كتاب مختصر في تاريخ واستخدامات وأهداف التسلح النووي ، يعرج على بديهيات معلومة للجميع في سبب سعي الدول للسلاح النووي والذي غالبا يكون لردع خطر العدو ال كتاب مختصر في تاريخ واستخدامات وأهداف التسلح النووي ، يعرج على بديهيات معلومة للجميع في سبب سعي الدول للسلاح النووي والذي غالبا يكون لردع خطر العدو القريب ، فحصول دول كبرى على السلاح النووي أدى إلى حصول توازن عالمي بعدما أدت حيازة دولة واحدة فقط لهذا السلاح إلى حصول مجزرة هوريشيما وناجازاكي.
يتحدث في الختام عن نهاية السلاح النووي ... وهل يمكن نسيان وجوده مع مرور الزمن مثلما حدث في اليابان في القرن ال١٨ حينما استبدلت الأسلحة النارية بالأسلحة التقليدية القديمة ؟ ومع استبعاد حدوث هذا الأمر مع التقدم التقني الهائل وظهور أسلحة أكثر تطورا وحيوية من القنبلة النووية ... فإن المثير للخوف والإشمئزاز أن إهلاك البشر على مر التاريخ لم يكن سببه الرئيسي عاصفة مدمرة أو بركان ثائر أو بحر هائج ... بل كان بسبب تسلط أيدي البشر على بعضهم البعض. ...more
يأخذنا هذا الكتاب في رحلة تاريخية حديثة نسبيا من خلال حديثه عن الصراع السياسي بين الوهابية الحنبلية في نجد والشوكانية الزيدية في اليمن مع خصومهم السيايأخذنا هذا الكتاب في رحلة تاريخية حديثة نسبيا من خلال حديثه عن الصراع السياسي بين الوهابية الحنبلية في نجد والشوكانية الزيدية في اليمن مع خصومهم السياسيين والمذهبيين ، ويتحدث عن نقاط الإتفاق والإختلاف بين هاتين الحركتين.
بدأ الإمام الشوكاني حياته كفقيه زيدي إلا أن هناك العديد من علامات الإستفهام على مذهبه الحقيقي ، لاسيما وأنه انفتح على مذاهب السنة ونادى بالإجتهاد خارج نطاق المذهب ، وصار يشرح كتب الفقه الزيدية على الطريقة السلفية ، فألف كتاب ( السيل الجرار ) ليشرح به كتاب ( الإزهار في فقه الأئمة الأطهار ) للمرتضى ، وسرعان ما رد عليه أحد علماء الزيدية بكتاب سماه ( الغطمطم الزخار ) ! ثم أعلن الشوكاني تنصله من أصول المعتزلة الخمسة التي تدين بها الزيدية واعتبرها خزعبلات لا طائل منها.
برز تياران سياسيان متصارعين في عصر ابن الأمير الصنعاني ، الأول التيار الزيدي الهادوي الذي يلقى دعما من السلطة القاسمية ، الثاني التيار الزيدي المتسنن والذي رفع شعار الإجتهاد وإحياء علوم القرآن والحديث ، ومن أعلام هذا التيار الشوكاني وابن الأمير الصنعاني وابن الوزير الذي نبه إلى أن ليس للزيدية محدثون فمن ثم ينبغي أن ينهلوا الحديث من رجال الحديث السنة.
وبعث ابن الأمير ( الرسالة النجدية ) الى محمد بن عبدالوهاب وأتباعه ، والتي كانت في أول فصولها تدعم هذه الحركة ، ومن ثم بين مذهبه ونقد بعض ما يسمعه عن الوهابية وأجزل بالثناء على ابن تيمية واين القيم في الختام واللذين اعتبرها عمدة التحقيق عند الحنابلة ، وقد يكون أرسل هذه الرسالة بسبب ضجره من السلطة القاسمية التي رمته بالنصب ، وجاء الرد عنيفا من هذا التزاوج الزيدي -الوهابي من قبل تيار الهادوية والجارودية في المذهب الزيدي ، فأخذوا ينددون بابن الأمير وأتباعه ثم مالبثت أن نشبت حرب كلامية بيت أنصار الحركة وخصومها.
اختلف التيار الزيدي المنفتح على السنة مع الحركة الوهابية في أمرين : ١- منهج العنف في نشر وفرض المبادئ. ٢- ميل التيار الزيدي للغة الحوار والحجة.
قد تكون الشوكانية نتاج حركة الردة السياسية والعقدية في تراث معتزلة اليمن التي أعقبت فشل الطبقة العلوية الحاكمة في تطبيق مذهب آل البيت فأستبدلته بحكم قبلي وراثي بدأ بتعطيل الحدود ومصادرة روحية الشريعة - كما يقول المؤلف - والذي يرى أن الشوكاني ساهم في تخفيف حدة التوتر بين الزيدية والشافعية والإسماعيلية.
ويكتنف الغموض الطريقة التي وصل بها الشوكاني إلى كرسي الوزارة في عهد المنصور بالله سليل الأسرة القاسمية المعروفة بعدائها لتيار السنة والدعوة الوهابية والتي قد تكون طوق النجاة للأسرة الحاكمة ولليمن في ذلك الوقت ، فواجه فقه العترة بفقه المذاهب الأربعة ، وصادق مرة على إعدام عدوه اللدود محمد السماوي ونكل بخصومه الآخرين.
في الثلث الأخير أسهب المؤلف في الحديث عن الحركات الإصلاحية بدءا من الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي والحركة السنوسية والمهدوية الخ الخ ولم أدرك سبب إدراجها في كتاب يتحدث عن علاقة الشوكاني والزيدية واليمن السعيد بالحركة الوهابية....more
( أكثر القصص خطأ هي تلك القصص التي نظن أننا نعرفها أحسن معرفة ولذلك لا نتحرى صدقها ) ستيفن جاي قولد
يستهل المؤلف - والذي هو عبارة عن جهد أربعة متخصصين ( أكثر القصص خطأ هي تلك القصص التي نظن أننا نعرفها أحسن معرفة ولذلك لا نتحرى صدقها ) ستيفن جاي قولد
يستهل المؤلف - والذي هو عبارة عن جهد أربعة متخصصين في مجال علم النفس - كتابه بالحديث عن المصادر العشرة للخرافات والتي هي متصلة جدا بواقعنا المحلي ، والتي منها تكرير الحديث مرة بعد مرة حتى يصبح ظاهرة شائعة في المجتمع
والرغبة في الأجوبة السهلة والحلول المريحة ( مثل طرق إنقاص الوزن والتي كان أغلب متبعيها قد كسبوا أوزانا إضافية في غضون أعوام )
والإدراك الإنتقائي المغلف بميولنا وآمالنا ( مثل كون دخول حالات الأمراض النفسية مرتبط بحالات اكتمال القمر )
و منطق إذا وقع حادثات متتاليان فالحدث الثاني يكون بسبب الأول ، و اصدار الحكم بعد التعرض لعينة منحازة ( الحكم أن أغلب المدخنين لا يقلعون عن التدخين بسبب تجربة طبيب مع مدخن عنيد مع أن أغلبهم يقلعون عن التدخين بدون اتباع الوسائل العلاجية التقليدية)
والطرح المضلل في وسائل الإعلام والسينما والتهويل ( المصابين بمرض التوحد يمتلكون مهارات عقلية فائقة مع أن ١٠٪ منهم فقط يمتلكون هذه المهارات )
و التعبير عن جوهر الحقائق بطريقة غير علمية ( مثل أن الإنسان يستخدم ١٠ ٪ من قدراته الذهنية في الدماغ )
والخلط بين المصطلحات ( مثلا صارت كلمة "فصام" تعني عقلا منقسما والمصاب بها عنده أكثر من شخصية مع أن المصابين بالفصام يعانون من مشاكل عصبية وليس مشكلة تعدد شخصيات )
يتم استغلال ملاحظات مطاطة لجني ملايين الدولارات ، فبسبب خرافة كون موسيقى موزارت ترفع معدل الذكاء عند الأطفال تم بيع العديد من المنتجات الصوتية ، بل وتم فرض سماع أغاني كلاسيكية - من أجل "تأثير موزارت" - على الطلاب في بعض الولايات الأمريكية ، وانتشرت شرائط "بيبي أينشتتاين " رغم عدم وجود دلائل علمية على تأثيرها على ذكاء الأطفال.
وبما أن الكتب والأفلام تركز على حكايا المراهقين فليس من المستغرب أن يشيع بين الناس أن مرحلة المراهقة هي مرحلة العواصف والتوترات مع أن معظم الدراسات تشير إلى أن ٢٠٪ من المراهقين فقط هم من يمرون باضطرابات ملحوظة ، علاوة أن هذه الفئة الأقلية تأتي من خلفيات أسر ممزقة أو أنهم يعانون من اضطرابات نفسية مثل الإكتئاب واضطرابات السلوك.
وشاعت خرافة المراهقة المتأخرة في منتصف الأربعين ، وأن كبار السن يعانون من العزلة والإكتئاب والضعف الجنسي مع أن الإحصائيات تشير إلى أنهم أكثر سعادة من الشباب ويمارسون الجنس بطريقة منتظمة حتى لو جاوزوا الستين والسبعين ، أما مشاكل النسيان والإكتئاب فهي ناتجة عن أمراض عضوية يصاب بها بعضهم وليس كلهم ، بل ومعدلات الخوف من الموت تزيد عند الشباب أكثر من المسنين.
علموني في كلية الطب أن مراحل الحزن خمسة : الإنكار ثم الغضب ثم المساومة ثم الإكتئاب ثم القبول ! لكن لا يمر جميع الناس بجميع تلك المراحل ، وقد يمر بها بعضهم بطريقة عكسية.
الهالات المرسومة حول سحر التنويم المغناطيسي معظمها زائفة ، بل ثبت أن التنويم المغناطيسي يعزز الذكريات المزيفة.
أشاعت نظريات فرويد أن الذكريات المنسية مدفونة في اللاوعي الضبابي ، ولكن ثبت أن ذكرياتنا ليست أبدا نسخة طبق الأصل من الأحداث الماضية ، فالشك يخالج الكثيرين غالبا بشأن أمور معينة ربما قد يكونون رأوها أو قالوها أو فعلوها أو تخيلوا أنهم فعلوها ، فنحن قد نعيد تشكيل الماضي ليتوافق مع توقعاتنا ، فأذهاننا غالبا تسترجع مزيجا مشوها من ذكرياتنا وما يتوافق مع معتقادتنا واحتياجاتنا ومشاعرنا وهواجسنا ، وقد يستعيد البعض ذكريات مكبوتة عن أحداث غير موثقة وغير معقولة مثل مشاركتهم في طقوس عبادة الشيطان أو اختطافهم على يد مخلوقات فضائية ، وتكمن المشكلة أن المعالجين لا يستطيعون التفريق بين الذكريات الصحيحة والضوضاء الصادرة عن الذكريات المزيفة.
يرى "هوبسون" أن الأحلام عبارة عن عملية تنشيط كيميائي يحفز ارتفاع مراكز العاطفة في الدماغ ويحبط مراكز الذاكرة والإنتباه ، وهو بذلك يخالف فرويد الذي اعتبرها سباحة في عالم اللاوعي ، ولقد كان فرويد محقا في كون المواقف التي نتعرض لها تلعب دورا كبيرا في تشكل أحلامنا ، وأخطأ فرويد أيضا حين جعل مدة الحلم ثواني وهي في الحقيقة أكثر من نصف ساعة.
خلافا لما يعتقده البعض ، فإن أغلب الانتحاريين على درجة جيدة من العلم والثراء فليس الفقر وتدني مستوى التعليم هما السببان الرئيسيان للإرهاب ، كذلك توضح الدراسات أن الغالبية العظمى من أتباع الطوائف الدينية لا يعانون من أمراض نفسية حادة.
وخلافا لما كنت اعتقد صحته في تجربة "روزنهان" ، والذي عرض نفسه هو و ١١ ممثل على مستشفيات عقلية وبأعراض نفسية مختلفة ، فأدخلوا جميعهم وشخصوا بالإكتئاب الهوسي والفصام ، ثم رجعوا فورا لطبيعتهم داخل العنبر ، ومع ذلك بقوا ١٩ يوما دون أن يشعر أحد بأنهم طبيعيون ، ثم أعيد تشخيص حالاتهم بأنها "مستقرة" ، فاستقراء "سبيتزر" لبيانات المرضى استبعد استخدام مثل هذا اللفظ داخل مستشفيات الأمراض العقلية في تلك الفترة، ولقد طلب "سبيتزر" من روزنهان أن يرسل له البيانات ليتأكد من صحتها ، فوافق ولكنه لم يرسل البيانات ، ثم ادعت إحدى المؤلفات أنها أعادت التجربة وتوصلت لنتائج مشابهة لروزنهان ، وأيضا لم تقدم دليلا على ما ادعته.
أعجبني الكتاب بسبب منهجيته العلمية ... ويكفيه شرفا أنه جهد جماعي تغطي المراجع العلمية فيه الربع أو تزيد......more
يقرر الكاتب أن الديانات الثلاث في أسبانيا إبان الحكم العربي لم تعش إلا تسامحا ظاهريا ، حيث لم يزل التمييز بين الأقليات واحترام الآخر غير موجودا في أدبيقرر الكاتب أن الديانات الثلاث في أسبانيا إبان الحكم العربي لم تعش إلا تسامحا ظاهريا ، حيث لم يزل التمييز بين الأقليات واحترام الآخر غير موجودا في أدبيات الطرف الأقوى ، فكانوا يظهرون التسامح لأنهم لم يكونوا يستطيعون فعل العكس ، صحيح أنهم لم يجبروا أحدا على اعتناق دينهم وحافظوا على ممتلكات أهل الذمة وأعطوهم استقلالية نسبية إلا أنهم لم يكونوا يعاملون على قدم المساواة مع المسلمين ، وكل ما فعله فردناد وإيزابيلا أنهما أحلا القمع والإضطهاد محل هذا التسامح الظاهري وذلك بإنشاء محاكم التفتيش بترخيص من البابا وطرد اليهود وإجبار مسلمي قشتالة على اعتناق الكاثوليكية.
اتخذ في مجمع زامورة عام ١٣١٢ قرار يمنع اليهود من تناول الطعام أو إقامة علاقات جنسية مع المسيحيين ، ويجبر اليهود على حمل علامات تمييزية ، وترك اليهود أحياء حتى يكون وجودهم مذكرا أنهم من سلالة من قتل المسيح.
نجحت التيارات العقلانية في جذب اليهود والمتنصرين منهم الذين صاروا يميلون إلى إعطاء التوراة تأويلا مجازيا ويفضلون عليها كتاب الأخلاق لأرسطو ولم يعودوا يؤمنون بالعناية الإلهية ولا بخلود الروح ، ثم انتهى بهم المطاف إلى اللامبالاة في أمور الدين ، وفي هذا المناخ الفكري نشأ الفيلسوف اليهودي الأصل المشهور "سبينوزا" الذي لم يستطع قساوسة أمستردام محاكمته مثل ما فعل قساوسة الإسبان مع نظرائه.
عند حديث الكاتب عن محاكم تفتيش الموريسكيين "المسلمين" ، حاول أن يقلل من مضاعفات هذه المحاكم ، فمع اعترافه أنه تم تعميدهم بالقوة، وتم تنصير مسلمي مملكة أراغون بالقوة، وتم إجبارهم التخلي عن أعيادهم وملابسهم ولغتهم، والقيام بإعدام من أظهر الكفر منهم وتهجيرهم في مراحل لاحقة ... إلا أن السلطات كانت أكثر صرامة مع اليهود.. وسبب كسر حلقة التسامح والتي امتدت ٧٠٠ سنة منذ حكم العرب للأندلس هو أن الإسبان أصيبوا بالحساسية من كل ما هو "سامي" ، وكانت روما تنظر للإسبان على أنهم سليلو العرب واليهود الكفار ، فأراد ملوك أسبانيا محو هذه الوصمة بممارستهم للكاثوليكية المتطرفة وإجبار الناس عليها بالقوة.
في القرن ال١٦ تعرض المذهب الجديد - المنشق عن الكاثوليكية - في أوروبا إلى محاكم تفتيش هو الآخر ، فكانت عرائض المحكمة عبارة عن ثلاث نماذج : ملة اليهود وملة محمد وملة لوثر ، ويتم محاكمة كل من يقرأ شيئا من رسائل هذه الملل.
نقل المؤلف أن المحققين كانوا ملتزمين بالقانون الذي يقنن التغذيب ... فلا يجوز بتر عضو ولا إراقة دم ، لكن كان يجوز التعذيب بالماء أو بالسقوط العنيف أو التعليق ، وكانت عائدات مصادرة الممتلكات ضخمة إلا أنها لم تكن تغطي تكاليف المحاكم كما يظهر من رسائل الموظفين فيها ، ومن لطف المحكمة أن من يحكم عليه بالإعدام ويعترف بذنبه يقتل شنقا ، أما من لا يعترف فيحرق في يوم المحرقة الذي يعد عيدا يجتمع فيه الناس وملوكهم في تلك المدينة المحظوظة ، وكل من يساعد في جلب حطب المحرقة ينال المغفرة.
اتجه الكاتب إلى تحجيم تبعات محاكم التفتيش من حيث عدد الضحايا الذين تضرروا من هذه المحاكم والذين تجاوزوا ال٣٠٠ ألف ، أو حجمها من ناحية سطوتها أو آثارها الواقعية ، وقد يكون ما أثبته محقا فيه إلا أن بضاعتي في هذا الموضوع مزجاة بسبب شح المصادر التي ذهبت إلى تحجيم هذه الآثار عندي ، فما عندي من أقوال الطرف المتضرر يفوق ما ذكره المؤلف من أرقام ووقائع ... ومهما كانت الحقيقة فإن الطرفين يتفقان أن تلك الحقبة هي نكتة سوداء في تاريخ الكاثوليكية بشكل خاص والإنسانية بشكل عام....more
كتب هذا الكتاب ليتحدث عن أصل اللغة العربية وتفرعها من اللغة الأم ، لكنني لمست فيه وثيقة تاريخية تتحدث عن مواطن عربي عثماني فخور بوطنيته العثمانية ويداكتب هذا الكتاب ليتحدث عن أصل اللغة العربية وتفرعها من اللغة الأم ، لكنني لمست فيه وثيقة تاريخية تتحدث عن مواطن عربي عثماني فخور بوطنيته العثمانية ويدافع عنها ضد التغربيين الأتراك ..وفي نفس الوقت يعرف الكثير عن ولايات دولته وتاريخها.. الكتاب عبارة عن مجموعة محاضرات ومقالات نشرت في "المقتطف" في مواضيع شتى لا تقتصر على موضوع اللغة العربية.
مما أستوقفني من نصوص قوله أن أكثر كتابهم إذا انتقدوا وجهوا همهم إلى انتقاد النحو ، وأكثروا الصياح والجلبة على الكاتب فرموه بالجهل والفهاهة ! فأولى بالمنتقدين الإقلاع عن هذا الإنتقاد التافه ! فالعاقل يعلم أن علامات الإعراب في اللغة إنما هي من قبيل الأناقة لا من قبيل الجوهر ، بل لو كان جوهريا لما سقط من أختا العربية العبرانية والسيريانية.
ويرى أن سر تفوق اللغة العربية هو الإشتقاق والقياس ، وأقرب اللغات لها بسبب وحدة الإشتقاق هي العبرية ، ومازال الملايين من متحدثي اللغات الأخرى يستخدمون حروفها ، ومنهم من يؤلف بالعربية مع أنها ليست لغته الأصلية.
جاء في محاضرة للمؤلف عام ١٩٠٧ أن بلاد العرب هي مهد الجنس السامي ومنشأ المدنية الأولى رغم مظاهر الإنحطاط والتأخر البادية عليها ، وينقل عن اليونانيين قولهم أن الفينيقيين الأوائل "جاؤوا من "خليج فارس" من بلاد البحرين وبلاد البحرين جزء طبيعي من بلاد العرب... وفي بلاد البحرين على شواطئ خليج العجم من القطيف إلى شرجة ورأس منصدم حيث جزيرتا كشم واورمز كانت مساكنهم الأولى... وأرجح أنهم ارتحلوا من هناك أولا إلى صور وصيدا في عمان واليمن" ، واعتقد أنه يقصد ب"شرجة" مدينة الشارقة.
وصرح المؤلف أن العلم العثماني الدستوري لو خفق فوق نجد كما يخفق على بلاد الشام لكان للعثمانيين من القوة مالا توازيه قوة الولايات الأوروبية بل ولا يضر فقد البوسنة والهرسك اذا انضمت نجد للدولة العثمانية.
وذكر عن البحرين أنها جزيرة اللؤلؤ والتي تدعي أن لها حق الوصاية على الكويت ، ولها نفوذ في كل "خليج فارس" لا يسع أحد من العثمانيين أن يجهله فهي المسيطرة على كل الحركات في شواطئ بلاد فارس وبلاد العرب وفي يدها إثارة الخواطر متى شاءت ، أما معنى الحماية البريطانية للبحرين فمعناه أن لا يعيقوا تجارتهم ويمتنعون عن بيع الرقيق علنا.
أما الكويت والإحساء فإنهما تابعان لولاية البصرة ، وعبدالله المذكور هو القائمقام.
فصل "إلى ماذا صائرون" لا أعلم موقعه من الإعراب في موضوع الكتاب وهو يتحدث عن التغريب وعن الوضع المتردي في لبنان وسوريا وعن الإفلاس وعن جغرافية بلاد الشام !؟ وكذلك فصل اعلان الدستور العثماني وإعلان المؤلف ولاءه للجنسية العثمانية ما دخله في كتاب يتحدث عن اللغة العربية ؟
كما ذكرت آنفا ، كثير من فصول الكتاب ليس لها علاقة بموضوع الكتاب .. لكن يظل الكتاب وثيقة تاريخية لتاريخ العرب في الشام في بدايات القرن العشرين....more
تخيل بعد قرون أن يأتي من يقلب كتبنا - كما نقلب نحن اليوم كتب من سبقنا - فسيستغرب من ركام الفتاوى الذي تميز به عصرنا ... والتي بعضها تحصيل حاصل لا داعيتخيل بعد قرون أن يأتي من يقلب كتبنا - كما نقلب نحن اليوم كتب من سبقنا - فسيستغرب من ركام الفتاوى الذي تميز به عصرنا ... والتي بعضها تحصيل حاصل لا داعي له ... وبعضها طيه خير من روايته ... وبعضها الآخر مشين لدرجة البجاحة ... والقليل منها واقعي ومشرف.
فسيرى أحفاد أحفادنا فتوى تحرم بيع العقارات في السعودية على الشيعة... أو فتوى تحرم على المرأة ممارسة الرياضة أو قيادة السيارة ... أو أن الشيخ محمد أبوزهرة كان يرى في حد الرجم شريعة يهودية أقرها الإسلام في أول الأمر ثم نسخها بحد الجلد في سورة النور... أو فتوى تحريم تصوير مشاهد الطلاق أو الزواج في الأفلام والمسلسلات لأن ما يحصل فيها تمثيلا يعد نافذا شرعا.... أو فتوى إرضاع المرأة لزميلها في العمل ٥ رضعات لتكون محرم له فيباح له الخلوة ولكن لا يحرم الزواج منها.... أو فتوى تحرم المسابقات الشعرية لأنها جاهلية ... أو فتوى تجيز الدعاء على الكافرين بالهلاك والثبور ... أو فتوى تقضي بجلد المرأة المرتدية للصدرية ... أو فتوى تحرم الإستمطار الصناعي لأنه خرق لمفاتيح الغيب الخ الخ
فهل سيترحمون علينا أم سيلعنونا ؟
جمع المؤلف شواذ الفتاوى في كتاب لا يستفيد منه سوى من شغف بجمع المثالب والمهالك ... فالنجمة الواحدة موجة لمادة الكتاب أكثر من كونها موجهة لقيمته....more
يمكن اعتبار عالم "والت ديزني" في فلوريدا وكاليفورنيا وطوكيو وهونغ كونغ وباريس هو الحد الفاصل بين عالم الأحلام وعالم الآلام ... والتي زارها رؤساء العاليمكن اعتبار عالم "والت ديزني" في فلوريدا وكاليفورنيا وطوكيو وهونغ كونغ وباريس هو الحد الفاصل بين عالم الأحلام وعالم الآلام ... والتي زارها رؤساء العالم قبل مرؤوسيها للرجوع إلى ظلال الطفولة بدون تلك الأغلال التي وضعها الجنس الإنساني على نفسه ... وبمجرد دخولك لحدائق والت ديزني ستتمنى أن لا ترجع إلى ما ينتظرك خارج الأسوار.
سرد لنا هذا الكتاب مسيرة هذا الرجل العظيم والتي ستخلد ما بقي هناك قلم يكتب وكتاب يروى ، للأسف لم أشعر بنفس المؤلف في هذا الكتاب ويكأنني أقرأ تاريخ مدينة ما في جريدة ، فلا يوجد في قائمة المصادر أكثر من ٦ أو ٧ مراجع مما يوحي بأن هذا العمل ليس سوى ترجمة كربونية لكتب أخرى لم يكن للمؤلف فيها غير شرف النقل ، حيث لم أشعر بوجود المؤلف إلا حينما نفى عن ديزني تهم الانتساب إلى الماسونية أو معاداة السود والسامية.
لذلك سأعطي النجمة الثانية إكراما لروح والت ديزني. ...more
الكتاب عبارة عن سفر تاريخي يلخص فترة حرجة في حياة دول العالم الكبرى بين عامي ١٤٥٠ و١٧٠٠
تحدث الكاتب عن فتح القسطنطينية بإجلال كبير للسلطان الفاتح الذي الكتاب عبارة عن سفر تاريخي يلخص فترة حرجة في حياة دول العالم الكبرى بين عامي ١٤٥٠ و١٧٠٠
تحدث الكاتب عن فتح القسطنطينية بإجلال كبير للسلطان الفاتح الذي نجح في لحظة انتصاره في التفاعل مع عالم معقد غير مسلم ، فمنع النهب وفرض الأمن وانطلق أول ما دخل المدينة إلى البطريرك المسيحي للتشاور معه ، وهو في ذلك - كما يقول المؤلف - يحاكي حكام وجنود وعلماء الإسلام من بداية الإسلام إلى عصرنا الحالي ، فقد كان جيش الفاتح عصرانيا في عتاده ومؤسساته الحكومية ، ونظر الفاتح الى جميع أصحاب المعتقدات الأخرى وفق أنهم سواسية أمام الله ، وحتى الضريبة التي فرضها العثمانيون على أصحاب الملل الأخرى كانت زهيدة وفي متناول اليد مقارنة بالإبتزاز الذي كان يمارسه الحكام المسيحيون ، وتبوأت الكنائس والمعابد مكانتها إلى جانب المسجد.
عندما دخل كولومبوس جزر أمريكا أنشأ فيها مملكة أسبانية تحكم باسم فيرناند وإيزابيلا والإنجيل ، وقام الأسبان لاحقا بنهب الشعوب الأصلية والذين منهم شعب المايا الذين هدموا قصورهم وأهراماتهم العريقة ليقيموا أساسات ميكسوكو سيتي ، وأدخلوا عليهم الأمراض الوبائية مثل الجدري التي مسحت سكان جزر البهاما وكوبا وغيرها.
تحدث المؤلف عن صرامة الكنيسة الكاثوليكية في عدم إجراء أي تغيير في الإجراءات المتبعة ضد المعارضة البروتستانتية ، ويتساءل عن كون الإسلام أكثر تسامحا مع المعارضة عبر تركه مجالا أوسع لتصرفات الفرد المؤمن وإعطائه الكثير من الفرص لتفسير القرآن أو الذهاب إلى الحج في مكة ! فلم يكن أي من ذلك حكر على مذهب دون الآخر.
تعرض المؤلف لفترة حكم الساموراي في اليابان والصراع المرير مع المبشرين والذي أدى لتطهير ديني لليابانيين الذين تحولوا للكاثوليكية.
تطرق الى هجرة الأوروبيين الى الخارج بسبب الاضطهاد المذهبي ، فمن بريطانيا فر البروتستانت الى بنسلفانيا وفر الكاثوليك الى ماريلاند وأرسوا هناك نوعا من التنوع الديني والمحافظة الأخلاقية للحياة الأمريكية، وعندما أسس المهاجرون الهولنديون مدينة نيو أمستردام حاصرهم الإنجليز المهاجرين وطردوهم للأبد ليأسسوا مكانهم مدينة نيويورك.
تفشى رق الأفارقة في القرن ١٧ وتجاوز عدد العبيد منهم ٢٠٠ ألف في أمريكا وأوروبا ، والعجيب أن بيع الأفارقة كان يتم بواسطة تجار الرق الأفريقيين ويبدو أنهم لم يملكوا تصورا واضحا عن الذل والعبودية التي عانى منها إخوانهم في الساحل المقابل من المحيط ، فكان يفرق بين المرء وزوجه وأبنائه ، وكان متوسط عمر العبد في الحقول هو ٧ سنوات ، ثم ما لبث هؤلاء المضطهدون أن أسسوا لهم مجتمعات أفريقية في مناطق وعرة مثل جامايكا تميزت بالإكتفاء الذاتي.
بالنسبة لليهود فقد أكرهوا - مثل المسلمين - في أسبانيا والبرتغال إما على الكاثوليكية أو الهجرة ، فنفي بعضهم الى أمستردام ليصبحوا من كبار المساهمين في سوق الأموال هنالك ، لكن كان الملجأ الأعظم للسفارديم اليهودي هو الدولة العثمانية التي اعترفت بهم كأهل كتاب ، بل وكان اليهود يصلون عند الحائط الغربي لجبل المعبد كما يفعلون في أيامنا هذه.
عندما زار الأوروبيون الصين في القرن ال١٦ لم يحلموا أن يحصلوا على حكومة كفاءة مثل التي كانت موجودة في الصين حيث كان يولى فقط من حصلوا على درجة الدكتوراه أو الليسانس في المناصب الحكومية ، وقد كان هؤلاء نتاج سنوات طويلة من دراسة التاريخ الصيني والنصوص الكلاسيكية التي تعود للألفية الأولى قبل الميلاد ، لاحقا تدهورت الدولة حينما انشغل الإمبراطور بالتجارة وترك أمر الدولة للمخصيين وانتشر الفساد في الحكومة.
يستحق الكتاب القراءة لمن أراد مختصرا جامعا في تاريخ تلك الحقبة المضطربة أحيانا والمزدهرة أحيانا أخرى. ...more
كتاب ثري يتحدث عن موضوع إنساني شائك بين أديان ومذاهب الإنسان القديم.
فيبدأ الخلاف في اللغة في اشتقاق كلمة "النبوة" بين الأشاعرة الذين عرفوها بالمنبئ ممكتاب ثري يتحدث عن موضوع إنساني شائك بين أديان ومذاهب الإنسان القديم.
فيبدأ الخلاف في اللغة في اشتقاق كلمة "النبوة" بين الأشاعرة الذين عرفوها بالمنبئ مما يعني أنها هبة واصطفاء ، وبين المعتزلة الذين عرفوها بالنباوة مما يعني أنها رفعة وإرتقاء ، وجعلها بعض المعتزلة جزاء على عمل ونتيجة مجاهدة نفس فالتقوا مع الفلاسفة في تعريف النبوة والتي ستلزم كونها مكتسبة بل ونتيجة متطلبات العصر الذي عاش فيه النبي.
في تفريق الأشاعرة بين النبي والرسول يصح أن نقول بلغة العصر أن النبي رائد إصلاح في إطار قائم والرسول محدث ثورة تؤدي إلى استحداث نظام جديد.
يتميز النبي العبري بأنه ينطق باسم خالق السماوات والأرض بينما نبي الشرق القديم كان ينطق باسم إله محلي أو يعتبر امتدادا لمؤسسة دينية ، فمثلا يخلو التراث الصيني من أي محاولة للإتصال بالسماء وتعد الكونفوشيوسية نزعة عقلية تقف عند الحد الأبعد من الأخلاق الدينية
أما الإغريق فكان عندهم إله للتنبؤ مثل "أبولو" و "زيوس" الذي تفرد بالوحي بعدما قهر أباه "كرونوس" ( الزمان ) ، وبذلك تحددت النبوة عند الإغريق بأنها قهر للزمان الذي يعد تدهورا وانحدارا.
مع تطور الحضارة والعمران تم التحول من نبوءات النسق الميثولوجي إلى نبوات النسق الديني ؟ وكان ذلك مرتبطا بقدرة الوعي الإنساني على بلورة مفهوم راق عن الألوهية ، فبعد أن كانت النبوة تتم بمبادرة إنسانية بحتة في الحضارات البدائية عن طريق الإعتكاف والقرابين والطقوس ، صارت النبوة تتم بمبادرة إلهية خالصة كما هي في الأديان السماوية.
إن الوسط الشيعي هو الوسط الملائم لينشأ فيه علم نبوة ، فترى غلاتهم يذهبون الى القول بإستمرار النبوة ، ومنهم من جعل صفة الامام هي صفة النبي ، ثم حولوا مبحث الإمامة من شأن سياسي إلى أصل ديني ، ويرى المؤلف أن الأرستقراطية القرشية تواطأت على إقصاء علي بن أبي طالب عن مقام الخلافة بل وهم عمر أن يحرقه ! وينقل ذلك عن كتاب ابن قتيبة ( الإمامة والسياسة ) والذي في نسبته الى مؤلفه شك ولا يركن الى رواياته ، ومن ثم تطور مفهوم الإمامة عند الشيعة ليجعلوا من الإمام الباب الوحيد لفهم القرآن وجعلوه في رتبة أعلى من النبي والخ الخ ، هنا انتبه المعتزلة لهذا المفهوم الشيعي المتطرف فقالوا أن النبوة واجبة بالعقل لمصلحة المكلفين.
تسللت حجج البراهمة في إبطال النبوة الى الوسط الإسلامي ، ومن أعلام الحضارة من أعجب بقولهم مثل ابن الراوندي والرازي الطبيب الذي أنكر النبوي على أساس عقلي خاص دون أن يكون مرددا لحجج البراهمة مثل ما فعل ابن الراوندي ، وكان الرازي في نقده العقلي قريبا من أطروحات عهد التنوير الأوروبي .
وطور الرازي نقدا أنثروبولوجيا للنبوة وعدها أساسا لتقويض الإجتماع الإنساني وطعن في إعجاز القرآن ورأى أن كتب الطب والهندسة والفلك التي فيها مصلحة الأبدان أولى بالحجة من الكتب التي لا تفيد نفعا ولا ضرا ولا تكشف مستورا ، ولقد رد على البراهمة ومنكري النبوة الامام الشافعي ومن بعده متكلمي الأشاعرة.
عند الأشاعرة فإن حصول النبوة هو مطلق الإرادة الإلهية أي أنه ممكن الحدوث وممكن عدم الحدوث، وليست ردا إلهيا على وضع إنساني محدد على حسب المصلحة ، واتخذوا موقفا وسطا بين المعتزلة التي جعلوها واجبا عقليا وبين البراهمة الذين جعلوها ممتنعة عقليا ، واسترفعوا عن القول بوجوب النبوة على الخالق حتى ينزهوا الذات الإلهية من النقصان ، ومن منطلق قاعدتهم في التحسين والتقبيح ، ومستلزم كلامهم في المعجزة يدل على أنهم يعتبرون النبوة ناقصة لا تنضبط بذاتها بل بفعل خارجي وهو المعجزة ، وهم بذلك فقدوا ثقتهم بالعقل الذي قد يدرك صدق النبوة بدون معجزات.
أما النسق المعتزلي في النبوة فإنه قائم على وجود علاقة تفاعل واستيعاب بين دوائر الوجود الثلاث ( الله والعالم والإنسان ) بينما عند الأشاعرة هي علاقة تسيد مطلقة.
الكتاب فيه استعراض جيد للخلاف الإنساني في موضوع النبوة وأسبابها ونتائجها ، إلا أني آخذ على الكتاب استطراده في مواضيع جانبية بعيدا عن لب الكتاب ، مثل حديثه عن عقيدة الأشاعرة في الصفات أو عقيدة الشيعة في الإمامة أو عقيدة المعتزلة في القوانين الطبيعية والقوانين الوضعية أو النسخ في النص ، كذلك يؤخذ على الكتاب كون قريبا من ثلثه عبارة عن حواشي طويلة أتمنى لو تم اختصارها ووضعها في لب الكتاب....more
( كن شاكرا لأصحاب الأعمال السيئين...أفضل من لا شيء )
فهذا العمل خرج من سلسلة اسمها "حركات سيئة" كتبها المؤلف لأحد المواسأبدأ بالعنوان ال٩٣ من الكتاب :
( كن شاكرا لأصحاب الأعمال السيئين...أفضل من لا شيء )
فهذا العمل خرج من سلسلة اسمها "حركات سيئة" كتبها المؤلف لأحد المواقع الإلكترونية ، ولكن هل هو أفضل من لا شيء ؟
الكتاب سطحي لدرجة الملالة ، يلتقط أقوال المشاهير لكي يحللها مع أن قراءة نصها يغنيك عن تحليلها بسبب بديهيتها المفرطة ، لم تشدني فصول الكتاب بسبب تباينها واختلافها وعدم انسيابتها مع عناوينها الفرعية ، أتمنى لو بقي هذا العمل في صفحات الإنترنت المطوية ، يضاف إلى ذلك سوء الترجمة التي صبت الزيت على النار فزادت العمل سوءا.
أنصح إخواني القراء بأن لا يغتروا بالأسماء الأعجمية ، فمثلما عندنا طامات كتابية فهم عندهم أضعاف ما عندنا بسبب تفوقهم علينا في كمية إنتاج المطبوعات مما يعني زيادة كمية الغث في كتبهم مثلما هي في كتبنا.... قد تكون هذه الفقرة صالحة أيضا لإضافتها إلى كتاب المؤلف ... حتى لا نبدو أغبياء....more
الكتاب بعيد جدا عن عنوانه ، فهو تنظير في الجنس عند القدماء من قبل الإسلام إلى بعده. ولم يأت الكاتب بجديد سوى أنه استعرض نصوصا من كتب التراث "الأدبية" الكتاب بعيد جدا عن عنوانه ، فهو تنظير في الجنس عند القدماء من قبل الإسلام إلى بعده. ولم يأت الكاتب بجديد سوى أنه استعرض نصوصا من كتب التراث "الأدبية" مثل "الأغاني" و "أخبار النساء لابن القيم" و"تاج العروس للتيفاشي" الخ الخ أو استعرض كتابات حديثة مثل كتابات قاسم أمين وبنت الشاطئ ثم عممها على الحضارة الإسلامية بطريقة الربط القسري ليظهر المجتمع عبارة عن غابة من الجنس الطبيعي والجنس الشاذ.
فمثلا ينقل عن الجاحظ قوله أن الشعوب تغرم بنساء سبيهم ، فالشاميون يحبون الروميات ، والعراقيون يحبون الهنديات ، و اليمنيون يحبون الحبشيات.
وينقل عن ابن الجوزي نقله عن أحدهم ( لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء وهم أشد فتنة من العذارى ) وأن كل شعور بالمرأة في التراث الإسلامي هو شعور بجسدها الذي زحزح ليمثل فرجا ، فالرجل يعيش بنية الموقف التاريخي الذكوري.
ويعتبر "السارد" في كتاب ابن القيم ( أخبار النساء) هو القضيب المتأثر بالأصولية الحنبلية وهو المنطم لآلية الكتابة عند علماء التراث، وهو الداخل في مقايضة مصورة وبتوليف ذكوري في الصميم ، بل ويرى أن الأخبار المنقولة على لسان الغير مثل ( من أراد المتعة فليتخذ بربرية ، ومن أراد الولد فليتخذ فارسية ، ومن أراد الخدمة فليتخذ رومية ) و ( قيل لأعرابي ما الذي ينال أحدكم من عشيقته إذا خلا بها ؟ فقال اللمس والتقبيل والحديث فقال هل يطؤها ؟ قال هذا ليس عاشقا هذا طالب للولد ) ، يجعل هذه الأخبار إسقاطا لما يدور في سر ابن القيم في بيته وإن لم يصرح هو بذلك ، ويجعل الكاتب ما يورد هنا من أخبار حالة عامة للمجتمع الإسلامي على طول الخط الزمني.
ونقل عن التيجاني في ( تحفة العروس ) نقله لخبر ( قالت إمرأة لأخرى ما تقولين في ابن ٢٠ : ريحانة تشمين في ابن ٣٠ : شديد الطعن متين في ابن ٤٠ : أبو بنات وبنين في ابن ٥٠ : يجوز في الخاطبين في ابن ٦٠ : ذو سعال وأنين ) ، ولا أدري ما صلة ذلك في الموضوع حيث أن كل ما ينقله هو تجارب خاصة ومحدودة بالزمكان لا يستطيع أحد نسبتها لأصول الدين التي قال المؤلف أنه سيستند عليها ، فمثلا ما هو موقع البحث في سبب عزوبية جمال الدين الأفغاني من الإعراب ؟ وما هو الشيء الذي يهم القارئ في سبب عدم قبول الأفغاني للجارية المهداة له من قبل السلطان عبدالحميد ؟
للأسف الكتاب لم يرق للمستوى العلمي المتوسط حيث أنك لو غربلت ما له علاقة بعنوان الكتاب وحذفت الكلام الإنشائي فيه لربما حذفت الكتاب كله ، ويبدو لي أن الكاتب ينقل من كتبه الأخرى التي هي الأخرى تتحدث عن كل ما هو جنسي في التاريخ ليظهر كل مرة بقالب جديد....more
يصدم المؤلفان القارئ بهذا الاستهلال : إن ما سوف تقرؤونه في هذا الكتاب قد يثير إشمئزاز كلا الجنسين ... فإن كان هناك سبب لغضب النساء فليس لأن العلم قد ويصدم المؤلفان القارئ بهذا الاستهلال : إن ما سوف تقرؤونه في هذا الكتاب قد يثير إشمئزاز كلا الجنسين ... فإن كان هناك سبب لغضب النساء فليس لأن العلم قد وضع كفاحهن المضني للمساواة بالرجل في مرتبة تافهة ، فغضبهن المبرر يجب أن يكون موجها نحو من أراد تضليلهن وحرمانهن من جوهر وجودهن.... لقد حان الوقف لإيقاف الزعم العقيم بأن الرجال والنساء قد خلقا متساوين أو أن دماغ الرجل هو نفس دماغ المرأة كما صرح دكتور الأعصاب الأمريكي "ريتشارد ريستاك" والتي تبدأ من المستوى الجزيئي من الخلية والتي تحتوي على مجموعة كروموسومات مختلفة عن الجنس المقابل.
ومع أن دماغ المرأة أصغر من دماغ الرجل إلا أن ذلك غير مؤثر حيث أن عمليات التفكير العليا توجد في قشرة الدماغ ، ولقد اكتشف وجود تأثير ثنائي للهرمونات على الدماغ في مرحلة الرحم، ولاحقا تزور هذه الهرمونات الدماغ مرة أخرى لتشغيل الشبكة العصبية التي كانت قد كونتها سابقا ، فالرجال الذين تعرضوا لحمام الهرمون الذكوري دون مستوى المعدل وجد لديهم نمط أنثوي في توزيع المهارات الوظيفية في الدماغ،والذين غمروا بالهرمون الذكوري الزائد صارت عندهم عدوانية مرتفعة بنسبة أكثر من مرتين عن أشقائهم الذين لم يتعرضوا لتلك النسب المرتفعة ، أما البنات الذين تعرضوا لنسبة عالية من الهرمون الذكوري فيكن أخشن بنسبة ٥٠٪ من أقرانهن.
واكتشف أن دماغ النساء بشكل عام تتوزع فيه المهارات الوظيفية بين اليمين والشمال في حين أن أدمغة الرجل أكثر تخصصا ، فلذلك فهم يتضررون أكثر من الجلطات الدماغية التي تصيب جهة معينة من الدماغ.
إننا نملك نفس الهوية الجنسية في الأسابيع الأولى من الحمل ثم تبدأ التغيرات بالظهور في الرحم عن طريق عمل الهرمونات ، ولا تتحدد هوية الجنين الجنسية إلا بعد الإسبوع السادس ، بل يقول العلماء أن الأصل في الدماغ أن يكون أنثويا إلا أن يحصل تدخل جذري من قبل هرمونات الذكورة.
إذا كان الرجال والنساء متماثلين ، فكيف استطاع الجنس الذكري قيادة الدفة بنجاح على مر التاريخ ! وإن كل ثقافة سوف تخترع وسيلة ما من أجل التآمر على إبقاء وضع الأنثى بحالة خضوع لسلطة الذكر ، هل تلك الهيمنة ترجع إلى عضلات الذكر وحمل المرأة ؟ العلم ما زال يخبئ لنا الكثير ، وهذا ما حذى بالمؤلفين أن يستعرضا قائمة طويلة من الإختلافات الفسيولوجية والنفسية والعملية.
تظهر الاختلافات مبكرا منذ الساعات الأولى من الولادة ، فالأنثى تبدو مهتمة بتفقد وجوه من حولها وتتعلم النطق مبكرا وتصبح أكثر طلاقة في الكلام مبكرا وتجد تعلم اللغات الأجنبية أكثر سهولة من الذكور ، وتمتد الخلافات الى الأحاسيس الأخرى فردة فعل المرأة حيال الألم أسرع و أكثر حدة على الرغم من محاولتهن تحمل المضايقة الطويلة أكثر من الرجل.
فيما يتعلق التألق الرياضي فإنه في مقابل كل فتاة استثنائية هناك ١٣ فتى استثنائي.
ويميل النساء الى أن يكن أفضل في حكمهن على الشخصيات ، فلديهن ذاكرة أفضل لحفظ الأسماء والوجوه بالإضافة الى حساسية أكبر اتجاه إنجازات الآخرين ، وذاكرتهن تختزن معلومات غير ذات علاقة وأكثر عشوائية.
جنسيا ، يستطيع الرجل الوصول إلى لذة الجماع من خلال التمرين العقلي للخيال الجنسي فلذلك هم يمارسون العادة السرية بنسبة أكبر ، في المقابل فإن معظم النساء لا أحلام جنسية لديهن ... كذلك ولد الرجال لكي يكونوا أكثر تميزا وغير مقتصرين على إمرأة واحدة ، وثبت أن الرجال المحرومين من الجنس يعانون بنسبة أكبر من الكآبة والعصبية في حين أنه نادرا ما يعاني النساء من نفس الشعور أثناء مرحلة العزوبية ، حيث أنهن فقط يفتقدن العلاقة التشاركية مع الذكر في حين أن الرجال يفتقدون الجنس.
عامة يتمتع النساء بالكلام الرومانسي أكثر من هز الجماع ويحببن ممارسة الجنس في الظلام بينما يفضل الرجل أن يرى العملية الجنسية أمامه. كذلك ترتفع نسبة الشذوذ الجنسي عند الرجل الى ١٠٪ بينما هي في النساء ١٪ ، وينتشر عند الذكور الانحراف الجنسي مثل الماسوشية أو المباهاة الإفتضاحية أكثر من النساء.
بالرغم من المساواة السياسية الرسمية إلا أن الذكور مازالوا متفوقين والفجوة في اتساع ، فهناك ٦ ٪ من الرجال وصلوا إلى الحد الأعلى من القوة في مقابل ٦ نساء في الألف.
مازال العلم يخبئ لنا الكثير من الاختلافات ، لكن لا مجال للعودة الى مبدأ المساواة المطلقة لا تشريحيا ولا فسيولوجيا ولا نفسيا ولا وظيفيا... وبالتأكيد لن يعجب هذا العلم أتباع نظرية المساواة بين الجنسين حيث أنهم يغطون شمس الحقيقة بغربال....more
في توطئته للنسخة العربية من الكتاب - والذي كتب بالفرنسية في طبعته الأولى - أصر المؤلف على العرب أن لا يقبلوا دفع ضريبة اضطهاد اليهود في أوروبا ، ويبدوفي توطئته للنسخة العربية من الكتاب - والذي كتب بالفرنسية في طبعته الأولى - أصر المؤلف على العرب أن لا يقبلوا دفع ضريبة اضطهاد اليهود في أوروبا ، ويبدو أن المؤلف أراد من هذا الكتاب وضع أوروبا في سياقها التاريخي الذي تستحقه بدون تحجيم ولا تضخيم.
اعتبر قرم أن مؤلفات "برنارد لويس" و"هنتيغتون" أتت لإستعادة اللغة الأكثر قدما والمستعملة في المناظرات الجدلية الإسلامية -المسيحية خلال القرون الوسطى وبالتالي استعادة النظرة التحقيرية التي كان ينظر بها إلى الشرق.
وانطلق المؤلف في حديثه عن التاريخ من حضارة اليونان القديمة ( الذين ابتكروا المدينة والحرية) والحضارة الرومانية ( الذين ابتكروا القانون والمعرفة ) والتوحيد اليهودي والمسيحية الأوروبية (الذين جاؤوا بالثورة الأخلاقية) والغزوات البربرية الجرمانية والحروب الصليبية، ثم طرد المسلمين واليهود من الأندلس، ثم عصر التنوير والنهضة وانتهاء بالمحرقة.
حرص الأوروبيون - كالمؤرخ الفرنسي "غوغنهايم" - على إقامة الدليل على أن أوروبا لم تكن مدينة للإسلام بشيء وأن الحضارة العربية لم تقدم جديدا في فهم الحضارة الأغريقية ، وأرادوا بذلك قطع الصلة بين الشرق والغرب المتفرد بالجلالة !
من أشهر المؤلفات التي أدانت الوظيفة المحقرة التي اضطلع بها الأدب الأوروبي المتعلق بالشرق هو كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد ، والتي ركز فيها على كسر معادلة :
أوروبا = الحداثة = الغرب = مستقبل العالم
والتي كانت ومازالت طاغية منذ ما يقارب قرنين من الزمن.
يعتبر "دوروزيل" أن وحدة أوروبا هي وليدة عجزها عن تحديد هويتها ، فليس في الغربية منها الرتابة والإمتثالية والوحدة الإكراهية التي تتصف بها الأيدولوجيات السوفييتية ، وليس فيها الضغط الإجتماعي العملاق الذي يميز أمريكا ، فدوروزيل نفسه مرتاب من فكرة وجود تاريخي للحضارة الأوروبية.
إن عبقرية المسيحية ليست في ما يقصه علينا الخطاب الأسطوري عن الغرب بشأن قيمها التي هي تخيلية لا وجود لها في الواقع الديني، لاسيما وأنها تحجب عنا كون المسيحية ديانة شرقية نمت في الشرق قبل أن تستقر في أوروبا ، إن عبقريتها الحقيقية في كونها ديانة توحيدية كونية الرسالة وفي مقدرتها على التغلب على الموت وهو مالم تقدمه الديانات الوثنية ولا الديانة التوحيدية اليهودية ، وتكمن عبقرية المسيحية أيضا في تلك الوجوه الممجدة للبراءة والنقاوة المتمثلة في وجه مريم العذراء في مواجهة قسوة الوجود البشري ، وهي أنشودة الشقاء الإنساني التي بثت في أوروبا ازدهارا فنيا وموسيقيا استثنائيا.
تركز الخطاب الأوروبي حول عبقرية أوروبا على حدثين مفاجئين وغامضين : الثورة العلمية على يد "ليبنيز" و"غاليليو" والتي كسرت طوق الكنيسة حول العلم ، والحدث الثاني كان الثورة الصناعية ، مضافا لكليهما الفلسفة الألمانية سواء كان النهج المعتمد "فيبيريا" أم "ماركسيا".
يرى المؤلف أن العودة الى التراث الإغريقي-الروماني أعطى دفعة جديدة للإلهام الديني الذي واكب تنمية الحياة الفكرية والفنية في أوروبا ، فالأناجيل والمسيح واستشهاد المسيحيين الأوائل وعوالم الملائكة والشياطين بقيت موارد أساسية للرسامين ، ثم جاءت البروتستانتية الثائرة ضد البابوية وضد النهضة المزهوة بذخا وترفا والتي رأوها تنشر الفسق والفجور والسلوكيات المتراخية والمنحلة مؤدية إلى انهيار السلطات الكهنوتية ، فكان العهد القديم مصدرا رئيسا للإلهام في الثورة المذهبية الجديدة فيداخل البيت المسيحي الأوروبي.
تجدر الإشارة إلى أن الأجزاء الأكثر فقرا بالموارد في أوروبا مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا هي التي شهدت تحقيق الخطوات الكبيرة الأولى في مجال التقدم التقني والتي ساعدتها لاحقا على استعمار الآخرين.
إذا كان الغرب ذلك الكيان المتماسك الوارث للعبقرية الأغريقية والمسيحية والثورة العلمية والعقلانية ، فأي تفسير نعطيه لهذه النوبة الطويلة من الهمجية والتي تضرب جذورها في تاريخ أوروبا والتي سميت بالنازية والتي لاقت نجاحا هائلا خارج ألمانيا ، فكيف يمكن للفلاسفة والمؤرخين الجزم بوحدة الحضارة الأوروبية بعد ما حصل في الحربين العالميتين !؟ هل كان النازيون - المتأثرين بالداروينية الاجتماعية التي نصت على أن البقاء للأقوى - مسيرون بشعور الدفاع عن أوروبا برمتها ضد الخطر الشيوعي البلشفي ؟ وهذا ما حدى بالأوروبيين بالتدخل الى جانب الأطراف المتصارعة في الحرب الأهلية الأسبانية !
يقول "سبنغلر" إن مصطلح أوروبا هو الذي أوجد وعينا التاريخي بوجود وحدة بين روسيا والغرب مع أنه لا يوجد شيء يسوغ هذه الوحدة بسبب الوعي الفطري الروسي الذي ينظر بعدائية لكل ما هو خارج روسيا الأم والذي تجسد في كتابات تولستوي وأكساكوف ودوستويافسكي ، فإن "أوروبا" هو دوي صوتي أجوف وكل الإبداعات التي أتت بها العصور القديمة إنما تولدت من إنكار كل حد قاري بين روما وقبرص ، بيزنطة والإسكندرية.
ألمانيا كانت أمة ماورائية بإمتياز فهي لم تغز العالم عسكريا كما فعل الأوربيون ولكنها جعلت فلسفتها المتناقضة والمتكاملة والمتفجرة تتصدر كل العالم إلى أن ضلت الطريق في القرن العشرين ، إلا أن مؤلفات نيتشه كانت الشاهد الرئيس على انهيار وانقلاب القيم التي رفعت عليها الثقافات الأوروبية بنيانها منذ عصر النهضة، فدمر نيتشه أصنام المثالية والبحث عن الصالح العام والتوق للكونية ، فكتابه "هكذا تكلم زرادشت" ما هو الا كشف لاتساع الأزمة التي حلت بكل الفكر الغربي بعد انهيار الوحدة اللاهوتية والمؤسساتية في الديار المسيحية.
إن القادة الأوروبيين لا وقت لديهم للاهتمام - سوى هامشيا - بشؤون العالم بعدما كان القرن ال١٩ حقبة الأحلام المجنونة في تحول أوروبا بغرض البقاء على الدوام في طليعة البشر ، والآن سلمت دفة التاريخ للولايات المتحدة.
شد التقليد الفكري المحافظ في أمريكا بين ٢٠٠٠ و ٢٠٠٨ إعجاب أوروبا المحبة للفكر التقليدي ، وفي سذاجة محيرة يأمل العديد من الأوروبيين أن تكون أمريكا أتت لنجدتهم من خلال الحربين العالميتين ، مع أن أمريكا لم تعلن وقوفها الى جانب الحلفاء الا بعدما تضررت مصالحها.
كتاب جدير بالقراءة للمهتمين بالتغريب والتاريخ الأوروبي الحقيقيl...more
"من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة، وعلى أنفسهم جنوا" أحمد أمين
لكن هل مات المعتزلة فعلا ؟ ظننت أنني سأجد الإجابة في هذا الكتاب ، لكن ما وجدته هو نقد "من أكبر مصائب المسلمين موت المعتزلة، وعلى أنفسهم جنوا" أحمد أمين
لكن هل مات المعتزلة فعلا ؟ ظننت أنني سأجد الإجابة في هذا الكتاب ، لكن ما وجدته هو نقد لكتب "محمد عمارة" وبعض أقوال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ، لم أجد المعتزلة الجدد في هذا الكتاب.
بعض أفكار المؤلف : صار المعتزلة مثل رقعة الشطرنج يسعى كل طرف من اللاعبين إلى تحريك قطعها بما يضمن نصره ، فالمستشرقين يبحثون عن شرق متخيل ينتصر للغرب العقلاني على الشرق الحالم ويربط حلقات الحضارات ببعض ، أما عند محمد عمارة فإن علم الكلام صناعة اسلامية لا دخل لليونان فيها ، وتراث المعتزلة فيه كنوز العقلانية التي صنعت مجد الأمة القديم، وكما صرح عمارة في تحقيقه لرسائل العدل والتوحيد فإنه يريد شحن الأجيال الحاضرة بالكبرياء المشروع ليعينها في النهضة الحضارية الحديثة.
يرى المؤلف أن حديث عمارة عن العقلانية الإسلامية ليس موضوعيا لأن العقلانية هي أن تؤمن بالعقل وحده لإدراك الحقيقة بخلاف الإيمانيين الذين جعلوا العقل كاشفا للوحي وليس للحقيقة ، لذلك ستظل القيود للدينية والتاريخية حاجزا أمام كل نظر عقلي ، ويرى عبدالمجيد الشرفي أن محمد عبده لا يذهب بالعقلانية الى أقصى نتائجها بل إنه سايرها وسرعان ما استرجع باليد اليسرى ما أعطاه باليمنى ، فالعقلانية الدينية هي مطابقة العقائد الإيمانية لأحكام العقل ، أما المذهب العقلي الذي اعتنقه ديكارت وسبينوزا وهيجل فهو يرجع الحكم الى الذهن فلا يفسح مجالا للظواهر الوجدانية والإرادية في الأعمال الذهنية.
يرى المؤلف أن العقلانية الإسلامية ظلت رهينة وهم التجديد والحال أنها متورطة في السلفية وتهمش مقومات النهضة كالعلم والفلسفة والواقع.
لكن أليس الإعتزال جهد حضاري شاق اختار العقل منهجا تحليليا لعالم المسافة والزمن وجعل الحرية علما له فق بناء الإنسان وتقدير موقفه من نظام الكون ؟ ولذلك كان العقل هو المسلمة الأولى في فكر الإعتزال.
ينفي المؤلف وجود شيء اسمه الوسطية الإسلامية لأنها لم تحدث قط ، بل ويرى الوسطية مفهوم كسول يحاول الإستفادة من جهرد غيره ثم يخرج من بين الرأيين معتدلا متعاليا عن التناقضات والغلو والتساهل ليخرج الرأي الوسط وكأنه قد حسم الخلاف ليصل إلى الحقيقة المطلقة.
ويذهب المؤلف الى أبعد من ذلك ليقول أن الإسلام مهزوم لأنه ببساطة ينتشر في الدول الأكثر ضعفا وتخلفا، وطبعا هذه مغالطة جغرافية حيث أن الفقر لا دين له ، وإن أردته دينا فاجعله بوذيا أو هندوسيا لأنهم يشكلون أغلب فقراء العالم.
المؤلف يريد أن يبني الحضارة بهدم كل التراث الذي سبقها والذي يعده رجعيا ومتخلفا وترقيعيا بلا إستثناء مع أنه لا توجد حضارة على سطح الأرض لم تبنى على أنقاض الحضارة التي سبقتها ، فهل كان في رؤيته وفكره واقعيا أو مدركا لما يدور حوله ؟ لا أظن...more
الأولى بهذا الكتاب أن ينسب لمحققه وليس لمؤلفه حيث أن ما خطه المؤلف لا يتعدى ال٧٠ صفحة أي أقل من خمس الكتاب تقريبا ، أما بقية الكتاب فهو دراسة المحقق ل الأولى بهذا الكتاب أن ينسب لمحققه وليس لمؤلفه حيث أن ما خطه المؤلف لا يتعدى ال٧٠ صفحة أي أقل من خمس الكتاب تقريبا ، أما بقية الكتاب فهو دراسة المحقق لكلمتي "أدب"و "العدل" و"مرايا الأمراء" في المصنفات الإسلامية.
يرى المحقق أن كتاب الهيتمي يمثل نموذجا من التشكل المرن للنص الديني حيث حوى أحاديث لم تكن مألوفة عن أصحاب المؤلفات الأقدم وهذا مؤشر انسجام مع المادة العلمانية أو العقلانية في موضوع العدل في السياسة ، وغني عن القول أن اختيار التصنيف في العدل ينم عن حاجة ما لمسها المصنف في عصره وهي انتشار الظلم وانحسار العدل ، مع أنه عاصر السلطان سليمان القانوني والذي أسبغ عليه المديح والإطراء في مقدمة الكتاب.
يرى عبدالرحمن بدوي أن سبب ضعف تأثير الثقافة اليونانية في الحضارة الإسلامية هو نفور أهل السنة منها لتعارضها مع طبيعة الفهم الاسلامي للأشياء واعتناق أغلب من ظلوا تحت الحكم الإسلامي من البيزنطيين للمسيحية ، بخلاف الفرس الذين اعتنق اغلبهم الاسلام وهذا ما يفسر إقبال العرب على الثقافة الفارسية لينهلوا منها.
فمثلا عادة جلوس الحاكم للمظالم لم يكن أمرا استحدثه الخلفاء والسلاطين بل إنه كان عادة فارسية قبل ظهور الإسلام حيث أن الفرس كانوا يرون ذلك تطبيقا لقوانين العدل وتقوية لقواعد الملك.
تعبر المؤلفات ذات الطابع الفقهي القضائي عن الفكر الشرعي التقليدي والذي أثر في الفكر الاسلامي بشكل عام ، ومن أهم رجاله أبويوسف القاضي والماوردي والغزالي وابن الجوزي وابن جماعة ، ويظهر في هذه المؤلفات الافتراض بأن طبيعة المسلم الحقيقية تميل الى تبني العدل ونبذ الظلم حتى ظل الربط بين الظلم وانعدام الدين قائما في الذاكرة الشعبية الاسلامية.
لم تتضمن مؤلفات متون الحديث والمراجع الأدبية الا بعض الأحاديث القليلة التي تتناول العدل السياسي.
من أبرز الأقوال المأثورة والمعبرة عن الميل لصالح الحاكم الكافر العادل قول الماوردي في "تسهيل النظر" ( الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم ) ، ورغم التناقض بين الاعتقاد الديني السائد في الاسلام في وجوب تفضيل الدين على ما سواه إلا أن ابن تيمية استخدم هذا القول في حديثه عن انتهاج العدل عند أهل الأديان الفاسدة فقال ( الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة )
أما مصادر كتاب الهيتمي فهي كتب الحديث الثانوية مثل مسند الفردوس وكتب أبي نعيم وأمالي ابن عساكر بالإضافة الى الرئيسي منها كالبخاري ومسلم وأحمد والترمذي ، وأحاديث الكتاب ضعيفة في معظمها ، لكن ما أهم المحقق هو المادة المعرفية والأدبية المنصوص عليها في الكتاب.
من وجهة نظري أن حجم هذا الكتاب أكبر من قيمته الحقيقية ، فمثلا يحقق المحقق الحديث في صفحة كاملة ولا يضيف شيئا للقيمة المعرفية للقارئ سوى أنه أثبت وجود الحديث في عشرين مصدرا مختلفا....more
بكل شجاعة يتحدث جلعاد عن جده المتعصب الذي كان يحترم ثقافة العرب لكنه يستغرب إصرارهم على العيش في فلسطين وعندهم كل تلك المساحات الشاسعة في العالم العرببكل شجاعة يتحدث جلعاد عن جده المتعصب الذي كان يحترم ثقافة العرب لكنه يستغرب إصرارهم على العيش في فلسطين وعندهم كل تلك المساحات الشاسعة في العالم العربي ، وهذا ما جعل شائعة أن الفلسطينيين تخلوا عن بيوتهم طواعية لليهود تسري في يهود الشتات الملقبين بالدياسبورا.
من خلال الموسيقى التي تصارع "جلعاد" مع العربي منها ثم تصالح معها ، تعلم المؤلف أن يستمع ويستمتع بدلا من النظر إلى التاريخ.
يقسم الكاتب اليهود إلى ٣ فئات : تابعو الديانة البهودية / بشر تصادف انحدارهم من أصل يهودي / يهود وضعوا يهوديتهم فوق كل أحد وهم الصهاينة ويعتقد بعضهم أن الاندماج مع الأوطان الأخرى مستحيل بسبب الشرط البيولوجي ، وأيضا منهم "السايعانيم" أو المساعدون الذين قد يخونون أوطانهم من أجل يهوديتهم كالآلاف التي تعيش في لندن وتسهل عمليات الموساد.
تتخصص جماعات الضغط الصهيونية في أمريكا في اقتفاء اليهود الأثرياء للضغط عليهم ليعبروا عن هويتهم علنا ، ومن اليهود الأثرياء تم تمويل الثورة الشيوعية في عام ١٩١٧ والتي كان منظرها "كارل ماركس" عدوا لليهود حيث كان يقرنهم بالرأسمالية الظالمة المجحفة في العالم.
يعتبر الكاتب الهولوكوست نصرا صهيونيا - مع حرب ١٩٦٧ - كان بحد ذاته كفيلا بتغيير موقف يهود العالم نحو الصهيونية التي كان كثير منهم مستائين منها ، فتم تكريس سياسة "الهامش" عن طريق عداوة المرء لنفسه ، ويعتمد الصهاينة على الكنس المحروقة تماما كما تعتمد السحاقيات على ضحايا الإغتصاب في المطالبة بحقوقهن ، ولو لم تكن هناك كنس محروقة لقام الموساد بنفسه بحرقها من أجل المصلحة المرجوة من ذلك.
اذا تم استدعاء شخصية تاجر البندقية "شايلوك" الى الأذهان فإن المعاملة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين تبدو كمجرد حدث آخر في السلسلة الجهنمية اللانهائية.
يزعم الاسرائيليون أن الجيش الاسرائيلي هو الجيش الوحيد في العالم الذي يملك مدونة سلوك ومبادئ أخلاقية ! وذلك بعد أن حذفوا مساهمات "كانت" في الأخلاق والذي يعتبر الأخلاق مسألة حكم وأن ما يميز الكائن الأخلاقي هو مقدرته على الحكم على نحو أخلاقي حيث ينخرط الشعب في تمرين أخلاقي مستمر بدلا من القبول الرمزي بقاعدة بعينها.
هناك قائمة من الناس الذين "يجب أن نكرههم" عند المواطن الغربي تبدأ من النازيين ثم الشيوعين ثم محور الشر والآن الفاشيين الإسلاميين والقائمة ما تزال مفتوحة.
لا يستطيع اليهود الانخراط في صنع السلام لأن فكرة المصالحة قد تؤدي الى فقدان الهوية.
شن الفيلسوف اليهودي "سبينوزا" هجوما حداثيا على الأرثوذكسية التوراتية وكان هدفه استبدال إله إبراهيم بالعقل ، وحاول الفلاسفة اليهود رأب الصدع الذي أحدثه سبينوزا فاستبدلت المواجهة بشكل سطحي من سياسة الهوية اليسارية والتطبيق العملي للصهيونية.
لا يزال اليهودي يعاني من عقدة "الغيتو" التي تعني المناطق اليهودية المعزولة ، فأخذ شارون على عاتقه بناء غيتو جديد يوفر لليهودي عالمه الخاص ويعزله عن ما يخيفه في العالم الخارجي ، وكلما تشبث الاسرائيلي بالعزلة كلما ازداد حجم الموت الذي ينشره من حوله وكلما تناقص شعوره بأنه يشبه بقية الإنسانية.
وجد مسح جغرافي أن نسبة العلمانيين في إسرائيل انخفضت من ٤١٪ في سنة ١٩٧١ إلى ٢٠٪ في عام ٢٠٠٧.
الإسرائيليون الجدد لا يرون أي سبب للتضحية بأنفسهم في المذبح اليهودي ، مع أن جيشهم آمن نسبيا ويتجنب المعارك البرية، وبسبب جبنهم الذي اكتشفه أعداءهم في المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، لم يتمكنوا من إخضاع المقاومة في لبنان وغزة، فالشباب منهم نزاعون للهروب بعد الخدمة الإلزامية ومن لم يتمكن من المغادرة انتسب لثقافة اللامبالاة.
بحلول عام ١٩٥١ وضع المشرعون الإسرائيليون قانون أملاك الغائب ليسطوا على بيوت الفلسطنيين المهجرين ، وعلى الرغم أن معظم اليهود لا يتبعون الكتاب المقدس والعديد منهم يجهل محتواياته إلا أن الروح الفتاكة للنص التوراتي قد ملأت جوهر الخطاب السياسي الحديث حتى صارت السرقة والكراهية متشربتان في الأيدولوجية اليهودية الحديثة.
لخص الكاتب حال اليهود بأنهم أمة تتكون من مجموعة من الناس يجمعهم خطأ مشترك بشأن أسلافهم وكراهية مشتركة لجيرانهم ، فالعلمانيين اليهود دائما ما يرددون عبارة "هتلر جعلني يهوديا".
يتساءل المؤلف من اخترع اليهود ؟ فالكتاب المقدس رواية خيالية خرج كنص أيدولوجي ليخدم غايات اجتماعية وسياسية ، فمملكة داود لم تكن سوى جيب صغير في الدول العظيمة التي تجاوره ، والدليل الأثري الذي يقود للملك سليمان تم دحضه باختبارات الكربون المشع ، بل وينقل عن أحد الباحثين أن الشعب الفلسطيني هم أحفاد اليهود الحقيقيين لأن الفلاحين لا يتركون أرضهم إلا إذا طردوا منها ولم يثبت حصول نفي بحقهم ! واليهود المعاصرين لا ينحدرون من أصل مشترك ولا يوجد لهم أي صلة من أي نوع في فلسطين.
تشير ديانة "الهولوكوست" التي تبناها اليهود الى تخلي اليهودية أخيرا عن التوحيد حيث أن كل يهودي هو إله صغير محتمل ، ف"فريدمان" هو إله الأسواق الحرة و"بول ولفويتس" هو اله التدخل الأمريكي و"فوكسمان" هو إله مكافحة التشهير ، وتمثل لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية جبل الأوليمب الأمريكي حيث يتوافد البشر إليه المرشحون طلبا لما تيسر من الدعم المالي السخي.
طرح الكاتب حقيقة الهولوكوست بكل جرأة مطالبا بتوفير دليل تاريخي حقيقي بدلا من اقتفاء رواية تاريخية يعززها الضغط السياسي ، فيسخر أن جدته لم تتحول الى صابونة كما لقنوه في إسرائيل ! فلعلها ماتت من الإنهاك أو التيفوئيد أو من خلال إطلاق نار جماعي ! إن مصيرها لا يختلف عن مئات الآلاف من المدنيين الألمانيين الذين قتلوا في الحرب جراء القصف العشوائي والمتعمد فقط لأنهم ألمان !
ويختم بمطالبته الغرب للعودة لروح أثينا والابتعاد عن القدس لينقذوا أنفسهم ويعودوا إلى قيم الأخلاق الغربية المتسامحة.
نص الكاتب أنه بالحداثة يتكلم ، فيتساءل عن سبب حصول انقلاب في المنطق و تفشي المرجعيات ، نقل المؤلف كثيرا عن محمد شحرور حتى كأنك تقرأ لشحرور وليس للعبدونص الكاتب أنه بالحداثة يتكلم ، فيتساءل عن سبب حصول انقلاب في المنطق و تفشي المرجعيات ، نقل المؤلف كثيرا عن محمد شحرور حتى كأنك تقرأ لشحرور وليس للعبدولي.
يقدم علم النفس التطوري وعدا بالإجابة على أكثر الأسئلة عمقا ... لماذا يعيش الناس في جماعات ؟ لماذا يكونون صداقات ؟ لماذا يتعاون الناس ؟ لماذا يتنافسون يقدم علم النفس التطوري وعدا بالإجابة على أكثر الأسئلة عمقا ... لماذا يعيش الناس في جماعات ؟ لماذا يكونون صداقات ؟ لماذا يتعاون الناس ؟ لماذا يتنافسون ؟ لماذا يتصادمون ؟ لماذا يتعايشون ؟
تظهر سجلات الجماجم دليلا كافيا على التطور الفيزيقي أو البيولوجي بحيث يقر غالبية العلماء بأن تغيرا قد حدث مع مرور الزمن ، أما تطور السلوك فلاشك أنه صعب التصور على العلماء كما هو على العامة لأنه لا يترك عمليا أحافير تدل عليه.
النظرية التطورية لا تقتضي ضمنا حتمية جينية ولا تتضمن أننا عاجزون عن تغيير الأشياء ولا تعني أن تكفياتنا الحالية مصممة على الوجه الأفضل.
برهن "هارلو" أن صغار القردة لا تفضل تمثال الأم الصناعي الذي تحصل منه على الحليب وبرهنت تجربة آغاسيا أن الفئران تتجنب الطعام الذي يثير الغثيان بعدما جربته أول مرة، وهو ما يعني أن ما يحدث داخل أدمغة المتعضيات لا يمكن تعليله من خلال احتمالات التعزيز الخارجي وحدها والتي اقترحها "سكنر" سابقا ، فالبشر مهيأون لتعلم بعض الأشياء بسهولة ومهيئون ألا يتعلموا أشياء أخرى مطلقا، وأثبتت أن البيئة الخارجية ليست المحدد الوحيد للسلوك.
تشير التجارب الى أن البشر لديهم القدرة على إيقاف الإشمئزاز أو التغلب عليه لحل مشكلات تكيف أخرى ، فمثلا يعد البراز من المولدات الأولى للقرف عند الأمريكان واليابانيين ، لكن ثبت في التجارب أن الأمهات يبدين تفاعلا أقل إشمئزازا حين يشتممن براز أولادهن من بين روائح براز الأطفال الأخرى.
وحام الحامل هو نوع من التكيف يقي الأمهات من استهلاك مواد "تيراتوجينيك" مضرة بالجنين مثل السميات الموجودة في التفاح والموز، والتي تفرز كنوع من الدفاع ضد المفترسين ، وقد تنفر الحامل من الخبز والقهوة والكاكاو واللحم والبيض والمقليات التي تحتوي على مواد مسرطنة ! فالتقيؤ يمنع دخول هذه السموم الى مجرى دم الحامل وذهابه الى جنينها ، وعادة يحدث الوحام في الوقت الذي تكون فيه مناعة الجنين في حدودها الدنيا ضد السميات، وهي فترة ٢-٤ أسابيع بعد الإخصاب ، ويختفي في الاسبوع ال١٤ عند انتهاء الفترة الحساسة لنمو الأعضاء ، ووجد في دراسة أن الحامل التي لا تصاب بالوحام تكون أكثر عرضة للإجهاض في خلال الثلث الأول من الحمل ب٣ مرات.
الناس مهيئون لتضخيم العواقب السلبية الصادرة عن موضوعات خطرة تاريخيا ولكنهن غير مستعدين لعمل ذلك من الأمور المستجدة ، فهم يلتزمون جانب الحيطة اتجاه الأشياء التي كانت خطرة بالنسبة للأسلاف ولو على حساب ارتكاب بعض الأخطاء ، وهذا ينطبق على واقع العالم الإسلامي الذي لا يزال أغلبه يعيش في أحد بحار أخطاء التاريخ ويتصرف بحذر إزاء حماية هذه الأخطاء أو تبريرها.
طور البشر آليات دفاع طبيعية ضد الأمراض من مثل الحمى - التي هي دفاع طبيعي ضد المرض وتخفيضها قد يؤخر الشفاء - وإنقاص الحديد الذي تتغذى عليه البكتيريا بالابتعاد عن تناول اللحوم وقت المرض، فيبدو أن التدخل في هذه التكيفات سبب أذى أكبر مما ساعد في الشفاء.
نظرية الشيخوخة : تتناقص قوى الانتخاب الطبيعي مع تقدم السن ، فنشاط موروثة مؤذية لفتاة عمرها ٢٠ سنة أشد ضررا من أثرها على امرأة عمرها ٥٠ سنة، لأنها في الأولى تؤثر على القدرة الإنجابية والتكاثرية للشابة فيكون أشد إيلاما ، تساعد هذه النظرية في تفسير تلف أعضائنا في الوقت ذاته في آخر حياتنا ، وتساعد في تفسير سبب موت الرجال في عمر أصغر من النساء ، فالمرأة تنجب عددا محدودا من الأطفال أما الرجل فيستطيع إنجاب عشرات الأطفال ، وبما أن الرجال لديهم تفاوت أكبر في التكاثر فإن وسائل الانتخاب الطبيعي تعمل بشدة أكبر عليهم ، والانتخاب الطبيعي يحابي الموروثات التي تمكن الرجل من التنافس بنجاح في التزاوج في مرحلة مبكرة من العمر لكي يكون واحد من القلة التي تتوالد بكثرة ، ينتج هذا الانتقاء القوي نسبة أكبر من المورثات متعددة المفاعيل التي تسبب الموت المبكر.
يسود في قبائل الأبورجيين في شمال استراليا حكم المسنين الذي يحكمون بالقوة والوجاهة ، يفضل النساء في ٣٧ ثقافة الاقتران برجال أكبر منهم سنا لأنهن يبحثن عن ديمومة الحصول على الموارد المطلوبة ، وتفضل النساء الرجال ذوي القامة الطويلة نسبيا وذوي العضلات المفتولة والجذع على شكل V مع كتفين أعرض من الردفين، وهي علامات تدل على قدرة الرجل على حماية المرأة.
تنزع النساء في السياق الزوجي طويل المدى الى تفضيل الخصال على الطلعة من مثل صفات النضج والثقة ، ووجدت دراسة أن النساء في مرحلة الإخصاب من الدورة الشهرية يفضلن الوجوه الذكورية ويفضلن شم رائحة الرجل ، وهذا يدعم فرضية الموروثات الجيدة ، فان النساء في أكثر لحظات الحمل ترجيحا تصبحن منجذبات للرجال الذين تبدو عليهم آثار التستوسترون الذكورية وهي علامة تثبت وجود جهاز مناعي معافى للرجل.
باستخدام نظرية الرنين المغناطيسي ، عندما ينظر رجل الى إمرأة جذابة فإن منطقة النواة المائلة nucleus accumbens تصبح نشطة وهي تعتبر مركز اللذة في الدماغ ، ولا تنشط هذه الغدة عند النظر لوجوه نساء نمطيات أو لوجوه الذكور.
لا يوفر الزواج سوى القليل من المزايا للنساء السويدات ، فيوفر دافعو الضرائب السويديون نظام الرعاية الاجتماعية والرعاية النهارية للاطفال وإجازات الأمومة والعديد من المزايا الأخرى ، فتحد هذه المميزات من سلبيات ممارسة السويديات لحياة جنسية حرة قبل الزواج ، فعمليا لا يوجد هناك نساء عذارى قبل الزواج في السويد وأدى ذلك إلى تراجع اهتمام الرجل السويدي بالعذرية.
التشريح والفسيولوجيا والسيكولوجيا البشرية تفضح ماضيا مليء بالعلاقات الغرامية عند الأسلاف ، لدى الرجال فعليا رغبة أكبر في الاقتران قصير المدى مما لدى النساء ، ويعبر الرجال عن رغبة أكبر في تنوع الشريكات الجنسيات ، ويتيح الرجال وقت أقل قبل أن يبحثوا عن الوصال الجنسي ، ومعايير أقل للطرف الآخر، ولديهم المزيد من التخيلات الجنسيو ويشعرون بمزيد من الحسرة على الفرص الجنسية الضائعة ، وينخرطون في عدد أكبر من العلاقات الغرامية خارج الزواج ، ومع أن قلة من علماء النفس تنكر هذه الفروق الأساسية بين الجنسين الا أن الفرق على صعيد التنويع الجنسي هو واحد من أكبر الفروق وأكثرها إثباتا وتوثيقا في الدراسات العلمية.
وجود بعض المؤشرات لدى الرجال من مثل حجم الخصيتين وتفاوت مقدار الإمناء يشير الى تاريخ تطوري طويل من التنافس المنوي والذي يضغط على الرجل لإنتاج إمناءات وفيرة مما يعني الأفضلية على إزاحة إمناءات الرجال الآخرين في التسابق على البويضة الثمينة عند المرأة.
يرى الكاتب أن الإناث في كل المملكة الحيوانية يغلب عليهن العناية بذريتهن ، هناك فرضيتان لذلك ، الاولى "عدم التأكد من الأبوة" حيث أنه من منظور الذكر هناك دوما بعض الاحتمال أن يكون ذكر آخر لقح الأنثى ! الثانية فرضية "كلفة فرصة الاقتران" حيث أن تكاليف الاقتران ستكون أكبر على الذكور فلذلك فإن قيامهم بالرعاية الوالدية يقل ! ذهبت دراسة كندية أن ٨١ ٪ من الوالدات يعلقن أن الولد فيه شبه من أبيه للتأثير في إدراكات الأب حول أبوته للطفل.
يبدأ صراع الأم مع طفلها في الرحم ، والذي يبدأ بإنتاج هرمون الحمل من قبل الجنين ليمنع أمه من الحمل ، ويبدو ان انتاج الكثير من هذا الهرمون هو محاولة من قبل الجنين لإفشال محاولات الأم لإجهاضه تلقائيا ، ثم يبدأ صراع الطعام ، ويرتفع ضغط دم الأم الذي قد يسبب لها ما قبل الإرجاج ! قد تبدو هذه النظرية من غرائب الخيال العلمي إلا أن ما يخبئه لنا المستقبل من علم لهو أشد غرابة.
تقترح نظرية العقد الاجتماعي تطور ٥ كفاءات معرفية لدى البشر للانخراط في المقايضة الاجتماعية الناجحة ، يميل الناس الى البحث عن أولئك الذين استفادوا من علاقة ما بدون أن يدفعوا التكاليف المتوقعة لكي يتخذوا منهم موقفا.
يتقاسم البشر والشامبنزي النمط الفريد من العدوان حيث يتضامن الرجال معا لمهاجمة جماعات أخرى ( توتسي وهوتو ، السنة والشيعة ، اليهود والعرب الخ الخ ) وهذا النمط من العدوانية والتناحر غير معروف في الأنواع الأخرى ، تشكل ثنائية الشكل الجنسي وتنافس الذكر مع الذكر عناصر قديمة ومستمرة في تاريخنا التطوري.
يدخل الجنس في حقل الصراع بين الرجل والمرأة والذي قد يتمثل في الخلاف في تكرار ممارسة الجنس وتوقيته ، وقد تتمنع المرأة لتجعل من ذلك شيئا صعب المنال فتجبر الرجل على التفكير في استثمار العلاقة العلاقة لتصل للزواج ليحصل على ما يصبو اليه.
حصل الرجال ذوو المكانة العالية عبر التاريخ على فرص جنسية مع عدد أكبر من الزوجات والعشيقات ، يميل الرجال نحو السيطرة الاجتماعية ، ولقد تم ربط كل من هرمون التستوسترون والسيروتينين بالسيطرة مع أن اتجاه السببية في الحالتين يبقى غير مؤكد ، الا ان هناك دليل التستوسترون يتزايد بعد الانتصار ويقل بعد الهزيمة.
ينقص أفكار الكتاب الكثير من اليقين ، إلا أنه يفتح الباب أما سلسلة لا تنتهي من الافتراضات التي قد تتحول مستقبلا الى حقائق أو ما يقارب الحقائق ، أما بخصوص ترجمة الكتاب فللأسف - ومع علو قدم الدكتور حجازي - إلا أنني كنت مضطرا لأذكر نفسي في كل صفحة أن هذا الكتاب مترجم بسبب عدم استقامة الجمل تارة وركاكتها تارة أخرى....more
وصف المؤلف حال أوروبا أبان قرون الظلام بأبلغ وصف ، حيث لا دولة مركزية تحكم القارة العجوز ، وتنافس في الاقطاع بين النبلاء والقساوسة ، وانبالسيف والصليب
وصف المؤلف حال أوروبا أبان قرون الظلام بأبلغ وصف ، حيث لا دولة مركزية تحكم القارة العجوز ، وتنافس في الاقطاع بين النبلاء والقساوسة ، وانتشار مميت للفقر والقحط حيث أن ما قرأته من وصف يصف شعوبا بدائية بربرية صودف أنها وجدت المسيحية الكاثوليكية كديانة وحيدة أمامها لاعتناقها طوعا وكرها.
فما كان من البابا أوربان الثاني الا الاعلان عن أن أراضي الوثنيين في الشرق الأوسط تسيل لبنا وعسلا حول القدس الشريف وحان وقت تطهيرها من المسلمين وانقاذ قبر المسيح !
ويذكر الكاتب أن السلاجقة والعرب لم يقوموا باضطهاد يذكر لأتباع الديانات الأخرى وتميزوا بالتسامح الديني ، حيث تركوا للمسيحيين حرية العبادة وسمحوا لكبار البطاركة بالبقاء في مقرات إقامتهم في القدس وأنطاكية ، ولم تتعرض كنيسة القيامة وقبر المسيح لأي تخريب أو تدنيس طوال العهد الاسلامي ، ولم يتسبب السلاجقة بأي مضايقة للشعارات الدينية ولا للحجاج المسيحيين الذين لم يكونوا يدفعون الا ضريبة زهيدة اذا ما قورنت بالضريبة الضخمة التي تفرضها السلطة الدينية في القسطنطينية على معتنقي دينها من الأديان الأخرى ! فما وصفه أوربان في خطبه الحماسية لم يكن يمت للواقع بصلة ...وكان مجرد بلاغة شعرية.
في طريق الحرب المقدسة ارتكب فلاحو الصليبيين مجازر ضد اليهود في المدن الألمانية والتشيكية ، ونهبوا منازل المسيحيين في المجر ، ولاتقاء بربريتهم تم منعهم من دخول القسطنطينية وتم نقلهم بالسفن لسواحل المسلمين ، وبمجرد وصولهم كان بانتظارهم فرسان السلاجقة فحصدوا منهم ٢٥ ألفا في الحملة الصليبية الأولى !
بمجرد وقوع عيون فرسان الصليب على الذهب وحقول القمح الواسعة والمواشي وبساتين الفواكه حتى تبخرت أفكارهم عن المقدسات الدينية ، لكن المدونين اللاتين يحاولون طمس الحقائق ويتحدثون عن وحدة الكلمة بين القوميات المختلفة التي كانت في قمة الهشاشة.
بمجرد احتلال أنطاكية والاستيلاء على خيراتها ، لم يكن أمير أنطاكية الجديد يفكر بمتابعة الحملة الى القدس ! حتى قام الغوغاء بهدم أسوار المدينة حتى يجبروا الأمراء والقساوسة على التوجه للقدس.
بعد حصار دام أسابيعا ، سقطت القدس وارتكب الصليبيون فيها مجزرة مشهورة ، فاقتحموا المسجدين العمري والأقصى للبحث عن الكنوز والأموال وقتلوا وسبوا كل من لجأ للمسجد من رجال ونساء ، أما الأطفال فدكوا رؤوسهم بالأحجار الكبيرة ، وقام بطريرك القدس بنفسه بالخروج الى الشارع والسيف في يده يضرب ذات اليمين وذات الشمال كل من صادفه من المسلمين الى أن وصل كنيسة الهيكل المقدس ليقدم القربان المقدس.
كان البابا قد بارك خطط البندقية القرصنية وضحى عمليا بالمشاعر الدينية من أجل المصالح السياسية ، أما الصليبيون فقد كان أغلبهم على استعداد لشن الحرب على أي كان في سبيل الحصول على الغنائم الكبيرة.
شكل الاستيلاء على القسطنطينية ونهبها وحرقها وصمة عار وواحدة من أكبر جرائم الغرب الاقطاعي والكنيسة الكاثوليكية ضد الحضارة البشرية بدلا من استرجاع قبر الرب المقدس.
مع الآثار المروعة للحملان الصليبية على التاريخ الإنساني ، فقد أثر الشرق الاسلامي على الحضارة الغربية ، فبدأت أوروبا الغربية بزراعة الحنطة والمشمش والليمون والرز والبطيخ ، وبدأوا بناء الطواحين الهوائية التي رأوها لأول مرة في سوريا ، وصاروا يستحمون بالماء الساخن ويستبدلون ثيابهم باستمرار.
من وجهة نظري أن مصطلح "الحروب الصليبية" ينبغي أن يعمم على كل من قاتل الإنسانية باسم الدين سواء كان مسلما أو يهوديا أو مسيحيا ، فالمسلم القاعدي والداعشي واليهودي المتصهين والمسيحي اليميني هو شكل متطور من أشكال الحروب الصليبية سواء حمل الصليب أم لم يحمله....more