لا تحتوى المراجعة على حرقٍ للأحداث، ففي الآونة الأخيرة كُشفت الأحداث المسكوت عنها
في وقت سابق كان بإمكاني أرشفة الرواية في رف الكتب القاسية، ذلك الرف الا تحتوى المراجعة على حرقٍ للأحداث، ففي الآونة الأخيرة كُشفت الأحداث المسكوت عنها
في وقت سابق كان بإمكاني أرشفة الرواية في رف الكتب القاسية، ذلك الرف الذي خصصته للكتب التي تضعك أمام حقيقة تصفعك وتفيقك من غفلة الجهل الذي قبعت تحته
لكن لهذا التوقيت رأيٌ آخر..
فهأنذا أقرؤها بعد فرار الأسد من سوريا وكما قال سامي -أو أسامة عثمان السوري المدافع عن حقوق الإنسان الضرورية- فإن نظام الأسد لم يسقط بعد، النظام الذي يفوق عمره الستين عامًا يحتاج لأكثر من ستة أيام ليسقط (ربما لأكثر حتى من ستة أعوام)
ذلك النظام الذي توغل بعمق في نفوس الشعب السوري، فكل بيتٍ في سوريا له مع النظام قصة غيرت حياة أفراده للأبد
حكايتي مع أدب السجون -وخصوصا تلك الخاصة بالسجون السورية- بدأت منذ زمن طويل وكان يشغلني دومًا أمران أبعد مما يحدث داخل الأسوار
الأول: كيف يعود المعتقل إلى الحياة مرة أُخرى؟ كيف بإمكانه المضي في حياته قدما وهو لأعوام طويلة لم يكن يحلم سوى بخبزّ طازج وصحن بطاطا ساخن؟ كيف يتجاوز التأرجح المستمر بين الحياة والموت إلى الحياة ذاتها؟
الثاني: من هؤلاء السجانون؟ وكيف تكون لهم حياتهم الطبيعية ويحبون ويتزوجون وينجبون وفي نفس الوقت يمارسون ما لا يمت للإنسانية بصلة مع بشرٍ مثلهم ربما يكون منهم جيرانٌ لهم أو في أسوأ الأحوال أقرباء؟ هل دُربوا على ذلك من الصغر -رغم عبثية هذه الفرضية-؟
وللحقيقة لم أشغل بالي بحثًا عميقًا عن إجابة تلك التساؤلات، فقط أقوال من هنا وهناك وشهادات ترويها ناجون
بيت خالتي لم يجب بالكامل عن هذه التساؤلات أيضًا لكن كان طرحه قويًا وهو يضرب على أكثر المناطق حساسية ويفضح أسرار النظام وأهدافه في برمجة الإنسان السوري -أُضيف في نهاية الكتاب مصادر مهمة-
أما أدبيا فالرواية في ذاتها خفيفة وسهلة اللغة، بها حبكة درامية ربما لطفت من وقع الحقيقة أو ربما زادت من وطئتها أنهيتها في يوم وبضع يوم
"أنا لستُ عديم الفائدة تمامًا.. يمكن أن أستخدم كمثالٍ سيء"
الحكم الظالم يخلق المآسي في كل مكان، وجان فالجانأن تحافظ على إنسانيتك في وطن يُعدم الإنسانية
"أنا لستُ عديم الفائدة تمامًا.. يمكن أن أستخدم كمثالٍ سيء"
الحكم الظالم يخلق المآسي في كل مكان، وجان فالجان هو مأساة حياة كاملة تسببت بها كلمة حكم ظالمة بزجه للسجن نظير سرقة رغيف خبز
رغيف الخبز الأعلى ثمنا في العالم، فثمنه تسعة عشر عاما من حياة جان فالجان يقضيها في السجن، يقضي شبابه كله هناك ليصير حين يخرج متوحشا عن ذاته جاهلًا بحقيقته الطيبة، مستسلمًا لرأي القاضي فيه أنه إنسان سيء يفيض بالشر حتى ارتكب ولأول مرة جريمة حقيقية وسرق فقط لأجل السرقة سرق ليحقق العدل ويوافق حكم القاضي فيه بأنه سارق وفي تلك اللحظة بالتحديد حين فقط يصير مجرما حقيقيا تبتسم الحياة له في صورة لمحة عاطفة تذيب جمود القلب وتحرر النفس الطيبة وتطلق صرخة القهر المكتومة وتعيد جان فالجان إلى ذاته الإنسانية الحقيقية
وحتى عندما تتقلب الحياة وتظهر لجان فالجان أوجهًا مختلفة فإنه يحتفظ بما يذكره بابتسامة الحياة له ولحظة عودته لذاته ليجاهد جهادا حقيقيا للتمسك بإنسانيته التي عاد لها
لا أريد تقييم الرواية لقد وجدتها عظيمة نعم، ولكنني لم أستمتع بها كل تلك المعاناة والظلم وإنكار الذات كان قاسيا جدا قرأتها على مدار شهر أو يزيد وأكتب المراجعة بعد شهر أو يزيد من إنهائها
هذه الرواية مناسبة جدا للقراءات الجماعية 2-2-2024...more
لماذا التفاحة والجمجمة بالذات؟ لماذا ليست الجزيرة المسحورة؟ أو التيارات الحلزونية؟
على غير العادة فهذه الرواية هي أول ما أقرأ لمحمد عفيفي.. �*spoil alert*
لماذا التفاحة والجمجمة بالذات؟ لماذا ليست الجزيرة المسحورة؟ أو التيارات الحلزونية؟
على غير العادة فهذه الرواية هي أول ما أقرأ لمحمد عفيفي.. لم أقرأ ترانيم في ظل تمارا التي كانت سببًا رئيسيًا لقراءة التفاحة والجمجمة لقراءٍ كثيرين..
بدأتُ الرواية وفي مخيلتي فيلم Cast away ورواية روبنسون كروز..
لكني لم أرَ هنا مجموعة عُزَّل على جزيرة منعزلةٍ تمامًا يجاهدون للبقاء على قيد الحياة.. حتى إذا ما تمكن لهم ذلك بدأوا في البحث عن احتياجاتهم الأخرى كالسلطة والقوة والجنس..
بل بدأ هؤلاء الأشخاص بالبحث عن هذه الاحتياجات فورًا بعدما وفَّر عليهم محمد عفيفي العناء بوجود البئر وشجرة التفاح التي تطرح كل يوم.
القوة: القوة تعني كل شىء.. تتنوع أشكال القوة، فقد تكون سلاحًا في يدٍ لا تتردد في استخدامه، أو ذراعين تنقبض عضلاتهما على عنق الخصم فلا تتركه.. ومن يملك القوة فله الاحترام من كل المحيطين، حتى وإن لم يستخدمها.
السلطة: تأتي لمن يستخدم قوته بدهاء، يعلم كيف يسود المحيطين به، مما يؤهله للتحكم في الموارد اللازمة لسد الاحتياجات الأساسية، وبالتالي يتحكم فيمن يسودهم.. لا يلزم لصاحب السلطة أن يكون مفتول العضلات، أو حاد الذكاء، أو حتى صاحب أموال.. لا يكفيه سوى أن يدرك نقاط قوته ويجيد استخدامها وكذلك نقاط ضعف خصمه ويجيد اللعب عليها.
المال: من البديهي أن يفقد قيمته في ظل غلبة الاحتياجات الأساسية للإنسان، لكن لمن يستمد قيمته من زيادة عدد أرقام رصيده في الحساب البنكي، فالمال يعني كل شيء.
الجنس: الحاجة الأصيلة للتواصل الحميمي، كيف يكون لها موقعٌ بين امرأة وأربع رجال؟! عبرت زازا عن احتياجها صراحة، وربما اختارت الحاج طلبة كونه صاحب السلطة في تلك اللحظة، فمن أين لها هي والمهندس أحمد بتحديه؟ لكن الحقيقة أن كل من الرجال الأربع كان له فرصةً معها، وفي النهاية اختارت أحمد.. لماذا؟ ببساطة لأنه كان مناسبًا لها أكثر من غيره، فبرغم جبنه وضعف بنيته وعدم قدرته على إشعال النار أو صيد السمك، إلا أنهما كانا يستطيعان التحدث معًا، مشاركة الأفكار، ورسم الخطط، وتقبل كل منهما الآخر.
غرقت الرواية في الرمزية والفكاهة والسخرية، عرفت قُرب نهايتها أنها تحولت لفيلم سينمائي مصري عام 1986 الذي يحمل نفس الاسم بنفس الأحداث بنفس الجمل..
لم أتعجب كثيرًا فتلك الرواية لم تحتج إلى كاتب سيناريست لتتحول لفيلم.. كما أن وصف المشاهد فيها كان واقعيًا لدرجة أنني قرأتُ تفاصيل (الخناقات) والضربات والصفعات، وفي العادة أتخطاها لأرى النتيجة في النهاية، كان وصفُ الخناقات أفضل من مشاهدتها في الفيلم :)
النهاية المفتوحة ووصول الشيكات لنا في جرة مغلقة بإحكام.. يا تُرى لماذا رمى أحمد الجرة؟ هل اشتدت بهم الأمواج وخاف من الهلاك؟ أم وصلوا إلى أرضٍ بسلام؟ أم ببساطة انتهى القلم الرصاص؟!
لن نعرف قط، ويرى محمد عفيفي أنه ليس من الأهمية بشيء أن نعرف.. فالرواية تتخطى أحداث أبطالها الفاجعة والمضحكة إلى الفجاعة والضحك نفسهما.
على كلٍ كانت تجربة لطيفة وقراءة متوسطة أقرب إلى خفيفة الدسم، قرأتها في إجازتي أمام خليج السويس.. وعلى موعدٍ (لا أعلم حينه) مع ترانيم في ظل تمارا..
في العادة، لا أهوى الكتابة العامية، لكن محتوى هذا الكتاب جعلني أتغاضي عن هذا الأمر تمامًا بل وقد أعتبره ميزة لهذا الكتاب في ظل رواج الكتابة العامية في في العادة، لا أهوى الكتابة العامية، لكن محتوى هذا الكتاب جعلني أتغاضي عن هذا الأمر تمامًا بل وقد أعتبره ميزة لهذا الكتاب في ظل رواج الكتابة العامية في كتب ضحلة المحتوى.
ينقسم الكتاب لثلاثة أجزاء: في الجزء الأول والمعنون بـ "واحد صحيح" ، يتناول الكاتب العديد من المغالطات النفسية التي نقع ضحايا ليها ثم نصبح نحن الجناة سواء على أنفسنا أو على غيرنا، في مجموعة مقالات كل مقال يتناول موضوعًا محددًا موضع التركيز، وفي المقال المعنون بـ "واحد صحيح" والذي عُنوِن به هذا الجزء من الكتاب، يتحدث الكاتب عن أهمية تقبلنا لذواتنا بفشلها وعيوبها ونواقصها التى قد نرفضها في أنفسنا، كما أكدّ ويؤكدّ على مدار الكتاب أن التقبل لا يعني بالضرورة الموافقة، وإنما التقبل هو الخطوة الأولى في الطريق للتغيير.
الجزء الثاني من الكتاب يتحدث عن "الألعاب النفسية"، والتي قد نمارسها سواء مع أنفسنا أو في علاقاتنا مع الآخرين، هذه الألعاب؛ تكون عبارة عن مبدأ أو مفهوم نُقنع أنفسنا بصوابه ونتصرف بمقتضاه، بالرغم من خطأ هذا المبدأ ومغالطته للعلاقة السوّية. وكمثال على هذه الألعاب، اللعبة التي سماها الكاتب "زعلان بيني وبين نفسي" وهي حين يتغضب المرء من الطرف الآخر فلا يصارحه بما أزعجه، بل ينأى بجنبه وتتبدل طريقة تعامله ويتمنى لو أدرك الطرف الآخر ما أخطأ فيه ويعتذر ولكنه لا يبذل جهدًا في تقوية التواصل بينهما ولا يجيد التعبير عن مشاعره.
أما الجزء الثالث والأخير من الكتاب ويصفه الكاتب بـ "الطريق إلى نفسك" وفيه يُعين القارىء على الانتقال من مرحلة الوعي التي صاحبته في رفقته للكتاب، إلى مرحلة التنفيذ والتغيير، في خمس كلمات بُساط، يخفين ورائهن إدراكًا و وعيًا كبيرين: ( أنا موجود، أنا محتاج، أنا عايز، من حقي، أنا قررت).
الكاتب أجاد فعلًا مزج الواقع بالعلم، والأمثلة التي ضربها في كتابه، كانت متنوعة واقعية وعلى قدر الغرض.
أما عنوان الكتاب "لأ بطعم الفلامنكو" فقد يبدو غريبًا وغير مفهوم، لكني أدعه لمن يقرر قراءة الكتاب ليستكشف معناه بقراءة الفصل الذي يحمل ذات العنوان في الجزء الأول من الكتاب.
المفترض أن هذا الكتاب هو الثالث في الترتيب بعد كتابيّ "علاقات خطرة" و "الخروج على النص" لكنّي لم أقرأهما بعد، وسأسعدُ حقًا بقرائتها....more
**spoiler alert** ديفيد شيف، أبٌ، لابنٍ جميل، ذكي، ناجح في دراسته، ويشارك والده هوايتهما المفضلة؛ الكتابة كانت علاقتهما قوية نسبية، وكان ديفيد يعتقد أن**spoiler alert** ديفيد شيف، أبٌ، لابنٍ جميل، ذكي، ناجح في دراسته، ويشارك والده هوايتهما المفضلة؛ الكتابة كانت علاقتهما قوية نسبية، وكان ديفيد يعتقد أنهما أفضل من كثيرٍ من الآباء والأبناء، حتى أنه شارك ابنه ذات مرة تدخين السجائر. كانت الحدود بينهما مُتقلصة إلى حد كبير. وبينما يستعد الفتى لدخول الجامعة وبدأ أولى خطواته في الاستقلال بحياته.. يكتشف الأب إدمان ابنه للمخدرات وبخاصة الميتافين الكريستالي، أسوأهم على الإطلاق! في هذا الكتاب، وفي الفيلم المأخوذ عنه؛ يسرد ديفيد رحلته ومعاناته مع ابنه. كان ديفيد يعاني، بل كان بإمكانه أن يُحاسب نفسه عمَ اقترفه من أخطاء، ويتسائل كيف بإمكانه مساعدة ابنه! بل أيضًا كان بإمكانه تجربة بعض العقاقير في محاولة لفهم ما يدفع ابنه لتعاطيها.. لكن كل تلك المحاولات لم تكن لتغيّر شيئًا من حقيقة الطريق الذي اختاره ابنه لنفسه. ولِأن النهايات السعيدة ممكنة الحدوث في العالم الواقعىّ وليست قاصرة فقط على الروايات الخيالية، فيتعافى الابن أخيرًا من المخدرات ويحقق في العام الماضي ثمانية أعوام بدون عقاقير، أتمّهم يومًا بيوم.
على عكس التيار، فقد أحببتُ الأيام في الثانوية العامة كنت أعيدها وأزيدها كل ليلة قبل النوم، حتى كانت هى أكثر ما حفظت وعقدت العزم على قراءة النسخة الأصليةعلى عكس التيار، فقد أحببتُ الأيام في الثانوية العامة كنت أعيدها وأزيدها كل ليلة قبل النوم، حتى كانت هى أكثر ما حفظت وعقدت العزم على قراءة النسخة الأصلية في يوم ما الأسلوب السردىّ المقرب لي، اللغة الجزلة، سلاسة الكلمات، وانهمار ذكريات "طه حسين" كالمطر التفاصيل الغارقة في قوة الإحساس الوجدانىّ كل ذلك يجعلنى أرى عبر الكلمات، أرى مشاهد حية بالألوان
حتى لو كان الخرف يعتريكي، وترتعد فرائصكِ له ِاعترافكِ لنفسكِ بخوفكِ يعطيه الفرصة لشل حركتك كوحش يتعاظم ببطء ليبتلعكلا تقولي إنكِ خائفة أبدًا
حتى لو كان الخرف يعتريكي، وترتعد فرائصكِ له ِاعترافكِ لنفسكِ بخوفكِ يعطيه الفرصة لشل حركتك كوحش يتعاظم ببطء ليبتلعك بداخله ثم يصور لكِ الهلاك على أنه الأمل المبتغى فتذهبين بقدميكِ إلى الهلاك، ورحلة الهلاك تكون غالبا بلا عودة، رحلة في اتجاه واحد، وإن اختلفت المصائر فلن تعودي إلى ذاتكِ أبدا ِتنسين من أنت ومن أين أتيت ِتنسين ماضيكِ وحاضركِ وما كنت تتمنيه ليصير مستقبلك ِويبقى حلم أوحد، حبيسًا هناك، قد يكون حلما بزيارة القمر، أو بمصادقة رئيس بلاد العجائب، لا يهم .. ففي كل الأحوال سيكون حلمًا مستحيلًا، عقلك يخدعك فقط كي تبقى على قيد الحياة أو ربما ما يبقى هو ذكرى وحيدة، تعيدين تصويرها مئات المرات، مع الكثير والكثير من المونتاج حتى تتوهين عن الذكرى الأصلية، وهذا أيضًا لا يهم.. لا يهم من كنّا وأين كنّا، لا تهم الذكريات مايهم فقط هو البقاء على قيد الحياة وحين تتخلين عن كل شىء في سبيل البقاء على قيد الحياة تتخلين عن ممتلكاتكِ، تتخلين عن قوتكِ التى طالما رفعتِ رأسكِ عاليًا تتباهين بها أمام مرآتكِ، تفتخرين أنكِ وبرغم كل الظروف القاسية التى مررت بها تمكنتِ من الحفاظ على روحكِ وأحلامكِ داخل قلبكِ لا يسلبهم أحد، ولكنك اليوم تتعلمين كيف تتخلين عنهم وتتعلمين أن الظروف بوسعها دائمًا أن تكون أقسى، وأن قوتكِ التى طالما افتخرتِ بها كانت فقط لأن الظروف لم تكن قاسية بالدرجة الكافية تتخلين أيضًا عن ماضيكِ وعن هويتكِ، أنتِ فقط إنسانة تريد الحياة وحتى الإنسانية تتخلين عنها في لحظة ما وتتقبلين بلا قدرة أو رغبة في الاعتراض إذا نادوكي أو غيركِ بـ هيوانا (حيوان) وحين تتخلين عن كل شىء، فقط لتبقى على قيد الحياة ِتأبى الحياة بكبرياء ان تتقبل تضحياتك تعلم أن تضحياتكِ كانت لأجل حلم تريدين تحقيقه لا من أجل سواد عيني الحياة ِفتنتزع منك آخر ما تبقى لك، تنتزع أنفاسكِ الأخيرة وتوهمكِ أن حلمكِ هو كان سبب هلاكك وتعودين للوراء لتتذكرين كيف وصلتِ إلى هذه الحال لكنكِ لا تملكين متسعًا من الوقت لقد فارقتِ الحياة
أحببتِ البحر، وجدتِ فيه شغفكِ الثاني بجانب العدو، بإمكانني تخيل مدى سعادتكِ وأنتِ على متن القارب وسط البحر ترين حلمكِ أمامكِ وتمدين يديكِ بأقصى ما تستطيعين لالتقاطه، كان بإمكانكِ تنسم رائحة البحر وتأمله عن قرب وربما مد يديكِ لتلمسينه أيضًا كنتِ تحلمين باحتضان البحر بمجرد وصولكِ إلى إيطاليا، لتستشعري ابتلالكِ بمياه البحر، أنتِ التى طالما راودكِ هذا الحلم منذ بدأ معكِ شغف العدو في سن مبكرة للغاية وفي لحظة، بدا لكِ أنكِ لن تصين أبدًا، بدا لكِ أن الحل الأوحد هو القفز في أحضان البحر، ولم تتوانى لربما اعتقدتِ أن البحر سيسمح لكِ بممارسة شغفكِ عليه، يسمح لكِ بالركض على سطحه
وياليته فعل! هل كرهتِ البحر في اللحظات القصار الفواصل ما بين إدراككِ لمصرعكِ، وبين مصرعكِ بالفعل؟ أم هل احتفظت بحبكِ له حتى النهاية؟