاصة في نصوصِ الشاعرتين رينيه زوين نصّار، ورنيم ضاهر، قراءة مواربة حينًا، ومباشرة حينًا.

*بدايةً، وبعد قراءة أولية لنصوص الشاعرتين، يجدُ المرءُ نفسَه، أمام مزاجين لا يجمعهما شيء حتى الشعر؛ ففيما رينيه تهاب الاقتراب من جحيم المعنى، وتشاء الجلوس أمام مشهد الغابة، متكئة على تركيب لغوي آحادي الاتجاه من الأنا إلى الهو، ترمي رنيم كلَّها في نار الغابة المشتعلة، من دون اكتراثٍ لتشظيات التأويل، وحدودِ الصمت، وحدود الموت، فيفضحُها نواحُها الداخلي، وتفضحُها انكساراتُها التي تنمو كالصبّارِ على ضفتي نهرٍ لا يسير إلى بحره ولا يعود إلى منبعِه. في تلك اللحظة، في تلك الحَيرة القاتلة، يتلاشى صوتُ الماضي والحاضر والمستقبل لتكتملَ العبارة الناقصة عبر لغةٍ دائرية؛ نقطةُ الارتكازِ فيها "أنا" شاعرة تحرقُ كلَّ وسائلِ النجاة، وتشاء أن تكون كطائرِ الكوتيزال أو طائر الحرية الذي يقتل نفسَه إذا وقع في الأسر.*بدا ثمة إمكانية لوضع خطٍّ فاصلٍ بين التجربتين الشعريتين، وضمن حقلين معجمين دالين:- أولاً: تجربة رنيميمكن وضع هذه التجربة تحت عناوين: الأنا النازفة، وما يتفرع منها من لغة البوح الداخلي الذي يرتقي إلى مستوى الصراخ من دون صوت، والبكاء من دون دموع. لذا تسيطر على موضوعات النصوص حالات الفقد، والموت، والنقصان، والنهايات... وما قد يبدو لافتًا للانتباه في هذا الخصوص، هو تمجيد الألم، والخسائرِ على المستويات كافة، وكأن كيانَ الحالةِ الشعريةِ لا يكون إلا بالسيرِ على دربِ الجلجة، وجلد الذات.يمكن للمرء أن يتمثلَ في هذه الحالة، نماذجَ من شعر رنيم، تقول:

عوائي تأمل في الأشياء / صوتي يموت معي / الذئب بخير / أنبح بمئات الأحلام / يدك تقبلني كعبارة ناقصة /
أخشى أن ألده/ يومًا ما سيسألني عن رماد والده/ يومًا ما لن يجد أبًا ليقتله.

رنيم في هذه الشواهد الأولى المنتقاة من مجموعة نصوص لها، ترسمُ شكلاً لإطار الأنا في لحظة التلاشي، فتجهد في بناءِ صورةٍ شعريةٍ ترتكز على عنصري التجسيد والتشخيص، ضمن مساحةِ تشظياتِ الأنا في رحلتها ما قبل الأخيرة، لذا يأخذ العواءُ روحَ الشاعرةِ ويتأملُ الأشياءَ، ويصبح الصوتُ جسدًا صديقًا ليموتَ مع صاحبه، ويرتفعُ الصراخُ إلى مستوى النباح لا ليرفعَ الصوت إلى مستوى ألمِ الخسارات، بل ليحلمَ، وتتحولُ اليدُ إلى فمِ عاشقٍ، لكن ليس بهدفِ استحضار حالة الكمال، بل ضمن حالةِ النقصان، وكأن اختزالَ حالةِ العشق بقبلةٍ ينتج بالضرورة حالةَ نقصٍ في المشاعر. لذا تصبح كلُّ العبارات ناقصةً تبحث عن كمالها الفعلي والاسمى.تفتح رنيم المشهديةَ المرعبةَ على اللا مستقبل، فهي متأكدة مسبقًا ويقينًا، أنها ستكون وحيدة في هذا الغد الآتي، وكأن الشعرَ هنا يصبح في الوقت نفسِه، عرّافًا يحملُ رسالةَ اعتذارٍ لما يمكن أن نتوقعَ حدوثَه لكنه لا يحدث.وإذا أردتُ عن قصدٍ تأجيلَ الحديثِ عن المشهديةِ الأخرى البارزة في نصوص رنيم، فهذا لأنها تأتي لتتوجَ هذه الحالات من التشظي، والخسارات، وأقصد بذلك: أيقونة الأرملة.صحيح أن التلميح لهذه الأيقونة، قد جاء في غير بُعد من أبعاد النصوص أعلاه، ولا سيما في النصِّ الأخير، لكن ما قد يجعل المرء يتوقف هنا هو تكرار هذه الأيقونة المفتاح في عدة نصوص. فماذا يعني أن يمتلكَ المرأةَ إحساسُ الفقدِ والخسارة والوحدة؟ فالأرملةُ بالمفهوم المباشر، والبسيط، هي الزوجة التي مات زوجها، شريكُ حياتها. أما على مستوى التأويل الخاص، فالأرملة هي الأرض التي تحولت إلى رمل لم يعد صالحًا للزرع، بعد أن كانت ترابًا يمكنه أن يحتضن آلاف الغابات والحقول والحياة بأشكالها المتنوعة والمختلفة.يرتسم هذا التساؤل أكثر حدةً عندما نقرأ الآتي لرنيم. تقول:

تصب القهوة في صوت جدتها/ تحلم فقط بنبش العظام من أرض محسوسة / يسير إلى ختام الغابة / عوت في هواء مجعد / وديان قاحلة / أتلهى بمد حبال الغسيل / الذاكرة موضوع إنشاء / عباراتي طينية.

ثم يمكن للمرء أن يلحظ، أن كل ما ورد أعلاه، يخضع للدائرة الكلية المحيطة لكل "أنا" رنيم، تلك الدائرة التي تمتلك المفتاح، لكن لا تجد الباب. فلنلحظ العبارات الآتية:

قبيحة كأرملة / الشعر أرملة أبدية /
يُودع أرملتَه في البئر/ ويمضي كفيلسوف شاحب /
لكلبة تشيخ عند قدمي صاحبتها الأرملة / ... إلخ

نحن هنا أمام الستارة الأخيرة من المشهد، في اكتمال العبارة الشعرية بالفقد واللعنة، والخسارة. لكن لهذه الستارة ظلالاً، تتشح بحكاية يوسف النبي، وبقميصه، وبخيانة إخوته، بيد أن الانزياح هنا، كسر الحكاية المقدسة، فلم يرم "الهو" (أي الفليسوف) تلك الأرملة في البئر، بل أودعها، ولم يكن انبعاث لـ"الأنا" (الأرملة)، بل جالة انتظار وترقب لشحوب الهو الفيلسوف.سأكتفي بذلك، ولن أتوسع أكثر في الحفر في نصوص رنيم (كما سأفعل مع نصوص رينيه)، لأن ذلك يستدعي رسم خطة منهجية تراتبية، تستند إلى منهج أو أكثر، فضلاً عن التوسع في التوثيق والإحالات المرجعية المعنية. والمقام الآن لا يسمح بذلك.- ثانيًا: تجربة رينيهيمكن وضع بعض نصوص رينيه تحت عناوين: الآلهة الأنثى و"الهو" الرجل، وتتفرع لغةٌ عاليةٌ وحازمةٌ من ذلك، بعيدة من الغوص في تشظيات التأويل، والصور الغامضة، والأبعاد المتشعبة.يبرز فى نصوص رينيه خطابُ السلطةِ عبر حالات مختلفة من صيغ الأمر، بهدف استعادة مشهدية العصر الأمومي الأول قبل سيطرة الرجل على الأرض. فيلحظ المرء أن رينيه تفرض النظرةَ الآحادية للآلهة الأنثى، كأنها كلام البدايات المقدس، فلا نقاش أو اعتراض، بل "كن".تقول رينيه:

يا رجل روحي كن إله قلبي

يبرز في هذه المشهدية، الفعلُ الأنثوي الآمر، جليًا وواضحًا، وفي الوقت نفسِه يرتسم النداء، والنداء يفضح البعد، إذ يكشف للمتلقي، عن وجود مسافة بين طرفين.لا تكتفي رينيه بهذه اللغة العالية الآمرة، بل تُغرق بعض نصوصها في أفعال الأمر الموجهة إلى الهو الرجل، ومن ذلك:

حارب / اقطع / استأنس / لا تتنازل...

فرينيه تريد رجلاً من صنعها، تشكل هي طينتَه، وتحدد هي سماتِه وخصائصَه، وردودَ أفعاله. إنها تستعيد الدور الأول للمرأة الإلهة، لذا لا يعنيها الموعد أي اللقاء بهذا الرجل، بقدر ما يعنيها العشق لانتظاره، أي لانتظار أن يصبحَ كما هي تريد وتشاء، ليكون إلهًا مثلها. تقول:

وأنا في انتظارِ موعدنا عشقتُ الانتظارَ لا الموعد

وتقول:

عندما تحبني تكون إلهًا كاملاً
ما همّني فليكفنوك / ما دمتُ مقبرتَك أنا... / ما دمتُ قيامتَك أنا

ما يبدو لافتًا للانتباه هنا، هو استعادة هذه الإلهة، مشهدية الصلب، وكأن هذا الرجل الذي تشكل على يديها، وقالت له: كن، فكان، لا بدّ له أن يكملَ الرحلة، عبر موته، ودفنه، وقيامته ليصبح جديرًا بمعبودته.مهما يكن، يمكن القول في نصوص رينيه، ولا سيما من خلال العبارات التي وردت أعلاه، إن السمة الأبرز في كل ذلك، هي المسارُ الآحادي الاتجاه؛ فالشعر هنا، لا يكشف شيئًا عن "الأنا" في ضعفها، وحزنها، وانكسارها، بل يتخذ دربًا يقف على حدود الأشياء من دون أن يتوغل فيها، يقف على الحدود الأولية لتشكلِ الطين قبل أن تلجَ الروح فيه.*أخيرًا، ها أنا أعود إلى طرح السؤال:- ماذا يجمع شعريًّا بين رينيه ورنيم غير حروف الراء والنون والياء !وأعود وأؤكد: لا شيء؛ فرينيه تدقّ على باب البدايات الأولى للأرض، لا للدخول إليها بل لاستدعاء ما فيها لترتيبِ حضور الإلهة الأنثى مجددًا، فيما رنيم، يجد المرء، أنها قد خلعت الباب، وعبثت بالبيت، وأزالت الجدران، وفتحت السقف على سماء لا حدود لها، وفي الوقت نفسه، لم تكن عابئة بالعواصف والمطر وسقوط ما تحمله الرياح، في أرضها.كامل فرحان صالحأسيل سقلاوي ، كامل صالح ، رنيم ضاهر، رينيه زوين ، مردوك الشامي

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on August 08, 2021 12:26

August 6, 2021

يا لهذا العمر

يا لهذا العمر،
يكرهك ناس
ويحبك ناس،
وأنت أنت تحفر في الأيام لتصل إلى السماء.
كامل صالحكامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on August 06, 2021 12:17

July 30, 2021

عكاظ : جوائز الترجمة فقيرة

ويرى أستاذ الأدب في الجامعة اللبنانية الدكتور كامل فرحان صالح، أن أيقونة الحضارة العربية في أوجها، تمثلت بالترجمة عبر «بيت الحكمة»، وأن زوال هذه الحضارة كان بزوال هذا البيت، وتطاول هولاكو على كتبه ومخطوطاته ومجلداته، ورميها في الماء والنار. وأبدى أسفه على ذاكرة الإبداع العربي التي تراكمت على مدى قرون، وتحولت إلى وحل ورماد، إثر دهور شعّت بالعلوم المختلفة، ومدّت جسوراً من التلاقي مع الآخر، مستعيداً دور ابن رشد عندما أعاد أرسطو إلى الغرب، بعدما طواه النسيان، مؤكداً أن مسار ازدهار الترجمة نجم عن عملية تشاركية بين السلطة السياسية الواعية ومثقفي ذاك العصر، لتبرز مؤسسة (بيت الحكمة) وتتمتع بكيانها المعرفي المستقل، راعية الحراك الثقافي الفاعل ومحتضنةً له بمشاركة واسعة من عشرات المترجمين والكتبة والمفكرين والأدباء.وأضاف: مهما يكن من أهمية لهذا الدور التشاركي الفاعل، إلا أنه تبقى الخصوصية الفردية لكل مترجم، لتبرز ترجمات لأشخاص وتخفت ترجمات لآخرين، بسبب تضافر عوامل عدة، منها:الأسلوب، والتمكن اللغوي، وأهمية العمل المترجم ومكانته، والظروف الزمانية والمكانية، ولربما لا يبرز العمل المترجم في وقت نشره، بل ينتظر أعواماً عدة ليتصدر الواجهة الثقافية. ولفت إلى الحميمية الخاصة التي تربط المترجم بالعمل المُترجَم، ما يجعل السيادة للفردية، دون نسيان الاختصاص. فلو لم يكن الأكاديمي والمترجم اللبناني عفيف دمشقية عارفاً باللغتين العربية والفرنسية، وبالتقنيات التعبيرية، وبالتفاصيل التاريخية والحضارية، لما بوأ روايات اللبناني أمين معلوف التي كتبت بالفرنسية، مكانةً لتغدو أيقونة الأدب الروائي المعاصر، ولولا شغف المترجم الفلسطيني صالح علماني بلغة السرد اللاتيني لما احتلت أعمال الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز والتشيلية إيزابيل الليندي هذه المساحة من ذاكرتنا ومكتباتنا، إضافةً لترجمات السوري أسامة منزلجي أعمال الأمريكي هنري ميللر.وعدّ سؤال جوائز المترجمين سؤالاً مشروعاً، نظراً إلى هذه الأهمية التي يبذلها المترجم العربي بجهود فردية، في نقل الأعمال من لغات أخرى، ما يشكل جسوراً حضارية ومعرفية تعبّد الطرق إلى معرفة الآخر، وترسخ في الوقت نفسه، الدعوة التي حثنا عليها الدين عبر تعزيز ضرورة التعارف والتلاقي ومد اليد، مشيراً إلى أن الجهل بالآخر باب من أبواب الصراع واشتعال الحروب والقتل، فيما المعرفة باب من أبواب التسامح والسلام وتعزيز التشارك الحضاري البنّاء لمصلحة الإنسان وحاضره ومستقبله.وطالب بتخصيص جوائز قيّمة للمترجمين، لإسهامهم في فتح القلوب والعقول بين الـ«نحن» و«الآخرين»، علّنا بذلك نعيد الأوج لحضارتنا العربية التي تسيدت العالم ببيت الحكمة، وخسرت هذه السيادة، بعد خرابه.

كامل فرحان صالح - Kamel Farhan Saleh
 •  0 comments  •  flag
Published on July 30, 2021 06:21

Kamel Farhan Saleh's blog

كامل فرحان صالح
هذه مدونة كامل فرحان صالح
وهو شاعر وناقد وأكاديمي لبناني
Follow كامل فرحان صالح's blog with rss.