|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
|
|
|
|
|
|
![]() |
|
|
||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
B0DLT7W363
| 3.95
| 210
| 1929
| 1991
|
it was amazing
|
يحقق هيدجر فى هذا الكتاب مطلب ياسبرز بإعادة قراءة تاريخ الفلسفة الغربية ، وهو يعيد هذه القراءة ليستنبط ما بها من معانى فى ضوء مبدأ العلة . مبدأ العلة
يحقق هيدجر فى هذا الكتاب مطلب ياسبرز بإعادة قراءة تاريخ الفلسفة الغربية ، وهو يعيد هذه القراءة ليستنبط ما بها من معانى فى ضوء مبدأ العلة . مبدأ العلة كنداء يلبيه العقل الذى يستطيع أن يدرك هذا النداء فى تواصله عبر الزمن ، والذى بتلبيته ينكشف له الوجود ويشرق فى كل مرة ، بحيث يتمكن الإنسان من إعادة صياغة ( تصور ) ( تحديد ) للوجود المبهر ليتمكن من رؤيته فى غمار سطوع ضوءه وإشراقه ، والذى لا يتمكن الإنسان من تحديده إلا لأنه ينكشف بشكل محدود فى لا محدوديته . وبذلك تفتح تلبية النداء تلك للإنسان إمكانات وجودية جديدة . إلا أن النتيجة النهائية لكل صياغة ( إنكشاف ) وإعادة صياغة هى إحتجاب الوجود فى ذاته . وهكذا فإن ظهور كل موضوع محدد يحجب علة وجوده فى باطنه ، وكلما غصنا فى عمقه لتحديد علته لا نصل فى كل مرة إلا إلى مواضيع لعلل أكثر جزئية وتجريداً . إلا أنها لا تكون مجردة حقاً ومنذ البداية إلا من أرضيتها الصلبة التى تنكشف عليها وعلى أساسها كل علة . هذه العليّة الأصلية هى الوجود الإنسانى ، الذى يُعنى - لأنه هو المعنىّ - بكل كشف وإحتجاب للوجود . وهو لا يكشف عن الوجود ( وجوده كذات ) الذى له فى كل مرة إلا عبر إنشغاله عن نفسه فى الموجود ( الموضوع ) أمامه بإعتباره موجوداً بذاته . يعتمد هيدجر نموذجه الفكرى ( الوجودانى ) - الذى أسس له فى كتابه الوجود والزمان - للبحث فى معنى العلة وماهيتها ، هذا المنهج الذى لا ينفصل عن فقه اللغة والبحث فى تاريخية المعانى والمصطلحات . وبناءً عليه يتخذ - كنقطة مركزية - تصور ليبنتز عن مبدأ العلة كأول تصور واضح لأولوية هذا المبدأ فى علاقة الذات بالموضوع . هذه العلاقة التى بدأت مع الفكر الديكارتى وثنائيته فى الماهية ( الفكر - الإمتداد ) . بحيث (١) يستطيع أن يعود الى تاريخ الفكر الرومانى واليونانى - حين كانت هذه الثنائية حاضرةً بشكل ضبابى - لينظر كيفية تطور هذا التمايز ونشوء هذه الثنائية وإنفصالها - والبحث فى دلالة ذلك . (٢) أو لينطلق فى بحثه عن الدلالات إلى الأمام ليرى إلى ما أسفر عنه هذا التمايز على المستوى الفلسفى ( كانط وهيجل ) ، أو العلمى والعملى ( وصولاً إلى التقنية النووية ) ، أو على المستوى الوجودى ( وصولاً إلى أزمته فى الفكر العدمى أو الشعور المتزايد بإغتراب الإنسان عن ذاته ) . يستعرض هيدجر صياغة ليبنتز الأبسط والأكثر تلخيصاً لمبدأ العلة فى صورتيها الإيجابية والسلبية ( لكل موجود علة ) و ( لا موجود دون علة ) ليحللهما بشكل جدلى يربط نتائج تحليل كل منهما بالأخرى . وهو من حين إلى آخر يردّنا عائدين إلى ( تجلى الوجود ) فى تاريخ الفكر اليونانى والرومانى باحثاً عن مدى تبلور مفهوم العلة فى أذهانهم وما كانوا يعنون به من تفسيرات ومدى تبصرهم بنتائجه الوجودية ، بالإضافة لكيفية إنتقاله عبر الزمن والترجمات . إلا أن الأهم كان فى البحث عن إزدواجية دلالة العلة لتشتمل على معنى العقل والوجود ( منبت ظهور العلة ) . تثير هيدجر دلالة إحتجاب الوجود ورقاد مبدأ العلة وصمت ندائه بعد مرحلة تجليه الأولى لدى الفكر اليونانى ، وهو يعتبر أن المرحلة المنطقية التالية هى ( إنتشار الوجود ) الذى لا يبدأ إلا مع صياغة ليبنتز لمبدأ العلة الذى قد مثَّل مفترق طرق بالنسبة للفكر الغربى عموماً . ومع المضى قُدُماً بإستعراض المبدأ وتحليله فى علاقاته ، ومع تبلوُر معناه وإنتشاره فى الفكر الغربى مروراً بكانط وهيجل بشكل رئيسى ، يتضح لدى هيدجر طبيعة إحتجاب ماهية العلة كونها مسألة تخص الوجود فى الأساس . فالمسألة هى هكذا فى الأصل ليس ( لا موجود دون علة ) إلا لأنه ( لا وجود دون علة ) ، فالعلة هى حكاية الوجود قبل أن تكون حكاية الموجود . وليس الوجود لدى هيدجر إلا ماهية الإنسان التى هى الكاشف الوحيد عن المحتجب فى إحتجابه وهو ما يعنيه كل إنكشاف وإشراق للوجود كما كل إحتجاب له . وهذا بالفعل ما يمكن تتبعه خلال تاريخ الفكر الغربى الحديث . فإتخاذ الموجود أولاً كموضوع - أىْ موضوع للفكر والتساؤل - هو ما يتوجب بدايةً كى يتمكن الفكر من العودة على ذاته وإكتشافه لذاتيته ، فلا تتحدد الأنا فى حقيقتها إلا تجاه الموضوع الذى تم تحديده بالفعل . إلا أن ما يكون أولاً هو ما يكون أخيراً . فعلة الموجود ( كموضوع ) سابقة على وجوده وهى علة معقولة فى ذاتها ، وهى لا تعنى الموضوع فى ذاته . لا تنادى العلة إلا ذاتها ولا تتحدد إلا بذاتها ولا تتكشف إلا لذاتها . وبالتالى فما يتلقفها من الجهة الأخرى - بعد أن تكون قد نسيت نفسها فى الموجود - إلا العقل نفسه الذى أنتجها فى البداية ( كأمر محسوب ) ليكشف عنها فى ختام المطاف ( أثناء تسديد الحساب ) عبر رحلة طويلة من ( التذكر ) المتصل للحظات تجليها . ولا تتحدد العلة بالتالى إلا لأنها هى فقط من تحدد نفسها بنفسها فى مطلق ما لها من الحرية . فإن كان للنور أن يوضِّح ويكشف للنظر حدود الأشياء ، فلا يجوز للنور الأصلى فى إنتشاره أن يتحدد فى مطلق حضوره فى ذاته . فإذا نظرنا للعلة ( كوجود ) من جهة الموجود صار الوجود ذاته أمامنا كهاوية بلا أصل ولا علة . أما إذا نظرنا للعلة من جهة الوجود فإن الأمر يصبح بينهما أكثر حميمية فى صورة موجودية وديمومة . بذلك يظهر الوجود كلعبة بين الحرية والضرورة ، ضرورة العلة لكل موجود ، وحرية الوجود فى أن يصير هو علة كل موجودية ويكون هو وَحدهُ ( وِحدة ) كل علة وكل موجود . ولا تظهر هذه اللعبة إلا خلال الكشف عن مبدأ العلة فى صيغته الثانية ( العلة كموجودية ، العلة كوجود ، العلة كموجودية للوجود ) التى تمثل قفزة فكرية عكسية من الموجود عودة إلى الأصل ( الوجود ) . ولكنها العودة ( تلبية النداء ) التى تدفع قُدُماً إلى الأمام نحو مزيد من الإكتمال ، فنداء العلة ( الوجود ) هو نداء نحو الكمال بمعنى تأسيس أفعالنا على عللٍ عقلية نكشفها بأنفسنا فى ( وجودنا ) لذاته . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jan 20, 2025
|
Jan 27, 2025
|
Jan 20, 2025
|
Paperback
| |||||||||||||||||
9948208544
| 9789948208549
| 9948208544
| 3.89
| 56
| unknown
| 2014
|
it was amazing
|
من أجمل النصوص الأدبية التى قرأتها هى نصوص صبا فلوبير كما رأيتها أجمل وأهم أعماله على الإطلاق . فما تحمله هو أكثر من مجرد عمل فنى يتوسل الواقع والكلما
من أجمل النصوص الأدبية التى قرأتها هى نصوص صبا فلوبير كما رأيتها أجمل وأهم أعماله على الإطلاق . فما تحمله هو أكثر من مجرد عمل فنى يتوسل الواقع والكلمات أو النغمات ليعبر عن مكنون روحه ورؤيتها . بل هى مذكرات شاعر شاب يتوسل بروحه النجاة من جنون الواقع ومآسيه التى تنتقل من عتمة الجهل إلى نيران الوعى المتأججة لتلك الفترة والتى تمد لهيبها عشوائياً فى كل إتجاه بغية إلتهام ما حولها أو أن تمسه بنورها وتتعرف إليه على أقل تقدير . وفيما يدرك الشاعر الشاب لعنة الوجود ينأى بنفسه عن إصدار حكم نهائى عليه يتطلب التبجح بمعرفة كل شئ . وهو فى المقابل لا يستسلم لمجهول الدين الذى يتطلب بالمقابل درجة عالية من الجهل أو الجبن والرياء لكونه لا يتوافق مع كل ما رآه وإختبره من ألم الوجود وعبثيته . فلا يجد ملاذاً إلا فى كتابة هذه النصوص التى تحمل كل ما فى الشباب من لحظات الدفئ والبرودة ، لحظات الأمل الواثق أو يأس الهزيمة والفشل ، لحظات الحب المشرق المبتهج للوجود أو لحظات الضغينة والتقزز من كل ما هو موجود ، لحظات البحث عن الذات وإستجماعها أو نسيانها وضياعها وتمزقها . إنه فيض من المشاعر الأكثر عمقاً والأشد تناقضاً ، محتفظة بكامل شدتها التى تغمرنا بها فى مطلع شبابنا والتى يهرب من مواجهتها الغالبية ولا يتجه نحوها إلا صاحب النفس الأكثر رهافة والعقل الأكثر حدة ، الذى يرغب فى تعرية كل ما هو على السطح باحثاً عما هو فى العمق مهما كان رهيباً ، مدركاً ما بهذه الرهبة من إمكانية الظهور والتجلى بالمظهر الأكثر جمالاً وبهجةً وإشراقاً أو الأشد قبحاً ووحشةً وظلمة ، والقدرة المطلقة على الجمع بين النقيضين فى صيرورة متحركة على طريقة الراقص على الحبل والذى لا تحكم حركاته فى النهاية سوى فكرة التقدم من خلال الإتزان . ويركز فلوبير على هذه الأفكار بشدة خلال النصوص التى تتسم بطابع الفانتازيا ليبرزها ابرازً ، ولكن الفانتازيا ليست سوى وسيلة ذات طابع خاص يستعملها ببراعة ليواجهنا بهذه الأفكار التى نهرب منها فى الغالب . هذه البراعة والجودة فى التعبير لا تنقص فى النصوص الأخرى التى هى شديدة الواقعية أو التى هى ذكرياته الشخصية ، بل أنى فى هذه النصوص الاخيرة وجدت ما كنت أبحث عنه فى كل قراءاتى الأدبية السابقة ، وهو روح الشاب التى تخاطب نفسها بصراحة والتى تبحث عن تفسير كل ما تختبره فى داخلها وعلاقته بما هو فى الخارج . والتى تتسائل عما هو مشترك بينها وبين الآخرين وعن سبب كل إختلاف . ولذا فإن قدرى السعيد فى القراءة قد أبلغنى ضالتى كالعادة فى الوقت المناسب . فإذا بى أجد علاقة وطيدة بين ما يصرح به فلوبير بشكل شخصى فى نصوص صباه وبين ما اجده - فى نفس الفترة - فى نظريات فرويد العلمية ، بحيث يشبه الأمر ما يجده طالب العلوم من زيادة فى الإستيعاب عندما يربط بين ما درسه فى محاضرة ما نظرية وبين ما قام به من تطبيق عملى فى المختبر . وعلى الرغم من كون المرء يستخدم تجربته الذاتية فى الحكم على النظريات الفرويدية - أو النفسية عموماً - حين يتعرف إليها ، إلا أن المقاومة النفسية قد تجعله يعجز عن إدراك بعض الحقائق وفهم بعض المعانى أو نسيان بعض الذكريات المفسِرة أو فقد القدرة على الحكم عليها . ولذلك فإن الاتطلاع على تجربة كهذه هى بمثابة تجربة مضاعفة ، تساعدك على الإطمئنان إلى ما وصلت إليه بنفسك ، كما قد تعيد إلينا بعض الذكريات المشابهة ، أو تجعلنا نفهم الفرق والإختلاف الكائن بين بعضنا البعض فى إحدى الطباع أو حتى فى رؤيتنا للعالم . كانت رحلة رائعة فى ذكريات هذا الشاعر الشاب وفى أعماقه التى أدخلنا إليها وأضاء لنا من روحه داعياً إيانا للبحث معه عما هو مشترك كما عما هو مختلف أو مفقود لدى كل منا . تجربة أدبية وسيكولوجية مميزة لا مثيل لها فى الأدب العالمى قاطبة حتى زمن فلوبيير على الأقل الذى رسا على ساحله قاربى . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 19, 2024
|
Nov 08, 2024
|
Sep 19, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DM714WLN
| 3.76
| 7,076
| 1927
| Mar 1998
|
it was amazing
|
يعتبر هذا الكتاب الصغير أحد أهم كتب نقد الأديان عموماً وهو يتخذ نظرة نفسية فلسفية تؤسس وتوجه هذا النقد وبحيث تكمل المعرفة العميقة بالنفس الإنسانية الر
يعتبر هذا الكتاب الصغير أحد أهم كتب نقد الأديان عموماً وهو يتخذ نظرة نفسية فلسفية تؤسس وتوجه هذا النقد وبحيث تكمل المعرفة العميقة بالنفس الإنسانية الرؤية الفلسفية التى تُسقِط بتناغم هذه المعرفة بالنفس البشرية الفردية وسيرورة نموها وتطورها على سيرورة تطور الثقافة والحضارة الإنسانية ككل . فعندما يصبح دور الأديان التاريخى منتهى الصلاحية ولا يبقى منه إلا ما هو سلبى كمجرد كونها عزاء للتعساء والمستضعفين ، فالمعرفة النفسية ترى فى هذه الصورة من التعلق الدينى والتبرير له - نتيجة لذلك - بشتى المبررات كنوع من المقاومة النفسية ضد الشفاء ( تصحيح المعتقد والرؤية ) فالدين هنا يؤدى دور العصاب النفسى ( البديل والمعزى عن قسوة الواقع ) الناتج عن القهر والمؤدى اليه . فالتصور الغير مبرر والناتج عن تفكير قبل علمى عن الواقع والذى لا يتمكن من تفسير قسوة الواقع يكتفى بإستبدال هذه الصورة المشوهة للواقع المؤلم بصورة مشوهة بديلة لكنها معزية نفسيا عن الصورة الأصلية ، وهى عاجزة عن إيجاد وسائل للمقاومة الفعالة وتغيير الواقع لأنها تصورات خارجة عن نطاق التفكير العلمى ومنهجيته ، فتكتفى بتسكين ألم المؤمن ودعم خنوعه وإستسلامه لواقعه وإنتظاره للتأييد الإلهى والخلاص . ويتمكن الدين من اتمام تلك المهمة من خلال تصويره للصبر الغير مبرر والرضا بالقضاء والقدر كفضائل عليا ، أما جزاء هذه الفضائل فهو موجود فى نهاية المطاف عند آخر الصبر الذى لا ينتهى إلا بالموت ، فتخلق من وحيها عالماً آخر فيما بعد الموت يحصل فيه المؤمن على جزاء خنوعه ( صبره ) المنتظر . ويعتقد المؤمن بالتالى - فيما يشبه المنطق - بأنه كلما طال صبره وإشتدت آلامه فى الحياة ( الدنيا ) فإنه لابد أن يزداد نصيبه من الفرح والهناء بالضرورة فى العالم الآخر المنتظر . تدرك المعارف النفسية خنوع المؤمن وراء صبره الغير مبرر على آلامه بدلاً من محاولة فهمه للواقع وعقلنته وتغييره بالتالى . وتصبح الوسيلة الدينية المستحدثه للهروب من قسوة الواقع إلى الخيال والمستقبل المنتظر تصبح بذلك وسيلة جديدة لزيادة تكبيل المؤمن فى نير مستعبديه الحقيقيين وزيادة إستسلامه لنهش براثن مفترسيه . كما يستطيع التفكير الفلسفى أن يفهم ضرورة الدين فى مرحلة معينة من مراحل تقدم البشرية من همجيتها وجهلها إلى تمدنها وعلومها . فهو مجرد مرحلة ووسيلة للتقدم إلى مرحلة جديدة أكثر تطوراً وثراءً وعمقاً . كالطالب الذى لا يتمكن من دراسة بعض العلوم قبل أن يدرس مقدمات هذه العلوم وأسسها فى مرحلة سابقة أو أن يتعلم القراءة والكتابة قبل كل ذلك . وهو لابد أن يتخطى فى النهاية كل ذلك ليبدع علوماً وفنوناً وتقنيات ورؤى فلسفية جديدة تناسب واقعه الجديد وتناسب ما بين يديه من أدوات وما فى عقله وتراثه الثقافى من معارف . أما الجمود فى المرحلة الدينية فهو إستعذاب للعزاء والخمول كما للرؤى المثالية المستحيلة التى ينتظر حدوثها بلا أى جهد إيجابى أو فعالية حقيقية فى الوجود . ومن المعروف فى التحليل النفسى - وللملاحظ - أن التعلق بنمط الحياة الإعتمادى هو سلوك طفولى ، وهو من أهم العوامل الداخلة فى تشكل الأعصبة النفسية . ومن هذه الرؤية النقدية للدين يمكننا أن نفهم كيف يمكن للدين أن يصبح أفيوناً للشعوب ( ماركس ) ، أو شكلاً من أشكال الوسواس القهرى لها ( فرويد ) ، أو كونه أخلاقاً لا تليق إلا بالعبيد ( نيتشه ) . أما عن سبب كتابة فرويد لهذا الكتاب فهناك بالتأكيد العديد من الأسباب التى لا يمكن أن نحصيها ، فمنها بالتأكيد حب الكاتب للتعبير عن أفكاره وعرضها للنقد والنقاش ، أو التضامن مع أقرانه - عبر الزمان والمكان - من المفكرين والعلماء الناقدين للدين من وجهات نظر مختلفة كمساهمة جديدة تضاف إلى تراث البشرية الفكرى ، وكذلك شعور المفكر والعالم بالمسئولية وفهمه لقيمة أفكاره وضرورة دخولها فى مسار الجدل الفكرى القائم فى زمنها . أما السبب الرئيسى فى اعتقادى فهو ناتج عن نظرته للدين كنوع من العصاب والمرتبطة بمعرفته الخاصة بالتحليل النفسى ، الذى لا يتم فى نظره إلا بالشفاء ، ولا يرتبط الشفاء أشد الإرتباط لديه إلا بخروج الأفكار المرضية ( القديمة والمكبوتة ) من اللاشعور إلى الشعور من خلال النقاش مع المريض خلال العلاج حتى يصل المريض بعد شتى أشكال المقاومة ( الإنكار والتبرير ...) إلى الإعتراف بحقيقة هذه الأفكار فتكون خرجت بذلك بالكامل من ظلام ( اللاشعور ) الى نور ( الشعور ) وهى أهم خطوة فى التعافى من الأعصبة النفسية فى التحليل النفسى وغايتها . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 18, 2024
|
Sep 23, 2024
|
Sep 18, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DM495LQK
| 5.00
| 2
| 1979
| 1996
|
it was amazing
|
يتناول الكتاب دراسة مخصَصة للتصعيد الإبداعى أو الفنى من وجهة نظر التحليل النفسى . وبالتالى يمكن أن ننظر منها إلى التحليل النفسى ككل إنطلاقاً من سؤال ا
يتناول الكتاب دراسة مخصَصة للتصعيد الإبداعى أو الفنى من وجهة نظر التحليل النفسى . وبالتالى يمكن أن ننظر منها إلى التحليل النفسى ككل إنطلاقاً من سؤال الإبداع الفنى أو مفهوم التصعيد النفسى . يبدأ الكاتب بعرض لأفكار فرويد - مؤسس التحليل النفسى - بخصوص التصعيد والإبداع ثم يليها إستعراضاً لأهم نصوصه التى تناولت هذه الأفكار فى علاقتها الوطيدة بكامل المنظومة التحليلية . ومن ثم ينتقل الكاتب إلى عرض النظريات الأكثر حداثة - نظريات هانا سيجال وبيزانديلو وآلان بيزانسون وجانين سميرجل وغيرهم - والتى إتخذت من التحليل الفرويدى أساساً لها ، مُلخصاً لأهم أفكارهم فى البداية ثم عارضاً لأهم مقالاتهم التفصيلية لهذه النظريات . بالنسبة لى فإن بنية الكتاب متماسكة وبسيطة فتسلسل المقالات المنطقى يأخذنا بسلاسة فى رحلة من الفهم تتسع وتتعمق وتتنوع أبعاداها وتتمايز ضمن إطار الوحدة البنيوية للتحليل أو الرؤية التحليلية . وقد كان الكتاب فى غاية الأهمية بالنسبة لى على عدة مستويات : فهو أولاً قد أعاد صياغة التحليل الفرويدى الذى تمت معرفتى به للتو ولكن كما قلت بالتركيز على منظور محدد لكنه يخترق كامل بنية التحليل وهو منظور التصعيد ، الذى بالضرورة يعود لينعكس فى التركيز على معرفتنا بأنفسنا من هذا المنظور ، أى بمعرفة المسافة النفسية الفاصلة بيننا وبين قدرتنا على التصعيد ، والتعرف على طبيعة الحواجز القائمة فى هذه المسافة ، أو التعرف على طبيعة تصعيدنا الخاص ومضمون إبداعاتنا - أو تشوهاتنا - القائمة فى داخل وخارج أنفسنا . ويأتى فى المقام التالى معرفتى بالأبحاث التالية التى إنبثقت من تربة التحليل الفرويدى والتى أبهرتنى فيما يتعلق برؤية الإمتداد المنبثق منها وإنعكاسه على التحليل الذاتى من جانب ، والتى - من جانب آخر - إكتملت من خلالها بنية الكتاب تدريجياً بإكتمال الإجابة على سؤال أساسى يظل يلاحقنا طوال الكتاب وهو سؤال عن طبيعة علاقتنا الشخصية بالتصعيد والإبداع على المستوى النفسى وهو السؤال الذى تكتمل إجابته بالإنتقال به إلى المستوى الفلسفى وهو ما تحقق فى قرائتى - بالتوازى - لكتابات مارتن هايدجر والذى يتبلور اخيراً فى إدراك التجانس والتكامل الروحى الوجودى عبر مراحل التاريخ الغربى والذى دائماً ما يثير إعجابى وإندهاشى ( إنتباهى ) ويعمق رؤيتى وفهمى للتاريخ . ----------------------------------------------------------- فيما يلى إيجازاً نظرياً لفهمى لعلاقة الإبداع بالمنظومة النفسية وآلياته من المنظور الفرويدى ، دون عرض لما إستكمله به الكاتب من أبحاث المحللين البارزين ما بعد فرويد ، والتى تعرضت لها للمرة الأولى خلال هذا الكتاب ليفتح لى إمتداد الطريق ولا أود إلا أن أتعمق أولاً فى هذا الإمتداد عبر التعمق فى كتاباتهم وأبحاثهم فى القريب العاجل قبل أن أحاول بلورتها فى منظومتى الخاصة أو أن أكتب فيها كلمة . -------------------------------- التصعيد فى التحليل النفسى كأى عملية نفسية محكومة بعامل الطاقة النفسية ومقاديرها المختلفة التوجهات والتمركزات والتى قدمها فرويد ضمن أهم أسس التحليل النفسى ووصف أهميتها النظرية ضمن محاولاته الأولى للتأسيس النظرى الخالص للتحليل النفسى والذى أسماه بالميتاسيكولوجى وتضمن ثلاثة عوامل أو منظورات متفاعلة ( الديناميكية والطوبوغرافية والإقتصادية ) . هذه النظرة إلى عامل الإقتصاد النفسى تتناول حركية هذه الطاقة النفسية التى عرَّفَها فرويد بإسم الليبيدو والذى تمايز خلال رحلته النظرية إلى ( ليبيدو الموضوع والليبيدو النرجسى ) . وبالتالى للتصعيد علاقات وثيقة بالتنظيمات الجنسية الحبية والسادية المازوخية ، بحيث تبدو الطاقة اللازمة للتصعيد محولة أو منزاحة عن هدف ذو طابع جنسى . أى أنها ليبيدو إيروس مجرد من الجنسية . يتمتع بقدر عالى من المرونة مقارنة بالميول التدميرية . وهى مقترنة جميعاً فى ومنبثقة من الليبيدو النرجسى البدائى واللامتعين . والذى من ثم يتعين فى كل شئ فى محاولة مستمرة لتفريغ هذه الطاقة بأى شكل متاح والتى خلال تفريغها تنحدر فى مسارات أساسية - أشكال من إجبار التكرار - تتشعب من بعضها البعض وتعود لتلتقى بدرجات متفاوتة فى الموضوع المختار لعملية التفريغ ، الذى يُعَد العمل الإبداعى ومضمونه أحد أشكاله الممكنة . وبالتالى نلحظ التشابه بين آليات التفريغ سواء فى عملية التصعيد أو عمل الحلم أو فى الواقع الخارجى أو الداخلى بإختلاف درجات تبلور وتحكم مختلف أجزاء الجهاز النفسى فى كل فعل ومسار ، بحيث يمتد المسار من اللحظة الراهنة ( لحظة الحلم أو الإستيهام أو الإبداع ) إلى أقدم لحظات الماضى التى لا يمكن بلوغها بشكل نهائى كامل . ويمكن فهم هذه الآلية ضمن مفهوم ( الإرصان ) عند فرويد . يتولى الأنا مسارات توجيه الليبيدو بشكل متطور كمياً وكيفياً فى الحالات السوية التى تخلو من العراقيل البدائية لنمو مبدأ الواقع ورسوخه وبتطور الأنا من خلاله وتوليها زمام الأمور بإطراد . فى حين يعجز الأنا عن القيام بذلك فى مرحلة ما أمام ( هو ) ذو كثافة معينة نتيجة لعراقيل بدئية أدت لكبوتات (خبرات مؤلمة ) ذات شدة ونوعية تتعين فى طبيعة الهو الذى يصبح بدرجة ما متولياً زمام الأنا ذاته الذى تتثبت طاقته بلا تقدم ، أو تقوم بالنكوص المستمر فى محاولة لإستعادة شعور سابق باللذة والأمن فى مراحل لا نكاد نذكرها بحيث تصير الأنا قاصرة ومتلبسة لطباع تلك المرحلة - لاشعوريا - مضافاً إليها مخاوفها وقلقها وألمها الذى يفتتها بإستمرار ولذلك يقوم الهو بدور الحامى الأخير ويتولى زمام التدبير وردود الفعل بشكل يخفى على ذاتنا المفكرة ( الأنا الشعورى ) التى تقصر عن فهم خياراتها ومشاعرها . وفى أحد المسارات النظرية الخالصة ( المجردة ) يستسلم الأنا لأنا أعلى يسيطر على إقتصاده الليبيدى فى الحالات العصابية المختلفة والتى تظهر حدتها فى الأعصبة الوسواسية والمتدرجة فى شدتها بداية من حكم ضمير يفتقر إلى الخبرة والتطور وصولاً إلى أعلى درجات التصعيد الممكن لهذه الشخصية فى ظروف بيئتها . ولا نغفل الإرتباط التكوينى فى الأعصبة الوسواسية بالنكوصات ( تكوين إرتكاسى ) إلى المرحلة السادية الأولية ( السادية الشرجية ) والتى تتبلور على الأغلب فى مرحلة تكوين الجنسية خلال تجارب المراهقة المبكرة . فى علاقة كل ذلك بسيادة الليبيدو النرجسى الخاص بتلك المرحلة الإرتكاسية على ليبيدو الموضوع الأكثر إرتباطاً بالأنا فى علاقاته بالخارج . يظل القلق الإكتئابى الرفيق الداخلى بشكل رئيسى لتلك السيرورة وقد يترسخ تأثيره النفسى إلى حد الكف وإنعدام الرغبة . إلا أنه يخفُت بشكل دورى خلال التصعيد الذى يفرغ قدراً كبيراً من طاقة الليبيدو المكبوت خلال العمل من جانب والكشف عن جانب من صميم المكبوت من جانب آخر . ولا يتم ذلك إلا بعد المرور بمرحلة من ( تجاوز ) الإستسلام والإنغماس فى هذا القلق الإكتئابى الذى إعتبره الكثير من رواد التحليل إحدى ركائز الإبداع الأدبى . تجاوز القلق المرتبط بالرغبة فى إكمال الموضوع أو إستعادة المفقود . ولكن فى كل مرة تظل اشكال ودرجات اللعب والإستيهام وأحلام اليقظة موجودة كأدوات لتحقيق مبدأ اللذة حتى فى داخل نفس يسيطر عليها مبدأ الواقع . فاللعب والإستيهام يتحققان من أقصى درجات الجنون والهذاء إلى أعلى ذُرىَ الإبداع الفنى . كما يرافقانا من الميلاد وحتى الموت . أينما ووقتما وكيفما كنا . إلا أن الفنان هو من يقود إستيهاماته ليصنع منها واقعاً جديداً . مُشَكِلاً للأثير وجاعلاً منه وجوداً ، من خلال المرور بالتمزق الوجودى فعلياً . أى أنه يشعر بكيفية التعارض بين مبدأ الواقع ومبدأ اللذة فى داخل نفسه . ويدرك أن طبيعة الإقتصاد النفسى الذى يخصه هو ما يميزه على مستوى فنه . والذى يتمكن من خلاله من مخاطبة الآخرين على أرضيته الفنية بشكل يخفى عليهم . وهو يخاطبهم خطاباً حاسماً عبر ألمه وجرحه الخاص الذى يجعله ينزف ويزهر عن وعى . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Feb 28, 2025
|
Apr 11, 2025
|
Apr 18, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||||
977024595X
| 977024595X
| 3.82
| 5,321
| 1920
| unknown
|
it was amazing
|
إن ما فوق مبدأ اللذة لدى فرويد هى الغرائز التى ترسخت عبر التاريخ الحيوى ، والتى تطورت كذلك وتكيفت مع كيفيات المقاومات المختلفة التى واجهتها فتعلمت كيف
إن ما فوق مبدأ اللذة لدى فرويد هى الغرائز التى ترسخت عبر التاريخ الحيوى ، والتى تطورت كذلك وتكيفت مع كيفيات المقاومات المختلفة التى واجهتها فتعلمت كيف تهذب من نفسها كذلك ، وهذا بالضبط ما يحدث فى التاريخ النفسى لكل فرد ،.وهو ما يمكن ربطه مع ما ناقشه فرويد بشكل موسع عن اجبار التكرار الذى تدفع اليه الغرائز ، جاعلة اللذة كنزعة قائمة فى خدمة الوظائف الغريزية وبحيث يقوم الأنا باستخدام مبدأ الواقع - من أجل السيطرة على غرائز الهو - فى محاولات مختلفة الكيف والشدة لتحويل العمليات الأولية الى عمليات ثانوية ، وبشكل لا يتعارض مع مبدأ اللذة لأنه يهدف إلى تحقيق الاشباع فى اكثر الأوقات وبأكثر الطرق مناسبة ، أو لأنه فى أحيان أخرى يستخدم طرق مَرَضِيَة لتحقيق الإشباع بشكل غير مباشر نتيجة للكبت الشديد ، وعلى العموم فإن مبدأ الواقع عند فرويد هو الجانب المتطور أو الشكل المعدل لمبدأ اللذة . ويجب أن نذكر هنا الإيضاح المنهجى الذى قام بعرضه للطبيعة العميقة والمشتركة فى أشكال أجبار التكرار ( الغريزية ) المختلفة التى نمارسها ، مثل أشكال المقاومة المختلفة خلال التحليل النفسى للمريض ، أو فى مختلف الوسائل الدفاعية ضد المثيرات الخارجية والداخلية للكائن ، والتى تؤثر فى توزيع اللبيدو بطريقة تؤدى الى المرض وتفاقمه أو الوقاية من المرض او التخلص منه . كما ناقش بدقة بالغة - لا يمكن إيجازها - انقسام الغرائز بين غرائز حفظ البقاء وغرائز الموت . اى الغرائز الأصلية المحافظة والتى تعمل على تكرار الحالات التى أُجبرت على التخلى عنها بفعل المقاومات التى تواجهها خلال حياتها سواء بالنسبة للفرد ( اجبار نفسى ) او النوع ( اجبار عضوى ) ، وهو اجبار تكرار ينحو نحو إعادة الأوضاع السابقة طالما ظلت الظروف مهيأة ، وتلك الغرائز التى تعمل على تكرار محاولات المقاومة وتعديلها طبقا للظروف والإبقاء عليها من أجل تكرار محاولات الوصول لهدف أصلى قديم ( مزدوج ) ، هو العود المستمر للمادة ( البدن ) إلى حالة السكون ( الأقل طاقة ) ، بالإضافة إلى عودة الصفات الحيوية فى صورة مادة مؤقتة جديدة ( بدن جديد ) يعمل كناقل للمورثات الحيوية مرة اخرى بشكل غريزى من خلال شعوره بنزعات اللذة المؤقتة . وبالتالى لا تكون غريزة حفظ البقاء الفردى إلا شكل مؤقت لحفظ بقاء النوع بأقل قدر ممكن من المادة والطاقة والإستثارة وبأعلى درجات المقاومة المطلوبة ، ولا يكون ذلك ممكناً إلا من خلال التكرار المستمر للمحاولات التى تتفاعل باستمرار مع ظروف الحياة فتتأثر بها . وهنا يمكننا أن نجد إحدى نقاط الإتزان بين الحياة والموت عموماً برؤية فلسفية . يتضمن العرض بعض الفصول المشوقة وبالخصوص تلك التى تناولت تأملاته الذاتية التى تفتقر إلى الإجراءات التجريبية ، والتى أقر فى حينه بعدم قدرته على إدخالها فى النظرية ولكنه إستخدمها كدعامة لنظريته التى دعمها بالكثير من التحليل والتركيب والتجارب الإكلينيكية للأمراض المختلفة مع النقد المستمر من وجهات نظر مختلفة . وكان أكثر هذه التأملات خاصاً بمناقشة التناظر التاريخى لتطور الغرائز الحيوية فى الأنواع مع طبيعة تطورها الزمنية لدى الفرد . كما سبقها بتأملات فى طبيعة الشعور وكيفية تطوره لتحقيق غايته الدفاعية فى تناظر مع تطور الأجزاء الأكثر سطحية للجهاز النفسى (ذات القدرات الدفاعية ) . والمسبوق بايضاح التناظر بين تاريخ نشأة وتطور الحياة من المادة مع تاريخ نشأة وتطور الشعور فى المادة الحية . ولطالما كانت هذه المناقشات والتأملات الذاتية المصحوبة بالنقد المستمر والتى تجد التناظر فى العمليات التطورية المختلفة والبحث عن نقاط الاتزان بين المتناقضات التى تظل فى حالة توتر دائم - بين الفعل ورد الفعل بشكل عام - يقود التطور حثيثاً فى طريقه ، هى العامل الأكثر حسماً بالنسبة لى فى قبولى للأفكار العامة الفلسفية والعلمية على السواء وهى ذات الطبيعة الفكرية الأكثر متعة بالنسبة لى . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Mar 07, 2024
|
Mar 24, 2024
|
Mar 07, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||||
2844097839
| 9782844097835
| 2844097839
| 4.25
| 8
| Jan 01, 2009
| 2009
|
it was amazing
|
لن يسعنى إلا أن أحاول جاهداً تثمين قيمة هذا الكتاب الثرى بالفكر والنقد ، والعميق الفهم للسوسيولوجيا والإبستيمولوجيا الفيبرية ، ونؤكد أنه لا ينفصم فيه
لن يسعنى إلا أن أحاول جاهداً تثمين قيمة هذا الكتاب الثرى بالفكر والنقد ، والعميق الفهم للسوسيولوجيا والإبستيمولوجيا الفيبرية ، ونؤكد أنه لا ينفصم فيه فهم الأولى عن فهم الثانية . إن هذا الكتاب هو المصدر الوحيد فى المكتبة العربية للتعرف على الخلفية الإبستيمولوجية للسوسيولوجيا الفيبرية ، وهو بمثابة نقد شامل لهذا الأساس ، يتناول مصادر إلهام فيبر الفلسفى والإجتماعى بدايةً من مكيافيللى وهوبز ومروراً بفيكو وكانط ووصولاً الى هيجل وماركس ودلتاى . ومن ثم يستتبع بنقد فيبر لهذه الأفكار الذى عمل على بلورة فكره الخاص والأصيل والذى ظل كذلك فى حالة تفاعل من التأثير والتأثر بالأفكار المعاصرة له والخاصة بتحديد أرضية العلوم الذهنية الإنسانية وتمييزها عن منهجية وأرضية العلوم الطبيعية . ونجد هذه الأبحاث لدى أصدقاؤه زيميل ، سومبارت ، ياسبرز ولوكاش ، وحتى فى فينومينولوجيا هوسرل ذات النزعة الحدسية والمنظورية . يتلو ذلك دراسة ونقد للأفكار اللاحقة لفكر فيبر والتى تناولت السوسيولوجيا والأبستيمولوجيا الخاصة به بالنقد كأفكار جوزيف شومبيتر ، ماكس هوركهايمر ، ريمون ارون ويورجين هابرماس . ويظل الكتاب على هذه المنهجية فى كل فصل من فصوله الثلاثة التى تناول الأول منها دراسة الأبستيمولوجيا النقدية لدى فيبر ، وفى الثانى نجد دراسة لمنهجه السوسيولوجى الذى أسماه ب( سوسيولوجيا الفهم ) والتى لا تكتفى بمجرد التفسير السببى بل تمنح قيمة عليا للدلالة . وأخيراً نجد فى المبحث الأخير دراسة لدور وحدود العقلانية واللاعقلانية فى الواقع الإجتماعى وإنعكاسهما فى فهم هذا الواقع . أما فيما يخص عنوان الكتاب فهو إبراز للطبيعة النقدية الجذرية لدى فيبر . حيث إنطلاقاً من محاولات كانط لتأسيس العلوم فى نقده للعقل ، ونتيجته فى إنقسام العقل على ذاته ، حيث يكون هناك دائماً ما يمكن للعقل معرفته ويظل هناك أبداً مالايعرفه ، أى إنتفاء العقل المطلق والوقوع المستمر فى التناقض نظراً للنقص المستمر فى المعرفة ، فالمفارقة فى العقل الحديث هى ما يميزه عن العقل السابق له والذى إدعى المعارف المطلقة وتجاهل نسبية الواقع وخصوصية الفرد . أما العقل العارف الحديث فتظل تلاحقه المفارقات التى ترهقه حيث لا يمكنه التغافل عنها بل عليها ان تقوده كذلك فى بحثه خطوة بخطوة كما تتبعه . وكانت المفارقات النقدية التى أرقت فيبر وأرهقت تفكيره بوجه خاص من طبيعة ما لايمكن إختزاله من ( الفعل بمجرد التأمل ) ، أو من ( الظاهرة فى وجودها العينى المتنوع إلى المفهوم الواحدى لها ) ، أو الهوة الغير متجاوزة بين ( النظر والعمل ) أو بين ( المثال والواقع ) . وهى المفارقات التى يجب أن تظل موجهاً للعقل والإرادة كى تتسنى المقارنة بين النموذج العقلى وتحقق إرادة الفرد ، وإستمرارية التوجه اللامتناهى نحو التطابق ( المتخيل ) الذى لا يتحقق ابداً نظراً للاتناهى ممكنات النموذج المثال . أو على صعيد إنعكاسى فى فهم سلوك الفرد كإمكانية مستبطنة داخل النموذج أو النمط المثالى . ومن المحاور الرئيسية لمفارقات أبستيمولوجيا فيبر هو محور الأولوية التى يجب أن تُعطىَ - كنقطة انطلاق - إما للنموذج المثالى ( العقلانى التأملى ) أو للسلوك الفردى ( النزعة الفردية المنهجية ) ، ويظل هذا المحور كمعضلة فى التوجه كما فى الإنطلاق . ويؤكد فيبر على ضرورة بناء النموذج كنموذج مفتوح ليتمكن من هضم عوامل جديدة كلما ظهرت عبر الزمن ، فهو لابد نموذج تطورى وتركيبى جدلى من نوعية هيجلية إلا أنه يختلف عنه فى الإنطلاق والتوجه . فالعلم لا ينطلق من التأمل المجرد وإنما من ملاحظة التجربة ، بحيث يكون التاريخ هو التجربة الأكثر شمولية لعلم الإجتماع ، ويتجه إلى لم شعث التفاصيل المفردة - من خلال الفهم - إلى أنماط ونماذج مثالية موعى بحدودها . وبمجرد وضع النموذج ( نقطة التمفصل ) يبدأ التطبيق ومحاولة فهم الحاضر أو توقع إمكانات مستقبلية ( بشكل إستنباطى ) إنطلاقاً من النموذج وصولاً إلى السلوك الفردى فى كل مرة . وبذلك ينقطع فيبر عن إقتفاء أثر النزعات التاريخية التى تتجه من النموذج الفارغ الى النموذج الممتلئ . جاعلة الفرد كلحظة عابرة يجب تجاوزها بكل ما تحمله من لاعقلانية . كما ظلت مفارقة العقلانية ذاتها فى الإنقسام على نفسها إلى عقل نظرى وعقل عملى ، عقل غائى وعقل قيمى ، تقوم بدورها فى توجيه نظر فيبر الى تفاعلمها بشكل تاريخى وبنظرتين نقدية وجدلية . يقول الكاتب : << فى التاريخ السياسى فإن العقلانية فى القيمة هى إذن جدلية أولاً لأنها تقود إلى نزاعات لا حل لها بين أنساق القيم المتنوعة والتى تصبح غير متصالحة متى صارت مطلقة . لكن لهذه الجدلية نفسها أهمية تاريخية من وجهة نظر على الأقل منطق التطور ؛ فى مرحلة أولى فإن تطور النشاط العقلى فى القيمة يؤدى إلى زعزعة التقليد ( المرحلة السابقة ) غير أنه وبما أن النزاعات بين أنساق القيم لا حل لها فإن الإعتقاد بعقلانية فى القيمة يترجم ببساطة من خلال نمو العقلانية بصورة عامة والتى تنعكس فى حد ذاتها إلى توسع للعقلانية الآداتية المحضة . >> وإنا لنجد فى هذا الفهم شمولية تتحقق لدى فيبر فى كافة تصوراته عن العقلانية الغربية ، فنجدها فى تصوره عن سيرورة ( موضعة الكاريزما ) فى صورة البيروقراطية ، كما فى سيرورة المشروعية السيادية من العاطفة مروراً بالتقليد وصولاً إلى صورتها القانونية ، وما يستتبعها من توجه الحقوق من مجرد حقوق صورية إلى حقوق عينية . كما يمكن لهذا الفهم شرح تصور فيبر عن تطور العقل الغربى وتوغله فى سائر الإتجاهات الإجتماعية الأخرى ، الدينية منها ( الثقافة البروتستانية ) والإقتصادية ( الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية ) والفنية بما فيها الموسيقى ( الأسس العقلانية والسوسيولوجية للموسيقى ) . إن التعالق الفينومينولوجى بين علوم تلك الفترة من منظور ( هوسرلى ) لا يخلو من التاريخانية ( من منظور الفرد ) ، وذو نزعة منظورية تتحدد بقصد إرادى موجه يتسائل عن نقطة الإنطلاق المليئة بالمعنى بشكل مكثف ، وفى إتجاه فض هذا التكثيف أى بمرور الزمن تحقق ممكنات هذا المنظور من خلال الأسباب التاريخية والتعالق أو التفاعل القائم بينها . وبذلك فالمنظور الواحد يفتح آفاقاً جديدة للبحث ويجيب عن تساؤلات أكثر تفصيلية ، ما قد يجعله يضيع ويغيب فى القصد الذى كان فى مركز إهتمامه فى لحظةٍ ما . ولكن ( الوعى المنتبه ) لا يتخلى عن قصديته ، ويعود من جديد إلى نقطة إنطلاقه ( العقلانية ) لوضع كل شئ فى سياقه ، وهو ما يعمل على تشكيل الوعى المتفاعل فى كل لحظة . فكل وعى هو وعى تاريخى وكل فعل ممكن هو ممكن فى إطار زمنى . هذا الفهم الفينومينولوجى هو ما يتضح من خلاله إصرار فيبر ( كنقد للنزعة التاريخانية ) على النمذجة وإعادة التركيب من أجل الفهم ( الحر ) الذى هو لحظة التركيب الجدلية المتقدمة على النقد بغرض إنشاء الحدس الفينومينولوجى الذى هو لحظة الفهم الحر الحقيقية والتى ترى وتفهم حركة الجزء فى إطار تفاعله مع كافة أجزاء الكل الأخرى محققة بذلك الفهم النسبى ( العلمى ) لكل أشكال الحركة المتضمنة فى هذه الظاهرة . يمكن تشبيه الأمر بالمقارنة بين محاولة استنباط العلوم الطبيعية من الميتافيزيقا مقارنةً بمحاولة إستنباط مبادئ كل علم إنطلاقاً من أرضيته ذاتها غير البسيطة والمتعالقة مع أرضيات العلوم الأخرى ، وتعيين العلاقات والحدود القائمة بين كل منها بغية فهمها فى صورتها النسبية الحقيقية فى نظرنا ، أى إنطلاقاً من مبدأ عقلانى فى الأبستيمولوجيا ، أى من المبدأ الفلسفى الذى تنشأ عنه إمكانية حقيقية للمعرفة بحيث يكون هدف الأبستيمولوجيا متمثلاً بالأساس فى إستبعاد التمثلات التى يمكن أن تعرقل العمل العلمى فتمسخه فى صورة دوغمائية متصلبة فى أى مرحلة من مراحل تقدمه وتمايزه . وهو ما يتفق مع ما هو متضمن فى فينومينولوجيا هوسرل من أنه رغم أن العلم ينطلق من أرضيته المؤسسة الخاصة فى لحظة عقلنتها . إلا انه لابد أن تكون لحظة العقلنة مسبوقة بتاريخ لا عقلانى يمهد لها ويجمع الحد الأدنى من المعطيات اللازمة لهذا الإنطلاق العقلانى . بحيث تظل نقاط من اللاعقلانية - الأسبق فى الوجود - مستمرة فى الظهور إلى جانب ما تحقق من مظاهر العقلانية وتختلط بها وتتفاعل معها وتؤثر فى سيرورتها ( سلباً وإيجاباً ). وهو ما يمكن مقارنته أو تشبيهه بإجبار تكرار ذو طابع نفسى ( فرويدى ) لا واعى يجب الإنتباه إليه بشكل متواصل . وهكذا كانت نظرة فيبر للنزعة التاريخانية فى إطار تاريخ تحقق علم الإجتماع ولكل دوغمائية ظهرت فى تاريخ العلوم . وهو النقد الإيجابى للأيديولوجية التى تجد أرضها الخصبة فى مجال العلوم الإجتماعية والإنسانية عموماً . هذه الأيديولوجية حيث يُنسى الواقع ( العرضى والمفرد والنسبى ) وتؤقنم النماذج المثالية ويتم الحط من قيمة نموذج مناقض متوهم . مغفلة الممكنات الواقعية اللامتناهية المكونة من شتى التناسبات والتى تتحكم فى كثافتها شروط أخرى خارجه عن هذا المنظور والمحور الأحادى الذى يظن أن الكون يدور من حوله متجهاً من النقيض الممقوت إلى نقيضه المرغوب . فالعاطفة هى المنشأ الأساسى لكل ايديولوجية . ويرتبط كل ذلك بصلة وطيدة بالنقد الكانطى فى ديالكتيكه الترنسندنتالى الذى يرى إلى ضياع العقل المحض فى المتعالى حين يخرج عن حدود التجربة الظاهرة . وبذلك الحرص نجد النموذج الفيبرى مرتحلاً بين البحث عن دور الفرد ونشاطه الخاص فى تأثيره على النموذج الإجتماعى ، والعكس ، أى بتأثر الفرد فى سلوكه بهذا النموذج الذى يجده بشكل مسبق فى مجتمعه . حيث يكون هذا الحدس الفينومينولوجى لفيبر المتعلق بظاهرة ما ( إجتماعية ) ، هو نموذج الفهم الخالص الخاص بها أو هو النمط المثالى لوجوده والذى يكون محايداً ميتافيزيقياً ( ناحية الكل والفرد كما ناحية الحرية والضرورة ) ما يدعم علمية هذا الحدس بشكل مضاعف . وبحيث يظل الوعى العلمى ملتزماً بالحرص الدائم (بشكل نقدى) على ألا يتم إختزال الواقع المتنوع فى أحادية المفهوم أو ألا نقنع بأنه تم الإنتهاء من ردم الهوة بين الواقع والمثال . إن الأساس الفلسفى والإبستيمولوجى هو ضرورة مطلقة لبناء أى علم ، وإذا كنا نتحدث عن فيبر كمؤسس لعلم الإجتماع فليس ذلك لأنه أول السوسيولوجيون ومن المعروف بأن لكل علم تاريخ من الباحثين فى أرضيته والمستكشفين لبعض أجزائها ولكن دون قاعدة عقلانية يمكنها تحديد أرضية هذا العلم ووضع منهج فلسفى ( نقدى وجدلى ، تحليلى وتركيبى ) لأستكشاف هذه الأرضية بكل ما تحمله من ممكنات . وهذا بالضبط ما نعنيه بلفظة ( تأسيس العلم ) وهو ما يجعل فيبر بحق مؤسساً لعلم الإجتماع . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jun 21, 2024
|
Jul 10, 2024
|
Feb 18, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||
9959294617
| 9789959294616
| 9959294617
| 4.05
| 26,646
| 1927
| Sep 2012
|
it was amazing
|
هذا هو أحد أكثر النصوص الفلسفية دسامة ، وهو نص تأسيسى ومدخل رئيسى لفكر هيدجر كتبه خلال شبابه فى عشرينيات القرن العشرين . ويمكن إعتباره نقداً جذرياً لك
هذا هو أحد أكثر النصوص الفلسفية دسامة ، وهو نص تأسيسى ومدخل رئيسى لفكر هيدجر كتبه خلال شبابه فى عشرينيات القرن العشرين . ويمكن إعتباره نقداً جذرياً لكامل الأنطولوجيا القديمة . يطمح هيدجر من خلاله إلى عقد تصور أنطولوجيا أساسية ، تهدف إلى ، وتنبع من ( مسألة الكينونة ) بما هى كذلك . وهى ( تهدف إلى ) من خلال نهج تحليلية وجودانية لهيئة الدازين والتى هى ( أ - تحليليه بالنسبة إلى جملة كينونة الدازين ، ب - أو بالنسبة إلى الفهم فقط ) . و ( تنبع من ) بطريقة أنطيقية - أنطولوجية متواصلة ( فينومينولوجية ) . هذه الإشكالية الخاصة بالكينونة و( بكيفية ) و ( منطلق ) التساؤل عنها هى مثلاً ما جعلت ديكارت يقع فى مشكل ثنائية الجوهر ، كما فى مشكل الفكر المجرد الذى وجد فيه يقين ماهيته ( وجوده ) . كما إنها فى لحظة أكثر تقدماً قادت كانط إلى أبحاثه فى المنطق الترانسندنتالى الذى أراد أن يكون تأسيساً أنطولوجياً للعلوم . ومن ثم إضطرت هيجل إلى البحث فى فينومينولوجيا الوعى الذى يتفتح فى الوجود ويتحرك معه وتنعكس فيه حركة هذا الوجود . وحتى هوسرل الذى أوضح القضية على عدة مستويات ( أزمة الفلسفة وأزمة نظرية المعرفة وأزمة العلوم الأوروبية ) تحت عنوان الفينومينولوجيا . فإن هيدجر يصل بالاشكالية إلى أقصى حدودها الممكنة من خلال (١) إعادة صياغة السؤال عن الكينونة . (٢) وصياغة مفهوم الدازين ( الإنسانى ) بكل ما يشتمل عليه فى ذاته من كيانات (وجودانيات ) . أى فى إعادة صياغة علاقته بذاته وبالعالم من خلال خطوة جديدة متقدمة من إعادة الفهم التى تنطلق وتتأسس على نقد كل ما مضى ( الأنطولوجيا القديمة ) وهضمه وإمتصاصه ، وبجعله مقدمة لفهم وجودانى للعالم . وبالتالى تتمثل القضية الرئيسية فى كيفية عرض السؤال عن معنى الكينونة . والذى يمضى به هيدجر إلى السؤال عن كينونة الدازين من حيث كونه طابع كينونة ذا أولوية للإستعراض من حيث كونه السائل والمسئول أى بإمتلاكه لماهية التساؤل . فالدازين هو الكائن ( الترانسندنتالى الكانطى ) ( جملة الكائن الأرسطى ) الذى يتميز بطريقة كينونة تجعله يسأل عن معنى كينونته . وطريقة الكينونة الخاصة به هى ( الوجود ) الذى يجعل الدازين يسأل عن معنى الكينونة والحقيقة اللتين تعرضان له فى العالم . وهو ليس ( الكينونة هنا ) كما فى الأنطولوجيا القديمة بل هو ( كينونة الهناك ) والكائن الخارج عن ذاته والرافع للبعد بين الهنا والهناك ، هو الكائن المستشرف والمدعو للإضطلاع بتحقق إمكاناته الأخص على وجه الأصالة التى فى متناوله فى كل مرة . وبذلك يمكن تأويل هيئة الدازين على كونها العناية ( الإنية ) الخاصة به ، ومن ثم بكل ما يقع فى متناوله ، ولا تتحقق هذه العناية إلا من خلال الزمانية التى للدازين والتى تزمن وجودها كما تزمن الكينونة وتجعل منهما تاريخاً تظهر له من خلاله تارخانيته هو ذاته والزمانية ( العناية ) التى له بما هى فى الأساس إستشراف معتزم للمستقبل ورفع للبعد وتحقق للممكن وإنفتاح على الهناك ( مستطاع الكينونة الأخص ) فى العالم . ان المصطلحات الخاصة بهيدجر هى على درجة عالية من الخصوصية والأصالة ولم أجد صعوبة فى فهمها من خلال الكتابة الرائعة للكاتب كأغلب الفلاسفة الذين يعملون على اعادة صياغة المفاهيم من زوايا مختلفة من النظر وذكرها والاشارة اليها فى كل موضع يناسب تخصيصها ومدى شموليتها كمقولة وهى افضل طريقة تناسب البحث والعرض الفلسفى كما تناسب الفهم المتلقى لها . كما يبدو التفكير المنطقى فى تسلسله وترابطه لدى هيدجر بهذه الطريقة التى يتمكن من خلالها من تضمين المقولات الخاصة بالكينونة أو الوجودانيات الخاصة بالدازين داخل بعضها البعض فى تراتبها الوجودانى . فعلى سبيل المثال فإنه عندما يتناول ( العزم ) الخاص بالدازين فإن هذا المصطلح يكون قد تم تفسيره بحيث يشير الى عدة مصطلحات وجودانية تجد وحدتها وترابطها فى وجودانية العزم تلك فنستحضر فيها معانى علاقاتها المتضمنة فيها من مثل ( الضمير ، الذنب ، القلق ، الاستشراف ، الكينونة تحت اليد ، الكينونة نحو الموت والكينونة فى العالم ) ، كما نستحضر معناها فى اكتماله من خلال علاقاتها بالوجودانيات التى يكون العزم مشتملا ومفهوماً فى إطارها مثل ( الدازين ، الأصالة ، العناية والزمانية ) أما عن الترجمة فقد أدت غرضها على أفضل وجه ممكن ومن الواضح مدى عمق فهم الدكتور فتحى المسكينى لفكر هيدجر وخصوصية مصطلحاته من خلال الهوامش العديدة متنوعة الأغراض أو المعجم الصغير فى نهاية الكتاب الذى أوضح فيه المفاهيم والمصطلحات الخاصة بهيدجر من خلال صيرورتها منذ ظهورها وتداولها فى الفلسفات الأقدم عبر الزمن وصولاً إلى كيفية صياغتها الأخص لدى هيدجر . ونهايةً فكتاب الكينونة والزمان هو أحد علامات الكتب فى تاريخ الفلسفة ، تلك الكتب التى تعيد صياغة أفكارنا بشكل جذرى وتجدد تصورنا للعالم بشكل أكثر تجانساً ومناسبةً للعصر بالنظر إلى زمنها ومدى قربها من عصرنا ، مقارنةً بما سبقها من البناءات الفلسفية التى نجدها مهضومة ومتضمنة فى هذا الفكر الجديد فى سياق أكثر تحديداً وصقلاً . فمن الجميل فى تاريخ الفلسفة أن نندهش فى كل مرة مع رؤيتنا لكيفية فهم كل فيلسوف لأفكار سابقيه وكيفية تأثير السابقين على كل فيلسوف أخير فى ارتباط كل ذلك بتطور طرق تفكيرنا الخاصة عبرهم . هذا هو أكبر شغف ومتعة متكررة فى علاقتى بالفلسفة . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Nov 11, 2024
|
Jan 10, 2025
|
Feb 04, 2024
|
Hardcover
| |||||||||||||||
B0DLTB2FYD
| 3.58
| 24
| Jan 01, 1982
| 1982
|
it was amazing
|
يريد فرويد تعديل نظريته الأولى فى طبيعة القلق ومنشأه وعلاقاته بالواقع الداخلى والخارجى للإنسان كما بتاريخه . ويضع فرويد فى هذا الكتاب نظريته المعدلة ا
يريد فرويد تعديل نظريته الأولى فى طبيعة القلق ومنشأه وعلاقاته بالواقع الداخلى والخارجى للإنسان كما بتاريخه . ويضع فرويد فى هذا الكتاب نظريته المعدلة الأخيرة فى القلق من خلال تحليل طويل ومتشعب يكون القلق النفسى فيه هو المقصود وليس القلق الطبيعى او الموضوعى المفهوم بذاته . ويكون القلق النفسى او العصابى ايضاً إنذاراً بالخطر كما فى القلق الموضوعى لكن فى هذه الحالة يكون الخطر داخلياً ومعتملاً فى النفس بشكل غير محدد الوضوح . ويقر فرويد بإستبدال الهو بالأنا كمركز وحيد ممكن للقلق . وينشأ الخطر الداخلى وشعور القلق المصاحب له معنا منذ لحظة الميلاد ويترك بصمته الأولى فى نفوسنا لتتكرر ذات المشاعر المبهمة فيما يلى من مواجهتنا لأخطار داخلية مختلفة تبعا لاختلاف المرحلة العمرية والظروف المعيشة . ويحدد فرويد الخوف من ( الإنفصال ) كعامل محدد للشعور بالخطر المبهم المقبل والذى يولد حالة القلق المرهقة التى تجعلنا فى حالة تأهب وإستعداد ( للدفاع ) او الى الهرب ( النكوص ) . ولكن مواضيع الانفصال المحورية تختلف فى كل مرحلة عمرية بحيث تصبح الحياة كلها عبارة عن مراحل من القلق مختلفة الموضوع وبحيث يجب المرور بكل منها لتخلِف قدرا معينا ( وصحياً ) من الندوب فى النفس ولكن تبعاً لاختلاف الظروف الحاضرة للبشر من جانب واختلاف الماضى المعاش من جانب اخر ، تختلف مقادير الندوب والقدرات النفسية للأشخاص فى التعامل مع القلق المتعلق بمرحلة ما فى الحياة ، فمنهم من يهرب نكوصيا من موضوع قلقه الى مرحلة عمرية سابقة - كما فى العصاب القهرى - ، ومنهم من يقوم بالكبت بأشكال مختلفة - كما فى انواع الهيستريا المتنوعة - ،وغيرها من الاساليب ( الدفاعية ) اللاشعورية الرامية الى منع موضوع القلق من الظهور فى الشعور من أجل وقاية الأنا ضد الرغبات الغريزية ، وهى العمليات التى تؤدى الى الأمراض العصابية المختلفة وأعراضها المتنوعة . وبالتالى فإن العصاب او المرض النفسى يتشكل خلال صيرورة الحياة بالمرور بتحديات ( مخاوف ضد الغرائز ) مختلفة يتعامل كل شخص مع كل منها بطريقة بطريقة وحِدَّة مختلفتين وهكذا تبعا للتعامل النفسى فى كل مرحلة تتدعم طرق واتجاهات محددة للتعامل مع مخاوف المرحلة التالية حتى يبلغ المركب النفسى الناشئ عن هذه الصيرورة درجة معينة وشكل معين من الخلل النفسى وبحيث يكون القلق واتجاهات تأثيراته على شكل الكبت بالذات هى العامل المشترك فى كل مرحلة من البداية الى النهاية . يتخلل تحليل فرويد فى هذا الكتاب العديد من الملاحظات الفنية والتجارب السريرية لمرضاه . كما يتخلله الخوض فى مواضيع اخرى اساسية فى التحليل النفسى مثل موضوع اشكال المقاومة التى يقوم بها المريض لاشعوريا فى المراحل المختلفة من العلاج والتى يواجهها المحلل خلال محاولته لاظهار كل فكرة واخراجها الى وعى المريض . وهناك العديد من الافكار الاخرى والتى لا تقل مناقشتها متعة عن غيرها من الافكار كما انها تكون كأحجار صغيرة منحوتة وضعت فى الفراغات الخاصة بها لتكمل البناء متانة وجمالا ً. وعلى العموم فلايسعنى فى كل مرة أقرأ فيها لفرويد الا ان اثنى على ذوقه وأسلوبه الأدبى الرفيع . كما على عرضه النقدى التحليلى والذى يكفى بمجرده - كنموذج محدد - أن يعلمنا كيف نفكر على وجه العموم . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jan 31, 2024
|
Feb 16, 2024
|
Jan 31, 2024
|
Paperback
| |||||||||||||||||
9779102612
| 9789779102610
| 9779102612
| 3.85
| 20
| 1934
| 2015
|
it was amazing
|
هذا أحد الكتب التى قامت بإعادة تنظيم كل ما قرأت من قبل فهو بكونه بحثاً اجتماعياً تاريخياً شاملاً ينظر فى تاريخية نشأة الحضارة وانحدارها بشكل عام فإنه
هذا أحد الكتب التى قامت بإعادة تنظيم كل ما قرأت من قبل فهو بكونه بحثاً اجتماعياً تاريخياً شاملاً ينظر فى تاريخية نشأة الحضارة وانحدارها بشكل عام فإنه يتضمن اعادة النظر والصياغة لحركة تطور المعرفة بشكل عام وفى كل اشكالها الخاصة (فلسفية كانت ام سياسية او علمية او اقتصادية او .... ) . واذا حقق جيبون يوماً ما كان حلماً انذاك بتحليله العميق لنشأة الحضارة الرومانية وانهيارها ، فإن توينبى قد حقق حلما اخر بهذه الدراسة الاكثر شمولية لعملية نشأة الحضارة وانهيارها . وهو ما يتطلب معرفة موسوعية للكاتب - كعادة الاعمال الاصيلة فى العلوم الاجتماعية - وهو ما يسهل ملاحظته من خلال قدرة الكاتب على العرض للمراحل المتشابهة والمختلفة فى تاريخ الحضارات وايصال الفكرة للقارئ دون ان يكون القارئ ملماً بالأحداث التى يتناولها الكاتب ولكن يجب على الاقل ان تكون هناك خلفية عن مسيرة التاريخ الأوروبى منذ الهلينية الى الحرب العالمية الثانية وهو ما يُمَكِن القارئ من فهم المقاربات والمقارنات التى يعرضها الكاتب مع الحضارات المختلفة. وان الكاتب بذلك ليبرز للقارئ محاور اخرى للقراءة مبيناً اهميتها الخاصة فى فهم جدلية الحركة الحضارية فى الزمان والمكان وكيف تقدمت هذه العجلة وما تطلبه هذا التقدم وما أسفر عنه !؟ وهو يساعد القارئ كذلك على وضع هذه الحضارات فى اطر محددة زمنياً بتاريخها وحاضرها ومكانيا بالحضارات المعاصرة لها فى الخارج وبطبيعة الانقسام الطبقى فى الداخل . الا انه لا يصور الحضارة كلحظة جامدة فى هذا الاطار الذى يدرك ان اهميته ليست اكثر من أهمية نظرية بغاية الفهم العقلى . فهو فى الاساس يصور الحركة التفاعلية بين شتى العوامل والعناصر المعاصرة المتحالفة او المتصارعة وبين التحديات والاستجابات وبين الرجعية والحداثة وهى الحركية التى يمكن من خلال طبيعتها استنباط النظريات وهو يصور هذه التفاعلات الحضارية كما يصور العالم الفيزيائى تجربته المعملية التى قادته لاستنتاجاته النظرية . هذه الاعادة المنظمة والمنهجية لصياغة العلاقات واعادة النظر فى مدى التعميم أو التحديد لهذه النظريات ، والتى يستنتجها قارئ التاريخ او التى تناولتها الابحاث التاريخية من وجهة نظر احادية ومجردة ، نقول ان هذه المراجعة واعادة الصياغة هى احد اهم ما يخرج به القارئ ، الا ان الأهم من ذلك فى اعتقادى هو ما يمكن للقارئ ان يفكر به بطريقة انعكاسية او تناظرية ينتقل بها من تاريخ الحضارات العام الى تاريخ شعبه الحديث او الى تاريخه الشخصى الفردى . وهذا ما اعتقد ان الكاتب لم ينبه اليه القارئ الا فى شكل ايماءات وغمزات - لا يكاد يفطن اليها القارئ - تاركاً له حرية الحركة الفكرية خلال القراءة او التشبث بالخط العلمى المتعلق بموضوع البحث الاجتماعى . وفى رأيى فقد نجح الكاتب الى ابعد مدى - بما يمتلك من معطيات عصره المعرفية التى هى فى حوزتنا كذلك - ان يخرج بنظريات محددة فى ما يتطلبه الارتقاء الحضارى وما يستدعى الشعور بالخطر ويأذن بخطر الانهيار ، وكذلك فى كل ما يتعلق بالتفاعلات الحضارية المختلفة ( سياسية ، علمية ، اقتصادية ، .... ) التى مرت بها البشرية فى صورها الخاصة الماضية او فيما هو اكثر عمومية فيها بحيث يمكننا ان نحيل النظر اليه فى حالة تعثرنا بخطر مشابه يتنكر فى ثياب حديثة . والاهم هو ما اذا اردنا استشراف المستقبل بطريقة عقلانية تساعدنا على رؤية احتمالاته وممكناته انطلاقاً من فهم الحاضر الناشئ عن فهم أصيل وشمولى لصيرورة ماضى الحضارة . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Nov 12, 2023
|
Dec 24, 2023
|
Nov 12, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
4.42
| 12
| Jan 01, 2012
| 2012
|
it was amazing
|
لا تختلف بنية المجلد الثانى عن المجلد الاول لذا سأضع نفس تعليقى على المجلد الأول فقط مع بعض التغييرات الضرورية كعرض موضوعات هذا المجلد واضافة بعض المل
لا تختلف بنية المجلد الثانى عن المجلد الاول لذا سأضع نفس تعليقى على المجلد الأول فقط مع بعض التغييرات الضرورية كعرض موضوعات هذا المجلد واضافة بعض الملاحظات : للمثالية الفلسفية تاريخ طويل يمتد من اليونان القديمة ليصل ذروته فى المثالية الألمانية من كانط الى هيجل وهو موضوع الكتاب الرئيسى الذى يهتم الكاتب فيه بابراز النظريات الخاصة بكل من كانط وفيشته وشلنج وهيجل بشكل أساسى ، لكنه يعرج فى بعض القضايا بشكل أساسى على بعض الكلاسيكيين الالمان كهردر ولسنج والرومانسيين مثل نوفاليس وشليجل وغيرهم . وقد رأى الكاتب عرض نظرياتهم فى اطار نقاط محددة تناول منها فى هذا الكتاب (٥) فلسفة القانون والدولة ، (٦) فلسفة التاريخ ، (٧) فلسفة الدين ، (٨) فلسفة الفن . وخلال ذلك العرض يتمكن القارئ من تكوين رؤية موحدة ومتماسكة للمثالية الالمانية كحلقة متقدمة فى تاريخ المثالية الفلسفية ، لكنها وحدة لا تنفى ادراك القارئ للفروق القائمة والاساسية بين كل مفكر ، كما تبرز كيفية تأثر منهج ونظريات كل منهم بمنهج ونظريات سابقيه سواء من خلال التعمق والتحليل او من خلال النقد ، وهى الصيرورة التى يمكن من خلالها هضم كل مذهب بشكل اعمق واكثر تحديداً . فلا يغفل الكاتب عن التأصيل لكل نظرية تخص موضوع محدد لدى مفكر بعينه من خلال عرض افكار ونظريات سابقيه ممن أثروا فى فكره . فهو دائما ما يبدأ فى عرض نظريات المفكرين الاربعة الاساسيين - تبعا لتراتبهم الزمنى - بكانط سابقاً لعرض افكاره بعرض افكار التجريبية الانجليزية والتنوير الفرنسى عموما وافكار هيوم وباركلى بشكل رئيسى - ان وجدت - ليبرز اثر فكر كانط على نقد هذه الافكار ثم بلورتها فى نسقه الخاص وممهدا بذلك الطريق لعرض نظرية فيشته فى ذات الموضوع وهكذا مع شلنج وهيجل . مبينا بسلاسة عرضه المنهجى رحلة التحولات التى خاضتها المثالية من كانط كمثالية ترانسندنتالية التى هى تطوير للمثالية العقلانية السابقة الى مثالية ذاتية عند فيشته ثم الى مثالية موضوعية لدى شيلنج ونهايةً الى المثالية المطلقة مع هيجل . - لقد اضاف المؤلفون فصلين بعد اتمام عرض المثالية الالمانية لأعلامها كما ذكرنا ، اولهما ذو أهمية محورية لفهم المثالية الالمانية وهو عرض للرومانسية الالمانية التى عاصرت بدايات المثالية الالمانية وأثرت فيها وتأثرت بها وانا لنجد تشابهات ومبادئ اساسية مشتركة ( كوحدة الوجود ) لكنها تخلف تناقضات اساسية كذلك كما فى نقض الرومانسية ( للنسقية الفلسفية ) والتى هى ميزة أساسية للمثالية الالمانية . ويمكن وصف كلاهما بالمثالية ولكن ستكون الرومانسية شكل محدد وخاص من المثالية الذاتية . اما الفصل الأخير فهو يهتم بعرض تلقى المثالية الالمانية فى أوروبا وأثرها خلال القرن التاسع عشر . من الجميل ملاحظة استخدام المؤلفين للعديد من اقتباساتهم من كتابات الفلاسفة فى العديد من المواضع والموضوعات المختلفة مما يبرز مدى شمولية نظرتهم وقدرتهم الكبيرة على تعدد التأويل والمنظورات للنص الفلسفى الواحد وفهم كل شذرة على عدة مستويات وهو ما يدعم هذه القدرة لدى القارئ بالضرورة ، وهو الأمر الضرورى لدى التعامل مع النصوص الأدبية على وجه العموم . وعلى العموم فقد ذكرتنى تجربتى مع هذا الكتاب بتجربتى مع كتاب هيجل ( فى الفرق بين نسق فيشته ونسق شيلنج فى الفلسفة ) وكان اول قراءاتى لهيجل واول قراءاتى الفلسفية بعد كانط حيث عرض هيجل فى اول كتبه فهمه للفروق الاساسية بين رؤيتى فيشته وشيلنج وانطلاقا من كانط ليثبت هذه الفروق المحورية فى فهم كل منهما وليبلور مع نهاية الكتاب رؤيته الخاصة انطلاقاً من فهمه لهذه الفروق . فهكذا عرض الكاتب افكار اعلام المثالية الالمانية بشكل يبرز رؤيته الشاملة لهذه الحركة فى تاريخ الفلسفة . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jan 21, 2024
|
Feb 16, 2024
|
Sep 14, 2023
|
Hardcover
| ||||||||||||||||||
9953533857
| 9789953533858
| 9953533857
| 4.33
| 12
| unknown
| 2012
|
it was amazing
|
للمثالية الفلسفية تاريخ طويل يمتد من اليونان القديمة ليصل ذروته فى المثالية الألمانية من كانط الى هيجل وهو موضوع الكتاب الرئيسى الذى يهتم الكاتب فيه ب
للمثالية الفلسفية تاريخ طويل يمتد من اليونان القديمة ليصل ذروته فى المثالية الألمانية من كانط الى هيجل وهو موضوع الكتاب الرئيسى الذى يهتم الكاتب فيه بابراز النظريات الخاصة بكل من كانط وفيشته وشلنج وهيجل بشكل أساسى ، لكنه يعرج فى بعض القضايا على بعض الكلاسيكيين الالمان كهردر ولسنج والكانطيين مثل راينهولد وهولدرلين . وقد رأى الكاتب عرض نظرياتهم فى اطار نقاط محددة تناول منها فى هذا الكتاب ١) علاقة العقل بالمطلق ، ٢) أهمية النسق والمنهج ، ٣) الابستيمولوجيا ونظرية المعرفة ، وأخيراً فلسفة الطبيعة . وخلال ذلك العرض يتمكن القارئ من تكوين رؤية موحدة ومتماسكة للمثالية الالمانية كحلقة متقدمة فى تاريخ المثالية الفلسفية ، لكنها وحدة لا تنفى ادراك القارئ للفروق القائمة والاساسية بين كل مفكر ، كما تبرز كيفية تأثر منهج ونظريات كل منهم بمنهج ونظريات سابقيه سواء من خلال التعمق والتحليل او من خلال النقد ، وهى الصيرورة التى يمكن من خلالها هضم كل مذهب بشكل اعمق واكثر تحديداً . فلا يغفل الكاتب عن التأصيل لكل نظرية تخص موضوع محدد لدى مفكر بعينه من خلال عرض افكار ونظريات سابقيه ممن أثروا فى فكره . فهو دائما ما يبدأ فى عرض نظريات المفكرين الاربعة الاساسيين تبعا لتراتبهم الزمنى بكانط سابقا لعرض افكاره بعرض افكار التجريبية الانجليزية والتنوير الفرنسى عموما وافكار هيوم وباركلى بشكل رئيسى - ان وجدت - ليبرز اثر فكر كانط على نقد هذه الافكار ثم بلورتها فى نسقه الخاص وممهدا بذلك الطريق لعرض نظرية فيشته فى ذات الموضوع وهكذا مع شلنج وهيجل . مبينا بسلاسة عرضه المنهجى رحلة التحولات التى خاضتها المثالية من كانط كمثالية ترانسندنتالية التى هى تطوير للمثالية العقلانية السابقة الى مثالية ذاتية عند فيشته ثم الى مثالية موضوعية لدى شيلنج ونهايةً الى المثالية المطلقة مع هيجل . وعلى العموم فقد ذكرتنى تجربتى مع هذا الكتاب بتجربتى مع كتاب هيجل ( فى الفرق بين نسق فيشته ونسق شيلنج فى الفلسفة ) وكان اول قراءاتى لهيجل واول قراءاتى الفلسفية بعد كانط حيث عرض هيجل فى اول كتبه فهمه للفروق الاساسية بين رؤيتى فيشته وشيلنج وانطلاقا من كانط ليثبت هذه الفروق المحورية فى فهم كل منهما وليبلور مع نهاية الكتاب رؤيته الخاصة انطلاقاً من فهمه لهذه الفروق . فهكذا عرض الكاتب افكار اعلام المثالية الالمانية بشكل يبرز رؤيته الشاملة لهذه الحركة فى تاريخ الفلسفة . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Dec 27, 2023
|
Jan 21, 2024
|
Sep 14, 2023
|
Hardcover
| |||||||||||||||
B0DT2G81JZ
| 4.00
| 6
| unknown
| Mar 01, 2007
|
it was amazing
|
هذا الكتاب هو أفضل ما قرأت فى فينومينولوجيا إدموند هُسِرل وهو الوحيد الذى وجدته فى المكتبة العربية ملماً بفكره إلماماً غير مخِل لتناول أى فكره متضمنه
هذا الكتاب هو أفضل ما قرأت فى فينومينولوجيا إدموند هُسِرل وهو الوحيد الذى وجدته فى المكتبة العربية ملماً بفكره إلماماً غير مخِل لتناول أى فكره متضمنه فى فلسفته سواءً من ناحية تناول كل فكرة فى ذاتها أو فى إرتباط كل فكرة بسائر أفكار منهجه الفينومينولوجى الذى هو وحدة متكاملة ومتماسكة . بالإضافة إلى تناول كل ما يتعلق ببناء هذا المنهج كمراحل تطور فكر هُسِرل الفلسفى بما يشمله من أفكار أساتذته أو معاصريه أو سابقيه من كبار الفلاسفة فى تاريخ الفكر الغربى من أفلاطون وحتى كانط ، أو فيما يتعلق بتعديل بعض أفكاره فى كل خطوة لتصبح أكثر عمقاً وإتساعاً ، وكيفية إنعكاس ذلك التطوير على المنهج الفينومينولوجى ككل . كما لا يغفل الكاتب تناول الإنتقادات التى وُجهت إلى فكر هُسِرل وإظهار مكامن القصور فى هذه الإنتقادات الناتجة عن فهم منقوص لفكره الذى ليس من اليسير تتبعه فى كل خطوة تحليلياً ثم إعادة بناءه وتصوره تركيبيا لإدراك معناه الكامل . يتتبع الكاتب أفكار هُسِرل من خلال كتاباته بدايةً من تصوراته المتأثره بالمنهج النفسانى - الذى حاول إرجاع أصول كافة العلوم التجريبية والإنسانية والعقلية إلى علم النفس - حيث كان تأثره بهذا الإتجاه ناتجاً عن شيوع البحث فيه أثناء فترة شبابه ، بالإضافة لتتلمذه على يد برنتانو وهو أحد كبار مفكرى هذا الإتجاه النفسانى . ويقوم الكاتب بعرض لأهم افكار شباب هُسِرل تلك من خلال إستعراض أفكاره فى كتابه فلسفة الحساب والذى قام فيه برد كافة العلوم التجريبية إلى أصلها الرياضى نظراً لدقة الرياضايات وتجريديتها من العيانية والمشابهة إلى حد بعيد للتجريدات المنطقية فى صوريتها ، ومن ثَم يقوم برد هذه التجريدات الرياضية والمنطقية إلى علم النفس الذى يتناول كيفية تصور هذه التجريدات ونشأتها من التجربة والخبرة العينية . يمضى الكاتب بعد ذلك مع هُسِرل فى رحلته التى إستدرك فيها من بعد هذا الدَوْر الذى نقع فيه بالإعتماد على الإتجاه النفسانى ، كما إستدرك إستحالة قيام أساس ثابت يمكن الإعتماد عليه لقيام المعرفة أو فهم كيفية إرتباط العلوم المختلفة بناءً على تصوراتنا النفسية النسبية الطابع والمعرضة للخلاف سواء بين الأفراد أو بين الفرد وذاته من آن لآخر ، وهو ما ظهر فى أول اجزاء كتابه المباحث المنطقية بعنوان ( مقدمات فى المنطق المحض ) الذى أوضح فيه الإنفصال الأنطولوجى بين عملية المعرفة ( التجربة العرضية ) ومضمون هذه المعرفة ( الحقيقة ) ، وكيف أن الإحتياج النفسى للتجربة ينشأ عن قصور فى بنية إدراكنا العقلى الذى لا يتمكن من إدراك الحقائق بشكل مباشر بل يحتاج إلى وسائط داعمة للوصول إلى معرفة بديهية بالحقائق الكائنة بمعزل عن هذا الإدراك . وبالمضى قدماً مع مباحثه المنطقية فى علاقتها بكتاب الأفكار نجد إستكمال هُسِرل تصوره لفكرة الفينومينولوجيا . حيث يتخلى عن دراسة التجربة النفسية ( العرضية ) ليقوم بفحص كيفية التصور العقلى للحقائق ، أو الكيفية العقلية للوصول للحقيقة وهى عملية قائمة على التجريد المنطقى والتخلص من كل الأعراض الظاهرية والفردية ( عملية الرد الفينومينولوجى ) للوصول إلى المعنى الكائن واللامتغير فى التجربة ( القانون والمقولة والحقيقة ) والتى لا تتم بشكل كامل وصحيح إلا من خلال التخلى عن كافة الأحكام المسبقة ( تعليق الحكم الفينومينولوجى ) . وبذلك أدرك هُسِرل أولوية المنطق والحقائق المجردة أنطولوجياً على كل تجربة وبالتالى رد إمكانية التجربة الوسيطة ( للعقل المعرفى المحدود ) بما فيها التجربة النفسية إلى المنطق وهذا هو المعنى الأبستيمولوجى . أما المعنى الأنطولوجى فهو إدراكنا لقيام الظواهر العرضية - المتعلقة ببنيتنا النفسية النسبية - والمتغيرة على وجود الحقائق والماهيات المجردة فى ذاتها . ولكن المنطق ذاته يمكن إعتباره مجرد معيار للتجربة ولكن هذا ليس إلا الجانب السطحى للمنطق فى إستخدامه التطبيقى خلال التجربة الذى يمَكِّننا من إستنباط القوانين والحقائق الجزئية خلال التجربة والذى من خلاله يتم مقارنة الموضوعية الكائنة فى النظرية الخاصة بعلم ما مع صورة النموذج المنطقى العقلى أو صورة التفكير الكائنة فى كل عقل نظرى وهو ما يُدعى بالمنطق الترنسندنتالى ، ولكن يتبدى لنا مع هُسِرل ضرورة إحتياج هذا المنطق المعيارى أو هذا الشكل من الفكر إلى أساس آخر يقوم عليه ، وهو الأساس الذى يبحث فى إمكان النظرية عموماً ونقدها المستمر من أجل الوصول إلى شكل أكثر دقة من أشكال ظهور النظرية فى الفكر ودراسة عناصر هذه النظرية التى هى عناصر منطقية خالصة لايمكن ردها إلى أى تجربة ( كقانون عدم التناقض مثلا ) . أى أنه العلم الخالص والخاص بدراسة نظرية النظريات والذى هو أساس كافة العلوم ( علم العلم ) وهو ما دعاه هُسِرل بالمنطق المحض وهى الفكرة الأساسية لكتابه ( الفلسفة علماً دقيقاً ) . وفى خلال التعرض لدراسة ذلك المنطق تتبدى لنا فكرة الفينومينولوجيا كعملية دقيقة لآلية ظهور الحقائق فى الفكر تلك الحقائق الكامنة خلف الظواهر العيانية أو حتى الفكرية المعتمدة على إدراك حقائق أخرى تسبقها ( إفتراضات مسبقة ) وتتأسس عليها أنطولوجياً . وبذلك نجد فى عمق فكر هُسِرل لتصور الفينومينولوجيا كونها وحدة الأنطولوجيا والإبستيمولوجيا بحيث لا ينفصل أى منهما عن الآخر ( فى الوجود كما فى الفكر ) ، ولكن يمكن النظر إلى الفينومينولوجيا ذاتها فى أى من صورتيها حسب البعد المفَكَر فيه . وهذه الوحدة وذلك الإرتباط هو ما يُكسِب الفهم الفينومينولوجى وحدة وصلابة الحقائق بما هى حقائق ، ومن جانب آخر يُكسِبه مرونة وسيولة الحقائق الأكثر شمولاً والتى تنساب فيها الحقيقة لتشمل كافة مظاهر الوجود . وهو ما يدعم التصور الضرورى لإرتباط ووحدة العلوم المختلفة أنطولوجياً وكونها ليست منقسمة على ذاتها إلا فى الوعى القصدى ( الفردى ) ذو البعد الإبستيمولوجى . وهو ما يؤكد الضرورة المطلقة لعودة العلوم الجزئية وإرتدادها إلى ماهيتها المعرفية الأصلية ( ماهية الماهيات ) أى إعادة النظر فيها فلسفياً بحيث تكون الفلسفة هى نقطة البداية والنهاية فى كل مرة . فلا ينبغى للفرع أن يدَّعى الإنفصال عن أصوله وجذوره وإلا هلك وأصبح عديم القيمة ، وهى الفكرة النهائية والرئيسية فى آخر كتابات هُسِرل ( أزمة العلوم الأوروبية والفينومينولوجيا الترنسندنتالية ) . أى أن فكرة الفينومينولوجيا عند هُسِرل لا تنفصل عن قضية نقد العقلانية والحداثة الغالبة على الوعى الأوروبى آنذاك ، كما ترتبط بأكبر وأهم مشكلات زمنه العلمية والوجودية والتى هى مشكلة الإنسان فى كل زمان . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jul 26, 2024
|
Aug 26, 2024
|
Jul 23, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DM9J311N
| 4.12
| 1,546
| 1921
| May 2015
|
it was amazing
|
( لا أرض بلا سيد ) هذا المثل الشعبى السائد قديماً فى كل مكان يثير لدى فيبر تساؤلا بصدد طابع هذه السيادة ( ادارية وقضائية ) ومقوماتها ( اقتصادية وعسكرية ( لا أرض بلا سيد ) هذا المثل الشعبى السائد قديماً فى كل مكان يثير لدى فيبر تساؤلا بصدد طابع هذه السيادة ( ادارية وقضائية ) ومقوماتها ( اقتصادية وعسكرية وكاريزماتية ) وصور مشروعياتها ( ١-الكاريزماتية العسكرية والدينية -٢- التقليلدية الأبوية والطبقية -٣- والقانونية ) ، فيمضى بنا باحثاً فى تاريخ تطور عناصر هذه السيادة وأشكالها ، مبيناً تفاعلاتها فى مختلف الشروط ( الزمانية والمكانية المحكومة سوسيولوجياً ) مرتحلاً بنا عبر العصور من مصر القديمة الى العصر الحديث ، وعبر المكان فى كل حقبة من اقصى الشرق الى اقصى الغرب ، بغرض ( ١ ) تشكيل المفاهيم النظرية بوضوح من خلال إستعراضها فى التجربة التاريخية ، كما يستتبع ذلك الكشف عن العلاقات المجردة بين شتى عناصر السيادة وأشكالها . وقد فصل ماكس فيبر المفاهيم والعلاقات الأكثر تجريداً والتى يمكن ملاحظتها فى كل مجتمع - مهما كانت طبيعته - فى كتاب مستقل بعنوان مفاهيم أساسية فى علم الإجتماع . (٢) إيضاح الجذور العميقة القائمة فى عمق مفاهيمنا المعاصرة عن طبيعة السيادة من خلال عرض صيرورتها التاريخية وتحليلها الى عناصرها الأولية ، وكذلك تحليل هذه العناصر بحيث تظهر تفاصيل الرواسب الباقية من العصور القديمة وفهم مدى جذريتها وأساسيتها ، كما تظهر إختلافات نواتج التفاعل عبر المكان والزمان ظهوراً مفهوماً ، ما يبين أثر الظروف السوسيولوجية الخاصة بهذا المجتمع أو ذاك فى نقطة محددة من تاريخه على تكوينه وطبيعة واتجاه تطور مفهومه عن السيادة . كما يبين تطور طبيعة السيادة وعناصرها عبر التاريخ نحو مفهوم عقلانى نظرى ومثالى محدد أى تقدماً لامتناهياً نظرياً . على أنه تطور مستمر فى اتجاه انقاص قدرة العوامل السوسيولوجية القديمة التعسفية واللاعقلانية كالشرعية المحضة للكاريزماتية السحرية او العسكرية ، كما الى اضعاف سلطة التقليد والإجهاز على عدالة القاضى (الذاتية) فى إرتباطها بالولاء الشخصى للإقطاع والسلطة الأبوية ، وبالتالى القضاء على امتلاك السلطة وتوريثها . وبحيث يكون فى مقابل هذه السلوب محاولات دائبة لموضعة العوامل السوسيولوجية الأكثر حداثة ( وعقلانية ) ، كالشرعية القانونية التى تضع السيد وتعزله طبقاً لقواعد معقلنة فيما يخص التخصص وأخلاقيات المهنة ، وتقوية سلطة الإدارة البيروقراطية كنتيجة لصيرورة ( موضعة الكاريزما ) ، وبالتالى الاتجاه نحو عدالة القانون البيروقراطية ( المعقلنة ) بدلا من عدالة القاضى الأبوية ( التعسفية ) ، وبالتالى الفصل المستمر للسلطة وأدواتها عن شخص القائم بأعمالها بعد فصلها عن عائلته أولا تاريخياً . وهذه الصيرورة تقودها الحركة التحررية للإنسان ( الذى يزداد وعيه وخبرته وعقلانيته عبر التاريخ ) تجاه السلطة ، وفى استخدامه للعلاقات الاقتصادية التى يقودها أيضاً نحو التحرر من ذات السلطة وفك قبضتها عنه . ما أدى الى ظهور الديمقراطية الحديثة فى إرتباطها بالإقتصاد الرأسمالى . وبذلك تكون سوسيولوجيا فيبر نقداً للسوسيولوجيا الماركسية وإمتداداً لها فى نفس الوقت حيث تمكنت نظرية فيبر من هضم النظرية الإجتماعية الإقتصادية ( المجردة ) للماركسية بجعل الاقتصاد اكثر غنى فى مضمونه واكثر بروزاً فى علاقاته وليس كمجرد عنصر فردى ينمو ويتطور وحيدا بلا مقاومة ( فعلية ) يحكمها الفعل ورد الفعل بين العنصر ومكوناته من جانب وبين العنصر والعناصر الخارجية المتعددة من جانب اخر . اى خلاصة بوضع الاقتصاد وعلاقاته فى مكانهما النسبى فى كل مرة ، وليس بمجرد تصديرهما فى مركز المشهد وجعل الكون يدور من حولهما . إن كل قانون يصور الأمور بطريقة حتمية قد يبدو مجرداً ونظرياً ( علمياً ) ، اما النظرية فإنها تحمل قدراً من العمق والجمالية لا يتوفر عليها القانون ، ولا ترتفع فى شموليتها ومستوى صدقها إلا بقدر ما تبدى من التحرر والتخلص من الحتمية . ولا يزداد العمق والتحرر الا بقدر ما تشمل من مفردات وتكوين للعلاقات ( القوانين ) والحدود المتكونة بإرادة حرة ( تختار البقاء أو الفناء ) . ومجال العلوم الإجتماعية هو من اكثر المجالات بعد الفلسفة يمكن ان نلاحظ فيه هذه العلاقة بين القانون والنظرية . ولكن لا تنشأ النظريات عموماً الا اعتماداً على بعضها كما على ملاحظة وإدراك وفهم للقوانين الكائنة ضمنها وتعقل ما فيها من حرية كإرادة كائنة فى علاقة مع إرادات مختلفة كيفاً وكماً . فتأتى النظرية لهضم هذا الفهم المشترك لمضمون النظريات أو ( النظرات ) السابقة ( الفهم الأكثر عمقاً للحرية ) ، كما لمضمون القانون ( الفهم الأكثر عمقاً للحد الضرورى للوجود ) ، مظهرة قدرتها على استيعاب وتعديل المفاهيم والنظريات السابقة وعرضها بما تشمله من قوانين فى علاقات متبادلة تهدف الى إتزانات متبادلة مثالية منشودة لا يتم الوصول اليها ابداً ، كما أنها لا تنهار تماماً - طالما ظلت قائمة - وإنما تظل فى حالة توتر وجودى يدفع عناصرها الى التطور او التقهقر بغية السيطرة على الوضع ( الآخر أو الذات ) التى لا تتحقق ابداً كذلك . وهذا بالضبط هو ما نجح فيه فيبر وتحقق فى نظريته الإجتماعية التى هى للآن أحد أهم أدوات وأسس علم الإجتماع الحديث . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Feb 18, 2024
|
Mar 28, 2024
|
Jul 15, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||||
9938886418
| 9789938886412
| 9938886418
| 4.18
| 1,049
| 2003
| 2014
|
it was amazing
|
الذات تصف نفسها هو الكتاب الذى حاولت فيه بتلر وصف عملية ظهور الذات وما يتبعه من بحث فى محاولة سرد الذات المطلوبه . وسأقوم بتلخيص المواضيع المتنوعة الت
الذات تصف نفسها هو الكتاب الذى حاولت فيه بتلر وصف عملية ظهور الذات وما يتبعه من بحث فى محاولة سرد الذات المطلوبه . وسأقوم بتلخيص المواضيع المتنوعة التى حاولت بتلر ان تصف العلاقات القائمة بينها خلال عرضها الثرى بالتحليل والنقد . فى عملية وصف ظهور الذات تعتمد بتلر على العملية الجدلية الفينومينولوجيه لدى هيجل متعرضة لجدلية السيد والعبد وكذلك لنقد هذه العمليه فى مثاليتها التى تعمل من منظور ذات كليه مجرده . وتتجه بعد ذلك لتحليل دور اللغه من جانب ومدى قدرة الذات من جانب آخر فى إيضاح وإتمام وصف الذات لنفسها . وتخرج فى النهاية بالإحاله الى مجال الأخلاق وهو ما يقودها الى جدل أكثر رحابة يمتد معنا الى نهاية الكتاب تعمد بتلر اولا الى مجادلة فكرة هيجل الكلية المجردة فى الذات والأخلاق بنظيرتها الفردية عند ادورنو ، فتعرض الأفكار الأساسية لكل منهم والتى تريد تضمينها وتعمد الى نقد كل منهما بالاخر . فهى لا تنفى ما فى الكليه من عنف تجاه الفرد كما تؤكد على أسبقية الكليه عليه وأولويتها لتكوينيته ، وهى جميعا عوامل تعمل على صبغ عملية السرد الذاتى بصبغة المعاناه ولا يمنحها قدرة على الإكتمال . ويظهر هنا نيتشه ونقده للثقافه والأخلاق ورؤيته فى الذات المتخلقه من رحم العنف والضمير المثقل بالذنب والمنقلب ضد ذاته فى الأخلاق . وتمتد بتلر بالجدل لتنظر فى رؤية فوكو الذى يرفض تعميم مشهد العقاب فى تفسير الطريقة التى تنشأ بها الذات الإنعكاسية والأخلاق والذى نأى بنفسه قدر الامكان عن التسليم بشمولية المنظور الفرويدى او النتشوى ، فسعى لتأسيس نموذجه عن الشفرات الخلقيه كشفرات إرشادية متعينةً تاريخياً تعمل على تشكيل الذات بشكل مستمر ومتطور ، يهدف الى ان تعرف الذات نفسها كجزء من عملية النقد الأكثر شمولاً . ويكون تشكل الأخلاق بالتالى عملية إبداعية تمارسها الذات وتحققها ولكن ليس من دون ثمن . ومن هنا تبدأ بتلر استهلال مناقشة المسئولية التى تتمثل فى الخطاب الذى أتوجه به الى الاخر فتتناول بنية هذا الخطاب والأطر والقواعد التى يتحدد بها ومصدرها ونقدها ، وما ينطوى عليه هذا الخطاب من رغبه فى تلقى الاعتراف واللاإراده فى منحه . فالأخلاقى يترسخ فى الإجتماعى ، الا انها تستخلص من تحليل كافاريرو ضرورة فشل أى محاولة للتماهى التام مع ( نحن ) جماعية ، ورغم التأكيد على رغبة الأنا فى أنت محددة ومتميزه بوضوح ، الا انها لا تنكر كون عاملىّ القانون والزمانية سبباً فى إظهار الفجوة القائمة بينى وبينك ويسببان الإرتباك وانقطاع التواصل بشكل مستمر . لكنها تعيد وشائج الإرتباط بين الأنا والأنت أنطولوجياً على وجه العموم وخطابياً على وجه الخصوص . فأنت ضرورى لوجودى كأنا والعكس صحيح كما أن كلانا ظاهر بوجهه الذى يوجه رسالة الى الاخر ويحمل كل منا ضعفه فى هذه الرساله التى يلخصها ليفينياس فى وصية ( لا تقتل ) التى ينطق بها الوجه . ومن المهم ملاحظة كيف تبحث الكاتبة كل عامل فى تجريده ثم فى انعكاسيته على السواء . كما تبحث عن الحد الذى نكون تبعا له ادوات فى نظر القاعدة التى تستخدمنا كما نستخدمها وتسمح من ناحيتها باستبدالنا ، هذا الاستبدال الذى لا يجوز فى تحددية المشهد الخطابى والذى يعلن عن تفردى ومسئوليتى ، كما يحقق لى الفرصة فى الحصول على الاعتراف ، والذى يقودنى الى صوغ قصتى بشكل جمالى وروائى ، ما يضطرنى الى التخلى عن ذاتى واعادة صياغتها مرة تلو الأخرى كاشفاً فى كل مرة عن شئ ما عن ذاتى يكاد يفلت فى كل مره ويختلف ويتنوع فى تمظهره ، كالأحلام المختلفة ذات المغزى او الباعث الواحد . ويترتب على ذلك الخروج بمطلب أخلاقى حين التوجه للآخر بأول الأسئلة الخطابيه ( من أنت ؟ ) وهو الإستمرار فى طرح السؤال دون أدنى توقع بالحصول على جواب كامل ونهائى . وأن تكون الرغبة فى الإعتراف بالمقابل حية بشكل مستمر ولا تحل نفسها . وتلجأ هنا الى عرض أراء فى الخلقية والأخلاقيه حيث تكون الخلقية هى الرغبه التى تؤسس نظاما فى إصدار الحكم وتحيل نفسها الى القيم المتعاليه من أجل إصدار هذا الحكم ، اما الأخلاقيه فهى آلية للتواصل وفهم للسياق او نمط الوجود الذى ينطوى عليه الاخر فى عملية محايثة . وتكون الأخلاقيه بالتالى هى الرغبة فى الاخر كرغبة فى معرفة الذات ، أما الخلقيه فهى موت هذه الرغبة . لا تنفى بتلر بذلك ضرورة اصدار الأحكام وكونه أحد أشكال المخاطبه اللازمة ، الا انها تؤكد كذلك ان مجال الحكم لا يستنفد كامل مجال الأخلاق ولا يتطابق مع مجال العلاقه الأخلاقية . وأنه لا يمكن ان يشكل نظرية فى الإعتراف . كما ترى أن حكم الإدانة هو مناصبة العداء لمعرفة الذات وان الحكم عموما بمثابة إخفاق فى الإقرار بمحدوديتنا وإنكارا لقابلية الخطأ . وباللجوء الى الشروحات الفلسفية والسيكولوجيه على رواية الحكم لكافكا تخرج باتلر برؤى أكثر تفصيليه وكثافة فى محتواها الانعكاسى ليست بأقل أهمية . من هنا تعود الكاتبه بعد ذلك الى السؤال عن إمكانية تقديم الذات وصفاً لنفسها رغم ضياع الجزء الأول والأهم من تاريخها وتتساءل هل فى ذلك ما ينفى مسئوليتها !؟ فتعمد الى الدراسات السيكولوجية لتعرض جدلاً خاصاً بإعتمادية الذات فى تكوينيتها على لا وعيها وعتمتها الآتية مما يسبق تاريخها واكتمالها . وتقودنا لآلية عمل التحليل النفسى فى إعادة تركيب ما تشظى من الذات من خلال إعادة السرد بهدف الخروج برؤية اكثر شمولا من وجهة نظر الخاضع للتحليل . وتشرح النظريات الخاصة بآلية التحويل والتحويل المضاد بين المحلل والخاضع للتحليل ، حيث يعمل الخاضع على استغلال المحلل بتحويل السرد ليترك أثره عليه ، فى حين يعمل المحلل على استغلال هذا الاستغلال - بالمعنى الإيجابى - من خلال التحويل المضاد . بهدف إستعادة اللاوعى وإخراجه الى حيز النظر . وتبدأ فى التطرق الى نظريات فرويد ولاكلان وليفينياس ولابلانش التى تنظر فى عتمة اللاوعى المتأسسة على طبيعة الرموز الجنسية التى تنشأ لدى الطفل من خلال علاقته بعالم البالغين بمختلف طرقها ، وتعامله مع هذه الرموز والغازيتها وخضوعه لها بما يمارسه على نفسه من كبت أولى ناشئ عن حوافز أولية . وتنظر بعد ذلك فى حالات الدافع الجنسى الى الموت المنتمية للمازوخية او السادية المازوخية ، وفى ذلك الإطار تتناول تحليل أدورنو لأعمال كافكا حيث تمتزج رغبة شبحية فى الحياة مع الرغبة المازوخية فى تدمير الذات . وتحيلنا بعد ذلك الى الجدل الناتج عن تأثر لابلانش بإيمانويل ليفينياس وما يتبعه من عواقب أخلاقية تتعلق بالتحليل النفسى . وكيف يهدف التحليل الى إعادة الآلية الانعكاسية التى يستمر من خلالها عمل الذات حيث تفقد مركزيتها او يتم إزاحتها ( من طرف الاخر [المحلل او الأنت المخاطب] او من طرف اللاوعى ) ، ومن ثم تعود فى محاولة لاستعادة هذه المركزية بعد إدراك ما طرأ علي وضعيتها من تعديل خلال هذه العملية التى يصفها لابلانش بالبطليموسية ( فى مقابل الكوبرنيكية الخاصة بالإزاحة عن المركز ) . وهى عملية تصاحب تكون الذات منذ نشأتها ويمكن اشتقاقها من الجدل الهيجلى ضمن عمليتى السلب وسلب السلب وهى عملية بنائية أساساً . وتجادل بتلر من أجل تأسيس إمكانية لإعادة تكوين سردية لما قبل تاريخ الذات ، وكيف لا ينبغى ان ننفض ايدينا من تلك المهمة نظراً لأن ما قبل تاريخ الذات هذا هو جزء لا يتجزأ من الذات وهو لا ينى يقاطع القصة التى تريد الذات أن ترويها على الدوام ، بالاضافه الى كونه إخفاقاً فى الإعتراف بالمسئولية عن أفعالى . وتشرح فى سياق عرضها النقدى للأفكار طبيعة الرغبة فى التواصل والتخفف من ثقل الذات لا بنقله الى الاخر بل بجعله شاهدا عليه بشكل ما ، وبمحاولة إبراز ذلك الجزء من العتمة الى النور ، وحيث تتمكن الذات من رؤية عتمتها فى ضوء الاخر . ولكنها تؤكد فى المقابل على ذلك الجانب الذى يصر على عتمة تقاوم كل إنارة ويتحدى السقوط فى قبضة السرد حين يضطر اليه ، حيث يدرك حين الحديث ان حديثه يحمل لغز خطاب أولى لا يملك كنهه . وتقول بتلر فى هذا السياق انه يمكن الاحتماء من أثر هذه العتمة بالكف عن الفعل، فأن تفعل شيئا يعنى مباشرة أن تكسر البنية السردية وبالتالى أن تجازف بفقدان ذات تدعى السيطرة السردية عليها ، وأن الباعث على الحفاظ على السيطرة السردية هو درأ خطر الانحلال الذى يمكن أن يعجل به القيام بفعل . وتنتقل الى إعادة النظر فى فهم المسئولية بحث لا يمكن تقييدها بوهم عن ذات كاملة الشفافية إزاء نفسها . وتعلن إستمرار أزمة التنوير فى هذا المعنى بوصف فهمنا للمسئولية بأنه لازال يمثل مأزقا يعيشه البشر . وتتجه الى عرض تنظيرات ليفينياس ولابلانش فى هذا الصدد اللذين ينطلقان من لحظة تدشين الذات فى حالة المفعول به بالمعنى اللغوى والأخلاقى . وأن المحاولة الأولى لفهم العلاقة مع الآخر لا تعتمد الروابط السببية ولا تعتمد على مفهوم الذنب وتعنيف الذات كما عند نيتشه وإنما على حضور حالة من اللاحرية والإضطهاد واستبدال الإرادة بشكل فوضوى متواصل وهو ما أسماه ليفينياس بالحالة قبل الأنطولوجية او حالة السلبية السابقة على تشكل السلبية والفعالية الذاتيتين . ( اى السلبية التى ينشأ منها قبول المسئولية تجاه الآخر او التبرؤ منها ) . فالشعور بالمسئولية لا ينبع عنده من حالة الفعل الحر او الواعى وإنما من علاقة مع الآخر - ليست كائنة بفضل رغبتى - ومن ما يقع علىّ من اثار فى هذه العلاقة على مستوى الشعور الأول الذى لا يقبل الإلغاء . ويشير لابلانش فى ذلك الى انعدام امكانية استعادة اللاوعى فى السيكولوجيا وتحويله الى وعى أو أنا ، وأن سر البحث المتصل عن الذات والمعنى والحقيقة مبعثه هو (الدال الملغز) الكامن فينا من المرحلة ما قبل الانطولوجية ، والذى يبقى كباعث قادم من الخارج لإثارة حوافزنا الكامنة . ويرى أدورنو أن عمى الحب هو إستجابة للعبودية الأولى وأنه فى خضم هذا الحب تحيا المطالبة بالحرية ورفض العمى وهى مطالبة ضد ضعفنا تجاه أخطاء الآخرين ، كما يرى أنه اذا كانت استجابتنا للضرر هو إدعاء الحق فى ألا نعامل بهذه الطريقة فإننا نعامل حب الآخر بوصفه حقاً مكتسباً وليس منحة قدمت طوعاً وبلا مسوغ . ولا تكون حماية الذات بالتالى هى جوهر الإنسانية ولا ينتج عنها إلا أخلاق ذاتية خالصة ان لم يكن شكلاً من أشكال النرجسية الخلقية . بينما إكتساب الإنسانية عنده ينشأ عن التأرجح بين الرغبة فى إدعاء الحق ضد الضرر ومقاومة هذا الإدعاء . فالإنسانى لدى أدورنو وبشكل مستمر هو حركة مزدوجة نؤكد بها القواعد الخلقية لكننا فى الوقت ذاته نُخضِع السلطة التى تبيح هذا التأكيد للمساءلة . ويؤكد ان الشئ الأساسى هنا هو أن نعى قابليتنا لإرتكاب الخطأ . وليس فى ذلك ما يدعم جانب اللاإنسانى وإنما إتخاذه كنقطة انطلاق لنقد محايث للإنسانى وللشروط الإجتماعية الملازمة له على السواء . وأنه إذا كانت إدانة اللاإنسانى اليوم هى أكثر الأمور فعالية ، فلا ينبغى إغفال كونه الشرط الأول لتحقق الإنسانى والوعى به . ويقول عن اللاإنسانى أنه الإرادة الخالصة التى تؤكد الذات (ضد هيدجر) ، أو إنعدامها حد العوز ، وبالتالى لا توفر ( الإرادة ) فهماً سليماً للإنسانى عند أدورنو ، وأن الحل الفردى الذى يماهى بين الإرادة والإنسانية يدمر أساس الإنخراط الخلقى فى العالم . ولا تمر بتلر بذلك دون نقد لهذا الميل الى نزع الارادة التام من الانسانى عنده وتنظر الى ما فيه من جانب النرجسية الخلقية التى أراد ان يدينها بنفسه . وتلجأ من هنا الى التمييز بين أخلاق القناعة ( الواجب الكانطى ) وأخلاق المسئولية ، وتحلل رأى أدورنو بصدد ريبته تجاه أشكال النقاء الخلقى التى تعتاش فى رأيه على أنانية خفية . وتسعى الى إيضاح عملية القلب الديالكتيكى لديه والذى يتحقق بقدر ما تتحقق العلاقات الإجتماعية على أساس التناقض وبقدر ما يكون التباعد بين المبدأ المجرد والفعل العملى أمرٌ مكون للأزمنة التاريخية . وتقوم بعد ذلك بمقاربة بين أدورنو وفوكو من حيث فهم الأخلاق من خلال عملية النقد ، حيث يصب النقد اهتمامه على أنظمة المعقولية التى تنظم أنطولوجيا الذات على وجه الخصوص ، حيث يتضح أنه ليس من إمكانية لعلاقة مباشرة ولا متوسطة بين النفس وإرادتها . وتوضح الكاتبه مدى تقارب ادورنو وفوكو من حيث فهمهم للأخلاق من خلال النقد المرتبط بالعوامل التاريخية الإجتماعية وما قبل التاريخية ، وهى بالتالى أبعد ما يكون عن الأخلاق الفردية والتجريدية التى تكون عاملا اساسياً فى تكوين الضمير المثقل وحالات النرجسية الخلقية اللتين يديناهما . وفى تأكيد كل منهما على فهم القواعد التى تحكم المبادئ الأخلاقية لا بوصفها مرشداً للسلوك فحسب وإنما كعامل أساسى فى حسم سؤال من هو الإنسان . وتشير بعد ذلك بشكل موحى إلى الاختلافات الموجودة فى فكرهم والخاصة برؤيتهم للأخلاق الكانطية . وتختتم بتلر ملحمة الذات هذه بتحليل وصف فوكو لذاته وتريد أن ترى ما إذا كان يقول الحقيقة أم يستجيب لمطالب محاوره ، وكيف يمكن لنا التعامل مع هذه الممارسة فى ظل نظرية قول الحقيقة الخاصة به ، كما بالنسبة لنظريته الأخيرة فى الإعتراف بالخطأ التى نقضت إدانته الأولى لها على أنها إنتزاع للحقيقة الجنسية بالقوة ، لينظر إليه فى النهاية على أنه مشهداً للمخاطبة متأسس إجتماعياً ، تنشر فيه الذات نفسها من أجل إعادة تكوينها - إن كانت تكونت أساساً - الذى لا يحدث إلا بفضل عملية إظهار الذات تلك ، ويؤكد أنه على هذه الذات أن تتخلى عن ذاتها التى تسعى إلى تكوينها فهى تسعى إلى تكوين ذاتها فى الخارج فى فعل الاعتراف وإستبدال الجسد الظاهر بالذات المعاد تكوينها وهو فعل تضحية . وتستنتج بتلر أن المطلوب من الذات المعترفة هو أن تعيد إنتاج ذاتها آدائياً داخل مواضعات عامة مكرسة لذلك وأن هذا هو غاية فعل الإعتراف . وفى هذا ما يؤكد الطابع الإجتماعى للأخلاق وان العلاقة مع الذات هى فى الأساس علاقة إجتماعية . ولكن يتسائل فوكو بصدد وجود ذات متعالية على التاريخ لتفسر هذه العلاقة ، ليرد فى النهاية بدعوى تتضمن التاريخانية لتفسير ذات تبدو كمفسرة لكل تجربة ومعرفة ولكنها مخادعة لأنها ليست فوق التاريخ ، وهى لا تتشكل إلا بعد عمليات تاريخية معينة ، وبالتالى فتاريخ للعقل هو فقط ما يمكنه أن يفسر حقيقة أن الذات لها تاريخ يسلب الذات مؤهلاتها للتوفر على فعل تأسيسى ينشأ من تاريخ العقل . ولا يغفل فوكو أنه فى التاريخ الذى يتوفر للذات يكون العقل متخذا شكلا محدداً ومتأسس على شروط معينة ، وأنه عندما يشير الى أن الذات لا تتعرف نفسها والآخرين إلا داخل نظام حقيقة محدد فإنه يشير إلى أشكال العقلانية هذه عبر التاريخ . ويرفض فوكو محاولات الإبتزاز كما عند نيتشه والخاصة بنقد العقل بحيث أن المرء إما أن يعترف بالعقل كما يجده أو يطرحه فى اللاعقلانية . كما يرفض أيضاً فكرة انقسام العقل كما لدى كانط أو ادورنو أو هابرماس . ولا يكتفى فوكو بالتركيز على أهمية وصف التحولات فى تاريخ العقلانية ولكن كذلك على الطريقة التى تطبق بها الذات هذه الأشكال على نفسها ، ممهداً السبيل لأسألة تتعلق بنوع من إنعكاسية الذات وشكلها ، وكيف أن نمط محدد تاريخياً للعقلانية يمنحها القوة . ويصل أخيراً الى السؤال الذى خصص له كتاباً وهو سؤال ( كم يكلف الذات قدرتها على قول الحقيقة عن نفسها ؟ ) . أى ما هو الثمن المدفوع خلال إنعكاس الذات فى أشكال العقلانية ؟ ، ويرى أنه ما دمنا نقول الحقيقة فإننا نقبل معيارها الذى هو تاريخى وتصادفى فى شكل محدد من العقلانية ، وأن قبول هذا المعيار يفترض أن المعيار وشكل العقلانية الذى يحكمه أولىّ ولايخضع للتساؤل . ويكون ثمن قول الحقيقة عن النفس هو تعليق النقد مع نظام الحقيقة الذى نعيش فيه . هنا تعود الكاتبة لإثارة مشكلتها من جديد ، مشكلة ما إذا كان فوكو يقول الحقيقة عن نفسه ولكنها تمضى قدماً مع فوكو عائدة الى كلماته فى كتابى ( الذات والقوة ) و ( إستخدام المتعة ) لتخلص الى فهمه للإعتراف بكونه شكلا من القوة ، مشيرة الى تأكيده على التزام الإسمية بصدد القوة . ويقول اننا لا يمكننا ان نسأل ( ما القوة ؟ ) لكننا نستطيع ان نسأل كيفية عملها أو عن شكلها فى الممارسة وطبيعة هذه الممارسة . وتقودنا بتلر الى ما يهم فى الإجابة عن تساؤلها ، وهو تحليلها لفهم العلاقة بين طلب الاعتراف كفعل قوة من جانب ، وقول الحقيقة وانتاج الذات كمشروع حقيقى من جانب آخر . وتشير الى ان تساؤلات فوكو بصدد طلب الاعتراف هذا فى ظل الخضوع للقوة ( من يسألنى ؟ وما الذى يتوقعه منى ؟ وبأية وسيلة ستكون إجابتى مقنعة ؟ وما سيترتب على قولى الحقيقة من عدمه ؟ بالإضافه لتساؤله عن كون قول الحقيقة مشروعاً حقيقياً من الأساس ) هذه التساؤلات هى التى تؤكد لها إصرار فوكو على قول الحقيقة . وتحاول الكاتبه فى النهاية إقامة مقاربة بين المواقع المختلفة التى تناولتها لدى مختلف المنظرين ، محاولةً إظهار ما بينهم من أهم الإتفاقات والإختلافات فى إيجاز ومحاولةً إبراز أهم نقاط خلافها لدى نيتشه وليفينياس ولابلانش على وجه الخصوص ، ولأن فى ذلك ما يبين غرضاً أساسياً لطبيعة الكتاب ومحتواه . فهى تقول أن الدعوى النتشوية عن الذات بوصفها سبباً جينيالوجياً لابد أن تُفهم كجزء من إختزال الفلسفة الأخلاقية إلى التحولات الداخلية للوعى ، والتى تخفق فى فهم مصدر العلاقات الأولية مع الآخرين بوصفه شرطاً مسبقاً للإستجابة الأخلاقية . كما تعتقد أنه من الممكن الإعتراض على دعوى الإضطهاد القادم من الآخر السابق على الأنطولوجيا لدى ليفينياس ، أو تقديم وصف يتحدى أولوية الغواية لدى لابلانش ، لكن علينا فى الحالتين أن نتساءل عن كيفية إنطواء الذات على إطار لفهم الإستجابة الأخلاقية والمسئولية . وأنه إذا عادت بنا نسخ معينة من البحث الخلقى المشغول بذاتى إلى النرجسية المعززة بأنماط من الفردية مفروضة إجتماعياً ، وإذا كات هذه النرجسية تقودنا إلى العنف الأخلاقى الذى لا يعرف رحمة قبول الذات والتسامح ، إذن سيبدو أمراً إلزامياً ملحاً أن نرد سؤال المسئولية إلى سؤال كيف تشكلنا داخل الحياة الإجتماعية وبأى ثمن ؟ وتختتم قائلة : " ربما كان الأهم أن ندرك أن الأخلاق تستلزم منا المجازفة بأنفسنا فى لحظات اللامعرفة ، عندما يفترق ما يشكلنا عما يقع أمامنا وعندما تكون رغبتنا فى أن ننحل فى علاقتنا بالآخرين هى نفسها فرصتنا أن نكون بشراً . إن الإنحلال فى الآخر ضرورة أولية قاسية ، لكنه أيضا فرصة أن أكون مخاطبة ، مطلوبة ومرتبطة بما ليس أنا ، وأجد من يحركنى ويدفعنى إلى الفعل وإلى أن أخاطب نفسى فى مكان آخر وأخلى الأنا المكتفية بذاتها إكتفاء امتلاك . إذا إنطلقنا من هذه النتيجه فى تقديم وصف لأنفسنا فإننا لن نفقد الشعور بالمسئولية ، وإذا ما افتقدناه سيغتفر لنا ذلك ." ...more |
Notes are private!
|
1
|
Apr 12, 2023
|
Apr 24, 2023
|
Mar 18, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
9953011753
| 9789953011752
| 9953011753
| 4.40
| 5
| Jul 01, 2008
| Jul 2008
|
it was amazing
|
إن تصورنا الحدسى الغامض بالكون الشامل والذى يزداد وضوحه تبعاً لزيادة مقدار العلمية الذى نتوفر عليه فى عالم العيش ، هو الغاية التى يسعى هوسِّرل الى وضع
إن تصورنا الحدسى الغامض بالكون الشامل والذى يزداد وضوحه تبعاً لزيادة مقدار العلمية الذى نتوفر عليه فى عالم العيش ، هو الغاية التى يسعى هوسِّرل الى وضع منهج فلسفى كإطار لبنيته ( بنية الحدس ) التصورية المبدئية والتى تعمل فى استمرارية على محورين ، اولهما هو تطبيق هذه المنهجية على البحث العلمى فى توسعه وجعله أرضيه مؤسِّسة له كنظرية فى المعرفة ، والثانى هو الإثراء والإغناء المتواصل لمحتوى هذا الاطار ذاته والذى يكون كل ما ينضوى تحته مؤسَّسا على شاكلته ومعمقاً فى بنيته الى اللانهاية ، كما يكون مشمولا فى أفق لا متناهى من الحوادث والأشياء الأكثر بروزاً وسطحية والتى تحتك بشكل اكثر مباشرة وبداهة بإدراكنا ، بصورة لا علمية ( كتقليد ) فى البداية ثم بعد ترسبها فى الوعى يصبح معناها ( أصل الإعتقاد فيها ) غامضاً فيبدأ الوعى فى التشكك المتعمد إزاءها والبحث عن أصلها بشكل منهجى ، ومن هنا يبدأ الوعى العلمى بمرحلة اولى هى المرحلة الوصفية ، ثم فى مرحلة تالية الى درجة العلمية الحقة بوضع وتعيين المعطيات المباشرة وإدراجها فى مكانها الحق فى التصور العلمى الشامل للكون فى ماهيته الحقة فيما يسمى بال ( إمثال ) . ولا تكتمل علمية المفهوم الا بفهم العلاقات والشروط التكوينية ( القبلية التاريخية ) للموضوع او الحدث محل البحث . فكما يتوجب اللجوء للتجربة الحدسية الهندسية والرياضية واستخلاص المفاهيم والقوانين الماهوية الكامنة فيها قبلياً ، وكذلك الأمر مع التجربة الطبيعية والفيزيائية الخاصة بالأجسام فى ذاتها وفى تعالقها مع الأشياء الأخرى ومع القوانين الماهوية الهندسية والرياضية . كذلك يجب إخضاع المسائل الروحية كالحركات الاجتماعية والثقافية والتاريخية عموماً فى صيرورتها الى تجارب حدسية ، واستخلاص العوامل المحددة لها والعلاقات التى تحكمها وأشكال حركاتها وكل القوانين الماهوية التى تحكم هذه الصيرورة الخاصة بكل تجربة وبكلية التجربة الانسانية ، كما بكلية العالم . إن نقطة الإنتقال من المرحلة قبل العلمية الى العلمية فى تصورنا ( لكيف ما ) هى نقطة تدشين هذا العلم ، وهى ما يحمل البذرة الأولى لغاية العلم ككل والتى تتحقق فى صيرورة مستمرة تاريخياً ، هى البوصلة المستمرة التى توجه النشاط البحثى من أجل التحقق العينى لإمكانية مثالية ما ، هى إمكانية العلم بالشئ بعامة . وما يضعه هوسرل تحت ناظريه هنا هو الإمكانية الأكثر عمقاً وبالتالى الأكثر لاتناهياً فى التحقق وهى إمكانية المعرفة وإمكانية العالم ، أى إمكانية الفلسفة كعلم . ويؤكد هوسرل على ضرورة مهمة وضع المنهج الشامل الذى يؤسِس لكل منهج علمى خاص ، بحيث يكون على صورته . ويهتم بأن يؤسس ويشمل إمكانية إعادة تنشيط وإسترجاع البدايات والبداهيات الاولى لهذا العلم ، والتى تأسست بالضرورة على مرحلة قبل علمية . ويرى أن معانى التدشين الخاصة بالعلم ومنهجه بالإضافة إلى قابلية إسترجاعها هو وحده التبرير الممكن للعلم ذاته ، كتعبير عن معنى الحقيقة الذى يدَّعيه . وبالتالى يحرص هوسرل على ان يضمن المنهج الفينومينولوجى تحقيق ذلك ، ويبرهن على ذلك عملياً كعادته فى كتاباته ، حيث يخوض بنا دون علم منا فى إحدى تجاربه الحدسية حيث تكون التجربة هذه المرة هى رحلة فى تاريخ الفلسفة من اجل البحث عن المهمة ( الفلسفة ) المفقودة والمشتركة ماهوياً فى كافة الفلسفات الخاصة . وبالضرورة تبدأ التجربة من نقطة تدشين فكرة الفلسفة كعلم ( الفلسفة الحديثة ) وهى الفكرة التى تسعى للتحقق بسذاجة - ككافة الافكار حين ولادتها سواء فى المرحلة العلمية او قبل العلمية - بداية من ديكارت وإدراك الحقيقة الذاتية لتصور العالم والتوجه بشكل غامض للكشف عن ذات شاملة ( ذات ترنسندنتالية ) وفهمها من جانب . ومن جانب آخر التأثر بالانجازات العلمية لجاليليو وما حملته من معنى غامض بإمكانية الفهم الموضوعى للكون فى شموليته ، كما بالإبهار الذى حققته المناهج الهندسية وتطبيقها فى صياغة العالم الموضوعى نظرياً . حيث حاولت الفلسفة ان تتخذ منه نهجاً لبناء صروحها - كسبينوزا - التى هى الغاية وهى الهدف المأخوذ من معنى العلوم الفيزيائية ( العلم بكلية العالم ) ، ولكن فى وحدته بصورة مطلقة . إلا ان تهافت الفلسفات المثالية التأملية والتجريبية على السواء فى وضع المنهج النهائى وخصوصاً فيما يتعلق بالتوفيق النظرى بين النفس والجسد ، كان العامل الأول فى زعزعة التمسك بالمطلب المنادى بالوحدة النظرية ( القبلية ) للعلوم وبنظرية فى المعرفة . وكان العامل الثانى هو الثورة العلمية التى بلغت أوجها خلال حياة الكاتب ، وما ترتب عنها من تشعب العلوم وتخصصها ما انعكس على علاقات الانتاج وتقسيم العمل ، حيث صار الأوروبى لا يهتم الا بالوقائع والتفاصيل . وهو ما ينتقده هوسرل قائلاً إن علوماً لا تهتم إلا بالوقائع تصنع بشراً لا يعرفون إلا الوقائع . إن فقدان الغاية وراء العلم - والتى اذا ضاعت يمكن ان نلتفت الى الوراء لنجد أثرها باقياً عند نقطة البداية - هذا الفقدان هو ما يجعل من العلم جنوناً . لا يجب ان نغفل هنا ذكر أهم شروط التجربة الحدسية الفينومينولوجية عند هوسرل وهما الايبوخى ( تعليق الحكم الشامل ) ، والرد او الإرجاع الفينومينولوجى ( الإمثال الحدسى وإغفال الوجود الموضوعى ) . تبدو بذلك اولى ضرورات وضع هذا المؤلَف بالنسبة لهوسِّرل وهى ضرورة موضوعية تتعلق بالوضع التاريخى الذى عاصره ، أما الضرورة الأخرى وهى ذاتية الى حد ما حيث يمكننا أن نرى بسهولة كون هذا العمل هو ذروة إكتمال وترابط النسق الفينومينولوجى عند هوسرل اى ذروة نضجه . ورغم تصدير الكاتب للكتاب كتطبيق عملى - فى أحد جوانبه - على فهم الوضع التاريخى المعاصر له ، الا انه لا يخلو من العرض النظرى المنهجى الذى تحقق على عدة مستويات متداخلة كان اولها وأكثرها سطحية هو أزمة العلوم الحديثة عموماً وأزمة السيكولوجيا خصوصاً . ثم فى تداخلها مع طبقة أكثر عمقاً يعمل على تطبيقه خلال طرح إشكالية تاريخ الفلسفة الحديثه ومعناه . وفى النقطة الأكثر عمقاً فى شرح أزمة الإنسان المعاصر فى تصوره لذاته وللوجود وفهم هذا التصور الثنائى اى شموله فى وحدة حاسمة نهائية والذى هو فى انعكاسه جوهر مشكلة المعرفة ، وبشكل مطلق هو مشكل عالم العيش وتيمة كلية الكائن التى انطلقت منها الفلسفة الحديثة . إن عالم العيش كعالم شامل لكل العوالم الخاصة التى ننحتها بداخله انطلاقاً من غايات محددة ( عوالمنا الاجتماعية ، المهنية والعلمية ) هذا العالم الشامل يمتلك بالضرورة غاية موحدة لكافة النشاطات التى ينطوى عليها . هذه الغاية الموحدة والشاملة هى هذه النظرية الشاملة والعلم بالعالم ، علم الذات بذاتها كغاية لانهائية التحقق فى ذاتها ، وفى كافة مراحلها واجزائها التى تتعلق بعالم العيش . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jun 13, 2023
|
Jul 15, 2023
|
Mar 15, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
6144453806
| 9786144453803
| 6144453806
| 3.93
| 3,660
| 1912
| 2019
|
it was amazing
|
ان القضية الأساسية لهذا العمل هى وضع نظرية علمية لنشأة المنظومة الدينية بما تشتمل عليه من مظاهر متنوعة تشكل جوانبها المختلفة او مراحل تطور هذه الظواهر
ان القضية الأساسية لهذا العمل هى وضع نظرية علمية لنشأة المنظومة الدينية بما تشتمل عليه من مظاهر متنوعة تشكل جوانبها المختلفة او مراحل تطور هذه الظواهر المرتبطة على الدوام بتصورات أكثر منها مفاهيم . ويتناوب فى نص دوركهايم التحليل مع التركيب بحيث يعملان كآلة متكاملة لبناء النظرية . فمن ناحية يقوم التحليل بكشف الظواهر المتنوعة او الظاهرة فى شتى مراحل تطورها التاريخى ، ويسهل عملية التصنيف الضرورية لعملية تركيب العناصر المختلفة وإستنباط العلاقات القائمة بين مختلف المظاهر الدينية وفهم صيرورة تطورها . كما يعمل النقد المستمر للأفكار الخاصة بالكاتب وللنظريات المعاصره له او السابقة عليه على الكشف المستمر عن التماهى الكامن خلف مظاهر مختلفة او عن الاختلافات الأساسية بين التصورات التى تبدو متماهية ، وبالتالى يسمح باستمرار بتصحيح وإعادة توجيه عملية التركيب التى تتابع عملها بالتوالى بشكل مستمر . ويكشف التحليل عن المحور الأساسى للمنظومة الدينية فى نظرية دوركهايم ألا وهو الطابع الإجتماعى ( او طابع الضغط الاجتماعى على افراده ) . وذلك بشكل رئيسى من خلال البحث فى أقدم الأشكال الدينية والتى لا تزال فى أدنى درجات تطورها وأقرب إلى حالتها البدائية إلى زمن الكاتب والتى توجد لدى القبائل الأسترالية وهى الديانات الطوطمية ، والتى تكشف من جانب على شمولها لجوانب الدين الأساسية كالأساطير والشخصيات المقدسة والعبادات المتنوعة والأعياد بما فيها من طقوس وأضاحى وشعائر التكفير . كما يبين تحليل الديانة الطوطمية الأساس الإجتماعى والى حد ما النفسى القائم فى قلب الدين بشكل عام وبالتالى يكون للدين أساس موضوعى وهو روح القبيلة المجتمعة ، ونفسية الأفراد التى تجد فيه التسامى خارج الأعمال اليومية ذات الطابع الفردى كما يملأ الدين الفجوات المعرفية لدى الإنسان فيعمل على تهدئة مشاعر الخوف من المجهول . وبالتالى يكون الدين هو الأساس الأول لبنية الجماعة وتماسكها فيكون كذلك أساسا للحضارة البشرية التى كانت مجرد إمكانية داخل الإطار الإجتماعى ستنمو وتتطور الى جوانب مستقلة عن الدين فيما بعد ، فالكتابة والتاريخ و الفلسفة والعلوم والفنون كانت فى البداية حكرا على الدين نظرا لكونه أول مظاهر التجمع البشرى المؤدى الى النشأة الحقيقية الى أركان الحضارة الإنسانية المعروفة لدينا بما فيها من حريات وأخلاقيات فردية فى أبعد جوانبها . وعلى العموم كانت التفاصيل والشروحات والتحليلات التى قادت الى هذه النتائج ممتعة الى اقصى الحدود ، وككل كتابات دوركهايم تكمن الفائدة القصوى لها من تتبع الطريقة العلمية التى يجب ان يعمل بها عقل الباحث فى اى مجال فالمنهج العلمى والتحليلى واحد ولا تختلف الا الادوات فى كل مجال خاص . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jan 07, 2023
|
Jan 30, 2023
|
Jan 07, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DLT87DSX
| 3.80
| 270
| 1932
| 1984
|
it was amazing
|
دائما ما يتعرض القارئ المنهجى لمصادفات من قبيل القراءة المتزامنة لعدة كتابات لمختلف المؤلفين فى فترة ما تتناول موضوعا واحداً او عدة مواضيع ذات علاقات
دائما ما يتعرض القارئ المنهجى لمصادفات من قبيل القراءة المتزامنة لعدة كتابات لمختلف المؤلفين فى فترة ما تتناول موضوعا واحداً او عدة مواضيع ذات علاقات متبادلة ، بحيث يتسنى للقارئ إدراك أهمية هذه الموضوعات آنذاك كما يستطيع مقارنة تلك الأهمية فى هذا الوقت بأهمية هذه الموضوعات فى زمنه ومدى ما نالها من تطور أو تغير أو ما تبقى أو ترسخ منها فى عقولنا خاصة ولو كانت هذه الموضوعات وليدة الفترة التى تمت فيها كتابة هذه الكتب التى تعرض على القارئ المنهجى خلال رحلته عبر التاريخ بما يحويه من علوم وفنون ووقائع . وإذا كان ذلك من المزايا الأولى للقراءة المنهجية ، وإذا كان ذلك ليس مصادفة كما يتوارد أحيانا لذهن القارئ طالما انه إعتمد فى النهاية على صفة المنهجية . فإن هذا الحديث جاء نظرا لشدة الترابط الذى وجدته لدى قراءتى لكتابات برجسون - وهو يعد نفسه فيلسوفا قبل كل شئ - وكتابات دوركايم - والذى يعد نفسه عالم إجتماع - وفى حين اتناول كتابات لكل منهما وجدتهما وكأنهما يتناولان ذات المواضيع من زوايا او مناظير مختلفة فبرجسون يتناول المجتمع بما يحويه من دين وأخلاق من منظور فلسفى روحى لكنه لا يخلو من لغة علمية تطورية مترابطة ومؤسَسة نظرياً . بينما يتناوله دوركايم من منظور علمى لا يخلو من فلسفة تجريبية مادية قبل كل شئ ولا تعرف من التطور إلا ما وصلت إليه ولا تحاول أن تستكشف المستقبل إلا فى خجل وفى صورة التخمين أو الإحتمال الإحصائى المبنى على مقدمات .ولا يعامل المجتمع الا على كونه ظاهرة مادية معقدة ومتنوعة التركيب . بينما تستكشف الفلسفة الروحية لبرجسون الطبيعة المزدوجة للحياة فى أعمق أغوارها وتحاول أن تسمع تردد صدى هذا الإزدواج فى كل مراحل التطور سواء كان طبيعيا ام بيولوجيا أم تاريخيا واجتماعيا ، وهو يرى هذا الصدى واقعا فى صورة ١-قفزات تطورية يُبذل فيها مجهود هائل ولكنه بطئ لا يكاد يلحظه كل فرد ٢-وفى صورة إستراحات بعد القفزات تمثل إستقرار النوع بشكل ظاهرى فى مرحلة ما يحاول فيها النوع أن يقاوم كل تغير ويحتفظ بوجوده وعاداته المعروفه لديه غريزيا كان أم عقليا الى أن ترغمه الظروف أو تساعده على التطور أو الفناء وأيا كان الطريق فإن هذا الصدى يتمثل فى الظهور والفناء ، الولادة والموت ، فى الغريزة والعقل ، فى النظر والعمل وغيرها من المتقابلات التى ليست الا صورا للتوتر والإرتخاء اللذين يعملان بشكل آلى لا يخلو من إرادة للتطور فى إتجاه معرفة الوجود بنفسه إذا جاز إستعمال التعبير الهيجلى . وفى ظل هذه الحركة الروحية المزدوجة المظهر يبين برجسون كيف تطور كل من الأخلاق والدين بتطور الواقع والغاية منهما وهى غاية إجتماعية بالضرورة وبعد تفسيره لما حدث بينهما من خلط طوال التاريخ البدائى يمكن أن نستشف أن الأخلاق كانت هى المعنية منذ البداية وهى التى ستستمر وهى قد تطورت من فكرة الواجب الجمعى دينى الطابع الى فكرة المسئولية الفردية للإنسان المتنوِر . وفى النهاية يقر برجسون بدور التصوف عبر تاريخ تطور الدين والأخلاق ولكنه يميز بين التصوف الشعبى الذى لا يمكن لاثنين ان يتفقوا على مفهومه والذى لا يمكن تصوره بدون طابع دينى معين كالتصوف المسيحى او الإسلامى او البوذى ، او تصوف بعض الدجالين او المرضى النفسيين . ولكنه لا ينفى وجود صوفيه حقيقية تفيض من الشعور ولا تخلو من العقل إلا إنها تعرف كيف تفصل بينهما كل الفصل وكيف ومتى ينبغى المزج بينهما وهى بذلك تلعب لعبة الوجود ذاته فتعرف كيف تتماهى معه وتنقاد لحركته رغم كل ما بها من ألم كما تعرف كيف تقاوم ما يحدثها به اللاوعى المخزون منذ بدء تاريخنا النوعى او الفردى وما تبعثه الطبيعة فينا من انانية وحب للدعة والترف ، ويرى برجسون أن أمثال هؤلاء هم من قادوا الثورات الأخلاقية الكبرى أو عادوا بالأخلاق قبل إنحرافها بعيدا الى الطريق الذى يجب أن تمضى فيه وهو طريق التطور تجاه المجتمع المثالى والذى لا يلزمه الا إرادة اجتماعية تفتح المجال بشكل متنامى لحرية الفرد بحيث يعمل كل طرف فى تناغم مع الاخر فالاتجاه العام للمجتمع عبر التاريخ من القهر والقسر والعبودية الى الحرية الفكرية والأخلاقية . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Oct 04, 2022
|
Nov 10, 2022
|
Oct 04, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||||
9953015554
| 9789953015552
| 9953015554
| 3.96
| 1,050
| 1889
| Oct 2009
|
it was amazing
|
ان ثراء المحتوى الفلسفى النقدى لذو أهمية كبرى فى تحديد قيمة كتب الفلسفة بشكل عام ، ولكن استخدام النقد من اجل البناء الفلسفى هو أعظم قيمة . كان ذلك ال ان ثراء المحتوى الفلسفى النقدى لذو أهمية كبرى فى تحديد قيمة كتب الفلسفة بشكل عام ، ولكن استخدام النقد من اجل البناء الفلسفى هو أعظم قيمة . كان ذلك النهج الذى سار عليه برجسون كما سار عليه هيجل من قبل وإن تميز أسلوب برجسون الشعرى عن كتابات هيجل المجردة حد الجفاف . ولا يطرح كاتبنا قضيته الا بشكل ضبابى فى البداية حيث يضطر لعرض النظريات الفلسفية الخاصة بالمناهج العامة الكبرى والتى تمس قضيته . وكعادة الفلسفة تأخذنا من العام الى الخاص والعكس فى تردد يعتمد تناغمه على عقل الفيلسوف ذاته . وكعادة برجسون فى كتاباته حيث يتفوق فى طريقة العرض الفلسفية القائمة على النقد المتواصل والايجابى الذى يدعم رؤية تصحح ذاتها بذاتها من خلال تحليل واضح لكل ما فى الشعور والنفس والوعى . ولا يدع للأجزاء والتفاصيل أن تتمادى فى جذبه بعيدا عن موضوعه الرئيسى حتى وان شعر القارئ نفسه بذلك فإنه يعود ليدرك فيما بعد مدى أهمية الوصول لهذه النقطة بالنسبة الى الموضوع العام . بالتالى لا تتضح لنا القضية الأساسيه فى جملتها الا فى نهاية الكتاب حيث يعرضها الكاتب فى الختام كقضية هندسية بسيطة تمت البرهنة عليها للتو . ويهتم برجسون فى كتاب ( المعطيات المباشرة للوعى ) أساساً بتحليل قضية الحرية وهى من أهم القضايا الفلسفية ومن أكثر المفاهيم إثارة للجدل الفلسفى وحيث يتجه التفكير العلمى الحديث الى نفيها وحتى الكثير من الكانطيين المحدثين والبراجماتيين غيرهم . وعندما يتوقف هؤلاء عن التحليل فى ابعد أغوار الواقع والنفس يحاول برجسون اتمام ما فشل سابقوه فى اتمامه حيث يوضح فى النهاية أن سبب المشكلة الأكبر كامن فى التحليل والتصور المبنى عليه المنقوصين لمفهوم الحرية . والحرية عند برجسون هى كل ما يمثُل فى الواقع بشكل واعى وإرادى بحيث لا يمكن تكراره ولا تجزئته الا بصورة تمثلية وتشبيهية ولكن لا يمكن لصورة فعل حر ان تتطابق تماما مع صورة فعل حر اخر وهذا هو المعيار الأساسى للقول بالحرية وتمييزها ، ولكن للغة دور نافى لفهم هذه الحرية حيث توهمنا ان افعالنا متطابقة وعامة وحيث تفشل ذواتنا فى استخدامها للتعبير عن هذه الحرية الخاصة بوعينا بما يحويه من افكار ومشاعر ورغبات حيث نسقط فى هذه العمومية بمجرد استخدام اللغه . ولكن هذا هو دور اللغه من حيث كونها اداة تواصل اجتماعية والتى تتطور فى اتجاه التعميم باستمرار حيث يسهل التواصل والتفاهم وبالتالى التعاون الذى هو غايتها . ويمكن تصور مفهوم برجسون للحرية كتطور للمفهوم الهيجلى فصورة الفرادة الخاصة بالفعل هى ناتجة عن دمج التصور الفلسفى مع التصور السياسى للحرية عند هيجل مما يضعف تناقض المفهوم الهيجلى للحرية وهو ما أخذه عليه ماركس . أما المفهوم فى ذاته فلا يخلو من نقيضه لأن لكل لحظة من الحرية أجزاء ضرورية ولحظات فردية أقل شمولا ويمكن تصورها فى حالة إستقلال عن اللحظة الأوسع إلا أن كل لحظة شاءت بنفسها أن تلتقى أو تشمل الأخرى أو تشتمل فيها . وبالتالى لا يمكن أن تتحقق الحرية الأوسع للفرد وبالتالى فهمها الأعمق إلا بتحقق الحرية الشاملة للمجتمع . كما أن مفهومها يتطور فى الزمن ويحمل تاريخه منذ ما قبل ولادته معه , أما الحرية ذاتها فهى الغاية التى يسعى إليها هذا التاريخ لا إلى شكل نهائى ومثالى (فكرى ) بل تطور واقعى مستمر إلى شكل أعلى وأسمى من الحرية بإستمرار . كما يلعب التصور الغامض او الناقص لمفهوم الزمان والمكان المجردين او محاولة اجراء تطابق مسبق بينهما او حتى تزامن تلعب دورا كبيرا فى اعاقة التصور السليم لمفهوم الحرية او حتى نفيها . واستفاض برجسون فى نقد هذه الأفكار وحدد من خلال هذا النقد التمثل الأكثر واقعية ومنطقية لهذه المفاهيم المجردة والمفارقة . كما استفاض كذلك فى نقد العلماء الذين كرسوا جهودهم العلمية وتجاربهم لنفى الحرية كعلماء النفس الفيزيولوجى او علماء الأعراق و الحتميون من علماء الطبيعة , حيث إضطر الكاتب لإعادة تحديد مفهوم السببية والبرهنة على محدوديته وسوء فهم الكثير له وتطبيقه مجازا حيث لا يكون موضعه فيتكرر ويترسخ سوء فهمه فى عقول البشر وعلماء الطبيعة على السواء . كانت رحلتى الثانية مع برجسون ممتعة وثرية كالأولى تماما وان كنت اتفقت معه تماما فى أفكاره ونقده - الذى لا يخلو من نقد الذات - الا ان الفائدة الكبرى من مثل تلك الكتب هى إبراز الصورة الشاملة بما تحوى من علاقات واجزاء وإعطاء منظور جديد أكثر وضوحا مزيلاً طبقة أخرى من الضبابية والشك الذى يغشى رؤيتنا للعالم ولحياتنا على الدوام . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Sep 11, 2022
|
Oct 02, 2022
|
Sep 08, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||
B0DLTBFRTJ
| 3.84
| 2,249
| 1893
| 1982
|
it was amazing
|
يحاول دوركهايم فى هذا الكتاب ان يوضح نشأة تقسيم العمل وضرورته ومساره من التمهيد الى النشوء والتطور . معتمدا فى ذلك على ابراز أوجه التشابه بين التطور ا
يحاول دوركهايم فى هذا الكتاب ان يوضح نشأة تقسيم العمل وضرورته ومساره من التمهيد الى النشوء والتطور . معتمدا فى ذلك على ابراز أوجه التشابه بين التطور الإجتماعى والتطور الطبيعى من ناحية وعلى العمليات النفسية الفردية والاجتماعية فى تفاعلها من جانب اخر . فجميعا يمكننا ان نرى انه كما ينشأ الكائن من تجمع الخلايا وتعاونها لتحقيق أهداف عامة كذلك ينشأ المجتمع من تعاون أفراده . وكما تكون الكائنات ذات الخلايا المتماثلة هى الأقدم ظهورا والأكثر بدائية ، فكذلك المجتمعات الأولى حيث الجميع متشابهون فى الرغبات والوظائف والعقائد المحدودة . وكما تتطور هذه الكائنات تدريجيا الى كائنات متنوعة الخلايا والوظائف ، تتطور المجتمعات كذلك الى تعاون افراد ذوى طبائع ووظائف ورغبات مختلفة عن بعضها بحيث يزداد الاختلاف كما وكيفا بمرور الزمن ، ولكن بحكم التطور تصير هذه الاختلافات والصراعات الى تكامل واحتياج ضرورى لهذا الاختلاف مما يؤدى الى وحدة هذه الاختلافات وتكاملها على مستوى أوسع وأعمق . ولكن على حين تعتمد الطبيعة غير الحية على الآلية بشكل كامل وتعتمد الكائنات غير العاقلة على الوراثة وهى صورة للآلية أكثر تحررا وتوليدا للإختلاف كما فى تثبيت خصائص الأنواع المتطورة وتثبيت تنوعها المتزايد الذى يؤكد محدوديتها . أما المجتمعات البشرية فتعتمد على التطور الحضارى الذى يعمل على إزالة الحدود بين الجماعات لزيادة التعاون مما يعجل بتغير النظم الإجتماعية بصورة متواترة لا تسمح لأى صفة ان تتثبت بشكل وراثى مما يفسر نقص التنوع العرقى لا زيادته بداية من التاريخ المكتوب . وتتطور طبيعة التعاون البشرى مع تطور النظم الاجتماعية من التعاون الآلى السائد فى المجتمعات البدائية الى التعاون العضوى الذى يعتمد على تقسيم العمل وتنوعه . ويؤكد دوركهايم على ان التعاون عموما هو علة الحضارة لا العكس وإن كانت طبيعة كل منهما تؤثر فى الأخرى بشكل جدلى بمجرد أن يظهرا الا انه يظل التغير فى طبيعة تقسيم العمل وتنظيم المنافسة هى المحدِدة لتغير النظم الإجتماعية وإرتقاؤها . ويحلل دوركهايم طبيعة تطور التعاون العضوى وتقسيم العمل فى المجتمعات الحديثة محاولا تفسير الخط الذى تتبعه بما ينتج من رخاء ومن شقاء ويرى ان الحالة التى نجد عليها الفقراء فى زمننا لا تقارن بشقاء الأزمان الغابرة بما فيها من مجاعات وعبودية وسخرة كما ان الرخاء الذى يتمتعون به حديثا من سرعة النقل والاتصال وزيادة فى نسبة الاشياء الضرورية والترفيهية . وحيث ان الشقاء فى تناقص مستمر والرخاء فى نمو فان مساوئ تطور تقسيم العمل الحديث ليست الا عوارض لسوء الخبرة والتخطيط المصاحب لهذا التطور المستمر والذى سرعان ما يتم ضبطه وتعديله حتى نصل الى حالة جديدة من حالات الاتزان والاستقرارالتى تنشأ بعد تفاعلات وصراعات تختلف حدتها تبعا لمدى القفزة التطورية العلمية والتى يصحبها تطور فى تقسيم العمل وطريقة الانتاج وتوزيعه . وبالتالى تطور فى طبيعة المجتمعات بما تتضمنه من قوانين جزائية وتعاقدية . وقد لاحظ دوركايم غلبة القوانين ذات الطابع القمعى لدى المجتمعات البدائية القائمة على التعاون الآلى او تكاد تكون كلها من ذلك النوع ، بينما تزداد غلبة القوانين ذات الطابع التعويضى فى المجتمعات الأكثر تمدنا وكيف أن هذا الانتقال يكون إراديا لدى المجتمع الذى يكون طابع تقسيم العمل العضوى الأكثر تكاملا قد ترسخ فى نفوس الأفراد مما يؤدى الى ضرورة إتساع الحريات الفردية وتخفيف العقوبات التى تبدو ذات طابع بربرى والسماح للمدانين بفرصة أكبر للوصول الى العدالة الحقيقية ، ويتوصل المجتمع تدريجيا الى إدراك ضرورة التنوع والتميز والإختلاف والتخصص فى كافة مناحى الحياة ، وإدراك ما فى كل فرد من قيمة يمكن انماؤها مهما كانت طبيعته . وبالتالى يستنتج الكاتب ضرورة وجود كيانات مختصة بتأهيل الأفراد والمساعدة على تقسيم العمل الإجتماعى بشكل أكثر تكاملا وتحررا على المستوى الإجتماعى والفردى وبالتالى أقل مخاطرة . ويؤكد دوركهايم أن كل أشكال تقسيم العمل الاكراهى وسواها من مساوئ تقسيم العمل المستمر التى ما زلنا نعانيها ولكن بأشكال مختلفة ليست الا نموا لخبرات نكتسبها مع التطور المتسارع ستئول الى نمو قدرتنا على هدم هذه الأشكال القاصرة من النظم الاجتماعية وستئول معها كل أشكال اللامساواة الإجتماعية الناشئة عن ظروف خارجية الى زوال . ...more |
Notes are private!
|
1
|
Aug 21, 2022
|
Oct 06, 2022
|
Jul 22, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||||
B0DLT624FN
| 4.07
| 15
| 1999
| 2008
|
it was amazing
|
يحاول الكاتب وضع إطار ( وليس تعريف ) يمكن أن يحدد مفهوم المجتمع المدنى وأشكاله التى تعتمد على تغير العوامل المؤثرة فيه . فيعمد إلى التاريخ الواقعى لتط يحاول الكاتب وضع إطار ( وليس تعريف ) يمكن أن يحدد مفهوم المجتمع المدنى وأشكاله التى تعتمد على تغير العوامل المؤثرة فيه . فيعمد إلى التاريخ الواقعى لتطور مفهوم المجتمع المدنى، ونظرا لكوْن المفهوم ناتج عن تطور تاريخى فإنه بالضروره تاريخا نقديا لفكرة المجتمع المدنى ، فيكون تطور المفهوم فى التاريخ تبلورا له . فكلما بحثنا فى مفهوم المجتمع بشكل عام او المجتمع المدنى بشكل خاص فى فهم او فكر او فلسفة حقبة ما كلما كان المفهوم أكثر وضوحا وشمولا وتحديدا من مفهومه فى اى حقبة سابقة ويكون فى حد ذاته نتيجه للإشكالات التى طرحتها المفاهيم السابقة حيث يكون المفهوم الأكثر حداثه فى جانبه الأكبر إيضاحا للإشكالات الخاصة بالمفاهيم القديمة . ويفتح المفهوم الاكثر حداثه بدوره إشكالات يعمل المفكرون على دراستها وحلها مما اتاح مع مرور الزمن تبلور علوما خاصة ناشئة عن البحث فى هذه الإشكالات الحديثة الخاصة بالمفهوم الأخير كعلوم الإجتماع والنفس والسياسة والإقتصاد حيث يكون المجتمع المدنى ومفهومه هو الرابط بين هذه العلوم وهو غاية البحث العلمى فيها . وحيث نجد فى طرح الفلاسفة القدماء مفاهيم ضبابية وغامضة وقليلة الحدود عن المجتمع المدنى بالمقارنة مع التعريفات الحديثة والتى تشمل فى جوفها تجارب وعلوم شتى . لم يرد ارنبرج الا عرض تسلسل الجانب النقدى لكل نظرية لما سبقها محاولا فى النهاية استخلاص نتائج عامة من هذا التحليل التاريخى للفكرة . ويرى ارنبرج شخصيا ان المجتمع المدنى كان وجوده ضرورة اشترطتها ظروف الحياة الانسانية ودعمتها كذلك ، الا ان شكله وغايته النهائيين واللذين لم يتحققا بعد هو ما حاول عرضه بدقه وايجاز وهو قضية ما يجب ان يكون عليه هذا المجتمع المدنى ، أى ما نظَّر له العديد من المفكرين بداية من الكلاسيكيين كأفلاطون وارسطو فى او النظريات اللاهوتية عند الاكوينى ولوثر فى العصور الوسطى ، الى أن ازداد الاهتمام بأفكار المجتمع المدنى فى عصر النهضة فى كتابات مكيافيللى وهوبز التى نظَّرت لصالح الامارة والدولة وسلطة الأمير والملك المطلقتين ، وصولا الى افكار التنوير الاكثر مدنية كأفكار روسو ومونتسيكيو القائمة على أساس عقدى وتشريعى ، وكانط صاحب أفكار المجتمع الملتزم بواجباته الأخلاقية الملزمة ، او الافكار المثالية عند هيجل فى مطلع عصر الحداثة والمنادى بضرورة الدولة وقوتها وديمقراطية المجتمع المدنى فى وجه تعدى الدولة لسلطتها او لحرية المجتمع كفكرتين جدليتين . ونقيض الهيجلية ذو الأساس المادى والتنظير الاقتصادى عند ماركس والاشتراكيين والمعادين للمجتمع المدنى بأفكاره البرجوازية كتلك السائدة لدى الهيجليين فى غطاء من المثالية لتمويه التحركات الاقتصادية المبنية على المصالح الشخصية واقتصاد السوق اى على الانانية وسيادة الطبقة الرأسمالية . مما اتاح جدلا واسعا فى المستقبل التالى لهم وبعد الحروب العالمية بين الافكار السوفيتية عن الدولة وضرورة سيادتها فى شئون المجتمع المدنى بكل ميادينه الحقوقية والثقافية والاقتصادية بشكل رئيسى والأفكار الليبرالية التى تسعى لإتاحة الفرص والمبادرات الحرة الاقتصادية بشكل رئيس والسيادة الحقوقية . والى جانب عرض الجدل النظرى للأفكار المتعاضة لا يغفل ارنبرج الجدل الأكثر حدة بين كل نظرية وممارستها على ارض الواقع . ويعمد الى عرض التناقضات والفظائع التى ظهرت خلال الممارسة ، وكذلك ما أصابته كل نظرية لنفسها من تطوير خلال هذه الممارسة التى تكون فى الغالب منقادة بشروط الواقع أكثر من كونها ملتزمة بمبادئ نظرية ، حيث تختلف أشكال التطبيق ونتائجه تبعا لإختلاف الحاجات والمشاكل والأولويات والموروثات الثقافية لدى كل مجتمع . ولا يجد الكاتب المجتمع المدنى الا ( لحظة ) من لحظات الوجود الانسانى بتعبير فلسفى نظرا لأنه يراها كما يرى كل كائن فرد - بالمعنى الاوسع والاشمل للفردية - بحيث تبدو ككائن مستقل للنظر ولا يبدى الا نسبة من الاستقلال ونسبة من التبعية بحيث تختلف هذه النسب من مجتمع لاخر . حيث تكون التبعية فى الغالب الى العوامل ( او الطبقات ) الاقتصادية والسياسية التى هى فى حالة جدل او صراع مستمر من اجل تسوية مصالح كل منهم داخل كل مجتمع . ثم تأتى العوامل الوراثية الثقافية فى درجة لاحقة للعوامل الاقتصادية والسياسية والتى لا يمكن اخراجها من السياق كذلك حيث تميل الى توفيق مصالحها وتقديم الخدمات فى المقابل لمصالح العوامل الأكثر ضرورة . وبذلك يقدم لنا الكاتب إيضاحا للاطار الذى يمضى فيه المجتمع المدنى والعوامل التى تؤثر فيه والأمراض التى يمكن ان تصيبه وكيفية تشخيصها والنظر فى محاولات لعلاجها . ...more |
Notes are private!
|
1
|
May 03, 2022
|
May 24, 2022
|
May 03, 2022
|
Paperback
|
mohab samir
>
Books:
favorites
(127)
|
|
|
|
|
my rating |
|
![]() |
||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
3.95
|
it was amazing
|
Jan 27, 2025
|
Jan 20, 2025
|
||||||
3.89
|
it was amazing
|
Nov 08, 2024
|
Sep 19, 2024
|
||||||
3.76
|
it was amazing
|
Sep 23, 2024
|
Sep 18, 2024
|
||||||
5.00
|
it was amazing
|
Apr 11, 2025
|
Apr 18, 2024
|
||||||
3.82
|
it was amazing
|
Mar 24, 2024
|
Mar 07, 2024
|
||||||
4.25
|
it was amazing
|
Jul 10, 2024
|
Feb 18, 2024
|
||||||
4.05
|
it was amazing
|
Jan 10, 2025
|
Feb 04, 2024
|
||||||
3.58
|
it was amazing
|
Feb 16, 2024
|
Jan 31, 2024
|
||||||
3.85
|
it was amazing
|
Dec 24, 2023
|
Nov 12, 2023
|
||||||
4.42
|
it was amazing
|
Feb 16, 2024
|
Sep 14, 2023
|
||||||
4.33
|
it was amazing
|
Jan 21, 2024
|
Sep 14, 2023
|
||||||
4.00
|
it was amazing
|
Aug 26, 2024
|
Jul 23, 2023
|
||||||
4.12
|
it was amazing
|
Mar 28, 2024
|
Jul 15, 2023
|
||||||
4.18
|
it was amazing
|
Apr 24, 2023
|
Mar 18, 2023
|
||||||
4.40
|
it was amazing
|
Jul 15, 2023
|
Mar 15, 2023
|
||||||
3.93
|
it was amazing
|
Jan 30, 2023
|
Jan 07, 2023
|
||||||
3.80
|
it was amazing
|
Nov 10, 2022
|
Oct 04, 2022
|
||||||
3.96
|
it was amazing
|
Oct 02, 2022
|
Sep 08, 2022
|
||||||
3.84
|
it was amazing
|
Oct 06, 2022
|
Jul 22, 2022
|
||||||
4.07
|
it was amazing
|
May 24, 2022
|
May 03, 2022
|